قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي الفصل الرابع والعشرون

رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي بجميع فصولها

رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي الفصل الرابع والعشرون

استيقظت نايا من نومها لتجد نفسها وحيدة في غرفة المشفى...
حاولت ان تعتدل في جلستها حينما دخل كريم الى الغرفة واتجه فورا نحوها وقال:
- متتحركيش، خليكي نايمة...
حاولت ان تنزل من السرير رغم عن الام جسدها لكن كريم منعها وهو يقول بتوسل:
- ارجوكي يا نايا اهدي...
لم تشعر بنفسها الا وهي تبدأ بالبكاء...

شعر كريم بالشفقة لأجلها فإحتضنها مهدئا اياها:
- اهدي يا نايا، اهدي وكل حاجة هتكون كويسه...
ابتعدت نايا من بين احضانه وقالت بحرج:
- هي ماما فين؟!
اجابها بجدية:
- لسه مقلتلهاش اني لقيتك، استنيتك تفوقي عشان نتفق هنقولها ايه...
هطلت دموعها مرة اخرى وقالت على الرغم من بكائها:
- متقولهاش عاللي حصل، ماما مش هتستحمل تعرف اللي حصل، ولا انا هستحمل انوا يجرى ليها حاجة بسببي...

رد كريم:
- ده اللي كنت عايز اقوله، انوا احنا منقلش لأمك على اي حاجة، عشان هي اكيد مش هتستحمل حاجة زي كده، انا هقولها انك اتخطفتي واننا لقيناكي وكان مغمى عليكي، وبالنسبة للدكاترة اللي هنا انا هرتب معاهم كل حاجة، اطمني انتي...
اومأت برأسها من بين دموعها ليكمل كريم بنبرة اخوية خالصة:
- و شرفي هجيبلك حقك، عايزك تطمني...

انهارت نايا باكية ليربت على ظهرها ويقول بألم:
- عيطي، يمكن العياط يريحك...
خرج كريم من عندها وقرر الاتصال بأخيه حسام ليخبره انهم وجدوا نايا...
وبالفعل اتصل به ليأتيه صوت اخيه قائلا:
- ها يا كريم ايه الاخبار...
اجابه كريم بجدية:
- لقيناها يا حسام، انا هجيبها واجي معايا، هي حاليا بالمستشفى بس هشوف الدكتور احتمال يخرجها دلوقتي...

- تمام يا كريم، اقولهم ايه دلوقتي؟!
سأله حسام بحيرة ليرد كريم بجدية:
- قولهم اني هجيبها واجي ولو حصل اي تغيير هبلغكم...
ثم اغلق الهاتف وقرر الاتجاه الى الطبيب ليسأله اذا ما كان سيسمح له بإخراجها من المشفى ام لا...

اغلق حسام هاتفه واتجه الى صالة الجلوس حيث تجلس مايا مع والدتها...
قال:
- كريم لقى نايا...
قفزت مايا نحوه وأمسكته من ذراعه وقالت بلهفة:
- هي كويسه؟! لقاها فين؟!
بينما قالت الام وهي بالكاد تتماسك لتنهض من مكانها:
- طمني عليها يابني، هي كويسه...
اومأ حسام برأسه واجابهن:
- كريم بيقول انها كويسه، وانه هجيبها ويجي ..
- طب هما فين دلوقتي . . ؟!

سألته مايا بشك ليجيبها حسام:
- هما بالمستشفى...
- ايه؟ بيعملوا ايه بالمستشفى؟!
صاحت الام برعب ليجيبها حسام:
- والله ماعرف، هو بس قال انها كويسه، وانهم هيجوا كمان شوية...
- مقالش فأي مستسفى هما؟!
سألته مايا بقلق ليرد حسام:
- للأسف مقالش...
جلست مايا بوهن على الكنبة وفعلت كذلك الام وهي تدعو ربها قائلة:
- يارب تكون كويسه، يارب رجعها بالسلامة...
وبالفعل بعد حوالي ساعتين جاء كريم اليهم ومعه نايا...

كان الضعف مسيطرا عليها بشكل أقلق والدتها ومايا اللتان استقبلانها بلهفة، اخبرهما كريم انها متعبة ويجب ان تستريح فاتجهت مايا بها الى غرفتها...
بينما جلست الام مع كريم وحسام...
خرجت مايا من عندها وجدتها قد نامت فورا رافضة الحديث معها...
- ايه اللي حصل يا كريم؟! نايا كانت فين بالضبط؟!
اجابها كريم بجدية مسيطرا على توتره:
- كانت مخطوفة...
لطمت الام على صدرها بإنفعال بينما جلست مايا بجانبه بتعب وسألته:
- مين اللي خطفها؟!

اجابها كريم:
- لسه منعرفوش، نايا مقدرتش تتكلم، كانت تعبانة اوي...
- حصلها حاجة؟!
سألته مايا بخفوت لتجحظ عينا الام بصدمة مما تسمعه وقد أخذت تتخيل الكثير من الأشياء السيئة ليرد كريم بسرعة:
- لا هي كويسه متقلقوش بس تعبانة من صدمة اللي حصل...
تنهدت الام براحة بينما تطلعت مايا اليه بشك وعدم اقتناع ..

في صباح اليوم التالي...
استيقظت نايا من نومها لتجد مايا بجانبها تتطلع إليها بنظرات حنون مشفقة...
اعتدلت في جلستها لتتنهد مايا براحة وتقول بابتسامة:
- صباح الخير...
اجابتها نايا بخفوت:
- صباح النور...
اردفت مايا:
- عاملة ايه دلوقتي؟!
اجابتها نايا بتردد:
- كويسه الحمد لله...
سألتها مايا بعفوية:
- ممكن تحكيلي ايه اللي حصل يا نايا؟! عشان كريم متكلمش كتير عن اللي حصل...

ارتجفت ملامح نايا كليا فشعرت مايا بها، مسكتها مايا من ذراعها وسألتها بقلق:
- نايا انتي كويسه؟!
هزت نايا رأسها نفيا واخذت الدموع تتجمع داخل مقلتيها لتسألها مايا بتردد:
- ليه؟! حصل ايه؟!
اجابتها نايا بإنهيار:
- انا اسفة، اسفة عشان محافظتش على نفسي...
جزعت ملامح مايا كليا وهي تحاول استيعاب ما قالته اختها لتسألها بلسان جاف:
- تقصدي ايه يا نايا؟! هو الواطي ده عملك ايه؟!

اجابتها نايا بدموع حارقة:
- اغتصبني يا مايا، اغتصبني...
وضعت مايا كف يدها على فمها بعدم تصديق قبل ان تهز رأسها نفيا عدة مرات بينما اخذت الدموع تجري على وجهها بغزارة...
احتضنت بعدها نايا بقوة واخذت الفتاتان تبكيان داخل احضان بعضيهما...

دلفت مايا الى فيلا عائلة كريم بملامح شاحبة...
لم تجد احدا هناك سوى الخادمة فسألتها عن كريم لتخبرها الخادمة انه في غرفته نائم...
سارعت في الذهاب الى هناك لتجده نائما بالفعل...
جلست على السرير بجانبه وأخذت تبكي بصمت...
ازدادت شهقاتها ارتفاعا فأيقظت كريم من نومه والذي قفز من فراشه بسرعة واقترب منها متسائلا:
- مايا حبيبتي فيه ايه؟!

ظلت تبكي بين احضانه وكريم يهدئها، هدأت اخيرا لتهتف بنبرة متشنجة:
- نايا حكتلي على كل حاجة، انا مش مصدقة اللي حصل، جيت هنا فورا مكنتش عايزة ماما تشوفني وانا بالحالة دي...
- اهدي يا حبيبتي، اهدي وانا اوعدك انوا كل حاجة هتتصلح...
قالها كريم بترجي لتهتف بألم:
- تتصلح ازاي بعد كل اللي حصل؟! ده اغتصبها...
كريم بنبرة حاقدة:
- هجيبه، وهربيه واخليه يركع تحت رجليها يطلب السماح، هخليه يعمل اي حاجة نايا عايزاها...

- تفتكر ده هيخلي نايا ترتاح؟!
سألته بعينين حمراوتين ليشعر كريم بحيرة شديدة وأسف:
- مش عارف، بس احسن من مفيش...
مسحت وجهها بباطن كفيها ثم قالت:
- انا بشكرك اوي يا كريم عاللي عملته، كويس انوا ماما معرفتش، اكيد مكانتش هتستحمل اي حاجة...
احتضنها كريم مرة اخرى وقال بحب:
- متشكرنيش يا مايا، نايا اختي الصغيرة وانا عملت واجبي معاها...

ابتعدت مايا من بين احضانه وقالت بنبرة واهنة:
- انت هتعمل ايه دلوقتي؟!
اجابها كريم بجدية:
- مش هعمل حاجة، انا هجيب اللي اسمه شادي ده من تحت الارض، وبعدين اللي نايا تعوزه هيحصل...
- هتلاقيه بسهولة؟!
- احنا بدأنا ندور عليه من امبارح بس هو مختفي، بس هنلاقيه، باذن الله هنلاقيه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة