قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فريستي للكاتبة بسمة مجدي الفصل الحادي عشر (شعور فريد)

رواية أحببت فريستي للكاتبة بسمة مجدي كاملة

رواية أحببت فريستي للكاتبة بسمة مجدي الفصل الحادي عشر بعنوان: شعور فريد

القت المجلة التي بيديها بضجر فقد ملت من البقاء بالمشفى ما يقرب ال4 أيام ولكن ما يثير حيرتها حقاً هو "يوسف" فمنذ استيقظت من غيبوبتها المؤقتة وهو يهتم بها بعنايه ويطالعها بنظرات تجزم انها لم تراها بعينيه من قبل ولكن ربما حزن عليها من إصابتها هذا ما اقنعت به عقلها ليتوقف عن التفكير بالأمر , ليقطع تفكيرها وهو يدلف اليها ويهتف بمرحه المعتاد:
- يا صَباح الجُلاش !

أخفت ابتسامتها وهتفت بعبوس زائف:
- كويس انك افتكرت ان ليك زوجه تعبانة والمفروض تيجي تطمن عليها !
قطب جبينه لينظر خلفه وحوله ويعيد النظر إليها ويهتف بتعجب:
- انا يا ميرا.؟! سلامه عقلك يا حبيبتي دانا كنت بايت معاكي امبارح وطلعت قبل ما تصحي اشوف الدكتور وأسالوا علي حالتك
اردفت بعبوس زائف:
- انا افتكرتك مشيت
هتف بحنان  وهو يغمزها:
- لا يا حببتي مقدرش اسيب القمر ده لوحده وأمشي !

أخذت تطالعه بغرابه كأنها تراه لأول مره وهي تجزم  ان نظراته نحوها تغيرت , هتف باستغراب:
- مالك يا ميرا ؟! بتبصيلي كده ليه ؟!.
- مش عارفه حساك متغير كده من ساعه ما اتصبت !
صدم من ملاحظتها الهذه الدرجة تحفظ نظراته وملامحه ألمه قلبه لحديثها وازداد ندماً كيف كان ينوي أذيه من تحبه بهذه الشكل ه بالفعل تغير وقرر ان يكمل زواجه بها هتف بارتباك حاول إخفاءه:
- ايه الي هيغيرني يعني انتي بس متهيئلك يا روحي من التعب...
تنهدت لتقول بضجر:
- يوسف انا زهقت من قعدة المستشفى مش هخرج بقي ؟!
رد بحزم:
- الدكتور قال انك لسه تعبانة ومفيش خروج قبل يومين
لتسبل عينيها وهي تقول بتوسل:
- عشان خاطري انت لو قلت هتخرجني محدش هيكلمك !

اقترب من وجهها هامساً بخبث:
- يعني عايزة تخرجي ؟!
اردفت باندفاع:
- اه جداا
ليقول بعبث وغرور زائف وهو يرفع كفه امام وجهها المصدوم:
- يبقي بوسي ايدي الاول !
اتسعت حدقتيها في دهشة لتبتسم بخبث وهي تهتف بطاعة مزيفة:
- اه طبعاً دانت سيدي وتاج راسي ولازم ابوس ايدك كل شوية...
امسكت بكفه وعضتها بقوة جعلته يصيح ألماً، سحب كفه بصعوبة من تلك المفترسة وهو ينظر لها بتوجس و مزاح:
- حد يعض تاج راسه كده ؟!.

قالها لينفجر كلاهما ضاحكين بقوة
هدأت ضحكاته ليردف بابتسامة:
- عموماً لو انتي زهقتي فعلاً من المستشفى انا هخرجك النهاردة ليكمل بصرامة...بس مفيش شغل ولا حركة وكلامي هيتسمع !
اومأت متجاهلة اوامره الأخيرة حتي لا تبدأ نقاش حاد عن حقوق المرأة وانها لا تتلقي الاوامر والذي بالتأكيد سينتهي بقراره بالبقاء بالمشفى ! اتسعت ابتسامتها لتردف براحه:
- أخيراً انا مليت اووي من رقده المستشفى , اوك هروح أغير هدومي واجاي
هتف ببراءة ذئب وهو يغمز لها:
- محتاجه مساعده يا قلبي ؟!
هتفت بمرح:
- لا تسلم يا حنين انا هتصرف !

خرجت بعد مده من المرحاض لتهتف بهدوء:
- يلا يا يوسف انا خلصت
لم يرد واقترب منها بهدوء ليباغتها بانحنائه وحملها بين  ذراعيه لتشهق بصدمه وتهتف:
- ايه الي بتعمله ده يا يوسف نزلني... !
نظر لها بحب وهتف:
- هنزلك في بيتنا يا مزتي !

وصل بها الي المنزل وهي تتشبت به وتدفن وجهها في صدره خجلاً فقد حملها من المشفى الي المنزل وكم أثار استغراب الكثيرين , وصل الى الفراش ليضعها برفق ويغادر,  عاد اليها حاملاً طعام فنعم هي لم تأكل منذ أمس فهي منذ أصيب وهي تمتنع عن الأكل وهو يجبرها علي الأكل,  جلس بجانب الفراش ليهتف:
- يلا يا حببتي عشان تاكلي انا عارف  انك مكلتيش من امبارح !
اتسعت حدقتيها بصدمه جليه فمنذ متي وهو يعاملها بذلك الاهتمام بل ويحضر الطعام للفراش نعم هو يعاملها جيداً ولم تري منه سيئاً لكن هذا الاهتمام والحنو جديداً علي علاقتهم , بدأ يطعمها وهي تنظر له باستغراب ,  الي ان انتهت لتجده يرحل حاملاً الصحون ليعد إليها ويدثرها جيداً بالفراش ويعطيها دوائها ويهتف بحنو:
- ارتاحي يا حببتي انا هسيبك تنامي شويه عشان الجرح ميتعبكيش..
قبل جبينها ليسرق قبلة من شفتيها ويغادر الغرفة ليتركها محدقة به بصدمة لتقول في نفسها:
- يوسف بقي حنين كده امتي ؟! ولا الحرامية خبطوني علي دماغي !

ارتدت معطفها الأبيض وهي تبتسم بسعادة فأخيراً استردت حياتها وعملها كطبيبة فاقت علي نداء أحد الممرضات:
- دكتورة سارة محتاجينك في جناح 13
عدلت البالطو الأبيض عليها لتباشر عملها وصلت الي الغرفة التي أخبرتها بها الممرضة لتجده شخص يرتدي الزي الميري (زيّ رجال الشرطة)  وذراعه ينزف اقتربت لتباشر عملها وتبدأ في اخراج الرصاصة من ذراعه الغريب انه لم يهتز فقط يغمض عيناه بقوة لتقول بلطف:
- متقلقش بسيطة انشاء الله...
لم يجيبها لتحضر عدتها لتبدأ في تقطيب الجرح ليقول أخيراً بصوت رجولي ذو بحه مميزة:
- بتعملي ايه ؟!.

رفعت حاجبها لتقول بسخرية:
- هرسم ! هكون بعمل ايه هخيطلك الجرح !
غامت عيناه بغضب لترتجف قليلاً فيقول بهدوء نسبي:
- انا قصدي علي البينج...مش عايزه خيطي عالطول من غيره !
- أفندم !
هتفت باستنكار فمن يتحمل تقطيب جرحه بلا مسكن مؤقت أيظن نفسه الرجل الحديدي!  ليكمل بنفس الهدوء:
- كلامي واضح مش عايز بنج انا حر !
نهضت من جواره لتقول بجمود:
- هبعتلك دكتور غيري اصل مليش في التعذيب !
وغادرت دون أن تنتظر رده لينظر بأثرها بحنق ويشيح بوجهه بعيداً...

بعد مرور شهرين
وضعت اللمسات الأخيرة علي زينتها البسيطة فهي تمتاز بالجمال الطبيعي ولا تحتاج لمساحيق التجميل التفتت لتصدم بوقوفه مستنداً بجذعه علي الحائط ويتطلع اليها بابتسامة وهو يتأملها..، اقتربت منه ووجهها يعلوه ابتسامة عاشقة لتنهدم بذلته برقة ليقول بإطراء:
- هتفضلي مجنناني بجمالك كده كتير!؟!.
اتسعت ابتسامتها لتجيبه بمكر:
- عارف يا چو ايه الي مصبرني علي جنانك ؟!.
ليحيط خصرها بذراعيه لتصدم بصدره وهو يقول بتسلية:
- ايه يا قلب چو ؟!

لفت ذراعيها حول رقبته لتجيبه بهمس:
- كلامك الحلو.!  دي احلي حاجة فيك... من يوم ما اتجوزتك وانت واكل بعقلي حلاوة...!
ليقهقه بخفة وبعد ثواني اظلمت عيناه ليلتقط شفتيها بقبلة خاطفة ... ليبتعد ويقول بأنفاس متقطعة ونبرة عابثة وهو يستند بجبينه علي جبينها:
- ما تيجي نخلع من الفرح ونخلينا هنا أكلك حلاوة للصبح !
ضحكت بخفوت و دفعته من صدره بخفه وهي تجيبه بشماته:
- لا يا حبيبي ده فرح صاحبتي ومينفعش محضرش ويلا علشان اتأخرنا !
لتسبقه للأسفل تحت نظراته الحانقة والمتوعدة...

بعد قليل وصلوا الي قاعة الحفل ليدلف "يوسف" بوسامته المعتادة التي تخطف الابصار وهو يحتضن كفها ويده تلتف حول خصرها بتملك أثار دهشتها ف"يوسف" ليس بمتملك.! لا تدري لما شعور قوي بداخلها يخبرها بتغيره حتي نظراته لم تعد متلاعبه بل صادقة..! قطع شرودها صياح احدهم:
- مش معقول ميرا السويفي..!
لترتسم ابتسامة بسيطة علي ثغرها قائلة بدهشة:
- رامي.!  ازيك ؟!. أنا متوقعتش اشوفك هنا..!
احس بشعور غريب..جديد.. قوي.. يشعر بنيران مشتعلة بقلبه.! رغبة ملحه بلكم ذلك الابله المدعو "رامي" وطرحه ارضاً..! لا يدري ماهية شعوره ربما غضب او ربما ضيق او...غيره...!، لم يتمالك نفسه حين اقترب ليصافحها وقف امامها وصافحه قائلاً بابتسامة سخيفة من بين اسنانه:
- معلش ميرا مش بتسلم...!

قطبت جبينها في دهشة من تصرفه الغريب ليتنحنح "رامي" قائلاً:
- أصل انا زميل ميرا من ايام الجامعة ومتعود اسلم عليها بس انت مين ؟!
ليضغط علي كفه بقوة حتي كاد يكسره قائلاً بابتسامة السخيفة:
- انا ابقي جوزها !
لتتدخل ميرا في تلك اللحظة بابتسامة متوترة:
- معلش يا رامي يوسف كده بيحب يهزر !

لم يرد فقط طالعها بنظرات غاضبه وكأن الجحيم تمثل بعينيه لا تنكر ان هذه النظرة جعلت الرعب يدب بقلبها لكنها تجاهلته موجهه بصرها ل"رامي" الذي اردف بمرح:
- لا بس شكلك اتغير كتير عن أيام الجامعة بقيتي زي القمر يا مي...
لم يكد يكمل جملته حتي قاطعه "يوسف" بلكمة قوية افقدته توازنه من المفاجأة..! فهو لم يستطع السيطرة علي رغبته في لكمه اكثر من ذلك وليته اكتفي بذلك بل انهال عليه بالضرب المبرح..! بعد ان استطاع المدعوين فض الاشتباك سحبها من يديها مغادراً وانفاسه الغاضبة تسبقه..!، توقف بالحديقة خارجيه هادراً بغضب:
-انتي اي حد يجي يكلمك تهزري معاه بالشكل ده..!و كمان سيباه يعاكسك..؟!.

انتزعت ذراعها من بين قبضته لتصيح بشراسه:
- اتكلم باسلوب أحسن من كده..!  ده زميلي من ايام الجامعة وكان بيسلم عليا انت الي مش عارفه مالك اتعصبت وضربته ليه من غير سبب... !
ليجذبها من خلف رأسها قابضاً علي خصلاتها لتصدم بوجهه ولم يفصلهم سوي انفاسه الغاضبة ليزمجر بحده:
- يعني واحد بيعاكس مراتي قدام عيني عايزاني اسكت..؟! ولا ارح اجبلكم اتنين لمون !
قابلته بنظراته الشرسة المتحدية وكأن كلماته لا تؤثر بها ولكن من داخلها تكاد تبكي من صراخه الهادر..! ومظهره الغاضب ولكنها لم تعتاد علي الخوف لتصيح بحده:
- يعني تضربه بالشكل الهمجي ده..؟!

ليهمس بأذنها بشراسة تراها لأول مرة..!:
- انتي ملكي ومراتي انا وبس ومش من حقك تكلمي حد غيري ولا تضحكي لغيري ولا تبتسمي لحد وعيونك متلمعش لحد غيري انا وبس...!
طوال حياتها تغضب من تحكم وتسلط الرجال وقد اخذت عهداً علي نفسها بالا تترك رجل يتملكها كغرض من اغراض منزله. ولكنها تشعر بشعور مختلف لا تدري ماهيته وللعجب أحبته..! أحبت نبرته وتملكه واعلانه لملكيته لها..! هو فقط شعوراً فريد..!قطع حيرتها قبلته العنيفة التي لم تعهدها من قبل..!وكأنه يثبت ملكيته بها..!

بعد تلك الليلة تأكد "يوسف" انه يعشقها حد النخاع فقرر تعويضها عما كان ينتويه فأخذها في عطلة الي منزل صيفي كان قد ابتاعه من قبل ويكاد يجزم انه لم يري الحياة قبلها ! قطع شروده ألم في وجهه ليقول بغيظ لتلك الجالسة علي قدميه وتقوم بحلاقه ذقنه في شرفه المنزل:
ابوس ايدك ارحميني انا وشي باظ...!
- علفكره ده خدش صغير ميعملش حاجة !

هتفت بها "ميرا" بلا مبالاة مصطنعة  , نظر لها بغيظ وهتف بغضب طفيف:
- بزمتك ده خدش بسيط دانا وشي متبقاش فيه حته سليمه يا مفتريه
ضيقت عيناها وهي تزمجر بضيق:
- بقولك ايه اثبت بقي عايزه اخلص !
هتف بحده وهو يستقيم:
- لا بقولك ايه اضبطي كده بدل ما اقوملك !

لتقول مسرعة وهي تثبته مكانه بابتسامة سخيفة:
- لا مكانك والنبي ما انت قايم دانا بهزر معاك ايه مبتهزرش يا رمضان !
ابتسم ابتسامه جانبيه وهو يهتف  بتهديد:
- ايوه كده اتعدلي ولو عملتي اي خدش تاني لهقلبلك وشك خريطة
أومأت لتكمل وبعد دقائق معدودة قالت بابتسامة راضيه وهي تقف وتضع امامه مرآه:
- خلاص يا باشا متزعلش نفسك انا خلصت اهو !

ليغمغم ببطء وعيناه تحمران بغضب ودهشه:
- نهار ابوكي إسود ايه دا دانتي شوهتيني خالص !
هتفت بابتسامة متوترة وهي تتراجع بخوف:
- ما ما انت حلو اهو !
التقط اداه الحلاقة الحادة وهو يهتف بوعيد:
- مهو انا بقي علشان حلو لازم اخليكي حلوة زيي !

لتصيح بخوف وهي تركض بأقصى سرعتها وهو يلحق بها بخطوات غاضبه:
- لا بقولك ايه اعقل يا يوسف دانا مراتك حبيبتك !
اخد يعدو خلفها بتوعد وهي تصرخ بفزع حتي خرجت من المنزل الصيفي الذي يتصل بالبحر وكانت تبعد خطوه واحده عن البحر هتفت بخوف:
- خلاص يا چو قلبك ابيض...
ابتسم ابتسامة جانبية قائلاً بوعيد:
- انا بقي قلبي اسود ومبسامحش في حقي أبداً !
هتفت ببراءة وهي تتوسل الا ينتقم من تلك الخدوش التي احدثتها في وجهه:
-   كده هقع في البحر والجو تلج اهون عليك يا چو دانا حبيبتك.

رمي من يده اداه الحلاقة وهو يقترب ببطء وحذر ويهتف بحنو مصطنع:
- لا طبعاً متهونيش يا قلب چو !
تنفست الصعداء حتي باغتها بجذبها اليه بسرعه وحملها الي صدره لفت زراعيها حول رقبته تلقائيا ًفهتف بمرح:
- متهونيش عليا تقعي في المياه الساقعة... وغمز لها بابتسامة ماكره واكمل:
- لوحدك !

استعت حدقتيها في فزع وهي تصرخ به برعب ما ان ادركت معني حديثه:
- لالالا يا يوسف بلاش جنان.!
ولكن سبق السيف العزل فقد عزم علي سباحتهم في تلك المياه الباردة فهتف بمرح وهو يقفز بقوه في تلك المياه الباردة وصوت صراخ ميرا يكاد ان يصم الاذان:
- امسكي كويس يا مُزه !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة