قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الأول

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الأول

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الأول

وقفت السيارات الثلاثة أمام ذلك المكان الكبير
ترجل من السيارة الأولي يغلق زر حلته السوداء
الفخمة نظر في ساعته ليزفر بضيق نظر لشريكيه اللذان نزلا من سيارتهم يقفان بجانبها
ليجد أحدهما يدخن سيجارة بهدوء تام والآخر يتأكد من ضبط رابطة عنقه
زفر عمر بضيق وهو ينظر في ساعته للمرة العاشرة خلال دقيقة: هما اتأخروا كدا ليه.

ضحك علي بسخرية وهو يحل رابطة عنقه ليعيد ضبطها من جديد ليلقي فارس السيجارة ارضا يشاركه في الضحك
علي ضاحكا: ما تتقل يا موري مش كدة
اتجه فارس ناحية علي يعقد رابطة عنقه: هات يا ابني اعملك البتاعة اللي مجنناك دي
ركل عمر الحصوات بضيق يزفر بحنق ليضحك فارس وعلي عليه.

بعد مرور نصف ساعه عمر بغيظ: وبعدين بقي دول قالوا عشر دقايق وبقالهم فوق النص ساعة أنا زهقت
هز فارس رأسه نفيا بيأس ليلقي سيجارته الثانية ارضا يسحقها تحت حذائه الأسود اللامع هاتفا بتهكم: وأنت صدقت يا اهبل دول ستات يا ابا ما تقولوا حاجة يا برنس
رد علي بغيظ: بلا برنس بلا زفت البتاعة دي خنقاني اوووي، طب أهو
نزعها بضيق ليلقيها في سيارته بعنف
تهللت اسارير عمر عندما وصلته تلك الرسالة.

احنا خلصنا ليزفر بارتياح: اخيراااا
اغلق زر حلته السوداء متجها بخطي واسعة ناحية باب الصالون وقف قليلا في حيرة يدخل أم لاء لتشق الابتسامة وجهه حينما رآها تخرج بطلتها الساحرة التي خطفت أنفاسه
نظر لها بابتسامة عاشقة تشع حبا ليتلقط كف يدها يقبله برفق هامسا بسعادة: مبروك يا تالا
اخفضت بصرها خجلا لتهمس بصوت بالكاد استطاع سماعه من شده خجلها: الله يبارك فيك.

بينما تقف نجلاء والدتها بجانبهم تطلق الزغاريد العالية بسعادة
نجلاء: يلا يا ابني عشان اتأخرنا، عمك نور كل شوية يتصل يستعجلنا
هز رأسه إيجابا بابتسامة واسعة ليمسك يدها برفق يجعلها تتأبط ذراعه ليسير بها ناحية سيارته التي يقودها أحد أصدقائه متجها بهم الي قاعة الزفاف.

دقائق لتخرج زينب تطلق الزغاريد العالية ومن بعدها خرجت ياسمين تتألق كنجمة ساطعة في سماء ليلة مظلمة اضاء نورها البراق شهب الدياجي بفستانها الوردي الرقيق مكياجها الهادئ حجابها الذي التف حول وجهها برفق، تنهد بحرارة وهو يلتهم ملامح وجهها اللطيفة التي تشع وهجا من شدة خجلها ليدني برأسه يلثم جبينها بقبلة شغوفة محبة هامسا بحب: بحبك يا زهرة الياسمين.

ابتسمت بخجل تفرك يديها بتوتر لتنتبه علي صوت والدها وهو ينهره بضيق: أنت يا عم فارس مافيش بوس يا بابا قبل كتب الكتاب ويلا اتأخرنا علي القاعة
ابتسم باحراج يعبث في شعره بخجل ليمسك بيدها متجها بها الي سيارة والدها تتبعهم والدتها التي لم تتوقف عن إطلاق الزغاريد
ليبقي هو دخل الي صالون التجميل عندما تأخرت يهتف بسخط: ساعة يا لبنى.

لتشخص عينيه بذهول ما أن رآها ترتدي فستان احمر طويل بحمالتين عريضتين بشعرها الأسود القصير عينيها الواسعة التي زينها (الكحل ) ليبرز جمالهما
اطلق صفيرا طويلا معبرا عن إعجابه: مين المزة الجامدة دي
فريدة بضحكة صغيرة: لك دخيلك يا خيي ما فيك تعرف مرتك
تنهد بحرارة هاتفا بسهتنة: بالله عليكي يا طنط فريدة بلاش المدبلج دا انتي ما تعرفيش بيعمل فينا ايه كمصريين
سمعها تهتف يضيق وهو تعقد ذراعيها أمام صدرها.

لبنى بضيق: ما تخلص ياض أنت هتفضل متنح كدة كتير
نظر لها باشمئزاز هاتفا بضيق: بلاعة يا ربي طب احترمي روح المزة اللي انتي فيها يلا يا عم عبده اتأخرنا
تأبطت ذراعه ليذهب بها الي سيارته بصحبة فريدة.

في قاعة الزفاف
رشيد لاحد العمال: العرسان في السكة قدامهم تقريبا عشر دقايق ويوصلوا الزفة جاهزة
هز العامل رأسه إيجابا بهدوء: جاهزة يا افندم ما تقلقش خالد باشا مظبط كل حاجة قبل ما يمشي
هز رأسه إيجابا ليترك العامل ويذهب الي طاولة عائلته
راشد: ها يا ولدي كل حاجة تمام
رشيد مبتسما: تمام، يا حج ما تقلقش
عن اذنك يا حج
قالها وهو يتجه ناحية باب القاعة ليستقبل اخته وزوجها
رشيد مبتسما: ايه يا عم سامح عاش من شافك.

ترك سامح يد فرح واتجه يعانق صديقه: مشاغل يا ابو جاسر أنت عارف الدنيا بتلهي
رشيد مبتسما: ماشي يا عم خش يلا سلم علي عمك راشد
سامح مبتسما؛ فُريرة، يلا يا فرح
رشيد بضيق مصطنع: يعني إنت عايز تاخد اختي من غير ما تسلم عليا يا حيوان روح واحنا هنحصلك
هز سامح رأسه نفيا بعنف هاتفا بضيق: لاء فرح ما تبعدش عني
ضحك رشيد عاليا لينظر لسامح بخبث: خلاص يا عم عرفنا أن الحب ولع في الدرة، روحي يا اختي مع جوزك.

ابتسمت بتوتر لتهز رأسها ايجابا متجهه الي سامح الذي قبض علي كف يدها ساحبا إياها خلفه الي طاولة راشد والعائلة.

بخخخخخخخخ
هتفت بها شروق بمرح وهي تلقي جاسر الصغير بين احضان والده برفق ليضحك رشيد باستمتاع وهو يحمل صغيره يهدهده بين ذراعيه لم تعطه زوجته السعادة فحسب بل اعطته الدنيا وما فيها حينما قدمت له ثمرة عشقهما متمثلة في قطعة السكر الصغيرة
( جاسر)
رشيد ضاحكا: يا بت اعقلي
ضحكت بدلال: واه يا سي رشيد...
قاطعها غامزا بواقحة: اموت أنا في واه دي.

اسرعت تلتقط الصغير من بين ذراعي والده تهتف ضاحكة وهي تفر من أمامه: تعالا نُهرب يا جاسر احسن ابوك بقي قليل الأدب قوي قوي
ضحك عاليا بمرح ليذهب يطمئن أن كل شئ علي ما يرام.

اوووووووف بقي يا خالد بجد زهقتني
هتفت بها لينا بغيظ حينما سألها هو للمرة العاشرة خلال خمس دقائق
~ انتي كويسة حاسة بوجع ~
نفخت بغيظ تربع ذراعيها أمام صدرها بسخط من أفعاله: من ساعة ما ركبنا العربية وأنت سألتني يجي 900 مرة انتي كويسة حاسة بوجع وأنا اقولك لاء يا حبيبي أنا كويسة وماشي علي سرعة 20 دا أنا لو مشيت جنب العربية اسبقها
تنهد بتعب ليهتف بجد: الدكتورة قالت...

قاطعته بسخرية تحاول تقليد تلك الطبيبة: جسمك ضعيف الحمل مش ثابت ممنوع الحركة خلاص والله حفظت.

أوقف سيارته بجانب الطريق ينظر لها مبتسما رغما عنه من منظرها وهي تشيح وجهها في الاتجاه تزم شفتيها بعبوس تعقد ذراعيه ذراعيها امام صدرها بضيق تنفخ خديها بغيظ طفولي اتجه ببصره ناحيه بطنها المنتفخ ليبلع ريقه بتوتر اليوم بداية شهرها التاسع لم يكن يريدها أن تذهب لحفل الخطبة ذلك ولكنها أصرت وحينما رفض قاطعته ما يقارب أسبوعين حتي يوافق علي ذهابها.

هتف بهدوء يشوبه بعض الضيق: لوليتا وبعدين بقي معاكي انتي مش صغيرة علي الحركات دي وبعدين يا لوليتا أنا خايف عليكي انتي بقيتي في التاسع ربنا وحده أعلم انتي ممكن تولدي في اي لحظة عشان كدة ما كنتش عايزك تروحي الفرح
انسابت دموعها بصمت ليزفر بضيق بسط راحة يده أسفل ذقنها ليجعلها تنظر اليه هاتفا: طب انتي بتعيطي ليه.

هتفت بصوت متحشرج باكي: عشان أنا زهقت يا خالد اشمعني أنا اللي حالتي دايما صعبة وخطيرة ما في ستات كتير بتبقي حامل ومش بيحصل معاهم كدة أنا بقالي 9 أشهر ما شوفتش الشارع والمرة الوحيدة اللي نزلت الجنينة كان البيبي هينزل والله حرام أنا تعبت اووووي طول النهار والليل وجع ورجليا وارمة ومش عارفه امشي عليها ودوا وحقن واكل ما بحبوش.

لتنظر ناحية بطنها المنتفخ تمسد عليه براحة يدها برفق تحادث طفلتها: أنا والله بحبك أوي ومستنية اللحظة اللي تيجي فيها عشان اخدك في حضني بس أنا تعبت والله تعبت أوي
جذب رأسها الي صدره يسمح علي حجابها برفق هاتفا بحنو: هانت والله العظيم هانت كلها كام يوم وتقومي بالسلامة وهعملك كل اللي تحلمي بيه
هتفت بصوت مختنق خائف: أنا خايفة من الولادة اوي يا خالد.

اخرجها من صدره يكوب وجهها بين راحتي يده هاتفا بحنان: هبقي جنبك مش هسيبك ولا لحظة واحدة اضحكي بقي دا احنا رايحين فرح
ضحكت ضحكة صغيرة ليمسح دموعها برفق هاتفا بابتسامة مشاكسة: بس ايه العسل ايه هما الحوامل بيبقوا حلوين كدا
توهجت وجنتيها خجلا من غزله الرقيق ليضحك بمرح هاتفا من بين ضحكاته: لسه بتتكسفي مني يا بت دا احنا بينا عيال.

رمقته بغيظ تضيق عينيها بشكل مضحك لينفجر في الضحك، أدار محرك السيارة لينطلق الي وجهته يسير بالسرعة التي يريد.

وقفت سيارات الزفاف امام تلك القاعة الضخمة لتستعد فرق الزفة لاستقبال العرائس
نزل عمر وهو يساعد تالا بجانبهم والدتها التي تطلق الزغاريد
ومن بعده فارس مع ياسمين واخيرا
علي وسليطة اللسان لبنى
جلس كل عروسين مكانهما، كان حفل خطبة جماعي الأول من نوعه عند العائلتين
عند علي ولبنى
امسك كف يدها يقبله برفق متمتما بندم: أنا آسف
مسحت علي شعره بحنان هاتفه بابتسامة صغيرة: سامحتك يا علي والا ما كنتش وافقت اتجوزك.

Flash back.

لمدة شهر كامل لم تسلم لبنى من باقة من الورد صباحا واخري مساءا تحمل عبارات اعتذار مختلفة
بجانب الكثير من الرسائل التي أصبح يرسلها لها يوميا
( لبنى أنا بحبك، ارجوكي أنا آسف )
( لبنى ارجوكي سامحيني أنا والله ندمان علي اللي عملته )
( لبنى حرام عليكي أنا ما بنامش الليل من عذاب ضميري أنا آسف، أرجوكي اديني اي إشارة أنك مسمحاني، ابعتيلي حتي كلمني شكرا لو ما عكيش رصيد ).

الكثير والكثير من الرسائل التي أصبح يرسلها كل يوم دون توقف دون أن يلاقي منها ردا واحدا الي ان يأس من نيل مسامحتها
في ذلك اليوم كان يجلس علي كرسي مكتبه يطرق سطح المكتب بسن قلمه بضيق حينما سمع دقات علي باب المكتب
علي: ادخل
دخل عمر بابتسامته المرحة يهتف بمرح: يا صباح اللي بتغني مالك يا عم شايل طاجن ستك ليه كدا
مسح وجهه بكف يده يزفر بضيق: مخنوق شوية.

جلس عمر علي كرسي المكتب امامه يسأله: من ايه، قولي يمكن أقدر اساعدك
هز رأسه نفيا مغمغما بضيق: ما اعتقدش
ليرد الاخير بابتسامة صغيرة تحمل قدر كبير من الثقة: جرب يوضع سره في أضعف خلقه
تنهد علي بتعب ليقص عليه ما حدث منذ أن قابل لبنى في أسوان اللي أن طلقها
امتعضت قسمات وجه عمر بضيق وهو يردف: بصراحة يا أبو علي الحركة اللي أنت عملتها دي حركة واطية اووووي يعني هي ذنبها أن هي وثقت فيك وأنت اصلا ما عملتهاش حاجة.

شد علي يده بغيظ يهتف بندم: خلاص بقي يا عمر بالله عليك أنا مش ناقص تقطيم أنا ما بنمش الليل من عذاب ضميري بقالي أهو شهر بحاول اصالحها بس لا حياة لمن تنادي
سأله عمر باهتمام: بتصالحها ازاي يعني
علي: ببعتلها كل يوم بوكية ورد واحد الصبح وواحد بليل عليه كارت اعتذار وببعتلها رساليل اسف كتير
نظر له عمر باشمئزاز: واحد الصبح وواحد بليل دا دوا كحة دا يا اخويا مين الحمار اللي قالك الفكرة دي
علي بغيظ: أنا.

عمر ضاحكا: حمار فعلا
علي غاضبا: اطلع برة يلااا
انفجر عمر في الضحك علي غيظه ليتحدث بعدما هدأ قليلا: استني بس مش إنت عايزاها تسامحك
هز الاخير رأسه إيجابا ليكمل عمر بابتسامة واثقة تشبه ابتسامة اخيه الي حد كبير: أنا هقولك تعمل ايه
اعتدل علي في جلسته ينظر له باهتمام
ليبتسم عمر بخبث: بس تشيل الشغل مكاني لآخر الأسبوع
علي بغيظ: واطي بس ماشي موافق
عمر مبتسما بثقة: بص يا سيدي قلب الانثي...
علي بثقة: عضلة بتضخ الدم.

نظر له عمر باشمئزاز: هو ايه دا اللي عضلة بتضخ الدم
علي بثقة: قلب الإنسان عموما
عمر بغيظ: الطم يا ناس وزعلان ان اللي البت مش عايزة تسامحك، يا جدع لاغيني اقولك قلب الانثي تقولي قطة أنت ما بتتفرجش علي افلام
عقد علي جبينه يفكر: يعني اجبلها قطة، لاء ما اعتقدش إن لبنى تحب الحاجات دي اصل انت مش عارف لبنى مسترجلة كدة في نفسها ما يكلش معاها الكلام دا.

ابتسم عمر بثقة ليجيبه: طب أسمع بقي من موري اللي كلكوا بتستقلوا بيه، أنا عدي عليا كل انواع البنات وعارفهم بيفكروا ازاي اضربلك مثال بسيط، لينا ولبنى
الاتنين زي الشرق والغرب مع انهم يعتبروا متربين مع بعض في نفس البيئة
بس لينا الكيوت الرقيقة العيوطة الحساسة اللي من اللي اقل حاجة تعيط بس جواها عكس دا تماما
عقد علي جبينه باستفهام: مش فاهمك.

عمر: افهمك، لينا سايبة روحها لخالد يتحكم فيها زي ما هو عايز عشان هي عايزة كدا مسلماله نفسها قلبا وقالبا لانها واثقة فيه بس يوم ما الثقة دي تروح هتلاقي شخصية مختلفة تماما، عامله زي لمار وقبل ما تسأل مين لمار دي، دي واحدة كنت ماشي معاها كانت زميلتي معايا في نفس الدفعة كانت نسخة طبق الأصل من لينا نفس الشخصية الرقيقة الكيوتة الحساسة ومع ذلك كانت بتطلع الأولي كل سنة ولما زهقت وقررت اسيبها سقطت أنا السنة دي وعدتها تاني وهي اتخرجت واتعينت معيدة ولما دخلنا السنة الجديدة كانت بتدرسلي.

علي ضاحكا: طبعا كانت بتطردك من المحاضرات وماسحة بيك بلاط الكلية كلها
هز عمر رأسه نفيا بابتسامة صغيرة: لاء كانت بتسبني احضر محاضراتها عشان تثبتلي هي بقت ايه وانا لسه ايه، كانت نظراتها ليا كلها ثقة وتحدي كانت نظراتها بتقولي بص أنا بقيت ايه، العكس بقي صوفيا حاجة كدة من بتوع شرق أوروبا كانت نسخة طبق الأصل من شخصية لبنى اللي أنت بتقول عليها
علاقتي بيها كانت مجرد صداقة.

احب اقولك يا صديقي إن النوع دا اتعرض لحدثة او لمشكلة في طفولته عشان كدة مخبيه نفسها ورا قناع البنت المسترجلة
عندك صوفيا دي مثلا ابوها مات وهي صغيرة وامها اتجوزت واحد غيره، جوز أمها كان بيتحرش بيها وهي صغيرة ولما كبرت حاول يعتدي عليها بس أمها لحقته وطلبوله البوليس وأهو مشرف في السجن بقاله سنتين، بس اللي عمله في صوفيا ما قدرتش تنساه.

من معرفتي الطويلة اقدر اقولك أن الشخصية دي بتبقي محتاجة أب يحتويها ويطبطب عليها
هتف سريعا: أنا مستعد والله احضن واطبطب بس هي تسامحني
عمر ضاحكا: شوفت فيلم عمر وسلمى
هز علي رأسه إيجابا يهتف بامتعاض: ايوة، بس دا ايه علاقته بموضعنا
عمر: اعمل زي ما عمر عمل روحلها تحت البيت الساعة 6 الصبح ونادي بعلو صوتك يا لبنى ولما تصحي الشارع كله، قولها بحبك سامحيني
هز علي رأسه نفيا: لاء يا عم أنا مش هعمل الهبل دا.

عمر: خلاص خليك قاعد كدة زي خيبتها
عبث علي في شعره بامتعاض يهتف: هيبقي شكلي وحش اوي يا عمر
قام عمر متجها الي باب المكتب يهتف بلامبلاة: أنا قولتلك اللي عندك، خد خطوة جريئة عرفها أنك بتحبها البنت مهما كانت قوية لو اتعملها مفاجأة زي اللي بتشوفهم في الافلام ولا بتقرا عنهم في الروايات اللي لحست مخهم بترجع طفلة
خرج عمر وتركه يفكر ماذا يفعل عليه اتباع فكرة مجنونة لينال مسامحتها معشوقته المجنونة.

عاد الي ظهر كرسيه يحك ذقنه بحيرة
علي بشرود: اعمل ايه، اعمل ايه
بعد كثيرا من التفكير قرر الأخذ بنصيحة عمر، التقط هاتفه يتصل بجاسم وبعد إلحاح طويل أقنعه أن يساعده
ليلا في فيلا جاسم، كانت تغط في نوم عميق عندما سمعت صوت يصيح باسمها دون توقف.

فتحت عينيها بضيق تنظر حولها باستفهام لتجد الصوت يتكرر مرة اخري يأتي من الحديقة ارتدت خفها المنزلي، اتجهت الي نافذة غرفتها الكبيرة فتحتها علي مصرعيها لتتسع عينيها بذهول حينما وجدته يقف أسفل شرفتها يحمل باقة كبيرة من الأزهار.

علي صائحا بندم: لبنى أنا آسف ارجوكي يا لبنى سامحيني، لبنى أنا بحبك والله بحبك أوي، أول مرة شوفتك فيها كان في كتب كتاب خالد شدتني شخصيتك الواثقة وبعد كدة شوفتك في فرح ياسمين، المدة اللي ما بين كتب كتاب خالد وفرح ياسمين والله العظيم ما خرجتي فيكي كل يوم لحد ما شوفتك في الفرح بعد سألت كتير، صمت يلتقط أنفاسه ليكمل بحب، لما سافرتي كنت بروح الجرنال بتاعك كل يوم اسأل عليكي.

لبنى أنا عارف اني اللي عملته دا غلطة كبيرة أوي في حقك وصدقيني أنا ندمان، أنا آسف يا لبنى أنا والله بحبك.

صمت ينظر لها بأمل نظرات صامته راجية عاشقة يتطلع الي قسمات وجهها عله يستشف رده فعلها ولكت ظلت صامته للدقائق مرت عليه كساعات لترد في النهاية بقسوة: كل اللي أنت قولته دا ما يفرقش معايا، أنا عمري ما هسامحك يا علي ندمك اللي بتقول عليه ما يجيش نظرة من نظرات القرف والاشمئزاز اللي شوفتهم في عيون جاسم وفريدة وأنت بتتهمني اني غلطت معاك، لو عندك اخت ترضي أن واحد يروح يتهمها في شرفها أنا اللي آسفة يا بشمهندس اعتذارك مش مقبول.

التقت لتعود لتجد جاسم يصيح في علي بحدة: أنت اتجننت يا علي نزل المسدس
التفت خلفها سريعا لتجد ذلك المجنون يمسك مسدسه يوجه فوهته علي صدره لتتسع عينيها بذعر حاولت إخفاءه
علي صائحا: مين ما بيغلطش يا لبنى غلطة وندمان عليها والله العظيم بحبك
لبنى بحدة: علي بطل جنان ونزل المسدس.

هز رأسه نفيا بعنف سحب أجزاء المسدس ليردف بتصميم: لاء يا لبنى أنا دلوقتي بحط حياتي بين ايديكي لتسامحيني لهموت نفسي انتي ما تعرفيش حاجة عن اللي ضميري بيعمله فيا انا عايش في عذاب
ردت ببرود وهي تعود للغرفة فالطبع هو لن يفعل ذلك علي حد اعتقادها: لاء يا علي مش هسامحك
ما كادت تدخل للغرفة حتي سمعت صوت طلق ناري وصوت جاسم يصيح باسمه بفزع...

ركضت الي النافذة لتراه مسجي ارضا غارقا في دمائه صرخت باسمه بفزع: علللللي.

وقفت للحظات تلتفت حولها بحيرة عقدت الصدمة تفكيرها كانت تود النزول اليه بأي طريقه ففكرت في القفز من النافذة هزت رأسها نفيا لتركض ناحية الباب متجهه الي اسفل تتعثر من سرعتها الي أن وصلت الي باب الفيلا فتحته لتركض اليه، اتسعت عينيها بفزع وضعت يدها علي فمها لتكتم شهقتها الفزعة من الخروج، تقدمت ناحيته تمشي بخطي مرتجفة قدميها أصبحت كالهلام.

الي أن وصلت اليه وقعت علي ركبتيها بجانبه تهز رأسها نفيا بعنف، لأول مرة منذ مدة طويلة تلك القوية تشعر بالخوف
مدت يدها تهز كتفه برفق تهتف بصوت مرتجف: ععع، ععلي، علي، رد عليا يا علي.

انسابت دموعها بغزارة بدأت تضربه بكف يدها علي وجنتيه برفق: علي قوم يا علي، ما تسبنيش يا علي أنا والله كنت هسامحك بس كنت عايزة ابهدلك شوية، علي ما تسبتيش يا علي لو بتحبني زي ما بتقول طب اقولك حاجة أنا كمان بحبك والله العظيم بحبك
نظرت لجاسم تصرخ بفزع: اطلب الاسعاف بسرعة.

توجهت اليه تقبض بيديها علي كتفيها تهز جسده بعنف: قووم يا علي أنت فاهم مش هتسبني مش هتموت يا علي، أنا مسمحاك والله العظيم مسمحاك بس افضل معايا
اتسعت عينيها بذهول حينما وجدته يهب جالسا يهتف بابتسامة واسعة: بجد مسمحاني وكمان طلعتي بتحبيي آه يا سوسة
نطقت بذهول: ازاي، اززززز، ازاي
فتح ازرار قميصه ليظهر كيس الدم المثبت علي صدره بحزام أسود رفيع به قطع صغير يجعل الدماء تنفجر من الكيس.

نزع ذلك الحزام ومعه كيس الدم نظر ناحيتها لتجدها تنظر له بذهول تحول الي غضب لتنقض عليه تحاول ضربه تصرخ بغضب: يا حيوان يا بااارد يا متخلف يا مجنون بتضحك عليا يا حيوان يا حقير يا واطي
امسك يديها بصعوبة يضهمها في قبضة يده علي ضاحكا: يا بت اقفلي البلاعة دي
شدت يديها من يده بغيظ تحاول تحريرهما
لتسمع صوت جاسم يحادثه بجد: سيب ايديها يا علي.

نزعت يديها من يدها لتتجه ناحية جاسم بخطي غاضبة تهتف بحنق: كنت متفق معاه مش كدة
هز رأسه إيجابا بهدوء: كدة، تنهد بحزن ليتحدث بندم: أنا آسف لو هو غلط في حقك قيراط فأنا غلطت 24 قيراط ظلمتك وغلطت في حقي عشان شكيت في تربيتي ليكي سامحيني يا بنتي
ارتمت في صدره تتشبث به كطفلة صغيرة تبكي ليربط علي رأسها بحنان
اقترب علي منهم يهتف بضيق مصطنع: أنت يا عم ما حدش يحضن مراتي غيري لو سمحت.

ابتسم جاسم بهدوء: لسه ما بقتش مراتك يا حلو
خرجت لبنى من حضن جاسم ليضع جاسم يده سريعا علي عينيها يهتف في علي بحدة: اقفل قميصك يا زفت
ضم علي طرفي قميصه بشكل درامي مضحك هاتفا بصدمة مصطنعة: يا فضيحتي
ما إن انهي علي اغلاق أزرار قميصه حتي ازاح جاسم يده من علي عيني لبنى
علي: صحيح اومال فين طنط فريدة.

لبنى: فريدة عند لينا، الحمل تاعبها خالص عشان لسه في أوله وكل شوية خالد يتصل بيها الحقيني بترجع، الحقيني عمالة تعيط وتقول عايزة ماما، الحقيني دايخة
غمز لها علي بوقاحة: عقبالي يا رب لما اتصل بيها وأقولها الحقيني دايخة
احمرت وجنتي لبنى بخجل لتهتف بغيظ: أنت قليل الأدب
ضحك علي بمرح عاليا اختلس النظر ناحية جاسم ليجده شاردا عينيه تحمل بريقا قاسيا متوعدا ظهر منذ أن ذكرت لبنى اسم خالد
علي: احم احم عمي جاسم.

فاق جاسم من شروده ينظر لعلي باهتمام ليكمل الاخير بجد: طب دلوقتي الحمد لله بعد لبنى عفت عني هنكتب الكتاب ولا هنعمل
لبنى صائحة بضيق: لاء طبعا مش سلق بيض هو، أنا لازم يتعملي حفلة خطوبة ونفضل مخطوبين مدة طويلة نتعرف فيها علي بعض وبعد كدة نبقي نتجوز
علي بجد: حلو يبقي نعمل شبكة وكتب كتاب مع بعض وبعد شهر الفرح، يلا سلام عليكم
تركهم متجها الي السيارة لتهرول خلفه تصيح بذهول: أنت يا عم انت هو ايه دا اللي شهر.

ركب في سيارته ليجدها تدق علي زجاج السيارة الجانبي ففتح جزء صغير منه هاتفا بمرح: الله يسهلك
صاحت بغيظ: انت فاكرني بشحت انا...
قاطعها بضيق مصطنع: بس يا بت بقي كفاية رغي، اخرج من جيب حلته قطعه شوكولاتة كبيرة: خدي كلي دي ونامي
ليدير محرك السيارة متجها الي منزله وقفت تنظر في اثره ارتسمت ابتسامة سعيدة علي شفتيها وهي تضم قطعة الشكولاتة تلك هاتفه: مجنون والله مجنون.

Backفاق من شروده علي يدها تهز كتفه بعنف
نظر لها ليجدها تنظر له بغيظ: ايه يا علي أنت نمت ولا ايه بقالي ساعة بنادي عليك
هز رأسه نفيا بابتسامة صغيرة ليلتقط كف يده يقبله مرة
في خارج القاعة وقفت سيارته أمام مدخل القاعة الرئيسي ليهتف بابتسامة مرحة: وصلناااا
ابتسمت ساخرة: زمان الخطوبة خلصت اصلا
رد بابتسامته الواثقة: لاء ما تقلقيش لسه بدري جدا، العرايس اصلا اتأخروا في البتاع الكوافير اللي انتوا بتروحوه دا.

زمت شفتيها بضيق: بنروحه اه مش خالد باشا رفض خالص اني روح وصمم إني ما حطش نقطة ميكب واحدة علي وشي
هتف بابتسامة عاشقة: والله ما محتاجة انتي اصلا بتنوري لوحدك، يلا بقي عشان ما نتأخرش
رفعت سبابتها في وجهه تهتف: اوعي تشيلني
نظر لها بضيق هاتفا بحدة: ليه بقي إن شاء الله
عقدت جبينها بغيظ هاتفه بحدة: عشان أنا مش مشلولة ولا عاجزة عشان تشيلني قدام الناس أنا ليا رجلين وبعرف امشي عليهم.

نظر لها بتوعد هاتفا بهدوء مميت: انتي مش ملاحظة ان صوتك بقي بيعلي ولا أنا بيتهيئلي
ابتسمت بتوتر هاتفه بارتباك: دي بنتك مش أنا
ضحك عاليا بمرح: بتلبسيها في بنتي الغلبانة يا مفترية
ترجل من السيارة متجها ناحيتها فتح بابها يلتقط كف يدها الصغير يخفيه داخل كف يده يشدد عليه ليجذبها برفق من السيارة متجها بها الي قاعة الزفاف.

اجلسها علي طاولة العائلة الكبيرة بجانب والديه ووالديها سحب كرسيها ليجلسها عليه ومن ثم جلس بجانبها
جلس جاسم علي الكرسي المجاور لابنته من الناحية الاخري يهتف بابتسامة واسعة: حبيبتي عاملة ايه
ابتسمت ابتسامة شاحبة: بخير يا بابا الحمد لله
بسط كف يده علي بطنها يهتف بسعادة: وحبيبة جدو اوعي تكون تعباكي
ابتسمت بألم: دي مجنناني طول النهار والليل خبط خبط خبط.

ابتسمت زينب بود تهتف بعفوية: ربنا يجعهالك ساعة سهلة يا بنتي، وتقومي كدة بالسلامة عشان تلحقوا تخاوها المرة الجاية بقي يبقي ولد إن شاء الله
اتسعت عينيها بذعر تهتف سريعا: لالالا مافيش مرة تانية أنا مش هستحمل التعب والمرمطة دي تاني
زينب بعفوية: يا حبيبتي هي البكرية بس اللي بتبقي صعبة لكن بعد كدة بيبقي الحمل سهل خالص والولادة أسهل.

رد هو بهدوء وهو يعبث في هاتفه: ما فيش حمل قبل 3 سنين، الدكتورة حذرت غلط عليها أنها تحمل قبل 3 سنين
زينب: أنا بس كنت عيزاك يا ابني تلحق تربي ولادك في شبابك
رد بهدوء غير مبالي: حتي لو مالحقتش هسيبلهم الفلوس اللي تكفيهم وزيادة
قطبت لينا جبينها بغضب: بعد الشر عليك ليه بتقول كدة.

هز كتفيه بلامبلاة قام من علي كرسيه ليهتف بجد وهو يغلق زر حلته السوداء: لو السما انطبقت علي الأرض ما تتحركيش من علي الكرسي دا، أنا هروح اسلم علي العرسان واجي اظن واضح
هزت رأسها ايجابا بطاعة بسطت راحة يدها أسفل ذقنها تراقبه اتجه أولا الي كوشة علي ولبنى عانق علي وسلم على لبنى ومن ثم اتجه الي كوشة ياسمين وفارس، احتضن اخته بحنان افتقدته هي منذ مدة طويلة
وقع كلامه الحاد لم يفارق أذنيها أبدا.

( أنا مش هضحي بحياة ابني ولا بنتي عشان الست هانم مهملة ولا فاكرة نفسها لسه عيلة صغيرة، الحاجة الوحيدة اللي منعاني اني اكسر دماغك علي اللي انتي عملتيه انك حامل في ابني ولا بنتي اللي تعتبر اغلي حاجة عندي قسما بربي يا لينا لو اللي في بطنك حصله حاجة هحول حياتك لجحيم )
تنهدت بحزن تكبح دموعها بصعوبة تهتف في نفسها بأسي: اتغيرت اوي يا خالد.

اتسعت ابتسامتها حينما رأت رانيا زوجة محمد ساندرا خطيبة يوسف يجلسان بجانبها لتندمج معهم في رحلة من الثرثرة الممتعة
علي صعيد آخر وصل الي كوشة اخيه ليهب عمر سريعا متجها ناحيته يعانقه بقوة
ربط خالد علي كتفه بحزم: مبروك ياض
شدد عمر علي عناق اخيه يغمض عينيه كطفل صغير يتشبث في حضن والده ليهتف بإمتنان: الله يبارك فيك يا اخويا، متشكر يا خالد متشكر اوووي.

ابعده خالد عنه يقبض علي كتفيه برفق يهتف بحزم: دا أنت ابني ياض مش اخويا
Flash back
في اليوم التالي لزفاف خالد ولينا الثاني
كان نائما بعمق يحتضنها بتملك صوت صفير متكرر انتشله من بئر النوم العميق قطب جبينه بضيق من ذلك الصوت، بدأ يحاول يفتح عينيه بصعوبة الي أن استطاع فتحهما قليلا.

ينظر حوله باستفهام لترتسم ابتسامة صغيرة علي ثغره حينما وجدها تختبئ داخل صدره كالقطة الصغيرة قبل جبينها ليشد الغطاء يدثرها جيدا ليعود ذلك الصوت المزعج من جديد، التفت حوله ليجده جهاز اللاسلكي الذي يستخدمه للاتصال بحرسه
التقطه الجهاز مقطب الجبين بغضب هتف فيهم بحدة: في ايه يا زفت أنت وهو علي الصبح
الحارس: احم، أنا آسف جدا يا باشا اني صحيت سعادتك بس عمر باشا هنا والشغالين مش في هنا فمش عارف يدخل الفيلا.

قطب جبينه باستغراب: عمر، هي الساعة كام
الحارس: ستة ونص يا باشا
هب من علي فراشه يهتف سريعا: طب أنا نازله
تململت في نومتها علي صوته فتحت عينيها تسأله بنعاس: في ايه يا خالد
التقط قميص حلته يرتديه سريعا يهتف علي عجل: ما اعرفش الحرس بيقولوا إن عمر تحت اكيد في مصيبة عشان عمر بجي بدري استرها يا رب وما ويكنش فيه حد حصله حاجة
ردت سريعا تحاول طمأنته: يا حبيبى ما تقلقش لو كان في حاجة كانوا اتصلوا بيك.

هتف سريعا: أنا قافل الموبايلات كلها حتي الخط الأرضي شايله
قطبت جبينها بتعجب: ليه
صاح بغيظ وهو يخرج من الغرفة: عريس يا ناس
اتجه بخطي واسعة الي بوابة المنزل الداخلية فتحها خرج منها حافي القدمين يرتدي بنطال حلته السوداء وقميصها الأبيض شعره اشعث من اثر النوم، اتجه ناحية اخيه يهتف بلهفة.

خالد: خير يا عمر بابا كويس ماما حصلها حاجة البت ياسمين كويسة، صاح فيه بحدة عندما وجده فقط صامتا ينظر له بعتاب، أنت ساكت ليه كدة ما تنطق حد حصله حاجة
وعلي حين غرة اندفع عمر ناحيته يعانقه بقوة يهتف بنبرة باكية: أنا بحب تالا يا خالد
هز الاخير رأسه نفيا بتعجب: أنت بتقول ايه
اعاد عمر الجملة مرة اخري بتلك النبرة الباكية: أنا بحب تالا يا خالد، بحبها اوي.

ابعده خالد عنه ينظر له بتعجب يهتف بذهول: يعني إنت مصحيني الساعة ستة ونص يوم صبحيتي عشان تقولي أنا بحب تالا يا خالد منك لله يا بعيد دا أنا دمي نشف من الخضة
دفعه الي داخل الفيلا يهتف بحدة: خش يا بيه
دخل عمر أمام خالد ليجذبه الاخير من يده متجها به الي غرفة الصالون القاه بحدة علي احد الكراسي يهتف بضيق: اترزع هنا اما نشوف آخرتها في جنان البيه
جلس علي الكرسي امامه يهز ساقه بعصبية: هاااا ارغي.

ظل عمر صامتا ينظر لأخيه نظرات صامتة حزينة معاتبة
صاح خالد بحدة حينما طال صمته: يا ابني أنت جاي تتنحلي ما تنطق
نطق اخيرا بنبرة متحشرجة باكية: ليه يا خالد ليه بتاعملني كدة.

فتح خالد فمه ليتكلم ليوقفه عمر بإشارة من يده هاتفا بجد: ما تقطعنيش لو سمحت، ليه اتغيرت معايا يا خالد دا أنت كنت ابويا واخويا وصاحبي فاكر لما كنت بنقعد نلعب أنا وأنت بلايستيشن ما كنش ليا أصحاب غيرك كنت حاسس أن أنا اسعد واحد في الدنيا اني عندي أخ زيك، لحد ما وصلت ثالثة ثانوي وأنت اتغيرت بقيت قاسي اوي علي طول زعيق وتهزيق فاكر مرة لما جبت درجة قليلة في امتحان الديناميكا بتاع الدرس.

وضع يده علي وجنته بتحسسها بحزن، ادتني ساعتها قلم ما قدرتش انساه لحد دلوقتي أنت عارف أنا دخلت كلية هندسة عشان اثبتلك ان أنا مش فاشل في الرياضة
ولما دخلت الكلية معاملتك ليا بقت من سئ لاسوء كنت بشوفك وأنت بتدلع ياسمين كأنها لسه عيلة صغيرة مع أنها اكبر مني وبفضل اسأل نفسي هو أنا عملت ايه غلط غير معاملتك ليا، وما تقولش بسبب سفر لينا لأن لينا كانت مسافرة من زمان.

نظر لأخيه يسأله بألم: دلوقتي أنا بسألك يا خالد أنا عملت ايه غلط غير معاملتك ليا، ليه بقيت بتكرهن...
وقبل أن يعي عمر ما يحدث كان كف اخيه يهوي علي وجهه، شخصت عيني عمر بذهول ممزوج بألم وضع كف يده علي وجنته ترقرقت الدموع في عينيه، قام خالد من مكانه جاذبا عمر من تلابيب قميصه بعنف يحتضنه بقوة
لينفجر عمر في البكاء.

ضربه خالد علي رأسه برفق هاتفا بابتسامة صغيرة: بقي شايل كل دا في قلبك يا حمار، فاكرني بكرهك يا غبي ياض دا أنت ابني مش اخويا أنا إن كنت بشد عليك عشان عايزك تبقي راجل مش عيل فرفور من عيال اليومين دول
ابتعد عمر عنه يسمح دموعه بعنف ينظر له بعتاب: مش بالطريقة دي يا خالد القسوة عمرها ما كانت دليل علي الحب القسوة بتولد الخوف والخوف بيولد الكره.

في تلك اللحظة شردت عيني خالد لتمر صورة لينا امامه، هز رأسه نفيا بعنف ليفبق من شروده راسما ابتسامة مرحة علي ثغره: والله لو بقيت فيلسوف يا عمر
ابتسم ابتسامة صغيرة حزينة يهتف: تالا يا خالد، أنا بحبها
ضيق عينيه يسأله بتعجب: حبتها أمتي واشمعني البت دي
ابتسم عمر بسخرية يهتف: أنا عمر دنجوان الجامعة ما فيش بنت بتكمل معايا أسبوع.

سمعتي في الجامعة زي الزفت عامل زي العصفور بطير من غصن لغصن براحتي، لحد ما شوفتها بالصدفة ولما حاولت معاها مسحت بكرامتي بلاط الجامعة كلها
ابتسم خالد بإعجاب: جدعة والله، بس يعني إنت حبيتها من أول نظرة.

هز رأسه نفيا: أنا فضلت اراقبها يوم ورا يوم بدور ليها علي غلطة بصراحة عشان ما تعملش عليا الطاهرة الشريفة، بس اتعلقت بيها وحبيتها وكنت هموت لما شوفتها جنبك في الكوشة كنت حاسس أن روحي هتخرج من جسمي، بس أنا عايزك تعرف حاجة مهمة اوي، أنت اناني
قطب جبينه بضيق: أنا اناني يا حيوان.

عمر بحدة: ايوة اناني اتفقت مع تالا أنك تخطبها عشان تغيظ لينا ما فكرتش ساعتها غير في نفسك وازاي ترجع لينا ليك، ما فكرتش في تالا مواقفها هيبقي عامل ازاي قدام ابوها وامها قدام عيلتها اتخطبت يومين وبعد كدة خطوبتها اتفشكلت ما فكرتش في كلام الناس اللي مش هيرحهما ما فكرتش غير في نفسك وبس.

بلع خالد ريقه بتوتر يهتف بارتباك: في دي عندك حق أنا فعلا ما فكرتش في كل دا، أنا حسبت كل حاجة كويس جدا بس كل حاجة تخصني أنا ولينا ما فكرتش في اي حد تاني، نظر لاخيه يهتف بتوتر: والعمل
عمر بحزم: نروحلهم دلوقتي
اتسعت عيني خالد بذهول: دلوقتي انت اتجننت يا عمر أنت عارف الساعة كام.

تحدث عمر بغيظ وهو ينظر لأخيه: وأنت عارف هتلاقي حالتها ازاي دلوقتي هتلاقي طبعا الكل مش راحمها وكله جايب الغلط عليها عشان اشتركت معاك في لعبة زي دي، تالا إنسانة حساسة اوي يا خالد مش هتستحمل
التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة من نفسه حقيقة فهو يكون في تلك الحالة اذا كان الأمر له علاقة بلينا لم يكن يعرف أنه يصبح أبله بتلك الطريقة: ماشي يا حنين هطلع اغير هدومي ونازلك.

اتجه خالد بخطي سريعة الي غرفته فتح بابها بهدوء ليجدها جالسة علي الفراش تبسط راحة يدها أسفل ذقنها تغلق عينيها بنعاس ثم تعود لفتحهما سريعا هتفت بلهفة ما أن رأته: خير يا خالد حد حصله حاجة
هز رأسه نفيا بهدوء: لاء يا حبيبتي ما فيش حاجة، كان في حاجة مستعجلة في الشغل وعمر كان بيقولي عليها
قطبت جبينها بتعجب حينما وجدته يخرج ملابس للخروج من دولاب ملابسه: أنت خارج.

خالد: اه هروح مشوار سريع مع عمر تبع الشغل مش هتأخر مش عايزة حاجة وأنا جاي
هزت رأسها نفيا بابتسامة صغيرة ليتركها متجها الي المرحاض اغتسل وبدل ملابسه خرج الي الغرفة ليجدها تغط في نوم عميق ارتسمت ابتسامة صغيرة علي ثغره دني منها مقبلا جبينها ابعد يده عن رأسها يضعها علي معدتها لتلمع عينيه ببريق غريب ازاح يده ليخرج من الغرفة ومن الفيلا بأكملها متجها الي منزل تالا بصحبة اخيه.

الساعة السابعة والنصف صباحا في ذلك المنزل دقات متتالية جعلت كل من في البيت يستيقظ فزعا
خالد بضيق: يا ابني براحة أنت بتخبط كدة ليه احنا داخلين نقبض عليهم
سمعوا صوت يهتف من الداخل بفزع: حاضر حاضر استرها يا رب استرها
فتح نور الباب سريعا ليقطب جبينه بغضب: خالد باشا خير يا باشا لسه في لعبة تانية جاي تضحك علينا بيها.

امتعضت ملامح خالد بضيق هتف بصبر: استاذ نور لو سمحت مالوش لزوم كلامك دا أنا جاي اتكلم معاك كلمتين
نور بحدة: ما بقاش في كلام يتقال يا باشا
زفر بضيق ليردف بحزم: لاء في ولو مش بصفة ودية يبقي بصفة رسمية وما تنساش انك بتتكلم مع العقيد خالد السويسي
رمقه بنور بنظرات غاضبة مشتعلة ليفسح له المجال دخل ومن خلفه عمر الذي هتف بصوت خفيض: حلو اوي حكاية صفة رسمية دي يا رتني كنت دخلت شرطة.

مط خالد شفتيه بضيق يزفر بحنق: اترزع يا اخويا ياللي جبيلنا التهزيق أما نشوف آخرتها معاك
جلس خالد وعمر متجاورين ليأتي نور يجلس أمامهم مكفهر الوجه تحدث علي مضض: خير يا باشا
خالد بجد: استاذ نور أنا عارف اني غلطت لما شركت بنتك معايا في لعبتي وعارف كمان ان اسفي لا هيقدم ولا هياخر، أنا جايلك في موضوع تاني أنا طالب ايد تالا بنتك...
قاطعه نور عندما هب يصيح بغضب: أنا بنتي مش هتبقي زوجة تانية يا حضرة الضابط.

خالد بهدوء: أستاذ نور أنا طالب ايد تالا لعمر اخويا
ضحك نور ساخرا: وطبعا عمر بيه مراته ولا خطيبته زعلانة منه وعايز بنتي لعبة عشان تصالحها مش كدة
كاد خالد أن يتكلم عندما اوقفه عمر قائلا سريعا: استني يا خالد، ، نظر لنور هاتفا بجد: بص يا استاذ نور قسما بالله كل حرف هقولهولك حقيقي ومستعد احلفلك علي المصحف.

جلس نور مرة اخري ينظر له باهتمام فابتسم عمر بتوتر يهتف بارتباك: بص يا عمي أنا عندي عمر السويسي عندي 25 سنة خريج كلية هندسة لسه متخرج السنة دي، بصراحة ومن غير كدب أنا بني آدم صايع وفاشل هوايته الوحيدة السهر والجري ورا البنات، دا قبل ما اقابل بنتك لما شوفتها حاولت افتح معاها كلام زي ما بعمل مع كل بنت بقابلها مسحت بكرامتي الأرض.

ابتسم نور بإعجاب علي ردة فعل ابنته ليكمل عمر بابتسامة عاشقة؛ من ساعتها وهي ما بتفرقش بالي بفكر فيها ليل ونهار اتعلقت بيها وبصراحة حبتها وكنت هموت لما شوفتها جنب اخويا في الكوشة، عمي أنا بحبها ومستعد اديك اي حاجة تضمنلك حسن نيتي وصدق كلامي حتي لو طلبت مني اني اكتبلك شيكات بأي مبلغ أنت عايزه أهم حاجة عندي أنك تصدق اني بحبها والله بحبها وعايز بس فرصة اثبت حسن نيتي.

نور بهدوء: كل دا كلام كويس، بس إنت ما فكرتش في كلام الناس هيقولوا عن بنتي ايه لما يلقوها خطوبتها اتفسخت من أخوك عشان تتخطبلك أنت
رد خالد بثقة وهو يضع قدما فوق أخري: ما تقلقش من الناحية دي اللي هيجيب سيرة بنتك بكلمة واحدة هقطعله لسانه.

دخلت تالا في تلك اللحظة، نظر والدها لها باستفهام كاد أن يتحدث عندما بادرته بقولها: أنا سمعت كل حاجة يا بابا، أنا آسفة اني كنت بسمعكوا
جلست بجانب والدها تنظر لهم بهدوء تحدثت بعد صمت قصير: أنا مش ندمانة عشان ساعدتك يا استاذ خالد ولو رجع بيا الزمن هعمل كدة تاني ومن غير تردد، ثم نظرت ناحية عمر تهتف بجد، بس مش سهل اني اصدقك يا عمر انت...

قاطعها خالد بجد: بصي يا تالا، اللعبة اللي احنا عملناها أنا وانتي ما اذتنيش أنا في اي حاجة قد ما اذتك انتي لو سلمتي من كلام الناس مش هتسلمي من نظراتهم هتحسي أن كل نظرة بتدبح فيكي، أنا ما بقولكيش حبي عمر واتجوزيه دلوقتي أنا بقول نديله مهلة شهر مثلا والله اثبت صدق كلامه وحسن نيته وأنه خلاص مشي علي الصراط المستقيم نعمل حفلة خطوبة مش جواز خطوبة بس والمدة اللي انتي عايزاها قدر يقنعك فيها أنه فعلا بيحبك وانتي حبيته نتوكل علي الله ونكتب الكتاب حصل العكس ارميله الدبلة في وشه، غلطت أنا كدة يا استاذ نور.

هز نور رأسه نفيا بهدوء أردف: عداك العيب يا باشا
نظر خالد لتالا باهتمام يسألها: ايه رأي عروستنا
ظلت تالا صامتة لا تعرف ماذا تقول كلامه مقنع جدا ولكنها مع ذلك تشعر بالحيرة فاقت علي قول خالد يهتف بابتسامة واسعة: السكوت علامة الرضا يبقي نقرا الفاتحة عهد علي الكلام اللي احنا قولناه دا
رفع عمر يديه سريعا يقرأ الفاتحة بلهفة، ضحك خالد عليه في نفسه ليرفع يده هو الآخر هو ونور وتالا.

خالد ضاحكا بمرح: اول مرة اشوف واحد راح يخطب الساعة 7 الصبح
عمر بسهتنة وهو ينظر لتالا: اصلي أنا بحبها اوي اوي يا خالد
فرت تالا لغرفتها من الخجل بينما
حمحم نور بضيق: أنت يا ابني ما يصحش اللي بتقوله دا
لكزه خالد بضيق ينظر له بتوعد، لينظر لنور هاتفا بابتسامة صفراء: معلش أصله مدب، نستأذن احنا بقي واسفين للازعاج اللي حصل
ابتسم نور بطيبة: لاء ابدا ما فيش حاجة، طب اقعدوا افطروا معانا.

أعتذر خالد بابتسامة صغيرة: مرة تانية بإذن الله عن اذنك
Back
وقف بعيدا يراقب اخيه وهو ينظر لمخطوبته بعشق وابتسامة سعيدة تشق وجهه خلال المدة الماضية أن يثبت صدق كلامه ليس فقط لمدة شهر فتالا رفضت تماما أن يقام حفل خطبتهما حتي تنهي عامها الدراسي
انتبه الي صوت منظم الحفل وهو يدعو الجميع لساحة الرقص
علي طاولة لينا
جاء يوسف بابتسامته المرحة: مسا مسا علي الناس الكويسة.

اتجه ناحية ساندرا يجذب يدها هاتفا بابتسامة مرحة؛ معلش هاخد مراتي حبيبتي نرقص
دقائق وجاء محمد يأخذ رانيا للرقص فاستوقفته لينا: محمد ممكن تناديلي خالد
سألها باهتمام: انتي كويسة
هزت رأسها ايجابا بابتسامة مقتضبة
اخبر خالد بأن لينا تريده ثم اتجه بصحبة زوجته الي ساحة الرقص
بخطي واسعة سريعة اتجه ناحية طاولتها يسألها بلهفة: انتي كويسة حاجة وجعاكي
هزت رأسها نفيا بهدوء؛ أنا عايزة ارقص
هتف بسخط: ت، ايه يا اختي.

قطبت جبينها بضيق؛ ارقص يا خالد ارقص
اشار الي بطنها المنتفخ يهتف بتهكم: بمنظرك دا
انكمشت خلجاتها بألم من كلامته الساخرة لتردف بحزن: منظري دا اللي شايل بنتك يا خالد باشا
نظر لها بندم يعلم أن كلامته قاسية وهو كان يقصدها حمقاء تظن أنه خائف علي ابنته أكتر منها لازالت كلمات تلك الطبيبة عالقة في رأسه.

« خالد باشا حياة الأم في خطر أكتر من حياة الجنين خصوصا أن بنيتها اصلا ضعيفة جدا والجنين بيتغذي منها يعني ممكن في اي لحظة يجيلها هبوط حاد في الدورة الدموية وبعد الشر يعني قلبها يوقف »
نظر لها هاتفا بحزم: أنا خارج اشم هوا برة وزي ما قولتلك ما تتحركيش من مكانك.

رحل قبل أن يحصل منها علي إجابة حتي وقف في تلك الحديقة الكبيرة امام قاعة الزفاف يتنهد بتعب اخرج احدي سجائره الفاخرة من علبته ليبدأ في تدخينها بشراهة حينما سمع صوت يهتف خلفه بسعادة: خالد
نظر ناحية الصوت ليرفع حاجبيه بدهشة: جودي.

في داخل القاعة، في ساحة الرقص
بدأ كل زوجين بالتمايل علي أنغام الموسيقي الهادئة كلا في عالمه الخاص عرفنا حكايتي عمر وتالا وعلي ولبنى تبقي فارس وياسمينته
اقترب كاميرا حكاياتنا منهم لنجد ذلك الفارس ينظر لزهرته بابتسامة عاشقة
بينما تتهرب هي بنظرها بعيدا خجلا، امسك ذقنها برفق بين سبابته وابهامه يدير وجهها ناحيته ليجعلها تنظر له
هتف بابتسامة واسعة؛ بحبك يا زهرة الياسمين.

صمتت للحظات خجلا لترد بصوت خفيض خجول مرتجف: وأنا كمان بحبك يا فارس أحلامي
نظر لها فارس بوله ليردف بخبث ؛ طب اخرسي بقي لحد ما نكتب الكتاب
اتسعت عينيها بخجل من تلميحاته الغير بريئة بالمرة لتلكزه في كتفه بضيق لتسمعه يضحك بمرح علي خجلها.

Flash back
جلست علي مكتبها الصغير في مكتب الترجمة التي تعمل فيه، تصب جام اهتمامها علي الكتاب الذي أمامها لتشرد رغما عنها في ذكري قديمة حدثت في نفس المكان منذ اكثر من عام
«كانت منكبة علي الكتاب الذي امامها لتنهي ترجمته سريعا عندما سمعت صوته يهتف
أنور بمرح: مسا مسا يا ياسمين
رفعت نظرها تنظر له مبتسمة: مساء النور يا أنور.

أنور بضيق مصطنع: يا بنتي لاغيني اقولك مسا مسا يا ياسمين تقوليلي مسا مسا يا أنور، يلا بقي مسا مسا يا ياسمين
ياسمين ضاحكة: مسا مسا يا أنور
أنور: خلصتي ولا لسه
ياسمين مبتسمة: آه خلصت هنروح نشوف الانترية
أنور: هنتغدي الاول وبعد كدة هنروح نشوفه اشطات
ياسمين ضاحكة: مربات »
فاقت من شرودها علي تلك الدمعة اليتيمة التي تحررت من عينيها تنعي ذكرياتها الحزينة.

تحاول أن تتنسي ما فعله بها صباحا بالانشغال في عملها الخروج مع صديقاتها، ولكن حينما يأتي الليل وتأوي الي فراشها تري أمامها كل ما فعله بها كفيلم قصير بطئ العرض
هزت رأسها نفيا بعنف تمسح دموعها بقوة التقطت حقيبتها مقررة الذهاب الي منزلها، خرجت من عملها متجهه الي سيارتها لتسمع صوتا ينادي عليها سريعا: ياسمين قصدي استاذة ياسمين
نظرت خلفها لتقطب جبينها بدهشة: فارس، احم قصدي استاذ فارس خير حضرتك.

وقف فارس أمامها مبتسما بتوتر: ممكن نروح نقعد في اي كافية عايز اتكلم معاكي كلمتين
كادت أن تعترض عندما هتف سريعا ؛ قبل ما ترفضي أنا والله متصل بعمي محمود وبخالد اخوكي مستأذنهم مش أنا اللي اخرج مع واحدة من ورا اهلها لو مش مصدقاني تقدري تتصلي بوالدك او اخوكي تسأليهم
هزت رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة؛ مصدقاك
اشار ناحية سيارته: طب اتفضلي معايا
نظرت ناحية سيارتها تسألها: بس عربيتي
فارس: هرجعك عندها تاني.

مشت خلفه الي سيارته، استقل مقعد القيادة وهي بجانبه والصمت ثالثهما الي أن وصلا الي ذلك المقهي اوقف فارس السيارة
فارس مبتسما: اتفضلي
نزلت من السيارة تمشي بجانبه تفرك يديها تفكر تري ماذا يريد منها
وصلا الي احدي الطاولات ليسحب لها فارس الكرسي لتشكره بابتسامة صغيرة متوترة ومن ثم جلست علي الكرسي ليجلس علي الكرسي أمامها سريعا
فارس مبتسما: تشربي ايه؟

ياسمين: لا أبدا ولا حاجة، أنا بس عايز اعرف حضرتك عايزني في ايه
اشار فارس إلي النادل الذي جاء علي الفور
فارس: اتنين فراولة
اخذ النادل الطلب ورحل ليلتفت فارس الي ياسمين حمحم بارتباك ليردف بهدوء: بصي يا أستاذة ياسمين أنا بني ضُهري بخش في الموضوع علي طول، اخذ نفسا عميقا، يكمل بابتسامة صغيرة أنا اسمي فارس راشد الشريف عندي 32 سنة مهندس زراعي بشتغل مع والدي في الأرض بتاعتنا
مطلق و...

قاطعته ياسمين باستفهام؛ أستاذ فارس أنا مالي بكل دا
فارس مبتسما بتوتر؛ بصراحة أنا معجب بحضرتك وعايز اتجوزك
عقدت جبينها باستغراب: اشمعنا أنا وأنت عارف يعني أن أنا مطل...
قاطعها فارس ببساطة: طب ما أنا مطلق تجاربنا اللي فاتت فشلت واللي كان كان ما ينفعش نوقف حياتنا علي تجربة مرت
اشاحت بنظرها بعيدا تهتف بمرارة: مش كل التجارب بتمر بالبساطة دي في تجارب بتكوي الروح بيفضل جرحها حي.

فارس بجد: عشان احنا عايزينه حي يا ياسمين صدقيني الموضوع في ايديكي تدفني نفسك وروحك في ماضي تجربة عدت او تحفري بايدينا نقف تخرجي روحك فيه للنور ادي قلبك فرصة يا ياسمين
بلعت ريقها بتوتر تهمس بصوت مرتجف: مش هستحمل يتكسر تاني
فارس بجد: اقسملك بربي اللي خلق الكون إني عمري ما هظملك ولا هجرحك وهحافظ علي قلبك اغلي من حياتي لو قررتي تسلمهولي
انا كل اللي طالبة منك ركعتين استخارة.

اخرج كرت صغير من جيبه ووضعه أمامها علي الطاولة هاتفا بجد: دا الكارت بتاعي لو طلعت النتيجة لصالحي إن شاء الله رنة واحدة وأنا هتصل بوالدك واجيب اهلي ونيجي نتقدملك لو كان لاء فاوعدك انك مش هتشوفيني تاني ابدا
مدت يدها بارتباك تلتقط الكارت تقبض عليه بقوة لتسمعه يهتف بحنو: ادي نفسك فرصة يا ياسمين عشانك انتي.

هزت رأسها ايجابا بابتسامة متوترة، حينما عادت لمنزلها ليلا وقفت بين يدي بارئها تخبره بكل ما يجيش في ثنايا روحها المشتتة
لتخلد بعدها للنوم، حينما استيقظت صباحا وجدت نفسها تشعر براحة كبيرة ما أن مر اسمه فقط في بالها، هزت رأسها نفيا بعنف
ياسمين: لاء مش حقيقي أنا اكيد بيتهيئلي، أنا هصلي استخارة تاني النهاردة.

ويوم يليه الآخر وهي لا تنفك عن اداء تلك الصلاة كل يوم لمدة أسبوع والنتيجة دائما لصالحه، في صباح ذلك اليوم فتحت حقيبة يدها التقطت ذلك الكارت الصغير ابتسمت ما أن رأت اسمه كتبت رقمه علي هاتفها لترسل له رسالة بها جملة واحدة ( أنا موافقة )
لم يمر فقط ساعتين لتجد والدها يخبرها ان فارس حادثه وأنه سيأتي مساءا بصحبة والده
ليقوما بخطبتها
مساءا في غرفة الصالون في منزل محمود السويسي.

جلس فارس ومعه والده راشد بصحبة محمود وخالد
محمود مبتسما: منورنا والله
راشد مبتسما: دا نورك يا استاذ محمود بص يا استاذ محمود بصراحة اكدة ومن غير مقدمات احنا جايين طالبين يد بنتكوا لولدي فارس
محمود بود: دا شئ يشرفنا والله يا حج راشد بس إنت عارف أهم حاجة رأي العروسة دي الأصول
راشد: عداك العيب يا حج محمود ما حدش يزعل من الاصول واصل.

اشار محمود لخالد بعينيه ليهز الاخير رأسه إيجابا ليقم من مكانه متجها الي خارج الغرفة الي حيث تقبع اخته تقطم أظافرها بتوتر
خالد مبتسما: يلا يا سيما
هزت رأسها نفيا بتوتر: لا لا بلاش يا خالد أنا مش عايزة اتجوز خلاص والله مش عايزة.

امسك كتفيها برفق يهتف بحزم ؛ ياسمين بصيلي يا ماما فارس مش أنور أنا واثق في فارس عارف أنه راجل جدع وابن حلال، اللي حصلك مع أنور مش هيتكرر لو فارس فكر بس مجرد تفكير انه يأذيكي هقتله وإن شاء الله تقوم حرب دم بين العيلتين، تعالي يا حبيبتي وخليكي متأكدة طول ما اخوكي في ضهرك ما فيش اي حاجة في الدنيا هتقدر تأذيكي
عانقته بامتنان: ربنا يخليك ليا يا خالد.

قبل جبينها بحنان: ويخليكي ليا يا حبيبتي، يلا بقي ندخل اتأخرنا علي الناس
ابتعدت عنه تقبض علي كف يده ليشد علي يدها برفق متجها بها الي غرفة الصالون جلس علي احد الارائك واجلسها بجانبه
هتف بابتسامة واسعة: اهي العروسة المكسوفة جت اهي
محمود برفق: سيما فارس طلب ايدك ايه رأيك يا حبيبتي، واخدة قرارك ولا محتاجة وقت تفكري
همست بصوت خفيض بالكاد سمعه خالد الجالس بجانبها: أنا موافقة.

ابتسم بخبث ليردف بدهشة مصطنعة؛ معقولة يا سيما مش موافقة
شخصت عينيها بصدمة لتهتف سريعا بصوت عالي: لاء أنا موافقة
ضحك بخبث بينما تخضبت وجنتيها بالدماء من شدة خجلها نظرت ارضا سريعا تعض علي شفتيها بخجل تشتم اخيها في نفسها
بينما تهللت اسارير فارس بسعادة ليهتف سريعا: حيث كدة بقي أنا عندي طلب
محمود: اتفضل يا ابني
فارس مبتسما بتوتر؛ احنا ممكن نكتب الكتاب مع الشبكة.

نظر خالد ومحمود لبعضهما البعض نظرات ذات مغزي ليهزا رأسهما إيجابا سويا في نفس اللحظة
محمود مبتسما: موافق
راشد: حيث اكدة شوفوا الميعاد اللي يناسبكوا
خالد بجد: والولد عمر وعلي اتفقوا انهم يعملوا خطوبتهم الاتنين مع بعض بعد شهر ممكن نعملها معاهم لو ما عندكوش مانع
هز فارس رأسه إيجابا سريعا؛ آه طبعا ما فيش مشكلة
فتح خالد فمه ليتحدث حين قاطعه صوت رنين هاتفه اخرجه من جيب حلته ليتعذر بابتسامة صغيرة: ثانية واحدة.

فتح الخط: الو يا حبيبتي، لاء مش هتأخر بإذن الله، ساعة زمن وهبقي قدامك، حاضر هجبلك وأنا جاي...
هتف بسخط: نعم يا اختي وانا اعملها ازاي دي إن شاء الله، يعني ايه يا لينا عايزة بطيخة بس مش مسكرة اوي وانا هعرفها منين، طب خلاص أنا هتصرف، سلام يا حبيبتي
اغلق الخط يتنهد بتعب: هتجنني بتتوحم لحد الثامن
راشد مبتسما: صحيح كيفها في الحمل
ابتسم بتعب: مجنناني والله يا عمي
راشد ؛ ربنا يقومهالك بالسلامة يا ولدي.

خالد: آمين يا رب، يبقي تمام احنا كدة اتفقنا إن شاء الله بعد شهر هنعمل شبكة وكتب كتاب
لينظر ناحية فارس بجد: معلش بس أنا عندي كلمتين ليك يا فارس، أنا ما عنديش اغلي من ياسمين دي بنتي مش اختي فعشان نبقي علي نور لو فكرت تزعلها هقتلك وأنا ما بهزرش، مش هسمحلك تجرح قلب اختي اظن واضح
فارس بثقة: مش محتاج تهدد يا خالد انا اوعدك اني هحافظ علي اختك واعاملها بما يرضي الله
محمود: يبقي نقرا الفاتحة.

رفع الجميع أيديهم يقرأون الفاتحة وعيني فارس معلقة بعيني ياسمين ينظر لها بشغف
Back
فاقت من شرودها علي جملة فارس يهتف بدهشة: الحقي بصي اخوكي داخل بايه
نظرت ياسمين الي ما يشير فارس لتشخص عينيها بدهشة: مين دي
فارس: البت دي أنا شوفتها معاه مرة في المول
بس هي بتعمل ايه هنا
عند خالد وجودي
وقفت أمامه في ساحة الرقص تطوق رقبته بيديها بينما يلف ذراعيه حول خصرها
جودي مبتسمة بخبث: وينها مرتك.

رد لها الابتسامة يردف بمكر: قاعدة علي الترابيزة اللي في وشنا
جودي: اهااا عشان هيك إنت عم ترقص معي حتي تغار عليك
غمز لها بخبث: يا فهماني انتي
ضحكت جودي بدلال متعمدة أن ترفع صوتها
بينما علي طاولتها جزت لينا علي أسنانها بغيظ نظرت لوالده تهتف من بين أسنانها بغيظ: شايف ابنك يا عمي
جاسم بإعجاب؛ صاااااروخ
لكزته فريدة في كتفه بحنق: عجبتك أوي يا جاسم بيه.

تدارك جاسم نفسه سريعا يهتف بابتسامة واسعة؛ هي مين دي قصدك علي البت دي، لالالا خالص هي يعني عشان شعرها اصفر وعينيها خضرا وشبه أليسا أنها عجباني لاء خالص
لينا بغيظ: بابا لو سمحت قوم ارقص معايا
جاسم مبتسما؛ اوي اوي تعالي يا حبيبتي
قامت لينا بصحبة جاسم الي ساحة الرقص
تنظر لخالد الذي يضحك مع تلك الجودي
بحنق
جودي: الحق مرتك عم ترقص مع زلمة اكتير حلو
نظر سريعا خلفه ليزفر براحة: دا ابوها.

عاد ينظر لها مرة اخري: صحيح انتي بتعملي ايه هنا
جودي مبتسمة بدلال: زفاف رفيقتي، بس أنا اكتير سعيدة اني شوفتك هون
خالد بجد: جودي احنا صحاب وبس انتي عارفة أنا بحب مراتي
لوت شفتيها بضيق: ايه بعرف
تركها خالد واتجه ناحية جاسم ربط علي كتفه هاتفا بابتسامة خبيثة: مراتي ممكن ارقص معاها
تعمد أن يذكر كلمة ( مراتي) في بداية الجملة حتي يغيظ جاسم، ترك جاسم لينا ليجد تلك الصاروخ تقترب منه وتهتف بدلال: فيك ترقص معي.

عند خالد ولينا
خالد: هو أنا مش قولتلك ما تقوميش من علي الكرسي، اااه
ضم شفتيه يمنع صرخته من الخروج حينما داست تلك الخبيثة بكعب حذائها القصير علي قدمه، نظر لها بتوعد لتبتسم بتشفي: عشان تحرم تحضن في ست مسهوكة بتاعتك
ابتسم بخبث: بتغيري با بيضة
جذبته من رابطة عنقه ليدني رأسه حتي أصبح وجهه أمام وجهها مباشرة تهتف بتملك يعرفه جيدا ؛ إنت بتاعي أنا لوحدي
غمز لها بوقاحة: أحبك وأنت غيران.

انتهت الرقصة ليعود كل عروسين لمكانهما، وترحل جودي عائدة الي زفاف صديقتها
تم عقد قران فارس وياسمين فقط
في نهاية الحفل وقفوا جميعا متجاورين ليلتقط لهم المصور صورة جماعية تضم كل من في الحفل خالد يحمل لينا التي تنظر له بغيظ من أفعاله المجنونة وفارس يلف ذراعه حول كتف ياسمينته، أما علي فينظر لمجنونته بابتسامة واسعة بلهاء وعمر وتالا يضحكان بسعادة.

علي صعيد آخر بينما كانت الضحكات السعيدة تملأ هذا المكان في مكان آخر علي ذلك الفراش القديم فتحت تلك الفتاة عينيها بصعوبة تنظر للنائم جوارها بكره شديد لململت ملابسها الممزقة تداري بها جسدها المنتهك لتتجه ناحية شرفة تلك الغرفة بخطي مضطربة مرتجفة سقطت ارضا جوار تلك الشرفة تبكي بصوت مكتوم حتي لا يسمعها: يااااااارب ارحمني بقي يا رب يااااارب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة