قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وستة وعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وستة وعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وستة وعشرون

وهل تظنين أن البُعد يقتلني؟
وأنّ قلبي لا يقواكِ منفردا؟
أنا التلاشي واللاّشيء فانتبهِي
أنا الوجود، وكل الناس لا أحدا.
مقتبسة
ما ظنك إن رأيتك مع رجل غيري؟
أغار؟!
تحلمين ما خلقت امرأة تدفعني لأقع أسفل قدميها
وإن كان أسفل قدميها جنة الحياة، فأفضل الموت وألا أرمي بكبريائي تحت قبضتك.

عينيها الدباحتين تلمعان بمكر وشراسة أنثى تعلم كيف تضرب الأوتار الحساسة في أي جسد رجل، بنصرها الأيمن المزين بخاتم ذهبي سينزعه ويدسه في حلقها كي تكف عن تلك الابتسامة اللزجة، ابتسامة انثى تظن أنها تمتلك مقاليد رجل
او سعيدة هانئة لانها جعلت من رجل صياد حر وضعته في قفص ذهبي مبهر فى بداية الأمر
لكن الحمقاء، لا تدرك أي هاوية أسقطت نفسها به.

اقترب منها وكلتا يديه خلف ظهره، يمنع بكافة الوسائل الا يتم استفزازه علي يديها ليقول بنبرة جافة
-سمعت انك انخطبتي
لفت خصلة من شعرها وهي تنظر الى والدتها بإبتسامة من الاذن للاذن، كبلهاء ومخبولة خرجت من مشفى المجانين لتقول بكل برود واستفزاز
-وفيها مشكلة؟

مال برأسه وهو يشيح برأسه بنفي ولا مبالاة مذهلة يكاد يصفق بكلتا يديه على براعته وإتقانه لاخفاء ما يتلظى في دواخله من افكار بشعة وشنيعة سيكون أكثر من مرحب لتلبيتها واولي ضحاياه، تلك الشقراء ابنة خالته
-لا مشكلة ولا هم يحزنون، كنت حابب باركلك بس طالما ماكلفتي حالك وعزمتيني فبتحلمي باركلك
فغرت شفتيها بصدمة لثواني قبل ان تنفجر فى وصلة ضحك مغناجة، اسودت ملامحه قتامة.

وشي داخلي، اللعنة، شياطين معربدة داخل قفص حديدي يتمردون باحثين عن الخروج
وهو لأخر لحظة يحاول أن لا يمد يده ليدق عنق تلك الشقراء، فهي بالنهاية ابنة خالته
تلك الشقراء، الافعي، الملونة، الجميلة، الجميلة جدااااا، لقد فتن بضحكتها
ألقي نظرة سريعة لشقيقه الذي رآه ينسحب بهدوء من المجلس، لينظر إلى تلك اللعينة الساحرة وهي تحاول كتم ضحكتها بكف يدها لتلهث قائلة من فرط ضحكاتها.

- -ده عامل حسابه انه هزعمه، حقيقي تبقي وفرت عليا، ومتستناش دعوة كتب الكتاب علي العيد
اختفي الهزل المتبقي من ملامح وجهه ليعقد ساعديه على صدره وهو يميل برأسه يتأمل فستانها الملون ذات الشرائط الرفيعة، يميل كل مرة فى اقل حركة ليسقط باغراء من على كتفها، لتتسع عيناه بإدراك هل ترتدي تلك الأشياء السخيفة امامه؟!
سألها بتهكم وهو يكظم غيظه
- كتب كتاب؟!، اوووف اوووف بهالسرعة واثقة فيو.

تنحنحت عايشة تلك المرة وهي تجذب ساعد ابنها قائلة بنبرة محذرة
-غسان
ربت علي ظهر والدته وهو يبتسم بسماجة قائلا بنبرة خبيثة
-يا امي ياروحي لازم افهم هي لي مستعجلة كتير عالزواج ولا في ان بالموضوع...
صفعة ساخنة زينت خده الايسر ولم يستطيع أن ينهي جملته ليرفع عينيه ليقابل النيران المتقدة في عينيها وهي ترفع اصبع سبابتها فى وجهه لتهدر فى وجهه وملامح وجهها يشي بالتقزز والنفور
-انت واحد حقير وقليل الادب ومتربتش.

التفت تجاه خالتها لتهمس باعتذار، لكن لم تنسي ان ترميه بنظرات قاتلة تتمنى لو اردته قتيلا أسفل قدميها
- انا اسفه يا خالتي، بس واضح اللي بتقولي عليه اخوكي الكبير ده للأسف طلع مش راجل
بصقت آخر جملتها وهي تنظر اليه بسخرية معجونة ببغض شديد لتلتفت مغادرة مع تعالي صياحه الخشن حينما أفاق من صدمته
- تعي لهون مين هاد يلي مو رجال.

هم أن يسبها بأفظع الشتائم الايطالية التي تعلمها من صديقه، بل وجذبها من خصلات شعرها الحرة الطليقة ويقصه، أفكار سادية لعينة تغشي عينيه ولم يلاحظ خالته التي دمدمت بسخط
-ااااخ منك نزلت من عيني يا ابن عايشة، لقوم امشي احسن ما اسمع كلام بسم البدن مرة تانية
استغفر الله سريعا، ولكن ثأره لم ينساه من تلك اللعينة الشقراء، سياخذه منها.

اقترب من خالته وهو يقول بنبرة بها اعتذار صادق نحوها فقط، لكنه ليس أسفا على ما قاله لابنتها
-خالتو بالله عليكي روووقي شوي وحق الله ماقصدي بس بنتك استفزتني
زمجرت خالته بعصبية لتعقد ذراعيها على صدرها وهي تهدر فى وجهه بحدة
-لك هاد حكي بتحكيه لبنت خالتك يا منظوم!

عض على نواجذه وهو لا يصدق ان خالته تعامله كطفل صغير لم يتجاوز العاشرة، سبها فى سره عشر مرات وهو يعتذر لخالته ويميل ليقبل جبهتها الا انها سارعت بدفعه بحدة معبرة عن استيائها وحزنها لمعاملته القاسية لابنتها الوحيدة
-انا اسف، خليكي ئاعدة وانا رايح راضيها وجيبا
رفعت رأسها بحدة لتنظر اليه وعلامات الرفض تلوح فى الافق، لتجيبه بكل صراحة
- لأ.

ابتسمت عايشه وهي تجذب ساعد شقيقتها، لتنظر الي ابنها بتحذير، تشترط عليه ان يكون متريثا صبورا وهو فقط يهز رأسه لتبتسم وهي تعطيه الاشارة الخضراء لتقول لشقيقتها
-اتركيه، خليه يصالحا، هو غلط و رح يصلح غلطه
اعترضت خديجة قائلة برفض
-بس.

قطعت عبارتها حينما وجدته كالقذيفة اندفع خارج الباب، همت بأن تلحقه، تخشى أي صدام مع ابنتها وهي التي توقعت ان يكون اكثر تعقلا وهدوئها كأخيه، لكن يبدو أنه ورث العند والتهور والمكابرة فقط، رفعت عيناها تجاه شقيقتها وهي لا تعلم متى ينتهي هذه الدوامة؟!
تعترف ان ابنتها لا تطيق رؤية وجهه، وهو لا يدخر وقتا ليجعلها تغير رأيها به.

لقد ظننت في بادئ الأمر هناك شرارة، لكن كذبت حالها، لكن أفعال ابن شقيقتها يزيد كراهية في قلب ابنتها
غمغمت عايشه بهدوء وهي تربت علي ظهرها، تهدأ من دوامات عقلها
-لا تخافي ابني وبعرفه
يركض خلفها محاولا ان يسبقها ويأخذ بثأره، صاح بصوت جهوري
-انتي يا بننتي.

راها تستدير للخلف تنظر اليه شرزا لتتابع طريقها وهي ترغي وتزبد، تقسم انها لو استطاعت لقتله لفعلتها دون أن يرمش لها جفن، لكن أتضيع مستقبلها من أجل هذا النكرة!
صاح صوته الجهوري كنعاق غراب بدد من سكون الطبيعة لتتطاير العصافير من عشها
-انتي يا مرا
توقفت قدميها عن التحرك لتستدير إليه وقد تفاجأت من مدى قربه، لكن لم تعر الأمر انتباه، لترفع يدها بتهور قائلة بتحذير
-متقولش مرا عشان مديش اللي في رجلي على نافوخك.

استبد معالم الهدوء إلى جنون وهو يرى تساقط كلتا حمالتيها، عينيه تركزت على شئ من المفترض أن يغض بصره عنه، لكن اللعنة هذا لم يزيده سوي جنونا امسك عضدها بقوة المتها وهو يلتفت يمينا ويسارا باحثا عن مكان منعزل يلجأ إليه اقترب من جذع شجرة ليدفعها بعنف جعلها تخرج صراخ مؤلم ويدها تمسك بظهرها إرادات الصراخ فى وجهه إلا أنها بهتت حينما هدر فى وجهها بتهديد.

-فكري تعمليها بس تفكير وحق الله ساعتا لاكسرلك ياها فهمانة
انتفخت أوداجها غيظا وكمدا، والحنق يتملكها الاحمق ماذا يظن نفسه؟
هل هو ابيها؟ اخيها؟ عضت باطن خدها بقهر لتنتبه لانزلاق الحمالتين حينما انتبهت الي نظرات عينيه الحانقتين، تلونت وجنتيها خجلا وتملكها الغضب كونه لم ينبهها
الأحمق هل ظل ينظر الي صدرها كل تلك الفترة؟!

الغبي سيظن أنها ارتدت الفستان خصيصا محاولة التغرر بشقيقه، مظهره كافة انوثتها، تعلم الأحمق وتفكيره العقيم مثله، أعادت ترتيب هيئتها وهي تهتف بغضب
-انت متوحش و وقح وقليل الادب، و..
شهقت بذعر حينما مال بجسده منها، مالت بوجهها كي لا تلتقط رائحة فمه، حقا ستموت ان كانت رائحته كريهه، اهتز بدنها حينما دنا بالقرب من اذنها ليهمس بهدوء ثعبان يغري الفريسة بجلده الناعم
-وحيوان.

رفرفت بأهدابها عدة مرات محاولة ان تسيطر علي تلك الرعشة التي اصابتها من قربه، رفعت رأسها لتنظر اليه من طرف عينيها لتهمس بغلظة
-الحيوانات ارحم منك يا خي، انت كابوس في حياتي
ابتسم غسان ببشاشة وهو ينظر اليها كنظرة ثعلب يعلم صيده الثمين؟
اللعنة هل انتهى بها الأمر كونها هي الفريسة؟
شحب الدم من وجهها وهي تبتعد عنه عدة خطوات تحاول أن تأمن مكره، وللحق يقال لم يحاول أن يقترب منها او يلامسها تعمدا كي لا ؟!

لا يعلم كي لا ماذا؟
كي لا يضعف؟
فبالنهاية هي امرأة وهو رجل امرأة أمامه تعرض بسخاء شديد عن نعيم جسد يشتهي إليه عابد لتندس طهره
حاول أن يخرج أفكاره من طور هذا الجنون، منذ متى يفكر فى هذا الأمر مع انثي؟ بل هي بالاخص! علاقاته السابقة مجرد عبث واضح وهزلي، لا يقترب بأي شئ من المحرمات.

مجرد لقاءات اولي ولا يكررها للمرة الثانية، صاح بحدة وهو يراها تحاول ان تهرب من المكان في أسرع وقت، كأنه سيفترسها! هل تراه أسد وهي غزال برية تثير جوعه؟!
-خلصنا ولوو تعي لهون بقا
رفعت بيسان عينيها الدباحتين بحذر، لتضم كلتا ذراعيها على صدرها ولا ينسى النفور الذي ترشقه بسهام عينيها ليغمغم بجفاء
-لهالدرجة دايئتك بكلامي؟

صاحت بنفاذ صبر وهي لا تصدق ان هذا الجلف، عديم الشعور والإحساس، يمر بالكلمة مرور الكرام دون أن يشعر بالأسف
- ترضي حد يقول علي مراتك ست الحسن والجمال المستقبلية حد يقول عنها بكلمة وحشة
أجابها ببرود وهو يضم يديه في جيب بنطاله الرياضي
-مارح اتزوج ريحي حالك
رفعت رأسها للسماء بسخط، لترفع كلتا ذراعيها مناجية ثم تلتفت اليه بعيون قاتلة، تنهدت بحرارة لتقول
-انا تعبت.

ثم تابعت بانفعال وهي تقترب منه مشيرة باصبع السبابة في وجهه جعله ينظر اليها ببرود منتظرا ان تنهي عرضها المسرحي الخاص
-تعبت منك حقيقي، مش عارفة واخد مني من اول مرة جانب عداوة ليه، افتكرت لما يكون عندي ولاد خالة يعني هلاقي اخ سند فى ضهري
كالصاعقة ضربته كلمة أخ في سمائه، لم يشعر أن الكلمة مستساغة وخاصة منها.

لا يمكن أن يصبح اخيها، اللعنة لقد كان منذ قليل يفترسها بانوثتها التي انتبه لها منذ قليل من بين شجارهم
لم يتوقع ان تروقه، تفصد العرق على جبينه من منحني أفكاره الخطير ليجز على اسنانه وهو يقول بحدة قاطعا
-لا انت اكيد انجنيييتي، خوات يخوتك الهي انا ماني اخوووكي فهمانة.

عقدت جبينها بريبة وهي تري ملامحه المتحفزة، بل حمرة بشرته التي تشي بغضبه، اضطربت للحظة وهي ترى العرق النابض على فوديه ينضح بقوة لترفع ذراعيها باستسلام قائلة
-اسمع يا بني آدم، نزار علاقتي معاه مش لطيفة عشان اعتبره زي اخ ليا بعد اللي حصل، مفيش غيرك انت
وتعيد له كلمة أخ
هل هي مخبولة؟ أم جنت؟ ألم تراه إلى ماذا كان ينظر؟ لقد كان يتحرش بها وهي تخبره أن يكون أخيها.

عاد ينظر مرة أخرى إليهما بالتحديد وهو يخبرها بنبرة قاطعة
-انت سخنة شي عقلك فيو شي يامجنونة انهبلتي يعني، انا وانت موووو اخوات
راقب تساقط إحدى حمالتيها ليراها بكل هدوء تعيدها فى موضعها وهي تبتسم بانشراح قائلة غير منتبه إلى عينيه النهمتين
-ما انا لا بطيقك وانت كذلك نفس الشعور، حاول تبقي لطيف معايا بلاش اخوة لو مضايقاك اعتبرني قريبة ليك
هز برأسه مستحسنا أنها قررت أن تلغي فكرة الأخوة بينهما ليقول برضا.

-امممممم قريبة مبلوعة اما انو اخوات مستحييييل
ابتسمت وابتسامتها كانت خطرة
لا يجب على امرأة تمتلك كل هذه الفتنة أن تبتسم
اناملها تعيد تهذيب خصلات شعرها، وحملات فستانها تتساقط فى كل دقيقتين إحداهما شمالا والاخري يسارا
والحمقاء
الغبية
تعيد وضعهما بهدوء كما لو انها فى غرفة نومها وليس بأحد جوارها، رأها تقترب منه تنظر اليه بنظرة عيني جرو كسيد
يرغب أن يلبي طلبه لتقول
-صالحني.

ضيق ما بين حاجبيه وهو يحدق بها بحيرة، تلك الابتسامة ويديها التي تفركها ببطء جعله يهمس باستنكار
-صالحك؟!وكيف يا ست الحسن
الكلمة خرجت منه تلقائيا، جعل بيسان تتسع عيناها ذهولا ثم اتسعت ابتسامتها أكثر وهي تراه للمرة الأولى يخبرها بكلمة غزلية
الأحمق بدأ يراها كالرجال الاخرون، انثى ناعمة، مشبعة بالدلال والاغراء دون تصنع لتعيد طلبها يهمس ابح
-اعتذر يا غسان وانا هسامحك.

وعينيه النهمتين لا تترك أي انش في جسدها دون أن يستبيح رؤيته، ان كانت الحمقاء تعطي عرضا لمئات الرجال
فجحا أولى بلحم ثوره، قال مغمغما بجفاء
-انا بعمري بحياتي ما اعتذرت
تيبست البسمة علي شفتيها، بل قتلت لتنظر اليه بحنق ونيران تحرق هذا الأحمق من مجلسه لتدمدم ساخطة
-انت مفيش فايدة منك، ابعد بقي.

امسكها من زندها بقوة لم يقصدها، بل لنفسه كي لا يتحرش بها جسديا وقد بدأت الساحرة تتحول لأميرة في عينيه ليقول بابتسامة متكلفة
-خلص خلص روقي ولو عم نمزح شبنا
نظرت الي كف يده الضخم علي زندها لتنظر اليه بسخط قائلة
-شيل ايدك، انت فاكرها وكالة من غير بواب عشان تمسكها وقت ما تعجبك
نزع يده عنها قائلا وهو يرفع كلتا يديه باستسلام حرب
-اسف يا ست الحسن منيح هيك.

تكراره لكلمة ست الحسن جعلها تجفل ظنته المرة الاولي ينطقها ساخرا، لكنها ابتسمت اتسعت ابتسامتها جنونا وهي تقترب لتضع إصبع السبابة على صدره قائلة
-مش مسمحاك للاسف
ثار البركان في داخله ليقذف حممه اللاهبة من أقل لمسة وإن كانت ازدراء منها لصدره
اللعنة
ماذا يفكر هو؟!
راها تنطلق مبتعدة عنه ولثواني يحاول أن يفهم هل كانت تلقيه في شباكها؟
تلك الساحرة اللعينة سيقتلها يوما، انفجر هادرا بصوت جهوري
-تعي ولي مجنونة.

التفتت اليه وضحكاتها تسبقها لتجيبه بغمزة ماكرة
كانت قتيلته
-انسي، فاكر نفسك اتجنيت عشان اصاحبك ولا ايه، ده انت متشرفنيش
زمجر بغضب وهو يرى تلك الحماقة اللعينة تتساقط لتعيد وضعها بكل بساطة
ضم قبضة يده كي لا يلكم وجهها وهو يصرخ بغضب
- وحياتك موتك عايدي
شهقت بحدة وهي تضم شفتيها لبرهة قبل أن تهمس بصوت مغناج
- علي ايد حبيب قلبي اللي خطبني مش بايدك انت يا متوحش
سيقتلها ويقتل ذلك الجرذ الآخر.

سيقتلهما معا، بعد ان يتفنن بتعذيبهما ليغمغم بنبرة كريهة
-وحق الله لاقتلك انت والحيوان خطيبك
ازداد صدى ضحكاتها صخبا في أذنيه وهي تظنها مزحة من مزحاته ثقيلة الظل لتغمز بمكر
-بعد الشر عنه يا متوحش، هلحق اقابله بقي اتصرف مع خالتو واعتذرلها
لكن الوعيد في صوته كان حقيقيا
سيقتلهما الاثنان معًا!
الأول لأنه تجرأ على أخذ شئ ليس ملك له
والثانية لأنها تحتاج إلي اعادة تربية وسيكون أكثر من ملبي لهذا الأمر!

في حي عاصي،.

اصطفت سيارة وجد إمام الحي وترجلت من السيارة كي تسرع فى تلبية واجبها الإنساني المكلفة بها تحت اشراف توحة، لطالما حاولت تحية ثنيها عن ما تقوم به خصيصا ان تهتم بجلب مستلزماتها الشخصية لزفافها الوشيك، لكن لم تقدر أن تترك الحي وهي تري الحي مزين بالكامل بزينة رمضان، صوت القرآن يصدح من محلات البقالة والجميع يعمل على قدم وساق فى تجهيز لمأدبة الإفطار، كما أخبرها عاصي أن مأدبتهم من أكثر المآدب شهرة في الأحياء المجاورة، القت نظرة سريعة تجاه جيهان التي أتت بصحبتها لأول مرة تحت الحاح وسيم لإبعادها عن عمتهما التي لا تتقبلها نتيجة ما قامت به من رفض علني لأول مرة تقدم لها، ومن ناحية أخرى اصطحبت آسيا التي رأتها تحاول التحجج بأي شئ لعدم حضورها فى افطار اول يوم فى قصر المالكي، أصر جدها على حضور جميع العائلة من ضمنهم جيهان التي ستصبح زوجة حفيده!

تحركت بحرية ملقية السلام علي هيما الذي كان يساعد جارة طاعنة في حمل مشترياتها عنها، ومن خلفهما جيهان التي تلتقط عدة صور ثم تنشرها علي صفحتها الخاصة، اما اسيا فكانت تنظر ببرود شديد وهي ترى أن طائفة من الرجال انجذبوا نحوها، رغم أنها ارتدت طقم كلاسيكي بسيط تحت إصرار وجد، زفرت بحدة وهي تكاد تهب بغضبها تحرق الجميع.

نظرات الرجال التي كانت تثير غرورها سابقا، لم تعد تثيرها مطلقا ولا تهدف حتي لتصبح تحت بؤرة تفحصهم واثارة غرائزهم، تعلمت بقدر ما تغير علي زوجك، بقدر ما تراعي هي مشاعره
ربما يظهر انه بارد المشاعر، لكن ما يمس رجولته وهي يتحول الكتلة الصخر إلى جمر متقد، عقدت حاجبيها بريبة وهي تنزع نظارتها من عينيها لترى حي بسيط ليس راقي، لكن يعج بالناس من كافة الأنحاء، نظرت بحيرة تجاه وجد التي تلقي سلام عابر للجميع.

ابتسمت آسيا وهي تجد بعض من اطفال الحي يلقون تحية مهذبة مصاحب بلفظ أبلة وجد انفجرت وقتها ضاحكة وهي تنظر الي وجد بشقاوة لتزم شفتيها تجاهها بحدة قبل أن تتابع طريقها لتصل إلى مكان أشبه بمتجر يوجد عديد من النساء يعبؤون صناديق تحتوي على زيت وسكر وارز والخ.

ابتسمت وجد وهي تقترب من اسماء التي ترتدي عباءة سوداء بدت مختلفة عما اعتادته من سراويل فضفاضة رياضية وكنزات رياضية، قالت بنبرة ناعمة يزيد من رفع ثقتها ا
-رمضان كريم.

اجابتها اسماء وهي تقف على قرب من جارتها المتطوعة للعمل فى تعبئة صناديق رمضان، التي توزع للمناطق والاحياء الأشد فقرا ربما توحة هي المشرفة على العمل الخيري، لكن كل عام تزداد المؤسسات الخيرية للمساهمة في العمل غير أن نساء الحي هن من يشاركن فى تعبئة الصناديق
- الله اكرم، شدي حيلك شوية عايزين نخلص النهاردة ونوزع الكراتين يا وجد
اومأت رأسها بتفهم وهي تشير خلفها نحو جيهان واسيا.

-علشان كدا جيت متطوعتين معايا
رفعت آسيا عينيها تنظر نحو جيهان واسيا، لتتسع عيناها جحوظا ويتدلى فكها وهي تجد امرأتين لا تراهما سوي علي التلفاز ومجلات الموضة، وضعت يدها على صدرها لتشهق بجزع
-يالهوي
عقدت حاجبي جيهان بريبة وآسيا تنظر ببرود تجاهها لتقول وجد بتساؤل
-فيه ايه؟
اقتربت اسماء من صاحبة العينين الزرقاوين وهي تنظر الي ثوبها الفاضح، ظلت تضرب علي صدرها عدة مرات وهي تسألها بحدة مصاحب بشهقة مذعورة.

-انتي دخلتي كدا ازاي، دي توحة تعمل مشنقة هنا
نظرت اسيا الى ثوبها الذي ينتهي طوله إلى ما بعد ركبتيها، يلتصق بحنايا جسدها دون إسراف وتكلف كما تراه هي، لكن من منظور اسماء تراه لا يصلح أن يخرج من غرفة النوم، سألتها آسيا ببرود
-فيه ايه
رفعت اسماء عينيها لتلاحظ بعض الشباب المنحرفين المعروفين بالحي، يلتصقون علي الباب، صاحت بحدة تجاه المراة القريبة تجاه الباب
-اقفلي الاوضة يا سعاد.

هزت سعاد راسها ايجابا متفادية شجار مع اسماء، لتسارع بإغلاق باب المتجر لتلتفت اسماء بحدة تجاهها قائلة بامتعاض
-انتي لابسة ولا قالعة ولا ايه نظامك
شهقت آسيا بحدة، وهي تنظر إلى المرأة عديمة الذوق لتهدر فى وجهها
-لمي لسانك يا ولية، ايه اللي قالعة دي، انتي عارفة جيباها من اي براند.

رفعت جيهان هاتفها وهي تبدأ بتصوير المشهد الذي يزداد سخونة، لتلكزها وجد بحدة تأمرها بغلق هاتفها، إلا أنها لم تلتفت لها حينما صاحت أسماء بحدة
-براند ايه جتك خيبة، انتي ازاي جيباها كدا يا وجد
عضت وجد على شفتها السفلى وهي تحاول تهدئة الأوضاع لتقول بحرج
-اصريت والله، بس هي دماغها ناشفة
نظرت آسيا باستنكار تجاه ضعف وجد بل تبرير وجد لتلك المرأة العنيفة، لتهز اسماء رأسها قائلة بنبرة جافة.

-روحي علي شغلك وخديلك القمورة دي معاكي
اشاحت آسيا يدها بحدة لتقول بتجهم
-شيفاني بسكوت هيتكسر، ايه قمورة دي! متعدلي لسانك يا حلوة
عقدت اسماء حاجبيها بريبة، وهي تري انفعال المرأة تجاه ما قالته، تتمني تلك اللحظة لو تراها توحة، حتما ستشمت بها حتي اخر اليوم لتقول بتساؤل
- جيباهم منين دول
ابتسمت وجد ببساطة وهي تجيبها معرفة على كلتا المرأتين
-دي اختي ودي خطيبة ابن عمي.

انفتح الباب بحدة لترفع اسماء عينيها وهي تجد تحية تدخل المكان قائلة بانزعاج
- قافلة الباب ليه يا أسماء، اللهم اني صائم، لا حول ولا قوة الا بالله
برمت تحية شفتيها وهي تري امرأة بملابس لا تصح أن ترتديها المرأة خارج منزلها، لتبتسم اسماء بشماتة قائلة
- ست توحة جت، الفضيحة بجلاجل
سبحت فى مسبحتها وهي تشيح بوجهها بعيدة عنها، لتغمغم بصوت هادئ
-بت يا اسماء اطلعي هاتي عباية نستر بيها الانسة.

هل جاءت إلى هنا لكي يستهزءوا بها؟!، التفتت نحو وجد بحدة لتبتسم وجد بحرج وهي تكتفي باعتذار صامت من عينيها، لقد اخبرتها ان تحية تمثل لها قيمة كبيرة وان بدر منها ما لا يعجبها عليها أن تصمت، زفرت بحدة وهي تنظر تجاه المرأة العجوز بعبائتها الثمينة مقارنة بالعمالات واولهم تلك عديمة الذوق، لتتعامل بأنفة
-مدام بعد اذنك، بعدين مش عايزة عبايات انا مش محتاجة.

لوت تحية شفتيها وهي تضغط علي المسلحة بعنف كي لا تدق عنق تلك المغرورة لتقول بجفاء
- احنا هنكسر صيامنا عليكي يعني!، اداري في اي حتة المكان بيجي رجالة كتير هنا مش ناقصين في بداية رمضان نعمل ذنوب
صعقت آسيا مما تقوله العجوز، لتنفجر جيهان ضاحكة وهي ما زالت تسجل بهاتفها لتزمجر آسيا بعصبية تجاه وجد
- عجبك التهزيقة دي؟
اقتربت وجد منها وهي تشعر بالحرج الشديد لتميل هامسة في أذنها.

-انا اصريت انك تغيري لبسك، بس انتي اللي رفضتي
صاحت تحية بحدة حالما رأت ان ما يعرض أثار انتباه النساء ليتوقفن عن العمل
- روحوا شوفوا شغلكم يلا، مش قاعدين في مصطبة احنا
اقتربت جيهان تهمس في اذن وجد بمشاكسة تجاه آسيا التي تستشيط غضبا
- حماتك دي من نوعي المفضل علي فكرا
كشرت وجد عن ملامحها الناعمة لتقول بانزعاج
- مش هنقسمها هي مش تورتة.

اتسعت عينا جيهان بتفاجئ ولم تتوقع من تلك الناعمة ابدا رد كهذا، لتصفق بكلتا يديها قائلة
-لا واضح التغير بان فيكي يا بنت المالكي
نحنحة رجولية اقتحمت أجواء المكان، لتتعلق عينا وجد لا اراديا تجاه زوجها
غرقت فورا فى تفاصيل وجهه و عينيه التي لا يستطيع أن يشيح عنها سوي كل دقيقتين
-سلام عليكم
تلاعبت جيهان بكلتا حاجبيها وهي تغمغم بمكر
-الله ده الجو ملحقش يبعد اول ما سمع خبر انك جيتي
لكزتها وجد لتغمغم بحدة.

-يابنتي انتي مش صايمة
لفت جيهان خصلة من شعرها لتقول بهمس
-للأسف كان نفسي، بس الظروف النسائية مسمحتش اصوم
مالت جيهان بنظرة تقييمية تجاه ما ترتديه وجد من عباءة مفتوحة لتقول بهمس ماكر
- وانا اقول لابسة عباية مفتوحة وشغل نسوان بتلف على رقبة رجالة
هزت وجد رأسها بيأس وهي تبتعد عن تلك الكارثة، تفاجئت بتحية تمسك ذراع اسيا خارجتان من المتجر، اقتربت من أسماء قائلة
- اسماء.

عضت وجد على شفتها السفلى بقلق حقيقي، لتسألها
-تفتكري توحة هتقتل آسيا
نظرت أسماء نحو اثرهما لتلتفت إليها هامسة
-مش هتطلعها غير بعد الفطار
اتسعت عينا وجد بتفاجئ لتهز رأسها بنفي وهي تخرج هاتفها لتتصل بها
-لا بعد فطار ايه، ده جدو يقتلنا
هزت جيهان راسها بملل وهي تراقب الأجواء بهدوء، تفضل صخب مكان علي هدوء منزلهما بعد ان اعلن والدهما قطيعة خفيفة مع شادية التي بدأت تتصرف بغرابة تلك الأيام.

هي حتى عادت للاهتمام بالقطة لولو، وجعلتها تسكن في غرفتها
والقطة الماكرة، نستها فورا وقفزت في حضن صاحبتها، لكنها لن تتنازل عن جلب قطة اخري نكاية بتلك الغدارة الماكرة، التي نست من آوتها فى غرفتها!
رفعت رأسها فور سماعها لصوت صاخب يطرق بكلتا يديه على الطاولة
- يارب يا ساتر، اوعوا تكونوا بدأتوا الشغل من غيري
رفعت اسماء رأسها بحدة، لتغمغم ببرود.

-فوزيااااا، احنا في رمضان مش عايزة اكسر صيامي عليكي من بداية اليوم
لوت فوزية شفتيها بنزق قائلة بأنفة وهي تعدل نظارتها الشمسية
-انا غلطانة، قوليلي كده من غير المشروع هيكبر ازاي
ابتسامة صفراء زينت شفتي اسماء وهي تتابع عملها لتقول بفتور
-شاكرين افضالك
اقتربت جيهان بصدمه وهي لم تكن تتصور آخر شخص فى هذا المكان، الفتاة صاحبة التذاكر ومن كانت زميلتها فى الجامعة
-فيفي هنا؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة