قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثاني بقلم آية محمد رفعت الفصل العاشر

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثاني جميع الفصول

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثاني بقلم آية محمد رفعت الفصل العاشر

تطلع له رعد بنظرات نارية... ثم أنقض عليه فصرخ به...
رعد بغصب:_وأنت مااالك بتتدخل فى حاجة متخصكش ليبييييه !
أدهم بصراااخ:_تصدق أنى غلطان... حسيت أنك بحاجة للحديث وتبادل النصايح
جذبه رعد بقوة قائلا بعصييه:_وأنا لو أحتجت نصايح هخدها من واحد ذيك يا حيوان...
أدهم بغضب:_لا دانا اتعديت حدودك وعايز الا يفوقك...
رعد بصدمة:_أدهم ..

تعجب أدهم من تخليه عن شجاعته فتطلع لما يتطلع إليه...فوقف لجواره بنفس قوة صدماته...
أقترب منهم عتمان وأحمد يتتابعه للداخل...
وزع عتمان الجارحي نظراته بينهم بصمتٍ قاتل... ثم خرج صوته لأحمد قائلا بجدية:_عجل جواز الأتنين دول يا أحمد...أنا جبت أخرى معاهم...
أحمد ببسمة مكبوته ؛_حاضر يا بابا الجواز هو العقاب المناسب...
أدهم ببسمة بلهاء بعد صعودهم_أحلى عقاب دا والا أيه...
تطلع له رعد بتذمر ثم توجه لغرفته مردداً بغضب:_غبي...
أدهم بتذمر:_هموت وأفهم دماغ المغرور دا بس مش مهم...
وصعد أدهم لغرفته هو الأخر...

بمنزل دينا
كانت تجلس على فراشها بدمع يأنس تلك الوحدة الجياشة...تذكر تلك الكلمات القاسية التى تركها تذكار لها...حتى أنه لم يبالى بها...
أعادت النظر فيما أرتكبته فحصدت نتيجة حاسمة أنها من أخطأت بالبداية...

مر الليل الكحيل بسلام على القلوب التى أذاقت بعد الراحة أخيراً وسطعت الشمس بنورها المتوهج لأستقبال يوماً جديد...
بقصر الجارحي...
وبالأخص بغرفة ياسين...
فتحت عيناها بخجل حينما وجدته يحتضنها... نعم لم تشعر بأمان بنومها مثلما شعرت بالأمس...رفعت عيناها تتأمل وجهه بتفحص... خصلات شعره المتمردة على عيناه بأحتراف...رموشه الكثيفة كأنها خلقت لتحمى تلك العينان المذهبة...
حاولت التملص من بين ذراعيه حينما فتح عيناه ليرمقها بتسلية...فخجلت بشدة...

تأملها ياسين بصمت ثم قال بتسلية عندما حاولت القيام كمن أرتكبت ذنباً كبيراً:_متخاقيش مش هقول لحد...
تطلعت له قليلاٍ ثم وقفت بتذمر على الفراش قائلة بغضب:_ما تقول هو أنا عملت أيه... الحق عليا عايزة الا فى بطنى يجى شبهك...
أنفجر ياسين ضاحكاً على طريقتها الطفولية فلم يستطيع كبت ضحكاته... لم تعى ما ترااااااه...كانت تراقب إبتساماته البسيطة بعشق جارف...أما الآن فهو يبتسم من قلبه...
أنحنت آية للفراش تتأمله بصمتٍ وسعادة... فقال من بين ضحكاته:_ومين قالك المعلومة الخطيرة دي...

آية بتذمر:_بتتريق سعاتك...
إبتسم قائلا بعيناه المذهبة:_أكيد مش معنى أن الأبن شكل الأب يبقى عشان والدته بتبص لأبوه...
قال كلماته الأخيرة وهو يحاول السيطرة على ضحكاته...
تركت الفراش ثم وقفت تتأمله بغضب ومشاكسة يرأه ياسين بها لأول مرة... فشعر بعودة نبضات قلبه لحوريته التى لم تعد تخشاااه...
آية بغضب:_مااشي يا ياسين أتريق براحتك مش عوت هبصلك خلاص غيرت رأيى هبص لبابا أو لدينا...
ثم أسترسلت الحديث قائلة بسعادة:_هروح بره ليبيه ما يارا هنا وشكلك برضو...
أستقام بجلسته على الفراش يتأملها وهى تتحدث مع نفسها...

كادت أن تترك مكانها ولكن يده كانت الأسرع لها...
جذبها لتجلس لجواره قائلا بخبث:_خلاص صدقتك... بصيلى بقا عشان أنا حابب إبنى يكون شبهى...
تطلعت له بسعادة فتلك الحمقاء لم تعلم خطة ياسين الجارحي...
رفعت عيناها لتتأمله ولكن بسمتها تلاشت وظلت العين تعافر للنظرات... فتلك العينان لم ترى لهم مثيل...
أزاحت عيناها بتوتر ثم اتجاهت للباب قائلة بأرتباك ؛_الظهر أذن وأنا لسه مصلتش غير الفجر... هدخل أتوضأ...
ورفعت يدها على مقبض الباب فأسرع ياسين إليها... حاصرها بين ذراعيه فشحب وجهها...

إبتسم بمكر ثم قال بنبرته الخبيثة:_لو بصيتى للعيون دي حياتك هتتلغبط يا قلبي... عشان كدا قولتلك بلاش...
آية بغضب:_أبعد عايزة أتوضأ قولتلك...
إبتسم ياسين ثم أقترب منها هامساً بصوتاً خافت:_أولا الظهر لسه مأذنش...
ثانياً دا باب الأوضة مش الحمام...
أبتعد عنها ليرى ملامح الصدمة تحتل وجهها... فوزعت نظراتها بين الباب وساعة الحائط بصدمة... ثم خرج صوتها بنبرته المرتفعة لتخفى خجلها:_وايه يعنى هصلى الضحى... عن أذنك...
وأسرعت بالركض للمرحاض ..وهى تسب وتلعن من أخبرها تلك المعلومة التى أفتكت بها... مع ياسين الجارحي...

بغرفة رعد
أفاق على صوت هاتفه... فرفعه بتذمر حينما لمح أسمها على الشاشة ..فقال ببرود:_نعم لسه فى حاجه حابه تقوليها...
صمتت قليلا ثم قالت بحزن من معاملته الجافة معه:_أنا كنت عايزة أعتذر منك
قاطعها رعد قائلا بحذم:_متشكر لكرم سعاتك...
وأغلق رعد الهاتف بوجهها... فكبت غضبها الجامح... بقوة كبيرة...

بغرفة عز
حاول أرتداء قميصه ولكن لم يستطع... فرفع هاتفه ليطلب أدهم فوجده لجواره قائلا بغضب:_مترنش حفظت...
إبتسم عز ورفع يده بغرور فتوجه أدهم بغضب يعاونه على أرتداء ملابسه ..ثم تعمد ملامسة الجرح ليصرخ بغضب...
أدهم بخبث:_ألف سلامه يا حبيبي... دانا حزين عليك بشكل...
عز بصدمة:_حزين ؟أنت !
أدهم بخداع:_أيواا أنا يا جدع فى أيه ؟!
أتجه عز للخروج قائلا بعدم تصديق:_يالا يا أدهم مش عليا الكلام دا
أتابعه أدهم للأسفل بتذمر لفشل خططه الدائمة...

بغرفة يحيى...
المرآة تنقل العشق المتيم للعينان... تتأمله بعشق عتيق...عيناه تجعلها كالمغيبة عن الواقع... يده تتلامس مع خصلات شعرها الحريري... تغمض عيناها تارة وتخطف نظرات له تارة...
أنهى يحيى ما بدئه بأتقان ثم توقف ينظر لها بأعجاب...
يحيى بعشق:_كدا أحلى...
ملك بصوت منخفض:_هكسر دراعى كل يوم عشان تعملى التسريحة دي...
هبط لمستوى المقعد قائلا بعشق:_يا سلام أسيب الدنيا كلها وأعملك الا أنتِ عايزاه..
ملك بشك:_يحيى الجارحي هيسيب شغله عشان تسريحة شعري...

تطلع لها بجدية:_أسيب الدنيا كلها عشان عيونك...
تلاقت العيون بلقاء طويل انهاه دلوف رعد ليطمئن عليها... فصدم حينما لمح ما بيد يحيى...
ألتقطته منه قائلا بصدمة:_أيه داااا
يحيى بغضب:_ذي ما حضرتك شايف
رعد بزهول وهو ينظر لملك:_هتعملوا فينا أيه تاااانى أتقوا الله
وتركهم رعد وخرج سريعاً قبل أن يفقد أعصابه... تتابعه يحيى بعيناه ثم قال بستغراب:_أتجنن والا أيه ؟!
ملك ببسمة مرحة:_لا دى دينا الا أثرت عليه
يحيى بمشاكسه:_بس تصدقى عنده حق أنتوا مش ناوين على خير أبداا
ملك بخجل:_على فكرة أنا طيبه
لوى فمه بعدم تصديق فبتسمت بسعادة...

بالأسفل
هبط عز مع أدهم... فصدموا عندما رأوا دخان كثيف متصاعد من ناحية المطبخ بصورة غير طبيعية... شعر عز بأختناق أنفاسه... فأسرع أدهم ليرى ماذا هناك ؟فأتبعه رعد
بالمطبخ
دلف رعد بصعوبة فى محاولة الرؤيا ولكنه لم يستطيع فشعر بأن هناك حريق بالداخل... لم يتحدث فوجد أدهم يسبقه بأن حمل مطفائة الحريق وأسرع للداخل...
أخذ يجوب المكان هنا وهناك فتوقف بأشارة من رعد حينما إستمع اصوت الأحمق...

حمزة:_الحقوووووونى
توجه أدهم سريعاً للمصابيح ثم شعلها لينصدم عندما يرى أمامه كتلة كبيرة من الفحم الأسود...
لم ينتظر للتأكيد فهرول سريعاً للخارج ..يصرخ بفزع...
أستدار رعد للصوت أدهم ولكنه تخشب محله هو الأخر...
هبط يحيى وياسين مسرعاً على صوت أدهم حتى عتمان وآية وملك ويارا...
أدهم بصراخ:_الحقووووونى شبح أسوووود بالمطبخ...
يحيى بسخرية:_شبح أسود بمطبخنا !

تطلع له ياسين بعين كاللهيب ثم قال بغضب:_أنت منزلنا عشان الهبل دااا ؟
عز بتعب:_كح كح كح شالووونى من الدخان دا همووت
ياسين لأدهم:_أنزل هاته
أدهم بخوف:_مستغنى عن روحى لااااا
عتمان بستغراب:_فى أيه ؟
أدهم بأرتجاف وشجاعة لأول مرة:_فى أشباح بقصرك يا عتمان يا جاررررحي
عتمان بسخرية:_يا راجل
أشار برأسه لتأكيد المعلومة الخطيرة...
رحاب بزعر:_يا حبيبي يا بنى
تمسكت آية بذراع ياسين بخووف شديد...

بعد برهة خرج رعد وبيده هذا الأحمق فصرخت يارا وتلبشت بذراع ياسين... أما ملك فحتضنت يحيى برعب...
أدهم بصراااخ:_شوفتواا قولتلكم شبح اسووود محدش صدق أوعوا
وركض أدهم لغرفته سريعاااا
عتمان بصدمة:_أيه دااا
حمزة بألم:_دا أنا يا جدو يا حبيبي
يحيى بصدمة:_حمزة أيه الا عمل فيك كدا ؟

حمزة بحزن شديد:_والله نديت لحد من الخدم يعملى أي لقمة أفطر بيها ملقتش حد فدخلت اعمل بيض بس معرفش أيه الا حصل كدا فجاءة لقيت الدنيا سودت...
تطلع يحيى لياسين فصعد عز بيارا قائلا بغضب:_لا تعليق
ياسين بغضب جامح:_شيل الواد دا من قدامى
وبالفعل هبط يحيى فجذبه من بين براثين رعد... ليصرخ بهم قائلا بغضب جامح:_أيه يا ظااااالمه هتعقبونى عشان جعان ودخلت اعمل فطار...
ملك بصدمة:_هو دا فطار يا حمزة أمال لو عشا كنت دمرت القصر كله !

ياسين:_متتكلميش معاه كتير دا حيوان وغبي
رعد بهدوء:_معاك حق يا ياسين دا هيتسبب فى ضيااع مستقبل العيلة من الخلف...
تركهم عتمان بغضب شديد قبل أن يقتلع عنقه...
فهبطوا جميعاُ وجلسوا على الأريكة المقابلة له...
هبط أدهم حاملا حقائبه وتوجه مسرعاً للخروج من هذا القصر الملعون كم لقبه... فتصنم محله حينما لمح هذا الشبح الملعون يصيح بأسمه...
تخشب محله ثم هرول للخارج مسرعاً ليصطدم بشيء ما جعله يتمدد أرضاً جثة هامدة...

صدم أدهم حينما رأه أمامه فتمدد أرضاً كالجثة الهامدة...
صعق رعد فركض سريعاً ليرى ماذا هناك؟!...
فتخشب محله هو الأخر...
حمزة بصدمة:_أيه دا؟! أحنا أتنين طب اااااذي ؟
دلف الحارس قائلا بصوتٍ ثابت:_أنا أحمد الحارس يا فندم
يحيى بستغراب:_أيه الا عمل فيك.كدا ؟!
الحارس:_سمعت صوت قوى جاي من مطبخ القصر فروحت اشوف فى أيه... فتفاجئت بأستاذ حمزة بالمطبخ والنتيجة أدام سعاتك...
شدد ياسين على شعره محاولة بالتحكم على أفعال هذا الأحمق الجنونية... بينما كبت يحيى ضحكاته...

بشركات الجارحي...
جلست تمنح الصبر لعيناها برؤياه فالدقائق تمر عليها كهد من الزمان... إستمعت لصوته فألتفت لتجده أمامها بطالته الفتاكة... أكمل رعد حديثه بالهاتف عن تعمد لتجاهلها... فدلف لمكتبه بعدم إكتثار بها... كانت سعيدة حينما أخبرها والدها بحديث أحمد الجارحي معه لتعجل الزفاف فحدد بعد ثلاثة أيام... ولكنها فقدت سعادتها حينما رأته يعاملها هكذا...
بمكتب رعد
عمل رعد على عدد مهول من الملفات... بعد غياب يوم كامل عاد ليتفاجئ بعمل يضاهيه أضعاف...

دلفت للداخل ثم وضعت كوب القهوة على المكتب بأنتظار مشاكسته المعتادة بينهم ولكنه تحل بالصمت القاتل الذي فتك بها... أقتربت منه بحزن ثم أغلقت الحاسوب قائلة بصوت مرتبك للغاية:_أنا كمان مش بحب حد يتجاهلنى...
كان يتطلع للفراغ... حتى أنهت حديثها فجذب الحاسوب وفتحه مجدداً...
وزعت دينا نظراتها بينه وبين الحاسوب بندهاش .. ثم قالت بدموع:_للدرجادي مش طايقنى...
لم يجيبها وأكمل عمله... فتراجعت للخلف بحزن دافين ودمع على هذا القلب المتحجر...

توجهت للخروج من الغرفة فوجدته يجذبها لأحضانه بقوة... لحظة شعرت بتوقف الزمان... تراقص نغمات قلبها على طرب نبضات عشقه...
أبعدها عنه بهدوء ثم أزاح دموعها بحنان تلتمسه من بين أطراف أنامله...
تطلعت له كالبلهاء ..لا تعلم أهذا القلب مغلف بالقسوة أم الحنان ؟!
رعد بحزن:_حاولت أتعامل ببرود بس دموعك دي كسرت قلبي...
تحاولت نظراتها لعتاب فتبسم قائلا بخبث:_وبعدين أنتِ أخده عنى فكرة الغرور فقولت أتعامل بيه معاكِ...

دينا بغضب:_دا مش غرور دا برود
تحاولت نظراته لشيء مريب فأسرعت بالحديث قائلة بتوتر:_بص هو أي كان هو حاجه وحشة
رعد ببسمة أنتصار:_بدءتى تخافى ودا شيء فى صالحك
دينا بعصبيه ؛_متبقاش مستفز
أقترب بوجهه منها لتغرق بجمال عيناه الرومادية قائلة بهمس:_بحب الاستفزاز معاكِ
تطلعت له بشرود ولم تفق الا على صوت الهاتف فأسرعت بالهروب من أمام عيناه ليبتسم بخفوت ويتوعد لها عن قريب...

بقصر الجارحي
وبالأخص بغرفة عز
كانت تجلس على الفراش بتعب شديد...جذب عز المياه وناولها لها قائلا بقلق ينهش قلبه:_يارا أنتِ كويسه ؟
يارا ببعض التعب:_متقلقش يا حبيبي دى دوخة بسيطة بس .
عز بخوف:_هطلبلك دكتور حالا
يارا بصراخ:_دكتور لييه أنا كويسة !
عز بجدية لا تحتمل نقاش:_هو الا هيحدد مش أنتِ
وبالفعل جذب الهاتف وطلب الطبيب...

بحديقة القصر
كانت تخطو بخطوات بطيئة خلفه... كأنها بحلم تأبى تصديقه
ألتفت لها ياسين بزهول لها... فوقف يتأملها مثلما تتأمله هى...
ياسين بخبث:_مش بتحلمى
ضحكت ببلاهة ثم قالت بسخرية:_هو بين عليا كدا ؟!
ياسين بثبات:_بين...
جذبها لتجلس لجواره على الأريكة... ولكنها جلست على الأعشاب بحرية...
وزع ياسين نظراته بين الحرس ثم هبط ليجلس جوارها...

ياسين ببسمة عشق:_عملتى فيا أيه يا آية ؟!
تطلعت له بخجل ثم جاهدت بأنتصار لتقترب منه، فرفعت يدها على صدره:_لمست قلبك وفوزت بيه
ياسين ببسمة ساحرة:_خلاص مبقتيش تخافى منى
آية بغضب:_فر فرق بين الخوف والخجل يا أخ
أنفجر ضاحكاً ثم أعتدل بجلسته قائلا بثبات مخادع:_ياسين الجارحي يتقاله أخ لا أنتِ أتعديتى حدودك...

قطعته قائلة بجدية:_أحكيلى عنك يا ياسين عايزة أعرف كل حاجه عنك مش الا الكل عارفها...
تطلع لها قليلا ثم أمامه بشرود قائلا بحزن:_الكل عارف ياسين الجارحي القوة والكبرياء محدش عارف أنى بالنهاية بشر...
رفع عيناها يتأمل عشقه الملون بعيناها ثم أسترسل حديثه:_كنت 10 سنين لما والدي توفى ممكن كانت ضربة صعبه بس الأصعب كانت أمى معاه بنفس الحادث ..حاولت أكون ضعيف بس معرفتش... أتعودت أكون سند لغيرى بس للأسف مكنش ليا سند... كنت بحاول أخلى يارا سعيدة بأى شكل من الاشكال حتى لو هرسم البسمة على وشى بالكذب...

عديت بفترات كتيرة كانت صعبة أوى... حاربت كتير أوى عشانها ونجحت بالأخر... وذي أي بشر سمحت لنفسى أحب ودى كانت غلطة كبيرة أوى حسبت نفسي عليها مليون مرة...
حياتى أكترها الجراح يا آية بس بعدى بوجود الكل جانبي أحنا هنا سند لبعض بس للأسف عرفناها متأخر...
حاولت التحدث فنجحت بعد محاولات قائلة بأرتباك:_طب لو مكنتش عرفت حقيقة روفان كنت هتفضل بتحبها لحد دلوقتى
صمت قليلا يدرس قسمات وجهها ثم تحدث بهدوء تام:_تعرفى يا آية سؤالك دا كان بيطردنى كتير وأجابته كانت غامضة اوى كنت بشوف بعيونك الأجابة...
آية بتعجب:_عيونى أنا!

رفع يديه يلامس وجهها فربما تشعر بشغف عشقه النابع من النبض المرصع بقلبه المعشوق...
فخرجت كلماته الشبيهة كالألماس:_عيونك غريبة أوى فيها بساطة وطفولة وطيبة وخجل حاجات كتيرة للاسف قليل ما تشوفيهم بالبنات...
آية بعدم فهم:_والمفروض تكون فيها أيه ؟!
أبعد يده عنها قائلا بمكر:_بنشوف نظرات وقحة
آية بصدمة:_أيه ؟
أكمل بخبث:_وأيه بنات جريئة جداا تخيلى البنت من دول تطلب أيدى للجواز
آية بغضب:_مييين ؟!
ابتسم بسمة هادئة ثم قال بجدية:_مش مهم يا آية المهم أنك تعرفى أن لقلبي ملكة واحدة بس
وقبل يدها فسحبتها على الفور بوجهاً متورد من الخجل...

بغرفة يارا
طلب الطبيب من الممرضة أن تجري ليارا بعض الفحوصات الطبية... فخرج خبر حملها لعز الغير واعى لحديث الطبيب فلمعت عيناه بسعادة تكفى لعالم بأكمله...
على عكس ملك فكان تذكار لها عما حدث...
جلست بغرفتها تنظر للأدوية التى تحرمها من كونها أم تحمل بجنين معشوقها بألم... فألقتهم أرضاً بغضب شديد... نعم ستخوض تلك المعركة للفوز بقطعة من معشوقها .. نعم تعلم أنها ستمر بالصعاب ولكنها ستفعل ما بوسعها للحفاظ عليه...

تركها ياسين بالحديقة وتوجه للمقر... فخطت خطواتها الشاردة بعشق الحفيد الأكبر لعتمان الجارحي... وقفت أمام هذا المنزل الصغير الخاص بتالين... فدلفت للداخل...
شعرت بسعادة تغمرها حينما وجدت تلك الفتاة التى أرتكبت الكثير والكثير تجلس وترتل القرآن الكريم بصوتاً يفوقها خشوع وجمالاٍ نعم هى مجرد فتاة بسيطة لم توصف بملاك ترتكب الأخطاء وتطلب العفو والسماح من الغفور الرحيم...
دلفت للداخل فجلست لجوارها تستمع صوتها الممزوج بدموع الندم بدمع يلمع بأحتراف اختراق الكلمات قلبها...
أنهت تالين قرءتها ووضعت المصحف لجوارها... فتعجبت كثيراً حينما وجدت آية لجوارها...

آية بخجل:_أنا أسفة على دخولى كدا بس شوفت الباب مفتوح وسمعت صوتك الا شجعنى على الدخول بجد ما شاء الله عليكِ...
تأملتها تالين بستغراب ثم قالت بتعجب:_صوتى حلو !
آية بتأييد:_جدااا والله بجد جميل ربنا يحفظك يارب ..
تالين بفرحة:_مرسي يا آية بجد بس كان فى حاجة كدا حابه أخد رأيك فيها
آية بأنصات:_أكيد لو أعرف أفيدك مش هتأخر
إستمعت لها جيداً ثم قالت:_ مدة النفاس بعد الاجهاض حوالى اسبوع أو أقل على حسب توقف الحيض...

تالين بأرتياح:_طب الحمد لله انا كنت خايفه اوى
آية ببسمة جميلة:_طب علمينى بقا أذي بتقرئي القرآن بالتشكيل الصراحه نفسي اقرء بالتشكيل بس مش بعرف
تالين بفرحة:_بس كدا عيونى
وجلست آية تتعلم منها كيفية التجويد...نعم تلك الفتاة كانت سوء ولكنها الآن عرفت كيف الطريق لله... ألم تمنحها الحياة فرصة للعيش بكرامة وهناء ؟!

بغرفة يارا
سعادة وحزن يحاربها... سعادتها بثمرة عشقها من عشقها الطفولي... وتعاسة لأجل ملك وجرحها... نعم ليس من طباع ملك الغيرة ولكن الحياة تضعنا بأختبارات قاسية... قد تميل للقشل تارة وللأنكسار تارات أخري...
دلف عز والفرحة تزين رومادية عيناه بجمال... فقترب منها قائلا بسعادة:_ألف مبروووك حبيبتى
يارا بأبتسامة هادئة:_الله يبارك فيك يا عز
جلس لجوارها بقلق وخوف لرؤية الحزن يقسم وجهها
:_المفروض تكونى فرحانه! ..
يارا بدمع يلمع بعيناها:_أنا فرحانه جدا يا عز بس زعلانه عشان ملك ..

احتضنها عز بتفاهم فهو يكن ركن بقلبه لأخيه...
يارا ببكاء:_أنا حاسه بيها...
عز بحزن هو الاخر:_ربنا مش بيدى للأنسان كل حاجة يا يارا ..لأزم يكون فى نقص عشان يسجد ويدعى لربه... وأكيد مش بنهون عليه رحمته كبيرة وعطائه أكبر..
أمسحى دموعك دي مش عايز أشوفها تانى... أدعيلها وأكيد ربنا هيستجاب ليكِ...
يارا بسعادة:_اكيد هدعيلها ملك دي اختى
عز بخبث:_طب وأنا
تأملته بخبث ثم قالت بمكر:_ما بلاش أصل تطردنى من الاوضة ذي أمبارح...

إبتسم إبتسامته الساحرة ثم قال بعشق:_لا مينفعش اطرد بنتى بره
يارا بستغراب:_بنتك مييين ؟!
تطلع لبطنها بفرحة ثم أكمل بسعادة وحلم:_مروج
يارا بغيرة:_اشمعنا الأسم داا
عز بسخرية:_واحدة كنت بحبها قبل كدا بطلى جنان الله...
أكملت بستغراب:_طب ليه خمنت أنها بنوته
عز بعشق:_لأنى نفسي فى بنت تشبهك يا يارا
خجلت كثيراً من نظراته الفتاكة فوضعت عيناها أرضاً بين احضانه...

أتفق عتمان الجارحي على زفاف رعد وأدهم فتكفل كل شيء... حتى يكون يوماً مميز للغاية ..ليس زفاف أحفاده ولكن أجتماعهم من جديد...
بمنزل شذا
كانت حزينة للغاية لتفكيرها بأن أدهم لم يهتم بها طوال الفترة الماضية... ولكنها صدمت حينما أستمعت لما مرء به...
شذا بصدمة:_كل دا يا أدهم وأنا معرفش ؟
أدهم ببسمة مزيفة:_محبتش اشغلك معيا يا شذا
شذا بصدمة:_تشغلنى معاك ؟!
أمال أنا ليه كل حاجة بشاركها معاااك ؟!

أخفض عيناه ثم رفعه بحزن:_كنتِ عايزانى أقولك عن أبويا ولا عن أخ عايز يقتل أخوه أنا كنت بوقت صعب اوي يا شذا أيوا كنت بضحك وبهزر بس من جوايا متحطم ..كل الا كان بيحصل حواليا كان بالنسبالي حلم بتمنى يخلص وميرجعاش أبداا..
أسرعت شذا بالجلوس لجواره ثم رفعت يدها على يديه الموضوعة على المقعد بتوتر...
رفع عيناه ينظر لها بعشق فقال بصوت صادق بعدما أحتضن يدها بين يده:_خلاص هتكونى معيا على طول وهتشركينى كل حاجة بس الجنان الا عندى لااا
انفجرت ضاحكة ثم قالت من وسط ضحكاتها:_قصدك الاشباح ولا روما هههههه.

أدهم بغضب:_هو لحق يوصلك ماااشي والله لأوريه
شذا بسخرية:_الا يسمعك ويسمعه ما يصدقش
جذب مفاتيح السيارة ثم توجه للخروج وهو يتوعد لهذا الاحمق بالهلاك

بغرفة ملك
سكبت الأدوية أرضاً ثم تناولتها والقت بها بالسلة قبل دلوفه..
لأحظ يحيى أرتباكها ولكن لم يصل حبل أفكاره بأنها ستستغل تحذيره لها المسبق بعدم استغلال نقاط ضعفه لا تعلم بأنها حكمت عليه بأنين سيدوم طويلا فهل ستصمد رحلة عشقهم أمام المجهول ؟!
هل سيقدمها عروس للموت أم سيخلصها من فلذة كبدها بيده ؟!
اختبار صعب ليحيى سيضعه به المجهول مجدداً فهل سيصمد أم سيضع له حد ؟!
ما المخبئ لحمزة ؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة