قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم 14

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع عشر

دخل علي وجدها نائمه فنام بجوارها يريح جسده الذي لم ينل نوما طوال الليل ...
استيقظت ليلي وهو يحتضنها ويقربها إليه...فنزعت يده بعنف واستقامت ونظرت له شزرا...
علي وهو ينام علي ظهره من الخضه وضع يده علي رأسه ...واردف قائلا...
-يا صباح النكد ...

-صباح نكد ليه جصدك صبحيه إمباركه يا عريس !
-انتي اتخبلتي ولا إيييه ! ..روحي يا ليلي اني نفوخي هيطق وجسمي كلاته مدشدش، الله يرضي عليكي مش ناجص...
ليلي بتهكم: طبعا تلاجي الغزيه كانت شديده إشويه !
انتفض علي من مكانه عندما فهم مقصدها...
-فوجي يا بت الناس واوعي لحديثك زين بدل يمين بالله اجوم اديكي كفين واخلص من الحديث اللي مالوش معني غير في دماغك اللي جد السمكه ديه !
ليلي وعيونها تترقرق بدموع الغضب ...
-اني محدش يجدر يمد يده عليا انا بنت ابراهيم الشرقاوي ياابن الهواريه والحرمه عندينا بميه راجل ..اني مش هجعد في البيت ديه دجيجه واحده !
نهضت مستهدفه خزانة ملابسها ليهب علي سريعا وراءها، وقف امامها بغضب ...
- يمين بالله لجطع رجلك دي لو خطيتي برات الدار ! مش اني اللي مرته تتحكم فيه وتلوي دراعه...
ليلي بغضب: اني حره...
قاطعها علي وهو يمسك بشعرها بشده ...
-حره دي هناك عند ابوكي مش عندي، انتي هنا مرتي اني وكلامي اني اللي يمشي...
صفعت ليلي يده وهي تحاول مقاومته فهي لن ترضي ابدا ان يعاقبها كالاطفال ...
ليلي بعنف: اني عايزة اروح دار ابوي ...
نظر لها علي بجمود وهو يشعر بصغر قيمته عندها ...
-يعني انتي رايده ترجعي لدار ابوكي !
ليلي والقلق يدب بقلبها هل يتخلي عنها بسهوله ...ردت بصوت مذبذب...
-ايوه...
دون سابق انذار سحبها من ذراعها متجها الي غرفه ابناءهم النائمين ليدفعها للداخل بعنف و يقول بهدوء يسبق العاصفه...
-تجعدي مع عيالك اهنه هنام ساعتين وراجعلك ولو عايزة حاجه تنادي علي ام صلاح.. واسمعيني يا ليلي كويس لو عملتي اي حاجه وعصيتيني هخليكي تندمي اشد الندم !
اغلق الباب بشده بالمفتاح وتركها تبكي وتغلي منه ليرتاح قليلا حتي يستطيع التعامل معها !
ليلي بحنق: اني هوريك يا علي !

وصل جابر و ابراهيم ويونس الي المنزل وجلسوا مع توفيق ليخبروه بما حدث...
توفيق بغضب: ياسلام وانا طرطور اخر من يعلم !وبعدين جابر مش مجبر انه يتجوز حد !
جابر بتوتر: عادي يا بابا الخير احسن..
رفع توفيق حاجه بتعجب من رد فعله...
-يعني انت موافق انك تتجوزها ..انت اتجنيت يا جابر؟!
يونس: في ايه يا بابا هو جابر صغير هو فاهم وبعدين هو هيلاقي احسن منها فين وفي جمالها...
إيمان بتساؤل وهي تدخل مع بدور...
-هي مين دي ؟
توفيق بتوتر: احم وداد...
مطت بدور شفتيها وهي تريد الصراخ علي والدها من افعاله ورغبته في الزواج من هذه المسكينه...
استكمل توفيق وهو ينظر لبدور ويحاول الحكم علي رد فعلها ...
-الفرح احم احم الفرح هيتعمل الليله !
اتسعت عين ايمان: انهارده ! الحاج ابراهيم فرحه انهارده...
رد ابراهيم بسعاده يحاول اخفاءها: لااااه ده فرح جابر علي وداد و يونس علي بدور ...
نظرت بدور بغضب الي يونس وركضت الي غرفتها تفكر في طريقه للتخلص منه...

تركهم يونس يخططوا فيما بينهم وسط ذهول ايمان التي تحاول فهم الامر...وصعد الي بدور وهم منشغلون...
دخلت بدور غرفتها وخلعت حجابها بغضب ...واخذ عقلها يدور حول ما ينوى له يونس...
بدور لنفسها: خلاص مفيش طريقه تانيه كله انتهي ...انتي اتكسرتي خلاص ...ظل قلبها يقنعها بان يونس افضل من غيره ولكن عنادها يأبي الخضوع ...ذهب تفكيرها الي مواقفهم معا في القاهره فابتسمت قليلا،وبخت نفسها علي سخافه تفكيرها ..امسكت اقرب زجاجه تقذفها لتباغتها يد يونس من الخلف ويمسك بالزجاجه...شهقت والتفت بسرعه...
-انت !
ابتسم وهو ينظر في عينيها ...
-وحشتيني !.
بدور بذهول: نعم !
اقترب منها قليلا بشكل اخجلها ...
-ايه اللي في بقك ده ...
وضعت يداها بخوف علي فمها وقالت ...
-مفيش حاجه ...

-اااه قولتيلي بقا..
نظرت له بغضب: قلتلك ايه ! انت
مجنون...
ابتسم ابتسامته التي تظهر غمزاته الساحره وقال...
-انتي حاطه روج عشاني !
-انت بتقول ايه !لا طبعا مش حاطه واحط ليه عشانك !
-بس بس متحاوليش وانا اللي كنت فاكر مش عايزة تتجوزيني واتاريكي بتجهزي وهتموتي عليا !
بدور بشلل ووجه احمر:انت عايز تنقطني هموت عليك ! انا مش طايقه ابص في وشك البشع ده ...
يونس بغتاته: خلاص بقا كله باان انا فهمتك خلاص ...
امسك يدها وطبع قبله خفيفه ...
-علي العموم مبروك يا عروسه ده انتي هتتشلوحي انهارده...
بدور بخجل وغيظ: لا انت مريض والله انسان مريض واوعي تفتكر انك بجوازك مني هتمتلكني ...
قاطعها وقربها بين احضانه واحاط بخصرها واخبرها ببرود لا يعكس العاصفه الهوجاء بداخله...
-بدور انا امتلكتك خلاص ...من وقت ما عيني جت عليكي وانتي بقيتي ملكي !

بدور بحنق وهي تشعر بقرب هزيمتها...وضعت يدها علي صدره بابتسامه مليئه بمكر امرأه تعلم ماذا تفعل جيدا !
اقتربت منه بشكل صدمه واقلقه قليلا وهمست باذنه ...
-انا ممكن اكون مراتك لكن اللي هيملكني هنا مش هنا ...
اشارت علي قلبها ثم اصبع الزواج الذي سيحمل دبلته قريبا...
جن جنون يونس فامسك بها بعنف...
-انتي قصدك ايه !
-هههههههههههههههههه قصدي اللي اقصده بقا...
امسك برقبتها ووضع قبله علي جبينها توعد بالكثير...ليضاهي مكرها...
-العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم يابت عمي !
دق قلبها فلايقلقها شئ اكثر من تلك الابتسامه المريضه ...
دفعته بعيدا: احترم نفسك انا لسه مش مراتك...واعمل حسابك لو جيت نحيتي قبل او بعد جواز انا هموت نفسي !
يونس: هنشوف ...
خرج يونس وهو يغلي من كلامها ...
يونس لنفسه: بتلعبي بالنار ومش هتحرق غيرك يا بدور...

بعد ان اخرجها علي واخبرها بان تجهز لفرح بدور ويونس وجابر ووداد في وسط ذهولها من الاحداث السريعه...
ارتدت اجمل عباءه لديها ومشطت شعرها ووضعت زينتها التي ابرزت جمالها الخلاب ...دقت علي باب الحمام لتستعجل علي وهي لاتزال غاضبه منه...
ليلي: ماتعوجش بجا ده فرح اختي ولازم اكون امعاها احنا العصر يا علي ...
خرج وهو يجفف شعره ولكنه توقف ليملي عيناه من جمالها الذي سرق قلبه من اول يوم...
اقترب منها وهو يسحرها بنظراته ...كم يريد ان يغمرها بكلمات حبه ولكن هذا العائق الخفي يغرق وجدانه ...كالمغيبه وجدت نفسها تحتضنه بقلبها قبل جسدها...ياله من الم تخشاه ولا تستطيع العيش بدونه ! استحبني يوما ام ماذا...اابقي معذبتك ام تحملني بين طيات قلبك ولمساتك !
دار بين قلبهما كلام يخشي كلاهم اعلانه ...الحب وما ادراك ما الحب وعصيانه !
قبل علي شفتاها بكل ما يحمله قلبه من شغف،ليعيش ويعيش فقط بين يداها في لحظات تبقي معه ليلا ونهارا...بادلته ليلي قبلاته رغما عنها فهيهات لقلب لا يسمع سوي لمحبه !
ظل يربت علي رأسها و ظهرها بخفه وهو يقبلها وكأنه يراضيها عما فعله بالصباح ويطلب العفو ... عفو اعلنته هي منذ ان وطأت قدمه داخل غرفتها بنظرات عاشق يعيش لارضاء حبيبته ...
غابوا معا في عالم لا يعترف بعادات او تقاليد !
...

في المساء بدأ الزفاف كباقي عادات اهل الصعيد بضرب عيارات ناريه ورقص وزمامير ...وقدوم اكبر العائلات ...
وعند الجانب المخصص السيدات ...
_لوولولولولولولوولولولولولوولولولولوولولولولولوييييييي...
-واهوووو جالك اهووووه رييييييح بالك اهوووووووه...
كل هذه الاصوات لم تبعد بدور عن تفكيرها بمستقبلها المنهار امام عيناها...هل سيجعلها تكمل علامها ؟! والسؤال الاهم هل سيجبرها يونس علي الزواج منه بالفعل ! ضحكت بسخريه بداخلها حتي ولو اراد فعاداتهم ستجبره علي تقديم الدليل !
ظلت الفتيات والسيدات يتراقصن علي الحان افراحهم الرائعه ...ويباركون للعروستان الجالستان بانتظار ازواجهم ...
جلست وداد بجوار بدور في الكوشه المزدوجه تفكر في ما سيحدث لها ! هي لا تعلم شئ عن زوجها هذا ؟! اسيعاملها جيدا ! ام سيعايرها وتعيش في ذل طوال الحياة،وفي مهانه دائمه ؟! هل ستقدر علي مقاومته وكم ستدوم تلك المقاومه ؟!

كان نفس القلق يساور جابر الجالس وسط الرجال ويشعر بالتيه هل ستتقبله وداد كزوج لها ..ايمكنه العيش بهذه الطريقه ...ويبقي السؤال الاهم استحبه يوما وبالرغم من كل ما يساوره كان يشعر بسعاده خفيفه ...
جابر لنفسه: شكلك كنت محروم وهتفضحنا ...انت قلقان اومال الهبله التانيه زمنها عامله ايه ؟! يانهار اسود ايه الناس اللي وقعنا فيها دي ؟!
نظر الي يونس وجده يزفر بشده ...وغارق في افكاره ...واكثر ما يقلقه هو كره بدور له هل تمادي معها ؟! ام انها تستحق لملاعبتها له بهذه الطريقه وهي اول من اقتحم كيانه من النساء ...
يونس لنفسه: يا تري اخرتها ايه ؟! تعبت اووي مبقتش عارف اعمل ايه ؟ عقلي وقف بسببها هي !

جابر بقلق: يونس !
-نعم يا جابر...
-انت اخويا ..
نظر له بنصف ابتسامه: انت اكتر من اخويا يا جابر...
- يبقي تسمع كلامي عشان خاطري ...بدور بتحبك بلاش تخسرها بطريقتك دي!
اطلق يونس ضحكه خفيفه: بتحبني اااه فعلا عشان كده وافقت هواا علي جوازنا...
- ياابني انت حمار ! مهندس ايه الغبي ده يا ناس ؟
-عايز ايه يا جابر انا مش فايق !
جابر بقله صبر: يابني اكيد في حاجه غلط ...جربت تكلمها مثلا زي الناس الطبيعيه ؟! حاولت تفهم وجهت نظرها ؟
نظر له يونس بتفكير وكانه يري الامور بهذا المنظور لاول مره ...
جابر: احييييه !
يونس بحنق: ماتركز في اللي انت فيه ..انت حالك مش احسن مني اتنيل علي خيبتك !
دخل المأذون واجتمع الرجال معا لعقد القران ...علت الزغاريط ارجاء المكان مع تساقط دموع وداد وبدور ...
جلس يونس بجوار بدور وهو ينظر الي فستان زفافها ويتمني لو يرفع طرحتها حتي يري جمالها ! شعورها بعد ان اصبح زوجها علي سنه الله ورسوله...شعر بسعاده داخليه غريبه الشكل لم يسبق ان شعر بها وكأنه امتلك العالم اجمعه ...
وصل صوت بكاءها الي اذانه فنظر لها مطولا،ضغط بيداه علي مسند مقعده بشده ...الهذا الحد تكرهه ؟!
سرح في ظلال ملامحها المختفيه تحت طرحتها ...اراد لو يعاقبها علي هدم فرحته التي لم تدم طويلا...
اما جابر فجلس مع وداد وحاول فتح حديث معها ...
-احم ازي رجلك دلوقتي ؟
هزت رأسها بمعني الحمدلله ...
-امممم وانتي عامله ايه ؟
هزت رأسها مره اخري ...
تأفف جابر من قله تفاعلها معه ونظر الي الجهه الاخري ...
وضع يد علي خده ونظر الي يونس المحدق ببدور وكأنه يقتلها بعيناه فضرب كف علي كف ...
ليأتيهم صراخ من الداخل اوقف مرح وغناء السيدات بخضه وهرع الجميع واولهم يونس و جابر الي الداخل بعد ان علا صوت توفيق مناديا لزوجته إيمان !
توفيق بخضه: حد يجيب كبايه ماااايه !
يونس: امي مالك ! في ايه يا بابا ؟
- مش عارف يابني اغمي عليها مره واحده ...
جابر بخوف:حد يجيب دكتور بسرعه...
حملها يونس و وراءه توفيق و جابر الي غرفتها وبدأت تستفيق بعد محاولات عديده...
ايمان بدوخه: ااااه انا فين !
يونس بحنان: متقلقيش يا ماما احنا معاكي...
جابر بحب: سلامتك يا امي جرالك ايه ؟
بدور ببكاء: كده تخضيني عليكي يا ماما ...
ايمان بتوتر: اصل شكلي كده جالي السكر ..
جابر بخضه: شكلك ؟! وانتي ايش عرفك ؟
يونس وهو يحاول ان يتمالك اعصابه: بالله عليكي ياامي ايه الكلام ده بس !
نظرت الي اسفل: انا شكيت من يومين بس مكنتش عايزه اقلقكم...
توفيق بغضب: تقلقينا ايه بس انتي ممكن تدخلي في غيبوبه سكر بالاهمال ده ...انتي لازم تروحي لدكتور شاطر حالا...
رد يونس سريعا: احنا هننزل القاهره دلوقتي وهنوديكي اكبر مستشفي تحللي فيها وتكشفي !
ايمان بخجل: والفرح يابني...
توفيق: فرح ايه وهباب ايه ماهو خلص اهوه خلاص ...
جابر: ايه اللي بتقولي ده يا ماما ...يلا يا يونس روح اجهز انت وعروستك نص ساعه وكله يجهز...
بدور: خمس دقايق وهبقي جاهرة وهاخد وداد تجهز عندي في الاوضه ...

جلس توفيق يمسك بيد زوجته بينما خرج الجميع ..نظرت له ايمان وابتسمت بخبث بادله توفيق لها...

بينما انشغل توفيق مع اهل وداد الغاضبين علي عدم اتمام عاداتهم هنا !

!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة