قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثالث بقلم آية محمد رفعت الفصل العاشر

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثالث كاملا

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثالث بقلم آية محمد رفعت الفصل العاشر

تطلع لها بزهول وهى تتأمله بسكون مخفى بالأشتياق يلعب الشوق مداهمة مريبة مع قلبها ..
نعم إستمعت لصوته يصيح بأسمها وتراه أمامها لم تتوهم هى بحقيقة لاطالما هربت منها ..
أقترب ياسين ليقف أمامها مباشرة فرفعت عيناها السمراء لتقابل عيناه الجافة، لم تتخيل أن تلك العينان كانت تكن لها حبٍ بيومٍ ما، ربما ما فعلته يستحق القسوة والكراهية...

وقف يتأملها بعاصفة من المشاعر المرتبكة كحال قلبه... هل مازال هذا القلب يميل لها بعد ما أرتكبت بحقه ؟
لا هو الآن لملكة أخرى... .
خرج صوتها أخيراً قائلة بتوتر:عامل أيه ؟
وقف يتأملها بسكون مريب ثم حطمه بعدما توجه لسيارته قائلا بسخرية:شيء ما يخصكيش ..
وغادر ياسين تاركها تتطلع للفراغ التى سلكته السيارة...

بالقصر
ترك سيارته بأهمال ثم دلف للقصر مسرعاً فأتى الحارس وصفها بأنتظام...
توجه لغرفة والده مسرعاً فلحقت به تلك الفتاة قائلة بغضب:فين هديتى يا عدي
أستدار ليجد شقيقته تقف والشرار يلمع بعيناها فقال بسخرية:هو الحفلة خلصت ولا أيه ؟
مليكة بصدمة:هى لسه بدءت !
رفع يديه على وجهها بخفة:طب قولى لنفسك بقا ..
وتركها عدي وأكمل طريقه...

طرق الباب وعندما إستمع لصوت والده دلف للداخل قائلا ببسمة هادئة:صباح الخير
رفع يديه يتأمل ساعته قائلا بسخرية:قصدك مساء الخير
جلس على المقعد يتراقب حديثه بعناية فأكمل ياسين قائلا بستغراب:مش روتين أجازتك الخروج يعنى ولا الحال أتقلب
إبتسم بمكر على دهاء والده ثم تمحمح قائلا بجدية مصطنعه:هو حضرتك متعرفش الا حصل لمازن ؟
ضيق عيناه الساحرة التى ورثها هذا الوحش عنه قائلا بخبث:على حد علمى أن مازن فى المستشفى بقاله يومين وحضرتك مرحتلوش
:عشان كدا خرجت النهاردة وغيرت الروتين.

قالها هذا الوحش بثباتٍ تام أعتاد عليه من والده... .لم ينكر ياسين إعجابه بدهاء عدي ولكنه يعلم جيداً بأن هناك أمراً ما... .
خلع ياسين نظارته ثم أغلق الحاسوب قائلا بنبرة مزيفة:أوك يا عدي النهاردة يوم مهم فى حياة عمر ولازم تكون جانبه وأظن دا من واجباتك كأخ قبل ما تكون ظابط شرطة ولا أيه ..
إبتسم عدي قائلا بتأكيد:أكيد.طبعاً سمعت أن معتز وجاسم عايزين يعقدوا القران معاه
ياسين بهدوء:حاسس أن معتز متسارع شوية ودا شيء مريب لكن جاسم دا طبيعى ..
أستقام بجلسته قائلا بأهتمام ؛طبيعى أنه حب بنت فحابب يرتبط بيها بشكل رسمى
إبتسم بخفوت على تبدل عقلية الوحش فعلم الآن بأن تفكيره هو الصائب:مش معتز الا يفكر كدا يا عدي
بادله الحديث بنفس نبرة الهدوء:طب أيه الحل ؟

شرد بعقله قليلا ثم قال بثبات:الحل موجود عنده بس هو يستغله صح
عدي بعدم فهم:مش فاهم حضرتك
إسترسل حديثه ببسمة هادئة:متخدش فى بالك المهم تكون متواجد هنا معاهم
:حاضر عن أذن حضرتك
قالها عدي بعدما نهض عن المقعد وتوجه للخروج فأشار له ياسين بالأنصراف ..

بغرفة نور
كانت تجلس على الفراش بهدوء، تفكر بنعم الله عليها... .حينما فقدت بصرها كانت والدتها لجوارها لتكون هى مرشدها وعندما أذن رحيلها أتى عمر ليكون خاتمها بعشقه وحنانه المنان، نعم لم تطلب من الله أسترداد بصرها قط ..كانت تحمده على نعمه العديدة فكيف لها الأنتباه لذلك وهى منغمسة بقوافل نعمه العطرة .ولكنها ما أن دلف عمر لحياتها حتى باتت تدعو الله أن تستعيد بصرها ولو لدقائق تختم صورته عيناها وتظل هى أخر من ترأه... .اليوم ستكون له زوجة لم تصدق ذلك ولكن شعورها بفرحته المزفوفة بنبرة صوته شُعلت الفرحة بقلبها المظلم...

أفاقت نور على صوت دقات باب الغرفة فتحسست بيدها الفراش إلى أن وقعت يدها على حجابها فوضعته على رأسها قائلة بصوتٍ هادئ:أدخل ..
دلفت مليكة أولا تتراقب الأمر ثم أقتربت منها لتخبرها بأن أخيها الأكبر يود رؤيتها ويستأذن للدلوف ..
إبتسمت نور على أخلاق تلك العائلة فرغم غناهم الفاحش الا أن قلوبهم معطرة بقيم تفوقها ملايين المال...
دلف عدي بعدما أخبرته مليكة بترحباها به... جلس على المقعد وعيناه تفترش الأرض أسندتها مليكة للجلوس على الأريكة المجاورة له ثم فتحت الباب على مصراعيه وغادرت ..

عدي ومازالت عيناه أرضاً:أنا حبيت أعرفك عن نفسي مدام هتكونى زوجة أخويا
إبتسمت على طريقته المرحة قائلة بفرحة: سمعت عن حضرتك كتير من مليكة وماما
عدي بستغراب:ماما ؟!
قالت بخجل:أنا بنادى لطنط آية ماما بناء على رغبتها وأحساسي نحيتها كدا
إبتسم قائلا بجدية:طب تمام أوى أسمعى بقا الكلمتين الا جاى أقولك عليهم.

أنصتت له جيداً فسترسل حديثه قائلا بأبتسامة صغيرة:صحيح أنا وعمر تؤام بس هو بيختلف عنى كتير ..عمر قلبه من دهب لما بيحب بيحب بجد أفتكر وأحنا صغيرين تصميمه على أنه يكون مختلف عن الكل كانت أبسط أحلامه يكون دكتور ويعالج الناس عمر فعلا مختلف عن الكل عمره ما كان أنانى أو حب التكبر بالعكس قررته دايما بتكون من القلب بقولك الكلام دا عشان تتأكدى أنه بيحبك بجد ووصوله للجنان دا بسببك أينعم أنا معتش عارف استحمله بس كلها كام أسبوع ويغور عنى أقصد يتجوز يعنى ..

تعالت ضحكاتها بسعادة لما أستمعت له فرفع عدي عيناه ليرأها أخيراً قائلا بسخرية:بتضحكى أوك بكرا تشوفى وتقولى أخويا الكبير حذرني من الواد دا ..
لمعت دموع الفرح بعيناها فرددت بهمس:أخويا
أجابها بصدمة مصطنعه:أي دا يعنى هى ماما ومليكة أختك وأنا إبن الجيران تصدقى أنا غلطان كنت هقف معاكى ضد الحيوان دا لو عمل حاجه
:لااا طبعا أنا فرحانة لأنى كان نفسي يكون ليا أخ.

قالتها نور بدمعة حارة على وجهها فأبتسم قائلا بجدية:والأخ دا قدامك أهو أنتِ دلوقتى ذى مليكة بالظبط يوم ما تحتاجينى متتردديش ثانية واحدة...
كان على بعد مسافات قليلة منهم يستمع لأخيه بسعادة وإحترام فعدي يكبر بأنظاره يوماً بعد يوم يشعر بأن الفارق بينهم كبير للغاية ليس دقائق بل أعوام...
خرج عدي بعدما زرع الفرحة بقلبها ليجد شقيقه بالخارج يتطلع له بفرحة، نظراته تحمل الكثير من الحديث المكبوت ..

رفع يديه على كتفيه قائلا بثبات:مبروك دخولك عرين الزوجية
تعالت ضحكاته قائلا بحزن مصطنع:لسه كتير دا مجرد كتب كتاب بس
عدي بغضب:أحمد ربنا يا أخى غيرك لسه موصلش للمرحلة دي
تعالت صدمات عمر ليقول بزهول:غيرك ! الا هو أنت ؟!
لا فاهمني أنت لقيت رحمة
إبتسم الوحش إبتسامته المثيرة مشيراً بعيناه فاكمل عمر بحماس:أذي
ربت على كتفيه قائلا بثبات:بلاش عشان أنت داخل على جواز والعملية عندك مش ناقصة جنان
عمر بصدمة:للدرجادي ؟

عدي بتأكيد:وأكتر
أبتلع ريقه بصعوبة من تفكيره بالأمر قائلا بلهفة ؛بعد الحفله هعرف
تركه وغادر قائلا بمكر:أفكر
وقف يتأمله بغضب ولكنه أنفض عنه أي أفكار وتوجه لغرفتها ..

توجه لغرفته ليجدها تعتلى طريقه فتجمدت الدماء بعروقه حينما تذكر رسالتها ..
أسيل بخجل شديد:بعتلك رسالة على الواتساب شوفتها ؟
ما أن ذكرت كلماتها حتى جذبها من معصمها بقوة لغرفته ثم أغلقها سريعاً...
تطلع لها بشرارة تكاد تلهب الغرفة بأكملها فخرج صوته المزلزل:أنا حذفت الرسالة وهلتزم الصمت عن الا سمعته
سألته بستغراب:ليه يا عدي ؟!

زفر قائلا بغضبٍ جامح:أسيل أنتِ عارفة كويس أنتِ بالنسبالى أيه ؟بلاش تعيشى بوهم أنتِ مش أده
فر الدمع من عيناها كشلالات عميقة قائلة بحزن شديد:بس أنا بحبك أوى
رفع يديه بقوة كبيرة حطمت الزجاج من خلفها فصرخت بخوف ..رفعت عيناها لتلتقى بعين الوحش الثائر قائلا بنبرة كالموت:أخرجى من هنا
ثم رفع يديه المملؤة بالدماء:عارفة لو سمعت الكلام دا تانى هعمل فيكِ أيه ؟
تطلعت له بدموع قائلة بنبرة تحتضم الحطام والكسرة:مقدرش أوعدك ..

قالت كلماتها الأخيرة بعدما توجهت لباب الغرفة... خرجت والدموع تلحقها كأنها لعنة مميته تود الفتك بها ..أما هو فجلس على الفراش يشدد على شعره بغضب من تلك الفتاة التى تتابع وهم قاسي وتترك عاشقها المحبب ..تزرع الجراح بقلبه وهو يستقبلها بصدر رحب...
بالخارج
توجهت لغرفتها بدموع رأها ياسين الجارحي ليخمن الآن ما الذي يحدث لها ؟...

بغرفة رعد
دينا بصدمة:أنتِ مجنونه صح ؟
داليا بدموع:ليه؟! عشان بقولك مش شايفاه غير مجرد أخ
دينا بستغراب:بس أنا كنت بشوف الحب فى عيونك لجاسم من وأنتِ صغيرة
:يا ماما فى فرق بين الأحترام والحب وأنا بحترم جاسم بس دا مش معناه أنى بحبه
قالتها داليا بعدما تركت المقعد وجلست جوار والدتها على الفراش ..

لم تجد كلمات تتفوه بها فقالت بهدوء "يا بنتى راجعى نفسك جاسم شاب كويس مش هتلاقى حد يحبك قداه وبعدين أنتِ كدا هتعملى مشاكل بين أبوكى وأدهم الكل عارف أن النهاردة كتب كتابك مع عمر
صدمت من حديثها فقالت بدموع:يعنى عشان متحصلش مشاكل أتجوز واحد مبحبوش
قاطعتها قائلة بلهفة:لااا يا بنتى مقصدش الكلام دا بس يا حبيبتى أيه الا مش عاجبك بجاسم ؟
صرخت قائلة بغضب:يوووه يا ماما مش بحبه شايفاه ذي رائد وياسين وعدي والكل شايفاه أخ هتجوزه أذى داا ؟
تفاجئت دينا حينما وجدت رعد يقف خلفها ولكنها تطلعت له بحزن من القادم ..
داليا بصدمة:بابا !

رعد بهدوء:من أمته وأحنا بنغصب عليكم حاجة
قالت بأرتباك وعيناها أرضاً:أنا
قاطعها بأشارة من يديه قائلا بحذم:أعتبرى الموضوع منتهى روحى على اوضتك
أنصاعت له وتركت الغرفة ..أقترب رعد من دينا الباكية رافعاً يده على كتفيها بحنان فرفعت وجهها المنغمس بدموع:هو ليه بيحصل مع أولادنا كدا يا رعد ..رائد والا بيحصل معاه ودلوقتى داليا هو مش مكتوبلنا نفرح ؟!
جلس لجوارها محتضنها بحنان فهو يعانى مثلها ولكن عليه الصمود...

أخرجها من أحضانه قائلا بهدوء:وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم نسيتى كلام ربنا ولا أيه يا دينا
اجابته بهدوء:ونعم بالله
أكمل حديثه قائلا بثبات:وبعدين مالهم أولادنا داليا مشكلتها بسيطة ورائد الحمد لله أحنا كنا فين وبقين فينا وأن شاء الله رانيا تقدر تسامحه
رددت بأمل:يارب يا رعد
أحتضنها هامسٍ بصوته الرجولى العميق: يارب يا حبيبتى.

وقفت أمام الغرفة بتردد تقدم قدمٍ وتأخر الأخرى... ذكريات تهاجمها من الماضى المغموس بالعشق والوجع ..لمع حديث آية برأسها أن عليها تخطى الماضى من أجل إبنتها ..خطت للداخل فتطلعت للغرفة بصمتٍ قاتل... تتعيش مع ذكرياتها المعتقة بالعشق ولكن سرعان ما قلبت لذكريات مريبة جعلت قلبها ينبض بعنف لذكرى هذا اليوم ..

فلاش بااااك
عاد من الخارج يبحث عنها بعيناه إلى أن وقعت عيناه عليها وهى تجلس بالتراس،.أقترب منها فأحتضنها هامساً جوار أذنيها: وحشتينى
أبتسمت بفرحة لسماع صوته فأستدارت لتتقابل مع عيناه الرومادية... تطلعت له بخجل شديد من نظراته الخبيثة ثم قالت بتوتر:بتبصلى كدا ليه ؟
رفع يديه يحتضن وجهها تاركاً العنان لنظراته تنقل لها عشقه المتوج:مش مصدق أن الجمال دا ملكى
تلون وجهها بحمرة الخجل فأبتعدت عنه قائلة بأرتباك:أنا هدخل أخد شاور عشان نازله مع مليكة
رائد باستغراب: رايحين فين؟ رفعت يدها تزيح خصلات شعرها المتمرده على عينيها بفعل الهواء قائله بأرتباك من نظراته الفتاكه: رايحين نشتري شوية حاجات وداليا جاية معانا.

قالت كلمتها الاخيره واختفت من امام عينيه اما هو فوقف يتأملها إلى أن أختفت من أمامه... .
جلس على الاريكه يتامل الاشجار من حوله... ...الهواء العليل يتمرد على خصلات شعره الغزير فأغضبه كثيراً حتى أنه توجه للدلوف ولكنه توقف على صوت الهاتف تطلع رائد للطاوله بزهول حينما هاتفها يلمع برقم مجهول فألتقطه:ألو
أغلق الهاتف بوجهه سريعاً فزع الشك بقلبه... فتح السجل ليجد ما يصل لأكثر من عشر مكالمات باليوم الواحد وما جعل الغضب يلعب دوره المحسوم المحادثة بينهم على الواتساب ..

سمح لنفسه التجول بالرسائل السابقة فتعالت شرارة الجحيم ..ألقى بهاتفها أرضاً فتهشم كحال قلبه ثم دلف للغرفة يبحث عنها كالمجنون ..
خرجت من المرحاض بعدما أرتدت ثيابها وبيدها الحجاب فتفاجئت به يصيح بأسمائها بجنون ..
أقترب منها ليقف أمام عيناها فتطلعت له بصدمة من رؤيته هكذا... وقف يتأملها بصمت قاتل لا يقوى على التصديق لااا هناك أمراً خاطئ ولكن عقله لم يمنحه السكينة ربط أرتباكها بالفترة الماضية وتصميمها بالخروج الزائد عن الحد مع ما حدث منذ قليل فأصدر القرار بأنتساب تلك الكلمة القاتلة لها "خائتة " يا لها من خنجر طعنه بقسوة بدون رحمة أو شفقة لعشق ذرع بالقلوب...
أنهى حديث العينان بصفعات قوية لم تتوقعها منه ..وقفت تطلع له بصدمة ألجمتها عن الحديث حينما شرع لها بتلك الكلمة ثم أنهال عليها بكم من اللكمات المبرحة...

صرخت وتراجعت للخلف كأنها ترى ما حدث أمامها ..رفعت يدها على آذنيها لعل صوته يكف عن الحديث لم تشعر بدمعاتها تشق طريق وجهها حينما تذكرت حديثه وذكرياتها التى ظلت حليفتها طوال تلك المدة القاسية...
أتى من الخارج بعدما أوصل إبنته لغرفتها الجديدة ففرحت بها كثيراً... وجدها تتراجع للخلف بفزع كأنها ترى شبح، أقترب منها بحذر فصطدمت به...
أستدارت رانيا لتجده أمامها تملكها الخوف مما صار منذ أربعة أعوام حتى أنها لم تقوى على الوقوف فسقطت بين يديه كالجثة الهامدة... حملها بخوف شديد أقتلع قلبه فحاول جاهداً أن يجعلها تستعيد واعيها ..

بغرفة نور
أرتدت ما شراه لها عمر بعدما خرج صباحاً لأجلها... فستان من اللون الأزراق كالون عيناها... عاونتها مروج على أرتدائه بعدما نقلت لها صورة عن تفاصيله ولونه الجذاب... أرتدته وهى تشعر بتراقص نغمات قلبها حينما شعرت بوجوده لجوارها... .
ربما قرب الموعد ليزدهر أشواك العشق...

بغرفة عدي
دلف ياسين للداخل وعيناه تبحث عنه بغضب شديد...إلى أن وقعت عليه فهبط للأسفل ليقف أمامه ..
حبس أنفاسه تحت المياه كأنه يحاول إثبات شيئاً ما فطوفت بها عاصفة العشق والريحان نقلت صورة بسمتها الساحرة فجعلته يبتسم بهيام ..
خرج عدي من قاع المياه لشعوره بأنه بحاجه للهواء فتعجب حينما وجد ابيه يقف لجواره .. بابا..قالها بخفوت وأستغراب فتوجه للخروج قائلا بزهول:فى حاجة يا بابا أنا كنت لسه عند حضرتك ؟!

:أسمع يا عدي انا صبرت عليك كتير بس أنت أستغليت صبري دا
قالها ياسين الجارحي بعدما رفع يديه بوجه إبنه الأكبر بغضب يكاد يفتك به ..
لم يعلم ما سبب غضبه المفاجئ فقال بحذر شديد:أنا مش فاهم حاجه فى أيه ؟
أقترب ياسين منه قائلا بنبرة صوته الثابت:أنا واثق ان فى حاجة انت مخبياها عليا... ببساطة ممكن يكون جوازك على أسيل مع أخوك وانت عارف انى أقدر أعمل كدا
عدي بغضب:هو انتوا ليه مش قادرين تفهموا انا مش بحبها أنا بعتبرها أخت ليا مش أكتر ولا أقل ثم انى مش مجبر أتجوزها وحضرتك عارف كدا كويس
حاوطته نظرات ياسين القابضة للأنفاس فحل السكون على عدي حينما علم ما تفوه به...

خرج صوت ياسين الحازم قائلا بعصبية: اوعى تكون فاكرنى أهطل او مش بفهم أنا ياسين الجارحى عقلى يوزنك انت وعشرة ذيك عشان كدا سايبك تعمل الا يريحك بس يجى ببالك أنى غبي ومش فاهم الا بيحصل لأولادي وأنا هنا بمكانى تبقا بتحلم حلم سخيف ..
وصعد ياسين الدرج المتوجه لغرفة عدي المنصدم مما أستمع إليه .ولكنه لم يتمكن من أخفاء إبتسامة إعجاب بنفوذ ياسين الجارحي ..
دق هاتفه برقم كبير الحرس فرفعه بصمت يستمع للقادم.

الحارس:الشخص الا حضرتك اديتنا صورته حاول الهجوم على الفيلا
رفع يديه يزيح خصلات شعره المتمردة على عيناه بفعل المياه قائلا بلهفة: مصطفى ما يعديش من تحت ايديكم عايزه ارجع بالليل الاقيه
قاطعه حديث الحارس قائلا بخوف:للاسف يا فندم فى مجموعة أخدوه قبل ما يوصل للفيلا
عدي بستغراب:مين دول ؟ تعرفهم ؟
الحارس بتردد: الحرس الخاص بياسين بيه والد حضرتك
أبعد الهاتف عنه والبسمة تتسع شيئاً فشيء فترددت صدى كلمات والده برأسه ليعلم الآن بأنه على علم بما يحدث معه..

بغرفة معتز
رفع هاتفه يطلبها فأجابته بعد عدد من الأتصالات... حاول كبت غضبه فقال بهدوء:برن عليكى من ساعتها
جاهدت للحديث فهى تعلم بأنها اليوم ستصبح زوجته بعدما نجح بأقناع والدها:أسفة كنت بعيدة عن الفون
جلس على المقعد قائلا بثبات ونبرة هامسة:ولا يهمك أنا كنت بكلمك أطمن يا ترى ذوقى عجبك ؟
تطلعت للفستان الموضوع على الفراش بعناية بأبتسامة إعجاب قائلة بخجل:جدا ذوقك جنان تسلم أيدك يارب
معتز بصدمة:الكلام الحلو دا ليا ؟!

لم تتمكن من الحديث او حتى التحكم ببسماتها فصمتت تستمع له ..
أستند برأسه على المقعد الذي يتحرك معه بعنف فقال بهس:تعرفى يا شروق أول ما شوفتك حسيت أنها مش هتكون اول مرة وأن فى حاجة غريبة هتحصل مكنتش أعرف أن الحاجة دى هتكون سرقة قلبي
كانت تستمع له بسعادة هل تسعد لجمال إسمها بين نغمات صوته ام كلماته المعسولة لا تعلم بأنه يعد لها خندق لتغزو به ..

مر اليوم سريعاً وتدلى القمر ليعلن عن الليل الحافل للجميع... .
عاد ياسين للقصر ولم يرى أمامه من قوة صدماته حتى أنه لم يتمكن من مباشرة اعماله فألغى أجتماعاته وعاد للقصر ..
صعد خطوات الدرج بتميل وغير أتزان... هرولت مليكة خلفه حينما رأته يتجه للأعلى فقالت بأبتسامتها الرقيقة: كنت فين يا ياسين مش عارف أن النهاردة عيد ميلادي
تطلع لها بنظرات غريبة لم تفهمها مليكة ولكنها خجلت كثيراً حينما وجدته يتفحص فستانها الجديد بأعجاب .
خرج صوته الهادئ على عكس الحرب التى يقودها قلبه: كل سنة وأنتِ طيبة
:كدا من غير هدية.

قالتها بغضب طفولى فتأملها بغموض... رفع يديه لأول مرة على وجهها فلم تتوقع ذلك قائلا بنظرة أربكتها من كونه ليس بخير:انتِ أحلى هدية يا مليكة
حالت النظرات بينهم وهو مازال يطلع لها كأنه وجد إجابة لسؤال يدور بقلبه... تاهت ببحر عيناه الزرقاء حتى أنها أقسمت بأن المياه ستغار من لونها الساحر ..
أخفض يداه لجيبه تحت نظراتها ثم أخرج سلسال من الألماز رقيق للغاية بمنتصفه قلب صغير يلمع بطريقة ملفتة إبتسمت بسعادة وخجل حينما أقترب منها يلبسها بنفسه ..

رفعت عيناها تتأمله بخجل شديد فحُمر وجهها لقربه المهلك خطفت أنظارها للسلسال لعله يشيح نظراته بعيداً عنها ولكنه مازال متعلق بنظراتها...
قاطعت حبال النظرات داليا قائلة بمشاكسة:طب وهديتى فين ولا أتنسيت ؟
صعد ياسين للأعلى قائلا بمرح:أفتكرك بتاع أيه؟!
داليا بغضب:كدا يا ياسين ماااشي
تعالت ضحكات مليكة ويدها متعلقة بالطوق كأنه حياتها منذ الآن...

تعالت أصوات الموسيقى الهادئة فاليوم مميز للغاية بمناسبات عديدة لعائلة الجارحي وأهمهم عقد قران عمر ومعتز وجاسم كما يعتقد البعض...
هبطت نور للأسفل بمساعدة آية لتخطف الأنظار بطالتها البسيطة وحجابها الأزرق ذو الطرف الطويل على خصرها فكانت كالملكة بحق... تقدم منها عمر وعاونها على الجلوس وظل هو يتأملها بشوق لآن تكون زوجته...

أما معتز فأعجب بذوقه الرفيع الذي جعلها كالحوريات الهاربة من احد القصص الخيالية... فكانت فتاكة بكل ما تحمله معانى الكلمات... ..
كانت جميع العائلة حاضرة للحفل فتم عقد قرأن عمر ونور ومعتز وشروق ..
نبض قلب ياسين بخوف شديد فتقدم من ياسين قائلا أمام الجميع:أنا كمان عايز نعقد القران بعد اذن حضرتك يا عمى
تطلع له عدي وياسين والجميع بزهول ولكن أزدادت فرحتهم وخجل مليكة حينما وفق ياسين... وبالفعل تم عقد قران ياسين ومليكة
أما على الجانب الأخر
صدم جاسم مما أستمع إليه حتى أنه سأل عمه مرة أخرى فأجابه بأسف قرار إبنته... لمعت عيناه يشعلة غامضة فبحث عنها كثيراً إلى أن وقعت عيناه عليها فجذبها بعنف للأعلى...

خرج عدي للتراس فرفع هاتفه يستمع لصوتها ولكن لم يأتيه رد... جن جنونه وحاول كثيراً ولكن لم يأتى صوتها العاشق ليحلل قلبه ..فأسرع لسيارته يقودها بجنون ليصل لمعشوقة الروح...

بالقاعة الخاصة
جذبها عمر للداخل قائلا بسعادة:مبرووك يا حبيبتي
صمتت فلم تقوى على الحديث من خجلها فأبتسم قائلا بمزح:أنا أتجوزتك غصب عنك ولا ايه ؟
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية:هبلغ عنك وأقولهم كفيفة والدكتور بتاعى استغلنى
إبتسم عمر قائلا بحزن مصطنع:وأهون عليكى يا نور
ترقص قلبها من طرب صوته المقرب لها فعلمت بأنه قريب منها وضعت عيناها ارضاً ثم قالت بأرتباك:عمر أنا كنت عايزة أقولك حاجة ؟

وسعت بسمته حينما إستمع لأسمه فقال بلهفة:قولى حاجات مش حاجة واحدة
إبتسمت قائلة بجدية:أنا موافقة أعمل الجراحه
:عشان الجواز مش كدا
قالها عمر بغضب شديد فقاطعته قائلة بأنكار "لاااا صدقنى دا قراري
ثم قالت بحزن مصطنع:وبعدين انت ليه معتش بتعملى أختبارات
انا بحبها على فكرة
تأمل عيناها بعشق ثم قال بفرحة:بس كدا جاهزة ولا المرادي صعب جداا.

نور بغرور مصطنع:مفيش حاجه صعبة بأذن الله قول يالا الأختبار
أقترب منها يتأملها ملامح وجهها الملاكى ثم رفع يديها لتتابعه بخطواتها وقفت تشير بيدها لتعلم آلى أين هى فأستغل اللحظة ورفع هاتفه يلتقط لها صور كثيرة سمعت صوت الفلاش فعلمت ماذا يصنع فتسللت الحمرة وجهها...
وضع هاتفه على الطاولة ثم حمل لوحة الرسم لها...
جذب المقعدوعاونها للجلوس ثم قدم لها اللوحة ..
قالت بستغراب:ارسم أيه ؟

جلس أمامها ثم رفع يديها على عيناه قائلا بهمس:أنا يا نور
تجمدت يدها حينما لامست كل أنشن بوجهه ..نعم كم تمنت ان ترأه ولكن خجلها كان أقوى منها وها هو يعاونها على تحقيق رغباتها... تركت الحرية له فحرك يدها على أنحاء وجهه ..حفرت ملامحه الوسيمة بقلبها...
أبعدت يدها بخجل شديد حينما طبع قبلة رقيقة على يدها ..
عمر بعشق:هتعرفي ؟

أكتفت بالأشارة له بأرتباك ثم توجهت للخروج فكادت أن تتعثر من طول فستانها ..
أحتضانها بخوف شديد قائلا بلهفة: انتِ كويسة
أشارت له بصمت فعنفها قائلا بغضب:كان ممكن تطلبي المساعدة
نور بخجل بمحاولة لتغير الحديث:هرسم فى اوضتى وهوريك بكرة عشان تشوف أنى أد التحدى
إبتسم قائلا بثقة:ملامحى صعبة تترسم
وضعت يدها على خصرها قائلة بغضب:ليه بقا ان شاء الله
تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة:مش معقول انتِ ناوية على أيه تانى خلاص أنا وقعت ولا كان كان .
:بمناسبة الوقوع مشفتش الواد جاسم
قالها حازم بعدما دلف لينال ضربية من عمر...

بالأعلى
كانت تبكى بشدة فلم تهبط الحفل كل ما تراه هو... أينما ذهبت يكون رفيقها تراه بكل مكان ما ذنب قلبها ان وقع أسير حبه ؟
أفاقت أسيل من دروب اوجاعها على صوت باب غرفتها فصعقت حينما وجدته يقف أمامها ..نعم عاد من جديد ..أحمد...رددت أسمه بصوتٍ مبحوح وبسمة تحمل الشقاء ثم هرولت لأحضانه تبكى بقوة فربما سيكون لها المداوى وربما سيكون السجان
العشق القاتل حائل بين قيود العشق ليجعل الكأس المرير مذاق الجميع.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة