قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي الفصل العشرون

رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي بجميع فصولها

رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي الفصل العشرون

بعد مرور يوم كامل...
وقفت سعد أمام باب الشقة في تمام الساعة السادسة مساءا، في الوقت الذي حددته مايا لتقابله...
فتح الباب بالمفتاح ودلف الى الداخل ليجد المكان خاليا...
- مايا...
صاح بتوجس وهو يتجه نحو غرفة النوم حينما تصنم في مكانه وهو يشعر بأحدهم يقف خلفه وهو يهتف بتهكم:
- مفيش مايا...

التفت سعد نحوه ببطأ قبل ان يكمل الاخير ما ان اصبح مقابلا له:
- فيه انا، انفع؟!
ابتلع سعد ريقه وقال بنبرة مشوشة:
- أنت بتعمل ايه هنا؟!
اجابه كريم وهو يقترب منه ويعبث بياقته:
- جاي عشان أربيك...
دفعه سعد بعيدا عنه وهتف:
- انت تجننت...
ليرد كريم بنبرة قويةة:
- لا انا صاحي وصاحي اووي كمان...

ابتلع سعد ريقه بتوتر سيطر عليه رغما عنه قبل ان يهتف بنبرة متماسكة:
- لو فاكر اني هخاف منك تبقى غلطان، انا مبخافش منك ولا هخاف...
ثم اردف بنبرة ماكرة:
- بالعكس انت اللي لازم تخاف...
ضحك كريم عاليا قبل ان يقول من بين ضحكاته:
- انا اخاف، تبقى متعرفنيش كويس...

ملأ الحقد نظرات سعد الموجهة نحو كريم قبل ان يرد بنبرة كارهة:
- لا طبعا كريم باشا مبيخافش، كريم باشا بيأذي وينتهك حرمة ناس من غير ميخاف...
- انت اخر واخد ممكن يتكلم بالقيم والاخلاق يا سعد، لأنك متعرفش اصلا يعني ايه قيم واخلاق وحرمة ناس...
ثم اردف بنبرة ذات مغزى:
- عالاقل انا مبعتش حبيبتي لراجل تاني عشان الفلوس، !

اعتصر سعد قبضة يده بقوة وهو يحاول التماسك مرارا امامه اما كريم فابتسم بإنشراح وهو يرى تأثير كلماته واضحة على سعد...
- انت عايز ايه؟!
سأله سعد بنبرة مستهجنة ليرد كريم:
- انت اللي عايز ايه؟! بتحوم ورا مراتي ليه؟!
رد سعد بنبرة فاترة:
- مراتك هي اللي استنجدت بيا وطلبت مني أخلص منك...

ابتسامة مريرة تكونت على شفتي كريم وهو يهتف:
- عارف...
ثم اردف:
- وعارف كمان انك وافقتها عاللي طلبته ولما رفضت تكمل الاتفاق هددتها بالفويس اللي معاك...
- هي اللي حكتلك ..
اومأ كريم برأسه وهو يكمل مؤكدا على ما يجول بخاطر سعد:
- مقدرتش تخوني...
- حبتك؟!

سأله سعد بملامح مترددة ليرد كريم بثقة:
- عندك شك فده؟!
ابتلع سعد ريقه وقال محاولا تغيير الموضوع:
- انت جيت بدالها ليه؟! عشان تحميها مني؟!
- شيء ميخصكش...
قالها كريم بصرامة ثم أردف:
- قولي عايز ايه، او بالاحرى عايز كام وتشيل مايا من دماغك؟!

رد سعد بسخرية:
- لا فلوس انا اكتفيت منها، مبقتش محتاجها...
- امال عايز ايه؟!
- مايا، عايز مايا...
وقبل ان ينتهي من كلامه كان كريم يلكمه على وجهه بقوة، نهض سعد من مكانه ارضا وهو يمسح دماء انفه بيده قبل ان يبتسم بتشفي لكريم ويهتف به بتهكم مقصود:
- مشكور يا باشا، مقبولة منك، كله مقبول منك...

قبض كريم عليه من ياقة قميصه ثم قال بنبرى هجومية مندفعة:
- انا ممكن اقتلك هنا فمكانك، ومحدش هيحاسبني عليك، اهدى واحترم نفسك بدل ما اوريك اللي عمرك مشفته...
ابتسم سعد كمن لا شعور له وقال بلا مبالاة:
- اعمل فيا اللي أنت عايزه، انا مش هتنازل عن مايا مهما حصل...

هنا لم يتحمل كريم ما سمعه فأخذ يسدد لكماته لسعد، لكمات لم يقاومها سعد بل استقبلها بإستسلام تام...
ابتعد عنه كريم اخيرا لينهار سعد على ارضية المكان فبصق كريم على وجهه ثم حمل نفسه وخرج من المكان وهو يتوعد لسعد بأنه سيأخذ حقه منه كاملا ولكن فالوقت المناسب...

دلف كريم الى غرفة نومه ليجد مايا جالسة على السرير واضعة رأسها بين كفي يديها...
رفعت رأسها ما ان شعرت بوجوهه فظهر وجهها الباكي لتنتفض من مكانه وهي تقترب منه وتهتف به:
- عملت ايه؟!
ابعد ذراعه من يدها وقال بإقتضاب:
- ميخصكيش...

مايا وهي تتوسله:
- ارجوك متعملش معايا كده، انا عارفة اني غلطت بس متعاقبنيش بالطريقة دي...
اطلق تنهيدة طويلة قبل ان يلتفت نحوها ويهتف بها ببرود:
- لمي هدومك...
- ليه؟!
سألته بنبرة غير مستوعبة لما تسمعه فيهتف بها:
- هتروحي بيت اهلك...
- ليه؟!

كررتها بتوجس ليرد بما جعل الدم يهرب من عروقها:
- هطلقك...
هزت رأسها نفيا وقالت بدموع لاذعة:
- لا مستحيل، انت مش هتطلقني، لا يا كريم ارجوك بلاش تعمل كده...
- امال عايزاني اعمل ايه ..؟!
قالها بنبرة هادرة ونفاذ صبر لترد ببكاء:
- عاقبني زي مانت عايز بس خليك جمبي...

ابتسم بتهكم وقال بمرارة:
- بعد ما خنتيني، طعنتيني فظهري...
قبض على ذراعها بقسوة وقال بنفور بينما عيناه بدتا ناريتين:
- انا كان لازم اقتلك عاللي عملتيه، بس انا رحمتك من الموت...
- كريم انا بحبك...

قالتها بنبرة مرتجفة خجول ودموعها توقفت عن الجريان ليبتسم بسخرية مريرة ويقول:
- للاسف اتأخرتي اووي...
مسحت وجهها بباطن كفيها ثم قالت وهي تهز رأسها عدة مرات يمينا ويسارا:
- لا متأخرتش، انا بحبك وانت بتحبني، وهتسامحني...
- حطي نفسك مكاني...

اخذت نفسا عميقا وقالت:
- انا استحملت حاجات كتير منك، الي عملته فيك ميجيش ربع اللي عملته فيا، ومع كده انا سامتحك، سامحتك عشان حبيتك...
قالت جملتها الاخيرة بدموع محصورة قبل ان تهتف بألم:
- انت كمان لازم تسامحني، تسامحني زي ما سامحتك...
أشاح وجهه بعيدا عنها لتكمل بتوسل:
- سامحني المرة دي يا كريم، سامحني زي ما سامحتك...
- لمي هدومك يا مايا...

هزت رأسها نفيا مرة أخرى وقالت غير ابهة بصرامته:
- لا مش هلمها، ومش هروح اي مكان، انا هفضل هنا جمبك، مش هسيبك...
قال بنبرة عصبية عنيفة:
- قلت لمي هدومك، عشان تروحي بيت اهلك...
قررت ان تستخدم اخر ورقة ضغط لديها فهتفت اخيرا:
- انا حامل...

ضحك عاليا قبل ان يقول:
- بطلي بقى، بطلي كدب وخداع...
- انا مش بكدب يا كريم، انا حامل...
قالتها مؤكدة كل حرف صدر منها ليكمل هو بإستهزاء:
- لا بجد، حامل، من مين ان شاء الله؟!
بهتت ملامحها وقالن:
- يعني ايه من مين؟! اكيد منك...
دفعها بعيد عنه وقال مصرا على تكذيبها:
- دي لعبتك الجديدة، صح؟! بس انا فاهمك، وعارف انك لا كنتي ولا هتكوني حامل...

- اقسم بالله العظيم انا حامل...
أقسمت له بنبرة صادقة قبل ان تتجه نحو الحمام وتخرج منه بعد لحظات وهي تحمل جهاز كشف الحمل لتضعه امام عينه وتهتف مشيرة الى الجهاز:
- بص ده الجهاز بيأكظ اني حامل...
جحظت عيناه بصدمة قبل ان يهتف بها بنبرة جنونية وهو يقبض على ذراعها:
- حامى ازاي؟! انطقي يا مايا...

- يعني يه حامل ازاي؟!
- حامل ازاي وانا عقيم يا مايا؟!
- انت بتقول ايه؟!
قالتها وهي تحرر ذراعها من قبضته ليهتف بها بتأكيد:
- انا عقيم يا مايا، عقيم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة