قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وستة وخمسون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وستة وخمسون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وستة وخمسون

تنهدت جيهان بسأم رغم الأجواء العائلية وتعاسة العروس، وإن لم تبديه
لكنها تعلم كيف هي نظرة العاشق، ونظرة الشاة التي تساق إلى المقصلة!
نحت افكارها جانبيًا، آخر ما توده في الوقت الحالي أن تدس انفها في ما لا يخصها، مجيئها اليوم بسبب وسيم الذي أصدر وجهه اللوحي أمامها بعد آخر زيارة له في المحطة الإذاعية.

تعترف ربما هي بالغت في ردة فعلها، بل ما كان يجدر بها المجيئ للمحطة، فهي أأمن طريقة للحفاظ على وظيفته الشغوف بها
لكن هذا لا داعي أن يعاملها ببرود وعملية كما لو أن ما بينهما علاقة جيرة فقط!
كتمت صيحة صارخة في فؤادها، ستقتله هذا الأحمق لو أعادها نحو موضعها السابق
ليس بعد ما اختبرت كيف تنصهر أنوثتها تحت وطء رجولته
ولا حتى كيف يتعامل مع متطلباتها المتدللة بصبر يكاد يثير غيظ والدها شخصيًا..

تحركت مبتعدة عن الجمع وتركت قدميها تبحثان عنه، تشعر به في أجواء المنزل، وان كان تحاشي عنها اليوم في بداية الحفل حتى استأذن مغادرًا بعد اصطحب العريس عروسته في عشاء خارجي..
توقفت قدميها عند بوابة غرفته، الا ان اذنيها ارهفت السمع لصوت تأوه خافض، عقدت حاجبيها وهي تقترب نحو مصدر الصوت لتجحظ عيناها ما إن وجدت وجد تتناول كعكة شوكولاته ضخمة من الحفل مصدرة تأوهات متلذذة لكل قضمة منها..

انفجرت ضاحكة حينما وجدت وجد تنظر اليها بذعر كما لو ان احد امسكها متلبسًا بالجرم المشهود
-عاملة زي الحرامية اللى بتاكل ليه
وضعت اصبعها على شفتيها متطلبة من جيهان اخفاض صوتها، لتهمس بصوت خافت قلق
- جيجي، ارجوكي لو شوفتي مماه متقوليش ان انا هنا
انفجرت جيهان ضاحكة بجلل وهي تنظر إلى آثار الشيكولاته التي لطخت شفتي وجد، عجبًا الحمل يجعل الجميع شره للطعام!

لعبت حاجبيها بمشاكسة قائلة وهي تنظر الي الكعك الشهي أمامها
- انا مش هقولها طالما هشارك معاكى
اتسعت ابتسامة وجد بتألق ومدت لها بشوكة آخري يتشاركن الكعكة خلسة عن عينا جميلة التي ستصاب بنوبة هلع لو رأتها تتناول كمية تلك السكريات في هذا الوقت! انتبهت على صوت جيهان المتسائل
- اخبار الحب بعد الجواز ايه
ابتسامة داعب محيا شفتيها، لتتسع ابتسامة جيهان بغبطة وهي تري التخمة في حدقتيها لتهمس وجد بخفوت.

- عاصي بجد تقريبا احلي حاجة حصلتلي في حياتي
امسكت جيهان مقعد الخشب قائلة ب مشاكسة
-امسك الخشب، لما حد يسألك عن الجواز متقوليش جوزي وجوزي واحن والكلام ده، قولي انه قارف عيشتك طوب الليل والنهار
عقدت وجد حاجبيها بعدم فهم قائلة
- واكدب ليه
كشرت معالم وجه جيهان، لتأخذ قضمة من الكعك وهي تقول بنبرة جادة
-عشان الحسد يا عينيا، انتي متعرفيش الحسد بيوصل حتى في الحمل.

عينا وجد سقطت تجاه بطنها، لتجلي وجد حلقها وقد شعرت بتضاؤل شهيتها لتهمس بقلق
- تفتكري؟!
هزت جيهان رأسها موافقة وهي تتناول قضمة آخري مغمغة بحنق
- وبلاش شغل الاميرة اللى حياتها وردي في وردي بعد الجواز، الحياة في الواقع مش كدا نهائي
صمتت وجد لبرهة لتستشف الإزعاج والضيق الذي يكتنف جيهان، تمتمت وجد بنبرة هادئة
- واضح انك ووسيم اتخانقتوا
أطلقت ضحكة ساخرة وهي تأخذ القضمة ربما العشرون لتغمغم بضيق.

- هو بيتقمص بسرعة، اعمله ايه دلوقتي، يعني مثلا جوزك لو عرف انك بتحبي ممثل او مطرب او اي نيلة أي فيها دلوقتي عشان يغير ويعملي فيها سبع رجاله فى بعض.

كبحت وجد ضحكة تكاد تخرج من شفتيها، وهي لا تصدق ما زالا يلعبان القط والفار حتى الآن! بل لا تصدق انهما لم يتزوجا بعد، وكأن جيهان تعاقبه بقربها وببعدها عنه في آن واحد، وإن كان ابن عمها يستحق، لكن حينما تزداد مدة العقاب يمل الطرف الآخر بعد أن كان حارصًا في الوقت السابق على إرضائها!
ابتسمت وجد بتفهم لتقترب منها قائلة بصوت ناعم
- عاصي مش بيحب اتكلم بإعجاب عن أى رجالة تانية.

عقدت جيهان حاجبيها بضيق لتسألها بحنق
- وانتي وافقتي
هزت وجد رأسها وهي تجيبها قائلة بصوت هادئ
-حطيت نفسي مكانه، صعب اسمع عاصي يتكلم عن واحدة بإعجاب في شغلها او تفكيرها، غصب عني حسيت بنار بتقيد جوايا عشان كدا بحاول اتجنب أي سبب يحولنا مشكلة بدون داعي
هزت جيهان رأسها عدة مرات لتأخذ القضمة الأخيرة من الكعك الذي أنهت نصفه لتشير لها بشوكتها قائلة
- طلعتي أعقل مما كنت أتخيل.

تمتمت وجد بنبرة عاقلة اكتسبتها بالقرب من تحية وزوجها
- انا شايفة مفيهاش مشكلة لو فين مشاكسات محبوبة ومعقولة بين الطرفين، بس مشاكسات متأديش لمشاكل يا جيجي
زمت جيهان شفتيها بحنق لتغمغم بحدة
- يوووه، مشاكل ايه، ده مكنش حتة اوتوغراف نيلة ولا اخدته ولا عملت حاجة وفوق كدا مقموص
اقتربت وجد واضعة يدها على كفها قائلة بصوت هادئ.

- انتي عارفة وسيم نفسه طويل معاكي يا جيجي، وأكيد متضايق عشان شايفك بتأجلي الفرح بدون داعي، غير كدا انتي بتخبري غيرته طبيعي هيحاول يبعد شوية عشان ميأذكيش بكلام جارح ميقصدهوش
ابتسمت جيهان وهي لا تصدق ان كلام ناضج كهذا تسمعه تحديدًا من وجد، رغم انها تود ان تهشم رأس ذلك صاحب العقل الصلد، لكن في البداية ستصالحه ثم ستهشم رأسه، ناولتها الكعك في والشوكة قائلة بابتسامة مشاكسة.

- عارفة لو اتصالحنا ليكي عندي طبق شاورما من الحاجة عايشة يستاهلو بقك
قلبها يضخ بإثارة وهي تتقدم نحو غرفة نومه، رغم ان الوقح اقتحم غرفتها كلص الغسيل، الا انها تقدمت الي غرفته من الباب كأي عاقل طبيعي، نقرت باب غرفته ولم تنتظر ان يعطيها اذنا بل سمحت نفسها بالدخول لتتفاجئ بالظلام من كل حدب وصوب إلا من إضاءة الآتية من الشرفة المفتوحة وظل رجلها محدقًا في الفضاء بشرود.

أجلت حلقها وهي تغلق الباب خلفها بجرأة، لتتقدم نحوه متسائلة بصوت جاهدت أن يخرج عاديًا الا انه خرج هامس ضعيف
- قاعد لوحدك ليه
تنفس وسيم بحرارة محاولة تهدئة نيرانه الداخلية مبتعدًا عن الجميع، وعنها خاصة
فكونها جواره يستدعي أن يجهز جميع دفاعات عقله لمطاحنات عنادها وثوراتها الطفولية
هز رأسه بيأس مغمغًا اسمها بتنهيدة مرهقة
-جيهان.

حفيف فستانها وصله دون الحاجة للإستدارة، رائحة عطرها الأنثوية ازكمت انفاسه، عطرها ناعم لا يشابه ابدًا شخصيتها الجامحة، شعر بجسدها اللين خلف ظهره، ليستشعر بلين جسدها يصطدم بخشونته، لفت ذراعها اللين حول خصره لتستند برأسها على ظهره مغمغة بصوت خافت
- انا اسفه
لو كان في وقت سابق لدفعها بين احضانه، مختبرًا تلك النعومة التي تستحثه على استخدامها بأكثر من صورة في خياله الجامح
لكن ليس بعد الآن.

وسيم لم يعد ذلك الغر الساذج
شبه ابتسامة ساخرة خرجت منه، مُصرًا علي عدم الرد تاركًا اياها تحارب طواحينها بمفردها
اختلجت عضلة فكه حينما حطت قبلة في ذقنه الغير الحليق لتمسك بكلتا يديها نحو وجنتيه قائلة بصوت خافت قلق
- وسيم انت اكتر واحد عارفني، وحافظني، ارجوك متبعدش عني
القي وسيم ضحكة مستهجنة كان لها وقع أليم في صدر جيهان، التي ازالت يديها عن وجهه إلا أنه ثبتها بقوة ممسكًا مرفقها قائلاً بحدة.

- يا جيهان عشان انا حافظك وفاهمك مش كل مرة هكون متساهل معاكي، لازم تراعي مشاعري انا كمان ورجولتي وشغلي
هطلت دموعها لا إراديا من مقلتيها، لتهز رأسها مغمغمة بأسف
- حاضر، من الوقت ده مش هقرب من شغلك، ولا هجيلك عشان متتضايقش من وجودي
زفر بحنق قبل أن يطلق شتيمة نابية، لترتفع يداه ممسكًا بفكيها بقوة لم تكن مؤلمة، لكن قوية كفاية لتستشعر أن الذي أمامها يكبح كامل تهوره أمامها.

- بطلي غباء دماغك الناشفة دي، انا مقولتش انك متجيش، انا قولت تراعي تعاملك معايا في الشغل، مش عايز اتفه سبب نتخانق عليه
فغرت شفتيها لبرهة محدقة لتلك الظلمة في حدقتيه الزرقاوين، كعتمة رمادية أحلت سماءه خرابًا لتهمس بضعف
- حاضر
انين خافت خرج من شفتيها ما ان ضغط بقوة على فكيها، لتهبط أنامله متحسسًا موضع خافقها قائلا بصوت خشن
- جيجي مش عايز كلام وبس.

رعشة سرت في أطراف جسدها تجاه أنامله، عضت باطن خدها متجاهلة أثر تلك الانامل فقط على عنقها لتهمس بصوت متهدج منفعل بالمشاعر
- وسيم انا اقدر اكون عملية جدًا خلي بالك متقلقش، لطاما قلت مش هعملها يعني مش هعملها
الطاقة التي من حوله تجبره على الاستسلام
كونها مطيعة بين ذراعيه
والدعوة التي قرأها جيدا من عينيها لأخذ مأربه منها
ماذا يوجد أكثر من هذا؟!

الا أن دعواتها المغرية لا تضاهي شيئا من وعده لوالدها، سيحافظ عليها وإن عناه هو شخصيًا أن يتخبط بين نيران رغبته وفوره رجولته، المرأة التي أمامه حلاله
لكن ذلك القيد حول عنقه!
تبًا له، أيجب عليه إطلاق ذلك الوعد
دفن رأسه في تجويف عنقها مقبلا بشرتها التى استجابت حسيًا له
غمغم بقسوة و اطراف انامله هبطت حتى خصرها يغرس أنامله غرسًا في لحم جسدها، صوت انين خافت خرج منها قبل أن تهمس بصوت مرتجف.

- اكتر حاجة بتزعلني لما بتتضايق يا وسيم بجد
اغمضت جيهان جفنيها وهي تشعر به
تصلب جسده، وخشونة يديه على جسدها، تلك المحرقة التي تخرج من أنفه على صدرها، سمعته يغمغم بحدة
- مش زعلان يا جيجي
امسكت جانبي رأسه بكفي يديها لتنظر اليه مغمغمة
- لأ زعلان، باين اووي عليك
بللت طرف شفتيها وهي تقترب منه واضعة قبلة على شفتيه هامسة
- لو عايز تحدد ميعاد الفرح مع بابا مش هعترض.

ذعرت حينما دفعها بقوة علي الحائط المجاور لها، تقرأ رغبته بها
تعلم ان هناك شيء يردعه عن الاستسلام
امسك فكها بقوة قائلا بصوت خشن
- جيجي المشكلة مش فرح وخلاص، بالعكس الفكرة اكبر من كدا، انا بفكر فى ابعاد علاقتنا بعد كدا
رفرفت بأهدابها مزيلة دمعة سريعة، لتهمس بصدق.

- الشخصية المستهترة والجامحة صدقني دي قدامك انت وعيلتي، عمري ما هكشف جزء زي ده قدام أي حد، كانت الشخصية دي هي السبب عشان تهتم بيا وقت ما كنت بعيد عني ومكنتش لاقية أي حاجة في ايدي غير اني اعمل كدا، وسيم انتي مراية روحي صعب اني اخبي روحي عنك
لم يجيبها، لن المحرقة التي ينفثها امام وجهها أخبرتها أنه استمع لكل كلمة منها.

عضت باطن خدها وهي تري لمساته القاسية رقت وبدأت تجوب معالم انوثتها برقة وحسية ارجفت بدنها
غمغمت باضطراب
- خلاص صافي يا لبن
هزة رأس يائسة أصدرها قبل أن يعيد دفن وجهه في عنقها مقبلا اياها قائلا بصوت أجش
- بتجيبي الحاجات دي من فين يا جيجي
اتسعت ابتسامتها لتميل رغمًا عنها برأسها تجاهه محدقة في عينيه الراغبتين بهمس خافت
- من الشارع هجيب من فين، رغم اني اعترف بقالي سنين مسمعتهاش الجمل دي.

ابتعد عنها عدة خطوات سالخًا جسده عنها
رغم خيبة الأمل التي ارتسمت على صفحة وجهها المليح، اقترب حاملا ورقة من مكتبه ليقترب منها ممدًا لها الورقة لتعبس جيهان قائلة دون النظر للورقة
- اي ده
ابتسم بسخرية قائلا بتهكم زائف
-الأوتوغراف يا هانم بتاع سي نوح
اتسعت مقلتي عينيها قبل ان يتفاجئ بها تندفع نحو جسده، تراجع بجسده عدة خطوات إثر هجومها المباغت، لفت ساقيها حول خصره، لتميل مقبلة شفتيه بغتة.

وتلك المرة لم تلك صغيرة سريعة
بل متمهلة، مستكشفة
وضع يده حول ظهرها ليحافظ على كلا توازنهما، غارقًا نفسه داخل انوثتها
ف رغم كل شئ، لا يستطيع أن يرفض طلبًا لها
ما زالت فأرته الصغيرة، ذي الخصلات الملونة التي توقفت عن صبغها منذ فترة عدة
دفنت وجهها في عنقه مغمغمة بصوت ضعيف
- قولتلك انى بموت فيك وبعشقك.

انتظرت جيهان أن يجيب عليها، الا انه لم يجيبها لترتفع برأسها ناظرة داخل حدقتيه اللامعتين ب مشاكسة، وقد عاد اللون الأزرق يحل سماءه ليقول
- فكريني كدا عشان نسيت
مالت تطبع قبلة على أرنبة أنفه قائلة بصوت مشاكس
- ما تتجوزني بقى انا زهقت انت مزهقتش
هز وسيم رأسه بيأس
- اقسم بالله متجوز مجنونة.

تأوه حينما لكمته في بطنه ليحملها بغته علي ذراعه جعلها تصرخ بذعر مقهقهة بصوت مرتفع، طالبة منه السماح إلا أنه لم يستمع الى اعتذاراتها ومضى خارجا خارج باب غرفته حاملا اياها حتى سيارته ليعود بها إلى منزلها، ويحدد موعد الزفاف المؤجل مع حماه!
.
الأشباح تتخذ المنازل المهجورة مسكنًا
حتي الأعمال الشيطانية سحرها أقوى في المساء
وهي اختارت أن تخرجه من مخدعه بعدما منحها ما ترغبه.

ابتسم لؤي بسخرية وعينيه تحط علي كل ركن وكل تفصيلة في غرفتها الخاصة، ما زالت انواع العطور ومستحضرات التجميل كما تفضلها، إلا ثيابها
صفعته بقوة حينما رآها تتبختر بهذا الثوب امام رجل غيره
ضم قبضة يده بعنف مطبقًا عليها بسيطرة كي لا يفقد رشده، فالوقت الذى يحاول إصلاح نفسه، قضتها الآخري في إيقاع الرجال في حبال هواها..

استمع الي صوت محرك السيارة لتتجه عيناه نحو الشرفة ليراها تترجل من السيارة ويترجل الآخر قائلا بصوت مهتم
-يارب تكوني اتبسطتي
وابتسامتها واسعة بصدق
برغم اتخاذها مساحة آمنة بينهم، ابتسامة ذئبية احتلت ثغره وهو يهز رأسه حينما سمعها تهتف بصدق
-جدا يا زاهر، متتخيلش لحظات زي دي عمري ما عيشتها، شكرا بجد
والأحمق الآخر يتغزل بها بحديثه الموارب
- انتي تؤمريني
ابتسامتها لم تغادر محياها وهي تحييه قائلة
- تصبح على خير.

عاد مرة آخري للغرفة حينما سمع صوت محرك السيارة وابتعاده عن ساحة القصر جلس على مقعدها ينقر انامله على فخذه منتظرًا عودة السندريلا الي بيتها بعدما قضت حفلتها الصاخبة في قصر الأمير..
ابتسم بشراسة والباب انفتح بهدوء ثم اغلق ببساطة لتأن آسيا بوجع وهي تنزع حذاءها الا ان جسدها تصلب برهة رغم الظلام المحيط بها من كل جانب.

ليست من النساء اللاتي تخشين من الظلام في الليل، لكن شعورها بوجود انفاس اخر في غرفتها جعل شعيرات جسدها تتصلب حينما جاء صوت لم تسمعه لمدة أشهر يهمس بخطورة
- يارب تكوني اتبسطتي من خطوبتك
استدارت بجسدها على حين بغتة حتي تقابل مصدر الصوت إلا أن جسدها ارتطم بصدره العضلي، اختل جسدها من قوة الإصطدام ليمسك عضديها بخشونة موجعة وهي تهمس اسمه بعدم تصديق
- ل، ل لؤي!

رفرفت بعينيها عدة مرات تحاول النظر إليه عبر الظلام، رويدًا رويدًا بدأت تعتاد الرؤية علي الظلام، تشعر بأنفاسه الثائرة وتصلب جسده كالوتر المشدود، غمغم بصوت أجش متهكم
- ايه مالك مستغربة ليه، بس واضح زاهر مفرحك مش كدا ولا ايه
ألم عظيم استفحل في كلتا عضديها جراء ضغطه العنيف والقاسي لها، لتهمس بحدة محاولة التخلص من شباكه
- زاهر راجل بجد معايا، مش زي ناس بتخبي وبتطعني من ورا ضهري.

تأففت بحدة حينما علمت كلما ثارت وانتفضت كلما زاد معاقبته بالضغط على لحم جسدها، عضت باطن خدها متحملة الألم دون افصاحه لتهمس بحدة
- ايه اللى جابك
لمعت عيناه بتألق وهو يستشعر ذلك الموج الهادر في حدقتيها، ليغمغم بجفاء
- هو عشان اجي بيتي، محتاج استأذن منك
انفلتت ضحكة ساخرة من شفتيها انتهت بأنين حينما قرص جانبي خصرها، اللعين يعلم ان تلك المنطقة حساسة عندها.

دفعته بكل غل، لكن تبًا، كالحائط لم يتحرك، زفرت بعنف مغمغمة بشراسة
- البيت قدامك كله ليك مش في اوضتي، ثم انت ملكش اي كلام معايا يا لؤي، ولو سمحت كفايا كدا علشان انا واحدة مخطوبة
ان كانت تظنه سينفجر من الغيرة، او سيفرض حقوقه كرجل كهف امام امرأة رفضته فهي مخطئة بالطبع
دفع جسدها بقوة أدت اصطدامها بمقعد لتهوي جالسة عليه وهي تراه كشبح ليل يكاد يبتلع جسدها قائلاً بنبرة لم تسمعها منه مطلقًا.

كانت بدائية، قاسية، نبرة أرسلت رعشة قوية على طول عمودها الفقري، وتصلبت شعيراتها الناعمة خلف عنقها
- اوعي تفتكري شغل انك مخطوبة هيقدر يبعدني عنك يا اسيا، انسي، انا وانتي مصيرنا سوا يا نعيش سوا يا نموت سوا، ومش معنى انى سايبك تاخدي حريتك المزعومة معناه انك متحسبيش خطواتك صح، انا سايبك بمزاجي
وآخر جملة هو محق بها
تعلم أن ما من شئ كان يمنعه من تنفيذ طلبها سوى قبوله هو الآخر.

حاولت الاعتدال بجلستها معيدة خصلة خلف شعرها ناظرة إليه بجمود قائلة
- عايز ايه
ابتلعت غصة في حلقها حينما وجدت ظله يقترب منها برعب ارجف أوصال بدنها
تعترف ان حاول إيذائها سيحرص على أن تبكي دون صوت، محتفظًا بصراخها داخل جوفها
ثني ركبتيه امامها واضعًا كلتا كفيه بجوارها، محيطًا إياها بسطوته، مسببًا في تصلب جسدها وشفتيها انفرجت لتسمعه يتمتم بصوت أجش، قاسي.

- شغل السعادة والفرح المزيف ده يتشال، مش معقول هتعرفي تضحكي عليهم وانا كمان
تشعر به يلمسها كليًا دون ان يلمسها حرفيًا
يحيطها من كل جانب، محتفظًا بها قريبة منه، انفعال كهذا ما يجب أن يصدر امامه
غمغمت بصوت مضطرب
- لؤي انا عمري ما ضحكت علي زاهر، قولتله ههحاول بأقصى طاقتي اكون ليه الزوجة المناسبة
ربت بخفة على فخذها كانت كحمم بركانية على جسدها، غمغم بنبرة مستهجنة لذكائها.

- ويا تري الشيطانة مفكرتش واحد زي ده قرب منك ليه في وقت بعادي عنك
نظرت اليه بتشتت وعقلها يحاول ربط أحجية كلماته لتشعر بيده توضع على موضع رحمها قائلا بقسوة
- واحد زي زاهر عمره ما هياخدك زوجة وام لعياله، عارفة ليه! عشان عمرك ما هتكوني لا زوجة ولا أم لأطفاله
دمعة فرت من مقلتها اتبعها دمعات خانتها، لتهمس برجاء
- لؤي من فضلك
إلا أنه لم يرحمها، يعذبها بسطو احلامها.

ويستلذذ بدمعات اشلائها المتفرقة مغمغمًا بنبرة حادة
- بحاول افتكر لسانك الطويل وكلامك ليا وقت ما كنتي بتسترجي اني اشبع عواطفك في السرير يا هانم
وضعت اناملها علي شفتيه القاسيتين، تبكي امامه دون خجل، مما جعله يرجع سيفه لسانه داخل غمده وهو يسمعها تسترجيه بتطلب
- لؤي من فضلك وقت جوازي منك ده كان مرحلة وانتهت، وانت بقيت غريب عني.

ازاح تلك المرة يدها بقسوة، لتشهق حينما حمل جسدها بخفة أذعرت آسيا وهي تنظر اليه، عينيها محدقة بذعر داخل عينيه
لؤي وان فقد سيطرته، محال ان يقوم بشئ يخالف دينه، هذا ما تعلمه من لؤي
همت بأن تأمره بالتوقف الا انها تفاجئت به يضعها علي طاولة الزينة دون الاهتمام بما سقط وتهشم مسببًا لخسارتها عدة آلاف الجنيهات، مزيلاً تبرجها بعنف من خلال قطنة لتسمعه يغمغم بجفاء بجوار اذنها.

- مش ده اللى كنتي عايزاه، افقد اعصابي واطلع من الجحر عشان الغي الجوازة دي
ارخت رأسها علي كتفه، وشعور بالحنين يجرفها، كم تمنت أن تعود علاقتهما كأيام الخوالي
بدون منغصات
همست بإرهاق وتركته ينفس عن غضبه كونها واثقة لن يؤذيها جسديًا على الأقل!
- منكرش في الاول كنت بفكر كده بس دلوقتي لأ
توقفت يداه عن الحركة متسائلاً بريبة
- لأ؟!
ابتلعت غصة في حلقها وهي تحيط بطنها بكلتا يديها هامسة بتطلب.

- عايزة بجد ابقي ام يا لؤي، انت مش متخيل امنية زي دي كنت بتمناها سنين قد ايه وجيت انت كسرتني، عارف يعني ايه تكسرني، ليه ارفض واحد مناسب ليا؟
بدأ يشك في ذكاء آسيا هذه المرة
المرأة يبدو ان حلمها أعماها عن الرؤية جيدًا ممن حولها، سحب فكها بخشونة لتنظر الي عينيه قائلاً بحدة وقد سئم من غبائها وما تردده كالببغاء
- زاهر مش هيديلك الاطفال اللى عايزاهم يا آسيا.

احاط كلتا وجنتيها بكفيه هامسًا بتملك جعلها تنفرج شفتيها بصدمة
- الاطفال اللى عايزاهم هيكونوا مني انا، فاهمة ولا افهمك انا
هزت رأسها نافية قائلة بحدة حينما دفعته بقوة عنها لتستقيم واقفة محدقة إليه بشرر جنوني
- لأ، مش بكل بساطة اوافق على طلبك، ايه دلوقتي عجبتك بعد ما بقيت لغيرك
تدفعه بتهور إلى السقوط في شركها
لكنه انسحب بتراجع قائلاً بنبرة متهكمة.

- زي ما تحبي، بس متندميش وقت ما قولتلك، الاحلام اللى بيرسمهالك زاهر عمره ما هيحققهالك، الاولاد ابدا ما هيدهملك
بث الشك في روحها، لتعقد حاجبيها بريبة متسائلة
-قصدك ايه؟
اكتفي فقط بتعبير غامض مرددًا
- اكتشفي بنفسك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة