قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال فصل خاص 3

رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال فصل خاص 3

رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال فصل خاص 3

اقترب من فراشهم جلس بهدوء يمسد على خصلات شعرها برفق يبعد ما تساقط منهم على وجهها بحنو، تنهد يبتسم بعشق، تلك الفتاة يعشقها يسقط في عشقها كل يوم كأنه يراها للمرة الأولي كل ثانية تمر عليها معها تجعله يقع في عشقها آلاف المرات، مال يقبل جبينها يهمس بعشق:
- بعشقك يا نبض قلبي ونور عينيا
سمعها تهمس بخجل:
- وأنا بموت فيك
ابتعد عنها قليلا يضحك بصخب قرص أرنبة انفها برفق هاتفا بمرح:.

- بتضحكي عليا وعاملة نفسك نايمة يا اوزعة انتي
اسبلت عينيها ببراءة تهمس بدلال:
- تلميذتك
جلست على الفراش ترب خصلات شعرها المبعثرة من أثر النوم تبتسم ابتسامتها العذبة الصافية ليعتدل جالسا جوارها لف ذراعه حول كتفيها يبتسم:
- انتي فعلا مش زعلانة من اللي ولدتي قالته ولا بتقولي كدة عشان ترضيني
ربطت على كف يده الذي يحاوط كتفيها تبتسم ابتسامة صغيرة مصطنعة:
- لا يا حبيبي مش زعلانة، ربنا يخليك لينا.

زفر براحة يقبل جبينها ابتعد ينظر لعينيها الشاردة ليهتف بمرح:
- صحيح ابوكي لسه قافل معايا دلوقتي عازمنا انا وأنتي وبنت الجزمة الفضيحة بنتك وزيدان على الفطار
كورت قبضتها تضربه على ذراعه بخفة تزم شفتيها بضيق:
- ما تشتمش بنتي حبيبتي
ضحك يتنهد بحسرة: قصدك فضحتي حبيبتي دي كانت هتجبلي ذبحة، قال يعني ايه لحمة ابويا وامي يقولوا عليا معفن مجوعكوا.

تعالت ضحكاتها تصدح في أرجاء روحها تعالج تلك الألم التي أحدثتها كلمات والدته القاسية بالأمس، ليقاطعها هاتفا بمكر يلاعب حاجبيه بعبث:
- صحيح مش أنا وعرفت أن البوس ما بيفطرش
توقفت عن الضحك تضيق عينيها تطالعه بنظرات شك غاضبة تهتف بحذر: وسألت مين بقي
نظر لها بخبث يهتف متفاخرا بنفسه:
- سألت واحد صاحبي
وقفت على ركبتيها تمسك وسادة الفراش نظرت له تبتسم بمكر لتضربه بها بخفة تهتف بغيظ:.

- صاحبك، ما هو اكيد لازم يكون منحرف زيك
جذب الوسادة من بين يديها بسهولة يلقيها بعيدا هاتفا من بين ضحكاته الصاخبة:
- يا بت اتهدي بقي...
ليكمل متفاخرا بصديقه: وبعدين أنا واثق في الواد محمد دا كان اشطر واحد في الدفعة كلها كلنا كنا بنجيب 3 من 20 هو الوحيد اللي كان بيجيب 5 من 20، دحيح الدفعة يا بنتي مش عايزة كلام هو بس لو كان اشتغل على نفسه شوية صغيرين خالص كان جاب مجموع طب.

شخصت عينيها بصدمة رفعت سبابتها تصيح بذهول:
- لا ما هو واضح، أنا قايمة رايحة لبابا
قامت متجهه إلى المرحاض تتمتم بذهول: خمسة من عشرين دا الدحيح بتاعهم...
دخلت إلى المرحاض تصفع الباب خلفها ليعبث خالد في شعره ابتسم بخبث متمتا: طب كويس اني ما قولتلهاش انها 0,5، لحسن تفتكرنا فشلة ولا حاجة
خرجت من المرحاض بعد قليل ترتدي فستان وردي به زهور بيضاء وحزام وردي عند الخصر.

وقفت أمام المراءة ترتدي حجابها لتراه من خلال المرآه الكبيرة يقف خلفها يستند بظهره على عارضة الفراش الخشبية رأت ابتسامته الواسعة الصافية التي ما لبث الا أن تحولت إلى أخري ماكرة هاتفا بعبث:
- مش انتئ بتقري روايات
قطبت جبينها بتعجب من سؤاله لتحرك رأسها إيجابا ليغمز لها بطرف عينيه مغمغا بخبث:
- اومال ما بتحطيش روج ليه
شهقت بخجل من وقاحته لتجز على أسنانها بغيظ تهتف بحنق:.

- طب اقتله يا ربي واخلص من قلة أدبه، وانزل في صفحة الحوادث السيدة التي قتلت زوجها عشان هو قليل الأدب
نطقت كلمتها الأخيرة بصراخ لتتعالي ضحكاته الماكرة، تركها متجها إلى دولاب الملابس بينما دخلت الصغيرة كالاعصار كعادتها، تصيح بسعادة:
- مااااامي، بابي صحي لوليتا وتيتا لبست لوليتا، سرحي شعري.

رفعتها لينا بين ذراعيها تلثم وجنتها الصغيرة بسعادة لتوقفها على كرسي الزينة أمامها تسرح شعرها البني الطويل تمشطه له ما أن اقتربت من الإنتهاء اقترب خالد منهم يبتسم بخبث وعلي حين غفلة مد كف يده يبعثر شعر الصغيرة، لتصرخ الفاتين معا بغيظ:
خالد / بابي.

دخل إلى المرحاض يلوح لهم بابتسامة صفراء ساخرة بينما عادت لينا تمشط شعر الصغيرة من جديد، لحظات وظهرت دقات خافتة على باب الغرفة دخل زيدان يرتدي قميص ازرق وبنطال جينز اسود قصير يصل لركبتيه يبتسم بهدوء:
- صباح الخير يا ماما، أنا خلصت لبس، خالي قالي اجهز عشان رايحين عند بابا حضرتك
ابتسمت له بحنان لتجثو على ركبتيها جواره تسرح على شعره برفق: اسمه جدو جاسم يا زيزو، ماشي يا حبيبي.

ابتسم يهز رأسه إيجابا لتلتقط لينا زجاجة العطر الخاصة بخالد ترش منها على الصغير، التقطت فرشاة شعر خالد أيضا تنمق بها خصلات شعر الصغير تبتسم بمرح:
سرقنا برفن خالك وفرشة الشعر بتاعته اوعي تقوله أحسن يعلقنا
صاحت الصغيرة حين أذن بغيظ طفولي:
- مامي شعر لوليتا
التفتت لابنتها تبتسم:
- ما أنا سرحتهولك يا حبيبتي يلا روحي الكاب بتاعك وأنت يا زيزو ألبس الكاب بتاعك.

بعد قليل كان ينزل الجميع إلى أسفل لينا والطفلين وخالد، قابلتهم زينب لتبتسم للينا باتساع بينما ردت عليها الأخيرة بابتسامة صفراء صغيرة مصطنعة...
زينب:
- خلوا بالكوا من نفسكوا يا ولاد، خلي بالك منهم يا خالد
ابتسم يحرك رأسه إيجابا يلف ذراعه حول كتف لينا: دول في عينيا
خالد لو سمحت عايز، صوته هو اغمضت عينيها بقلق تشعر بدقات قلبها تزداد بعنف ليتركها خالد متجها إلى أخيه، وقف امامه يسأله باهتمام واضح:.

خير يا حمزة انت كويس
حرك رأسه نفيا يتنهد بحرقة هامسا برجاء: ممكن اطلب منك طلب بس ارجوك وافق عليه
، ممكن تسبني اتكلم مع لينا خمس دقايق بس مش اكتر عشان خاطري يا اخويا.

دقائق مرت ولينا تقف جوار الطفلين لا تنظر لحماتها تحاول تجنبها قدر الإمكان لم تعد تقدر على السماح كالماضي ولكنها تتجاوز لأجل خاطره هو فقط، جاء خالد بصحبة حمزة بعد قليل مشهدهم وهما يسيران متجاوران له هيبة طاغية مخيفة، نظر خالد لزيدان هاتفا:
- زيدان خد لوليتا واستنوني في العربية.

حرك الصغير رأسه ايجابا بطاعة ليمسك بيد لينا متجهين إلى سيارة خالد، بينما خرج حمزة إلى الحديقة ينتظرهم نظرت لما يحدث بقلق لتنظر له تهمس بارتباك:
- في إيه يا خالد
تنهد بضيق أغمض عينيه للحظات ليفتحهما هاتفا بهدوء:
- حمزة عايز يتكلم معاكي
اتسعت عينيها بفزع ليمد يده يمسك يشدد عليه يهمس من بين أسنانه بجد:.

- بطلي تخافي ما فيش حد يقدر يلمس شعره منك بسوء طول ما أنا على وش الدنيا، وبعدين أنا مش هسيبك قاعدة معاه لوحدكوا انتي مش متجوزة سوسن
حركت رأسها إيجابا تبلع لعابها بقلق ظاهر، لتسير معه متجهين إلى الحديقة، جلس ثلاثهم حول طاولة مستديرة لينا جوار خالد وحمزة بعيد عنهم قليلا
نظر الأخير لها يبتسم بحزن ليتنهد بألم مغمغا:.

- بصي يا لينا أنا عارف انك مش طايقة تشوفي وشي ودا حقك دا أبسط حقوقك أنك ما تشوفنيش تاني طول حياتك، انا عارف حتى كلمة مسمحاك اللي قولتيها في المستشفي ما كنتش من قلبك، تجنبك لوجودنا كلنا مع بعض في مكان واحد ساعة الرحلة اثبتلي دا، عشان كدة أنا قررت اسافر عشان ما ابقاش الكابوس اللي يفضل مضيقك ليل ونهار، صدقيني أنا ما كنتش عايز ارجع، بس زن مايا وبصراحة اهلي كمان كانوا وحشني اوي، ما كنتش اعرف انكوا هنا، أنا بس عايزك تعرفي أن أنا زمان إياد كنت شخص وحش اوي بس مش من فراغ أنا شوفت كتير اوي في حياتي من ساعة ما ووعيت على الدنيا، كانت اقصي طموحي وأنا طفل صغير، اني أنام ليلة مش جعان، انام ليلة جسمي ما بيوجعنيش من كتر الضرب اللي كنت بتضربه من مشرفين الملجأ طفل اتربي على السواد والكره والعنف والضرب، كنتي زي نقطة نور في حياتي المضلمة بس حتى النقطة دي ما كنتش من حقي كرهت خالد من غير ما اعرفه من كتر حبك فيه وكلامك عنه، كنت حاسس اني زي المنبوذ ما حدش بيحبني مولود عشان اتكره من الكل، كان مسيطر عليا كل القرف اللي اتربيت عليه عشان كدة أذيتك كتير، أنا حقيقي مش عارف اقولك إيه.

انسابت دموعه بألم يهمس:
- أنا آسف وعارف أن آسف مش كفاية أنا خسرتك كتير أوي واتدرلي، مايا مش هتعرف تخلف ابداا، لما سقطت الجنين الرحم شبه اتدمر وبقي حملها مستحيل مايا ما تعرفش حتى أنا قيلاها ان الموضوع مسألة وقت، سامحيني يا لينا، مش لازم حتى دلوقتي خدي وقتك كله، انا هسافر تاني يوم العيد ومش هوريكوا وشي تاني، أنا آسف على العذاب اللي سببتهولك دلوقتي وزمان.

دون كلمة اخري تركهم متجها للداخل، لتنساب دمعاتها بحزن ليجذب خالد رأسها يضعها على صدره يمسد على حجابها برفق لا يجد ما يقوله صدقا لا يجد ما يقوله، بينما هي مشاعرها مذبذبة مضطربة حائرة، تشعر بالحزن على ما جري له، والألم على ما فعله بها، أبعدت رأسها عن صدره تسمح دموعها تتمتم:
- يلا عشان بابا مستنينا.

اتجهت معه إلى منزل والدها صامتة شاردة لم تنطق بحرف أما هو يختلس النظرات إليها، قلقا عليها، وصلا إلى بيت جاسم ليجدوا جاسم ينتظرهم في الحديقة، نزلوا جميعا من السيارة لتركض الصغيرة ناحية جدها الذي حملها بسعادة، بينما اتجه خالد ناحية جاسم يفتح ذراعيه يبتسم باصفرار:
- حمايا حبيبي
ضحك جاسم ساخرا يعانقه يبتسم باصفرار هو الآخر:
- جوز بنتي حبيبي، مش عارف اقولك أنا بحبك قد ايه الحب بينا هيولع في الدرة.

ابتعد خالد عنه يبتسم بسماجة ابتسامة صفراء باردة:
- القلوب عند بعضها يا عمي
ضحكت لينا على ذلك المشهد الكوميدي الذي يدور بين زوجها وابيها تحاول أن تتناسي ما حدث قبل أن تأتي، انتهي الحوار بأن ربط جاسم على ذراع خالد يبتسم باصفرار:
يلا يا حبيبي إنت وراك شغل، مستنينك على الفطار بقي
نظر خالد لجاسم بخبث يبتسم بمكر ليتجه ناحية لينا يعانقها بقوة يهتف بصوت عالي ليغيظ جاسم:.

- هتوحشيني يا مراتي يا حبيبتي، هاااا يا مراتي يا حبيبتي ياااا مررررراتي
جز جاسم على أسنانه بغيظ يقترب من خالد يبعده عن لينا يهتف من بين اسنانه بحنق:
- خلاص يا سيدي عرفنا انها عرفنا انها مراتك، اتفضل بقي شوف طريقتك
ضحك خالد عاليا بمرح ينظر لجاسم يلاعب له حاجبيه بمكر ليتجه إلى سيارته فتح بابها نظر للينا قبل أن يستقل السيارة يبتسم باتساع: -
- سلام يا مراتي هتوحشيني يا مراتي.

استقل خالد سيارته يلوح لجاسم وداعا باستفزاز ليجز الاخير على أسنانه بغيظ هاتفا:
- عيل غتت أنا عارف بتحبي فيه إيه.

ضحكت تتعلق بذراع والدها ليآخذها متجهين إلى المجمع التجاري بينما ذهب الأطفال إلى جدتهم، وقفت لينا في منتصف احدي الاورقة تبحث بيديها الاثنين داخل حقييتها ذات الذراع الطويل عن هاتفها تتنهد بضيق تحاول ايجاده وسط محتويات الحقيبة، بينماجاسم يشتري ما ينقص من الاغراض، ينظر لابنته بين حين وآخر يبتسم بحنو ابتسامة حزينة سعيد لما آلت اليه علاقتهم وحزين على قسوته عليها قديما اجفل من شروده على يد تربط على كتفه نظر خلفه لتتسع ابتسامته يهتف بسعادة:.

- مش معقول عادل عاش من شافك يا جدع
ابتسم ذلك الرجل بسعادة يعانق جاسم:
- فينك يا عم جاسم كدة ما تسألش على أصحاب زمان
ربط جاسم على ذراعه يبتسم ببشاشة:
- الدنيا يا عم عادل أنت عارف، المهم انت أحوالك إيه
رفع كتفيه يبتسم بتكلف هاتفا بمرح:
- العادي اتجوزت وخلفت وعندي مكتب هندسة مشغله ابني الكبير، وأنت
اشار جاسم إلى لينا يبتسم بفخر:
- أنا كمان اتجوزت وخلفت، دي بنتي، لوليتا سلمي على عمك عادل.

رفعت وجهها عن حقييتها تخرج يدها اليمني منها تصافح الرجل بابتسامة صغيرة:
- ازي حضرتك يا عمو
اتسعت عيني عادل ما أن وقعت عينيه على تلك الفتاة الجميلة مقررا في نفسه انها ستكون عروس إبنه، نظر لديها المدودة لتتسع ابتسامته يهتف: بسم الله ما شاء الله، زي القمر يا حبيبتي.

ابتسمت لينا بخجل لتستأذن ترد على هاتفها، بعد قليل عادا إلى البيت، قبل المغرب بقليل دقت جرس منزل والدها ذهبت سريعا تفتح الباب لتجده يقف أمامها قبل أن تنطق بأي كلمة رأته يرفع سبابته أمام وجهها يهتف بجد:
- من غير يمين الفضيحة اللي انتي مخلفاها لو فضحتها هنا لهوئدهالك، عارفة الكفار زمان هقلب ابو لهب واولعلك فيها
لم تجد سوي أن تضحك عاليا، جذبته من يده ليدخل حمدا لله مر هذا اليوم دون اي فضائح من الصغيرة.

مرت الايام الباقية دون شئ يذكر لينا تتعامل بتحفظ شديد مع حماتها لا تتقابل هي وحمزة سوي على طاولة الافطار، إلى أن جاء صباح يوم العيد، صدحت التكبيرات في الجوامع
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
ولله الحمد.

الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون
اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا.

وقفت خلفه تراقبه وهو يضع عطره يعدل من هيئة جلبابه الأبيض يضع عطره أمام المرآه لتقترب منه تبتسم بسعادة لفت ذراعيها حول عنقه تسبل عينيها تهمس بدلال:
- فين عيدية لوليتك حبيبتك
قرص وجنتها برفق يبتسم بعشق: - حطي إيدك في جيبي وخدي اللي تلاقيه
وضعت يدها في جيب جلبابه لتلتقط يدها علبه مغلقة، التقطتها تنظر لها اتسعت عينيها بدهشة تبتسم بسعادة ما أن فتحته تصيح بذهول:.

- دا الخاتم اللي كانت لابساه الممثلة في الفيلم الاجنبي وقولتلك أنه شكله عاجبني، جبته إزاي، ازاي بجد إزاي
نزع الخاتم من العلبة يلبسها إياها برفق رفع يدها يقبلها بعشق هامسا: اهم معاكي أنه معاكي وفي ايدك...
غمز لها بطرف عينيه مكملا بثقة: ازاي دي بقي لازم تبقي خالد السويسي عشان تعرف.

ضحكت بسعادة تعانقه بقوة، بعد صلاة العيد اجتمع الجميع في منزل محمود حتى جاسم وفريدة الجميع يضحكون، لوليتا وزيدان فرحين بملابس العيد الجديدة، الجميع يتحدث يضحك يوم بلا عناء بلا مشاكل بلا ضغائن، إلى أن رن هاتف جاسم برقم عادل الذي سجله قريبا، فتح جاسم الخط ظنا منه أن عادل يريد أن يهنئه بالعيد ليقطب جبينه بتعجب حينما وجد صديقه مصرا أن يزوره الآن في بيته:
- يا عادل والله أنا مش في البيت.

ليهتف محمود وقتها:
- يا عم لو في حد عايزك خليه يجي هنا اهلا بيه
تنهد جاسم بتعجب يهز رأسه إيجابا أملي عادل عنوان منزل محمود...
في المطبخ
اقتربت مايا من لينا تبتسم بارتباك تهمس:
- لينا أنا ملاحظة أنك مش حابة تتكلمي معايا وأنا عذراكي، أنا بس كنت عايزة اقولك كل سنة وانتي طيبة
التفتت لينا لها تبتسم بهدوء: - وانتي طيبة يا مايا.

ابتسمت مايا بسعادة تعانقها بقوة لتركض إلى الخارج ارتطمت في صدر حمزة وهي تركض ليمسك بها قبل ان تقع يهتف بمرح:
- العيد فرحة آه بس مش للدرجة دي يا هبلة
تعلقت مايا بعنقه تهمس بدلال: - اخس عليك يا زوما بقي لولا حبيبتك هبلة
ابتسم بوله يهتف بحالمية:
- دا انتي هبلة اوي قصدي حلوة أوي، بقولك ايه ما تيجي نروح نعيد على أمي، على رأي منتصر في عسل أسود
همست بجانب اذنه بخبث: طب غمض عينيك هوريك حاجة.

اغمض عينيه سريعا لحظات وسمع صوتها تصيح بمرح من بعيد:
- تعيش وتاخد غيرها يا زوما
جز على أسنانه يغيظ يتمتم بحنق:
- آه يا جزمة مش مسيطر أنا، اما وريتك
في الخارج...
هتف عمر فجاءة جاذبا انتباه الجميع اليه:
- اسمعوني اسمعوني هقولكوا آخر نكتة...
مرة واحدة اتجوزت من ورا ابوها لف شافها
هههههههههههههععههههههه
نظر الجميع له باشمئزاز لتقوم تالا من جانبه جلست جوار محمود:
- أنا ما اعرفوش.

بينما هتف عمر بحنق: - انتوا اللي عالم نكدية دي حلوة جدااا
لحظات ودق جرس الباب ذهبت مايا لتفتح لتجد رجلين وأمراءة يقفون امامها يحملون بعض علب الحلوي والهدايا بادر الرجل هاتفا: استاذ جاسم موجود
حركت رأسها إيجابا تفسح لهم المجال ليدخل عادل واسرته قام جاسم سريعا يرحب بهم بينما اتجهت الفتيات إلى المطبخ يحضرون الضيافة، جلس عادل جوار خالد بينما جلست تلك السيدة جوار فريدة وزينب، والفتي جوار جاسم.

دون مقدمات بدأ عادل الحديث
بصراحة كدة احنا جايين نطلب ايدك بنتك الدكتورة لينا لابني البشمهندس سمير: هتف يها ذلك الرجل المدعو عادل صديق جاسم بابتسامة واسعة ليمد يده يربط بحركة شعبية على قدمي خالد الجالس جواره يبتسم له بسعادة:
- احنا يشرفنا طبعا اننا ننسابكوا استاذ جاسم، الا صحيح هو حضرتك مين
احتدت عيني خالد ينظر لذلك المدعو عادل شرزا دون أن ينطق ليحمحم جاسم سريعا هاتفا بلهفة:.

- عادل لينا متجوزة أنت قاعد جنب جوزها
اصفر وجه الرجل حرجا التفت برأسه سريعا ينظر لخالد ليبتسم الأخير ابتسامة صفراء مستفزة يهز رأسه كأنه يقول له ( ايوة أنا )
خرجت لينا في تلك اللحظة تمسك طبق زجاجي عليه قطع شكولاته سمعت ما يقولون لتتجمد مكانها تنظر لخالد بذهول، في لحظة وجدت ذلك الرجل عادل يهب واقفا جذب ابنه يهتف بحرج:
- طب يا جماعة احنا اسفين بجد عن اذنكوا.

لحقتهم تلك السيدة تهتف بتلعثم: طب يا جماعة حمد لله على سلامتكوا
لتخرج خلف زوجها وابنها بينما الصمت يطغي على الجميع نطق عمر بذهول:
- طب استنوا اشربوا حاجة
انفجر الجميع في الضحك عادا خالد الذي ظل يناظر لينا نظرات نارية حادة، لتقترب منه تمسك بقطعة شوكولاتة رفع حاجبه الأيسر يهتف بتهكم:
- شوكولاتة ليه بقي ما تخليها شربات يا عروسة
اسبلت عينيها ببراءة تحاول كبح ضحكاتها تهتف بدلال:.

- طب مش لما نقرا الفاتحة الأول
هب واقفا بغضب يصيح بحنق:
على روحك إن شاء الله...
شمر عن ساعديه ينظر لها بحدة شرارات غاضبة تتطاير من عينيه، لتبتسم ابتسامة بلهاء واسعة وضعت الطبق على الطاولة تهتف سريعا وهي تركض بعيدا:
- طب يا خالد أشوفك بعدين شكلك مجنون دلوقتي
ركض خلفها سريعا يصيح غاضبا:
- مجنون دا أنا هوريكي الجنان على اصوله بيتقدملك عريس يا هانم تعالي هنا، ليه متجوزة سوسن، خدي هنا يا بت.

تعالت ضحكاتهم جميعا على ذلك الثنائى العجيب الذي لم ولن يتغير ابدا عاشقان مجنونان تخطي عشقهما كل الحدود حتى بات كالفضاء الشاسع لا نهاية له، عشق شغف جنون.

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة