قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحفاد الجارحي الجزء الرابع بقلم آية محمد رفعت الفصل الحادي والعشرون

رواية أحفاد الجارحي الجزء الرابع أسياد العشق

رواية أحفاد الجارحي الجزء الرابع (أسياد العشق) بقلم آية محمد رفعت الفصل الحادي والعشرون

أستدار ببطء لتتبدل نظرات عمر سريعاً لغضبٍ لا مثيل له، عاصفة من الماضي إبتلعته دون سابق أنذار لتريه ما فعله هذا اللعين الذي كاد بقتله من قبل،تذكره عدي جيداً فوقف جوار عمر هامساً إليه بصوتٍ منخفض حتى لا تستمع إليهم نور _أهدى يا عمر بلاش عشان نور ...
كأن ما قاله كانت كالحبال التى قيدت حركته فتبقى محله ولكن بعينان أكثر حدة، تركهم عدي وأسرع إلى الخلف فأقترب من نور  قائلاٍ بنظرات فهمها ياسين وأحمد جيداً.

_أحمد خاليك مع عمر وأنت يا ياسين خد نور على أقرب مستشفي ولما تتطمن عليها رجعها القصر...
علم ياسين بأن هناك أمراً ما وأن مهامه سحب نور حتى لا تعلم ماذا يجرى هنا ؟ ...فأقترب منها قائلاٍ بهدوء_يلا يا نور ..
قالت بأستغراب_ وعمر ! ..
قاطعها ببسمة هادئة _الشاب اللي أنقذك متصاب ورافض يروح لأى مستشفى فميصحش نسيبه كدا بعد ما أنقذك فعمر هيعالجه وهنحصلكم ..
أشارت إليه بأقتناع ثم صعدت لسيارة ياسين الذي أنصاع لنظرات عدي وذهب علي الفور ..

كادت قبضة يديه بالأنفجار من شدة الغضب فما أن غادرت السيارة حتى لكمه بقوة كبيرة أوقعته أرضاً، دفشه أحمد بدهشة _أنت مجنون أيه اللي بتعمله داا ؟..
وقف عدي أمامهم بهدوء وكأنه راضاً عما فعله أخيه فأقترب منه مجدداً ثم ناوله لكمة أخري أشد قوة وأحمد فى صدمة من أمره فلم يجد سوى أن يتحول من وضع الدفاع إلي الهجوم لذا لكم عمر بغضب _دي مكافئة الشخص اللي أنقذ زوجتك ! ..
نهض عمر سريعاً ببسمة سخرية _أنقذها ! ..دا إذا كان مكنش السبب فى الحوار دا من الأساس عشان أرجع وأتخدع فيه من جديد ..

ضيق عيناه بعدم فهم _حوار أيه! ..هو أنت تعرفه ؟..
أنغمست النظرات بغضبٍ يطوفه غير عابئ بأحمد الذي يحاول جاهداً التداخل لمعرفة ماذا هناك؟، نهض آسلام بصعوبة فقال بحزن وعيناه أرضاً_مرتبتش لحاجة اللي حصل بالصدفة تصدق أو لا فدا شيء يرجعلك ...
غادر آسلام من جوار عدي فلحق به عمر ولكنه توقف حينما تمسك عدي بيديه قائلاٍ بثقة _بيقول الحقيقة ...
تطلع له بنظرة مطولة فكاد بأن يعارضه ولكنه يعلم بأن عدي لديه القدرة الكاملة لكشف الكاذب بسبب عمله الشاق فتركهم وتوجه لسيارته بصمت ...

بالمشفى ...
أخرجت ملك هاتفها بيد مرتجفة والبكاء يكتسح عيناها دون توقف،أنتظرت لثواني وهى تتفحص الأرقام من أمامها فلم تعلم من ستطلب؟، وماذا ستقول؟! ...
أخرجت رقم الهاتف المنزلي الخاص بالقصر ثم طلبته بأنتظار من سيجيب حتى أستمعت لصوت حمزة،كبتت شهقات بكائها لثواني فأستمع لصوتها ليسرع قائلاٍ بفزع _ ملك ! ..
تعالت شهقات دموعها شيئاً فشيء ليخرج صوتها أخيراً _ ياسين مات يا حمزة ...
هوى الخبر على مسماعه كالرعد المزلزل فسقط الهاتف أرضاً ليتهشم لأجزاءاً صغيرة، أسرع لغرفة المكتب التى تحوى شقيقه وأدهم وعز ليخبرهم بما حدث ليسرعوا جميعاً للمشفى بحالة من الفزع...

وصلت للمقر بعينان تتغمدها الدموع والحسرة على ما رأته، أسرعت بخطاها لمكتبه لتبوح عن الكارثة التى ستفتك بها، أسرعت للسكرتارية الخاصة بالمكتب قائلة بصعوبة بالحديث لمجهودها المفرط _عايزة أقابل أحمد بيه يا لو سمحتي .
رفعت عيناها إليها بتذكر الآذن الذي تركه أحمد لها بالدخول للمقر فقالت بهدوء_مسترأحمد خرج من ساعة تقريباً ..

أرتخت ملامح وجهها بأستسلام كأنها أصبحت على رضا كامل بما سيحدث لها، توجهت للمصعد بخطوات شبيهة للموت، دمعاتها تكتسح وجهها دون توقف، حياتها أشبه بسراباً يجعلها تختنق شيئاً فشيء!، دموع ...بكاء...آنين ...أحاسيس متضاربة يختمها الشعور بالدوار وحاجتها بألتقاط الأنفاس، ضغطت على زر المصعد وهى تجاهد للوقوف،أستسلمت لمصيرها المؤلم كلما تذكرت هذا الفيديو اللعين،أنفتح المصعد على مصرعيه ليتفاجأ بها أحمد بعدما عاد للمقر بصحبة عدي،أقترب منها بأستغراب فقالت بدموع وجسدها يهوى أرضاً_أحمد ...

أغلقت عيناها لتغط بسباق عميق بين الألم وعدم الرغبة بالحياة ...أسرع إليها قائلاٍ بصدمة _سارة ! ...
تطلع له عدي بغضب وهو يحاول أفاقتها،فرفع عيناه له قائلاٍ بهدوء_أطلب الأسعاف يا عدي ..
جذب هاتفه بتأفف يملي ما طلبه،أستدار ليجد حوله عدد لا بأس به من المؤظفين فقال بحدة جعلتهم يهرولون من أمامه بقسماً موحد بأنه شبيهاً من أبيه للغاية _أنتوا واقفين كدليه ! ..كل واحد على شغله ...

وصلت الأسعاف بوقتاً قياسياً فحملتها للمشفي ليلحق بهما أحمد ...
أما عدي فولج لمكتب أبيه بهدوء، وقف يتأمل مقعده ببسمة مكر أزدادت حينما جلس محله،تأمل كل أنشناً به بنظرةبأعجاب وأعتراف بذوقه الرفيع،لفحت وجهها نسمة هواء عليلة فأغلق عيناه ببسمة لتذكر معشوقته ؛ فكأنما كانت رسالة عابرة بأشتياقها إليه ! ...
رفع هاتفه ينتظر سماع صوتها المعشوق،ليترتل بعد دقائق على همس الدفوف
_أيوا يا حبيبي ...
أغلق عيناه ببسمة ساحرة فكم يعشق محادثتها بالهاتف لسماع هذا الجزء المفضل،طال صمته وهو يتلذذ بما أستمع إليه ليقل بصوتٍ مميز لأجلها فقط
_بتعملي أيه ؟ ..

زمجرت بطفولية _هكون بعمل أيه يعني أكيد شايلة رحمة وياسين ...
إبتسم قائلاٍ بهمس_أبتديت أغير مش لقي وقت ليا ...
قالت بخجل _بس أنا أغلب الوقت بكون معاك ..
ضيق عيناه بسخرية ._أزاي وأنا برجع نص الليل ؟..
قالت والبسمة تلاحقها _ساكنة بقلبك ومعاك بكل وقت وكل ثانية، بحس بزعلك وبسمع ضحكتك ...بكون معاك بأغلب اليوم ولما بصحى بلاقي نفسي فى حضنك يعني تقريباً بتكون معايا فى كل نفس ...

إبتسم بعشق_غالبتيني بالكلمتين دول أو بمعنى الأصح ضحكتي عليا بس برضو بعشقك ...
حاولت أن تتحدث بصعوبة وخاصة بعد أن توج وجهها حمرة الخجل _وأنا ...كمان ...
بين كل كلمة وقتاً مطولاٍ لتتشكل صورة خجلها أمامه فأبتسم بمكر مطالباً المزيد _وأنتِ كمان أيه؟ ..
لوت فمها بتهكم لمعرفتها بما يود فعله ولكن لا تنكر رغبتها بنطقها فقالت بعد مدة طويلة من صمتها _ ...بحبك ...
ثم قالت سريعاً_أنا هقفل عشان ياسين بيبكي ..

وأغلقت الهاتف سريعاً فأبتسم على خجلها الملحوظ، واضح هاتفه جواره بهياماً بصوتها ليستيقظ من شرودها على ولوج رائد الغريب دون أن يطرق باب مكتبه، تطلع له بأستغراب
_فى حاجة يا رائد؟...
أجابه بعد مدة من الصمت كأنه يستجمع شجاعته _خسرنا المناقصة ضد شركات جون .
سقط الخبر على مسمعه كالصاعقة فرغم بأنه لا يعرف هذا الرجل ولكن بات على معرفة كاملة بالعداء الذي بينه وبين ياسين الجارحي ...

بالمشفى ..
فتح عيناه بصعوبة كبيرة كأنه فقد وعيه لسنوات لاحصى لها!،جاهد لرفع جفن عيناه فكان يشعر بثقلهما مثلما يشعر بثقل قلبه المنفطر على رفيقه،حالته ساءت فى دقائق فجعلت الأطباء بصدمة من أمره! ...
جاهد بفتحهما وهو يردد بصوتٍ خافت للطبيب الذي يقف جواره _ياسين ...عايز أشوفه ...وديني له ...
كاد الطبيب بالحديث ولكنه أمتنع على أشارة خافتة تأتي من خلفه ومن ثم تشير له بالخروج فأنصاع على الفور، كان يحيى يغلق عيناه لثواني ثم يعاود فتحهما ليعتاد على أضاءة الغرفة فحينما فتح عيناها للمرة الثانية وجده يجلس على مقربة من فراشه لا يفصلهما سوى مسافة صغيرة، جحظت عيناه لوهلة فتطلع له بصدمة ليتأمله الأخر بسخرية _لما عمي توفى مشفتكش بالحالة دي ؟ ..

أنكمشت ملامح وجهه بغضب مميت ...نعم يعلم بأنه ينبوع أسرار وثبات لا يضاهيه أحداً ولكن بأن يدعي الموت لينهي حياته!،كأن المرض خشي من الحالة التى وصل إليها يحيى فتخلي عنه على الفور، أستند يجذعه على الفراش ليكون على مستواه ليرفع يديه ويقوم بما لم يفعله منذ ثلاثون عاماً، رفع ياسين يديه على وجهه بصدمة من أنه تلقي لكمة من يحيى لتو ! ..فكاد بالحديث ولكن سبقه يحيى حينما صاح به بأشد درجات الغضب _فاكر أن موضوع موتك دا موضوع سخرية بالنسبالك، متفكرتش أيه اللي كان ممكن يجرالي لما أعرف ...بجد معتش فاهمك يا ياسين ولا عارف أنت عايز تثبت أيه باللي بتعمله دا! ..

ظل ثابتٍ للحظات فلأول مرة يرى يحيى غاضباً لهذا الحد!، رُسمت بسمة فرح على وجهه لعلمه الآن بأن علاقتهم لن يقوى سلسال البشر بأكملهم على فهمها، خرج عن صمته قائلاٍ والثبات رفيقه المقرب_ بغض النظر عن اللي عملته دا بس هجاوبك على سؤالك ..
حاول أن يتصنع عدم اللامبالة ولكنه أستدار ليستمع إليه
فقال والغموض يرافق صوته_كالعادة أول ما حد بيتوهم أن ياسين الجارحي وقع بيحاول ينهش فى دمه .
رمقه ينظرة مطولة مازالت بها لمحات من الغضب _المرادي مين ؟ .

تطلع له ببسمة مكبوتة فبدا كأنه طفلاٍ صغير يخاصم والده ولكنه يحاول أن ينسى لأجل الشوكلا التى يحملها!، أسترسل ياسين حديثه بهدوء_جون بعت ناس عشان تخلص عليا بس مكنوش عارفين يدخلوا الغرفة من الحراسة ولأنك معايا فى نفس الغرفة عشان كدا سهلتهاله المهمة وخاليت الدكاترة تتدعى أن حالتي خطيرة ولازم أنتقل بغرفة لوحدي عشان يبان أن مخططه ماشي صح ..
ضيق عيناه بذهول _طب وليه تدعى أنك مت وتساعده يحقق اللي هو عايزه ؟! ..
أستند بظهره على المقعد ببسمة مكر _هو اللي هيساعدني باللي أنا عايزه مش أنا .
رمقه بنظرة غضب _أنا حقيقي مش فاهم حاجة ...

شفق عليه فقرر ولأول مرة البوح عن مكنونات صدره
_حلم جون أن ما يبقاش في شركات عربية تنافسه وطبعاً أنت عارف أننا أكبر تهديد له وحاول كذا مرة عشان يحقق أهدافه بس بوجودي كان بيتراجع ...
أشار له بتأييد فأسترسل كلامه بسؤالاٍ مباشر _أمته يحس أن الدنيا أمان عشان خطوته الجاية ؟ ..
أجابه يحيى دون تردد_بدون وجودك ..
إبتسم ياسين بأنتصار _ودا اللي عملته شلت نفسي من طريقه وبالتالي هكون بفتحله بوابة تحدي جديد مع اللي أستلم منصبي بالمقر وأهو أشوف عدي هيقدر يقف أدامه ولا لا ...

أكمل يحيى بذهول _أنت بتفكر أزاي ؟! ..
أكتفى لبسمة بسيطة فقال يحيى بغضب _ساعات بحس أنك بتعامل عدي كعدو ليك مش إبنك ..
إبتسم قائلاٍ بلهجة يستمع لها يحيى لأول مرة فأرتباه الذهول _أنك تواجه شخص بنفس مستوى ذكائك شيء ممتع يا يحيى وعدي خصم مش سهل ..
ثم تناول العصير بتلذذ قائلاٍ بجدية لا تحتمل نقاش _عدي الوحيد اللي يقدر يقوي علاقة الشباب ببعضهم بحيث يكونوا زينا وأفضل كمان ودا السبب اللي بيخليني أضغط عليه وبكل قوتي لأني واثق ومتأكد من النتيجة ...

إبتسم يحيى بأقتناع فقال بضحكة مسموعة_نسخة منك ..
وضع العصير على الكوماد بغضب مصنطع_هو أعند مني ..
تعالت ضحكاته قائلاٍ بصعوبة بالحديث _فى دي عندك حق ...
لمعت عيناه بخبث_وترويضه كان الأصعب ...
ثم إبتسم بمكر _هانت يا عدي ...
ولمعت نظراته بمجهول مخطط بحرافية بمعركة العند بين الشبل وأبيه ترى من سيتمكن من ربح هذة المعادلة الصعبة ؟! ...

فتحت عيناها بصعوبة، فوجدت ذاتها بمكانٍ غريب عنها، لم تكلف ذاتها عناء الأستطلاع عن مكانها فماذا ستخسر بعد ؟، أقترب منها الطبيب ببسمة صغيرة _حمدلله على السلامة ...
أكتفت ببسمة بسيطة تكاد ترسم بصعوبة،تركها وخرج على الفور فأنتبهت سارة لمن يجلس جوارها،أقترب منها أحمد قائلاٍ بهدوء_أحسن دلوقتي ؟ ..
أشارت إليه بضعف لتكمل رحلة ألمها بالدموع التي لا تتوقف، قرب المقعد منها قائلاٍ بثبات_ فى أيه ؟ ..
رفعت عيناها بتثاقل فكأن الحياة تخلت عنها لتهمس بضعف _أنا نهيت حياتي بأيدي يا أحمد،أنا أخترت هلاكي بأيدي أخر حاجة توقعاتها أنه يطلع حيوان ويصورني وأنا أ...

لم تقدر على نطق باقي كلماتها فأغلقت عيناها تبتلعها بألم يكاد يشرخ صدرها،تلون وجهه بحمرة الغضب،نعم ليس لديه شقيقة ولكن بنات أعمامه كانوا كذلك بالنسبة له،فأي رجلاٍ قد يهدأ وهو يستمع لما تقول؟! ...
نهض عن مقعده قائلاٍ بصوتٍ جمهوري _ أسمه أيه الحيوان دا ؟ ..
تطلعت له بأرتباك فقال بغضب _سألتك جاوبيني ! ..
أخبرته كل شيء بأستسلام فأشار لها بثبات_فتح على نفسه أبواب جهنم ..
ثم قال بهدوء_ يلا عشان أوصلك ...

نهضت دون جدل أو رجاء بأن يعفو عنه فهو يستحق الموت على ما فعله بها، لحقت بأحمد للخارج فتوقفت جواره بأستغراب من توقفه عن التقدم..
على مسافة قريبة منهما تطلعت نور لأحمد بأستغراب من رؤيته يصطحب فتاة تراها لأول مرة ولكن السؤال الأهم ماذا يفعل بها بقسم الحوامل ؟! ...
صعق ياسين حينما رأهم فقال بأرتباك _يلا يا نور ..
أستدارت إليه بأستغراب _هو أحمد بيعمل أيه هنا ؟ ...ومين اللي معاه دي؟! ..
بدت علامات التوتر تكتسح معالم وجهه فقال ببسمة مصطنعة _دي زوجة صديقه المتوفي مالهاش حد وأحمد بيهتم بيها ...
بدى الحزن على ملامح وجهها فقالت بشفقة _لا حولة ولا قوة الا بالله ربنا يصبرها يارب ..
أشار لها بأرتباك _يارب، يلا بقى عشان عمر كلمني وقالي أنه وصل بره ..
أشارت إليه بتفهم ثم أتبعته للخارج،أما أحمد فخرج بها على الفور ...

بمكانٍ منعزل عن المشفر ...
تطلعوا له الجميع بأهتمام فأسترسل حديثه
_عايز خبر موتي ينتشر بكل الصحف والمجلات لازم الكل يعرف أن ياسين الجارحي أنتهى فاهمني يا عز ؟ ..
أشار إليه والغضب يترفرف بداخله ولكنه مجبر على تنفيذ ما يطلبه،أما حمزة فتمتم بغضب _مش راجع الا لما نموت يا أما بالصدمة يا أما من الخوف منه ..
كبت أدهم ضحكاته بصعوبة _فى دي عندك حق ...الخوف كله على آية ويارا ربنا يستر ...
أشار له بتأييد فغادورا جميعاً لتنفيذ مخططه ...

بالقصر ...
كانت تراتب ملابسها بالخزانة فتخشبت أصابعها حينما على التلفاز الذي تشاهده بصوت المذيعة قائلة بحزن .
أنتشر خبر وفأة رجل الأعمال المشهور ياسين الجارحي على مواقع التواصل الأجتماعي وقد تسربت إلينا معلومات بأنه كان يخضع لجراحة صعبة للغاية فتوفي على أثرها ...
لوهلة شعرت بأنها بسراب ...لوهلة شعرت بأن ما تستمع إليه مجرد كذبة لعينة، أقتربت من التلفاز وعقلها يرفض التصديق،عيناها تكاد تنغرق بالدماء، إلي أن تم عرض صورته ليؤكد الخبر، تراجعت للخلف برجفة تستحوذ على جسدها دون توقف لتردد بهمساً مريب _ لأ ...
لأ ...
ثم صاحت بصوتٍ مرتفع للغاية وهى تحطم شاشة التلفاز بالمزهرية _لاااااااااا ...كدب ...لااااا ...

بالأسفل ...
علم الشباب بأنه على قيد الحياة ولكنهم كانوا مجبرين على تنفيذ خطته،كبت عدي غضبه الجامح فحبذ الصمت على الحديث، أستند يحيى على ذراعى رائد ومعتز بعد أن قرر الخروج من المشفى لمتابعة علاجه بالقصر رغم رفض الأطباء ذلك ولكنه فعل ما يريد ...
أجتمعوا جميعاً بالأسفل فأستمعوا لصوت صرخات آية المزلزل فأسرعوا للأعلى على الفور،حتى يحيى ولج للمصعد بمعاونة جاسم ...

بالاعلي ...
أسرعت دينا إليها والبكاء مكتسح ملامحها فقالت ببكاء وخى تشير على التلفاز المحطم _أيه اللي بيقولوه دا ؟! ..
صمت الجميع وتبادلوا النظرات فيما بينما فاذدردت ريقها الجاف بصعوبة _الكلام دا كدب صح ؟ ..
لم يجيبها أحداً فصرخت بقوة وصوتٍ كالسهام:_لااا مستحيل أنتوا بتكدبوا عليا ياسين مامتش ياسين عايش مستحيل يسيبني بالسهولة دي، ياسين الجارحي مش ضعيف للدرجادي ..

أقترب منها يحيي بصعوبة والتعب يتربع على قسمات وجهه:_لازم تكوني قوية يا آية ...
رمقته بنظرة مطولة لتقترب منه قائلة بأنكسار _عشان خاطري يا يحيى قولي الحقيقة وأنا أوعدك أني مش هتكلم بحاجة ياسين كويس صح ؟ ..
رفع عيناه لها بحزن جعلها تصرخ بجنون _لااااا لااااا ياسين مستحيل يسبني مستحيييييل ...
وسقطت أرضاً ليسرع إليها عدي قائلاٍ بصراخ:_أطلب الدكتور فوراً يا عمر ..
وحملها لفراشها فأسرع عمر ليلبي طلب أخيه على الفور،وضعها عدي على الفراش وظل لجوارها يقبل يدها بدمع لمع بعيناه ليردد بخفوت _محدش هيحس بيكِ غيري لكن متقلقيش يا حبيبتي مش هسمح أنك تعيشي اللي أنا عشته ..

ونهض بوجهاً متخشب ليسرع بخطاه للأسفل،حطم الباب بقدميه ليفزع رعد ويحيي بعدما هبطوا للأسفل ...تطلعوا له بصدمة ...
أقترب من المكتب قائلاٍ بغضب:_مش هشوف أمي بتضيع مني وأقف أتفرج عليها ..ياسين الجارحي لازم يظهر وفى أقرب وقت عشان الكل يعرف حدوده ويعرفوا كمان أنه لسه زي ماهو مفيش حاجة فى الدنيا تقدر تهزه ..
أسرع رعد للخارج يتفحص الطريق قائلاٍ بصوتٍ شبه مسموع _مش كدا يا عدي الله اللي أحنا بنعمله دا حماية للعيلة وتنفيذ لطلب أبوك وأنت أكتر واحد عارف مخالفة كلام ياسين الجارحي أيه ؟..
جذبه يحيي بثبات للمقعد:_أهدأ بس وخلينا نتكلم ..
أنصاع له عدي فجلس على المقعد يستمع له بينما بالأعلي،أقترب منها ليجلس جوارها،عيناه الملونة بلون الذهب تغمرها بنظراتٍ حاملة لهمسات العشق الخالد على مر الأعوام ...

رفع أطراف أصابعه يزيح تلك الدمعة على وجهها لينفذ وعده القاطع بأنه لجوارها على الدوام ...طوف وجهها بيديه بحنان ليهمس بخفوت:_ياسين الجارحي دايماً عند وعده يا آية ...
وقبل يدها بعشق ليهمس مجدداً بصوته العذب:_أنا جانبك على طول متقلقيش عليا لسه قوي زي مأنا ولسه بخاف عليكم أكتر من نفسي يا آية ..
لمعت عيناه بشرارة الأنتقام:_مش هسمح لحد يدمر العيلة دي حتى لو كان التمن أني أكون ميت بنظر الكل لحد ما أحط أيدي على رقبة كل حقير فكر بس مجرد تفكير بعيلة الجارحي ..

عادت ملامحه للثبات فأقترب منها ليطبع قبلة هامسة بالعشق على جبينها تاركاً لكلماته الملاذ الأخير:_دموعك دي نقطة ضعفي بأتمنى فى يوم أقدر أكسرها ..
إبتسم بخفوت حينما بدت ملامحها بالأسترخاء لشعورها به فوقف بطالته الطاغية لينسحب بهدوء قبل أن تفتح عيناها ...فتح باب الغرفة ليجد عدي أمامه،رمقه بنظرة مطولة فكاد الحديث ليرفع ياسين يديه بأشارة الصمت _هنتكلم بعدين خد بالك منها ومن أخواتك ..
وتركه وغادر ليلكم عدي الحائط بغضب لتحجر الكلمات حينما يقف أمامه ! ...
بدأت بأستعادة وعيها مرددة بهمس _ياسين ...ياسين ..

أفاق عدي على صوتها فهرع إليها قائلاٍ بهدوء وهو يقدم لها المياه _أشربي ..
دفشته بعيداً عنها بدموع _ياسين فين ؟
زفر بغضب مصطنع _تاني يا ماما! ..
صرخت بجنون _ياسين  مامتش ياسين كان هنا ريحة البرفنيوم بتاعه فى الأوضة أنتوا بتكدبوا عليا ياسين عايش وجانبي هنا ..
وتركته وحاولت بالنهوض لتسقط أرضاً،أسرع اليها عدي بحزن _مش صحيح أنا وبابا بنحط نفس البرفنيوم ..
صرخت به بغضب _مستحيل قلبي يكون غلطان أبعد ..
وتركته وحاولت الخروج من الغرفة لتجد عمر والطبيب أمامها ليسرعوا إليها فتغفو على المهدء القوي وأسمه يترنح بين همساتها ..ربما لا تعلم بأن معشوقها يقتل عشقٍ لأجلها حتى وأن كانت الأعوام تمر يزداد عشقها بشغف ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة