قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل التاسع

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل التاسع

استيقظت يارا على صوت منبهها قبل الفجر بساعه وتوضأت ارتدت اسدالها ووقفت تصلى قيام الليل ودموعها تنهمر على وجنتها فلقد اصبحت تلك الدموع اعز اصدقائها وظلت تدعو الله الواحد الاحد ان يفرج كربها ويعينها ويمنحها الصبر والقوه ويلين قلب زوجها ويزرع حبها بقلبه .
ثم جلست تقرأ وردها من القرآن وكم كان صوتها عذب جميل به نبره تقشعر لها الابدان ودفئ صوتها تعكس نقاء روحها وكلما كانت تقرأ ايات العذاب كانت تتعالى شهقاتها خوفا منه سبحانه وتعالى وكلما تقرأ ايات النعيم وجمال جنته تبكى خشوعا وكرما فى عطفه وكان هذا هو الوقت الوحيد الذى لا يجول ادم فيه بداخلها لان قلبها عامر بحب الله سبحانه وتعالى ولا تتذكر احد سواه .

صدع اذان الفجر من هاتفها فقامت و صلت فريضتها وجلست تدعوه.
وفجأه استمعت الى صوت بالخارج ولكن الصوت كان هادئا للغايه ارتعبت وتذكرت حالات الخوف الشديد التى تنتابها كلما احست بشئ فى هذا المكان الواسع، تكرر سماع الصوت مره اخرى ولكن هذا الصوت اشد فظلت تفكر ماذا من الممكن ان يكون خافت كثيرا ظلت تردد باسماء الله لعلها تهدء قليلا لقد كانت بالطابق الاسفل والصوت يصدر من الطابق العلوى فدلفت الى المطبخ سريعا وهمت بامساك سكين حاد ولكنها خشت ان تمسكه فامسكت بمطرقه طويله من الخشب واثناء خروجها من المطبخ سمعت صوت عالى شديد فانتفض قلبها هلعا و اختبأت خلف احد كراسى غرفه الاستقبال وهى تتطلع الى الدرج الذى يؤدى الى الطابق العلوى شعرت بخطوات تقترب من الدرج اغمضت عنيها خوفا وهى تردد بذكر الله حتى اقترب صوت الخطوات من المقعد الذى تختبأ خلفه هلعت كثيرا واطلقت الشهادتين فلقد كانت تظن انها ستموت الان لا محاله وحمدت الله كثيرا انها مازالت باسدالها حتى لا يراها رجل غريب عنها وحتى تموت وهى متطهره بوضوئها ومتعففه بحجابها.

فتحت عنيها قليلا ونظرت حولها وجدت ذالك الرجل بكتفيه العرضين يوليها ظهره ويضغط على رأسه بشده بمجرد النظر اليه شعرت انها ضعيفه جدا وان وقعت تحت يده ستصبح كالنمله تحت قدم الفيل لذلك استغلت انه لا يراها وقامت مسرعه وقامت بضربه على راسه من الخلف ولانه اطول منها كثيرا وصلت الضربه الى اسفل راسه مائله لكتفه فتأوه الرجل بشده وامسك رأسه ومال للامام قليلا وهتف بتألم: ااااااااااااااااااه دماغى حسبى الله . ثم اعتدل والتف اليها سريعا تسمرت يارا مكانها لا لا غير معقول لا يمكن انا احلم انا اتخيل لا يمكن هل حقا ما اسمعه قالت بشهقه: ها ادم ! ثم وبدون سابق انذار عندما استدار لها ارتمت بحضنه تبكى ..

عاد ادم الى مطروح ووصل مع اذان الفجر دلف الى المنزل بهدوء صف السياره بعيدا عن المنزل حتى لا يصل صوتها ليارا فهو يعلم انها مستيقظه الان لا يريد ان يقلقها ثم حمل حقيبته ودلف الى المنزل وتحرك بهدوء كان المنزل هادئا و الانوار مغلقه صعد بهدوء الى الاعلى فتح باب الغرفه الرئيسيه ودلف بهدوء اعتقادا منه ان يارا بداخلها ولكنه وجدها فارغه كما انه لا يوجد بها شئ يدل على ان هناك احد يسكن بها وضع الحقيبه على الارض بقوه فأصدرت صوتا عالى نسبيا ودلف سريعا اضاء الانوار وذهب باتجاه الدولاب وفتحه وصدم بشده فهو فارغ تماما لا يوجد به اى ملابس تسمر ادم وظل ينظر للفراغ امامه و سؤال واحد يجول بفكره " هل حقا رحلت ؟ " شعر ادم بمشاعر عديده ومختلفه بالحزن والندم والغضب والخوف والاشتياق والحب ولكن سيطر غضبه عليه بشده فصفع باب الدولاب بشده فاصدر صوتا مرعبا وجرى باتجاه الدرج ونزل عليه سريعا حتى وصل الى غرفه الاستقبال ظل يدور حول نفسه ويشد على شعره بقوه ولكنه فجأه شعر بضربه مؤلمه على كتفه فاطلق صوتا متألما ونتيجه الضربه مال للامام قليلا ولكن سرعان ما استدار ويده على راسه وتتحرك قليلا على كتفه والشرر يتطاير من عينه هم ان يقول شيئا ولكن عجز عن الكلام عندما ارتمت يارا بحضنه وظلت تبكى وتبكى وهى تردد الحمد لله يارب ...

ظل ادم مندهشا قليلا ثم انحنى ليضع راسه بالقرب من كتفها يشتم عبيرها الطبيعى الاخاذ ثم تدارك نفسه وابعدها عنه بعنف شديد فسقطت على الكرسى خلفها بقوه ونظرت اليه بعنين دامعتين حمراء بشده تأملها ادم من رأسها الى اسفل قدمها وحدث نفسه قائلا: يا الهى لقد ذبلت كتير وضعفت كثيرا واصبحت نحيله ووجها شاحبا واختفت النضره من وجنتها ولمعان عنيها الجميله يغطيه دموعها المنهمره ونظراتها المصدومه ثم تغاضى عن حديثه الداخلى وقال بجفاء بنبره عاليه: انتى غبيه حد يضرب حد كده ايه كنتى فكرانى حرامى .

لم تجب يارا فقط تحدق به مندهشه وهى تقول بهمس: انت رجعت ... بجد رجعت .
امسكهاادم من يدها بقوه وسحبها حتى التصقت به: انا اول ما جيت وطلعت الاوضه وملقتكيش ولقيت الدلاب فاضى افتكرت انك مشيتى وعارفه لو كان ده حصل كنتى هتبقى جنيتى على روحك ثم ابتسم بسخريه: بس طلعتى تلميذه شاطره وبتسمعى الكلام وتنفذى الاوامر .
لم يجد ادم منها رد سوى نظره مليئه بمعانى كثيره الم وانكسار وامان وحب وخوف ولهفه وحزن وتعب ثم تقابل جفني هذا البحر العميق معا وفقدت يارا وعيها وسقطت بين يديه. انتفض ادم وحملها سريعا واجلسها على شازلوج كبير وحاول افاقتها ولكن لم يستطع فهى يبدو عليها الضعف والتعب الشديد فيبدو انها اهتملت نفسها كثيرا انب نفسه بشده وحملها ووضعها فى الغرفه الاضافيه بالاسفل وعندها علم انها تستعمر هذه الغرفه واصبحت غرفتها استغرب لما هذه ولكنه تجاهل الامر ووضعها ومسح على وجنتها وطبع قبله صغيره عليه وقال بهدوء: وحشتينى .
وضع الغطاء عليها ثم غادرها صاعدا لاعلى توضأ وصلى الفجر ثم تدثر بالفراش ظل بعض الوقت على سريره ثم استسلم للنوم فهو متعب جدا ...

استيقظت يارا قرب الظهيره وكان راسها يألمها بشده نظرت لنفسها وجدت انها مازالت ترتدى اسدالها فاستغربت كثيرا .
ثم تذكرت ما حدث فابتسمت وقالت: ليس جديدا فانت دائما تأتى الى احلامى بس انا حاسه انو مش حلم ان حاسه لسه بلمسه ايدك على خدى حاسه برائحه البرفان بتاعك ثم وضعت يدها على رأسها وقالت: بس بس كفايه لحد كده .

ثم قامت وتوضأت و صلت ركعتى الضحى ثم اخذت حماما سريعا وارتدت بيجامه باللون الوردى عليها قطه صغيره بارزه ورفعت شعرها ذيل حصان ثم نظرت للمرآه وابتسمت قليلا وقالت: لقد اصبحتى سيئه للغايه يارا اللون الوردى كان بيبقى جميل اوى عليكى كنتى شبه الاطفال فيه وبروحك المرحه كنتى بتبقي طفله فعلا حضن بابا وهزارى مع ماما وجرى ولعب وضحك بس ولكن الان انتى مجرد امرأه بائسه تركها زوجها وتحاول هى استعاده روحها فرت دمعه من عنيها فمسحتها سريعا ونظرت لنفسها وقالت بتحدى: بس انا خلاص هتغلب على شيطانى وهبقى اقوى ههتم بأكلى وهاخد بالى من نفسى ولما يرجع ادم ابقى افهم منه كل حاجه ثم نظرت من نافذتها للسماء الزرقاء وقالت: خلاص ياربى عهد جديد والنهارده بدايه يوم جديد وانا مش هضعف تانى ولا هستسلم لاحزانى ثم امسكت دفتر مزكراتها التى تخط به بعض خواطرها واشعارها ففتحت وكتبت به مبتسمه لبدايه جديده.

" اياك يا قلبى ان تحزن
فمعك الله فما اجمل
هو رحيم بك اعلم
من اى بشر فى الكون الاعظم "
اغلقته ونظرت لنفسها بالمرآه مره اخرى ولكن هذه المره مبتسمه ثم خرجت الى غرفه الاستقبال وقامت بفتح النوافذ لترى منظر البحر الرائع امامها واتجهت الى كل نوافذ الدور الارضى وفتحتها لترى نور الله يشق طريقه الى منزلها تلك هى المره الاولى التى تفعل بها ذلك ولكن سيكون هكذا دائما ثم اتجهت الى المطبخ . وقفت يارا تعد طعام الافطار .وبعد قليل خرجت لتضعها على المائده واثناء دخولها للمطبخ مره اخرى شهقت وهى ترى ادم امامها ووضعت يدها على فمها واتسعت عنياها بشده .

اما ادم فلقد استيقظ على صوت حركه بالمنزل كان هناك قرآن يصدع من الاسفل بصوت هادئ وجميل ورائحه بطاطس تداعب انفه وحركه سريعه واحيانا بعض الضجيج فاعتقد انها والدته فقام نشطا وفتح نافذه غرفته وتطلع الى البحر امامه مبتسما ثم عبس فجأه عندما تذكر ان هذه يارا وليست والدته دلف الى حمام الغرفه واخذ حمامه سريعا ثم ارتدى بنطال من القطن وتيشرت ثقيل قليلا فالجو بارد جدا اليوم ونزل الى الاسفل ببطئ ثم توجه الى المطبخ ثم بالقرب منه رأها تخرج حامله احد الاطباق صدم من منظرها الخلاب ظل ينظر اليها من اعلى لاسفل باعجاب شديد حذائها الوردى ذو فرو كثير يحاوط قدمها الرقيقه لتدفئتها من البرد و بنطالها الوردى يرسم قدميها بحرافيه شديده وجاكت وردى يرتفع برقه على عنقها كأنه يحتضنها وتلك القطه المشاغبه فى الخلف تغطى ظهر الجاكت واذنيها بارزه للاعلى كأنها تفتخر بكونها قريبه من جسدها ثم يالهى ما هذا خصلات حريريه سوداء كالفحم ترتفع بعذوبيه لاعلى تصل الى منتصف ظهرها فاذا كان هكذا وهى تقيده فكيف سيكون ان اطلقته سوف يصل حتما الى اسفل ظهرها سقطت منه خصلات متمرده على وجهها وعنقها فمثل تلك الخصلات الجذابه لا تعرف التقييد انها حقا تبدو حوريه جميله جدا حقا انها رائعه لم يرها هكذا مطلقا رغم انه كتب كتابه عليها لكنه كان دائما يراها بحجابها وملابسها المحتشمه ولم يرى خصلاتها الحريريه ابدا فمنظرها هكذا فاتن حقا فحدث نفسه قائلا: ما اشهى جمالك يا قطتى صاحبه البنفسج .

ثم افاق ادم على شهقتها عندما رأته . فتنهد بحراره تسرى فى جسده واقترب منها محاولا معارضه رغبته بالتهامها الان.
وقف امامها وقال ببرود: ايه شفتى عفريت .
يارا بصدمه: انت رجعت امتى وازاى وليه انا معرفش ثم صمتت قليلا واضعه يدها على جبينها متذكره ثم قالت: يعنى انا مكنتش بحلم امبارح .
نظر اليها ادم وقال: دا كان كابوس يوم ما رجعت واستدار ليغادر .
افاقت يارا وقالت بحزن: طب مش هتفطر .
نظر ادم الى المائده فوجد بطاطس مقليه فرسكس وبجوارها بعض من الكاتشب وصوص المايونيز وهو حقا يعشقها لان والدته كانت تعدها له دوما .
فقال ببرود: مفيش مانع الاكل ريحته حلوه ثم القى اليها نظره وقال: حد يلاقى خدامه تخدمه وتحضرله فطار ملوكى ويعترض .
صدمت يارا كثيرا من اطلاقه للفظ "خدامه " اهذا ما يراها عليه .

ثم قال باستهزاء: بس مزاجك حلو يعنى بيجامه وردى و منزله شعرك على خدك وفاتحه شبابيك الفيلا كلها وقصادك البحر يعنى ماشيه معاكى حلاوه اهه.
ادركت يارا للتو انه رأها بشعرها وملابس المنزل لاول مره فخجلت كثيرا واحمرت وجنتها بشده وهمت ان تقوم لتفر من امامه وترتدى اسدالها ولكنها تذكرت انه زوجها وواجب عليها ان تظهر امامه فى ابهى صورها فهو واجب عليها وامر الله لها فلن تعصيه هي .
ظل ادم يتطلع اليها والى حمره وجنتها المشتعله خجلا وادرك انها انتبهت للتو انه رأها هكذا فتراقصت ابتسامه على شفتيه .
تذكرت يارا انها تركت البيض على النار فرائحه حريق بدأت تداعب انفها بشده فقامت من امامه مسرعه فأمسك معصمها وقال: مفيش داعى تعملى مسكوفه وتدخلى تلبسى هدومك بقى وكده بلاش شغل الملاك البرئ وكفايه تمثيل بقي .
افلتت يدها من يده بشده وقالت بصوت عالى نسبيا: اولا انا كنت هدخل المطبخ ثانيا بقى انا مش بدعى الخجل وثالثا انا مش بمثل على حد همثل عليك ليه رابعا ملكش دعوه بيا لو سمحت .

وانصرفت من امامه مسرعه ودلفت الى المطبخ .
اما ادم فاشتعل غضبا من صوتها المرتفع عليه وقام خلفها يتوعد لها وبمجرد ان دلف الى المطبخ سمع صوت انينها وهى تحاول ايقاف النيران المشتعله بالمقلاه امامها وعندما رأها تمسك بكوب ماء لتطفأ به صرخ بها: انتى اتهبلتى هتولعى فينا حد يطفى الزيت بالمايه.
فزعت يارا وسقط كوب الماء منها فدلف ادم وحاول بشده اخماد النيران ودفع يارا الخلف حتى لا تصاب وحتى تتيح له المجال فوقعت على الارض وسقطت على احدى قطع الزجاج فدخلت معظمها فى ذراعها من اعلى فصرخت بالم فصاح بها بتأفف: بطلى تصرخى مفيش حاجه خلاص يخربيت كده ... حتى استطاع اخمادها ولكنه حرق نفسه حرق بسيط من الدرجه الاولى بيده فتألم لاحظته يارا فانتفضت وتحاملت على نفسها وقامت سريعا بالركض الى غرفتها واحضرت صندوق الاسعافات الاوليه واخرجت مرهم للحريق وذهبت اليه مسرعه وامسكت بيده فسحبها منها بشده فنظرت اليه وعينها مليئه بالدموع من خوفها وقلقها الشديد عليه وايضا الم يدها الغير محتمل وامسكت بيده مره اخرى فسحبها فامسكتها ثالثا وقالت: اعتبرنى ممرضه بالله عليك تعالى معايا.

فاستسلم لها وضعت يده برفق تحت الماء فتلقائيا سحب يده متألما فبكت بشده: انا اسفه انا السبب . ثم اجلسته ووضعت من المرهم عليها ووزعته برفق وهى تبكى ظل يتطلع اليها والى خوفها الشديد عليه كيف تخاف عليه هكذا دموعها تتساقط من اجله هو من جرحها وتركها بمفردها لابد انها تكرهه الان وتتمنى له السوء ولكن هى لا تفعل ذلك لم هى نقيه هكذا ولما هى جميله هكذا ثم انتبه الى بطئ حركت يدها اليمنى حيث كانت تحركها بصعوبه بالغه فاستغرب ذلك ولكنه ادعى تجاهله للامر ولم يسأل انتهت فخرج وتركها .

فدلفت الى غرفتها بعدما اشتد بها الوجع واصبح لا يطاق وضعت وجهها بالوساده واطلقت صرخه ولكنها كتمت بس الوساده وقامت ودلفت الى الحمام حتى تتمكن من نزع الزجاجه العالقه بيدها .

تذكر ادم انه لم يتأكد من غلق الغاز فعاد الى المطبخ مره اخرى وتأكد منه ولكنه انصدم عندما وجد بقع من الدماء على حوض المياه التى غسل فيه يده تتبع الدماء الى ان وجد كميه كبيره على الارض بجوار الزجاج وكميه ايضا على الكرسى التى جلست عليه يارا لكى تعقم يده خرج كالمجنون من المطبخ وذهب الى غرفتها فوجد دماء ايضا على الوساده وعلى السرير وبعض البقع على الارض شد على شعره بشده: ازاى هى كانت سليمه قدامى ايديها ورجليها مفهمش حاجه هتكون اتعورت ازاى وفين !
خرج يبحث عنها سمع صوت انينها داخل الحمام ففتحه ودلف سريعا دون استئذان .

ثم قال بقلق: انتى كو قطع كلامه وانصدم بشده وتسمر مكانه مما رأي فيارا كانت واقفه تبكى بشده اما مرآه الحوض وتنزف بشده واختلطت الدماء بالماء على الحوض وارضيه الحمام وملابسها ملطخه بشده فقطعه الزجاج التى بذراعها كبيره جدا ويارا لا تستطيع اخراجها مش شده الالم كما انها لم تستطع الوصول اليها بشكل كامل فكانت تعجز عن اخراجها وتبكى بحرقه. فزع ادم من ذلك المنظر ودلف اليها سريعا قال بقلق شديد: يا.. ر... ر. اااا . ثم اقترب منها وهم ان يسمك ذراعها فنظرت اليه يارا ودموعها تتساقط بغزاره وابتعدت عنه قليلا: مش عايزه اتعبك اتفضل انت انا كويسه وهقدر اتصرف .
ادم بعصبيه: واضح اوى ممكن تسبينى اتصرف قالها وهو يمسك بمعصمها حتى يرى ذراعها .

حاولت يارا سحب يدها ولكنه اطبق عليه جيدا فلم تستطع وايضا بدأت قواها تخور وتشعر بدوار يداهمها . حاول ادم اخراج الزجاجه ولكن كانت عالقه بيدها بعنف وايضا كم الجاكت كان يعيقه عن اخراجها كامله فبدون تفكير اتجهت يده الى سوسته الجاكت ليقوم بفتحه .
شهقت يارا: انت بتعمل ايه ! ووضعت يدها الاخرى على السوسته .
ادم بعصبيه وصوت عالى: انا مش جاى العب ممكن تهدى علشان اعرف اخرجها عايزك تقلعى الجاكت علشان اشوف هى فين بالظبط واخرجها لون الدم عمينى .
خافت يارا كثيرا من صوته العالى واحرجت بشده وازاحت يدها ببطئ وهى تبكى بشده فأمسكها ادم واجلسها على طرف البانيو وجلس بجوارها ثم امسك بطرف الجاكت فاغمضت يارا عينها بشده وظلت تضغط على شفتها السفلى من الخجل فتح ادم الجاكت وقال بازاحته من اليد السليمه ثم حاول ازاحته من يدها المصابه ولكنها حكت الزجاجه قليلا فصرخت يارا بألم شديد وزاد دوارها فامسكت بتيشرت ادم وامالت رأسها للامام قليلا .

نظر اليها ادم بانبهار من جمالها المفرط حتى عند بكائها وانتبه انها الان ترتدى فقط بادى بحمالات رفيعه باللون الاسود فاظهر جمالها وخصلات شعرها تتساقط على جانبى وجهها .
ثم تدارك نفسه وحاول السيطره على مشاعره ونظر الى ذراعها فكانت الزجاجه اسفل مفصل الكتف بقليل حاول معرفه كيف تأذت وهم ان يقوم بسؤالها ولكنه فجأه تذكر عندما دفعها فى المطبخ وسقطت الى الارض فعلم انه السبب فيما حدث لها فأغمض عنيه بشده واحس بالذنب الشديد .
ادم بهدوء: ممكن تهدى خالص وتبطلى حركه انا عارف انها هتوجعك شويه بس استحملى شويه اتفقنا .
يارا بضعف وبصوت باكى: ماشى وقد بدأت تشعر بدوار الدنيا من حولها وان قواها تخور اكثر واكثر .

امسك ادم ذراعها وثبته بقوه حتى لا تتحرك فتأذى نفسها بشده وقام بامساك قطعه الزجاج بهدوء ثم بدأ بسحبها فصرخت يارا بقوه فتركها ادم ثم امسكها مره اخرى وسحبها ولكن تلك المره بقوه حتى ينتهى من هذا الوضع المؤلم فاخرجها ادم اما يارا فشعرت كأن روحها تنسحب منها فصرخت بقوه كبيره وعينيها لا تتوقف عن البكاء . بدأت الدماء تخرج بشده فاحضر ادم قطعه من القماش وبعض القطن وحاول كتم الدماء ولكن الجرح عميق فقام بربطه كانت يارا تستند على كتفه فارجعها للخلف قليلا حتى يقوم ليتصل بالمشفى القريب ولكن وجدها فاقده للوعى فحملها ووضعها على السرير بغرفتها

اتصل ادم بالمشفى وطلب دكتوره تأتى لها بعد حوالى ربع ساعه اتت الدكتوره ومعها ممرضه دلفت غرفه يارا وقامت بتعقيم الجرح وخياطته وكتبت لها على دواء واخبرته انها ستكون بخير هى فقط فقدت الكثير من الدم وبحاجه للرعايه وستصبح بخير . فطلب منها ادم ان تظل الممرضه معها حتى تصير بخير فوافقت والقت السلام وغادرت جلست الممرضه بجوارها قليلا وعندما اتى ادم الى الغرفه بعدما اوصل الطبيبه اخبرته الممرضه انها تود اداء فريضتها فاوصلها الى الحمام وعندما رأته بتلك الحاله فزعت بشده فأشار لها ادم على الحمام بالطابق العلوى وعلى غرفه بجواره فصعدت الممرضه لاعلى.

ودلف ادم الى غرفه يارا وظل يتطلع اليها وهى نائمه تبدو كالملاك حقا لم يشعر بنفسه الا وهو يمرر يده بهدوء على خصلات شعرها وعلى وجهها وامتددت يده لذراعها السليم يتلمسه بنعومه حتى وصل الى كفها فامسكه وقربه الى فمه وطبع قبله رقيقه عليه ثم تركه ووقف امام نافذه الغرفه يفكر ويفكر ويأنبه ضميره بشده على ما فعل معها ولكن هيهات ان يدعه شيطانه او نفسه الاماره بالسوء فصر اسنانه بغضب هى فقط وللابد اداه انتقامه .
بعد قليل من الوقت استيقظت يارا وفتحت عينها ببطئ فانتبه ادم اليها .

ادم: انتى كويسه دلوقتى !
يارا بضعف: الحمد لله .
ادم: طب ارتاحى انتى نزفتى كتير .
يارا وحاولت الجلوس فاستندت على يدها فألمتها فتأوهت، فأمسكها ادم من كتفها واسند ظهرها فلاحظت يارا انها ما زالت ترتدى البادى فقط فخجلت كثيرا وانزلت بصرها الى الارض خجلا وحاولت النهوض ..
فقال ادم بجديه: طول عمرى بقول عليكى غبيه ما قولنا اقعدى اتهدى واللى انتى عايزاه الممرضه هتجبهولك .
انتبهت يارا وقالت: ممرضه ايه ! وبتعمل ايه هنا ؟!
ادم: المفروض جايه تهتم بيكى بس طلعت تصلى ومش عارف راحت فين .

يارا باندهاش: يعنى فى واحده ست معاك فى البيت لوحدكوا !
ادم: هو ايه اللى لوحدنا ما انتى موجوده اهه .؟!
يارا: هو انا مش كنت متنيله نايمه ازاى تقعد معاها وقامت يارا من السرير ووقفت قبالته وقالت: رد عليا بقي ينفع اللى بيحصل ده .
ادم بدهشه فقد شعر بغيرتها: هى جت علشان ليكى مصل هتاخديه علشان ممكن الزجاجه دى تسببلك تسمم او اى مضاعفات مش قاعد احب فيها يعنى وبعدين طلعت فوق تصلى .

يارا بعصبيه: وكمان طلعت فوق ثم دفعته من كتفه وقالت: ابعد من وشى يا ادم .
خرجت يارا من الغرفه بينما ابتسم ادم وحدث نفسه: بتغير عليا معقول !
صعدت يارا الى الاعلى وصعد ادم خلفها ولكنها لم تنتبه له ودلفت الى الغرفه وجدت الممرضه نائمه على سجاده الصلاه وهى امرأه فى الثلاثينات من عمرها . فاشفقت عليها وايقظتها بهدوء وقالت لها: ايه اللى نيمك كدا .
الممرضه بقلق: انا اسفه والله ما حستش بنفسي اسفه والله اسفه.

يارا بهدوء: اهدى اهدى محصلش حاجه انتى تعبانه ولا حاجه نمتى ليه كده فهمينى براحه ومتقلقيش . الممرضه: انا امبارح كنت ورديه باليل والمفروض كنت اروح النهارده ولما البشمهندس جوزك اتصل اضطريت اجى بس كنت تعبانه اوى ونفسى انام انا اسفه والله بس متبلغيش الدكتوره الله يخليكى .
نظرت اليها يارا بعطف وقالت وهى تربط على كتفها: ولا يهمك متقلقيش قومى روحى بيتك وارتاحى واليومين الى كنت هتقعديهم معايا اعتبريهم اجازه وهتاخدى فلوسك كلها وانا الحمدلله كويسه وكتر خيرك على اللى عملتيه .
نظرت اليها الممرضه: طب وحقنك .

يارا بابتسامه: قوليلى بس المواعيد والمفروض اخدها امتى وفين وانا هتصرف متقلقيش يالا قومى هروح اجيبلك الفلوس على ما تحصلينى على تحت .
ونهضت يارا وخرجت فى اتجاه غرفتها وخرجت خلفها الممرضه ووجدت ادم يخرج من غرفه بجوارها واعطاها المال وتركها تنصرف .
عادت يارا ومعها المال ولكنها لم تجدها فسالت ادم عنها فكان رده: انتى قاعده مع راجل مش رجل كرسى مش انتى اللى هتصرفى فى وجودى . وتركها وغادر .
عادت يارا الى غرفتها وبدلت ملابسها باخرى ثقيله فلقد شعرت بالبرد الشديد ودلفت الى الحمام فوجدت حالته يرثى لها فقامت بتنظيفه رغم ان ذراعها يؤلمها وانتهت وعادت الى غرفتها والقت بنفسها على السرير وذهبت ف نوم عميق .

فى مكان اخر
م2: على فكره احتمال ادم يجى القاهره قريب .
م1: حلو اوى كده اللعب احلو . اخبار البت اللى سيبها فى مطروح لوحدها ايه
م2: زى ما هى انا مستغرب والله هى ليه لحد دلوقتى ممشيتش من هناك بقالها 5 شهور مستنياه علشان ايه دى هبله .
م1 بسخريه: الحب يا مغفل يعمل اكتر من كده انت مسمعتش عن المقوله اللى بتقول ومن الحب ما قتل . بس خليها تستوى على الاخر وبعدين نرمى الطعم وانا متأكد انها هتشبك .

م2: اوقات بحس انى فاهم كل حاجه واوقات بحس انى مغفل فعلا انت غريب .
م1 بنظره غامضه: انا مستنيه يدخل عرين الاسد برجليه وبعدها ... هاهاهاهاهاهاهاها
( ضحكته وحشه وسنانه صفره انا مبحبوش بصراحه وانتو )

عند اروى ويوسف
اروى: ها يا يوسف هينزلوا ولا هنروح احنا .
يوسف: انا لسه قافل مع ادم اهه وقالى انهم هينزلوا على اخر الشهر ده .
اروى بتأفأف: اوف بقى انا لسه هستنى .
يوسف يضمها: يا حبيبتى يمكن بيصلحوا اللى بينهم سبيهم على راحتهم.
تنهدت اروى وصمتت وهى تفكر فى يارا وانه من المؤكد ان ادم سيحبها فكل من عرفها احبها فروحها نقيه لدرجه كبيره تجعل من امامها يعشقها ولكنها مع ذلك تشعر بحزنها وتخاف عليها كثيرا واكثر ما تخاف منه هو ان تعرف يارا الحقيقه وما سيكون رده فعلها تنهدت اروى مره اخرى مغمضه عنيها مستسلمه للنوم فى حضن زوجها امانها وراحتها .

مر يومين كانت يارا تقضى معظم وقتها فى غرفتها وبالكاد ترى ادم وكانت تحضر بعض الوجبات السريعه وتترك له بعضا منها وتحاول الا تحتك به
فى احد الايام حوالى الساعه 10 مساء
كانت يارا ترتدى بنطالا من الجينز الازرق الداكن وبلوفر باللون الابيض و ترفع شعرها لاعلى بعشوائيه فتساقطت خصلات كثيره علي وجهها وعنقها لتتطاير من نسمات الهواء القاسيه وهى تجلس على الشاطئ امام البحر وبيدها مزكراتها تخط بها بعض كلماتها .
كان ادم يقف بالشرفه المطله على البحر بعدما اخذ حماما دافئا ليدفئه فى هذا الجو القارص رآها جالسه على الرمال وخصلات شعرها تتراقص بنعومه ظل يتطلع اليها فلقد كانت جميله رقيقه مغريه وتعصف بكيانه كأمواج البحر ظل هكذا فتره ليست بقصيره حتى شعر بالبرد يدب فى اوصاله فعطس بقوه ودلف الى الداخل .

عادت يارا الى الفيلا ولملمت شعرها كحكه ودلفت الى المطبخ لتعد مشروبا ساخنا وشاورت عقلها اتعد له ام لا فهو يتجاهلها باستمرار لم هى تهتم به ولكنها حسمت امرها بالصعود اليه .
طرقت يارا باب الغرفه بحرج ففتح لها ادم وعلى وجهه مؤشرات البرد فسألته هل يرغب بمشروب فقال لها: لا مش عايز حاجه واتفضلى انزلى ومش عايز اشوفك تانى ممكن .
يارا بحزن: خد بالك من نفسك واقفل البلكونه باين عليك التعب وممنوع تخرج البلكونه نهائى
ادم بقسوه: ملكيش فيه انزلى وملكيش دعوه .. واغلق الباب بوجهها ادمعت اعين يارا ونزلت الى الاسفل .
بينما ادم احس بمفاصله تتكسر وبدوار خفيف وبروده شديده ولكنه عنيد ورأسه اصلب من الحجاره ولم يعترف لنفسه بان به بوادر الانفلونزا لا يعرف ايعاند نفسه ام يعاندها لانها طلبت منه عدم الخروج للشرفه فدخل الشرفه مره اخرى ونام على المقعد بها .

ظلت يارا مستيقظه حزينه على ما يمر بحياتها وعلى بعد ادم عنها وعن جفائه فى معاملتها وبكت بشده وظلت تقرأ فى كتاب الله وتدعوه ان يقرب بينهم ويرزقها حبه ثم اذن الفجر فقامت وارتدت اسدالها وصلت فريضتها وجلست قليلا تفكر هل هو نائما ام استيقظ للصلاه اتصعد اليه ام لا فأخذت قرارها بعدم الصعود ثم جلست تستغفر الله وتقول بعض الادعيه وكان ادم فى الكثير منها ثم فجأه سمعت صوت تكسر شئ بالاعلى فهبت واقفه وصعدت جريا على الدرج وحتى وصلت الى غرفته فطرقت الباب ولا رد نادت عليه ولكن ايضا لا رد ففتحت الباب ودلفت وانصدمت مما رأت ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة