قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأربعون والأخير

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأربعون والأخير

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأربعون والأخير

خطت بقدمها أول خطوة في مشوارها المُقبل مع أول خطوة داخل شقتها..
دخل عواد خلفها وراح يغلق الباب خلفهما لترتجف مُني بتوتر بالغ وقد فركت كلتي يديها في بعضهما، وفجأة وجدت نفسها بين ذراعيه وقدميها تركلان بالهواء فشهقت بقوة وهي تنظر له بخجل شديد، فما كان منه إلا أن غمز بعينه وهو يتوجه بها نحو الغرفة فإزدردت ريقها بصعوبة بالغة وخرج صوتها خافت جدا:
ن نزلني يا عواد..

بالفعل أنزلها على عتبة الغرفة، ثم رفع ذقنها بطرف إصبعيه وقال بهمسٍ أذابها:
مبروك يا حبيبتي، نورتي بيتك ونورتي حياتي يا منمن..
شعرت أنها ستفقد وعيها وتترنح من فرط تأثير كلماته الحانية التي لم تسمعها مسبقا ولم تكن تتخيل أنها ستسمعها ذات يوم..
تلونت وجنتيها بحمرة الخجل وهي تطالعه بإبتسامة صغيرة وكأنها عجزت عن الكلام..
تفهم عواد خجلها الطبيعي، فمسح على رأسها ضاحكا:
يلا نتوضي ونصلي..

هزت رأسها موافقة إياه، ولكنها نظرت حولها بإرتباك لا تعلم من أين تأتي وتذهب وهو واقفا كالجبل الشامخ أمامها دون حراك..
وأخيرا إنتبه قائلا بإبتسامة عريضة:
أه سوري يا منمن، أنا هخرج أغير في الأوضة التانية وأتوضي تكوني إنتي جهزتي تمام..؟
أومأت برأسها مجددًا دون كلام، ومن ثم خرج عواد تاركا إياها ذائبة تأثرا بعشقه الذي ألقاه بداخلها دفعه واحدة...

جلسا سويا على الأريكة الصغيرة الموجودة داخل غرفتهما، لف كريم ذراعه حول كتفها وقد قربها منه هامسا بنبرة دافئة حنونة:
فاكرة يوم فرحنا يا بطتي..؟
ضحكت وقد تذكرت، كلا هي لم تنسي أحلى يوم بعمرها كله، كيف تنسي ذلك اليوم الذي أصبحت فيه ملكة متوجة على ذمة العاشق، الحنون، العصبي، المتهور ذا الرجولة الطاغية، الذي إنتشلها من عالم إلى عالم آخر، من عالم والدها القاسي إلى عالمه الذي يخصها وحدها، وحدها فقط..

قالت مبتسمة بإرتياح:
وهو أنا أقدر أنسي أحلي يوم بحياتي؟، ياه يا عبد الصمد..
كركر ضاحكا وراح يوكزها في ذراعها قائلا:
فصيلة يا بطتي، بتكلم جد يا مجنونة إعقلي بقي!
- وإنت خليت فيا عقل يا رمضان، قصدي يا كرميلة يا حبيبي..
ضحك مجددًا قائلا من بين ضحكاته:
عارفة لو حد غيرك بيقولي كرميلة دي كان زمانه مع الأموات، بس مقبولة منك وعلي قلبي زي العسل يا قلب كيمو.

إتسعت إبتسامتها وهي تتمسك بيده بين راحتي يديها قائلة بنبرة حزينة بعض الشئ:
فاكر يا كيمو كتب كتابنا..؟ أنا هلكت عياط اليوم ده وماكنتش طيقاك خالص سبحان الله إزاي حبيتك كده مش عارفة!
خبطها برأسها بمزاح:
مش بقولك فصيلة، إفتكريلنا حاجة عدلة على المسا..
ردت ضاحكة:
الله مش بسترجع ذكرياتي يا كيمو، بجد أنا إزاي ماكنتش بحبك وكنت بخاف منك ومن شكلك كان عليك تكشيرة رهيبة...
ضحك عاليا متذكرا ما مضي، ثم قال متنهدا:.

بصراحة كنت بشوفك يركبني ميت عفريت مش انتي لوحدك حتى اخواتك واي واحدة على وجه الأرض كنت بكره كله كله ماعدا أختي هالة، لحد بقي ما وقعتيني في حبك يا لئيمة وبقيت أعشقك وبقيت عاوز أمشي في الشارع وأقول بأعلي صوت أناااا حبيت، أنا بحب فاطمة يا بشررر..
ضحكت مقهقه وهي تدفن وجهها بكتفه، ثم قالت بهمس:
حبيبي بحبك أوي خالص...!

إنتهي عواد من الصلاة بصحبتها، وما إن إنتهي حتى إلتفت لها وقد وضع يده فوق جبهتها قائلا:
اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه..
ومن ثم برفق قبل جبينها وهو يبتسم ليخفف من حدة توترها، بالفعل بدأ التوتر يذهب تدريجيا عنها ليقول مازحا:
مش عاوزة تقوليلي حاجة..؟
إبتسمت وقالت بصوت خجول:
ربنا يخليك ليا يا عواد، هو إنت بتحبني بجد..؟
ضحك وقال متسائلا ببساطة:.

عندك شك في كده..؟
قالت بتردد:
مش عارفة بس أحيانا بصراحة بحس إنك كتير عليا، إنت متدين وأنا لا، أخلاقك عاليا وأنا...
قاطعها حين وضع كف يده فوق فمها قائلا بهدوء:.

بلاش تكملي، ربنا بيرزق من يشاء بغير حساب، ربنا بيألف بين القلوب ووضع محبتك داخل قلبي عشان انتي من نصيبي وأنا من نصيبك وبعدين كلنا مليانين عيوب كتيرة أو قليلة اهي موجودة، المهم نحاول نصلح من نفسنا ونعمل اللي علينا وعلي الله نتوكل ولا إيه يا منمن؟
أومأت برأسها، ثم قالت بإنبهار:
إنت أحلي حاجة حصلت في حياتي وأحلي حاحة في الدنيا..
منحها إبتسامة مشرقة وهو يقترب منها أكثر وقال غامزا:.

طب إيه..؟! تعالي أقولك حاجة سر، و، قد إنتهي وقت الكلمات...

بعد مرور شهر كامل...
تعافت سارة تماما وإستردت كامل صحتها مجددًا ولكنها لا تزال بدولة سويسرا بصحبة حسام الذي قرر التجول هُناك وعمل شهر عسل جديد كأنهما عروسان في بداية حياتهما الزوجية، كانت من أسعد لحظات حياتهما، عادت الضحكة تنير وجهها لتجعله أكثر إشراق...
ألقي حسام جسده على الفراش بإرهاقٍ تام وهو يهتف بغيظ:.

خلاص مش قادر إنتي جبتي منين الصحة دي ياختي؟ ليل ونهار مشي وجري وتنطيط، إرحمي أمي أنا بايني كبرت في السن ولا إيه..
قهقهت ضاحكة وهي ترتدي عباءتها الجديدة وتدور حول نفسها أمام المرآة، ثم قالت بسعادة:
إجمد أومال يا حس لسه هنعوض اللي فات من حياتنا وهنلعب ونجري لما نشبع..
ضحك ساخرا:
مع نفسك يا قلب حس، إجري مع نفسك لان انا نفسي إتقطع خلاص، إحنا لازم نرجع مصر بقي
إعترضت بتذمر:.

لا يا حسام عشان خاطري مش عايزة أرجع خلينا هنا شوية..
قال بنفي:
لا يا سو الشركة لوحدها كده هنشحت قريب يا ماما..
ضحكت بعفوية وأردفت:
سيبها على الله يا حس، بكرة النونو يجي برزقه..
إعتدل جالسا على الفراش وهو يقول بفرحة:
أهم حاجة النونو يا سو، أنا هموت وأشوفك حامل بقي..
إقتربت منه قائلة بهدوء:
بإذن الله يا حبيبي قريب
حسام بأمل:
إن شاء الله..

توالت الأيام على أبطالنا، بينما أصبحت فاطمة في شهرها السادس من الحمل، أصبحت تفعل أشياء غريبة للغاية، وكان أخر إختراعتها شطائر العنب بالجبن، والموز أيضا تارة بالجبن وتارة بالشوكولاتة!، ليتعجب كريم متسعا العينين مما تفعله، فتتلذذ هي بالطعم ضاحكة بلا مبالاه، وتلك المخللات التي تتناولها بإدمان لقد حذرها أكثر من مرة بألا تقترب منها ولكنها ستظل فاطمة، عنيدة مدلله، تفعل ما يحلو لها..

فتح خزانة ملابسه يبحث عن قميصه الأبيض، فزفر بضيق وهو يهتف مناديا عليها:
يا فاااااطمة، تعالي هاتيلي القميص أوعي تقوليلي إنه مش نضيف!
كان يحدثها وهي بالخارج، ثم إنتقل يبحث في خزانة ملابسها هي عله يجده بداخلها، وما إن فتح الخزانة حتى إتسعت عينيه وهو يضغط على شفتيه بغيظ عندما وجد إناء به المخللات خاصتها! وصل بها الأمر لتخبئه بالخزانة حتى لا يجده ويمنعها منه!
صرخ بنفاذ صبر:
فااااااطمة!

أسرعت راكضة إليه وهي تترنح يمينا ويسارا بسبب إنتفاخ بطنها، لتقول بهلع:
في إيه يا حبيبي بتزعق ل...
بترت جملتها وهي تراه يمسك الإناء، فتنحنحت وهي تقول بصوت خافت:
آآ إيه ده، اللي إنت ماسكه في إيدك؟!
هل يدفعها بالإناء الآن..؟ تلك المجنونة ستذهب عقله ليمشي دون عقل ضائعا بسببها..
إقترب منها وقد صر على أسنانه غيظا:
إنتي اللي بتسأليني إيه ده!، إنتي إيه اللي بتعمليه في نفسك وفيا ده..؟
قالت بخوف:.

مش بعمل حاجة والله، ده بس نفسي راحتله ف...
صاح بها بغضب:
نفسك ايه وزفت إيه، مش الدكتورة قالت غلط عليكي وعلي اللي في بطنك ده، إيه مابتفهميش مابتحسيش!
ردت بتذمر:
إيه يا كريم أعمل ايه نفسي فيه يا أخي
زفر أنفاسه بقوة، ثم قال بصوت أجش:
ده إنتي هتجبيلي شلل قريب، أنا شللي على إيدك إنتي مش على إيد حد تاني!

إنفجرت باكية فجأة دون مقدمات، ثم راحت تدفن وجهها بين الوسائد فوق الفراش، تبكي كما لو أنها طفلة صغيرة بالفعل بكاءا ناعما، إهتز قلبه له ليترك الإناء من يده فليذهب للجحيم وتبا له ولكل شئ يتسبب في مضايقتها حتى وإن كان هو...
فما كان منه إلا إن رفعها إلى أحضانه رابتا على ظهرها قائلا بحزم هادئ:
مابتسمعيش الكلام يا بطتي وأنا خايف عليكي، أخرتها بتخبي مني المخلل في الدولاب؟
قالت بزمجرة من بين بكاؤها:.

كان نفسي فيه وكل حاجة نفسي فيها تمنعني منها ليه كده!
رفع أحد حاجبيه بإندهاش:
كل حاجة يا نصابة؟ ده أنا سايبك تاكلي سندوتشات العنب بالجبنة براحتك والموز بالجبنة الرومي، إرحميني الرحمة حلوة جنابي هطق منك أقسم بالله...
ضحكت رغما عنها مقهقه بصوت عالِ، ليضحك هو الاخر قائلا ؛:
مجنونة رسمي وربنا، لو شوفتك بتاكلي مخلل تاني بجد مش عارف هعمل ايه فيكي..
قالت بإيجاز:
طيب حاضر مش هاكله تاني..

أومأ برأسه قائلا: أيوة ثبتيني ثبتي، المهم فين قميصي الأبيض مش لاقيه!
أجابته بحذر: بصراحة هو في الغسالة..
قطب جبينه وهو يسألها:
ليه؟ أنا ملبستوش إيه اللي دخله الغسالة؟
إبتلعت ريقها وردت بخوف:
آآ، أصلي لبسته النهاردة ودخلت بيه المطبخ وطبخت بيه وبعدين لقيته إتبقع فدخلته الغسالة بس كده
أغلق عينيه محاولا ضبط أعصابه حتى لا يدفع رأسها بالحائط، فقالت فاطمة بتوسل:.

متزعلش مني، آسفة يا كيمو بس أصله شكله جميل كده وفيه ريحتك فبحب ألبسه شوية..
إبتسم بنفاذ صبر وهو يجذب خصلة من خصلات شعرها ويقوم بلفها حول إصبعه لتتوجع قليلا:
اه يا كريم براحة..
رد عليها بغيظ وهو يضغط عليها أكثر:
براحتك يا حبيبتي إعملي اللي عاوزاه ومنك لله يا بطتي على اللي عملاه فيا ده!

عاد إسلام من عمله مرهقا، لتستقبله زوجته بإبتسامتها الحانية كعادتها دائمًا..
وما إن جلس حتى جلست جواره وهي تقول بمرح:
سولي عندي ليك خبر حلو أوي..
سألها بإهتمام:
خير يا جميلتي؟
قالت بمراوغة: حذر فظر..
ضحك قائلا:
ماعنديش دماغ أفذر، قولي بقي يا جميلة..
همست بجوار آذنه:
أنا حامل..
إرتفعا حاجبيه بدهشة وهو يلتفت لها متسائلا بعدم تصديق: إيه؟
هزت رأسها مؤكدة، لتتسع إبتسامته وهو يحتضن وجهها بين كفيه:.

بجد، طب إنتي عرفتي إزاي..
أجابته ضاحكة:
عادي زي ما عرفت قبل كده في سارة عملت إختبار حمل وإتأكد..
تنهد بإرتياح وقال مبتسما:
الحمدلله والشكر لله مبروك حبيبتي، خلي بالك من نفسك بقي..
أومأت برأسها هامسة بحنان:
من عنيا يا سولي...

مرت أربعة أشهر أخري..
إستقرت حياة الأبطال جميعهم وخاصة سارة وحسام حسام الذي أخذ يعد الأيام عدا في إشتياق لسماع كلمة أنا حامل، يتمني والمني يزيد يوما بعد يوم..

وذات يوم دلفا إلى المنزل بعد إن أغلقت سارة الباب حيث كانا يحضران حفل زفاف فجر وقضا وقت مُبهج، لم تنس سارة عمل تحليل ليلة أمس في المستشفي التي تعمل بها، حيث أنها عادت إلى عملها مجددًا بناءا على رغبة حسام الذي أخبرها بجدية أن تواصل عملها الذي تحبه بشغف وأنه أبدا لن يكون العائق لطالما ستوفق بينه وبين العمل فلا مانع...
وقفت أمامه وهي تمد يدها له بنتيجة التحليل المطوية داخل ظرف..
سألها بعدم فهم: إيه ده؟

أجابته بهدوء: دي نتيحة التحليل..
هب واقفا متسائلا بلهفة:
تحليل إيه..؟
قالت بجدية:
تحليل الحمل يا حسام..
سألها مجددًا بنبرة قلقة ؛:
ها وفي حمل ولا لا؟!
صمتت وهي تطرق رأسها للأسفل، فظهرت خيبة الأمل جلية على ملامح وجهه، ثم عاد يجلس بضيق شديد، لترفع رأسها وتهتف بسعادة عارمة:
أنااااا حاااامل..
هب واقفا من جديد وقد إنفرجت شفتيه بإبتسامة عريضة هاتفا: هاااااااا قولي والله!
- والله العظيم أنا حامل!

وما كان منه إلا أن هبط ساجدا شاكرا لربه حامدا، وبعد عدة دقائق إستقام واقفا محتضنا إياها بقوة وهو يقول بفرحة شديدة:
ياااه أخيرا يا سارة أخيرا هبقي أب!
همست سارة بقلب يضرب كالطبول من شدة سعادتها:
ألف حمد وشكر لله يا حسام الحمدلله..

بعد مرور إسبوع آخر...
تعالي صوت صراخها من شدة الآلآم، صوتها يكاد أن يصم آذنيه لينتفض من فراشه هاتفا بهلع:
فاطمة، في إيه يا حبيبتي؟
ردت من بين صراخها المتتالي:
ااااااه أنا بولد..
إرتبك وكأنها المرة الأولي التي توضع بها، ليقف حائرا لعدة ثوان ثم أسرع يجذب ملابسها من خزانة الملابس وساعدها على إرتدائهم قائلا بتوتر:
ماتخافيش يا حبيبتي ماتخافيش أنا معاكي..

وما إن إنتهي حتى إرتدي هو الآخر ملابسه بسرعة شديدة وتوجه بها إلى الخارج وصوت صراخها يعلو أكثر ليخرج الجميع على صوتها محاولين تهدئتها إلا إنها لم تصغي لهم وواصلت صراخها فالآلم شديدة كالإنفجار..
أسرع كريم يركض وهو يحملها هابطا الدرج وإستقل سيارته ليلحق الجميع به...

وبعد مرور ساعة كانوا يقفون في المستشفي الخاصة بالنساء والتوليد بينما هي تسير ذهابا وإيابا بناءا على رغبة الطبيبة فموعد ولادتها بعد ساعتان على الأقل ويجب السير على قدميها للتسهيل في عملية الولادة الطبيعية...
كانت تصرخ والدموع تنهمر من عينيها وهي تهتف من بين صراخها:
اااااه، ااااه إعمل حاجة يا كريم مش قادرة أتحمل مش قااااادرة ااااااااه..

كاد أن يتكلم لتشير له بتحذير: بس أوعي تتكلم مش عاوز أسمع صوتك دلوقتي...
رفع حاجبيه بإندهاش، ليقول ضاحكا:
مش هتكلم، إهدي
-بقلك إسكت، إسسسسسسكت..
إنفجر الجميع ضاحكين بشدة، لتهتف بصراخ مجنون: بتضحكوا على إيه، ياربي ارحمني.
تعالت ضحكاتهم بما فيهم كريم وهو يربت على ظهرها قائلا:
معلش طيب حقك عليا، دلوقتي هتبقي كويسة..

ومرا الساعتان أخيرا بعد معاناة مع الالام، لتوضع فاطمة طفلتها الصغيرة التي تشبهها إلى حد كبير، فاطمة الصغيرة، آخر عنقود العائلة، ، راح كريم يحملها برفق وحنان أبوي بالغ وهو يكبر بأذنيها مستمتعا بحركتها بين يديه، صاحا طفليه ليحملاها من بين ذراعيه فتناولها أخيها إبراهيم بسعادة:
الله أختي حبيبتي..
بينما قبلتها بسملة ببراءة وهي تهمس لها:
الله شكلها حلو أوي يا بابا..

ضحك كريم وإتجه إلى زوجته وقد مال عليها مقبلا جبينها:
حبيبي حمد لله على السلامة..
أغلقت عينيها بإرهاق، ثم تفوهت بخفوت:
النونو عاملة إيه؟
ضحك وقد مسح على جبينها: زي القمر، شبهك يا بطتي..
إستمعت إلى صوت شقيقتها سارة وهي تهتف بمرح:
حمدلله على السلامة يا بطوط يا مجنونة فرجتي علينا المستشفي..
كريم بجدية مصطنعة: حسابك معايا بعدين، بتزعقلي قدام الناس..؟
ضحكت بصوات واهن:
ماتزعلش ياكيمو كنت بموت من الوجع..

أقبلت جميلة عليها تقول بمزاح:
مبروك يا بطوطة تتربي في عزك إنتي وكريم..
فاطمة بإبتسامة:
عقبالك يا جوجو إنتي وسارة وأضحك عليكم براحتي..
سارة بتوتر:
أنا خايفة، إنتي رعبتيني يا بطوط
تركهن كريم وخرج من الغرفة ليجد إسلام بصحبة حسام الذي هتف مبتسما:
مبروووك يا أبو العيال تتربي في عزك
كريم ضاحكا:
عقبالك يا حس، أشوفك محتاس زي حالاتي كده
قهقه ضاحكا قائلا من بين ضحكاته:
على اللي أنا شفته النهاردة ده شكلي هتمرمط..

كريم مؤكدا بمزاح:
ده إنت هتتنفخ ماتخافش..
إنفجر إسلام ضاحكا هو الآخر قائلا:
الله يكون بالعون..
رد حسام مازحا: ما إنت هتتنفخ معانا ماتقلقش!

وتعلو الضحكات بعد مرور الأيام ويسود جو من المرح بين الجميع في عقيقة المولودة الصغيرة..
حلقاتو برجلاتو...
هتف الصغار بمرح وهم يصفقون فرحين بتلك الصغيرة..
يتمازحون الكبار ويلعبون الصغار لتكتمل الصورة العائلية، وتعود الأم تضم فتياتها إلى حنانها لتغمرهن به بتدفق نادمة على ما مضي وقد غفرن لها متناسين الماضي بكُل ما يحمل من آلام وقد غفر الحب الأخطاء جميعُها..

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة