قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثاني بقلم آية محمد رفعت الفصل الخامس عشر والأخير

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثاني جميع الفصول

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثاني بقلم آية محمد رفعت الفصل الخامس عشر والأخير

دموع تهبط من عيناها بخفوت، تأبى فتحها حتى لا تنصدم بالواقع الأليم واقع مختوم بقتل جنينها والأصعب بيد معشوقها...
إستمعت لصوته يحثها على النهوض... يتوسل لها بفتح عيناها...أبت أن تتقابل عيناها معه فتبدأ شرارت الكره بعدما كانت عشق ووجدان...
رأى دموعها فعلم أنها أستعادت وعيها ولكن ترفض النهوض...
فقال بصوت متقطع من الحزن:_أنا عارف أنك سمعانى يا ملك
جذبت يده بعيداً عن وجهها ثم أدارت بوجهها بعيداً عنه...

جذبها يحيى لتقابل عينه فبكت بصوتٍ شاحب على أثر راحة المخدر لم تتمكن من التحكم بزمام أمورها ..
يحيى بصراخ:_ كفايا بقا يا ملك أنتِ كويسة محدش عملك حاجه...
رفعت عيناها له بتوسل ليخبرها الصدق فوجدته يتوج عيناه فزفرت براحة وأرتمت بأحضانه...
أحتضنها يحيى وبداخله صراع لما أرتكبه ولكنه لم يتمكن من أرتكاب تلك الجريمة البشعة... يتألم بصمت مما تفعله به... كعادتها تفعل عكس ما يريده أخبرها من قبل أنه يكره الضعف وتضعه كالعادة بموجهة معه...

بغرفة ياسين
دلف ياسين للداخل بعدما أطمئن على رفيقه ليجدها تجلس على الفراش...
أقترب منها فتهربت من نظراته فعلم أنها مازالت غاضبة منه...
ياسين بهدوء:_مقصدتش أعلى صوتى عليكِ
إبتسمت قائلة:_عارفه أنا الا غلطت أسفة
إبتسم ياسين ثم جذبها لأحضانه فقالت بسعادة:_أنا فرحانه أوى أن يحيى رجع فى قراره ..

شدد من أحتضانها قائلا بمكر:_يحيى ميعملش كدا
تبعدت عنه تتأمل ملامحه الغامضة ثم قالت بستغراب:_يعنى أنت كنت عارف أنه مش هيعملها حاجة .
توجه لخزانته ثم أبدل ثيابه قائلا بخبث:_كنت عارف أنه مش هيقدر يعمل كدا
علمت الآن ما سر هدوئه فياسين الجارحي مازال غامض للجميع حتى هى...
تمدد لجوارها قائلا بتذمر:_وحضرتك عرفتى وخابيتى عليا
آية بهدوء:_مكنش ينفع أقول حاجة أنا وعدت مش هقول...

رفع يديه يحتضن وجهها قائلا بتفهم:_وأنا مكنتش هحب كدا
تاهت بسحر عيناه حينما تطلع لها فأقسمت أنها على وشك الهلاك...

بغرفة تالين
رفعت هاتفها لتجده هو فأبتسمت وهى تردد أسمه بخفوت...
حمزة ببسمة كبيرة:_مساء الخير
تالين بخجل:_مساء النور
حمزة بسعادة:_أنا حبيت أسمع صوتك قبل ما أنام وبالمرة أقولك بكرا كتب كتابنا هنعمل فرح صغير كدا ياسين قالى أننا نكتب كتب الكتاب وبعد اما أخلص الجامعه نتجوز بس أنا رفضت وقررت نعمل الفرح وكتب الكتاب بيوم واحد...
صمتت قليلا تخفى سعادتها البادية ثم قالت بخجل:_الا أنت شايفه صح أعمله
ارتسم على وجهه إبتسامة حالمه فأكمل حديثه قائلا بعشق:_أنا مش شايف غيرك
خجلت تالين فأسرعت بغلق الهاتف بتعجب لتسارع خفقان هذا القلب المميت كما كانت تعتقد ..

مرء الليل المغطى بالحزن بسواده الكحيل وسطح نهار يوماً جديد
بغرفة يحيى
لم يذق طعم النوم فقضى ليله بالتفكير هل سيمنح الحب لهذا الطفل أن تسبب بقتل معشوقته ؟!
لم يحتمل التفكير بالامر فترك الغرفة بأكملها وهبط للأسفل...

بالأسفل
وقع عتمان على الأوراق التى بحوزة أحمد وجلس يتناقش معه بعض الأمور الهامة ..فتفاجئ بيحيى يتجه للخارج بملامح لا تنذر بالخير...
عتمان:_يحيى
أستدار يحيى ليجد عتمان بالأسفل فتوجه إليه ليعلم ماذا هناك؟
عتمان بملامح جادة:_خارج ؟!
صمت قليلا يبحث عن إجابة لسؤاله ولكن لم يمتلكها فأكمل عتمان حديثه قائلا بجدية:_سبنا شوية يا أحمد
تفهم أحمد ما يريده والده فخرج تاركاً لهم المجال...
تطلع له قائلا ويده تشير على المقعد:_أقعد يا يحيى
جلس يحيى على مقربة منه لمعرفة ماذا يريد ؟

تنهد عتمان ثم خرج صوته المعتاد على الصرامة بحنان لأول مرة قائلا بحزن:_أنا حاسس بيك يا يحيى بس لو فضلت تفكر بالطريقة دي هتتعب
يحيى بألم ؛_لازم أتعود عليه لأنه هيكون جزء كبير من حياتى
قاطعه قائلا بحذم:_ليه تدى لنفسك أحباط
يا يحيى سيب كل حاجه لوقتها بلاش تفكر بالشر قبل وقوعه عيش حياتك وسيب كل حاجه لوقتها متعلمش بكرا فيه أيه ..
زفر قائلا بيأس:_ يعنى حضرتك عايز منى ايه ؟
عتمان بثبات:_تنسى خالص كلام الدكتور دا وتعيش حياتك الطبيعيه
يحيى بسخرية ؛_الا هى !

عتمان بهدوء:_أنك هتبقى أب
شعر عتمان بأن حفيده بحاجة إلى الضعف فيحيى الوحيد الموضوع أمام التيارات القارصة...
خرج صوت آلآمه المكبوته قائلا بحزن:_أب !
أنا مش عايز أظلم الطفل دا معيا يا جدو مش هقدر أقدمله حاجه غير الكره لو جرالها حاجة ..
أنتقل عتمان ليجلس لجواره قائلا بعتاب:_ليه بتقول كدا يا يحيى ملك هتكون كويسة صدقنى
رفع عيناه يتأمله بصمت وبداخله حزن مكبوت من معرفة الأجابة لسؤاله الأليم ..
فأحتضنه عتمان بحزن على حاله...

مرء اليوم بزفاف حمزة المختلف عن الجميع... فأمتلأت الأجواء بالمرح والسعادة...
جلس الجميع بالقاعة بعد أن تم عقد القران...
حمزة بسعادة وغرور بعد أن وضع قدماً فوق الأخري بكبرياء:_أسمعوا بقا أنا بقيت متجوز ذيى ذيكم يعنى مفيش فرق بينا دلوقتى
أدهم بسخرية:_لا والله باين عليك عايز تتأدب
عز بخبث:_بين كدا وأنا هساعدك يا أدهم
حمزة بصراخ:_لاااا خلاص أتادبت
عز:_ايوا كدا تعجبنى.

يارا:_هههههههه حرام والله ههههههه
دينا بسخرية:_سيب الراجل يخد راحته دا النهاردة ليلة العمر
حمزة بغضب:_متشكرين لرأيك ياختى
رعد بنبرة مميته:_أعدل كلامك معاها أحسنلك
تطلع له بتأفف قائلا بسخرية:_أه كل واحده هتتحمى فى البعل بتاعها
ترك ياسين الهاتف حينما تمسكت آية بيده بقوة جعلته يشعر بألمها ..
ياسين بقلق:_مالك ؟

آية بألم:_مش عارفه اااه
أسرعت دينا إليها بزعر حتى شذا ويارا
صرخت بقوة وآلم جعلت قلبه ينشق لشطرين .
يارا بخوف:_لازم نطلب الدكتورة
حملها ياسين لسيارته سريعاً فلن يتمكن من الانتظار ..لحقه يحيى والجميع للمشفى...
كان قلق ياسين عليها يفوق الحد لأنها مازالت بالشهر السابع...
أخبرته الطبيبة أنها ستكون على ما يرام...
وبالفعل ما هى الا دقائق معدودة وخرجت بالأطفال...

تطلع لهم ياسين بسعادة فحمل رعد الصغير من يدها وحمل حمزة الطفل الأخر...
تطلع لهم ياسين بسعادة يشعر بها لأول مرة ولكن عليه الأطمئنان على حوريته أولا...
دلف ياسين للغرفة فوجدها تعتلى الفراش بتعب شديد بعدما أستعادت وعيها ..
أقترب ليجلس على مقربة منها محتضن يدها بين يديه بعشق
إبتسمت بخفوت قائلة بصوت متقطع من التعب:_جبت أيه ؟

قبل يدها بعشق جارف ثم قال وعيناه محفورة بالسعادى:_عدى وعمر
آية بفرحة:_أسماء حلوه أوى
قبل رأسها قائلا بهمس:_مفيش أحلى منك حبيبتى
دلف حمزة قائلا بمرح:_مش لقيه الا يوم فرحى وتوليدي فيه
تالين بفرحة:_حمد لله على سلامتك يا حبيبتي
آية بخفوت:_الله يسلمك
دينا بغضب:_يا رعد هاته شوية الله
رعد بسعادة:_طب سبهولى شوية
عز:_لا انت ولا هى هات.

وحمله عز بسعادة ثم قال بزهول:_دا عدى ولا عمر
أدهم بصدمة:_الاتنين شكل بعض جدا
شذا:_خلاص نعلمهم بأي حاجه
يارا:_ههههههه طب والله فكرة
اقتربت ملك من آية قائلة بقلق:_أنتِ كويسة يا آية
أشارت لها ببسمة هادئة ذادت حينما رأتها ترتدي الحجاب...
ملك:_حلو عليا
آية بتأكيد:_ما شاء الله جميلة ربنا يحفظك يارب
إبتسمت ملك ثم حملت الصغير من حمزة لترتسم بسمة حماس لرؤية صغيرها ..

دلف محمد وصفاء بعدما علموا من رعد بما حدث فأسرعت صفاء لأبنتها قائلة بخوف:_طمنينى عليكى يا حبيبتي
آية بفرحة لوجودهم لجوارها:_الحمد لله يا ماما
محمد لياسين:_مبارك ما جالك يابنى
ياسين ببسمة هادئة:_تسلم يا عمى
وناوله الصغير ليحمله محمد بفرحة كبيرة وأخذ يردد الآذان بأذنيه بسعادة
الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا إله الا الله
أشهد أن محمداً رسول الله
حى على الصلاة حى على الصلاة
حى على الفلاح حي على الفلاح
الله أكبر الله أكبر
لا إله الا الله
أسترخى الصغير بين يديه فحمل الأخر وردد مرة أخرى ما فعله...

شهد قصر الجارحي فرحة وسعادة بالتؤام الصغير لياسين وبالأخص عتمان كانت سعادته لا توصف بهم... حتى رحاب كانت تعتنى بهم جيداً...
كان للجميع حظ بالسعادة بعد معرفتهم بحمل دينا وشذا حتى عز كان يتراقب ولادة يارا ليرى صغيرته... على عكس يحيى فكان قلبه يحطم كلما تمر الأيام ويزداد حجم الجنين ..كان يشعر بالخوف من أقتراب هذا اليوم المعهود عليه بالفراق...

مرت الأيام بالفرحة والعشق المتوج لهم وحان لقاء عز بصغيرته...
كان الليل بسواده الكحيل
بغرفة يارا
شعرت بألم لم تعد تحتمله فصرخت بعز::
يارا بصراخ:_عز
عز
فتح عيناه قائلا بنوم:_أيوا يا حبيبتي
يارا بألم:_ألحقنى
عز بقلق:_مااالك
يارا بصراخ:_مش عارفه بينى بولد ااااه
وقف على الفراش بتوتر شديد فقال بأرتباك:_بتولدي طب أعمل أيه ؟

يارا بصرااااخ:_اااه هموووت
عز بأرتباك:_طب أهدى اااه هو ياسين
أخرج عز هاتفه برقم ياسين

بغرفة ياسين
كانت غافلة بين ذراعيه حينما إستمع لصوت هاتفه... رفع يديه بنتكاسل قائلا بنوم:_ أيوا
عز:_ياسين أذيك
أجابه بغضب:_نعم متصل بيا بالوقت دا عشان كدا !
صدح صوت صراخها بالهاتف فقال بقلق:_مالها يارا ؟
عز:_ولا حاجة بتولد
ياسين بفزع:_أييييه وعمال ترغى يا حيوان
عز بغضب:_براحة يا عم هو أنا كنت أتجوزت قبل كدا عشان أعرف الله
أسرع ياسين للخزانه قائلا بغضب:_هاتها وأنزل أخلص
عز بتأفف:_حااضر
وأغلق عز الهاتف ثم توجه لها سريعاً حملها بين ذرعيه لتصرخ قائلة بألم:_هموت يا عز.

عز بحزن:_متخافيش يا قلب عز ياريت أعرف أعملك حاجه بس للأسف معنديش خبرة بالمواضيع دي فهسمع كلام ياسين وأمري لله...
وبالفعل حملها عز للأسفل ليجد ياسين ويحيى بأنتظاره ..
آية بخوف:_براحة عليها...
وضعها عز بحذر لتبكى بقوة من شدة الألم فحاولت آية تهدئتها ولكنها لم تستطيع...
صارعت يارا كثيراً ثم أستراحت قليلا حينما خرجت تلك الصغيرة للحياة كما توقعها عز...

حملها عز بين ذراعيه بسعادة فأخذ يقص لها عما بقلبه تحت نظرات زهول من الجميع حتى رعد جذبها بسخرية من بين يديه:_أنت أتجننت هى فاهمه حاجه
حمزة بصدمة:_الله عليكِ الرجل اتخبل يا جدوعان
ثم استدار قائلا لتالين:_أنا غيرت رأئي رجعى الواد دا مش عايزه
تالين بزهول:_واد مين ؟
حمزة:_لا متخديش فى بالك
عز بغضب:_وأنت مالك بنتى وأنا حر معاها
حمزة بسخرية:_براحة علينا يا خويا مانت هتربي وتتعلق بيها ويجى واحد ويلم وساعتها أبقى سلملى على بنتى هههههههههه.

أدهم لرعد:_شيل الحيوان دا من هناااااا كل ما أنسى النقطة دي يفكرنى بيها...
حمزة بشماته:_ههههه وأنت كمان لما شذا تولد هلقيك شايل البت وبتحكيلها تاريخ حياتك هههههه
رعد "_عارف يا حمزة لو مخفتش من وشي أنا هعمل فيك ايه
إبتلع ريقه بزعر ثم قال بخوف:_سلام عليكم أنا حد عايز منى حاجه
يحيى:_هنعوز منك انت ليه ؟!
حمزة بغضب:_ماشي يا ابو عزة بكرا نشوف
يحيى بغضب جامح:_غور من وشي
وبالفعل هرول حمزة للقصر سريعاً...

عادت يارا للقصر بعد مشقة ساعات قضتها بصعوبة... فحملها ياسين للأعلى وصعد عز بمروج .وضعها ياسين على الفراش وجلس لجوارها قائلا بقلق:_ أحسن دلوقتى ؟
إبتسمت بسعادة لأخيها الحنون عليها ثم قالت بخفوت:_ الحمد لله
قبلها ياسين قائلا بسعادة:_تستهل الحمد يا حبيبتى هسيبك تستريحى شوية وأروح أشوف القرود
انفجرت ضاحكة ثم قالت ؛_هما لحقوا دول لسه 5 شهور
ياسين بثبات:_متقلقيش أخوكى قداها بيخلع فى أوضه المكتب
لم تستطع كبت ضحكاتها فكتفى ببسمة هادئة وتوجه لغرفته
أما هى فأستدارت بوجهها تتأمل سعادة عز بالصغيرة ..

فقالت بمشاكسه حينما تصنعت الحزن:_كنت عارفه أنك هتحبها أكتر منى
وضعها عز بالفراش وتوجه لها سريعاً قائلا بلهفة:_أبداً يا قلبي أنا لو بحبها فعشان جزء منك وبعدين هنبتديها غيرة من أولها
إبتسمت بعشق ثم قالت بخجل:_بحبك يا عز
كاد أن يحتضنها ولكن تعال بكاء الصغيرة فتطلع لها بخوف من القادم ..

بغرفة يحيى
دلفت للداخل لتجده يجلس بغرفة مكتبه فأقتربت منه بدلال قائلة بعشق وهى تمسد على بطنها المنتفخه بعض الشيء:_تفتكر يا يحيى أنا هجيب بنوته ولا ولد
أخفى نظرات غضبه قائلا بعدم مبالة:_معرفش يا ملك أكيد الا ربنا عايزه
تقربت منه مرة أخرى قائلة بأمل لعله يهتم بالحديث على طفله:_طب مش هتيجى معيا عشان نختار حاجات الأوضة
زفر بعصبية شديد ثم قال بغضبه الفتاك:_خلاص بقا يا ملك عايزة تنزلى تشتري أنزلى أنا مش فاضى للكلام دا
وتركها يحيى وتوجه للخروج ولكنه توقف على باب الغرفة يشدد على خصلات شعره الغزير بغضب وحزن حينما استمع لصوت بكائها...
دلف للداخل ليجدها تجلس على مقعده محتضنها وجهها بيدها وتبكى بألم ..

رفع وجهها لتقابل عيناه فأنحنى لها قائلا بحزن:_أنا أسف يا حبيبتى بس مش هعرف أشاركك فرحتك وأنا حاسس أنك بتتدمري
ملك ببكاء:_عشان خاطري يا يحيى بلاش تفكر بالطريقة دي أنا هعيش وهشوف ابنى بيكبر قدام عينى
أحتضنها بين احضانه لعلها تستكين بداخله وبالفعل بدءت تهدء شيئاً فشيء

مرت الأيام بسعادة ومشاكسة عز لحوريته الصغيرة وأتت اللحظة الحاسمة التى ستحدد مصير ملك...
دلف يحيى لغرفته بعدما قضى اليوم بالعمل ..دلف للداخل بتعب شديد أزداد حينما رأها تعتلى الأرض كالجثة الهامده هرع إليها يحيى فلم تستجيب له فحملها سريعاً للمشفى وقلبه يكاد يتوقف...
ما أن رأتها الطبيبة حتى أمرت الممرضات بأعداد غرفة العمليات...
حُملت ملك على السرير المتحرك فأوقفها يحيى والدمع يلمع بعيناه تأملها كثيراً بقلب مرتجف يخشى الفراق...
صرخت به الممرضة فالوقت يدهمهم فأسرع ياسين بالتدخل على الفور ..

توجه يحيى للطبيبة قائلا بصوتٍ محطم:_حياة ملك عندى أهم من الطفل يا دكتورة
كانت رسالة واضحة لها فرفعت يدها على كتفيه قائلة بتفهم:_هعمل الا ربنا يقدرنى عليه يا استاذ يحيى
وتركته ودلفت للعمليات سريعاً فقترب ياسين منه قائلا بثقة:_ان شاء الله هتبقى كويسة يا يحيى
تطلع له يحيى بصمت كأنه لم يصدق حديثه...
جلس الجميع بأهمال وخوف من القادم وبالأخص رعد وأحمد...

طالت المدة ومازالت تعافر بالداخل ويقتل هو بالخارج حتى خرجت الممرضة ومعها نتيجة هذا الأختبار المميت...
طفل جميل الملامح يشبه يحيى كثيراً ..حمله أحمد بسعادة وكذلك رعد أما ياسين فعلم أن ملك مازالت بعداد الخطر ..
استدار يحيى بوجهه بعيداً عن الصغير حتى لا يفتعل شيئاً ما فهو الآن غير واعى لدنياه ينازع معها للحياة...

بعد قليل
خرجت الطبيبة من الخارج فأسرع يحيى إليها بخطى مؤلمة وعين تتوسل للراحة فأخبرته بسعادة أنها تعدت الخطر بأعجاز وستنقل لغرفتها بعد قليل...
عاد نبضه مجدداً للحياة فرسمت البسمة على وجهه بسعادة بعدما ضلت بالشقاء...
تعالت ضحكات الفتيات بسعادة لها... فدلفوا لغرفتها للأطمئنان عليها...

احنتضنتها آية بسعادة وظلوا لجوارها حتى دلف هذا المشاكس قائلا بمرح:_كفايا ولدااات ابوس ايدكم عيلة الجارحي كل كام شهر بالمستشفى بقيتوا مسخرة للصحافة و
ابتلع باقى جملته حينما جذبه رعد من تالبيب قميصه قائلا بغضب:_وأنت مال اهلك هتعدهم ولا بتحسد
تالين بشماته:_ والله يستهل دا كل ما اطلب منه حاجه يجبهالى ووشه ملفوف قال ايه مش عايز البت تيجى شبهه
أدهم بستغراب:_ ليه ؟

حمزة بغضب:_الحق عليا لو جيت شكلى سوقها هيقف
عز بسخرية ؛_حد من عيلة الجارحي بيطلع وحش
حمزة:_اتمرع بقا يا خويا اكمن بنتك موزة ومأنتخه مع سي عدى
ياسين بنفاذ صبر:_هو أنت مش بتستريح غير لما تطرد بره
تحل بالصمت فتعالت ضحكات دينا قائلة بشماته:_والله معاه حق ههههههه
شذا ببعض الألم:_حرام والله دا حمزة كيوت.

دلف عتمان ورحاب للداخل فحل الصمت علي الجميع... اقترب من الصغير بين يدي آية فقدمته له ..فجلس وهو بين احضانه... طاف بنظراته ليحيى
عتمان بسعادة:هتسميه أيه يا يحيى
تطلع لرفيق دربه فصرخ حمزة قائلا بفزع:_لااااااكااافيااااا ياااسين وااااااااحد
دينا بسعادة:_اسم جميل
آية بغرور وهى تتطلع له:_مش أسم جوزي
اقتربت رحاب تتفقد ملك بعدما بدءت بأستعادة وعيها ..

رحاب بسعادة:_حمد لله على سلامتك يا بنتى
ملك بتعب شديد:_ الله يسلم حضرتك
بحثت بعيناها عنه فوجدته يقترب منها ..فتبسمت بخفوت ثم رفعت يدها له ليحتضن يدها بوجه متخشب ذاق الوجع والهوان... ولكنه تنسى كل شيء حينما راي بسمتها الشافية لجروحه...
يحيى بصوت يكاد يكون مسموع:_كنت هموت من غيرك يا ملك
ملك بعشق:_بعد الشر عليك يا حبيبي
حمزة بسخرية:_احنا هنا والله امال لو مكنتش ولادة بقااا
صرخت بقوة فتطلعوا لها بصدمة
شذا بألم:_ااااااه.

أدهم بصراااخ:_الله يخربيتك لازم تجيب السيرة
حمزة:_لا بقولكوا ايه انا مروح وأنتوا خاليكوا هنا مع الكرنب دا لحد ما يخلصونا وأرجعوا برحتكم
دينا بغضب:_كرنب مييييين
تالين بحزن:_أحنا
شذا بألم:_ااااه الحقنى يا أدهم
أدهم:_الحقنى يا رعد
تطلع رعد له بصدمة ثم لكمه بقوة قائلا بغضب:_شييييل
انفجر الجميع ضاحكاً وحالت السعادة بفتاة اخرى ستهز مملكة الجارحي ولكن بطريقتها الخاصة لتحصد قلب احدا ما ربما لا يقل شأنناً عن ياسين الجارحي...
أيام مرءت على تلك العائلة بالحزن والغموض وأخري ستأتى بالسعادة والسرور تحت رابط التجمع والترابط الأسري .

انتظروا الجزء الثالث في نفس الموعد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة