قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم 7

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع

رن هاتفها مرة اخري مرتين قبل ان ترد عليه ...
يونس بهدوء حاد: لو قفلتي السكه تاني وانا بكلمك هتندمي !
لوت شفتها ها هو يعود لطبيعته البارده والمتعجرفه..
-انت اللي اجبرتني..
-بدور انتي فعلا مش فاهمه! لو حصل وقفلتي السكه في وشي تاني هتندمي وانا مبهددش !
شعرت بشئ من التوتر و الخوف ...
-احم خلاص بطل تكسفني ومش هقفل ...

-لا مش هبطل وحسك عينك تتكرر تاني ..انتي فاهمه ؟++
بدور بضيق: فاهمه ...
اردف يونس بنبرة مختلفه تماما عن سابقتها تملئها المرح و كأن شخص ما قد ضغط علي ازراره...
-كنت بقول ايه انا بقي، اه افتكرت هو انا قلتلك علي رنت خلخالك !
- رنت خلخالي ؟! انت عرفت منين ...
-انتي عبيطه يابنتي مانا بقول رنت خلخالك يعني اكيد سمعته ..
-امممم ماله ...

-امممم مالوش بس بحبه اووي بيخليني اعد خطواتك...بدور انتي فين ؟!
بدور وهي ترقع حاجب: انا لسه في الحمام ..ليه ؟
يونس بمكر: استني بس..انهي اللي في الدور ولا اللي تحت ؟
بدور باستغراب: اللي في الدور...
مرت دقائق حتي سمعت دق علي باب الحمام ونفس الدق عاد لها من جهه الهاتف الاخري ..
بدور بصدمه: يونس انت فين بالظبط ؟
انقطع الهاتف ليأتيها صوته من الخارج: افتحي !
اسرعت بدور تفتح الباب وتخرج له وهي في صدمه من حضوره ...

-انت بتعمل ايه هنا؟
ابتسم لها: جاي عشان اشوف عيون الجميل ...
لمس طرف انفها واردف ...
- ورايا علي العربيه ...
تبعته بدور وهي مازالت في صدمه من حضوره اليها.. كانت المحاضره قد انتهت ...فرأت سمر بدور مع يونس ومطت شفتها بينما جن جنون الفتيات علي وسامته ...نظر بطرف عينيه لبدور التي نظرت نظره قاتله الي فتاه لاتظهر ملامحها من المكياج فعلم بانها المقصوده ...
وقف علي بدايه السلم فالتفت بالجنب وهو يبتسم يظهر غمازتيه مستعملا كامل جاذبيته وهو ينحني بخفه ليشير للدرج بذراعه وكأنه يقول (من بعدك مولاتي !)...
اغتاظت سمر بشده من هذا الشاب الفائق الجمال برجولته الذي يعامل هذه القرويه بكل هذا الحب !
لتردد افكارها احد الفتيات مضيفه: يالهوي دي اللي بتألسي عليها ...دي وقعا وقفا ياااااامي...ابقي خلي مازن ينفعك بعد الموز ده ! اكيد مازن مش في دماغها !
اخذت سمر حقيبها بغضب واتجهت الي خارج الجامعه ...

صعد الاثنان الي السيارة وبدأ يجول يونس بها في شوارع القاهره ...نظر لها بطرف عينيه ومد يده يمسك يدها ..انتفضت بخضه وارادت سحبها ...
بدور بخجل: ممكن تبطل بقي ...
يونس بخبث: ابطل ايه ؟
بدور بضيق: قله ادب !
اوقف يونس سيارته ونظر لها بإبتسامته الجانبيه المغريه التي تظهر غمزاته ...
-انهي قله ادب ؟! انا لسه مقلتش ادبي !
بدور: يانهار اسود كل ده مقلتش !
رد يونس مدافع عن نفسه: انا قليت ادبي ازاي هو انا بوستك مثلا! ...
شهقت بخضه: يونننننننننس !

عض علي قبضته وهو يلتفت اليها وقال بحده ..
- يخربيت يونس يابت ابوسك دلوقتي ...متقوليش اسمي...
بدور بخوف وهي ترفع اصابعها في وجهه ...
-انا بحذرك لو قربت مني والله العظيم هصوت وافضحك ياقليل الادب ...
ضحك يونس بشده علي رد فعلها حتي كادت الدموع تنزل من عينيه ...
بدور بحنق تبرطم: بارد وغتت ...
-متبرطميش سامعك علي فكرة ..
-يا سم مش مشكله ممكن نمشي بقااا وبعدين فين جابر؟
اختفت ابتسامته وبدأ يعد في رأسه حتي لا يثور عليها...
-انتي مالك وماله ايه وحشك ؟

-ايوة طبعا وحشني...
مد يده يقرصها من ذراعها لتصرخ بمفاجأه غير مصدقه افعاله !
يونس بضيق: وحش اما يلهفك انتي وهو ... انا غلطان اني جتلك اساسا ...
انطلق بالسيارة مرة اخري سريعا هذه المرة بينما كتمت هي ضحكاتها فهي تعلم كيف تشعله ...

توجه الي احد المولات وقال بمزاج عكر ..
-انزلي ...
نزلت بدور فسار بها الي احد المحلات في الداخل وبدأ ينتقل بين الملابس، اختار مجموعه من الملابس واعطاها لها تجربهاا.
- ايه الهدوم دي ؟! انا مش عايزة اشتري حاجه...
- هششششش اسمعي الكلام ..
بدور بضيق: علي فكرة كده غلط..
امسك ذراعها بلا مبالاه وادخلها غرفه تبديل الملابس واغلق الستار..
نفخت من تصرفاته ..
-استغفر الله العظيم منك يا شيخ..

بدأت في ارتداء الملابس وهي عبارة عن فساتين غايه في الجمال،طويله الاكمام ...
ظلت تنظر الي انعكاسها وابتسامتها مرسومه علي ثغرها وهي تلتفت يمينا ويسارا تتفحص جمال الفستان النبيتي الداكن ..
بدور لنفسها: ههههههه بيفهم ابن اللظينه...
ليأتيها صوته من الخارج: انتي نمتي ولا حاجه ؟ ماتطلعي عايز اتفرج..
فتحت الستار دون ان تخرج، نظر لها بانبهار واشار لها بيده لتلتف، وضعت يدها في جانبيها ونظرت له بحده...
-لاااا مش هلف الفستان اهوه..

نظر لها بغضب وحاجبين مقتضبين ليعيد نفس الحركه بيده امرا لها بالالتفاف بملامح حاده جامده..
توترت قليلا لتلتف بخفه وبسرعه ونظرت له بغضب ..
ابتسم لها واردف: انا محتار اشتريه ولا لا...
-هو حلو انا عجبني ...
-المشكله انه حلو و اكتر من عجبني عليكي ...
بدور باستغراب: انت بتقول ايه يابني ؟ انا مش فهماك علي فكرة انت محير..
ضحك بقهقهه خفيفه واخبرها بقياس جميع الملابس فاختارت 3 فساتين رائعه وجيبه وسطها عند اسفل الصدر بقليل وتحتها شيميز ابيض...

تغير مزاج يونس بعد ان اشترا لها الملابس،عاد بتفكيره الي ما حدث لها في الصباح و من جفاء و لا مبالاه بعد الناس ...وصل الاثنان الي المنزل دون اي كلمه وكانت بدور تخطف نظرات له بطرف عينها لتجد ملامحه غاضبه كما هي ...
بدور لنفسها: الواد ده في حاجه غلط ! انا كلمته قالب بوزوا ليه بس !فكري هببتي ايه، يمكن عشان لبست فستان من الجداد ؟!
وهي شارده فتح باب السيارة بجوارها،رمشت بخضه وجدت يونس ممسك بالباب لها ..توترت فجأه وشعرت برغبه في البكاء ..نزلت من السياره متجهه الي البيت...فتح لها باب المبني واردف قائلا: شويه وهرجع ...

كان يعلم ان البيت فارغ وليس من الملائم ان يصعد معها فقد رأي التوتر بادي علي وجهها ...
وقفت تلعب باصابعها بتوتر علي الدرج وهي تهز له رأسها بالموافقه ...
سمعوا صوت جابر من اعلي ..
-انتو جيتوا ؟!ولا يا يونس انت سبتني ليه ؟!..
ابتسمت بدور بشده عند سماعها صوته وانفتحت اساريرها وهي ترفع فستانها لتصعد له وقبل ان تخطو خطوة كان يونس المنزعج بجانبها اوقفها واخبرها...
-متوقفيش تتكلمي ادخلي علي الشقه جوا وانا وجابر هنروح الشقه التانيه ...
ابتعد عنها قليلا عند وصول جابر ..الذي تسمر مكانه ما ان رأي بدر ..دعك في عينيه وقال بانبهار ...
-اوووووووبا اش اش اش يا ابن المحظوظه يا فوزي اتاريك اختفيت انهارده ! ايه يا بيبو الحلاوة دي...
ابتسمت بخجل ليرد عليه يونس بضيق: سيبها يا جابر في حالها واتفضل قدامي علي فوق...
جابر بحنق: يابني هو انا مولود فوق راسك ماتسبني اتنفس شويه ..

-اتنفس فوق يا حيلتها بعيد ...
لفه بيده ودفعه لاعلي بينما صعدت بدور الضاحكه ورائهم فهي قد اعتادت علي العاب القط والفأر بينهم و كانت تتعمد اغاظته في البدايه بتعاملها مع جابر اما الان فعلاقتها بجابر سلسله وتشعر بانه اخيها بالفعل...
دخلت بدور تبدل ملابسها لتساعد في البيت منتظرة وصول عمها وزوجته...وصلوا فوجدت ايمان بدور تحضر الطعام...
ايمان بسعاده: لا انا هتعود علي الدلع ده يا هندسه ...
توفيق بسخريه: ابوس ايدك يابنتي متعمليش في عمك كده دلع ايه اكتر من اللي هي بتعمله فينا !

-ههههههههه سامحني يا عمي بس مش خسارة في القمر دي...

-ااااخ اتحالفوا عليه ..طيب اروح الم هدومي وانام مع العيال بقي..
ايمان و كأنها تذكرت: صحيح عملتي ايه النهاردة ؟!
قصت لهم ما حدث معها تمام ومغادرتها مع يونس دون اخبارهم بمكالمتهم الطويله و ما حدث بينهم بالطبع وشراءة لها مجموعه من الفساتين الجميله...
توفيق و ايمان بوقت واحد: يونس !
ليأتيهم صوته من الخلف: ماله يونس ؟
إيمان بابتسامه خبيثه: لا اصل بدور بتحكيلي علي الفساتين يا حبيبي وقالتلي انك بتحب الشوبينج اوي وانك سيبت شغلك ! اللي عمرك ما سيبته ورحتلها..
شعر يونس بحرج وضيق فنظر بحده لبدور وكأنه يلعنها علي اخبارهم فتظاهرت هي بالبراءة ...
-ايه بنت عمي في محنه استني وقت شغلي يخلص عشان اروح ..رجاله ايه دي بقاا؟!

تدخل جابر بسرعه: شفتوا بدور كانت لابسه ايه ؟! ده طلع ذوقه عالي ومكنش بيوافق يجي معاكي يا ماما انا لو منك اشيل منه ..انا بهدي النفوس بس...
نظر له يونس شزرا: في حاجه يا جماعه انا حاسس اني في تحقيق عادي جدا حتي لو مش قربتي واحده في محنه هروح اساعدها...
اختفت ابتسامه بدور ها هي تقع من برجها العالي بامالها السابقه لاوانها ...بالطبع هو لا يحبها ؟!اذا ما مبرر افعاله و لمسه ليدها دائما وحديثه عن نطقها لاسمه اكان يخدعها...
ونبرات الحنان ونظراته الغريبه اليوم لقد شعرت لوهله بانه يمكن ان يكن بعض المشاعر ناحيتها !

نظرت له بدور شزرا تعجب له يونس ما بها الان فهي من اوقعته بينهم والان هي المنزعجه ؟! تبا لعقليه النساء !
بدور بلا مبالاه: انا هروح احضر الغدا ...
جابر وقف بسرعه: انا جي اساعدك ...
ليرد يونس بسرعه: تساعدها ليه وهي اتشلت انت مالك ومال شعل الستات !
بدور بحده: كتر الف خيره بيساعد واضح انها وراثه عندكم كلكم بتحبوا تساعدوا كل الناس واي حد خصوصا لو بنات...
ابتسم لنفسه فقد فهم انها غارت من كلماته ..ايعقل ان تبادله مشاعره ...فاردف قائلا...

-ايوة خصوصا لو البنات دي حلوة ...
نظرت ايمان لتوفيق بمكر وضحكوا وهم ينتقلون بنظراتهم بين يونس و بدور...
تركته بدور وهي تغلي واخذت تخبط في الحلل و غطيانها بغل...
جابر وهو يرفع حاجبه: في حله هناك لسه مخبطيهاش ! في ايه انتي هبله سيباه يلعب بيكي !
بدور بتوتر: هو مين ده ؟انت تقصد ايه ؟
جابر بضحك: يااابيبو يا بيبو انتي فكراني اهبل ما كله واضح انكم هتموتوا علي بعض ...
يدور بحده: اموت علي مين بس وحد الله خليه لستاته الحلوة ...

-هههههههههههه اسمعي مني بس انا فاهمه هو بيغيظك مانتي عارفه اسلوبه الزفت ! وبعدين بنقولك عمره ما اشتري مع امه اللي خلفته حاجه وانتي نزل يشتريلك تشكيله وساب شغله اللي عمره ما عملها...
بدور بضحكه تهكم: لا اله الا الله انتو مسمعتوش قال ايه هو راجل محترم مش اكتر .. وبعدين احنا مالنا اصلا هو حر...
جابر:اممممممم طيب عينك في عيني كده ...
-ونبي يا جابر انت فايق اوي ده زي اخويا...
-ههههههههههههه اوعي اوعي وحيااااااه ابوكي يا شيخه لو بجد بتعزيني تعيدي الجمله دي قدامه اشطاااا ؟!
بدور بعناد: هقوله هو انا هخاف !
دخل يونس عليهم وتحجج بانه يشرب الماء ...
جابر بلؤم: ايوة طبعا كلنا اخواتك انا ويونس..
بدور وقد فهمت عليه: ايووة انتو اخواتي ...

تطاير الماء من فمه ونظر لها بحده ...
-انا مش اخو حد ! جابر هو اللي اخوكي بس...
جابر بابتسامه: الحمدلله انك عارف !
يونس بتعجب: قصدك ايه ؟!
جابر: عشان تبطل كل ما اكلم حبيبه القلب تغير وتهري في نفسك كده والمصحف اختي اجدع !
بدور بحده: جابر انت مجنون ! انا زي اخته...

نظر لها يونس بغضب: انتي هتستعبطي يا بت انتي ولا ايه ! خوت لما يخوتك فوقي لنفسك !..
يدور بكل برود: الله وانت مضايق نفسك اوي ليه كده هو انت تطول ...
اعطته ظهرها وبدأت تغرف الطعام ويونس يقتلها بعينيه ويتمني لو يصفعها حتي تعود لرشدها ...
مال جابر علي اذنه وقال: اهدي يا برنس حقها بردو انت زودتها ...
خرج جابر يغمز الي ايمان وتوفيق ويبشرهم بنجاح خطتهم لتقريب يونس و بدور ...
عقد يونس ذراعيه و قال بحده: افهم ايه من الكلام الفارغ ده !
بدور بلا مبالاه: انهي كلام بالظبط ؟!

-بدور استعباطك ده بينرفزني متلفيش وتدوري واشمعنا قدام جابر بس !
-مالك و مال جابر ! اولا هو فعلا زي اخويا و اكتر،انت ايه مشكلتك، تتنرفز و لا لا انت مش ابويا !...
لفها اليه بشده آلمتها وقال بهدوء مرعب ..
- ابوكي ذات نفسه مش هيبقي ليه كلمه عليكي انتي خلاص بقيتي هنا ...
واشار الي رأسه...نفضت ذراعها بعنف واردفت بحده مماثله ...
-ااااه هي بلطجه بقي ..انت سامع نفسك يا باش مهندس انت بتلومني علي حاجه غريبه جدا ..هو احنا في بينا حاجه لا سمح الله ...

لوا يونس ذراعها للخلف وابتسم بشر وهو يمسك بخصله لشعرها وهي تأبي الخضوع له ...
-لو سمحت عيب كده افرض حد دخل دلوقتي...
رفع حاجبيه بتعجب: الله هو مش احنا اخوات ولا ايه ؟! انتي حيرتيني معاكي !
رن جرس باب المبني فنزل جابر يفتح الباب ويري من يزورهم بدون سابق انذار...
فوجئ بوالد بدور امامه الذي ما ان رأه حتي اشتعلت النار في عينيه منذرا بمنحني جديد لن يسروا به...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة