قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثالث بقلم آية محمد رفعت الفصل الثاني عشر

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثالث كاملا

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثالث بقلم آية محمد رفعت الفصل الثاني عشر

أسرع خلفها وقلبه يتحطم كلما أبتعدت عنه ...تلقى صدمات متتالية حينما وجدها تعبر الطريق ولم ترى السيارة القادمة بغضب كأنها فى سباق مع الزمن القاسى ..
صاح بلهفة وخوف:"مليكة"
كانت تركض كأنها تهرب من واقع مرير لم ترد تصديق ما إستمعت إليه منذ قليل ...شعرت بأضاءة قوية تشوش رؤيتها، فرفعت يدها على عيناها حتى تتمكن من الرؤية، تصنمت محلها حينما وجدت السيارة تقترب منها فعلمت أن لا مفر من مصيرها المحتوم...

على الجانب الأخر
كان يهبط من سيارته بعدما أعطى المفاتيح للحارس، فتوجه للداخل ولكنه تصنم محله حينما وجد إبنة عمه تركض بسرعة كبيرة والبكاء حليفها، حتى ياسين يركض خلفها بلهفة ويحثها على الوقوف، تخشب محله حينما وجد سيارة قادمة بسرعة الريح ربما لم ترأها مليكة فأسرع إليها ...
تجمدت خطوات ياسين من رؤية المشهد القادم ولكن عاد قلبه مجدداً للنبض حينما وجدها آمنة بعد أن جذبها معتز سريعاً عن الطريق ...
أزاحت يدها ببطئ لتجد أنها مازالت على قيد الحياة، لم تتمالك نفسها بمجرد التفكير بالأمر، كان صوت معتز هو الملجئ لها من دوامة الفكر وأعادة ذكري ما أستمعت إليه ..

معتز بخوف:أنتِ كويسة
رفعت عيناها المغمورة بالدموع كأنها تشكو له ما بها ...
أقترب منهم ياسين سريعاً ثم جذبها بقوة من معصمها قائلا بغضبٍ جامح:أنتِ مجنونة !
حاولت أخفاء دموعها ولكن لم تستطع فرفعت عيناها لمعتز قائلة برجاء:رجعنى القصر يا معتز أرجوك
وزع نظراته بينها وبينه قائلا بشك:أنتوا أتخقتوا ؟
خشيت أن تفضحها دمعاتها فهرولت لسيارة معتز ...
معتز بستغراب:فى أيه يا ياسين ؟مليكة مالها ؟
تتابعها بعيناه ثم رفع يديه قائلا بنبرة لا تحتمل نقاش:مفاتيح عربيتك
:مع الحارس
قالها معتز بعدم فهم لم يحدث ...

بالقصر
تطلع لهم الجميع بزهول على عكس نظرات أسيل كانت صدمة مغلفة بالدموع ...حصلت الآن على إجابة مصرحة لكافة أسئلتها ...
آية بستغراب:عدي !
أقترب منها ومازالت هى محتضنة يديه، تشعر برجفة تسرى بجسدها فسارت الآن تعلم بنفوذ عدي عندما رأت هذا المكان الضخم المأوي بالحرس ...
وقف عدي أمام والدته قائلا بهدوء وهو يشير لها:دى رحمة يا ماما
حينما إستمع عمر لأسمها تأملها بأهتمام وصدمة بآنٍ واحد ...أما آية فكانت بحيرة من أمرها من تلك الفتاة ؟ وماذا تفعل معه ؟لم تجد سوى الصمت تلتزم به ..
خرج صوت ياسين قائلا بأبتسامة هادئة:مش محتاج تعرفنا عليها ..

علم الجميع بمعرفة ياسين بها فكان محل صدمة للجميع وبسمة غامضة لعدي ..
أسترسل حديثه قائلا بغموض:هى محتاجة تتعرف علينا
مازن بصدمة:أيه دا ؟الوحش وقع بجد !
جاسم بصدمة تفوقه أضعاف:بص هو حلم وأنت معايا فيه صح ؟!
صفعهم عمر بقوة قائلا بسخرية:عودوا لأرض الواقع
تطلعوا له بغضب جامح فاسرع ليقف أمامهم ...
تطلعت له رحمة بصدمة حقيقة ثم وزعت نظراتها بينه تارة وبين معشوقها تارة أخرى لتتيقن بأنه لم يكن يمزح فبالفعل هناك نسخة متطابقة معه ما يميزه عنه هو شعره الطويل ...

عمر بأبتسامة واسعه بعدما رفع يديه لها:عمر الجارحي تؤام الأخ الا جانبك دا بس أنا طيوب وكيوت عنه
رفعت يدها بأبتسامة رقيقة على حديثه المرح ولكنه تراجع للخلف حينما لمح نظرات غضب الوحش ...
تقدمت منها مروج تتأملها بدراما ثم أطلقت صفيراً قائلة بأعجاب وهى توزع نظراتها بينها وبين نور:بتجبوا الموزز دى منين يا جودعان ...
دفشها جاسم قائلا بخوف مصطنع:روحى على جانب وأسجدى شكر لله أنك ست والا كان زمانك متعلقة فى نجفة القصر دا ..
أنهى حديثه ثم أعدل قميصه قائلا بأبتسامه هادئة بعدما رفع يديه لها:معاكِ جاسم الجارحي 346588 دا رقم الفون وا...

دفشه مازن قائلا بغضب: انت لسه هتحكى قصة حياتك بصى لو سمحتى انا فضولى حبتين عايز كل التفاصيل أذي قدرتي تحصلى على قلب هذا الوحش
تعالت ضحكات رحمة على مرح تلك العائلة وغضب الوحش الفتاك لهم فجعلهم يهرولون للخارج ...
جاسم بخوف مصطنع ونظراته على عدي:كنت أتمنى أفضل هنا بس للأسف أنا لسه صغير وأدمى مستقبل خسارة أموت من غير ما أكونه ..
وغادر جاسم سريعاً ...مازن ببسمة واسعه:لا أنا معنديش حاجة أخاف عليها ولازم أعرف أجوابة مقنعه لأسئلتى ..
يارا بغضب:دا وقته يا مازن اتفضلى يا حبيبتى
تركت يده وجلست لجوارهم تتأملهم بسعادة ...

صعدت للأعلى سريعاً ودموعها تزداد شيئاً فشيء لم تقوى على تحمل تلك الصدمة التى ستفتك بقلبها لا محالة .
دلفت لغرفتها ثم أغلقتها سريعاً غير عابئة لصوت أحمد الذى يحثها على الوقوف، جلست على الفراش محتضنه جسدها الهزيل بين ذراعيها، يحترق قلبها كلما تتذكر دلوفه معها، يدها المتشبسة بيدها...

شعرت بأن قلبها يحترق بنيران الكراهية لتلك الفتاة التى تلتقى بها لأول مرة ...بكت كثيراً وصوتها يعلو شيئاً فشيء فيحطم قلب العاشق ذو القلب المحمل بالأوجاع فصاح بغضب:أسيل أفتحى الباب دا بقولك ..
أستمعت لصوته فهو الرفيق الدائم لها على الدوم ولكن تلك المرة لن يتمكن من تطيب جرحها العميق ...
أحمد بهدوء مخادع:أسيل أفتحى عشان خاطري حرام الا بتعمليه فى نفسك دا
تعالت صوت الطرقات وتعال صوت بكائها فلم يجد سوى تحطيم هذا الحاجز الذي يحجب بينه وبين معشوقة القلب...

دلف للداخل يبحث عنها بجنون إلا أن وقعت نظراته عليها فوجدها تجلس على الفراش محتضنة جسدها والدموع تغرق وجهها كالموت الذي يحتضنها ...
أقترب منها بحزن يخيم عليه ...يضعه القدر بأختبارات تفوقه اضعاف الا يكفى جرعته من العذاب فتزداد عليه الآلآم لرؤية دموعها ؟!..
جذب يدها من على وجهها فتقابلت عيناها بعيناه ...خرج صوته الهزيل قائلا بحزن:قولتلك قبل كدا فوقى قبل ما تتوجعى
تطلعت له بصدمة فخرجت الكلمات بصعوبة:أنت كنت عارف يا أحمد ؟!

أشاح نظراته عنها فتوجهت إليه بصدمة، جذبته من جاكيته ليتطلع له فصاحت بصراخ هيستري:أنت كنت عارف وشايفنى بتعذب طب ليييه مقولتليش ليييه ؟
رفع يديه على وجهها قائلا بحزن يمزقه:أهدى يا أسيل
دفشت يدها بعيداً عنها ثم أحتضنت وجهها بعدم تصديق، جلست على الأريكة تحاول أستيعاب ما يحدث ؟ كم تود أن تصرخ بصوت مرتفع لعله يخرج ما بداخلها ...
أنحنى أحمد أرضاً ليكون على مستواها، فجذب يدها حتى تنحدر الستار العازل بينهم فترى عيناه لعلها تشعر بصدق حديثه:كنت عارف بس مقدرتش أحطمك بأيدى يا أسيل.

تعالت شهقاتها قائلة بصوت متقطع من البكاء يحمل السخرية بين أحضانه:خلاص يا أحمد أتحطمت وأتكسرت من زمان ..
لم يحتمل سماع بكائها المزلزل فجذبها بين أحضانه، أستكانت قليلا ثم رفعت عيناها لعينه قائلة بسخرية:كنت فاكره أنه هيدينى فرصة أكون بحياته بس خلاص غيرى أخدها
:أنتِ بالنسباله مجرد أخت أنا سبتك تعيشى بالوهم دا بس مش كتير يا أسيل
قالها ادهم بغضب جامح فأستدارت لتجد والدها يقف أمامها والغضب يشكل قسمات وجهه ...صدمت من معرفته الأمر وما زاد صدماتها صوته الصارم:أنا السبب من البداية بس النهاردة الموضوع دا هيكون ليه حد الأسبوع الجاى هيكون فرحك أنتِ وأحمد ودا أخر كلام عندي حتى لو هجوزك غصب ..

وترك الغرفة وغادر والغضب يلعب دوره بنجاح .، تطلعت للفراغ بصدمة لم تستوعب ما قاله منذ دقائق !
أستدارت تتأمله بفيض من الزهول فأقترب منها قائلا بهدوء:أسيل أنا.
قاطعته قائلة بدموع:سبنى لوحدي يا أحمد من فضلك
تطلع لها بحزن دافين ثم خرج تاركها تستوعب ما أستمعت له منذ قليل ...

بالأسفل
إبتسمت بسعادة وهى تجلس معهم حتى أنها تعرفت على نور وأحبت الحديث معها كثيراً ولكن ما شغل تفكيرها آية التى أشارت لعدي وصعدوا للأعلى .
بالأعلى
صاحت بغضب:أنا مش مصدقة بجد ! أنت يا عدي
عدي بهدوء:هو أنا عملت حاجة غلط ؟
أقتربت منه قائلة بنبرة هادئة:يابنى أنا واثقة فى أخلاقك وعارفة أنا ربيتك أنت وأخواتك على ايه بس الناس متعرفش كدا يعنى تواجدك معها بمكان واحد وهى لسه مبقتش مراتك دا شيء مثير للشكوك والناس مبترحمش
أستدار قائلا بغضب:من أمته وأحنا بندور على الا يرضى الناس.

زفرت بعصبية:يا حبيبي أنت ميهمكش لكن هى لا حتى لو محدش يعرفها وبعدين فى أصول محدش يتعداها هو أنا أكره أشوفك مبسوط أنت وأخواتك أنا فعلا زعلت لما أتفاجئت بيها ومكنتش أعرف حاجه عن الاحصل بس دا ميمنعش أنى شوفتها ذي مليكة والا مرضهوش لبنتى مرضهوش لغيرها عشان كدا حاول مترددش هناك كتير
أقترب منها ثم قبل يدها قائلا بتفهم:حاضر يا حبيبتي ...ثم أكمل بمكر:بس دا لحد كتب الكتاب بس
تعالت ضحكاتها ثم قالت بفرحة:ربنا يسعدك يا حبيبي هنزل بقا أتعرف عليها أصل زمانها أخدت عنى فكرة مش كويسة بعد ما صدرتلها الوش الخشب ...
أكتفى بأبتسامته الصغيرة ثم تتابعها بعيناه إلى أن هبطت للأسفل ...

بقيت بالسيارة تنتظر معتز والدموع تشق وجهها، قلبها يتحطم كلما تذكرت كلماتها ...
لا يعقل ذلك ؟!
هل خانها قلبها فشعرت بأنها نالت قلبه ؟!
حاولت إيقاف سيل الدموع الحارقة ولكن لم تستطع .. .
دلف للسيارة فما أن رأته حتى أسرعت للهبوط، جذبها من معصمها قائلا بغضبٍ جامح:لحد كدا وكفايا أنا أستحملت جنانك ودلوقتى هتهدى وتسمعينى
تطلعت له بنظرة مميته ثم صرخت قائلة بعصبية شديدة:أنت أيه لسه ليك عين تتكلم !

تطلع له بنظرة كادت أن تقتلها فأرتعبت من ردة فعله، كبت غضبه بصعوبة كبيرة ثم شغل محرك السيارة وأنطلق بسرعة كبيرة تنقل غضبه الفتاك ...
وقف أمام أحد المطاعم الهادئة ثم خرج من السيارة فأبت الهبوط ولكن أنحازت له حينما جذبها بقوة كبيرة للغاية ...
دلفوا للداخل ثم عاونها على الجلوس ..
جلست بهدوء بعد تأكدها بأنها لن تتمكن منه، جلس ياسين يتراقبها بصمت مؤقت فوجدها تبذل قصار جهدها حتى لا تسقط دموعها أمامه، تحطم لرؤيتها فمازالت هى نبض هذا القلب ...

ترك مقعده ثم أقترب من المقعد المجاور لها ممسكاً يدها بين يديه
ياسين بنبرة تحمل العشق فى أحضانها: الا شوفتيه النهاردة دا مش صحيح يا مليكة صدقينى أنتِ فاهمتى غلط
رفعت عيناها المغمورة بالدموع فأزاحها عنها بوجع يرتد هذا القلب لرؤيتها هكذا ..
خرج صوتها أخيراً قائلة بدموع: أنت تعرفها ؟
تلامست يديه وجهها غير عابئ لمن حوله ؛هجاوب على كل أسئلتك بس عشان خاطري متبكيش
أشارت له بالموافقة فهى تتلهف لمعرفة الكثير والكثير ..

أسترسل حديثه قائلا بعين تلتهب بنيران العشق القاتل:عايزك تعرفي حاجه واحدة بس أنا محبتش فى حياتى حد أدك
:جاوبنى يا ياسين كنت فعلا على علاقة بيها ؟
قالتها مليكة بخوف شديد من معرفة الحقيقة، أخفض يديه لجواره قائلا بشرود بالماضى:أعرفها من أيام الجامعة منكرش أنى بالأول أعجبت بيها وبعدين كنت فاكر أنى بحبها لما أتقربت منى وبقيت أنا كل أهتماماتها أو ذي ما كنت فاكر .

:وبعدين
قالتها بلهفة لمعرفة المزيد فأكمل حديثه قائلا بغضب دافين لسنوات:علاقتنا كانت شبه معدومه أو سطحية جدا بس مع الوقت بقيت أحس أنها مهمة فى حياتى عرضت عليها الجواز وكانت سعيدة جداا عملت كدا أذي صدقينى معنديش أجابة على السؤال يمكن عشان أتربينا أن مفيش علاقة بتجمع الراجل بالست غير الجواز ؟!
كبتت أحزانها وشهقاتها قائلة بصوت مرتجف:عمى موفقش ؟
إبتسم قائلا بسخرية ؛قولتلك من أول ما بدأنا الكلام أن كلامها مش مظبوط بلاش تربطى الاحداث بطريقة غلط يا مليكة
حاولت الصمود فقالت بثبات مخادع:يعنى هى رفضتك
:تقصدى خدعتنى
قالها بنبرة تحمل الغضب الشديد فتطلعت له بعدم فهم أسترسل حديثه قائلا بنبرة متقطعة من الغضب:مخططها كان ناجح جدا شاب وسيم وغنى يعنى عيشة مرتاحة
:دا غرور ؟

قالتها مليكة بسخرية فأكمل هو بهدوء:دى الحقيقة الا عرفتها وسمعتها بنفسي لا والغريبة أن الطمع عماها ففسخت خطوبتها من إبن خالتها حب حياتها ذى ما سمعت الفلوس عمت نفوس كتير يا مليكة صحيح فوقت بس بعد ما أكتشفت أنها مش كل حاجة بحياتنا ..
رفع يديه محتضن ليدها المرتجفة، عيناه تتفحصها بأهتمام، فخرج صوته قائلا بشرود بعيناها:أنا ندمت فعلا يا مليكة لأنك كنتِ جانبي طول الوقت كنت فاكر أن دا هو الأعجاب لكن بالعكس أنتِ ملكتى قلبي قبل ما أعترافلك بحبي يا مليكة
رفعت عيناها المحتقنة بالدموع فشعرت بصدق مشاعره أرتمت بأحضانه تبكى بقوة فشدد من أحتضانها كأنه طوق النجاة لها من الموت ...شعرت بأمان مريب بين أحضانه فتسللت حمرة الخجل وجهها حينما وجدت الجميع يتطلع إليهم ...

تطلع لها ياسين قائلا بمرح لرؤية دموعها مازالت تلامس وجهها:ها مش هتقوليلي بقا راحه ليه
تعالت ضحكاتها قائلة بدلال:لما تطلبلي أكل الأول
رمقها بنظرة عشق ثم همس بنبرة منخفضة:بس كدا دانا كلى ملكك
وأشار بيده للنادل ليحضر لهم ما ألذ وأطيب ..

بالمقر
جلس على المقعد بشرود فرفع هاتفه قائلا بنبرة غامضة:ممكن أخد من وقتك دقيقتين
دلفت للداخل ببسمة على طريقته المرحة فجلست أمامه ومازال نظراته ساكنة، زرع القلق بقلبها فقالت بقلق:أنت كويس يا معتز ؟
طال صمته فقطعه قائلا بثبات مريب:خايفة عليا ؟
أردفت بتأكيد:أكيد طبعاً
تخل عن مقعده ثم جلس مقابل لها قائلا بنظراته الساحرة:ليه ؟

كانت بماذق حقيقى أتهرب من سؤاله المربك أم من نظراته الفتاكة ؟!
عبثت بالملف على قدمياها كمحاولة للهروب منه فقالت لأعين متعلقة بالفراغ:الملف دا واقف على توقيعك
جذبه منها ثم ألقاه على المكتب بأهمال فجذبها لتقف أمامه، رفعت عيناها بأرتباك حينما رفع يديه على وجهها بحنان قائلا بصوت هامس وأعين متفحصه:مجاوبتيش على سؤالى ..ليه بتخافى عليا يا شروق
علمت أنها محاصرة لا محالة فوضعت عيناها أرضاً قائلة بصوت منخفض:لأنك جوزي
أقترب أكثر قائلا بمكر:بس ؟!
...ها ...

قالتها بأرتباك وتوتر جامح ..
صدح الهاتف الخاص بالمكتب فدفشته بعيداً عنها وهرولت للخارج كمن رأت شبحٍ مخيف ..
لم ترى من يتجه للمكتب فصطدمت به، رفعت عيناها لتجد جاسم أمامها .
جاسم ببسمة مكبوته:أيه يا شروق قفشه فى وشك كدا وراحه فين ؟
تخلت عنها الكلمات فقالت بعد جهداً كبير:ها أصل أنا
قاطعها قائلا بمكر:طب أهدى كدا وكل شيء هيكون تمام قولى يارب ..
رمقته بغضب ثم أكملت طريقها لمكتبها وهى تلعن عقلها الذي تخل عن مهامه الاساسية فجعلها أضحوكة هذا الأحمق ..

بالجامعة
دلف بسيارته الفاخرة ثم هبط بطالته المميزة كعادته ...
بحث عنهم بعيناه إلى ان وقعت عيناه عليهم، توجه حازم إليهم فجذب المقعد وجلس على الطاولة المخصصة كافيه الجامعة قائلا بأبتسامة بسيطة:صباحووو يا شباب
:صباحو فل يا جارحي
قالها صديقه السوء ولكن هذا الاحمق مازال يعتقد أنهم أخيار لا يعلم خططهم الدانيئة للأيقاع بتلك الفتاة وتحمل هو نتيجة المجهول ...
صعدت للأعلى فجتمعت برفيقاتها قائلة بأبتسامة:السلام عليكم يا قوم
:لسه فاكرة ياختى
:سبك منها معتش حطه حد فى دماغها
جلست قائلة بغضب: أيه دا انتوا أجتمعتوا عليا ولا أيه !

:أينعم ولازم تجبيلنا حاجة على حسابك والا تستهلى الا هيحصلك
قالتلها رفيقتها فغضبت نسرين للغاية فتركت الطاولة قائلة بتذمر:ماشى ياختى هروح وأمري لله ..
وتوجهت نسرين للأعلى أو لمصير سطره لها هؤلاء الأوغاد، أشار له بعيناه فتطلع لها وهى تحمل أكواب القهوة الساخنة وتتجه لرفيقاتها فوزع نظراته عليها وعلى حازم المنشغل بهاتفه فوضع خطة محبوكة ...
وضع قدماه بطريقها فتعثرت لتسقط بين على صدره، وقف والغضب تسلل لعروقه فمن تلك اللعينة التى تجرء على فعل ذلك ؟
إبتسم نادر بخبث لحدوث مرده فقال بمكر:أنتِ مبتشفيش
نسرين بأرتباك وهى تتفادى الحديث مع هذا اللعين فوجهت حديثها لحازم:أنا أسفة صدقنى مقصدش
هدء حينما شعر بالصدق بعيناها فتلك الفتاة تأسره بسحرها الخاص، تمالك الغضب نادر لظنه بأن خطته باتت بالفشل فعال صوته قائلا بغضب مصطنع:أنتِ متقصديش !ههههههه دى دخلة جديدة دي ولا أيه ؟

قال الشاب الأخر:مش قولتلك يا حازم البنت دي عايزة الا يفوقها عشان تعرف مين هو حازم الجارحي بتتعمد تبين للكل أنك ولا حاجة ..
لمع الغضب بعيناه وما زاده حديثها حينما أقتربت رفيقاتها منها فصاحت بغضب:أنتوا فعلا اشكال زبالة أنا غلطانه أنى وقفت وأعتذرت
قالت كلماتها وكادت أن تخرج من المكان ولكن وجدت من يجذبها بالقوة ليهوى على وجهها بصفعه قوية للغاية كانت صدمة لطلاب الجامعة بأكملهم ...
رفعت عيناها بصدمة فرأته يقف أمامها قائلا بصوت كالرعد:الزبالة دي أمثالك الغلط الا حضرتك بتتكلمى عليه دا جيه من زمان يا حلوة أنا عدتلك المرة الا فاتت بس خلاص شكلك مش بتفهمى بالذوق وأدام الكل لو حد شافك تانى هنا مبقاش حازم الجارحي ..
قالها بعين من جحيم فجذبتها رفيقتها على الفور فهى تعلم جيداً ماذا يستطيع ان يفعل ؟ولكن لا تعلم بأنها ملكٍ له وسيعافر لتحظو بحياتها ليتحمل هو الأشواك والطعنات القاتلة لتراقب هى شمس العشق الدافئ ..

بالقصر
لم تصدق رحمة أن بهذا الزمان كم من الطيبة ..نعم فما ان جلست معهم بالقصر شعرت بأنها محاطة بحصون من الحب المجتمع بقوة وما زادها أعجاب شخصية آية الغامضة ...
بالأعلى ...
صعدت لغرفتها بمساعدته ونظراته تشملها بعشق فزفر بضيق طفولى:كل دا عشان أشوق الرسمة ؟!
كبتت ضحكاتها قائلة بجدية مصطنعه:أنا تعبت فى رسمتها ولازم تتعب لما تشوفها
عمر بسخرية:دا أيه الذل دا ؟
تعالت ضحكاتها قائلة بشفقة:خلاص هجبها ..

وتوجهت بمفردها للخزانة ثم لامست بيدها اللوح وجذبته لينصدم عمر ..
نور بلهفة:أيه رأيك ؟
عمر بصدمة كبيرة:مين دا يا نور ؟!
تلبكت قائلة بستغراب:مين دا أيه ؟!أكيد انت طبعاً
:يا نهار أسوود
قالها عمر بأعين متسعة على مصرعيها فأقتربت منه قائلة بلهفة:ليه بس في ايه؟

جذب عمر اللوحة فى محاولة أخيرة لأقناع نفسه ثم صاح بهدوء:فى حاجات مش حاجة واحدة بصى يا قلبي مترسمنيش تانى أقولك على حاجة حلوة مترسميش خااالص يكون أفضل أنا عايزك ترتاحى وتصفى ذهنك
ثم رمق اللوحة نظرة مجدداً فتمتم بخفوت:بسم الله الحافظ
أنفجرت ضاحكة ثم قالت:أعمل أيه يعنى مأنا تعبت من التخيلات
عمر بغضب وعيناه على اللوحة تأبى تركها:متتخيليش خااااالص بعد كدا.

إبتسمت قائلة بجدية:نفسي أشوفك يا عمر
غزت كلماتها قلبه فحطمته بنجاح، أقترب منها ثم قربه منه قائلا بعشق:قريب أوى يا قلب عمر بس ساعتها هشوف هتقدري تعرفينى ولا لا
إبتسمت بخجل:أكيد هعرفك من صوتك
تعالت ضحكاته ثم قال بجدية:عدي صوته بيشبهنى
دلفت دوامة الحيرة فأحتضانها بقوة لعلها تتمكن من تميزه بنبضات القلب المتراقص...

أبتعد عنها وهو يتأمل وجهها، ملامحها البريئة، عيناها الزرقاء ..
رفع يديه على وجهها وباليد الأخرى حرر حجابها ليلمع شعرها الأسود بجمال ..
خجلت كثيراً وهى تحاول الأبتعاد عنه ولكنه حاصرها بين ذراعيه هامساً بجوار أذنيها:بتثقى فيا يا نور
كان سؤال مزلزل لها فمرءت ذكريات الماضى أمام عيناها لتجده المنقذ لها على الدوام ...خرج صوتها الخجول كحالها قائلة بتأكيد:مش بثق فى حد غيرك
غمرها بين ذراعيه بسعادة كبيرة لسماعه كلماتها الرقيقة، حملها للفراش فأنقبض قلبها بقوة ولكنها علمت بأنها صرحة له بالثقة ..طبع قبلة خفيفة على جبينها قائلا بعشق:أرتاحى شوية لما أرجع من المستشفى عشان نبدأ علاج للجراحه.

أبتسمت قائلة بحماس:خالى بالك من نفسك
:لما توعدينى بدا أوعدك انا كمان
قالها بهيام بعيناها فقالت ببسمة رقيقة:الكل هنا واخدين بالهم منى يا عمر وبعدين انت مش عادتك تتأخر على المرضى هتغير عادتك عشانى ولا أيه يا دوك
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية على كلمتها:أتعلمتى منهم
أشارت بغرور مصطنع:أنا بقيت منهم نور الجارحي
:ههههههههه ماشي يا عم محدش بقا أدك
قالها عمر وهو يتوجه للخروج فقالت بعشق:متنساش تكلمنى
إبتسم قائلا بتأكيد:أن شاء الله يا حبيبتي سلام
نور: فى رعاية الله ..
وغادر عمر للمشفى وتبقت هى هائمة به ..

بالأسفل
هبط عدي للأسفل فأبتسم حينما وجد مليكة عادت من الخارج وجلست تشاركهم الحديث والمرح فرحمة تعلقت بجميع الفتيات وآية ويارا وشذا حتى دينا وتالين أعجبن بها للغاية ..
هبط ليكون على مقربة منهم فركضت مليكة لأحضانه كالمعتاد قائلة بابتسامة مرحة:وحشتنى يا ديدو قليل لما بشوفك
رفع يديه يحتضن أميرته الصغيرة ثم قال بثبات ؛لو عوزتينى عارفه أذي توصلى بس دا مش فى مخططك مخططك الفلوس الا بتأخديها من عمر فعارفه اذي توصليله هو
فتحت عيناها على مصرعيها قائلة بصدمة:هو أنا أتفضحت كدا
:وأكتر كمان ياختى
قالتها مروج بضيق، كانت تتأمله بغضب وغيرة شديدة ..

أقترب عدي منهم فجلس على مقربة منهم فصاحت داليا به:عدى مشفتش رائد ؟
أجابها بجدية:لا يا داليا
رحمة بستغراب:مين رائد ؟
مروج:أخوها
رحمة بصدمة:مش جاسم أخوها
تعالت ضحكات الجميع فأجابت مليكة مؤكدة لها:عندك حق تتلغبطى العيلة كبيرة اوي ما شاء الله بس انا هفهمك كل حاجه ثانية واحدة
وتركتهم وهرولت للاعلى ثم هبطت بعد دقائق ومعها ألبوم كبير بعض الشيء فردته أمامها لتجد بكل صورة عائلة متكاملة فقالت بسعادة:يعنى أنتِ أخت عدي ؟
مليكة بغرور:أينعم الصغيرة
سعدت كثيراً فعلم عدي ما كان سبب غضبها منذ قليل ...أنغمست معهم بسعادة عائلية فقدتها رحمة بحياتها ولكن هل ستدوم السعادة طويلا ؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة