قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثالث بقلم آية محمد رفعت الفصل الأول

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثالث كاملا

رواية أحفاد الجارحي الجزء الثالث بقلم آية محمد رفعت الفصل الأول

توقفت السيارة بصوت صدح بفزع للجميع فأسرع السائق بفتح باب السيارة ...
وضع قدماه على الأرض بتثاقل ثم هبط بجسده الممشق، فخطى للداخل بخطاه المجسمة بالكبرياء نعم فهو له رفيق لم يتخل عنه قط، عيناه المذهبة المحاوطة بحماية من طول الرموش الكثيفة لحمايتها، شعره البنى الطويل يجعله فتاك لمن يراه ..خاتمات توقيعاتهم أن من أمامهم من أكفئ رجال الشرطة فربما أن علموا بأنه الأبن الأكبر لياسين الجارحي ألتمسوا العذر...

أكمل خطاه لغرفة مكتبه فأسرع الشرطى بفتح باب المكتب سريعاً ثم رفع يديه يقدم التحية الرسمية التى تليق به ..
خلع جاكيته ثم جذب المقعد وعيناه تتفحص ملامح وجه رفيقه الماسد أمامه بشرود ...
خرج صوته ومازالت عيناه العسلية تتفحص الأوراق من أمامه:مالك ؟
تلجلج مازن بوقفته قائلا بأرتباك:مالى مأنا...
كاد أن يكمل خدعته المدبرة منذ الصباح ولكن نظرته جعلته يجلس على المقعد بحزن وأستسلم قائلا بدمع فشل بكبته:وليد أتقتل يا عدي
صُدم عدي فرفع عيناه القاتمة حينما علم بأستشهاد رفيقه من هؤلاء اللعناء ..نعم يتذكر بسمته قبل رحيله حينما أخبرهم أنه سينهى مهمته ليعود لزفافه سريعاً ولكن أرادة الله كانت أقوى من كل شيء ...
هدوء عدي كان خوف لمازن الذي تراقب تعبيرات وجهه برعبٍ شديد أزداد حينما ترك المكتب وتوجه للعميد ...

بمشفى من أفخم ما يكون
فهى أسست بأشراف يحيى الجارحي لأبن رفيقه المقرب ...عمر ياسين الجارحي
كان يتنقل بين المرضى ببسمة لا تليق الا به فهى متناقض مع عدي بأبتسامته المرسومة على وجهه بأستمرار ...
أنهى عمر عمله ثم صعد ليرتاح قليلا ليتفاجئ بمشاكسته تدلف للداخل بسرعة كبيرة ...
مليكة بسعادة:عمررررر
كاد كوب القهوة أن يتساقط من بين يديه فقال بغضب "مفيش فايدة فيكِ مش قولتلك ميت الف مرة أننا فى مستشفى
تعالت ضحكاتها قائلة بعدم أكتثار:هو أنا عملت أيه بس ؟!

لوى فمه بأزدراء على تلك المشاكسة قائلا بسخرية:معملتيش أنا الا عملت أرتاحتى
جلست على المقعد المقابل له قائلة بمرح:مش أوي
طرق على سطح مكتبه بحذم:أنتِ جاية تهزري وانا مش فاضيلك
أنكمشت ملامح وجهها قائلة بحزن:كدا يا عمر وأنا الا كنت بقول عليك طيب وهادئ عن أبيه عدي طلعت ألعن منه ..
تخل عن مقعده وأقترب منها قائلا بشرار يلهب الجنون:ألعن من مين يابت
صرخت بشدة حينما جذبها من أذنيها ليكمل هو:مش كفايا أنك بتحترميه وبتقوليله أبيه رغم أن بينا 10 دقايق بس وأقول ماشي مش مشكلة أختك الصغيرة يا عمر أستحملها.

تأوت من الألم قائلة بصرااخ:اااه خلاص أنا أسفه لما أدخل المستشفى مش هتكلم خااالص أوعدك بس سيب ودنى هموت ..
تركها ثم توجه لمقعده مرة أخري قائلا بغرور مصطنع:أيوا كدا أتعدلى
فركت أذنيها بضيق من أنتزاع حجابها المنسق بعناية فأعدات ترتيبه قائلة بهدوء وبراءة مخادعة:أنا كنت جاية هنا عشان عايزة منك حاجة
أكمل أرتشاق قهوته قائلا بتعجب:حاجه أيه دي ؟!
أقتربت من المكتب قائلة بخجل مصطنع ؛كنت عايزة فلوس
رفع عيناه الزيتونية المحاوطه برموش كثيفة ورثها عن أبيه قائلا بصدمة:وأنتِ معكيش فلوس ؟!

لوت فمها بأزدراء قائلة بسخرية ؛هيبقا معايا وأتحوج ليك
عمر بسخرية أشد:لا وأنتِ الأحق بتخدعينى بطريقتك والأغرب أن مليكة الجارحي معهاش فيزا أو فلوس
تأففت بغضب:هعمل أيه يعنى مامى سحبت منى كل حاجة قال أيه لازم أتعود على المصاريف القليله عشان لو أتجوزت واحد على قد حاله أعرف أعيش كويس
عمر بهدوء وجدية:ايه الا يهمك بالشاب الا هتتجوزيه يا مليكة ؟
أسند بظهرها للخلف قائلة بشرود:مش مهم الفلوس ولا المستوى الاجتماعى خالص أهم حاجه عندي أخلاقه وتدينه وكمان يكون مز ووسيم نفس جمال أبيه عدي كداا أه أمال ايه .

عمر بغضب:ولو مجاش شكله يعنى هتعنسى
وقفت قائلة بجدية لا تحتمل تقاش:ايوا اعنس معنسش ليه دا حتى الحرية نص كمال الحياة
عمر بصدمة:كمال ايه ؟!
أرتدت نظارتها بغرور:هفهمك
قاطعها مسرعاً وهو يخرج المال:لا أبوس رجلك مش عايز أفهم أنا عندى جراحه كمان ربع ساعة خدى دول وشوفى نفسك وأن كان عليا هباشرك بالدعاء يوقعك فى واحد بنص عصبية عدي عشان تشرفى جانبنا طول العمر ..

مليكة بحزن:فى حد يقول لأخته كدا
عمر بخبث:أه أنتِ زعلتى طب خلاص اكيد مش هتاخدي الفلوس
وكاد أن يسحب المال من على طاولة المكتب زلكن ذراعيها كانت الأسرع إليه قائلة برجاء:بلاش ماما تعرف الله يكرمك أنت أخويا العسل وانا عارفه انك جدع
حلت ملامح الجدية وجهه الوسيم ليخرج بصورة لا تحتمل النقاش:برة يا مليكة
لم تتناقش معه ووضعت المال بحقيبتها ثم أنصرفت على الفور .ليكمل هو عمله المجان لمن فقد بصرهم ولم يجدوا الدعم والمساندة ...ليكون مصيره محتوم بين احداهما...


بمكتب العميد
رفع صوته بالمكان قائلا بجدال:قولت لا يعنى لا مستحيل أعرض حياتك للخطر
عدي بهدوء يصاحبه أينما كان:يا فندم حضرتك عارف أنى أقدر أخلص المهمة دي وأنها بسيطة جدا مش محتاجه الخوف دا كله ..
العميد بنبرة غاضبة:قولتلك من شوية دا مش مجالك ولا شغلك يا عدي أنا عارف أيه هو سبب تصميمك للسفر بس مش هقبل أقدمك للموت بأيدي
عدي بثبات ؛يا فندم المهمة دي سهلة مش محتاجة الخوف دا
أجابه بحذم:كانت سهلة قبل ما وليد الله يرحمه يتكشف لكن دلوقتى بقيت خطر ..
كاد أن يتحدث ولكن العميد أنهى حديثه قائلا بنفاذ صبر:على مكتبك يا سيادة الرائد الموضوع منهى
واقف عدي ولهيب الأنتقام من من فعل برفيقه يشتعل بعيناه فأقترب منه قائلا بصوته الفاقد للثبات المعتاد:حق وليد مش هيروح حتى لو هيكون فيها أستقالتى عن أذن حضرتك ..

وغادر التعلب الماكر ليواجه مصير سيجعله للصدفة أسير ...
زفر العميد بقوة فهو يتهاون معان كثيراً ليس لأنه إبن ياسين الجارحي ولكن لأنه من أكفئ الضباط بالقسم نعم يعلم أن من المحال التغلب عليه ولكنه سيكون محاط بالأخطار لكشف المهمة سابقاً ...
خرج عدي لسيارته بعدما أشار للشرطى بالهبوط ..قادها بسرعة فائقة لينال من هؤلاء الأوغاد...

بقصر الجارحي
هبط على الدرج بطالته الجذابة شعره الأسود متناثر على عيناه الرومادية بحرافية معتادة فخطى للأسف بتأفف حينما أستمع للجدال اليومى بين إبناء العم ...
: مشاكلكم دي مش بتنتهى
قالها رائد بعدما هبط ليكون على مقربة منهم ...
هبط معتز هو الأخر قائلا بغضب شديد:وحياة عيالك يا شيخ تخلصنا من الحيوانات دي بجد صداع رهيب كل يوم على الصبح ...
وقف حازم يتطلع لهم بنظرات مكبوته بالغضب ليخرج صوته الساخر:لا والله كتر خيرك
جاسم بهدوء مريب وهو يتقدم من معتز:مين الحيوانات دي يالا !
كبت ضحكاته قائلا بجدية مصطنعه:أيه دا جاسم ؟!

جاسم بسخرية:مفاجأة صح
معتز:والله مفاجأة عسل بس أنا لما شتمت كنت أقصد الحيوان الا وراك دا
رفع حازم يده قائلا بغرور:حبيبي والله
استدار جاسم له قائلا بغضب:اخرس يا زفت
حازم:حاضر
رفع رائد يديه على رأسه فلم يعد يحتمل هذا الصداع اليومى بمشاكسة جاسم ومعتز اليومية فتوجه للمائدة يتناول فطوره بعدم مبالة ...
بعد قليل
هبط ياسين للاسفل بتأفف فأنسحب للطاولة التى يعتليها رائد ...

ياسين ببسمة لا تليق سوى به:صباح الخير
بادله نفس البسمة:صباح النور يا ياسين
ثم رفع يديه يتطلع للوقت بذهول:دقيق فى مواعيدك
ألتقط الفطائر يتناولها وعيناه الزرقاء تتأمل ما يحدث بين معتز وجاسم وحازم بتسلية .
على بعد مسافات قليلة منهم
أنفجر معتز ضاحكاً حينما نجح بقلب السحر على الساحر فلكم جاسم حازم بقوة وصارت المعركة بينهم كصباح كل يوم ..

توجه معتز للجلوس على الطاولة فأتاه صوت ياسين الهادئ:مش بتستريح غير لما تقيد.بينهم الحرب
أرتشف معتز فهوته بتلذذ قائلا بفرحة:بصراحه بستريح جداااا لآن الحيوان حازم دا ميستهلش غير ضرب جاسم المبرح وبعدين هو الوحيد فينا الا بيهتم بعضلاته والجيم ولازم يتدرب كويس فأنا بخدمه بقدمله كبش بشري يتدرب بيه ..
أستند رائد بيده على الطاولة قائلا بصوتٍ خافت لياسين:كلمت فاروق يا ياسين
أعاد شعره المتناثر على عيناه قائلا بثبات:ومش هكلمه الصفقة دي تمت بينك وبينه بلاش تدخلنى بالنص عشان تصرفى مش هيعجبك ..
كبت رائد بسمته الهادئة فهو يعلم أن ياسين لا يحب هذا الأحمق ...

أنهى جاسم ما يفعله ثم وقف أمام المرآة المطولة بطول الحائط يرتب ملابسه بعناية حتى شعره المصفف بحرافية أبى أن يتركه دون التأكد من تصفيفه ...رفع عيناه بنظرة رضا لمظهره الوسيم وتقدم لينضم لهم على المائدة ...
هبطت الفتيات من الأعلى لينضموا لهم ...
مروج ببسمة مرحة:صباح الخير أيها القوم
بادلها الجميع التحية الا أخيها لوى فمه قائلا بغضب:صباح الزفت على دماغك
مروج بصدمة:ليه كدا يا ميزو
وقف والغضب يشتعل بعيناه قائلا بصوت جمهوري ؛أسمى معتز ومن الأفضل متقوليش اسمى خالص
مروج بغضب:على فكرة أنا بدلع أخويا الصغيور
معتز بحذم:سنة وأربع شهور الا بينا وبعدين مش شايفه نفسك ولا الفرق بينك وبينى
واقفت أسيل تتابع ما يحدث على عكس داليا التى جلست لجوار أخيها رائد تتناول طعامها لتذهب للجامعة ..لم ترى نظرات العاشق المتيم لها ...

ياسين بجدية:مروج معتز ممكن تبطلوا هبل على الصبح خلصنا من جاسم وحازم طلعتوا أنتوا
حازم بألم:ااه يانى أنتوا بتتشطروا عليا عشان أخويا الكبير مش هنا
رائد بنفاذ صبر:أنا هسبقكم على المقر
وقف ياسين هو الأخر وهو يلملم متعلقاته:أستنا يا رائد جاي معاك
وغادر رائد وياسين للمقر فجلست مروج لجوار داليا بهدوء فأنضمت لهم أسيل قائلة بمرح:هههه لأزم الاسطوانة بتاعت كل يوم دي والله حرام كداا
مروج بغضب:هو الا بيعملها مش أنا
جاسم بهدوء:خلاص بقا الله
ثم أكمل بستغراب:فين مليكة.

رفعت داليا عيناها القرمزية له قائلة بخفوت وخجل من نظراته:مليكة عند عمر وزمانها راجعة
معتز بسخرية:هو لازم تقليب الفلوس يكون بالمستشفى ما تقلبه هنا
تعالت ضحكات الجميع فأتى صوتها المزلازل من خلفه قائلة بغضب:ودي هتفرق يعنى خلاص وفر عليا المشوار وهات الفلوس أنت
جاسم ببسمة هادئة:معتز معاه حق يا مليكه بابا وعمى والكل مسافرين يعنى لو أخدتى منه هنا والدتك مش هتعرف لأنها مسافرة مش موجودة
جلست بجانب مروج بتفكير ثم قالت بصدمة:تصدق صح
معتز بمشاكسة ؛صح أنك غبية !

زمجرت قائلة بغضب:ماشي يا معتز هعديهالك المرادي
ثم وجهت حديثها لجاسم:جاسم الأمتحانات بعد يومين
أرتشف جاسم قهوته قائلا بمكر:والمطلوب
أسرعت مليكة بالجلوس لجواره قائلة ببسمة كبيرة:ذي كل سنة تذكرلنا أنا والبت داليا الغلبانه دي
أكمل أرتشاف قهوته ببرود:ولو رفضت
مليكة برجاء:لا كدا هنشيل المادة يخليك عيالك دي أمى جايز تعلقنى يرضيك كدا تزلنى بأخواتى واحد ظابط شرطة والتانى دكتور وأنا مستقبلى هيتدمر.

معتز بأبتسامة واسعة:مستقبل العيلة هيتدمر والله صعبت عليا
رُسمت البسمة على وجه جاسم قائلا بهيام بمعشوقته الخجولة:أما أرجع من المقر هشرحلكم
تعالت ضحكات مليكة الطفولية قائلة بسعادة ؛روح يا شيخ الهى ربنا يكرمك بمزة كدا تهز قلبك الجبل دا
جاسم بمكر ونظراته تتوج معشوقته:موجودة بس أهز أنا قلبها
معتز بخبث لعلمه بما يحدث:يا ضنايا يابنى حالتك صعبة أوي
مروج:هههههه جدااا والله بين تصدق أنك صعبت عليا وهساعدك
أسيل:وأنا كمان يا جاسم يا حبيبي هعمل كل الا أقدر عليه دانت أخويا الغالي
رمقهم جاسم بنظرة مميته ثم جذب مفاتيح سيارته جذباً معتز من تالباب قميصه.

معتز بصراخ:أنا لسه مخلصتش أكل
جاسم:تخلص أكل ولا أخلص عليك
هنا أنصاع له معتز ورحل معه بهدوء ..وتبقت داليا المرتبكة من نظرات الفتيات لتبدأ المشاكسة اليومية
مليكة بهيام ؛سمعتى الكلمتين دول يا بت يا أسيل
أسيل ببسمة رقيقة:الا سمعت دانا كلتا الأذنين كانت مع أخويا حبيبي مز الواد والله
مروج:هههههه مين يشهد للعروسة ياختى
داليا بخجل شديد:يالا يا مليكة أتاخرنا
مليكة بخبث:على جاسم ؟

تلون وجهها بشدة فقالت بغضب:أنا هروح لوحدي
وجذبت داليا حقيبتها وغادرت فلحقت مليكة بها سريعاً والضحك يتمدد على ثنايا وجهها ...
مروج بملل بعد رحيل الفتيات:طب وأحنا هنعمل أيه النهاردة
أسيل:مش عارفه والله يا مروج أنا عايزة أكلم بابا ننزل معهم الشركة نعمل اي حاجه لأن بجد من ساعة ما خلصنا الجامعة والحياة بقيت مملة اووي
مروج بغضب:شركة ايه ؟لا أنا عايزة أكون حرة كدا أسافر أي بلد أو أي مكان
حازم بألم:حد يجبلي تلج ينوبكم ثواب
مروج:عههههههه حاضر
وبالفعل أحضرت له قطع من الثلج فوضعها على الكدمات بوجهه ...

أسيل بجدية:قولتلك ميت مرة ما تشدش مع جاسم مش قده
حازم بصراخ:اااه براحة يابت
مروج بغضب ؛مأنا بعمل براحة أهو أنت الا متفشفش
حازم بغضب:حسبي الله ونعم الوكيل في أخوكى وأخوها
مروج بتأكيد:ادعى معتز يستهل
أسيل بمرح:جاسم عسل والله بس مدام ضربك يستهل
قطع حديثهم رنين هاتف أسيل المعلن عن رفيقها المقرب أو العاشق المجروح ببسمة مخادعة يخدعها بها فتبوح له عما بداخلها من عشق جارف لرجلا أخر غيره ..

أسيل بسعادة لرؤية أسمه يزين الهاتف:أحمد
حازم بفرحة:قوليله يرجع عشان أخوه بيتبهدل من غيره
ركضت أسيل لغرفتها والهاتف بيدها غير عابئة لما يتفوه به هذا الأحمق فتركته لمروج تداوي كدماته ...
دلفت لغرفتها وبيدها الهاتف قائلة بسعادة:أحمد
إستدار بمقعده مستنداً برأسه عليه يهيم بالسماء لسماع طرب أسمه يتراقص بين نغمات صوتها
دلفت السكرتيرة للداخل فأشار لها بالخروج على الفور ليكمل حديثه بالهاتف قائلا بثبات يخيم على صوته:عامله أيه ؟

أسيل بفرحة لسماع صوته:أنا الحمد لله كويسة بس محتاجة لصديق طفولتى يكون جانبي أرجع بقا
أحمد ببسمة ألم:أنا جانبك على طول يا أسيل ثم أكمل بمزح: وبعدين أنا معاكى طول اليوم على الفوون ومستحمل وبأخد أدوية للصداع لو رجعت أحتمال أخد جرعة زيادة
أسيل بغضب طفولي:كدا يا أحمد ماشي مش عوت هكلمك خالص
أحمد ببسمة زادت جمال وجهه الأبيض أشراق:ليه بس دأنتِ الحب كله يا أسو
أسيل بحزن مصطنع: لا مش هكلمك تانى
تخل عن مقعده فظهر جسده الرياضى فمن يرأه يظن أنه بطل للملاكمة بفعل تمارينه للقاسية ...تقدم من الشرفة فأزاح الستار ليتأمل الأشجار الممتدة حول شركته المتميزة فهو المسؤال عن شركات الجارحي بأيطاليا بعدما ترك مصر منذ عامين أو هروب من الواقع الذي صارحته به الحب الوحيد بحياته ...
خرج صوته أخيراً بجدية:صارحتيه بحبك ؟

حل الحزن على قسمات وجهها فجلست على الفراش بحزن ؛ هو عارف يا أحمد أنى بحبه بس دايما بيتجاهلنى
أغمض عيناه السمراء بقوة ليتحمل الخنجر الموضوع بقلبه وتزيد تلك الحمقاء الضغط عليه فيحتمل هذا العاشق الجراح بصمت
:عدي طبعه غريب عن الكل يا أسيل أكيد حاسس بيكِ ومنتظر الوقت المناسب عشان يفاتح عمى بالموضوع
رسمت سعادة على وجهها قائلة بفرح:بجد يا أحمد
أحمد بهدوء:أن شاء الله أنا هقفل عشان عندى meeting وهبقا أكلمك بعدين
أسيل بحزن:لا خاليك معايا شوية لسه فى حاجات كتيرة حابه اقولهالك
أحمد:هكلمك بليل أن شاء الله
أسيل:وعد
احمد ببسمة هادئة:وعد
وأغلق معها الهاتف والألم يتزيد على قلبه شيئاً فشيء..

جلس على مقعده بالطائرة المتوجهة لنيويورك بعدما تألق بسروال اسود اللون على تيسرت أبيض وجاكيت من اللون البنى فكان ساحراً للغاية عاونه ملامحه المائلة لملامح الغرب على تقمص شخصية أمريكية حتى ينال ما يفكر به ...
أسند رأسه على مقعد الطائرة بتفكير وعين هائمة بالتوق للانتقام من هؤلاء اللعناء فلونت بلون قاتم للحياة ..بدء يتلاشي حينما إستمع لصوت شهقات بكاء مكبوته تأتى من المقعد المجاور له ...

أستدار بوجهه ليجد فتاة فى العقد الثانى من عمرها ..ترتدي ملابس سوداء اللون لم يتمكن من رؤية وجهها جيداً او هى من أردت ذلك بعدما وضعت على حجابها أسكارف أسود اللون بأهمال حتى يخفى ملامح وجهها ...
لم يبالى بها وجلس بثقته المعتادة يفكر بخطة للقضاء على مافيا متنقلة بين مصر ونيويورك مقرها الاساسي لا يعلم إلى أي دين ينتموا كل ما يعلمه أنهم جناه وهو من سيضع لهم خط الهلاك ...

على جواره كانت تجلس بحزن ونحيب على مصيرها المجهول بعدما أعلنت رغبتها بانتهاء السيطرة الكامنة عليها فهربت تاركة كل شيء خلفها بأمر من والدتها ...نعم تعلم أنها تتحدا الموت بذاته فهى تعلم بقوة خطيبها المزعوم وتعلم ما بأمكانه فعله ولكنه ستلوز بالفرار حتى تهرب من رغبته المريضة بالحصول عليها ...كم تمنت أن تحظى بأخ يحميها بعد والدها من براثين إبن عمها ولكنها وحيدة لم تمتلك سوى والدتها العاجزة عن حمايتها بعد وفأة زوجها فتركهم لعم يوافق إبنه المريض بنزواته حتى ولو كانت إبنة أخيه ستكون من ضمن ضحاياه ..بكت كثيراً عندما تذكرت والدتها وهى تحتضنها أمام المطار وتخبرها بالهرب كلما أستطاعت ...أنقبض قلبها لمجرد التفكير بتمكنه من الوصول إليها لا تعلم بأن هناك مشيئة للقاء مع وحش خلق للدمار فمن هم للتجرء على الوقوف أمام وحش ثائر ...
مرت الدقائق وبكائها يزداد فأخرجت من حقيبتها مصحف صغير تحتمى به ..ترتل بخشوع ودموع تهبط بصمت...

أما هو فكان يرتدى نظارته السوداء التى تخفى جمال عيناه الفتاكة لمن يرأها عين ممزوجة بلون البنى والعسل بحرافية ‏ربانية يفكر بالثائر ممن فتك برفيقه ...ولكنه فقد تركيزه حينما بدء قلبه يغزو بقوة كأن ألة حادة تطعن به لا يعلم ما به ؟
أو لما يشعر هكذا ؟! لا يعلم أن عشقه المجهول لجواره فقرب الوقت لينال علقم العشق حينها يلتمس لأبن عمه العذر...

بالمشفى
خرج عمر من غرفة العمليات بعدما أنجز الجراجة بدقة عالية
آسلام:برافو عليك يا عمر الحالة كانت هتروح مننا
عمر بهدوء:الحمد لله يا آسلام ربنا كتبله عمر جديد
آسلام بتأييد:ونعم بالله أنت هتروح
أرتدى عمر جاكيته الطبي قائلا بنفى:لا هطلع أشوف الحالة الا جيت إمبارح عشان أحدد لها المعاد المناسب للجراحة
إسلام:يا بنى روح أرتاح شوية هي الدنيا هتطير
عمر بصدمة من حديث رفيقه:أروح أنام وأسيب المرضى كدا؟!
إسلام:يا بنى هو حد هيحاسبك دي مستشفى خاصة وبتاعت جنابك وكمان أيه بالمجان
هبط عمر الدرج بعدما تسلق اول درجاته قائلا بغضب جامح:عشان المستشفى بتاعتى وبالمجان اسيب الناس تموت يعنى.

تحدث سريعاً:لا مقصدش بس
قاطعه عمر بحذم ؛انت شغال هنا وبتأخد مرتبك شوف شغلك أحسنلك يا آسلام
وتركه عمر والغضب يتغلل بعيناه فصعد لمكتبه أولا يهدء ما نزعه رفيقه ...
جلس على المقعد بأهمال ...إستمع لصوت هاتفه فرفعه ببسمة واسعة
عمر:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وحشتينى أوي يا ماما
على الجانب الأخر كانت تجلس على الأريكة بحماس لسماع صوت إبنها فقالت بفرحة:وأنت كمان وحشتنى يا روح قلب ماما أهم حاجه طمنى عنك
عمر بمرح:أنا الحمد لله والله مش ناوين ترجعوا بقاا ولا الحب خدك من عيالك
التقط الهاتف منها بعدما أحتصنها بعشق
ياسين بثبات وعين لامعة بعشقها:وانت مالك يالا
عمر بصدمة:بابا !

ياسين بسخرية:أتفاجئت ولا كنت متوقع أنى هسيبك تخلس عليها
أجابه عمر مسرعاً:لا أبداً والله انا أقدر برضو
ياسين:طب يالا على شغلك يا دكتور
آية بصراخ:لا يا ياسين متقفلش عايزة أطمن على الولد
أغلق ياسين الهاتف قائلا بغضب:أتطمنتي وكلمك عايزة ايه تانى
كبتت ضحكاتها قائلة بجدية:كنت هسأله عن عدي
وضع ياسين الهاتف على الطاولة ثم استدار لها بسخرية:على أساس أن حد بيعرف أبنك فين ؟!

تعالت ضحكاتها فرفعت ذراعيها حول كتفيه قائلة بثقة: أيوا فى ياسين الجارحي بنفسه عارف كل حاجه
إبتسم بسمته الهادئة قائلا بغموض:أغرينى وأنا أقولك
أنفجرت ضاحكة حتى توردت وجهها فلم تستطيع السيطرة عليها وجلست على الأريكة:مفيش فايدة فيك هتفضل ذي مأنت
تعال الصوت بالغرفة قائلا بضحكة عالية:نسيت تقفل التلفوون يا والدي ههههههههه
رفع ياسين الهاتف قائلا بغضب:ماشي يا زفت بس أما أرجعلك بسس
عمر بمرح:طب وأنا ذنبي ايه بسسس يا حاااج الله يخربيت التلفونات على بيت الا اخترعها
ياسين بحذم "اقفل يا حيوان
عمر:ههههه حاضر
وأغلق عمر الهاتف ثم خرج ليباشر عمله ...

بينما خجلت آية كثيراً مما حدث
ياسين بغضب:عجبك كدا
آية:هو أنا الا سبت الفون مفتوح المهم عدي فين ؟
جلس لجوارها على الأريكة قائلا بتأفف:إبنك مش ناوي يجبها لبر مش عارف طالع لمين انا مكنتش كدا
آية بشك:نعم أنت كنت أسوء من كدا
نظرة منه جعلتها تتراجع سريعاً:لكن دلوقتى بقيت لطيف
لم تتبادل نظراته فأسترسلت حديثها:جدااا
إبتسم الغامض وأحتضنها بعشق جارف لم يتبدل بعد ..

بالمقر الرئيسي
كان رائد يتابع عمله إلى أن دلف جاسم ومعاه العقد الخاص للتوقيع فقدمه له قائلا:رائد الملف أهو بس فاضل توقيع ياسين وعمى
اشار له رائد وحمله منه يتفحصه بتعجب:بس دا ملف صفقة الحديد
جاسم بزهول:ورينى كدا
لا انا جبت الملف الغلط هرجع اجيبه قبل الاجتماع
رائد:خاليك فى اجتماعك هروح أنا أجيبه
جاسم:أوك
وخرج لقاعات الأجتماعات وتوجه رائد لبئر الأوجاع من جديد ...

بالمشفى
أنهى عمر عمله فرفع الهاتف قائلا بتأفف:كل دا عشان ترد
ياسين:يابنى أنا كنت بأجتماع ولسه مخلص حالا
عمر:طب خلص شغلك وعدى عليا أنت ورائد والشباب نخرج نتعشا بره
ياسين:اوك شوف حازم خاليه يجيب مروج وأسيل ومليكة وداليا نجبلهم الاكل وراهم امتحانات
عمر بسخرية:دول الا هيقعدوا بالبيت
ياسين:هههههه والله هنشوف
عمر:تمام سلام
ياسين:سلام.

وأغلق عمر الهاتف فصدم حينما أقترب من الصوت المرتفع بالاستقبال ليرى ما يخفى بعيداً عنه
المرأة ببكاء:طب يا بنى أدينى بس دقيقتين والله ما هأخد من وقته أكتر ولا أقل
العامل بصياح:أنتِ مبتفهميش يا ست أنتِ قولتلك عمر بيه مش فاضى خلصنا ..
بكت المرأة كثيراً ولم تعلم إلى أين ستذهب بأبنتها فتوجهت للخروج ولكنها توقفت حينما وجدت من يجذبها برفق للداخل ..
جذب عمر المقعد وأجلسها عليه ثم أنحتى ليجثو على ركبته مقبلا يدها وماسحاً دمعاتها تحت نظرات إستغراب من المرأة ونظرات صدمة العامل ...

عمر بحنان:تحت امرك يا أمى
بكت المسنة أكثر ولم تعلم من أين تبدأ الحديث فألتمس لها العذر وعاونها على الوقوف حتى يتوجه لمكتبه ولكنه أستدار بوجهه للعامل قائلا بنظرات الهلاك:لو عايز تبقى على عمرك أنزل ما لقش هنا والا يبقى أنت الا حددت مصيرك
أرتعب الرجل وهرول للخارج سريعاً بينما أكمل هو طريقه للأعلى مع المرأة باستخدام المصعد ...

دلف جاسم لغرفة الأجتماعات فوجد معتز وياسين بالداخل
جلس على المقعد فسأله ياسين بستغراب:فين الملف يابنى أدم
جاسم بتعب:جبت ملف غلط ورائد راح يجيبه
وقف ياسين بصدمة:أيه انت بعت رائد الخزنة ؟!
جاسم بعدم فهم ؛أيوا لييه م..

كاد أن يكمل حديثه ولكنه صدم هو الأخر كحال معتز وياسين فخبط رأسه بخفة:لاااا
ومن ثم هرول سريعاً راكضاً للحاق به ...لم يبالي بنظرات العمال له ولكن اسرع لينقذ رفيقه من دوامة الذكريات التى ظلت لأربع أعوام ...ولكن هيهات للقدر أراء أخري ...
بغرفة كبيرة للغاية تحوى ملفات هامة لصفقات شركات الجارحي
وقف رائد يتفحص الملفات بملل ليعثر على الملف الصحيح ولكنه تخبط بملف خاطئ فسقط أرضاً وسقطت معه دقات قلبه ..

بعثرت بكل مكان بالغرفة ذكرياتها فانحنى ليجذب صورة منهم ثم أستقام بوقفتت ليحيل الحنين بعيناه محى تماماً حينما تذكر ما حدث من اربعة سنوات ...
دلف جاسم وهو يلهث بشدة ولكنه صدم بأن ما حاول أخقاءه اصبح بين يديه ...
أقترب منه رائد والغضب يشكل عليه علامات:أيه دا ؟
تلجلج جاسم ولم يجد إجابة لسؤاله فأكمل رائد بصوت كالرعد:أنا مش قولت الحاجات دي تتحرق أي حاجه خاصة بيها
جاسم بهدوء:يا رائد رانيا مظ...

كاد أن يكمل حديثه ولكنه كف عن الحديث حينما اتاه صوته الجمهوري:مش عايز أسمع حاجة خلاص الموضوع أنتهى دي خاينة أستغفلتنى وأنا عقبتها العقاب المناسب مش هتعرف تتجوز الحيوان دا طول ما هى على ذمتى حتى الطلاق مش هتعرف تطالب بيه لأنها عارفه كويس مين عيلة الجارحي ...
دلف ياسين بعدما أتابع جاسم بخطى ثابت قائلا بعتاب:أنت حكمت عليها بناء عن أيه يا رائد ؟
رائد بصراخ:قولتلك مش عايز أتكلم فى الموضوع دا كتير أنا طلبت منها كذا مرة تخرج الحيوان دا من حياتنا بس هى الا كانت بتتمسك بيه وتقولى أخويا بناء عن ايه هى رانيا أحمد السيوفى وهو حمدى المهدي مفيش قرابة بينهم.

جاسم:طب ممكن تهدا
رائد بسخرية:ومين قالك أنى مش هادئ أنت الا تهدا وتسمعنى الحوار دا ميتفتحش تانى
:لأنك لسه بتحبها مش كدا
قالها ياسين بتحدى فشعل الغضب بعيناه فألقى بصورتها ارضاً وغادر بغضب يحاول التحكم بأعصابه ودقات قلبه المترنمه فماذا لو علم بأنها تقاسي من دونه ؟ماذا لو علم بطفلته المجهولة التى لا يعلم بوجودها ؟
ماذا لو جمعهم القدر مرة أخري ؟!

وصلت الطائرة
وتوجه التعلب الماكر لشقة أستاجرها بأسمه المزيف ماكس ليتمكن من الفتك بهم ..فما أن خطت قدماه تلك البلاد فشرع بتنفيذ مخططه حتى أنه فتك بالذراع الأيمن لهذا اللعين...
أبدل ثيابه المغرقة بالدماء لسراول بنى اللون وتيشرت ضيق للغاية يبرز عضلات جسده المتين ثم حمل سلاحه وأغلق باب شقته المستأجرة وهم بهبوط الدرج ولكنه وقف لثوانى حينما وجدها تدلف للشقة المجاورة له فأبتسم بخفوت على تلك الصدفة الحمقاء كما نعتها لا يعلم بأنها ستكون ملحقه الدائم للجمع بين بريئة منكسرة وحش هائم للثائر...

كان يتقدم بين الحشود بخطواته التي تشبه إنذرات لموت أحداهما فهو مريب بطالته من يرأه يرتعب منه
كان عدي يتوجه لسيارته بعدما قضى على عدد من مخبأتهم أستدار عندما شعر بأحدا ما يتابعه ولكن من هو هذا الأحمق الذي كتب رسائله الأخيرة بوداع وترك لFox التوقيع
أبتسم بخبث لمصير هذا الأحمق
ألتفت لتجد المكان فارغ ولا أثر لوجوده فخرجت من مخبأها تبحث عنه لتصرخ بفزع عندما تجده أمامها بنظراته المفترسة التي تشبه نظرات الثعلب الماكر
تلك الحمقاء تخفي أشياء عظيمة ولكن من هي أمام عدي الجارحي.

( الحوار مترجم)
عدي بغضب عندما تذكر رؤيتها بمصر من قبل:ألم يحين وقت إستسلمك ؟
نيروز بأبتسامة مرحة:لا لم يحين بعد بطلي الخارق
شدد عدي من قبضة السكين علي رقبتها قائلا بجدية لا تحتمل أي نااقش:إسمعيني جيدا يا فتاة الموت مصاحب لي فلا تتابعاينى حتي لا يكون مصيرك
إبتسمت له وقالت:سيكون من أسعد ما يكون الموت بين يدك عزيزي
تركها عظي وزفر بغضب شديد ثم أعاد السكين لملابسه المحمله بأسلاحة كثيرة قائلا بصوت منخفض:يا ربي أعمل أيه في البلاوه دي
صدمت نيروز وتقدمت منه قائلة بتعجب:أيه داا أنت بتتكلم عربي !

نظر لها بنظرات غامضة ثم قال:مفاجأة مش كدا
نيروز بضحكة كالبلهاء:جدااااا هو أنت اذي بتتكلم عربي !
تقدم منها عدي والغضب يسكن عيناه:أي كان لغتك أو من أيه بلد أنت أفهمي كلامي كويس لو شوفتك ورايا تانى حتي ولو بالصدفة صدقينى ده الا هيتكلم مش أنا
وأخرج السلاح ثم صوابه عليها وأعاده مجددا ثم توجه لسيارته بعدما أرتدى نظارته التي تزيده وسامة وجذابيه وتجعله بالفعل يستحق لقب الثعلب فهو خادع بمظهره الخادع ووسامته التي تجعله يتمكن مما يريد..

صعد لسيارته وغادر بسرعة رهيبة
أما هى فأبتسمت قائلة بخبث:كنت متأكده أنك مش هتسكت على موت صاحبك وهتيجى بنفسك ودا المطلوب أهلا بيك يا سيادة الرائد
وأخرجت سلاحها وهي تنظر له بغموض وفرحة لتحصل على قصاص قتل والدها بعدما قتل على يد ضابط أدى مهامه على أكمل وجه لا تعلم بأنه ماكر وهو من قام بستغلالها للوصول لعمها الرأس المدبرة للمافيا...

بالمشفى
عمر بصدمة:معقول فى كدا ؟
المرأة ببكاء:وأكتر يابنى ناس معندهمش ضمير خبطها بعربيته وجرى وبنتى بقيت عامية من يومها سابت درستها وكل شيء وأنا مريضة بالقلب لو عشتلها النهاردة مش هعشلها بكرا
فاطعها عمر بحزن:بعد الشر عليكِ يا أمى
المرأة ببسمة مزيفة من ويط دموع أوجاعها:أنا كل الا طالبه منك تساعد بنتى ترجع لنظرها أنا عارفه أن الأمل بيد الله بس أنا معيش تمن العمليه بتاعتها وسمعت عنك وعن المستشفى.

عمر ببسمة هادئة:ربك كريم هنعمل الا علينا والباقى على ربنا بس الأول نشوف حالاتك عن دكتور قلب كويس
المرأة:لا يابنى أنا كويسة أهم حاجة بنتى
عمر بتصميم:بتقوليلي أبنك يبقى سبينى أقوم بواجب الأبن
إبتسمت المرأة وزادت دموع الفرحة قائلة ببسمة محفورة بالوجع:أوعدك هجى معاك بس لما نور بنتى تخف وترجع تشوف
زفر عمر بأرتياح:خلاص موافق الصبح ان شاء الله هاتيها وتعالى كمان هاتى ليها هدوم وكل حاجة تخصها وأنا هظبط الأوضه هنا فى أستقابلكم
فرحت المرأة واخذت تدعو له كثيراً والبكاء يحفل على وجهها من السعادة حتى نقلت له جزء من دمعاتها ..وغادرت لتسعد ابنتها الكفيفة فلا تعلم انها سجلت بمجهول لعمر الجارحي...

عاد رائد للقصر ثم صعد لغرفته والحزن يسطر على وجهه فجلس على الفراش يتذكر قصة العشق العتيق الذي أنهت بالزفاف فكان الأول من بين احفاد الجارحي من يتزوج بسن صغير قبل ياسين وعمر وعدي ...
تذكر عيناها الرومادية الساحرة تذكر كيف كانت ضربات قلبه تتزياد حينما يقربها من صدره تذكر كيف كان يحميها من القليل كأنها جوهرة من ألماس تذكر كم كان يعشق رائحتها بجواره ...
تذكر الجراح الذي تركته بقلبه المطعون...

عاد عمر للقصر بعدما أخبره ياسين ما حدث فجلس بالأسفل لجوارهم
معتز بهدوء:رانيا مش ممكن تعمل كدا هو لازم يسمعها رسالة على التلفون مش دليل كافى أنها بتخونه
ياسين بحزن:هو رافض يسمع لأي حد يا معتز
عمر بغضب:لازم يسمع يا ياسين دا مش لعب عيال بقاله أربع سنين ومش عارف يفكر ؟!

زفر جاسم بغضب هو الاخر:عمر معاه حق أحنا لازم ندور عليها
دلف حازم بعدما أستمع لحديثهم:هو أحنا سبنا حتة الا لما دورنا فيها
معتز:الحرس سهل يوصلها فى اقل من الثانية
ياسين:تفتكر الحل دا مكنش اسهلنا يا غبى
جاسم:عمك لو عرف اننا بندور عليها هيعلقنا على باب القصر لانه سايب رائد يفكر ويحسبها صح
عمر بغضب:خاد فترة كبيرة ومفيش حل لازم نتدخل بالموضوع
ياسين:وانا معاك
جاسم:ربنا يستر
حُسم القرار وصعد كلا منهم لغرفته ليحسم الامور بينهم حتى تتضح الحقيقة...

بمنزل بسيط للغاية
كانت تتعثر بمشيتها تحاول الوصول للباب الطارق بصوت امها ...عيناها الزرقاء تجعل من يراها يسحر بجمالها فيأتيها الحزن حينما يعلم بأنها كفيفة ...وصلت نور للباب ففتحته قائلة بخوف:كنتِ فين يا ماما قلقتينى عليكِ
دلفت المرأة بسعادة:خلاص يا نور وصلت لعمر بيه الجارحي وحكتله مشكلتك ووعدني انه هيساعدك
نور بحزن:تانى يا ماما
:تانى وتالت يا عين امك مش هرتاح غير لما ترجعى تشوفى يا ضنايا بدعي ربنا بكل صلاتى يهونها علينا
ثم صمتت بوجع تحاول تخفيه بشدة وهى تتمسك بصدرها.

نور بقلق:فى أيه يا ماما
قالت بأرتباك:مفيش يا حبيبتي دا بس صداع بسيط وهيروح أن شاء الله
نور بشك ؛بجد
جاهدت التعب بجد يا حبيبتي يالا ادخلى نامى عشان هنروح بكرا المستشفى
وعاونتها على التمدد بالفراش وظلت هى تعافر الالم ..

بمنزل مخيف للغاية
صاح بصوت مخيف:يعنى أيه مش لقيناها هى فييييين ؟
الرجال بخوف شديد:صدقنا يا بيه قلبنا الدنيا عليها مالهاش وجود
أقترب منه ابيه قائلا بغضب:أهدا شوية يا مصطفى هنلقيها هتروح فين ؟
أقترب من والدتها الواقفه بهدوء تام قائلا بصوت كالفحيح:هلاقيها وساعتها هوريها مقامها كويس لانها ملكى أنا وبسس
ثم صااح بصوت مرتفع:رحمة ملكى أنا ساااامعة
وترك المنزل بأكمله وخرج للبحث عنها ...ليعلم من رجاله المقيمين بالخارج مكانها بعدما ظهر كشف المسافرين لهم فأمر رجاله بالخارج بالتحافظ عليها

عاد عدي من الخارج وخطته نفذت على اكمل وجه حينما قابل من تدعى نيروز ليعلم الآن أنها واشك على المهاجمة بأي وقت
دلف لشقته ثم تمدد على الفراش والسلاح بيده يلهو به للمهاجمة بأى وقت ...ولكنه تفاجئ بصوت صرخات قوية تأتى من الشقة المجاورة له ..فخرج ليجد مجموعه من الرجال حاطموا باب الشقة فى أقل من ثانية يحاولان جذب الفتاة للأسفل بالقوة وهى تبكى وتتوسل لهم ...كاد الدلوف للداخل ولكنه توقف حينما شعر بضربات قلبه المتزيد للغاية فرفع يديه على موضع قلبه كأنه يتأكد بأنه يعود إليه فها هو يتمرد عليه لأجل غتاة مقنعة لم يرى وجهها بعد ها هى ثورة الوحش الثائر تتقلب عليه ولكن هناك الكثير والكثير ليقذف عليه ويعلم الآن أنين كأس العشق...
لقاءات مفاتيح قلوب العشاق بالفصل القادم برحلة تملأها الغموض وسيد مفتاحها العشق المتوج...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة