قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

خالد مبتسما بثقة: بالنسبة لابن الحلال بقي أنا طالب منك ايد لينا
نظرت له بصدمة لو كانت في موقف آخر ربما ستكون سعيدة بها الطلب لكنها تود الآن خلع قلبه من مكانه ولكن ما يطمئنها انها تعرف أن والدها من سابع المستحيلات أن يوافق
قاطع شرودها جملة جاسم التي جعلت قلبها يتوقف فزعا: أنا موافق.

هزت رأسها نفيا بعنف بالتأكيد حلم بل كابوس وستصحو منه قريبا ولكنه للأسف واقع رأت والدها وهو يصافح خالد بحرارة ومن ثم رأته وهو يعانق محمود صديقه وزينب وفريدة قاما بدور المؤثرات الصوتية فلم تكف زينب عن إطلاق الزغاريد وفريدة تحاول تقليدها بعد عناق ودي بينهما.

الي هنا وكفي هي ليست لعبه في يدهم حتي يقرروا نيابة عنها قررت الخروج عن صمتها مواجه خوفها من أبيها وخاصة عندما رأت في عيني خالد نظرات تلمع بانتصار ورسالة تقول انتي ملكي
لينا صارخة: بسسسسسسس.

خيم الصمت للحظات ينظر لها الجميع بدهشة لتهتف هي صارخة: انتوا بتعملوا ايه بتقرروا حياتي وأنا واقفة اتفرج مش من حقي حتي أرفض أو أوافق نظرت لوالدها تصيح فيه وقد خانتها دموعها فبدأت تجري بسرعة على وجنتيها، مش دا خالد الي أنت بتكرهه وكنت بتعاقبني كل ما انطق اسمه كم مرة حبستني في اوضتي في الضلمة عشان كل غلطتي إني قولت عايزة خالد جاي دلوقتي تقولي هتتجوزيه.

توجهت بنظرها ناحية ذلك الجالس على الفراش يرمقها بحزن لتهتف بنحيب، وأنت كنت فين كل السنين دي رمتني وما سألتش عني 12 سنة بعد ما كنت كل حاجة ليا في الدنيا سيبتني وما فكرتش حتي تسأل عني وعيشت حياتك واتجوزت بدل المرة أتنين جاي بعد كل السنين دي تقولي بحبك لاء يا خالد حتي لو كان في قلبي حب ليك انتوا قتلتوه أنا بكرهك يا خالد بكرهك.

اخفت وجهها بين يديها وبدأت في البكاء بينما ينظر لها كل من الغرفة ما بين حزن وشفقة وندم وقسم بمحو تلك الدموع الي الأبد
اقتربت فريدة منها تربطت على كتفها بحنان فألقت برأسها على صدر والدته تنوح بأسي على حالها.

علي جانب آخر هناك من اشتعلت عينيه بغضب عندما سمع تلك الكلمات ( وكنت بتعاقبني كل ما انطق اسمه كم مرة حبستني في اوضتي في الضلمة عشان كل غلطتي إني قولت عايزة خالد) نظر الي والدها وبداخله بركان مشتعل لو انفجر لقتله في الحال، ومع ذلك نظر اليه بهدوء مصطنع: حيث كدة بقي مالوش لازمة نعمل حفلة خطوبة أنا هقدم الشبكة ونكتب الكتاب على طول.

رفعت وجهه تنظر لوالدها كانت نظرتها راجية ترجو عطفه ولو مرة واحدة ولكنه لم يهتم لها ابدا ليرد بهدوء: ماشي يا إبني أول ما تشد حيلك نكتب الكتاب والفرح بعده ب3 شهور
نظرت له بقلب مهشم واعين ماتت الحياة فيها لتردف بخواء: الي بتعمله فيا دا حرام...
قاطعها والدها بقسوة: انتي تخرسي خاااالص فاهمة جوازك من خالد أمر مرفوض منه ويلا قدامي.

ذهب ناحيتها وقبض على رسغ يدها بقوة، وليكور هو قبضته بغضب يحاول التحكم باعصابه امام دموعها التي تخترق روحه كالخناجر تمزقه أشلاء بلا رحمة
بدأت تتحرك من امامه تمشي خلف والدها الذي يجذب يدها خلفه وكأنها دمية يحركها كيفما يشاء وصلت الي باب الغرفة لتقف وترفض الحركة
جاسم بحدة: ما تتحركي
نزعت يدها من يد والدها ببرود كانت نظرة عينيها وكأنها سهام من الصقيع ادرك جاسم في تلك اللحظة أن شئ مهم في قلب ابنته قد مات.

لينا ببرود: ما ينفعش يا جاسم باشا، أنا الدكتورة لينا الشريف اولا واخرا ما ينفعش الدكاترة والممرضين يشوفوني وأنت ساحبني كدة وراك اتفضل حضرتك وأنا هجيب شنطتي من المكتب واحصلك
هز جاسم رأسه إيجابا: خمس دقايق وتبقي في العربية
هزت رأسها إيجابا وفتحت الباب ليتبعها جاسم ومعه فريدة.

ذهبت الي مكتبها بخطئ حاولت أن تكون سريعة، ادارت مقبض الباب ودخلت بدأت في
جمع اغراضها عندما سمعت صوت دقات على باب المكتب
لينا: ادخل
دخل عصام يهتف بقلق ظاهر
عصام: دكتورة لينا حضرتك كويسة
هزت رأسها إيجابا ببرود، فرمقها بشك
عصام: متأكدة؟!
لينا ببرود: ما تقلقش يا عصام انا كويسة في حاجة
عصام: لا ابدا انت كنت جاي اطمن على حضرتك هو انتي ماشية ولا ايه
لينا: آه تعبانة ومحتاجة استريح.

ثم أخرجت ورقة من مكتبها وخطت عليها بعض الجمل ووقعت باسمها واعطتها له
خد يا عصام دا اقرار مني أنك المسؤول عن المستشفي الفترة الجاية احتمال ما اقدرش أجي اعتبر نفسك مكاني على ما أرجع
عصام بقلق: ليه مش هتيجي انتي مش كويسة صح
ابتسمت ابتسامة صغيرة لم تصل لعينيها: أنا كويسة أنا بس محتاجة راحة طويلة شوية خلي بالك من المستشفى يا عصام
تنهد بحزن وهو يأخذ منها تلك الورقة: حاضر يا دكتورة.

دق باب الغرفة تلك المرة دقات سريعةمتتالية
لينا بهدوء: ادخل
دخلت احدي الممرضات تهتف سريعا: دكتورة لينا المريض الي في الأوضة 501 مصر يخرج دلوقتي
لينا بهدوء: طب روحي انتي وأنا هتصرف
فتحت درج مكتبها واخرجت ورقة تعهد
لينا: خد يا عصام لو هو مصر يخرج خليه يمضي التعهد دا ان المستشفى مش مسئولة عن حالته لو حصله اي مضاعفات
عصام: حاضر يا دكتورة.

خرج عصام والممرضة ومن بعدهم لينا متوجه الي سيارة والدها جلست على الأريكة الخلفية بجانب والدتها دقيقة اثنين ثلاثة خمسة دقائق مرت تحاول فيهم سجن دموعها في أسر عينيها، ربتت فريدة على يدها برفق
فريدة بحزن: عيطي يا بنتي
وكانت إشارة بدأ نحيب حارق تنعي نفسها ببكاء صامت ارتمت على صدر والدتها تبكي وتجهش في البكاء
وظلت تمسد على شعرها
فريدة باكية على حالة ابنتها: بس يا بنتي اهدي، اهدي خلاص.

جاسم بحدة: ما خلاص بقي كفاية عياط مش دا خالد حبيب القلب دلوقتي مش عايزاه
انتفضت من حضن والدتها تهتف بقسوة: أنا بكرهه وبكرهك أنا عارفة أنك عمرك ما حبتني طالما مش عايزني وعايز تخلص مني ما سبتنيش عايشة في امريكا ليه.

ضغط جاسم على مكابح السيارة بقوة فتوقفت فجاءة ليصيح فيها: أنا لو عايز أخلص منك زي ما بتقولي كنت جوزتك فارس ابن عمك بعد ما خلصتي ثانوية عامة وبعتك تعيشي في الصعيد زي ما عمك راشد كان عايز او كنت رفضت انك تسافري برة تدرسي سبع سنين وكنت دخلتك اي كلية عادية اربع سنين وجوزتك بعدها ولكن انا فضلت ماشي ورا حلمك وطموحك لحد ما حققتيه اعتقد كفاية كدة اوي انا مش هعيشلك العمر كله ولازم يبقي فيه حد يحافظ عليكي.

لينا صارخة ببكاء: من امتي والحد دا كان خالد دا أنت طول عمرك بتكرهه
جاسم: لتفضلي هنا وتتجوزي خالد لتسافري الصعيد وتتجوزي فارس لاما ترجعي أمريكا وتتجوزي أياد
اتسعت عينيها بذعر عندما سمعت اسمه: لالا أنا مستحيل أرجع لاياد مش بعد الي كان عايز يعمله فيا عايزني ارجعله
كاد جاسم أن يرد عندما رن هاتفه برقم غريب أمسك هاتفه وفتح الخط
جاسم: مين معايا
خالد: جوز بنتك انتوا واقفين ليه.

جاسم بغيظ حاول إخفاءه: وأنت عرفت منين اننا واقفين
خالد: بص وراك
نظر جاسم في مرآة السيارة الامامية فوجد سيارة سوداء تقترب منهم لتقف بجانبهم
ترجل منها محمود وخالد
فنزل جاسم من سيارته
خالد بقلق مصطنع: خير يا عمي انت كويس العربية عطلت ولا ايه
جاسم بود مصطنع: لاء يا ابني ما تقلقش العربية شغالة
محمود: طب انتوا كويسين حد فيكوا حصلوا حاجة عشان كدة وقفتوا
جاسم: ما تقلقش يا محمود احنا كويسين صحيح هو خالد خرج ازاي.

محمود بضيق: اعمل ايه في دماغه الناشفة ما رضيش يقعد واضطر يكتب تعهد على نفسه لو حصله حاجة
نزلت زينب من السيارة وذهبت اليهم
زينب: هي لينا وفريدة كويسين
هز جاسم رأسه إيجابا فتركتهم وصعدت الي سيارة جاسم
خالد بتوعد وبصوت منخفض: ما تنساش اتفقنا يوم الخميس
جاسم بضيق: مش ناسي
محمود ضاحكا: بتتفقوا على ايه
خالد مبتسما: لاء ابدا يا حج دا أنا بعزم عمي جاسم عندنا على الغدا يوم الخميس.

هتف من بين اسنانه بابتسامة صفراء مصطنعة: مش كدة يا عمي
رد جاسم له الابتسامة ليهتف أيضا من بين اسنانه: كدة يا حبيبى.

في داخل السيارة
صعدت زينب بجوار لينا المرتمية في احضان والدتها تبكي بحرقة مسدت على شعرها برفق
زينب بحزن: لوليتا حبيبتي كفاية عياط هتموتي نفسك
جذبت زينب لينا من حضن فريدة برفق
زينب بحنان: حبيبتي ما حدش هيغصبك تعملي حاجة انتي مش عايزها مش عايزة تتجوزي خالد خلاص مش هتتجوزيه
لينا غاضبة: انتي فكراني عيلة صغيرة بتضحكي عليها بكلمتين، ابنك انا مش هتجوزه ولو على جثتي حتي.

ثم عادت ترتمي في حضن والدتها من جديد
فريدة باحراج: معلش يا زينب هي بس اعصابها تعبانة شوية
زينب: ولا يهمك يا فريدة انتي عارفة ان لينا في غلاوة بنتي واكتر والله
استقل جاسم وخالد سيارة جاسم بينما استقل محمود سيارته
خالد: لو سمحتي يا امي ارجعي عربية بابا خمس دقايق وهحصلك.

نزلت زينب من سيارة جاسم وعادت إلى سيارة زوجها، لتنفجر هي في وجهه ما أن سمعت صوته التي باتت تمقته: انت ايه الي جابك هنا يا حيوان يا متخلف انت بني آدم معندوش دم
خالد بهدوء: ربنا يسامحك
جاسم غاضبا: اتكلمي بادب مع جوزك يا بنت
لينا غاضبة: انت بني آدم ما عندوش كرامة الي يتجوز واحدة غصب عنها يبقي مش راجل.

كادت يد جاسم ان تهوي على وجنتها ولكن امسكها خالد ليعصر يد جاسم في قبضة يده يهتف بتوعد خافت من بين اسنانه: قسما بالله لو مديت ايدك عليها تاني لكسرلك ايدك
نزع جاسم يده من يد خالد بعنف
جاسم غاضبا: سيب ايدي واضح كده ان انا ما عرفتش اربيها، ومحتاجة تتربي من اول تاني
خالد مبتسما لجاسم بتوعد: خلاص انا مقدر حالتها النفسية.

لينا غاضبة: لاء وانت حسيس اوي، أنت ايه الي جابك هنا اصلا جاي تحرق دمي وتثبتلي أنك قدرت تنفذ كلامك مش كدة
خالد مبتسما بمرح: لاء خلاص بصي يا ستي أنا هشرحلك انا جاي اقطع كشف عندك أصل الدكتورة الي كانت بتعالجني يلا بقي ربنا يسامحها عشان خاطر عينيها الحلوة الي بتبقي زي القمر وهي بتعيط
رغما عنها داعبت ابتسامة صغيرة شفتيها ولكنها اخفتها سريعا.

ليكمل هو بمرح: المهم الدكتورة الحلوة دي مشيت من غير ما تكتبلي علاج لكتفي رغم انها هي الي انقذت حياتي، ممكن بقي لو سمحتي يا دكتورة تكتبيلي علاج عشان كتفي
دون أن تنطق بحرف أخرجت ورقة صغيرة من حقيبتها وخطت عليها بعض الادوية
اخذها منها ينظر الي المكتوب ليهتف بمرح: انا اتكدت انك دكتورة، التعاويذ دي ما حدش بيعرف يكتبها غير الدكاترة، انا هروح لدجال يفكلي التعويذة دي متشكر جدا يا دكتورة.

ثم وجه كلامه لجاسم: مستنيكوا يوم الخميس يا عمي
هز جاسم رأسه إيجابا بشرود فنزل خالد من السيارة وعاد الي سيارة والده جلس على الأريكة الخلفية لتنتطلق كلتا السيارتين
فتحت نافذة المقعد الخلفي واسندت يدها على فتحة النافذة اسندت وجنتها على راحة يدها واخدت دموعها تنساب على وجنتيهابصمت
كانت السيارتان تسيران متجاورتين وعند اشارة المرور وقفت السيارتين متجاورتين رآها وهي تبكي بصمت مزق قلبه
خالد: بس بس بس.

قطبت حاجبيها باستفهام عندما سمعت ذلك الصوت الغريب التفت حولها بحيرة تبحث عن ذلك الصوت الي أن وجدته قادما من السيارة المجاورة لهم فاغلقت زجاج النافذة سريعا
اقترب خالد من زجاج مقعده ونفخ بخار الماء عليه بعدها كتب على الزجاج (بحبك)
راقبت ما يفعل بترقب واندهاش لتفعل مثله ولكنها كتبت ( بكرهك)
اعاد الكرة مرة أخرى ليكتب ( مش من قلبك )
فكتبت في المقابل ( بكرهك )
فكتب ( قريب هتحبيني )
فردت(في المشمش ).

فكتب( هنشوف)
فردت ( هنشوف)
بعدها انفتحت الاشارة وتفرقت السيارتين
ّفانتهت حرب البخار
بعد مدة وصل جاسم الي بيته ركن سيارته فنزلت لينا منها سريعا وصعدت راكضه الي غرفتها واغلقت بابها عليها بالمفتاح وارتمت على فراشها تبكي
تطلع جاسم في اثرها بحزن لبضع ثواني ليتحرك بخطوات بطيئة ناحية مكتبه دخل مكتبه ليتهاوي بجسده على أول كرسي قابل يغمض عينيه بارهاق يمر امامه شريط مقابلته الاولي بخالد.

كان جالسا على مكتبه يطالع احدي القضايا المهمة عندما سمع دقات على باب الغرفة ظن في البداية أنها زوجته فهتف بتلقائية: ادخلي يا فريدة
الا أنه سمع ذلك الصوت الذي يكره صاحبه وبشدة يهتف بهدوء: صباح الخير يا عمي
رفع جاسم عينيه ينظر للواقف امامه بغضب: أنت، انت ايه الي جابك هنا اطلع برة
اتجه ناحيته بهدوء الي أن وصل الي الكرسي المقابل لمكتبه فجلس عليه باريحيه.

خالد بهدوء: اهدي بس يا عمي واسمعني، أنا جاي هنا لمصلحتك
ضحك جاسم بسخرية: مصلحتي، ألعب غيرها يا ابن السويسي
خالد مبتسما بثقة: صدقني لمصلحتك أنا عارف إن لينا هنا من أول ما وصلت يعني ببساطة شديدة جدا كان ممكن اخدها أول ما طلعت من المطار ونتجوز وابقي قابلني ساعتها لو عرفت توصلها
احتقنت عيني جاسم بغضب بينما اكمل خالد بنفس نبرة الثقة: صدقتني بقي إني جاي عشان مصلحتك، بنتك حياتها في خطر.

تهاوي جاسم على مقعده يهتف مع نفسه بقلق: يعني صح، يعني صح هياخدوا بنتي، رفع نظره الي خالد يهتف على مضض: أنا موافق على اي حاجة أنت عايزاها بس تحمي بنتي
لو عايزني اتنازلك عن املاكي كلها أنا موافق بس بنتي تعيش
قطب خالد حاجبيه بدهشة لم يتوقع موافقته السريعة تلك ولكنها في صالحه على كل حال فاردف بثقة: أنا مش عايز فلوسك أنت عارف كويس أنا عايز ايه
رد جاسم سريعا: وأنا موافق.

تلك المرة اتسعت عينيه حتي تكاد تملئ وجهه بينما اكمل جاسم برجاء: احنا هننسي كل لي حصل زمان وأنا موافق انك تتجوز لينا بس تحميها وتحافظ عليها
خالد سريعا: طبعا مش عايزة كلام
فاق جاسم من شروده على صوت فريدة تهتف ببكاء
فريدة باكية: جاسم جاسم يا جاسم
جاسم: ها، خير يا فريدة
فريدة باكية: كرمال الله يا جاسم انا ما فيني اتحمل ها القهره الي بنتي فيها
جاسم بضيق: فريدة اتكلمي عدل عايزاني اعمل ايه يعني.

فريدة باكية: الغي جوازها من خالد طالما هي مش موافقة
جاسم غاضبا: لاء يعني لاء لينا هتتجوز خالد ودا اخر كلام ومش عايز نقاش تاني في الموضوع دا مفهوم.

في فيلا السويسي
دخل بصحبة والديه فركضت ياسمين سريعا تحضنه بقوة
ياسمين بقلق: خاالد عامل ايه دلوقتي يا حبيبى
خالد ساخرا: كويس انك لسه فاكرة ان ليكي اخ تسألي عليه
ياسمين سريعا: والله يا خالد لسه واصلة بقالي ساعة، ولما ما لقتش حد اتصلت بماما وقالتلي على الي حصل وكنت عايزة اجيلك بس ماما قالتلي انكوا جيين في السكة
خالد بلامبلاة: انتي حرة يا ياسمين عن اذنكوا أنا تعبان وطالع أنام، صحيح الواد عمر فين.

محمود: عمر سافر مع أصحابه الصبح وهيجيوا بكرة
التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة: ابقي قابلني لو ابنك جه قبل أسبوع عن اذنكوا
صعد لأعلي والقي بجسده على الفراش ليجد هاتفه يرن برقم عمر
فتح الخط يهتف بضيق: عايز ايه يا زفت
رد عمر بتوتر: خالد بص من غير ما تزعق أنا كنت مسافر مع واحد صاحبي في عربيته ودلوقتي وقفنا في لجنة وطلع مش معاه رخص خد بقي كلم الظابط
انتظر بعض لحظات قبل أن يسمع صوت يهتف: مين معايا.

خالد: أنا العقيد خالد السويسي بص يا ابني الواد الي قدامك دا عيل مش محترم وصايع وأنا مش هقولك مشيهم لاء خدهم واعملهم محضر ولو عايز تبيتهم في الحجز كمان بيتهم يمكن يتربي عشان أنا قرفت منه
الظابط بدهشة: حاضر يا باشا زي ما تحب
خالد: اديلوا التيلفون
اعطي الظابط الهاتف لعمر
عمر بتوتر: هاااا يا ابيه
خالد بخبث: متقلقش يا موري انا ظبطكوا على الآخر
عمر بسعادة: ربنا يخليك ليا يا ابيه مع السلامة.

خالد بخبث: سلام يا حبيبي مع ألف سلامة.

في فيلا جاسم الشريف
علي مائدة العشاء
جاسم: اومال فين لينا
فريدة بحزن: في اوضتها مش راضية تاكل
جاسم غاضبا: يعني ايه هتفضل من غير أكل لحد ما تموت، اطلعي قوليلها تنزل يا فريدة لهطلع انزلها انا بالعافية
فريدة برجاء : سيبها يا جاسم حرام عليك انت ليه بتعمل فيها كدة
جاسم بجمود: انا بعمل كدة عشان مصلحتها، يلا اطلعيلها خليها تنزل تاكل.

فريدة: لينا قافلة على نفسها الباب، حاولت معاها كتير وفي الاخر قالتلي لو ما سبتونيش في حالي انا هموتلكوا نفسي، سيبها يا جاسم عشان خاطري لحد ما تهدي
قطع كلامهما دخول لبني بطريقتها المرحة
لبني: جاسم فريدة وحشتكوا صح قولوا قولوا ما تتكسفوش
ولكنها لاحظت تعابير الضيق المرتسمة على وجهيهما
لبني: مالكوا يا جماعة في ايه
فريدة: لاء يا حبيبتي ما فيش حاجة، قوليلي جيتي امتي.

لبني: لسه واصلة حالا كان عندي تحقيق مهم اوي في اسوان وأول ما خلصت جيت على طول، في ايه يا فريدة انتوا كويسين اومال فين لينا دي وحشتيني اوي
جاسم بجد: لينا هتتجوز يا لبني عقبالك
لبني بسعادة: بجد بسكوتة هتتجوز الف مبروك ومين بقي سعيد الحظ الي قدر يوقع قلب بنتكوا وفين بقي عروستنا الحلوة اكيد خرجت مع عريسها ماشي ماشي لما تيجي انا هوريها ازاي تتخطب من ورايا.

ادمعت عيني فريدة فكم كانت تتمني لابنتها تلك السعادة التي تحكي عنها لبني
لبني بدهشة: مالك يا فريدة بتعيطي ليه، في ايه يا جماعة مالكوا، دا الموضوع كبير على كدة
قصت فريدة على لبني كل ما حدث واجبار لينا على الزواج من خالد
لبني بضيق: معقولة يا جاسم هتجوز بنتك غصب عنها
جاسم: انا قولت مش عايز نقاش في الموضوع دا تاني لينا هتتجوز خالد ودا اخر كلام عندي
لبني بحدة: بس يا جاسم...

قاطعها جاسم غاضبا: خلاص بقي انا قلت مش عايز نقاش في الموضوع دا تاني
فريدة بحزن: ارجوكي يا لبني اطلعيلها دي حابسة نفسها في اوضتها ومش راضية تكلم حد ولا تاكل وتشرب
همت لبني بالصعود فاستوقفها نداء جاسم
جاسم بخزي: لبني ارجوكي خليها تاكل
هزت رأسها إيجابا والقت على جاسم نظرة لوم وعتاب ولكنه تهرب منها فصعدت الي غرفة لينا
دقت الباب عده مرات ولكن لا من مجيب، فبدأت تنادي عليها.

لبني بحنان: بسكوتة حبيبتي انا لبني، لوليتا انا لبني يا لوليتا افتحي يا حبيبتي الباب
انفتح الباب سريعا والقت لينا نفسها في حضن لبني
لينا بنشيج حارق: شوفتي يا لبني عايزين يعملوا فيا ايه، انا بكرههم كلهم، انا عاوزة أموت وارتاح
ادخلتها لبني الي الغرفة واغلقت الباب بقدمهتا لتجلسها على الفراش وتجلس بجانبها تمسد على شعرها وهي تتلو بعض آيات القرآن الكريم الي ان هدأت ونامت.

مرت الايام بعدها بدون شئ يذكر لبني تجاهد مع لينا حتي تطعمها بعض اللقيمات ولينا مازالت حزينة تبكي، وزينب ترعي ابنها بصفة دائمة لا تغفل عن مواعيد ادويته او طعامه اما محمود فقد تحدث مع خالد بشأن رفض لينا له وطلب منه ان يلغي الزواج ان كانت الفتاة مرغمة عليه ولكن خالد اقنعه انها تحبه ولكنها تكابر
سارت الايام على هذا المنوال الي ان اتي يوم الخميس( يوم المفاجاءة ).

قرابة الساعة الرابعة عصرا صعد جاسم ليخبرها بسرعة ارتدائها ملابسها دق الباب ففتحت لبني له دخل الي الغرفة فوجدها جالسة على الفراش ما زالت مرتدية ملابس المنزلية
جاسم بضيق: يا نهار ابيض انتي لسه ما غيرتيش هدومك يا لينا يلا يا حبيبتي إتأخرنا على الناس
لينا بعند: مش هروح عند حد
جاسم بضيق: يعني ايه يا لينا
لينا بتحدي: يعني الي حضرتك سمعته يا استاذ جاسم مش لابسة ومش رايحة.

جاسم غاضبا: قسما بالله يا لينا لو ما لبستيش هدومك في خلال نص ساعه بالكتير لهلكلم خالد يجي ويجيب المأذون ونكتب الكتاب دلوقتي حالا
ثم غادر الغرفة غاضبا صافقا الباب خلفه بعنف
لينا باكية: مش عايزة اروح يا لبني مش عايزة، ليه كل حاجة بعملها غصب عني.

لبني بحنان: بصي يا حبيبتي، انا عندي ليكي فكرة حلوة انتي تقومي تغسلي وشك الجميل دا وتلبسي فستان جميل من بتوعك وانا هاجي معاكي واتكلم مع الي اسمو خالد دا بالعقل يمكن يرضي يسمعني ويلغي الجواز
لينا: بجد يا لبني هتكلميه
لبني: اه يا حبيبتي هكلمه وهقنعه ان شاء الله.

اقتنعت لينا بكلام لبني فقامت واغتسلت وارتدت فستان اوف وايت طويل باكمام طويله من خامه الستان ووضعت مكياج خفيفي للغاية ورفعت شعرها ذيل حصان فبدت كالملائكة بملامحها الرقيقة الهادئة
لبني منبهره: واااااه ايه يا بت العسل دا
نزلت الفتاتان واستقلتا سيارة جاسم في المقعد الخلفي متجهين الي فيلا السويسي
وصلوا قرابة الخامسة والنصف
فتحت لهم احدي الخادمات الباب دخلوا الي البيت حيث استقبلتهم زينب استقبالا حارا.

خصوصا لينا التي ظلت تعانقها حتي كادت تكسر ضلوعها
محمود ضاحكا: براحة يا زينب على البنية هتكسريها في ايديكي
زينب بود مبالغ فيه: مالكش دعوة انت يا محمود دي بنتي حبيبتي تعالي يا حبيبتي اقعدي
جلسوا جميعا يتحدثون حتي ان لبني اندمجت مع زينب وياسمين في الكلام والمزاح
لتهتف زينب فجاءه بضيق: والله يا فريدة مش عارفة اعمل ايه
فريدة: مالك يا زينب في ايه
زينب بضيق: الممرضة بتاعت خالد تعبت.

فاعتذرت انها مش هتيجي النهاردة وانا مش عارفة هعمل ايه وخالد الجرح تاعبه اوي
ثم اكملت وهي تنظر للينا ناحية لينا بمكر بقولك ايه يا لينا يا حبيبتي ممكن اطلب منك طلب بس اوعديني انك تساعديني
لينا بارتباك: طبعا يا طنط لو اقدر
زينب بفخر: انا عارفة يا حبيبتي انك دكتورة شاطرة فممكن يا حبيبتي تطلعي تغيري لخالد على الجرح
جحظت عينيها في صدمة: انا!
زينب: أيوة يا حبيبتي دا بعد اذنك طبعا
لينا: لاء.

زينب بحزن مصطنع: كدة يا لوليتا تكسفيني في اول طلب اطلبه منك
لينا بتوتر: مش قصدي يا طنط والله بس اصلي...
زينب مقاطعة: ما بسش ولا حاجة قومي معايا يلا
جذبتها من يدها برفق فقامت معها وهي تبتسم لها بارتباك
صعدت بجانب والدته بخطي مترددة مرتجفة تعنف نفسها بشدة على موافقتها لكلام والدته.

بينما تسير والدته بجانبها وعلي شفتيها ابتسامة غامضة كلما لاحظت تردد لينا في الصعود تربطت على ظهرها برفق لتحثها على التقدم واخيرا وصلوا الي الغرفة
دقت والدته الباب فازدرقت لينا ريقها عندما سمعت صوته يأذن للطارق بالدخول
ادارت زينب مقبض الباب ودخلت خطوتين لتجده جالسا على الفراش العريض يوليهم ظهره مرتديا قميص رمادي اللون وسروال بدلة أسود
تكلمت زينب بود: خالد أنت كويس.

تكلم بضيق من بين اسنانه: كويس هي الزفتة الممرضة فين
نظرت زينب للينا بمكر لتردف بثقة: أنا جيبالك الي احسن من مليون ممرضة
التوي جانب فمه بابتسامة واثقة كالعادة كان واثقا من نجاح خطته وها هي قد أتت بقدميها اقسم أنه لن يخرجها من هنا الا وهي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة