قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي الفصل السابع

رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي بجميع فصولها

رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي الفصل السابع

التفتت مايا اخيرا نحو كريم فوجدته واقفا خلفها واضعة يديه في جيوب بنطاله ويتأملها بنظرات ساخرة...
اغمضت عينيها بقوة تحاول ألا تصدق ما تراه، تتمنى أن تفتحها لتكتشف أن ما يحدث وهما، وأن هذا محض حلم سينتهي حالما تفتح عينيها...
فتحت عينيها حينما سمعت سعد يقول موجها حديثه لكريم:
- تؤمرني بحاجة تانية يا باشا؟!
ليهز كريم رأسه نفيا ويرد عليه:
- لا كفاية كده، كفيت ووفيت...

تقدم سعد نحوه وأعطاه ورقة بيضاء مطوية قبل ان يهتف به:
- ده عقد الجواز، كل حاجة تمت زي مانت عايز، انا لازم امشي دلوقتي . ..
ثم تحرك خارج الشقة مسرعا دون ان يلتفت نحو مايا...
تقدم كريم نحو مايا وأخذ يدور حولها متأملا إياها بفستان الزفاف الذي كان أكثر من رائعا عليها، كانت فاتنة بحق وهو كان مفتونا بها...
وقف أمامها أخيرا وجهه مقابل وجهها يتأملها بملامح باردة هازئة قبل ان يقول:
- شفتي إنوا ملكيش حد غيري، لفيتي كتير ورجعتي ليا...

اعتصرت مايا قبضتي يديها بقوة وحاولت ان تكتسب القليل من السيطرة على الذات فسألته بجمود:
- ممكن أعرف ايه اللي بيحصل هنا؟!
ابتسم بظفر وقال:
- هقولك...
ثم اعطاها عقد الزواج لتفتحه بسرعة وتقرأ ما به فتنصدم بشدة مما قرأته، كان عقد زواجها من كريم...
- ازاي؟!

صرخت بها مذهولة مما تراه ليسحب كريم العقد من يدها بسرعة ويقول:
- زي مانتي شايفة...
ثم أردف بنبرة ماكرة:
- عملتلك اللي انتي عايزاه وتجوزتك، اظن مفيش احسن من كده...
قالت مايا بنبرة ساخرة:
- اتجوزت عاهرة زييي مش كده...
كسا الجمود ملامحه فقال بضيق:
- ملوش لزمة الكلام ده، انتي مراتي وانا عايزك...

هنا فقدت مايا اعصابها وصرخت به بقوة وغضب:
- انت فاكرني ايه؟! لعبة فإيدك؟! يعني إيه عايزني؟!
اقترب منها وبدأ يحرك إصبعه على عنقها:
- يعني عايزك، بكل ما فيكي...
تأملته بنظرات مشمئزة قبل ان تهتف بكره:
- انت مريض...

رد بغضب مكتوم:
- لولا اني مش حابب أشوه وشك الجميل ده، كان هيكون ليا تصرف تاني معاكي...
- انا خارجة حالا...
قالتها وهي تجر فستانها خلفها ليقبض على ذراعها ويجذبها نحوه هاتفا بها:
- تخرجي فين، انتي دلوقتي مراتي، شرعا وقانونا كده...
- الناس كلها عارفة اني مش مراتك، الجواز ده باطل، كلهم هيشهدوا ضدك...

قهقه عاليا كمن سمع نكته ثم قال:
- هههه وانتي فاكرة انوا الناس هيقفوا معاكي ضدي انا، فاكرة إنهم هيقدروا يقفوا فوشي، تأكدي يا مايا يا حبيبتي إني بإشارة واحدة مني أخليهم يشهدوا إني جوزك شرعا وقانونا...
هزت رأسها بعدم تصديق وقالت:
- انت ايه يا اخي؟! ايه كمية الشر دي؟! ليه بتعمل كده؟! هتستفيد ايه؟!"

رد ببساطة:
- مزاجي، مزاجي عاوزني أعمل كده...
مسحت دموعها اللاذعة بأناملها ثم قالت برجاء:
- ارجوك انا مش حمل كل ده، ارجوك افهمني ..
رفع ذقنها بأنامله وأخذ يتأمل ملامح وجهها بإعجاب، كانت جميلة حتى وهي تبكي...
- هشش، اسكتي...
قالها وهو يضع إبهامه على شفتيها لتهتف ببكاء يقطع القلب:
- سيبني فحالي ارجوك...
قال كريم بنفاذ صبر:
- انا جوزك يا مايا، افهمي ده وتعاملي معاه...

تركته واتجهت نحو الكنبة، جلست عليها وأخذت تبكي بقوة واضعة كفي يديها على وجهها، كانت تبكي حظها العاثر الذي أوقعها بيد رجل مثل كريم ورجل اخر مثل سعد، تبكي والدتها التي لا تعلم شيئا عما يجري حولها، تبكي الجميع، تبكي روحها وعذابها المستمر، تبكي اشياء كثيرة، ظلت هكذا لفترة طويلة دون ان تتوقف عن البكاء...

في صباح اليوم التالي...
خرجت نايا من غرفتها لتجد والدتها تعد لها طعام الافطار وهي تبكي، شعرت بالقلق لأجلها فإقتربت منها وسألتها:
- مالك يا ماما؟! بتعيطي ليه؟!
ردت الأم:
- مايا وحشتني اوي...
ابتسمت نايا على والدتها وقالت:
- معقولة يا ماما، هي لحقت توحشك، !

اومأت الأم برأسها وهي تمسح دموعها بأطراف أناملها ثم قالت بنبرة ضعيفة:
- قلبي واجعني عليها من الصبح، مش عارفة ليه...
ردت نايا بجدية:
- ده طبيعي عشان اول مرة تبعد عنك كده، تلاقيها دلوقتي نايمة فالعسل، متقلقيش عليها...
- خير ان شاء الله...

قالتها الام بتنهيدة قبل ان تكمل موجهة حديثها لنايا:
- خلينا نفطر، مش هسمحلك تروحي الكلية قبل ما تفطري...
الا ان نايا اعترضت:
- لا مش هلحق، يادوب الحق اوصل الجامعةة...
ثم هربت مسرعة قبل ان تستمع رفض والدتها او اصرارها على تناوا فطورها اولا، وصلت نايا الى الجامعة لتجد حسن زميلها في انتظارها، والذي اقترب مسرعا منها ما ان رأها ليهتف بها:
- صباح الخيرر يا نايا، اتأخرتي ليه؟!

أجابته نايا:
- معلش امبارح كان فرح اختي ومنمتش كويس فصحيت متأخرة...
- مبروك يا نايا وعقبالك...
احمرت وجنتا نايا خجلا وهي تجيبه شاكرة:
- ميرسي، عقبالك انت كمان...
ثم انتبهت الى ساعة يدها فقالت بعجلة:
- اتأخرنا عالمحاضرة...

ليكمل حسن بجدية:
- النهاردة هياخدنا دكتور جديد، لسه منعرفش طباعه، خلينا نفوت بسرعة لأحسن يجي قبلنا ويطردنا...
سارع الاثنان في الدخول الى المحاضرة ليجدان الدكتور موجود بالفعل فسمح لهما بالدخول على مضض...
جلست نايا بجانب صديقتها وسألتها بصوت خافت:
- هو ده الدكتور الجديد؟!

اومأت صديقتها برأسها وقالت:
- ايوه...
لتعاود نايا سؤالها:
- اسمه ايه..
- حسام، اسمه حسام...
اومأت نايا برأسها ثم عادت بتركيزها نحوه...

استيقظ كريم من نومه فنهض مسرعا من فوق فراشه واتجه الى الخارج ليرى مايا الذي تركها نائمة ليلة البارحة على الكنبة...
خرج من غرفة النوم الى صالة الجلوس ليجدها مستيقظة بوجه شاحب ميت...
- انتي كويسه؟!
سألها لترفع نظراتها الباردة نحوه وتقول:
- انت شايف ايه؟!

انحنى بجسده نحوها وقال:
- مايا اسمعيني، انا مش حابب أاذيكي، انا عايزك، وفي المقابل هديكي حاجات كتير، قلتي عايزة جواز وأديني اتجوزتك، عايزة ايه اكتر من كده...
ابتسمت مايا بسخرية وقالت:
- لا كتر خيرك الحقيقة، ميرسي انك اتكرمت واتجوزتني، معقولة كريم باشا بنفسه قبل اني أشيل اسمه...

نهضت من مكانها وهي تراقب الضيق الذي يحاول كتمه، سارت بخطوات متعثرة بينما نهض هو بدوره من مكانها واتجه خلفها، خرجت الى الشرفة تستنشق الهواء العليل عله يساعد في تهدئة روحها وقلبها...
وقف خلفها يتأمل الخارج بملامح جامدة لتتحدث أخيرا:
- موافقة...

التفت نحوها فورا وقال:
- موافقة على ايه؟!
اجابته بنبرة خافتة:
- موافقة اني أكون ليك أداة متعة زي مانت عايزني...
- انتي بتقولي ايه يا مايا؟!
قالها مذهولا مما يسمعه لترد بجدية:
- ايه مش سامع؟! مش ده اللي انت عايزه؟! أديني هعملهولك...
ثم تحركت داخل المكان وهي تهتف بجدية:
- هكون ليك زي مانت عايز...

ثم التفتت نحوه تتأمل نظراته المندهشة بسخرية دفينة قبل ان تكمل ببرود:
- بس تنفذلي كل شروطي الاول...
- شروط ايه؟!
سألها بملامح مندهشة من القوة التي باتت تتحلى بها، من أين جائت بكل هذه القوة والسيطرة، وكيف تغيرت فجأة خلال ليلة واحدة وباتت تضع الشروط وتقرر...
اقترب منها ووقف موازيا لها مردفا بنبرة حازمة:
- متتكلمي ولا خايفة؟!

ردت بنبرة جامدة:
- انا اخر واحدة ممكن تخاف منك، اطمن بعد اللي عملته فيا قضيت على كل ذرة خوف جوايا...
ابتسم ببرود قاتل أغاظها وقال بتهكم:
- برافو، القطة البريئة كبرت وبقت تخربش...
رمته بنظرات محتقرة وقالت بتحدي:
- اها والفضل ليك...

اتجه نحو الأريكة وجلس عليها واضعا قدما فوق الأخرى متسائلا:
- وايه المطلوب مني ..؟! اتكلمي، !
اتجهت نحو الكنبة المقابلة له، جلست عليها واضعة قدما فوق الاخرى، ثم هتفت بجدية:
- اولا أهلي...
- مالهم؟!
- توفرلهم أحسن مستوى معيشي، بعد ما تخليني احكيلهم كل حاجة وأعرفهم اللي حصل بطريقتي...
- أوفرلهم ايه يعني؟!

سألها بعدم فهم لترد بجدية:
- شقة كويسه فمنطقة راقية تليق بيهم، فلوس تخليهم يعيشوا فمستوى مادى كويس، اكيد يعني مش انا اللي هفهمك هتعمل ايه...
- وانا ايه اللي يجبرني على كل ده ..؟!
سألها متعجبا من ثقتها العالية لترد ببساطة:
- لأنك عاوزني وانا هكون ليك زي مانت عاوز، بس تنفذلي شروطي الاول...
صمت وهو يفكر بما تقوله، بينما استرخت هي في جلستها تنتظر منه ان يعلن موافقته، نعم فهي تثق به وبموافقته اكثر من اي شيء...
- غيره؟!

سألها قاطعا صمته لتبتسم في داخلها قبل ان تكمل بإنتصار:
- عايزاك توفرلي شغل مناسب ليا...
- بس انا مبحبش مراتي تشتغل...
- مشكلتك، انا من حقي اشتغل...
كانت حادة في نبرتها فصاح بها بتهديد:
- بلاش تعلي صوتك عليا، مش معنى اني هنفذلك اللي انتي عايزاه تعلي صوتك، فاهمه؟!

ضمت شفتيها بقوة وهي تفكر بأنها يجب أن تسايره لتنال منها ما تريد وتحقق مرادها، كل شيء يجب ان يسير كما خططت له وأرادته...
قالت بنبرة هادئة لا تشبه ما سبقها:
- ياريت انت كمان تراعي كل اللي مريت بيه، ثانيا يعني ايه مفيش شغل، هو احنا عايشين فالعصر الحجري...
- قلتلك مبحبش مراتي تشتغل، ولو عالمرتب انا هديكي المرتب اللي يكفيكي...
قالها محاولا انهاء الموضوع لكنها كانت مصرة على رأيها، فهي لن تسمح له بالتحكم فيها بعد الان...
- بس انا عايزة اشتغل، متعودتش اقعد من غير شغل...

تأفف بنفاذ صبر وقال:
- انتي ليه مصرة تعملي مشكلة من كل حاجة؟!
ابتسمت ساخرة وقالت:
- اه فعلا انا الي بعمل مشكلة...
- غيره؟!
صمتت قليلا قبل ان تقول بخبث:
- حاليا مش عايزة غير الحاجتين دول، لحد ما افتكر اللي جاي...

تأملها بنظرات فارغة تجاهلتها وهي تنهض من مكانها وتتجه نحو غرفة النوم تبحث عن شيء ترتديه بدلا من فستان الزفاف وتفكر في طريقة تخبر بها والدتها بما حدث...

وقفت مايا امام شقة عائلتها وهي تشعر بالتردد والخوف الشديد...
لقد دربت نفسها كثيرا على ما ستخبر والدتها به...
لكنها ما زالت غير مستعدة بتاتا، ماذا ستقول لها؟!
وهل ستتقبل والدتها ما ستقوله؟! الله وحده يعلم ماذا ستفعل والدتها بها حينما تعلم الأمر من أوله...

لقد قررت أن تخبرها بكل شيء بدءا من تورطها في قضية الدعارة تلك ووقوعها في يد كريم ثم ذهابها الى شقته وطلبها الزواج من سعد وما فعله سعد بها وكيف خانها وباعها لأجل المال...
تنهدت بصمت وهي تحاول ان تضفي القليل من الشجاعة على نفسها، ثم رنت جرس الباب لتفتح نايا لها الباب وتتفاجئ بوجودها فتهتف بعدم تصديق:
- مايا انتي جيتي ..!

تحتضنها مايا بقوة وهي تدعو ربها ان تمر الامور بسلام، تأتي والدتها على صوت اختها لتحتضنها فورا بعدما أبعدت نايا عنها وتقبلها من وجنتيها وتشدد من احتضانها...
- مايا حبيبتي...
قالتها والدتها ببكاء لتهتف مايا:
- عشان خاطري متعيطيش...
بعد الانتهاء من تبادل الاحضان والقبل تسائلت سعاد بتعجب:
- انتي مش كنتي هتسافري الاسكندرية من الصبح، وفين سعد؟! ليه مش جاي معاكي؟!

ابتلعت مايا ريقها وتطلعت بنظرة متوترة لنايا التي شعرت بوجود شيء ما خاطئ يحدث مع اختها...
تنحنحت مايا قائلة بنبرة متوترة:
- الحقيقة انا جيت عشان اقولكم على موضوع مهم...
- موضوع ايه؟!
اخذت مايا نفسا عميقا ثم بدأت تسرد على مسامع والدتها واختها ما حدث معها بالتفصيل...

كانت مايا تبكي بشدة بينما والدتها واختها يستمعان الى ما تقوله بعدم تصديق...
تحدثت الأم قائلة:
- لا انتي بتكدبي، مستحيل يكون ده اللي حصل، يعني ايه تجوزتي واحد تاني غير سعد، وازاي كنتي محبوسة بقضية دعارة، انتي بتكدبي عليا اكيد...
- والله هو ده اللي حصل، والله مكدبتش بحرف واحد، انا مليش ذنب فكل اللي حصل، ذنبي الوحيد اني وقعت مع واحد واطي زي كريم وواحد سافل زي سعد...
- ليه مقلتيش؟! ليه سكتي؟! ليه مجيتيش ليا اول ما عرفتي اللي حصل؟!

- تفتكري كريم كان هيسيبني اجي ليكي، ولو جيت كنا هنخلص ازاي من الناس وكلامهم...
قالت سعاد بعصبية شديدة:
- ودلوقتي مش هنخلص من الناس وكلامهم، اقول ايه للعالم، بنتي تجوزت واحد تاني بدل العريس اللي شفتوه...
نهضت مايا من مكانها وانحنت امام والدتها قائلة من بين دموعها:
- انا دبرت كل حاجة، انتوا هتسيبوا المنطقة باللي بيها، وهتروحوا معايا، هتعيشوا معززين مكرمين ..
- هنهرب على اخرة الزمن...

- منا معنديش حل تاني، لازم ابعدكم...
قالتها مايا وهي تنهض من امام والدتها لتنهض والدتها من مكانها وتتجه اليها وتديرها نحوها وتقول:
- احكيلي الحقيقة يا مايا، انتي حصل حاجة بينك وبين الضابط ده، وجاية تعملي الشويتين دول علينا دلوقتي...
هزت مايا رأسها عدة مرات بعدم تصديق، لا تصدق ان والدتها تشك بها، كيف وهي من ربتها؟!
- انتي ازاي تقولي كده؟! انتي بتشكي فيا يا ماما؟! بتشكي فبنتك، !"
- انا مبقتش فاهمه حاجة...

قالتها الام بإنهيار وهي تتحرك بعيدا عنها لتتجه مايا خلفها وتحتضنها قائلة بصدق:
- والله محصلش حاجة بيني وبينه، والله العظيم انا كنت صادقة فكل اللي قلته ليكي ومش بكدب، انا لسه طاهرة يا ماما ومحدش لمسني لا كريم ولا سعيد...
الام بنبرة تائهة:
- طب طالما كلامك ده صحيح، عايزاني أوافق عاللي بتعمليه ازاي، اجي معاكي ازاي، وأسملك للي اسمه كريم ده، واخليكي تحت رحمته...
- عشان معندناش حل تاني، ده الحل الوحيد اللي عندنا...

جلست سعاد على الكنبة بوهن، بينما احتضنتها نايا بقوة وهي تقول:
- اهدي يا ماما، بلاش تعملي بنفسك كده، بلاش تتعبي نفسك...
ردت الأم بوهن:
- انا انتهيت خلاص، ضعت وبناتي ضاعوا معايا...
اقتربت مايا منها وقالت:
- وحياتك مفيش حاجة ضاعت، وانا اوعدك اني هعوضك عن كل حاجة، بس اسمعي كلامي الاول ..
تطلعت والدتها اليها بنظرات غير مقتنعة وهي تحاول تصديق ما توعده به ابنتها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة