قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع عشر

جلسا على الطاولة لينا تشتاط غضبا وخالد لا يستطع كبح تلك الابتسامة الواسعة التي تتراقص فرحا على شفتيه
لينا بغيظ: انت بتبتسم ليه كدة على فكرة أنا مش غيرانه
رفع كتفيه ببراءة ؛ وانا قولت أنك غيرانة، بس ايه الافترا دا كسرتي موبايل البت وكمان عايزة تكسري ايدها يا مغتربة
جزت على أسنانها بغيظ: عشان تحرم تمد ايدها على حاجة مش بتاعتها
غمز لها بمشاكسة: اومال بتاعت مين.

جذبت سكين الطعام الصغيرة الموضوعة بجوار طبق طعامها تشهرها امام عنقه
لينا بغيظ: عارف يا خالد لو ما بطلتش كلامك المستفز وبطلت تعاكس في البنات هتقلك
ايوة زي ما انتوا
قالها على بمرح وهو يسرع بالتقاط هاتفه متلقطا صورة لهم وهما في ذلك الوضع
علي بمرح: الحب على حافة السكين اسم سينمائي هايل
التفت ناحيته ترمقه بغيظ فأسرع على يدس الهاتف في جيب سترته يخرج لها لسانها بمرح ليفر هاربا.

لينا صارخة بغيظ: هتجننوني دا انتوا عيلة مجانين
خالد ضاحكا: قومي يا مفترية نتصور مع أختي قبل ما الفرح يخلص
اخيرا انتهي ذلك الزفاف بعد التقاء الكثيررررررر من الصور، اصر محمود أن يتولي بنفسه قيادة سيارة العروس حتي يتثني له الفرصة لتوديع ابنته قبل أن تسافر لقضاء شهر العسل وبالطبع ذهبت معه زوجته
وهذا أتاح الفرصة لخالد لإيصال لينا في غياب جاسم كما طلب منه.

استقل سيارة جاسم بجانبه لينا وعلي الأريكة الخلفية لبني وفريدة أدار السيارة وانطلق
لينا: خالد
خالد مبتسما: قلبه
لينا بسخريه: على فكرة اسمها عيونه
خالد مبتسما بثقة: تؤ الي بيقول عيونه دا ما يعرفش يعني ايه حب لأن الإنسان يقدر يعيش من غير عينيه بس ما يقدرش يعيش من غير قلبه يا قلبي.

اغمضت عينيها سامحة لكلماته العذبة أن تداعب خلجات قلبها برقق لم تستطع بالطبع منع تلك الابتسامة الخجولة من الظهور على شفتيها، تلك الحمرة القانية أسرعت تتفتح في وجنتيها
فريدة مبتسمة: احم احم نحن هنا
خالد ضاحكا: حبيبتي يا فيري
فريدة بخبث: دي أنا بردوا
خالد ضاحكا بمرح: لاء اوعي تفهمني صح
بعد مدة قصيرة وصلا الي الفيلا نزل معهم متجها الي الفيلا
تهاوي بتعب على احد المقاعد: هلكان من صباحية ربنا.

فريدة بحنان: ربنا يعينك يا ابني، بس بصراحة ليلتهم كانت جميلة عقبال ليلتكوا يا ولاد
ابتسم لها ابتسامة مرهقة: قريب بإذن الله
فريدة مبتسمة: يا ريت يا خالد نفسي افرح بالمفعوصة دي بقي
جاءت لينا في تلك اللحظة تمسك حذائها في يدها
لينا بغيظ: سمعتكوا عايزين تخلصوا مني صح
ضحك عاليا على منظرها المبعثر وذلك الحذاء الذي تحمله في يدها يبدو صغير الحجم للغاية
التفت له ترفرف باهدابها ببراءة مصطنعة.

لينا ببراءة: بقولك ايه يا خالد ما تيجي نأجل الفرح تلت اربع خمس ست سنين كدة نطول فترة الخطوبة عشان نتعرف على بعض كويس
تجهمت ملامحه ينظر لها باشمئزاز هاتفا بحنق: تتعرفي على مين يا اختي دا اعرفك من يوم ما تولدتي دا كنتي بتنامي في حضني وانتي صغيرة جاية تتعرفي عليا دلوقتي وبعدين انا خطبك بقالي 12 سنة كفاية كدة انا كدة هتجوز وانا طالع على المعاش
اتسعت ابتسامتها لتهتف بحماس وكأنها وجدت حل لمشكلة صعبة.

لينا بحماس: طب هقولك حل كويس ما تخلينا اخوات احسن
استغفر في سره قبل أن يفرغ مخزون مسدسه كله في رأس تلك البلهاء
خالد ببرود: انا هعمل نفسي ما سمعتش حاجة عشان ما ازعلكيش ماشي يا لوليتا
ضيقت عينيها ترمقه بغيظ تكره طريقته الباردة تلك
لينا بغيظ: انا طالعة انام
قام من مكانه متجها ناحيتها دني برأسه مقبلا جبينها برفق
خالد بحنان: تصبحي على خير يا حبيبتي.

اتسعت عينيها بدهشة ستجن من ذلك الرجل تارة بارد كالثلج ليتحول في اقلمن ثانية لشخصية اخري حنونة ودافئة
لينا بغيظ وهي تصعد لأعلي: والله انت سيكوباتي بتقلب في ثانية دا انا لو متجوزة خلاط ما كنش هيقلب على طول كدة
ظلت تتمتم بغيظ وهي تصعد الي غرفتها
التفت فريدة له بعدما تأكدت من ذهاب لينا لغرفتها
فريدة بجد: عمك جاسم راح فين يا خالد
مسح وجهه بكف يده يبعد اثار الارهاق عن وجهه هاتفا بجدية: ما اعرفش.

كتفت فريدة ذراعيها امام صدرها بضيق: مش عليا يا خالد جاسم امبارح كان شكله تعبان وقالي أن راح عمل أشعة وتحاليل والنهاردة اختفي فجاءة راح عند الدكتور مش كدة
هز رأسه إيجابا بهدوء لتهتف بقلق: لييه هو تعب ولا ايه
كاد أن يرد عندما توجهت أنظارهم سريعا ناحية الباب عندما سمعوا صوته يفتح ليدخل جاسم يمشي بارهاق
اسرعت فريدة ناحيته تهتف بلهفة
فريدة بلهفة: جاسم انت كويس الدكتور قالك ايه.

تقدم خالد منه يسنده الي أن جلس على احد المقاعد
خالد: خير يا عمي الدكتور قالك ايه
مسح وجهه بكف يده بارهاق هاتفا بضياع: عندي انسداد في الاوزين الأيمن ولازم اعمل عملية في اسرع وقت
اتسعت عيني فريدة بفزع وضعت يدها على فمها تمنع شهقاتها الفزعة من الخروج أخذت دموعها تسيل بقوة على وجنتيها
نظر لها برفق هاتفا بهدوء: اهدي يا طنط
نظر لجاسم مستطردا بجد طب هو قالك العملية دي هنا ولا برة.

جاسم: لا برة في لندن المفروض اسافر بكرة او بعدة بالكتير
حك ذقنه بكف يده مستكملا بهدوء: يبقي انت لازم تسافر في اسرع وقت
نظر لها جاسم وابتسامة حزينة مرتسمة على شفتيه: أنت الي بتقول كدة دا أنت المفروض تبقي فرحان
خالد: اوعي تكون فاكر أن أنا ممكن اشمت فيك أحنا في يوم كلنا مع بعض عيش وملح وأنا عمري ما كرهتك يا عمي أنت الي ما كنتش بتطيق تشوفني
نظر له جاسم شعر من نظراته أنه ضائع شارد خائف.

استطرد جاسم بخوف: أنا خايف اوي على لوليتا اوعدني لو حصلي حاجة انك هتخلي بالك منها وإنك مش هتزعلها ابدا
شد خالد على كف يده بحزم: ما تقولش كدة أنا هتخف وهتبقي احسن من الأول كمان المهم دلوقتي تسمع كلام الدكتور لازم تسافر في اسرع وقت
فريدة باكية: انا هاجي معاك مش هسيبك ابدا
لبني: وانا كمان هاجي معاكوا
هز رأسه نفيا بعنف: وهتسيبوا لينا لوحدها انا مش عايزها تعرف حاجة.

خالد: ما تقلقش يا عمي لينا مش هتعرف حاجة بس لازم طنط فريدة تيجي معاك ما ينفعش تسافر لوحدك
جاسم بحدة: ومين هياخد باله من لينا انا مستحيل اسيبها لوحدها واسافر حتي لو ما سافرتش مش مهم
خالد: ومين قال لحضرتك ان لينا هتقعد لوحدها انا مارضاش ان مراتي تقعد لوحدها وبعدين ما تنساش أن حياة لينا لسه في خطر احنا لسه ما عرفناش مين الي بيبعت رسايل التهديد
احتل الفزع ملامحه وهو يهتف بقلق: طب والعمل.

قام من جانبه بهدوء واضعا يديه في جيبي بنطاله هاتفا ببراءة: ما فيش غير حل واحد لينا تيجي تقعد معايا وقبل ما تفهم غلط هتقعد في بيت العيلة بتاع والدي ولبني كمان تيجي معاها عشان تبقي مطمن عليها اكتر
لبني بضيق: أنا مستحيل اعيش معاك في بيت واحد أنا هسافر مع جاسم وفريدة
خالد في نفسه: يكون احسن بردوا
رفع كتفيه بلا مبلاة: زي ما تحبي
هز جاسم رأسه نفيا بعنف: لالالا أنا مش مقتنع
أنا مش هسيبها ومش هسافر.

خالد بهدوء: أنا عارف قلقان عليها او مني بس صدقني بنتك دا أسلم حل في الوقت الحالي
لبني بضيق: للأسف يا جاسم مضطرة اقولك أنه عنده حق آمن مكان للينا حاليا هو بيته
جاسم بضيق: افرض أنا وافقت هنبررها بإيه
خالد بهدوء: حضرتك محامي شاطر ومشهور وفي قضية مهمة لرجل اعمال مصري في لندن عشان كدة حضرتك اضطريت تسافر ولبني وطنط عايزين يروحوا معاك عشان بتفسحوا
فريدة: انا شايفة ان دا حل كويس
جاسم بقلق: ايوة بس لينا هتوافق.

خالد بجد: لازم توافق يا عمي بمزاجها او غصب عنها انا هتصل بشركة الطيران واحجز التذاكر
لبني ساخرة: وأنت هتعرف تحجز التذاكر دلوقتي
تقوس جانب فمه بابتسامة واثقة رمقها بتهكم ليأخذ هاتفه اتصل برقم ما بعد عدة دقائق اغلق الخط ناظرا لهم بجد: التذاكر اتحجزت يا استاذة لبني، الطيارة هتطلع بكرة الساعة 12.

هز جاسم رأسه نفيا عدة مرات بقلق: لالالا أنا مش هسيب بنتي أنا مش مطمن حتي لو هموت ابقي قضيت معاها آخر أيامي مش عايز أموت قبل ما اشوفها
خالد بضيق: بنتك مراتي يعني انا اكتر واحد في الدنيا دي هخاف عليها بعدك طبعا
واظن ان حضرتك عارف دا كويس انا همشي دلوقتي وهعدي بكرة اخد لينا
جاسم برجاء: خلي بالك منها يا خالد لينا امانة في رقبتك لو حصلي حاجة.

خالد بجد: بإذن الله هترجع بالسلامة مش عايزك تقلق على لينا أنا عايزك بس ترجعلها بالسلامة أنا همشي بقي، يلا السلام عليكم
الجميع: وعليكم من السلام
خرج من منزل جاسم متجها الي بيته
دخل فوجد عمر ومحمود وزينب المنهارة من البكاء
خالد: سلام عليكم في ايه يا امي مالك بتعيطي ليه
زينب باكية: عشان ياسمين هتوحشتني
خالد ضاحكا: والله الست المصرية دي تموت في النكد هي مهاجرة يا ماما دي كلها ربع ساعة وتبقي عندها.

نظر له محمود هاتفا بضيق: كنت فين يا خالد
خالد: كنت عند عمي جاسم وبالمناسبة انا عايزكوا في موضوع مهم
قص عليهم ما حدث
التمع الحزن في عيني محمود: معقولة جاسم تعبان اووي كدة
خالد: للأسف ايوة وهيسافر بكرة هو وطنط فريدة ولبني ولينا هتيجي تقعد معانا هنا بس خدوا بالكوا لينا ماتعرفش حاجه ومش لازم تعرف فارجكوا اوعوا حد يغلط ويقولها
محمود: طب هي طيارة جاسم هتطلع الساعه كام
خالد: الساعة 12 الظهر.

محمود: انا لازم اشوفه قبل ما يسافر
خالد: ماشي يا حج انا هروح اخد لينا وحضرتك تبقي تروح معاه المطار عن اذنكوا بقي انا طالع انام
في صباح اليوم التالي
في فيلا جاسم الشريف الساعة الثامنة صباحا
انهي جاسم حواره مع الطبيب الذي ابلغه أنه أرسل فحوصاته وتحاليله الطبية الي احدي المستشفي في لندن وإن كل شئ جاهز في انتظاره
التفت فوجد زوجته قد انتهت من ارتداء ملابسها تقف بجانب عدة حقائب للسفر
جاسم: خلصتي يا فريدة.

فريدة: اه يا جاسم والشنط كمان جاهزة
جاسم: ولبني خلصت
فريدة: على وشك
هز رأسه إيجابا بألم انطبع على قسمات وجهه
فريدة برفق: ما تخافش يا جاسم مش الدكتور طمنك ان العملية نجحها مضمون ان شاء الله
جاسم بقلق: انا مش خايف من العملية يا فريدة انا خايف على لينا لو حصلي حاجة
فريدة سريعا: بعد الشر عليك يا جاسم ما تقولش كدة ان شاء الله العملية هتنجح وهترجع احسن من الاول انا ما اقدرش أعيش من غيرك يا جاسم.

امسك كف يده يقبله برفق: ربنا يخليكي ليا يا فريدة يلا روحي صحي لينا خالد قرب يوصل
هزت رأسها إيجابا سريعا متجهه الي اعلي
وصلت أمام غرفة ابنتها أدارت مقبض الباب لتدخل الي الغرفة وجدت إضاءة الغرفة ساطعة كالعادة اتجهت ناحيتها توقظها برفق
فريدة: لينا اصحي يا حبيبتي
لينا بضيق وهي نائمة: ماما عشان خاطري سبيني شوية كمان
فريدة بضيق: قومي يا لينا حالا.

انتصفت على فراشها تفرك عينيها بنعاس فرأت والدتها تتجه ناحية دولاب ملابسها لتخرج حقيبة سفرها الكبيرة وتبدا في وضع ملابسها بداخلها
لينا بنعاس: انتي بتعملي ايه يا ماما
فريدة بضيق: مش وقت رغي خشي اغسلي وشك وغيري هدومك وحصليني على تحت
لينا: هو احنا مسافرين ولا ايه
فريدة: لاء غيري هدومك بسرعة وانزلي تحت وانتي هتعرفي كل حاجة
انهت فريدة ضب الحقيبة واخذتها معها ونزلت اتجهت هي سريعا ناحية المرحاض تغتسل سريعا.

في هذه الاثناء وصل خالد في الأسفل
خالد: صباح الخير يا عمي صباح الخير يا طنط
جاسم: صباح الخير يا خالد
فريدة: صباح النور يا ابني
خالد: خلصتوا
فريدة: اه ناولته احدي الحقائب دي شنطة لينا
حملها وذهب بها الي سيارته ليضعها فيها
نزلت لينا سريعا فوجدت والديها ولبني والعديد من الحقائب
قطبت حاجبيها بدهشة: هو احنا مسافرين ولا ايه
جاسم: اه، انا وفريدة ولبني مسافرين.

اتسعت عينيها بدهشة تهتف سريعا بقلق: مسافرين ليه وفين وليه انا ما اجيش معاكوا
قص لها جاسم القصة المزيفة التي ألفها خالد بالأمس
تخصرت تهتف بضيق: يا سلام يعني حضرتك مسافر عشان شغلك وهما مسافرين يعملوا شبونج وهتسيبوني هنا لوحدي
جاسم بجد: ومين قالك انك هتقعدي لوحدك انتي هتروحي تقعدي عند عمك محمود
شخصت عينيها بفزع: ميين عند خالد لاء طبعا أنا مش موافقة
جاسم ببرود: انا ما بخدش رائيك انا بقولك عشان تبقي عارفة.

دخل هو في تلك اللحظة هاتفا بجد: جاهزة يا لينا
نقلت نظراتها بينهما بضياع لا تصدق أن والدها باعها بهذة السهولة اليه الي هذه أصبح يكرهها ويمقت وجودها بجانبه
صرخت فيهم بكل ما تحمل من غضب
لينا غاضبة: دا انتوا مرتيبنها بقي عشان تخلص مني ايه يا استاذ جاسم ما بقتش طايقني للدرجة دي
صاح خالد غاضبا: لينا ما تنسيش انك بتتكلمي مع والدك.

رفعت حاجبيها بسخرية تهتف بتهكم: طبعا ما انت لازم تقول كدة ما هو سلملني ليك على طبق من ذهب تعمل فيا ما بدلك
خالد بحدة: بالظبط كدة اتفضلي بقي معايا
صرخت بعنف: انا مش هروح معاك في حتة
خالد: مش بمزاجك على فكرة
قبض على رسغ يدها بقوة جاذبا اياها خلفه بعنف
لا تعرف من أين اتتها تلك القوة التي استطاعت بها نزع اغلال يده من حول معصمها
ركضت هاربة منه تختبئ خلف ابيها تنساب الدموع من عينيها.

لينا باكية: بابا عشان خاطري ما تخليهوش ياخدني ما تسبنيش لوحدي خدني معاك عشان خاطري مش هزعلك تاني ابدا بس عشان خاطري ما تسبنيش
اتجه ناحيتها ينزعها من خلف والدها بعنف فاوقفته يد جاسم لينظر له بدهشة
التفت جاسم الي ابنته يهدهدها بين ذراعيه ظلت تبكي وتنتحب تهتف ببعض الكلمات من بين شهقاتها: ما تسبنيش، انا آسفة، مش هزعلك تاني، خدني معاك، ما تسبنيش لوحدي.

بقيت على هذه الحالة ما يقارب نصف ساعة الي ان هدأت تماما رفعت وجهها الي والدها تنظر له بفرحة: مش هتخليه ياخدني صح
هز رأسه نفيا بألم تحدث ببرود عكس قلبه الذي ينصهر حزنا عليها: قولتلك أنا مش عايزك
ابتعدت عنه بصدمة تهز رأسها نفيا بعنف تنفي كلامه القاسي الذي حطم ما بقي من قلبها البرئ.

ليتجه هو ناحيتها في تلك اللحظة امسك كف يدها برفق متجها بها الي الخارج تلك المرة لم تقاومه تلك المرة لم تصرخ لم تغضب كانت كمن انتزع روحه من جسده تتحرك بجمود بلا حياة
ظل قلقا يختلس النظرات اليها طوال الطريق ليري دموعها الجامدة تمنعها من الفرار من أسر عينيها وجهها شاحب كالموتي تنظر امامه نظرات ميتة لا حياة فيها
نطق اسمها بحذر: لينا
ليري تحرر دمعه واحدة جرت بحرقة على صفحة وجهها الشاحب
في فيلا جاسم.

جاسم باكيا: كدة لينا مستحيل تسامحني أنا كرهت بنتي فيا
فريدة برفق: ما تقولش كدة يا جاسم لينا بتحبك ومستحيل تكرهك ولما تعرف
أنت عملت كدة ليه هتسامحك
جاسم باكيا: أول مرة تستنجد بحضني لكن أنا كسرت قلبها ووقفت اتفرج عليها
لبني: ما تقلقش يا جاسم خالد هيعرف يصالحها
هو احنا هنطلع على المطار امتي
جاسم: محمود اتصل بيا وقال ان هو هيوصلنا كلها عشر دقايق ويوصل.

اكدة يا عزام بقي اقعد المدة دي كليتها لا حس ولا خبر لا بتكلمني ولا بتسأل عني وكل ما اتصل بيا ما تردش
هتفت بها فرح بحدة وهي تقف خلف ذلك الكوخ في تلك الأرض المهجورة
رمقها هو ببرود عقد ذراعيه امام صدره هاتفا بلامبلاة: كنت مشغول قوي يا فرح
فرح: من ميتا وأنت مشغول عن فرحتك يا عزام
ابتسم بداخله بخبث ليهتف بضيق برع في تمثيله: اديكي قولتي اهه فرحتي، فرحتي الي ما بترفضليش طلب واصل.

ازدردت ريقها بتوتر لتهتف بقلق: إني فكرت في الي قولتلي عليه
التمعت عينيه بخبث ليهتف بهدوء مطنع: وبعدين
فرح بتوتر: إني موافقة اتجوزك بس بعد ما اخلص امتحانات الثانوية العامة
عزام بضيق: واااااه وايه لازمتها بقي الامتحانات مش احنا متفقين أنك ما هتكمليش علامك
فرح بحزن: عشان خاطري يا عزام عايزة ابوي يفرح بشهادتي إني متوكدة اني هجيب نتيجة كبيرة قوي.

زفر بضيق ليكمل على مضض من بين اسنانه: والزفتة العامة دي فاضل عليها قد ايه
فرح بتوتر: تلت شهور
صاح فيها بحدة: كاااااام ليه كل دا
فرح سريعا برجاء: عشان خاطري يا عزام اخلص امتحانتي بس واوعدك هكون ليك على طول
مثّل ببراعة أنه يفكر في عرضها ليهتف بحنان افعي: ماشي يا موهجة القلب استني تلات شهور عشان عيونك بس
فرح بسعادة: أنا هحبك قوي يا عزام
عزام مبتسما بخبث: مش أكتر مني يا موهجة القلب.

فرح سريعا: أنا لازم امشي دلوقتي اصلي قولت لأمي اني راحة للبت شروق اذاكر وياها
عزام ساخر: لساته اخوكي هيحبها
فرح بحزن: ايوة وما عيزش يروح يتقدملها بيقول أنه اكدة هيظلمها وياه عشان اكبر منيها بكتير
عزام بحنان: ماشي يا موهجة القلب خلي بالك من حالك زين
ابتسمت بخجل: حاضر يا سيد الناس.

فرت من امامه سريعا تخرج من تلك الأرض بحذر لتتسع الابتسامة الشيطانية له اخرج هاتفه يغلق ذلك التسجيل الصوتي لهما منذ أن جائت اليه وهو يسجل كل حرف دار بينهما
عزام بخبث: هانت يا موهجة القلب.

وصلت سيارته الي الفيلا خرج منها متجها ناحيتها فتح بابها مد يده برفق يمسك يدها فبدأت تتحرك معه كالالة لا حياة فيها
اخذها متجها الي الداخل
اجلسها على احدي الآرائك ليجلس على الكرسي بجانبها ينظر لها بقلق
جاءت زينب تهتف بود: أنت جيت اومال فين لوليتا
اشار ناحيتها برأسه اتجهت زينب تجلس بجانبها
زينب بضيق مصطنع: كدة يا لوليتا مش عايزة تسلمي عليا
ظل جامدة تنظر لنقطة امامها في الفراغ لا تحيد بعينيها عنها.

زينب بقلق: مالك يا بنتي هي مالها يا خالد
خالد: سيبيها يا أمي دلوقتي
صاح بصوت عالي: عنايات يا عنايات
جاءت الخادمة مسرعة
عنايات: نعم باشا
خالد: طلعي شنطة لينا الاوضة الي جنب اوضتي وحضري الفطار
عنايات: حاضر يا خالد باشا.

في مكان اخر تحديدا امام المطار
محمود: تروح بالف سلامة ان شاء الله
جاسم: بإذن الله خلي بالك من لينا يا محمود
محمود: ما تقلقش لينا بنتي زي ما هي بنتك هتفضل امانة في رقبتي لحد ما ترجع بالسلامه ان شاء الله
جاسم: لا اله إلا الله
محمود: محمد رسول الله
صعد جاسم بصحبة فريدة ولبني الي الطائرة بينما استقل محمود سيارته عائدا الي بيته.

في فيلا محمود السويسي
جاءت الخادمة: الفطار جاهز يا باشا
نظرت زينب للينا تهتف بود
زينب: يلا يا حبيبتي عشان تفطري
اجابت باقتضاب: مش جعانة
خالد بحدة: ازاي مش جعانة انتي ما كلتيش اي حاجة من امبارح
التفت له ببرود ترمقه بخواء: ممكن مالكش دعوة بيا
خالد بحدة: لاء مش ممكن عشان انتي مراتي من حقي اقولك الي تعمليه ومن واجبك تسمعي كلامي
زينب: براحة عليها يا ابني مش كدة
دخل والده في تلك الاثناء فاستمع الي ما حدث.

ذهب ووقف امامه يخفي لينا خلف ظهره
محمود: بتزعقوا ليه صوتكوا جايب اخر الشارع وبالتحديد صوتك انت يا خالد باشا اسمعني كويس يا خالد عشان الكلام دا مش هعيده تاني لينا امانة عمك جاسم لحد ما يرجع ومش هسمحلك انك تزعلها ابدا والي عملته زمان مع شهد مش هسمحلك تكرره تاني اي غلطة هيبقي حسابك معايا عسير يا ابن السويسي
خالد ساخرا: تمام اوامر معاليك يا افندم.

محمود بحدة: بالرغم من انك بتقولها بتريقة بس انت بردوا هتسمع الي قولتلك عليه
زينب: يا جماعة اهدوا وصلوا على النبي ويلا عشان تفطروا
نظر محمود الي لينا بهتف برفق: يلا يا بنتي عشان تفطري
رفعت نظرها لها تهتف برجاء: أنا مش جعانة انا عايزة انام يمكن يطلع كل دا كابوس صح
حتي ابيه ادمعت عينيه على حالتها تحدث بحنان: ماشي يا بنتي عنايات يا عنايات
عنايات: نعم يا محمود بيه
محمود: وصلي لينا اوضتها.

صعدت لينا مع الخادمة الي غرفتها
عنايات: تؤمري بحاجة يا بنتي
لينا: شكرا
دخلت الغرفة تنظر حولها بضياع اتجهت ناحية الفراش تجر قدميها الي أن وصلت له تكورت على نفسها ضمت ركبتيها لصدرها تحطيهما بذراعيها كانت كالجنين الذي يريد العودة لرحم والدته ليحتمي به من شرور ما يلاقي.

في الاسفل
خالد: انت عارف كويس يا حج ان انا اقدر اخد لينا وامشي من هنا فمكنش ليه داعي الي حضرتك عملته دا
محمود: انا عارف ان انا اتكلمت معاك بطريقة سخيفة بس كان لازم احسس لينا ان لينا ضهر تتحامي فيه مع ان المفروض تبقي انت الضهر دا يا خالد
زينب: براحة عليها يا ابني بذمتك ما بتصعبش عليك لما بتعيط دا بيبقي شكلها يقطع القلب
خالد: طيب ماشي.

تركهم وصعد الي غرفته ولكن عندما مر بجانب غرفتها سمع ما جعل قلبه يسقط صريعا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة