قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وستون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وستون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وستون

التهور لم تكن من شيمها
فلم تكن من ذلك النوع الذي يوافق على القيام برحلات خطرة، بل كانت أشبه بكائن مسالم، تقليدى، حتى قدم لحياتها.
ف فرح التى كانت عليه فى السابق أشبه ب سبية اشتراها الإمبراطور لمتعته
ينهل من رحيق حياتها، حتى تذبل ومع الذبول يعف عليها الإمبراطور
لكنها لم تطق صبرًا حتى ذبولها
فإن ذبلت فستعيش جثة هامدة الروح، عليلة الجسد.
لكن إلى متى؟
متى سيعف عنها؟ متى ستخرج من نطاق أسره؟

كل محاولاتها باءت بالفشل، هو غير مقتنع أنها لم تعد تطيق حتى وجوده أمامها
فما بالك بضمها، وشعورها جسديًا بين ذراعيه
كيف تعود بكل غباء نحو قاتلها، الأمر فاق احتمالها، وما يؤلمها ويوجعها
انه لم يرى ما فعله سبب يستحق أن تقوم بالصخب الأنثوى كما أخبرها
كيف؟!
كيف يقتل أنوثتها وعفتها بسكين بارد، ويخبرها أنه من حقه، أى حق امتلكه
كونها حاملة اسمه، تراخت جفنيها والفرار ليس حلاً.

المواجهة هو كل ما يستحق تعبها والشغل الذى بذلته بعد طلاقها
لا يوجد شئ يستطيع إيقاف نضال الغانم سواها هى
وأن كانت نهايتها الموت، ف بالنهاية تستطيع الموت وقد دافعت عن رسالة أعظم..
تستمع بصبر نحو محدثها وقد خرجت من مخبئها الصغير، قابلها تذمر وسخط من وقاص
تتفهم كثيرًا حمية وقاص، وقد قام الرجل بالكثير لها، لقد وعدت نفسها أن لا تلجئ لأى أحد منهم.

لا يوجد مطلق سبب أن تسبب نزاعًا بين أخوين بالكاد استطاعا إيجاد نقطة لقاء بينهما..
لكن ذلك الأحمق لم يترك لها حلاً
فإرسال جواسيسه باحثًا عنها وعن زوجها المزعوم، هى حتى لا تصدق ما قام به وقاص
لقد زاد من رصيد عذابها أضعافًا
خرج صوت وقاص الحاد من سماعة هاتفها
-فرح انا مش هقدر انفذلك الطلب ده
عضت فرح على باطن خدها وهى تهمس بتوسل
-وقاص من فضلك.

زمجر وقاص بحدة وهو يدور ذهابًا وإيابًا فى غرفة مكتبه، لن ينكر أنه كان سعيدًا للحظة وهو يرى فقدان سيطرة أخيه الثور
فى الماضى لم يجد له نقاط ضعف خاصة به تضعفه، أو تحوله لأسد جريح على وشك قتل أي أحد يقترب من مداره
لكن الآن، أصبح منتشيًا بسعادة، لكن السعادة غلفها القلق وهو يعلم أن الأحمق عازم على قتلهما معًا
فأرسل خلفه من يستطيع التدخل حينما يوشك على إزهاق أي روح بشرى حالفه حظه العثر أن يسقطه فى طريقه.

هسهس بحدة مفيقًا تلك المختلة
أى قوى تلك تملكها أمام ثور مثله؟!
أى مواجهة تلك التى ترغبها وهى لا تعلم حتى أبسط الأساليب للدفاع عن النفس؟!
-فرح انتى يا نضال فى المعادلة اللى هيخرج ميت من العلاقة دى
كأنها لا تعلم؟!
أحد منهما من سينتصر وإن كانت هو كفته الراجحة، لكن تكون قد قامت بآخر محاولاتها للفك من أسره.
اسندت راسها على شباك سيارة الأجرة هامسة بصوت جاد.

- مقدرش ابقى مستخبية يا وقاص، انا مطلقتش منه عشان اتحبس واخاف انه يطلعلى فى كل حتة
قابلها صمت مهيب من جهته، لتعض على باطن خدها وهى تسمع زفرة طويلة قبل أن يأتيها صوته المهتم
- عايزة ايه يا فرح
ففرح ماذا ترغب؟
لم تعد ترغب بشيء الآن
ترغب أن تعود مهمشة، مجرد وجه يراه الناس حينما تتقاطع طرقهم، عابر سبيل ينسوا ملامح وجهه مع وجود ضيف جديد
همست بتطلب
-عايزة ارتاح.

نقر وقاص أنامله على سطح مكتبه، وداخله يسب ذلك اللعين ألف مرة
كيف يفرط بإمرأة بهذا الشكل؟
كيف لم يتخلى عن أنانيته ليحظى بسعادة وحياة مستقرة كما رغبها
ألم يفكر قليلاً بصغيرته؟
ألم يفكر كونها بحاجة إلى شقيق كما قامت طليقته بالزواج وأصبحت الآن حاملاً من زوجها؟!
تنهد متسائلا
- وبعدك عنه هو الحل؟
لم تتردد او تنتظر للتفكير، أجابته مغمغمة بسخرية
- البعد ساعات ارحم بكتير من جحيم القرب.

صمتت لبرهة محاولة التخلص من الخمول الذى أصاب جسدها، لتهمس بتهكم لم يخلو من المرارة
- ثم انت قولت اتجوزت ليه؟! انا حتى مش لاقية اللى يتجرأ يقرب منى ويكلمنى خلتها حالا جواز
رغم عبث الأمر
انفجر وقاص ضاحكًا أدى الى رسم البسمة على شفتى فرح وهى تسمعه يغمغم بنبرة مشاكسة
- متتخيليش شكله كان عامل زى ايه، كان بركان هينفجر
تبرمت بشفتيها وهى لا تصدق ان تلك ضريبة طلب المساعدة، لكن شقيقه معذور.

هو بحاجة للعلاج ذلك الأحمق
سيؤذى صغيرته دون قصد كما يؤذى الأطراف من حوله
- واضح انك بتعزنى
دلك وقاص صدغه قائلاً
- انا كنت اتمنى نضال يفهم حقيقى معنى وجودك فى حياته، بس للأسف هو بعناده وغباء تفكيره شايف انه يقدر يتحكم بالكل زى الماريونيت
لم تعلق بكلمة على حديثه
فما نفع الحديث الآن؟
حتمًا لا شئ يصب فى مصلحتها، عاجلها صوته قائلا بصوت حنون، داعم
- فرح اعرفى ايا كان قرارك أنا داعم الأول والأخير ليكى.

افترت ابتسامة من شفتيها وهى تسأله عن الصغيرة، تتمنى غباء نضال لا يمتد وتطاله صغيرته
- شمس ايه عاملة دلوقتى، يارب ميكونش قرر يبعدها عنكم
جاءه رده الساخر
- نضال رغم غباءه بس للاسف ميقدرش يمس سعادة شمس حتى ولو على حساب تعاسته
رده كان ك صفعة قوية حطت على وجنتها
انسلت دمعة حارة من عينها، نضال يستطيع أن يكون حنونًا مع من يرغب
أما هى
هى لم تمثل له أى شئ ذلك الحقير، تمتمت بصوت خاوى
- انا متأكدة هيبقى أب عظيم.

ووقاص حاول أن يضمد جروح شقيقه، ولذوعة حديثه قائلاً بصوت معتذر
- انا اسف يا فرح بجد، انتى تستحقى واحد احسن من نضال، اتمنى بجد تلاقى اللى يديكى أمل للحب من أول وجديد
انسلت ضحكات مريرة من حلقها
أى حب جديد يعطيه لها؟ فبوجود شقيقه لا تستطيع أن تشمه حتى!
لكن حديث الطبيب عاد يطرق رأسها بقوة
المحب سيستخدم جميع حيله للوصول إليها
والمحب هنا ليس نضال إطلاقًا
بل مطلق رجل، نكرة دون وجود أداة معرفة.
تمتمت بجمود.

-وقاص فيه ناس اتحكم عليها من اول حياتها انها تعيش في تعاسة طول عمرها
قاطعها هو ممدًا طرف خيط الامل لطريق عتمتها
- مفيش سعادة بتدوم ولا حزن بيطول، مصيره بينتهى
غمغمت بهمس
- أتمنى يا وقاص، ده أملى الأخير
قال بصوت جاد لا يقبل الاستخفاف به
- لو ظهرلك وحاول يهددك بلغينى وانا ههتم بالموضوع
لكنها اكتفت من دعمه الدائم لها
أخيه يستحق أن يدعمه مرة واحدة
تمتمت بجدية وهي تنقد السائق لتترجل من السيارة متجهة إلى مسكنها.

- مش عايزة اسبب شرخ فى علاقتكم أكتر من كده، صدقنى أخر مرة هطلب أى خدمة منك، علاقتكم حتى لو حديثة العهد مش عايزة أكون سبب يخرب علاقتكم، نضال مهما حاول يبين انه مش محتاج حد الا ان الحاجة الوحيدة اللى محتاجها جنبه هو انتم
توجهت نحو مصعد تضغط على زر الاستدعاء، لتسمع إلى صوت وقاص الدافئ
- خلى بالك من نفسك
ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيها هامسة
- حاضر.

أغلقت الاتصال وهي تسند رأسها على جدار المصعد، يجب أن تشحذ أسلحتها
فالمواجهات السابقة فازها عن خسة في حين وجدارة فى حين آخرى
لكن تلك المرة، يجب أن تفوز
وإلا حوكم عليها بالأسر للأبد.
أخرجت مفتاح شقتها من حقيبتها ودستها فى عقب الباب، إلا أن حدس ينبئها بالهرب
إما الآن أو أبدًا
تعثرت أنفاسها وهى تشعر به فى نطاقها.

عطره النفاذ التقطته خياشيمها، رنين انذار ينبئها أنه هنا، قريب منها، ينتظرها بصبر صياد تدخل مخدعها حتى يلتهمها بضمير مستكين، دون إهدار نقطة دماء واحدة.
تعاضدت عزيمتها جنبًا إلى جنب وهى تدفع باب الشقة، لتغلقه خلفها باحثة عن الإنارة إلا أنها صرخت بفزع حينما وجدت يد خشنة، يد رجل تعلمه علم اليقين وهو يضغط قبس الأنارة
لتجده مائلا بجسده الضخم على الحائط
منفرجًا عن أنيابه الوحشية، قائلا بصوت كسول.

- نورتى بيتك يا قطة
خطوة واحدة توجهت نحو الباب
ليقطعها فى الثانية ازاحة جسدها الضعيف عن مرأى بوابة نجاتها، جسدها اصطدم بعدم رحمة فى الحائط لتأن لوجع حقيقي وهي تراه ينظر إليها بقسوة
إصرار لم تعهده منه سوى يوم المحكمة حينما أخذ مأربه منها..
شحب وجهها فوريًا، وهى تتجاهل ما يطرأ على عقلها
نضال لن يصل انحطاطه لهذا الحد.

لكن جميع آمالاها تحطمت حينما وجدته ينزع حزام بنطاله يلفه مرتين حول قبضته، وعينيها متسعتان بجحوظ
وجسدها مستسلم كفريسة أمام طقوس الصياد للانقضاض عليها
خرج همس ضعيف مرتعب كرعشات جسدها القوية
- اعقل ارجوك
خرجت ضحكة قوية مجلجلة، ترددت صداها كأجراس قوية فى أذنيها، قبل أن يقترب منها هادرًا بصوت قوى
- وانتى خليتى فيا عقل يا هانم، انطقى
عينيها معلقة على الحزام، وفكرة جلده أثار رعبًا جحيما في جسدها.

افترقت شفتيها وهى تهمس بصوت ضعيف
- نضال لو الحزام اترفع عليا صدقنى هصوت والم عليك الناس
هبط بجذعه مماثلاً أمام طولها ليهمس بصوت ناعم وانامله تمر على وجنتها
-والست المحترمة لما تقابل جوزها ويأدبها تفتكرى الناس هيتدخلوا
عينيها شاخصة أمام عينيه بهلع
أقال زوجة ذلك المخبول؟
أقال زوجة؟!
ازاحت يده بعنف عنها، غير محتملة أن تقترب يداه من جسدها، أقل لمسة تثير نفورها، هسهست بغضب تقر الواقع الذي يتجاهله.

- نضال انا طليقتك مش مراتك
لكنه يبدو انه ليس معها، يدور فى فلك آخر بعيدًا عنها، يتلاعب بها كالسابق، جذب مقدمة فستانها الأنثوى الذى يكاد يطير بعقله إلى الجنون هامسا بنعومة اقشعرت لها بدنها رجفة ورهبة
- وحبيب القلب اللى اتجوزتيه مش باين، غريب مش كده، يعنى يساعدك حتى خسارة طلع مش راجل
يتلاعب بكلماته، حتى يستطيع اخراج الحقيقة المطلقة من جوفها، الأحمق كيف يصدق كلمات أخيه ببساطة.

أى رجل هذا سيظهر من العدم لتتزوجه، وأى رجل هذا حينما تتزوجه سيجعله يضع أصبعًا عليها
صرخة مؤلمة حادة خرجت من شفتيها حينما حط أنامله الغليظة على عضديها يقسو عليهما بعنف غير مراعيًا كونها امرأة
ضعيفة، ببنيان جسدى هش، لا يتحمل أى قسوة ذكورية!
- ما تنطقي ساكتة ليه
صراخه يعلو صراخها، وأنينها يفوق جحيم غضبه المستعر
والمنطق هنا يقف فى دائرة التيه، والعقل فقد قدرته على التحمل
دموعها لم يقلل من أتون غضبه.

ولا الالامها خفف من ضغطه العنيف عليها
حتى بكائها وصراخها، كان يصم أذنيه عنها
ترجته بعينيها، دون أن تنبس ببنت شفة نحوه، هامسة بصوت مرتجف
- عايز ايه
لمعت عيناه بتألق مرعب، وما يرغبه فقط رؤية الدماء
دماء تأديبه لها، ودماء أخيه حينما يقضى عليه
حاجته للدماء كانت تعلو فوق أى صوت منطق، ليرفع حزامه وفرح صرخت مذعورة ليقع الحزام على الأرض
ارتجف جسدها كليها بين يديه وهو يغمغم بسخرية
- هأدبك.

يكاد عقلها يفقد الوعى وهى تنظر بطرف عينيها نحو حزام السوط الذي سيجلدها به، فى جميع أفكارها لم يمر أبدًا هذا الحزام مخيلتها مطلقًا كوسيلة للتأديب كما يدعى!
امسكت يده المنقبضة بعنف حول حزامه لتهمس برجاء أخرجته كتذكرة أخيرة لعودته لصوابه
- نضال ارجوك بلاش
قبض على فكها بخشونة وهو يميل نحو شفتيها هامسًا بنفي تام.

- لا يا قطتى، شغل ارجوك ومن فضلك ده انتهى، تحطى جزمة جوا شفايفك الحلوين دول وتاخدى العقاب وانتى ساكتة
أشتعل أتون الغضب بين جوانب صدرها، لتضع يديها حائلا بعيدًا عن التصاق جسده بها، مرددة بحدة
- انا مش مراتك، وميحقش ليك تلمسنى اصلا
نظر نحوها بغموض لم يبدى أى انفعال يذكر لما تفوهت به ليغمغم بصوت جاف كريح شتاء قارص ينخر العظام
- يبقى نشوف الكلام ده
تمتمت اسمه بحدة
- نض ااااااه.

صراخ قوى يكاد يذبح حبائلها الصوتية، حينما وجدت نفسها ملقاة ك جوال بطاطا على أريكتها الثمينة
ألم استفحل أطراف جسدها، آنت بوجع ودموعها انسكبت على خديها، واضعة يد حول ظهرها، تسبه بقوة غير عابئة به
تسبه بأفظع الشتائم فى قواميسها، التى لا تصل لشئ بجانبه
رأته يقف بشموخ، ك امبراطور يفرض ساحات سيطرته القوية نحوها ليقول بسخرية
-سلامتك يا قطتى، وجعتك؟

لم تجبه، لم تجد داعى للرد عليه، لكنها لم تحسب لهجومه البغت عليها وهو يسحبها من خصلات شعرها الحرة الطليقة
تثير بها الغادي والرائح دون أدنى اعتبار لرجولته، ولا غيرته المستفحلة على الدوام أمام حضرتها!
همس مكشرًا أنيابه امامها بهمس مهدد
- مش حذرتك بلاش تلعبي بالنار يا فرح مش حذرتك
صمتها أذكت ناره كجمرات حطب ساكنة أشعلت الرماد، ليدمدم بسخرية.

- ايه فكرك موضوع الطلاق هيعدى بالساهل، انتى اتماديتى، تحبى اخدك دلوقتى وتولع الورق اللى فاكرة انها حرمتنى منك
عيناها الساكنتين اتسعتا بجحوظ مخيف وهى تراه يخبرها ببساطة ما يصبو له
حقارته وصلت للحد الذي انتفض جسدها من مخدعه، لتركله بساقها بقوة غاشمة فى بطنه، واندفاع الادرينالين بجسدها جعلها تذهب مسرعة نحو المطبخ باحثة عن سكين
ستقتله إن فكر أخذها بالقوة.

إن أغتصبها سابقًا تحت اسمه، لن تدعه يحقق مأربه، سيكون موته ضريبة على قذارته.
هسهست من بين انفاسها، عابثة بالأدراج حتى وجدت بغيتها، لترفع رأسها ناظرة اليها بنيران جعلته يرفع حاجبيه ناظرًا ببرود نحوها ونحو النصل الحاد الممسكة به بقوة معتمدة به بحياتها
-حقير.

خطا خطوة نحوها ويده ممسكة أسفل معدته، مقدرًا للقوة الوليدة فى جسدها بإعجاب لم تدركها عينيها المتربصتين له، هدر صوتها الحاد وهى ترفع السكين امامه بتحذير يجب أن يأخذه بجدية
- خطوة واحدة تقربها وتلمسني وهقتلك
نظر نحو السكين باستخفاف تام، ويدها المرتعشة أعلمته أنها لن تستطيع الصمود طويلا، تمتم ببرود وهو يقترب منها غير عابئا بتهديداتها الرعناء
- شيلى يا قطة السكينة عشان متعوركيش.

دموعها هبطت بغزارة، لتلوح بالسكين هامسة بتحشرج
- بتتعمد تعمل معايا كدا ليه يا نضال، انا عملت ايه كل ده عشان استحق ده منك، انا قررت ابعد عشان تكمل حياتك زى ما تحب
أتريد أن تكون الآن المرأة المضحية العظيمة امام بطشه؟
أى تضحية قدمتها هى لم يطلبها منها مطلقًا، ولم يكن راغبًا لها
كانت تدفن رأسها في الرمل كالنعام، تغض ببصرها عن افعاله، ما الذي استجد حتى تتقاتل امامه ك لبؤة تقاتل من أجل مكانتها؟!

عينيه على السكين ثم عليها، يرى انحسار الفستان مبرزًا بداية تكور صدرها، لتلمع عيناه بإشتهاء، اشتهاء رجل صام طويلاً ليغمغم بصوت أجش
- غلطتك انك اللى فكرتى، مش انا
هذرت بإنفعال صارخ
- عشان فكرت فى سعادتى، مستكتر ده عليا انا؟! نضال انا مخدتش اى سعادة من اسمى، كل اللى حصلى انى غصب عنى شوفتك ملجأ ليا، ملقتش حد اتحامى فيه غيرك بس خذلتني.

يقترب منها، وكل حركة تقدم تحرك السكين بانفعال تكاد تسبب بإيذاء نفسها، اقترب منها حد الحد الذي سمح له، بدحض مقاومتها الا ان يدها القابضة على السكين جعلته يهسهس بحدة
- فرح
لكن فرح وجهت له السكين فى وجهه صارخة فى حدة بوجهه، قابلها وهو يمسكها من عضدها قائلا بحدة متخلصًا من السكين إلا أن حركتها الأخيرة فاجأته لتصيب ذراعه منبثق الدم منه
- اللى بتعمليه معايا ده صدقيني مش هيقل من الغضب اللى جوايا.

عيناها نظرت بجمود تجاه اصابته دون رد فعل، لتراه ينزع السكين من يدها بحدة ملقيًا اياه بعيدًا عن متناول يدها، نظرت نحو الدم البسيط الذى خرج منه ثم إليه قائلة بجفاء
- هه، هتعمل ايه؟ هتقتلنى؟
ابتسم بسخرية قائلاً بنبرة غامضة
- مش كنتى شيفانى قذر وعبد شهوته عشان اخدتك يوم المحكمة
رنين الجرس الأخير، قبل حدوث ما لا يحمد عقابه
اندفعت بجسدها تمد كلا كفيها ضاربة جذعه صارخة بجنون لمدى انحلال فكره.

- انت انت مجنون، انت مش جوزى
لكنه لم يعى عظم جريمته فى حق الجميع
واولهم ربه
كيف يفكر بهذا؟ وهو معه ابنة؟ ألا يخشى عليها أن ينالها بضع مما تنابه من يده؟!
غمغم ببساطة وأريحية
- نتجوز بعد كدا
تخشب جسدها وهى تسمعه يتحدث عن الأمر كما لو أنه يتحدث معها عن الطقس، همست وهي تهز رأسها نفيًا
- حرام يا نضال بجد، ااااه.

صرخة ألم أخرجته من حلقها حينما جذب خصلات شعرها بعنف للمرة الثانية، لينجلي الوجه الشيطاني أمامها هادرًا بوحشية
- ومش حرام لما تأذى رجولتى، فاكرنى كنت بقولك نكته ولا بهزر معاكى، انتى ملك نضال الغانم، وشغل الحرية اللى سايبك الايام اللى فاتت تعيشي فيه ده بمزاجى انا، بس انتى عديتى الخطوط الحمرا اللى رسمتها
مع كل كلمة كان يشدد من القبض على شعرها، حتى كادت تشعر انه ينزعه من جذورها، تمتمت بألم.

- براحة يا نضال، بتوجعنى
جيد لتشعر قليلا بما أَلَم به، صاح بانفجار عظيم
- ومرحمتنيش ليه، وانا بسمع اخويا بكل برودة أعصاب يقولى انك اتجوزتى
تمتمت بنفى تام مغمغمة بصدق محاولة نزع يده عن شعرها
- انا كنت عايزة ابعد عنك، انا متفقتش معاه على حاجة
كانت ترغب بالرحيل عنه، وقامت هى وأخيه بحيلة قذرة لا تدخل عقل أى عاقل
لكن منذ متى يصبح عاقلاً حينما يخص شئ فرح؟ أو أحد نطاق حمايته..

اندفع بالغضب متقصيًا عن جميع الرجال الذين تعرفن عليهم، إلا أن الأمر انتهى بلا شئ، فقط المرأة اختفت كالزيبق، أما انهيارها العصبي وكون فرح مريضة كانت حيلة أخيه القذرة، بهارات تضيف طعمًا لخطته وهو انتظر وصبر
فالسجين لن يطيق المكوث فى السجن للأبد
ستخرج، و سيكون بانتظارها..
لكن ليس قبل أن ينهى ثورة داخلية منها، يرغب بعودتها قطة صامتة، مطيعة لرغباته حتى وإن كانت جثة هامدة.

لا يهم يرغبها، انتهى أمر القط والفار هذا
اقترب جاذبًا رأسها ليمرر أنامله بخشونة على سحنة وجهها الشاحبة، بعينيها المتورمتين قائلاً بهمس ماكر
- بس السجان عجبه السجن مش كدا، وانا هرجعك ليه
أغمضت جفنيها بيأس، وهي تمتم بهمس ضعيف لكن خرج صوتها واضحًا لأذنيه
- كل اللى بتعمله فيا هيجى اليوم اللى بنتك هتشوفها قدام عينك ومش هتقدر تساعدها.

تخشب جسده لثانية، تقسم أنها تكاد تشعر به يتراجع، الا انه اعاد امساكها بقوة غاشمة قائلاً بصوت مستهزئ بارد
- يبقى ساعتها هشرب من دمه
اسقطت دمعة أخيرة
دمعة تختم بها صفحتها للأبد
استنفذ جميع أرصدته، فلا أحبها ولا حتى رجولته جعلته يرحم ضعفها
همست وابتسامة ساخرة تزين ثغرها مغمغمة
- عمرك ما حبتنى، ولا جواك مشاعر شفقة، او حتى ذكريات العشرة اللى قضيناها تشفعلك انك تسبني.

وضع يده على شفتيها مخرسًا اياها، ليميل رأسه هامسًا فى أذنها قائلا بصوت بارد
- اششش اسكتى، بليل هترجعى بيتى كفاية كدا
حركت جسدها بعنف تلتوى بعنف، منقذة نفسها من جحيم نيته صارخة بعنف
-على جثتى
وصراخها لم يزيده سوى عنادًا وإصرارًا ليحملها على كتفه متوجهًا لغرفة نومها، قائلاً ببرود أعصاب
- على جثتك! يبقى عايزاها بالطريقة التانية.

انتفضت بفزع حينما ألقاها على الفراش وجثم عليها بكامل جسده، التوت بجسدها محركة اطراف جسدها كلها قائلة بنفور
- نضال، نضال لا، بجد بجد لأ، نضاااال
تأوهت بألم حينما جذب خصلات شعرها بقوة متمتمًا بخشونة
- اخرسىيي
عيناها اتسعتا بجحوظ وهى ترى العزيمة فى عينيه
يكرر ذبحها دون أدنى إعتبار لإحتياجها ومتطلباتها، غير راحمًا نفورها ورفضها
شعرت بيديه ترفع فستانها كاشفًا بنطال أبيض قصير لما قبل حدود ركبتيها..

خرج صوتها مذبوحًا ودموع القهر طبعت على وجنتيها
- بكرهك
دنا منها لينهل ساحبًا آخر قطرات أنوثتها، يجرد ثيابها السفلية بفجور، اتسعت عيناه جحوظًا وتوقفت يداه عن نزع بنطالها القصير عن ساقيها لينظر نحو موضع الألم ليراها وجهت نصل حاد بيدها المرتجفة.

زادت معدل نبضات قلبها وكاد قلبها يتوقف عن النبض وهى ترى عينيه الشاخصتين بها دون أدنى رد فعل، الدماء لوثت ثيابها وجسدها لتتسع بقعة الدماء وهى ترى جذعه سقط كليًا على الفراش دون أدنى حراك!
لقد قتلته.
لقد قتلت مغتصبها.

الفصل التالي
لم يكتب بعد...
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة