قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع

وعلي عكس ما توقع أن خالد سيصب غضبه عليه الا أن ابتسامة شيطانية ارتسمت على شفتي خالد ازدرد محمد ريقه بتوتر وهو ينظر: مش مطمنلك.

خالد ببراءة مصطنعة وهو يشير الي نفسه: عيب عليك دا أنت حبيبي بص بقي يا حمادة بما إنك جاي تساعدني الجزء الشرقي ظبط الحراسة بتاعته والجزء الغربي بعتنا نجيب بتاع الصيانة عشان الكاميرات مش شغالة خد بالك من الي داخل والي خارج وما تدخلش حد من غير ما يوريك ال ID بتاعه وابقي اشرف علي العمال الي جوة
فغر محمد فاهه بصدمة حتي وصل الي الارض: لما أنا هعمل كل دا أنت هتعمل ايه.

خالد ببراءة: هروح اشتري بدلة جديدة للحفلة ربنا معاك يا صاحبي اشوفك بليل
محمد بحسرة: أنا الي جبته لنفسي البس يا معلم
عندما حل المساء في فيلا جاسم الشريف
تألقت هي بفستان ازرق غامق بربع كم يصل الي ما بعد ركبتيها بقليل تركت شعرها حرا طليقا ووضعت مكياج هادئ يلائم الفستان
نزلت لأسفل فوجدت والدها يرتدي بدلة سوداء بقميص أبيض وربطة عنق سوداء
جاسم مبتسما: ايه القمر دا
لينا: بجد شكلي حلو.

نظر جاسم لفريدة بمشاكسة: طبعا يا حبيبتي طالعة لأمك
قلبت لينا شفتيها بعبوس: برضوا يا ماما مش هتيجي معانا
فريدة بحنان: انتي عارفة يا حبيبتي إني ما بحبش الدوشة والزحمة روحي انتي وبابا معاكي ولبني هتخلص شغل وتحصلكوا
جاسم: يلا يا لوليتا عشان ما نتأخرش، سلام يا فيري خلي بالك من نفسك
فريدة: خلي بالك أنت من لوليتا ثم أكملت بصوت منخفض وربنا يستر.

وقف أمام مرآته يرتدي سترته السوداء فوق قميصه الاسود يكره بشدة ربطات العنق فترك ازرار قميصه الاولي مفتوحة
عندما وجد هاتفه يرن فخط علي شاشته اسمها لينفتح الهاتف علي صورة فتاة صغيرة ضغط علي زر قبول المكالمة وفتح مكبر الصوت يتابع المكالمة وهو يكمل ارتداء ملابسه
علي بمرح: السلام عليكم اخيرا رديت دا التليفون بيزغرط من الفرحة
خالد بضحكة صغيرة وهو يصفف شعره: أنت واخوك دمكوا عسل عايز ايه يا زفت.

علي بضيق: يا ابني الشغل نصه تقريبا واقف بسببك
خالد ببرود: أنت عايز ايه يعني
علي بضيق: يا ريت بعد اذن حضرتك جنابك تتفضل في الشركة عشان تمضي ورق الصفقات المتعطلة
خالد بضيق: طيب طيب بكرة ولا بعده هكون عندك اقفل بقي ما تصعدنيش
علي بحذر: خالد أنا عارف أنك بتكره الشركة دي بسببها بس الشركة مالهاش علاقة بيها ما تهدش الي بنيته بتعب وشقي سنين
خالد بحدة: اقفل يا علي
وبدون كلمة اخري اغلق الخط في وجهه.

وبينما هو يرتدي ساعة يده السوداء سمع صوت دقات علي الباب
خالد: ادخل
دخلت تلك السيدة على شفتيها ابتسامة حنونة: مساء الخير يا خالد
خالد مبتسما: مساء الفل يا ست الكل
تفحصته زينب بمكر: عيني عليك باردة متشيك كدة ورايح فين
خالد ضاحكا: ايه يا أمي انتي محسساني اني كنت معفن قبل كدة
زينب سريعا بفخر: فشر دا انت سيد الناس بس مستغربة بتضحك ومتشيك وما اتخانقتش النهاردة خير اللهم اجعله خيرا.

رفع خالد حاجبيه بذهول: لا كدة عاجب ولا كدة عاجب في الاول أنت كشري وبتخانق دبان وشك ودلوقتي هادي وما بتتخانقش
زينب بمكر: أنا بس عايزة اعرف سر التغير
التفت الي مرآته مرة أخري يضع عطره المفضل
ثم تقدم ناحيتها بخفة ودني برأسه يقبل جبينها
ويهمس لها: مرات ابنك رجعت
غادر هكذا بكل هدوء تاركا والدته خلفه جاحظة العينين بصدمة
زينب بذهول: مرات ابني مين ورجعت منين يالهوي الواد اتجوز من ورانا ولا ايه واااد يا خالد.

خرجت سريعا من غرفته تحاول اللحاق به ولكنه قد غادر بالفعل
جاء صوت محمود من خلفها: في ايه يا زينب
زينب بصدمة: خالد يا محمود الواد اتجوز عرفي من ورانا
محمود ضاحكا: ايه يا زينب الكلام الي انتي بتقوليه دا ابنك مش عيل يا زينب عشان يعمل كدة
ضيقت زينب عينيها واقتربت من محمود تهمس له بصوت منخفض: اصل انت ما سمعتوش قال ايه فوق
كبح محمود ضحكاته بصعوبة واردف بنفس الطريقة: قال ايه.

زينب بثقة وكأنها اكتشفت حل للغز مبهم: كان واقف عمال يسبسب في شعره والضحكة من الودن دي للودن دي أنا مش معترضه ربنا يسعده دايما بس ايه بقي كان بيتكلم مع حد في التليفون وأول ما دخلت قفل
لاء وقالي ايه كمان مرات ابنك رجعت
قطب محمود حاجبيه باستنكار: مرات ابنك مين
زينب بغل: هتلاقيها عيلة من بتوع اليومين دول ضحكت عليه آه لو تقع تحت ايدي هجيبها من شعرها.

محمود بشك: لاء ما افتكرش ابنك مش اهبل عشان يضحك عليه الموضوع في سر
اتسعت عيني زينب بترقب لتهتف بلهفة ؛ سر ايه
تصنع محمود اللامبالاة: الله وانا اعرف منين يا زينب وعلي رأي المثل يا خبر النهاردة بفلوس بكرة يبقي ببلاش.

امام المستشفي
وقفت سيارة تاكسي خرج منها عزة وسمية ووليد
عزة بحماس: يا حلاوة يا ولا احنا هنشتغل في المستشفي دي
بسط وليد كف يده امام وجهها: لا إله الا الله، الله أكبر في ايه يا عزة حرام عليكي المستشفي هتولع قبل ما نلحق نشتغل فيها يا بنت الناس عايز الحق اجمع قرشين عشان نفرش الشقة ونتجوز بقي
عزة سريعا: لالا خلاص انا هسكت دا أنا احتمال اجيب بخور وابخرها بس اتجوز بقي.

لكزتها سمية بكوعها في كتفها لتهتف بخفوت من بين اسنانها: عيب يا عزة الراجل يقول عليكي مدلوقة هتموتي وتتجوزي
عزة بصوت عالي، : صح صح عندك حق لازم ابينله البرستيج بردوا
وليد ضاحكا: طب يلا يا برستيج
وصل خالد بسيارته الي باب المستشفى الخلفي ترجل منها الي غرفة الحراسة الصغيرة وجد محمد يقف مع عامل الصيانة
خالد: كله تمام
العامل: تمام يا باشا الكاميرات اتوصلت وشغالة
خالد: طب اتكل أنت.

رحل العامل سريعا فذهب خالد يجلس علي كرسي امام تلك الشاشات الصغيرة التي تعرض كل جزء من الحديقة
لاحظ محمد نظراته المتفحصة لكل جزء
محمد: لسه ما وصلتش
هز رأسه إيجابا كان يشعر بأن النيران تندلع في صدره فقط بحر عينيها هو ما سيخمد نيران شوقه
سيارة فضية اللون وقفت أمام المدخل جعلت انظاره تتوجه ناحية بوابة المدخل سريعا نزل جاسم من السيارة ثم مد يده ليساعدها علي النزول.

راقبت عينيه كف يدها وهو يستقر في يد جاسم برفق
صدره يعلو ويهبط بجنون يكاد قلبه يصرخ شوقا راقب ترجلها برفق من السيارة تلك الابتسامة البريئة التي لم ولن ينساها ابدا خصلات شعرها المتمردة فوق صفحة وجهها الصافية عادت من جديد ليحي هو من جديد
علي الرغم من أن سعادته في تلك اللحظة كانت لا توصف الا أن غضبه ايضا كان علي وشك أن يدمر تلك الحفلة فوق رأسها.

احتقنت عينيه بغضب أعمي قام من مكانه متجها الي خارج غرفة الحراسة فاعترضه محمد سريعا
محمد: أنت رايح فين يا مجنون
خالد غاضبا: اوعي يا محمد
محمد بدهشة: في ايه يا خالد دا أنت المفروض تبقي فرحان أنك شوفتها
خالد غاضبا: فرحان ايه وزفت ايه اوعي أنا هجيبها من شعرها الي فرحانة بيه دا
دفعه محمد عن الباب يصيح فيه بضيق: يا ابني في ايه.

خالد غاضبا: أنت مش شايف هي مهببة ايه بس العيب مش عليها العيب علي جاسم بيه الي سابها تخرج من البيت بالمنظر دا
محمد سريعا : معلش اهدي يا ابني اهدي هتبوظ الدنيا عديها المرة دي كلها كام يوم وابقي لبسها ملحفة لو عايز اهدي بقي
خالد بتوعد: ماشي يا لينا تبقي علي ذمتي بس اما عدت تربيتك من أول وجديد
في الحفلة مرت لينا وهي ممسكة بيد جاسم أمام عزة والبقية
عزة بإعجاب: وليد مين المزة دي.

وليد ضاحكا: الله يخربيت دماغك دي يا ستي دكتورة لينا الشريف صاحبة المستشفى
ضيقت عزة عينيها ترمق وليد بتحذير: عارف يا وليد لو عاكستها هعمل فيك ايه
مال وليد علي اذنها يهمس بهيام: أنت الي في القلب يا جميلة
تلك الجريئة طويلة اللسان تصبح كالقطة الصغيرة المبتلة امام تلك الكلمات التي تداعب اوتار قلبها الخجول
فبدأت تتلعثم من شدة خجلها: اااااننت اااننننا هقول لبابا.

وليد مبتسما: خلاص خلاص ما تقلبيش طماطم كدة تعالوا يلا نتعرف عليها
علي الجانب الآخر كانت تقف هي يعرفها عامر علي طاقم العمل في المستشفي
وليد: احم السلام عليكم
عامر مبتسما: تعالا يا دكتور وليد، دكتورة لينا دا دكتور وليد ودكتورة عزة ودكتورة سمية
صافحت كل منهم بود: اهلا بيكوا
علي الجانب الآخر كان يقف ذلك الشاب يراقبها بهدوء.

بعد قليل ذهب جاسم اليها: لوليتا أنا لازم امشي دلوقتي يا حبيبتي عندي ميعاد مهم السواق هيروحك
هزت رأسها إيجابا فتركها جاسم وغادر.

محمد باستفهام: الحق دا جاسم مشي
خالد: اوعي بقي
محمد بشك: انت رايح فين يا مجنون انت
خالد غاضبا: مش كنت قلقان من جاسم أهو جاسم مشي اوعي بقي
ازاحه تلك المرة بعنف وخرج الي حديقة المستشفي ينظر اليها من بعيد قبل أن يناديه احد الحراس
لينا بإعجاب: بس أنا شايفة أن الحفلة متأمنة جامد
عامر باستفهام: بالظبط مع أن احنا ما اتفقناش مع شركة حراسة تيجي تأمن مش عارف مين ظبط كل دا
لينا: عن إذنك
عامر: اتفضلي.

تركت ذلك الجمع الغفير واتجهت ناحية احد الحراس
لينا: لو سمحت
الحارس: افندم يا هانم
لينا: مين الي اتفق معاكوا انكوا تأمنوا الحفلة
الحارس: لا والله يا هانم ما اعرفش عندك الباشا واقف هناك أهو ممكن حضرتك تسأليه
نظرت الي ما يشير الحارس فوجدت رجل طويل القامة يوليهم ظهره يتكلم مع احد الحراس
لينا مبتسمة: شكرا
تركت الحارس متوجهه اليه الي أن اصبحت خلفه تقريبا
لينا في نفسها بذهول: يا نهار أبيض هو مالوا طويل ليه كدة.

هزت رأسها نفيا بعنف: احم احم، حضرة الظابط
سمعت صوته يهتف وهو يتحدث مع الحارس: ثواني
كان يتحدث بشأن بعض الكاميرات المعطلة وهي تقف خلفه تعقد ذراعيها امام صدرها بضيق عندما طال انتظارها
لينا بضيق: أنت يا أستاذ
التفت اليها يهتف بغضب افزعها: هو أنا مش قولت...

صمت علقت الكلمات داخل فمه وهو يراها واقفة أمامه مباشرة يقسم بأنها علي وشك سماع دقات قلبها التي تطرق بعنف يكاد صدره يتشقق منها عينيه البنية التهمت ببطئ واشتياق ولهفة ملامح وجهها الصغير
حمحمت بارتباك عندما شعرت بنظراته المتفحصة: احم احم حضرة الظابط
اغمض عينيه يضغط عليهما بقوة يحاول التقاط أنفاسه التي خطفتها تلك الصغيرة
لينا بارتباك: حضرتك كويس
هتف من بين اسنانه بصعوبة: كويس خير.

لينا مبتسمة: أنا كنت جاية أشكر حضرتك علي تأمين الحفلة ومعلش عندي سؤال هو مين الي طلب من حضرتك تأمن الحفلة
ارحلي ارحلي ارحلي أنا بالكاد امسك زمام نفسي قبل أن اقتلك بسبب ذلك الفستان الفاضح
خالد بضيق: مش شغلك مين الي قالي ومالوش لزوم شكرك دا شغلي الي بقبض عليه مرتبي يعني لازم اعمله حتي لو مش طايقه.

عقدت حاجبيها بغضب: أنت قليل الذوق أنا الي غلطانة اني جيت اشكرك اصلا، رفعت رأسها تنظر له بغرور: ابقي شوف شغلك كويس الحراسة مش عجباني
فرت سريعا من امامه عندما لاحظت كتلات الجمر التي احتلت عينيه
لينا في نفسها: ماما هو بيعمل كدة ليه معقول لونه هيخضر ويبقي ضخم زي Hulk
سخرت من نفسها ومن أفكارها السخيفة تلك
بدأ دوار طفيف يهاجمها بسبب قلة تغذيتها الفترة الأخيرة ولكنها تحاملت علي نفسها الي حين انتهاء الحفل.

واخيرررررررا بدأ المدعوون بالرحيل
جاء السائق اليها يهتف بارتباك: دكتورة لينا
نظرت لينا له بابتسامة ودوده: خير يا عم صابر
صابر بقلق: معلش يا دكتورة أنا لازم امشي دلوقتي مراتي اتصلت بيا وقالتلي في خناقة جامدة أوي بين اختي وجوزها
لينا مبتسمة: ما فيش مشكلة يا عم صابر ولو عايز تاخد العربية معاك ما فيش مشكلة
صابر سريعا: لالا يا بنتي ربنا يخليكي أنا هاخد اي حاجة من علي أول الشارع خلي بالك من نفسك يا بنتي.

لينا مبتسمة: حاضر يا عم صابر مع السلامة
اتجه صابر الي باب الخروج وهو يلتفت حوله بارتباك يبحث عنه إلي أن وجده يقف هناك ينظر له فهز صابر رأسه إيجابا سريعا ليرد عليه الاخير بابتسامة واثقة كعادته
بينما علي الجانب الآخر بعدما رحل الجميع بدأت تسير بخطي بطيئة الي سيارتها ذلك الدوار يعصف برأسها وصلت أخيرا الي سيارتها
ما لبثت أن سقطت أرضا فاقدة للوعي علي ذراعيه.

هو من اتفق مع السائق حتي يرحل لتسنح له الفرصة بقضاء بعض الوقت معها وهو يوصلها عندما وجدها تذهب الى سيارتها ذهب خلفها ليعرض عليها إيصالها ولكن المفاجأة حينما وجدها تتهاوي ارضا أسرع يلتقطها بين ذراعيه قبل أن تصتدم رأسها في الارض
خالد بقلق وهو يربط علي وجنتها برفق: لوليتا، لوليتا فوقي يا حبيبتي لوليتا لوليتا.

اخذ مفتاح السيارة من يدها فتح باب السيارة وهو يحملها على ذراعيه ووضعها برفق علي الكرسي ليهرول سريعا يجلس علي مقعد القيادة
بعد قليل وبسرعة قصوى وصل الي احدي المستشفيات ضغط علي المكابح بقوة فتوقف السيارة خرج سريعا ليفتح الباب من ناحيتها
حملها بين ذراعيه ودخل يركض الي المستشفى
خالد صارخا: بسررررعة.

هرع الممرضات سريعا يحضرون السرير النقال وضعها عليه برفق فاخذوها منه الي غرفة الكشف، بينما بقي يحترق هو في الخارج يأكل الممرض أمام الغرفة ذهابا وايابا
خالد في نفسه بقلق: يارب يا رب انت عالم بحالي يا رب أنت عارف أنا استنتها قد ايه يا رب ما تبعدش عني تاني يااااارب ياارب
اخيرا جاء أمر الافراج وخرجت تلك الطبيبة من الغرفة
خالد بلهفة: هي كويسة
الطبيبة: الحمد لله كويسة
خالد: ايه الي حصل.

الطبيبة بعملية: مبدئيا حضرتك لازم تعرف حاجة مهمة الانسة الي جوه عندها حالة ضعف شامل وواضح أنها مش من قريب خالص يعني ممكن نقول انها كانت بتحاول تنتحر فما بتاكلوش خاااالص
قطب خالد حاجبيه بغضب: ايه الي انتي بتقوليه دا ولينا هتعمل كدة ليه.

الطبيبة بعملية: والله يا افندم ما اعرفش دي نتيجة التحاليل الي طلعت جسمها ضعيف جدا ونحط تحت جدا دي مليون خط اما الاغماء الي حصل دا نتيجة أنها تقريبا بقالها يومين ماكلتش، أنا علقتلها محلول وياريت تستريح لحد الصبح
هز رأسه إيجابا بشرود فاكملت الطبيبة: هو حضرتك مين
خالد بشرود: جوزها
الطبيبة: يا ريت حضرتك تاخد بالك منها أكتر من كده.

هز رأسه إيجابا مرة أخري وعينيه تغيم بحزن تحرك من مكانه ذهب ناحية باب غرفتها فتح الباب بهدوء ودخل
وجد ممرضة تقف بجانب فراشها
خالد بجمود: برة
نظرت له الممرضة بدهشة فصرخ فيها بحدة: برررررة
انتفض جسد تلك الممرضة بفزع فاسرعت تهرول خارج الغرفة وأغلقت الباب خلفها
اخذ ذلك الكرسي ووضعه بجانب فراشها امسك كف يدها يحتضنه برفق بين راحتي يده.

خالد بحزن: ما كنتيش بتاكلي ليه بقي يا ست لوليتا يعني لازم اجري وراكي بالأكل عشان تاكلي عاجبك كدة ضعف حاد ليه يا لوليتا
شعر بها تحرك جفنيها ببطئ تحاول فتح عينيها فترك يدها ومسح دموعه العالقة في عينيه
لينا بتعب: آه أنا فين
حمد لله على السلامة يا دكتورة
التفتت الي مصدر الصوت: أنت، هو ايه الي حصل
خالد ببرود: أغمي عليكي
ابتسمت له ابتسامة مرهقة: شكرا
خالد ببرود: قولتلك دا شغلي مش عايز عليه شكر.

لينا بضيق: كان عندي حق لما قولت خسارة فيك كلمة شكرا
صمتت ألسنتهم عن الكلام بينما بقيا يرمقان بعضهما بتحدي وغضب للحظات ليسرح هو في بحر عينيها الذي أسره منذ رآها أول مرة بينما تنظر له بحيرة ملامحه مألوفة لالا يستحيل أن يكون هو
لينا بحيرة: هو أنا ما شوفتكش قبل كدة
خالد ساخرا: ما اعتقدش يا سمو الأميرة
لينا بغيظ: تنح.

ابتلع ضحكته بصعوبة علي منظرها الغاضب جال بعينيه علي ملامحها الغاضبة باشتياق رغما عنه نزلت عينيه الي ذلك الفستان اللعين
بالكاد يغطي ركبتيها كيف لها أن ترتديه يتذكر عندما كانت صغيرة زيّ مدرستها الأحمق، ( جيبته) الغبية كانت تصل ايضا الي ما بعد ركبتيها بقليل هل تظنون أنه كان سيسمح لها بالخروج بهذا الشكل ذهب واشتري لها ذلك الجورب الابيض الطويل ( الكولون ) الذي كان يغطي قدميها بلونه الأبيض الحليبي.

فاق من شروده وهو يتخيل ذلك الجورب الآن يغطي قدميها الظاهرتين بسخاء
لاحظت لينا نظراته المثبتة على قدميها العارية فاسرعت تشد غطاء السرير تضعه على قدميها
لينا غاضبة: أنت بتبص علي ايه يا قليل الادب انت
نظرت له بسخرية وابتسم بوقاحة: هو عيب اني أبص ولا ايه
لينا غاضبة: آه طبعا عيب
خالد ساخرا: طالما عيب اني ابص على رجلك معرياها ليه
لينا غاضبة: أنت مالك أنت، أناحرة.

نظر لها ببراة مصطنعة: وانا كمان حر وزي ما أنتي فاكرة ان العُري حرية ما تزعليش لما تلاقي الناس كلها بتنهش في جسمك
لينا غاضبة: أنت مالك أنت امشي اطلع برة
نظر لها بطرف عينيه ثم رجع بظهره الي الكرسي يجلس عليه بارتياح واضعا قدما فوق اخري ببروووووووود
انتصفت لينا علي فارشها تنظر له بحنق: أنت يا بني آدم أنت ما سمعتش أنت قولت ايه اطلع برة.

ظل ينظر لها ببرود ظاهري واعصابه تغلي كالمراجل متقدة بنار غضبه من لسانها السليط انتظري حبيبتي ساقصه لكي قريبا جداااا
لينا غاضبة: أنت يا أستاذ انت دا ايه البرود دا يا كائن الدب القطبي أنت اطلع برة
رمقته بنظرات غاضبة متقدة: يعني مش هتطلع
هز رأسه نفيا بهدوء
لينا غاضبة وهي تنزل المحلول الوريدي من يدها: طيب أنا الي هطلع.

ما كادت تتحرك خطوة واحدة حتي شعرت بقبضة يد تعتصر معصمها وبهدوء شديد وكأنها لا تزن شيئا جذبها ليجلسها علي قدميه
شهقت بفزع وبدأت تمطره بوابل من السباب: يا قليل الادب يا سافل يا مش محترم وعمال تتكلم عن الأخلاق يا معدوم الاخلاق سيبني لهصوت وألم عليك المستشفي
وضع اصبعه علي شفتيه: هششششش
ثبت رأسها بكف يده وقرب رأسه من رأسها بهدوء
خالد بهدوء: أنا آسف على الي هعمله.

وقبل أن تعي ما يقول صدم رأسه برأسها ففقدت الوعي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة