قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والعشرون

في الأستديو،
عقلها مشوش منذ الليلة السابقة، مجئ المدعوة آسيا قلب موازين حياتها
المرأة مجنونة، بل مختلة، لكن شجاعة، قوية، مسحة من القسوة غلف وجهها مع جمالها الوحشي جعلها مرعبة، مرعبة لكن مرغوبة
قابلة للاشتهاء من قبل الرجال...

عيناها زائغتان وهي تنظر نحو العدسات اللعينة والاومضة التي تشعر أنها ستخطف بصرها يوما، حركاتها عملية باردة دون الحيوية، الثقة مهزوزة، الشموخ منكسر بعض الشئ، لكنها مناضلة في النهاية
تحارب للوصول، وأين نهاية الطريق؟
لا تعلم، لكنها مستمرة في السير.

حبيبها الذي لن تقدر على انتزاعه من قلبها، فهو القاطن الوحيد داخل ضلوعها، تشعب وتوغل أسفل مسام جلدها، كيف ستقدر خلال أيام تقدر على نسيان تلك المشاعر التي غرستها غرسا، تخشب جسدها وهي تفكر.

هل أصبحت مهمة لنضال لدرجة عدم قدرته على طردها من مملكته الجحيمية؟!، أم يبقيها في حياته لغرض ما؟!، رمشت بعينيها عدة مرات والأضواء الساطعة تشوش تفكيرها المريض، الأمر أشبه بدائرة مغلقة تلف وتدور ولا تنتهي من سيرها ولا تهدي إلى طريق خارج مسار تلك الدائرة؟!
- كات.

صاح صوت ناجي وهو يزفر بحنق يمرر يده على خصلات شعره، ملامح التجهم والحنق يعتري وجهه، تقدم من فرح التي ترمش أهدابها وعيناها تتسعان بريبة من قدوم ذلك المتوحش الخارج من قفصه
- ايه ده يا فرح
مررت يدها على خصلات شعرها وهي تمتم بجمود وداخلها يكاد يرتجف من فرط الارتباك والخجل من تعرضها للتقريع أمام العديد من الأشخاص داخل موقع التصوير
- ايه يا مستر
خرج ناجي عن سيطرته وهو يصرخ في وجهها.

- فين اللي بقولك عليه، مش شايف انك بتشتغلي، لو مش قادرة تنفذيه ياريت تتفضلي من هنا ومتضيعيش وقتي
لمعت عيناها بالدموع، وجسدها يختض بعنف تحت أثر صوته الهادر، عضت على شفتها السفلى وهي تهمس باعتذار
- اسفه.

حرك ناجي يده بعصبية، كيف يفهمها انه لا يوجد وقت للتدريب أكثر، يجب عليه الانتهاء من ذلك الإعلان وعرضه على الشاشات بدلا من الإعلان السابق الذي سبب بسمعة سيئة لمنتج الشركة، الأيام التي طلبها من الشركة قليلة لكن يجب أن يكون دقيقا تلك المرة، ولا يكرر خطأه السابق، صاح بزمجرة خشنة
- اسفك ده بعد كده هتدفعي عليه كتير، احنا هنا مش جايين للعلب، لو مش قد المسؤولية ياريت نبقي عندنا الشجاعة ونقول.

تحكمت فرح في أعصابها كي لا تنفجر صارخة في وجهه، أو البكاء علانية أمام الجميع، تذكرت نصيحة جيهان وهي تأخذ انفاسا وتزفرها على مهل، استغرقها الأمر عدة لحظات لترفع رأسها نحو ناجي قائلة بجمود
- مفيش حاجه مستاهلة لكل ده، اديني عشر دقايق
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي ناجي ليغمغم بقسوة
- فرح، انتي مجرد كومبارس في العالم ده
رفعت أحد حاجبيها لتقترب منه وهي تهمس بحدة طفيفة.

- حتى الكومبارس ليهم دور في الحياة مش كدا ولا ايه، سواء ليهم تأثير ظاهر أو خفي لكن ليهم تأثير في الحياة وعلى الناس
اختنقت أنفاسها وهي تمرر يدها على خصلات شعرها، تزفر بعمق وهي تسمع تعليق ناجي اللامبالي
- الناس مش بتدي اهتمام للكومبارس، كل اهتمامهم للبطل والبطلة.

تلك مشكلة الجميع، الجميع فقط يبحثون عن الكمالية في جميع الأشياء، الكمالية في الأشياء والصفات، يبحثون عن الشخصيات اللامعة ويسعون لمعرفة تفاصيلها دون الاهتمام بالشخصيات التي تساهم في تحديد وتغير مسار الشخصية اللامعة ل مائة وثمانون درجة!
تمتمت فرح بسخرية
- لأن الناس عندهم ضعف البصر، أو انتوا اللي مدتهمش أهمية ليهم وعكس ده على الناس، تفتكر لو اهتموا الصناع بالكومبارسات كان هيبقوا كومبارسات.

رفع ناجي احدى حاجبيه، لا يعلم لما يشعر أنه على حافة السقوط في درك!
المرأة لا تتحدث عن العمل مثله، عيناه جابت تفاصيل ملامحها المتألمة والمتعبة ليقول
- مش عايز فلسفة دلوقتي، لو ملقتش اللي عايزة منك العقد هيتفسخ
هزت فرح رأسها يائسة، الرجال جميعهم متشابهون بالنهاية، لا يهم أن المرأة متعبة و مستنزفة، فالنهاية هي لم تشتكي، تمتمت ببعض الحنق
- لو دي كلماتك المحفزة صدقني وصلت.

مرر ناجي عيناه عليها للحظات قبل أن يتمتم بعملية شديدة
- اتمنى
ابتعد للحظات وهو يتطلب من المصور إعادة التصوير والقي بعض التعليمات لفني الإضاءة، ثم ببرود شديد ألقي بعض التعاليم لفرح المنصتة باهتمام شديد، ارهفت أذناه السمع لجلبة تحدث خارج موقعه، صاح فجأة بحدة نحو حارس الموقع
- ايه الدوشة دي، محمد شوف فيه ايه ومش عايز إزعاج
هم المدعو محمد بالتحرك إلا ان صاحب الجلبة تقدم نحو ناجي قائلا بسخرية.

- للاسف افتكرت انك مجرد كائن ملتصق للناس بس واضح ان ليك صوت
ارتفع رأس فرح بحدة لتجفل من وجوده في مكان عملها، أخر ما توقعته أن يكون هنا، صاح ناجي بجمود
- ايه اللي جاب الأستاذ هنا، طلعوه برا، مفيش اي حد بيدخل هنا
ارتفع حاجب نضال بسخرية وتحدى ليسحب كرسيا ويجلس عليه ببرود شديد قائلا
- وريني هتطلعني ازاي، انا جاي اشوف مراتي اللي رافعة راسي.

لوت فرح شفتيها بحنق وهي تهز رأسها بيأس، سيظل فظا وساخرا، تمتمت منادية اسمه بحنق
- نضال
القي غمزة عابثة نحوها لتضرج وجنتيها بالحمرة وهي تلعنه من عقلها، لن يكف عن إفساد المتنفس الوحيد للابتعاد عنه، يجلس على الكرسي وكأنه المتحكم والمتمسك بمقاليد المكان، رفع نضال رأسه وهو يقول بسخرية
- ايه محتوى الاعلان
زفرت فرح ساخطة وهي تجيب ببرود
-منتج للبشرة
هز نضال رأسه وتمتم قائلا بعبث
- وماله، ابهريني.

عيناه مرت على فستانها الأحمر ببرود شديد، لما تبدو فاتنة في جميع الألوان؟!، امتعضت ملامحه بحدة ليضم قبضة يديه وهو يمنع من حدوث شيء يجعله على وشك فقدان سيطرته، خيم عليه ظل حجبه عن رؤيتها، ارتفعت عيناه نحو صاحب الظل ليري ناجي نظراته تقتل بالمعني الحرفي، اقترب منه بشرر ليميل برأسه إلى مستواه قائلا بتهديد صريح.

- اسمع بقي، انا في ثواني اقدر اطلعك وانت بذات نفسك متقدرش تعمل حاجة، لان الشركة دي شركتي، ادخل اللي عايزة واطلع اللي عايزة
ارتفعت شفته العليا بسخرية ليتمتم
- صلاحيتك الكبيرة للشركة ملهاش عندي اي اهمية، بعدين ده كل شوية تدريبات اصل انا بحب اشجع مراتي حقيقي
استقام من مقعده وهو يزيح جسد ناجي عن مرمى بصره، ليقول بمشاكسة نحو التي تكاد تفقد أعصابها
- طالعة تجنني
تعمدت فرح الاطالة إلى أظافرها لتمتم ببرود.

- ده العادي بتاعي
هز ناجي رأسه وهو يجد لا فائدة ترجي من إبعاد نضال عنه، فاليوم مجرد تدريب ولن يقدر على إخراجه ويوجد العديد من العارضات اتين للرؤية فقط، صاح بحدة
- هنعيد من تاني، فرح نفذي اللي بقولك عليه
وجه آخر أمره نحو فرح التي هزت رأسها قائلة
- حاضر
جلس على مقعده وهو يتمتم بعملية جافة
- هناخد ال shoot 1.

عينا نضال تتركز على فرح الواقفة بثقة أمام العديد من العدسات الضخمة، ترسم ابتسامة مستفزة مقيتة للغاية لا يعلم كيف تعلمتها، زفر بحدة والاضاءات من حوله تنطفئ، ارتفعت عيناه نحو المكان المعتم نسبيا لينتبه نحو الضوء الساطع الموجه نحوها هي..
وهي، نسخة اخرى لا يعلم عنها
تحركاتها الرشيقة والمتقنة، انسجامها التام أمام العدسات وكأنها لم تزعجها منذ قليل!

كظم غيظه، على الرغم من ان يرغب بصفع ناجي على تعنيفها أمام الجميع، لكن ستوجد فرصة سيخرج بها جميع كبته لذلك اللزج، عيناها تبتسمان بثقة وقوة خطيرة
ونعومة متأصلة بذاتها جعلها مبهرة لدرجة ترك وعيده جانبا ومراقبة تلك الزهرة المتفتحة بإشراق.

انفرجت عن شفتيه ابتسامة، ليست بسيئة للغاية رغم بعض الملاحظات لاهتزاز جسدها الغير ملحوظ، يعلم انها متوترة، لكن تتجلد بصبر وشكيمة عجيبة في ذاتها، طاقتها لا تنفذ وتلك الاشياء التي يحبها فيها، غمغم بهمس
- تجنن.

استمع الى صوت اللزج وهو يوقف التصوير، لتزفر فرح بعمق وهي تتخلص من تعبها لتعض على شفتيها السفلي تنتظر ملاحظات ناجي الهادئة وعيناها ترمق بين الفينة والأخرى نظرات نضال الغامضة نحوهما، عبست وهي تسأله بعينيها عن وجود خطب ما، الا انها كالعادة لم تحصل على الاجابة، استأذنت سريعا من ناجي لتقترب من نضال وهي تلهث من فرط الشغل المبذول قائلة
- ايه رأيك
مال شفتي نضال وهو يغمغم ببرود
- مش بطال.

رفعت أحد حاجبيها لتقترب منه ملتمسه سترته بنعومة، مررت يدها على ذقنه الخشنة من أثر لحيته لتميل نحو اذنه هامسة
- مش بطال، تقصد اني قدرت اخطف انفاسك، عارف عنيك للأسف بتفضحك
ارتفع احدي حاجبي نضال وذهبية عينيه تتوهج بخطر مثير وصمت دون الرد، ليشعر بقبلة على خده وهي تقول بتعجل
- استنى ساعتين عشان هخلص وبعدين نرجع البيت.

الدفء الذي سيطر على حواسه حل، لتخلف من بعد دفئها صقيع بارد أثلج أطرافه، عيناه تتابعها بشغف شديد وهو يراقب تفاصيلها الصغيرة، ولم تفت عليه زوج من العيون تحدق بها بأهتمام جعل وجهه يتجهم ولسانه يحافظ عليه بصعوبة، وقبضه يديه يحفظها داخل جيب سرواله كي لا يفتك به، وقت الحساب ليس الآن لكنه قريب، قريب جدا!

بعد فترة من الوقت،
يقود سيارته وهي بجواره تعبث في هاتفها بصمت شديد، دون الالتفات اليه، خبط بعنف على المقود، لا يعلم ما يريده حاليا
أشياء غريبة تندفع في أوردته، بل منذ فترة وهو ينكرها ويتعامل على انها غير موجودة، ما الذي به الآن؟!
لما يحاول أن يستجدي اهتمامها، كزوج متطلب ولحوح لاستجابة امرأته لتدليله والسعي التام لارضاءه!.

سب بعنف بين خلجات عقله، يهدأ من طبعه الناري كي يمر الليلة على خير، رغم حبه لمشاجرة فرح، المشاجرات بها نكهة فلفل حار لكن يعلم متى يضيف طعم العسل في نكهته، صاح اسمها بخشونة
- فرح
رفعت فرح عيناها فجأة هامسة بعفوية
- نعم
عبس نضال وهو ينظر نحو الطريق المزدحم ليتطرق الى احدى الطرق المختصرة ليغمغم
- ناجي ده ايه نوعه
صمتت فرح لثواني وهي تضيق عينيها لتسأله بحدة
- عايز توصل لإيه بسؤالك.

نظرات تلك الرجل لا تريحه بأي طريقة، لا تريحه نظرات أي رجل على امرأته، هو رجل شرقي بالنهاية، اعترف اخيرا وهو يشعر بأحمال ثقيلة انزاحت عن صدره، هو يغار، بقوة وضراوة
بخشونة لدرجة أن يؤذيها
دفاعاته قاسية ومؤلمة، يعلم لكن هو الاخر يريد الخلاص من تلك الدوامة، غمغم بعبوس شديد
- واحد زي ناجي اللي شوفتيه مرتين، يا تري صدفة ولا مترتب من عنده
اتسعت عينا فرح بحدة وهي تفلت حزام امانها بجنون لتنفجر هادرة في وجهه.

- مترتب؟! نضال اقسم بالله لو لمحت اي حاجه من قذراتك دي لانزل وامشي ومش هتعرف طريقى
واقرن فعلها بإمساك عتلة الباب لتفتحها لتجد الباب مغلق، لوي نضال شفتيه بسخرية، كم يود أن يخبرها أفلام الأبيض والأسود ابعد عن وجودها في الحقيقة، تابع قيادة سيارته وهو يصفر ببرود ليسمع صراخها الحاد
- افتح الباب
تظاهر بالهلع وهو يتمتم بسخرية لاذعة
- انتي مجنونة، عايزة تلبسيني جناية واتحبس
تأففت فرح صارخة بكل جنون لتصيح.

- هو ده اللي همك من كل ده
ودون تردد هجمت عليه لتمسك بالمقود، اتسعت عينا نضال بجنون والسيارة تنحرف عن طريقها، حاول السيطرة على مقود القيادة إلا أن تلك المجنونة تحاول القائهم للتهلكة، صاح بخشونة شديدة وعيناه على الطريق خشية أن يمر سيارة
- سيبى ايدك يا مجنونة
هزت فرح رأسها يائسة وهي تنحرف بسيارتها للجانب الايمن مما أدى لإعاقة مرور سيارة.

- مش سايبه، اصل انت واحد قذر وتفكيرك قذر زيك وانا استحالة اقعد مع واحد مريض زيك
زفر نضال بسخط شديد قبل ان يمسك يدي فرح بخشونة شديدة جعلها تتطلق تأوه مؤلم وبيده الاخرى على المقود يركن سيارته ويضغط على المكابح ليلتفت نحو فرح صارخا في وجهها بجنون وعيناه داكنة بشراسة
- ما انا مريض ومجنون ايه الجديد، ولا دي بقي زنقة اي ست عشان تطلع الراجل غلطان، مضربتش على ايدك عشان تكملي حياتك معايا صح ولا لأ.

انفجرت فرح شاهقة ببكاء عنيف، يديها تؤلمها بقوة، بالكاد تخلصت من الكدمات في عنقها لتأتي علامات على يديها الان، تحشرج صوتها قائلة
- انت مريض
زفر نضال ساخطا وهو يصيح بانفجار
يخرج كبته الداخلي، سخطه ويعلن عن مشاعر أصبحت تتكالب عليه بكل قسوة
- انا تعبان
وماذا عن عذابها هي؟، ازدادت وتيرة بكاءها لتهمس بعذاب
- وانا تعبت
ضمت قبضتها لتضربه بكل قوة على صدره، تحاول أن تستأثر منه، لتصيح بصراخ.

- حس بيا يا نضال ارجوك، مش هقدر
تحمل ضرباتها برحب صدر، ليقترب منها هامسا بسخرية
- انا حالة ميؤوسة منها، ايه رايك توديني اقرب مستشفي
رفعت رأسها بحدة لتهمس بخشونة
- ما توديني انا قربت اتجنن منك
ابتسم نضال، من بين خطورة الموقف لم يملك سوى الابتسام ليهمس بهدوء وهو يمسك قبضة يديها يمنعها من ضربه حينما استشعر بقسوة ضرباتها على صدره
- فرح.

زمت فرح شفتيها وهي تخفض عينيها تمنع عنه حتى لقاء الاعين، ثواني لحظية ثم انهار العالم من حولها من همسه الأجش الحار
- انا عايزك في حياتي
في الفندق،
أغلقت جيهان حقيبة سفرها، بعد أن أنهت من ترتيبات أمتعة سفرها، رفعت عيناها نحو شقيقتها التي تزرع الارض جيئة وذهابا توترا، عيناها بين الفينة والأخرى تنظر نحو الهاتف، هل بدأ الخطيب بعدم رده على مكالمتها منذ الآن، هزت رأسها وهي تقول
- مش يلا بينا ولا ايه.

زمت شادية شفتيها بحنق، وقلبها يختض بعنف من تذكر ملامسات ذلك القذر ليديها، احتقن وجنتيها بحمرة قانية وهي تتذكر النظرة في عينيه، عينيه راغبتين بقسوة وحاجة ملحة لها، للحظة تمنت وجودها في جدران والدها، حتى لو اضطرت ان يعود عاصي ويمارس سلطته المستفزة لكن هذا أفضل من وجود سرمد.

عاصي بالنهاية لم يتخطي قط بنظرة ولا حديث جرئ كالاخر، تتصل عبثا بلؤي تحاول أن تتلمس منه قسوة وعاطفة تثلجها من النيران المحترقة في صدرها، همست بفقدان سيطرة لترمي هاتفها جانبا
- مش بيرد عليا
تمتمت شقيقتها ساخرة
- مين جون سينا
انفجرت شادية صارخة بحدة
- هنبدأ التريقة بقي، لمي لسانك شوية
زفرت جيهان يائسة وهي تقترب من شادية تمسك ذراعها لتسحبها بقوة وهي تجلسها على الأريكة قائلة
- ممكن تبقى صريحة معايا.

رفعت شادية عيناها بتيه الى عينا شقيقتها الناضجتين، رغم صغر سنها، تمتمت جيهان بهدوء
- ليه سبتي عاصي
عقدت شادية حاجبيها وهي تحاول أن تتذكر إن جمعتها علاقة مع عاصي، لكن لا شئ، مجرد شجارات حيوية عاشتها معه، قالت باستنكار
- انا سيبت عاصي! كلامك ولا كأن فيه علاقة بينا
رفعت جيهان حاجبيها لتقول بحدة
- والشحنات اللى بنشوفها بينكم، يعني انا وفريال غلطانين، اعترفي انك عبيطة عشان سبيته.

ابتسمت شادية بهدوء لتقر بإرهاق
- أنا وعاصي للاسف مكناش مع بعض ولا هنكون، عاصي بعيد ومختلف عني بدرجة واضحة، في النهاية هو راجل شرقي عايزة واحدة من غير غلطه
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تضع يديها على خصلات شعرها الحرة، عضت على طرف شفتها السفلى، كم تندم على ارتباطها بمعاذ، رغم حذر والدها معه وقلقه منه لكنها غبية، كانا مختلفان لدرجة انهما نقيضان من كل شئ
قاطعتها جيهان محتجة
- بس
همست شادية بصوت خاوي.

- بعد ما انفصلت من معاذ، بعدت عن الرجالة تحديدا، وانتي عارفة ايه السبب، لما تلاقي بعد فترة حد بيقتحم حياتك وخصوصا راجل اكيد هضعف
عبست جيهان وهي تمتم بعدم فهم، هل شقيقتها مائلة له أم لا؟!
- يعني عايزاه
هزت رأسها نافية فورا وهي تصيح بنفي قاطع
- لا لا، عاصي يستحق واحدة احسن منى بكتير، اعتقد هبقي جنب بابا لفترة طويلة
اقتربت جيهان وهي تحتضن شقيقتها بخشونة لتهمس بمشاكسة محاولة لطرد تلك الغمامة التعيسة.

- انت ناسيه معجبينك في الثانوية والجامعة، ده انتي كنتي جبارة وانتي بترفضيهم واحد ورا التاني
بعينين خاويتين تمتمت ساخرة
- وحاليا معنديش اللي عايزينه مني زمان
اقتربت جيهان تقبل كلا وجنتيها بخشونة جعل شادية تتأوه بوجع، وتزيحها عنها لتسمع تعليق شقيقتها المرح
- هيجيلك اللي يربيني ويربيك فاكرة
ابتسمت شادية وهي تهز رأسها يائسة لتهمس
- راقبي الفاظك يا جيهان
لوت جيهان شفتيها حانقة.

- تقريبا حظنا قليل، بس اللي عايزينا هياخد قلوبنا وروحنا، مش مجرد جسم وشكل حلو يحطه في قصر للفرجة
هزت شادية رأسها موافقة لتمسح بيدها على نسيج بنطالها الواسع لتهمس
- ألفاظك تقيلة بس للاسف صح، انا اخترت لؤي عشان عكس معاذ
اتسعت عينا جيهان بجنون لتصرخ بهدر
- متجبيش سيرة ابن ال ده
لوت شادية شفتيها بنزق لتمتم ببرود، وذكراه لا تعبث بها سوى البرودة فقط
- ألفاظك بقت سوقية
اقتربت منها بفضول لتهمس.

- ماله بقي لؤي واللي خلاكي ترضي عنه
عقدت شادية مقارنة بين خطيبها الحالي والسابق لتهمس
- حساه تقيل مش مندفع زيه، ، و كمان سنه كبير وناضج، هيقدر يحتويني، مش عايزة حب تاني، انا اخدت ايه من الاول غير الالم
زفرت جيهان بحنق لتهمس
- انتي حبيتي ايه في ال ده، انتي مجنونة ده انا اول ما شوفته قلبي اتقبض بابتسامة الصفرا
لم ترد شادية بل تابعت بنظراتها نحو الفراغ تسمع صراخ جيهان الحانق.

- مش قادرة انسى لما جاب خطيبته وبيعرض عليكي تعملي فرحهم، الجزمة هو ومراته
صاحت شادية بحدة
- جيهان
صمت هنيهة لتسترسل بهدوء
- ابعدي عن وسيم، لطاما مش لاقيه استجابة لقلبه ابعدي، انت تستحقي الاحسن
مالت جيهان برأسها، ياليت الأمر بيدها، يا ليت، همست بقلة حيلة
- ياريت، كل مرة بقول استحق احسن منه، بس هو الوحيد اللي فاهمني وعارف تصرفاتي، غيره كان طفش
هزت شادية رأسها لتهمس بعقلانية
- ادي فرصة للي حواليكي.

هزت جيهان رأسها وهي تقول بسخرية
- واضح ان حظنا وحش في الرجالة، خطيبك مش بيرد عليكي، تفتكري ليكون بيخونك مع عشيقته
تلك المرة لم تتحمل شادية سوى الصراخ بكل جنون في وجه شقيقتها
- جيهااان
تصاعد رنين كلا الهاتفين لتقترب جيهان من هاتفها وهي تنظر نحو المتصل بتعجب لتمتم
- بابا بيتصل
تمتمت شقيقتها وهي ترد على الهاتف
- ولؤي بيرن
اتسعت ابتسامة جيهان وهي تستقبل مكالمة ابيها بهمس ناعم
- ايوا يا روحي.

اختفي المرح من وجهها لتعقد حاجبيها بتعجب، غمغمت بقلق
- بابا اهدي انا مش فاهمة فيه ايه
زفرت حانقة وهي تغلق المكالمة، تعلم وسيم من حرض والدها عليها، من غيره مفسد المتعة، انتبهت على صوت شقيقتها
- ماله بابا
قلبت عينيها بملل شديد لتسحب حقيبتها قائلة
- متعصب مني جامد، بس متقلقيش هعرف اتصرف
ثم نظرت بتعجب نحو ملامح وجه شقيقتها الواجمة نحو هاتفها لتتسائل بتعجب
- والبيه اتصل ليه
غمغمت ببرود شديد.

- بيقول فيه حفلة شراكة جديدة عملها مع شركة محتاجني احضر
رفعت عينا جيهان وقالت بتعجب
- والسفر
تمتمت شادية بلا مبالاة
- جيهان انتي اللي هتسافري انا هضبط القاعة والدعوات، اتفسحي واتبسطي
اقتربت جيهان تقبل وجنتي شادية لتهمس بمشاكسة
- بحبك على فكره، الوحيدة اللي بتدلعني
ودعتها مغادرة على اللقاء بعد ساعتين على أقل تقدير، ابتسمت شادية بهدوء حتى غادرت شقيقتها، رفعت شادية عيناها نحو هاتفها، ما الذي تغير به؟!

ما الذي يخبئه لها كما هي تخبئ، وأيهما أشد ألما؟!

عينا وسيم تتابع بخشية لثورة معتصم بخشية، منذ اتصاله منذ نصف ساعة وطلبه العاجل لمقابلته وهو لا يستبشر خيرا، لا يصدق أنه علم بأمر تلك الصورة الغبية التي نشرتها ثم حذرها بلهجة صارمة أما ان تحذف الصورة او سيقوم باختراق صفحتها، يعلم صفحات المؤثرين على التواصل الاجتماعي تكون محمية وان تم اختراقه ستكون لدقائق قادر على حذف تلك الصورة اللعينة، وحذفتها واستبدلت بصور مع ذلك صاحب النظارات، معظم حالات تطبيق انستجرام عن دردشة مرحة تمقته، تمتم وسيم بحرج.

- يا عمي أرجوك اهدي انت عارف جيهان بتقرر قبل ما اتفكر
صاح معتصم منفجرا بحدة وهو يخبط بقبضة يده على سطح الطاولة
- والبيه كان فين لما بتاخد قرارات مجنونة
اقترب وسيم بخشية من معتصم الذي كاد ان يتعثر ويقع لولا ذراعي وسيم الذي أسنده إلا أن معتصم أفلته بقوة جعل وسيم بعدها يستسلم ويبعد يديه ليقول
- يا عمي أرجوك عشان صحتك.

مرر معتصم يده على وجهه، لا يصدق ان من امره للمحافظة على ابنته يطعنه بغدر، كيف سمحت جيهان حتى بنشر تلك الصورة التي تقطع بها الرقاب، لكن العيب عليه بالنهاية، هو من سمح لها العيش بحرية وانطلاق جموحها لكن لم يتصور الأمر سيتعدي تلك الخطوط، زفر مدمدما بسخط
- انا مش عارف اجيبها منك ولا منها ولا من ابن عمك
غمغم وسيم بتعجب ولا يعلم سر وجود ابن عمه في حديثه
- ماله لؤي
زفر معتصم وصاح بسخط.

- مش مستريحله، فيه حاجة مخبيها عننا، انا متأكد من دا، بس مصيره هيقع تحت ايديا
ثم رفع إصبعه وانفجر يقول بحدة
- وانت، مش انت شجعت جيهان وخليتها تتجنن، احصد بقي اللي زرعته
اخفض وسيم نظراته أرضا، الرجل يعتبره بمثابة والد له، بسبب علاقة الجيرة التي تربطهما قديما، غمغم وسيم حرجا
- يا عمي
قاطعه معتصم وهو يغمغم بسخرية.

- متقلقش يا عمي من جيهان دي في مسؤوليتي، انا هعرف احميها، انا هعرف احجم من تمردها، انا معرفش ايه واديك اهو منزلة الصورة ومخلية اللي ما يشتري يتفرج وسمعتي هتروح بسببك، يقولوا عليا ايه معرفش اربي بناتي
ثم سرعان ما اقترب من وسيم بهياج وهو يمسك من ياقه قميصه لينفجر في وجهه هادرًا
- وانت، مش هي مسؤوليتك، اتجرأت وتلمسها ازاي
غامت عينا وسيم وهو يهمس حرجا وأذنيه تحتقن من الارتباك.

- انا اسف اني مكنتش قد الثقة اللي ادتهاني
دفعه معتصم بقوة حتى ارتد وسيم عدة خطوات على اثرها، مرر معتصم يده على صدره ليهمس بحنق
- هو ده اللي انت فالح فيه، تعتذر، مع الاعتذار سهل، لا يا وسيم انت بنفسك هتصلح الغلط ده
يشعر لأول مرة بالنفور والتقزز لما فعله، يدرك حجم خطأه الجسيم تحت نظرات الأب الحانقة، غمغم بصلابة
- انا مستعد اعمل اللي انت عايزة.

ارتسم ابتسامة ساخرة على شفتي معتصم ليقترب بكل غل من وسيم وهو يصفعه بقوة على خده، طنين في أذنيه يدوي بصخب وأثر الصفعة تركت علامة لن تمحى بسهولة، اخفض وسيم عيناه ارضا وهو يضم قبضة يديه بقوة، الرجل بمثابة والده وهو اخطأ بحق ابنته، استمع الى نبرة معتصم المحتقرة
- للاسف كنت فاكرك راجل وطلعت عيل
اخشوشن صوت معتصم وهو يجلس على المقعد
- يا خسارة ثقتي فيك، يا خسارة.

رفع وسيم رأسه وهو يرى معتصم المعروف عنه بحيويته وابتسامته التي لا تفارق وجهه، الرجل أصبح عجوز وكأن يحمل دهرا فوق عمره
بانت تقاسيم وجهه المجهدة ورأسه المنكس بإنكسار ليهمس بخجل من نفسه
- انا اسف، مبقدرش اكون مع جيهان وانا في كامل تركيزي
اشاح بيده بلا مبالاة وهو يغمغم بسخط
- هه، لا وجاي تعترفلي دلوقتي، فاكر انت عشان شيلت الصورة وخبيت عني الموضوع ده مش هيوصلي.

اقترب وسيم بلهفة منه وهو يميل بجذعه ليصل الى مستواه، قال بتلهف شديد
- انا مستعد لاي عقاب، لو طلبت مني امشي من هنا ومرجعش مش هتردد
ود معتصم أن يصفعه للمرة الثانية، ذلك الغبي يريد أن يلوذ بالفرار، قال بنبرة خاوية
- عيلة المالكي دايما مبتقدرش تواجه، ضعيفة انها تشيل المسؤولية، واثبتلي النهادرة بجبنك انك تمشي متستحقش أى حاجه مني للأسف
اقتحمت جيهان غرفة مكتب والدها وهي تقترب منه بتوتر وخشية
- بابا خير، مالك.

مال شفتي معتصم بسخرية وهو يرفع صورة من على المكتب ليقول بهدوء مريب
- افهم يا انسه يا محترمة ايه ده
عبست جيهان للحظات وهي ترى صورة الخطبة، ألم تحذفها؟!، وحذفت الصور من مواقع التواصل الاجتماعي؟!، تجهم وجهها وهي تنظر الى وسيم لتمتم
- زي ما انت شايف، كنت بتصور مع معجبين هو جيه فجأة و باسني وحضني
استقام معتصم من مقعده بحدة لينفجر صارخا في وجهها بعنف
- لا والله، فاكراني عيل صغير عشان اصدق كلامك.

عقدت ساعديها على صدرها وهي لا تلتفت الى نداءات وسيم المحذرة بعينيه
- انا قولتلك اللي حصل وسايبه حرية ليك سواء صدقت أو لأ
قبض معتصم على الصورة بعنف وهو يقترب منها متساءلا
- وايه سبب بقي الانسة المحترمة تنزلها؟
غصة مؤلمة جاهدت في إزاحتها لتهمس بجفاء
- كنت بعاقبه، عشان منعني من اني الغي سفريتي السنوية.

اتسعت عينا وسيم بجنون نحو لا مبالاة تلك المجنونة، ستموت على يديه، حاول أن يتم معالجة الأمر بسرعة الا ان معتصم حدجه بنظرة مميتة وهو يلتفت الى ابنته قائلا
- والسمعة يا انسة
مطت جيهان شفتيها بلا مبالاة وهي تعبث في خصلة من شعرها
- بابا الناس بتتكلم سواء عملت حاجه أو معملتش
زمجر معتصم بشراسة شديدة، ضم أنامله بقوة في قبضته ليتمتم
- اطلعي فوق
صاحت بمجادلة وهي تقول ببرود
- ورايا ارتباطات يا بابا وسفر.

رمي معتصم الصورة ارضًا لينفجر في وجهها صارخًا
- مفيش طلوع برا البيت، اطلعي برا يا اما احلف بالله العظيم لاسحب منك كل حاجه ورجلك متطلعش برا البيت
رفعت جيهان عينيها نحو وسيم، ترمقه بإستنكار وسخرية لتقول
- ويا تري البيه جيه زي العيل يشتكي من تصرفاتي
غمغم معتصم بنفاذ صبر وهو يكظم غضبه كي لا يتجرأ على فعل شئ سيندم عليه لاحقًا
- جيهااان كلمة تانية وصدقيني متلوميش نفسك
وضعت ذراعيها على خصرها قائلة بهجوم.

- لطاما هو عند الجرأة اوي كدا يشتكي، ما تقوله بقي يا وسيم على وعدك ليا اللي منفذتهوش، ولا انت فالح زي الشاطر بس تشتكي
استدار معتصم نحو وسيم ليقول بنبرة لا جدال لها
- اطلع برا
أظهر وسيم قلقه ورعبه على المجنونة ليهم بالجدال إلا أن صراخ معتصم الحاد جعله يحفظ المتبقي من كرامته ويغادر
- برااا حالا
التفتت جيهان ترمقه بسهام نارية حتى اغلق الباب خلفه، رفعت جيهان صوتها وهي تقول بجدال.

- بردو بتسمعله يا بابا، ااااااه
صاحت متألمة بقوة حينما شعرت بصفعة قوية تحط على خدها، تطرفت الدموع من عينيها بقهر ورفعت رأسها تنظر الى والدها بعدم تصديق
لأول مرة يصفعها، لم يفعلها يوما وهي صغيرة!، هطلت الدموع من عينيها وهي تهمس بألم
- ضربتني
بدأ التجهم يسيطر على ملامح الأب رغم رقته الهشة التي يخفيها من وراء حجاب، ليقول.

- العيب مش فيكي انت، العيب فيا انا، لما الناس تشوف واحدة مش محترمة بيقولوا العيب على اللي ربوها مش عليها هي
لاحظت جيهان والدها يلتقط انفاسه بصعوبة، سارعت بالتقرب منه بخشية وهي باكية
- بابا، ارجوك اهدئي
تتشبث به بقوة و احتياج شديد لتهمس بألم
- اضربني تاني لو هترتاح
رفعت عيناها وهي تقبل جبهته برقة، تستميل عاطفته ليصفح عنها لتسمعه يقول بجمود
- وعدك بأيه؟
رفعت عيناها وهي تعبس بعدم فهم ليكرر سؤاله بإلحاح.

- وعدك ايه؟
لاحت ذكرى قديمة، قديمة للغاية، حينما كانت في التاسعة من عمرها وهو في بداية تكوين ملامحه الرجولية لتهمس بعفوية شديد وعيناها تلمعان بحنين
- انه لما يكبر هيخليني اعيش معاه، عشان مهربش منك بليل ونروح السباق، نتفسح في اى حته بدون مواعيد، اركب الموتسيكل ونتسابق لحد الفجر ونسافر كل حتة في العالم.

هز معتصم رأسه بتفهم وهو يبتعد عن جيهان ليفتح باب مكتبه، وجد وسيم الذي هب قائما وسارع بالاقتراب منه ليقول بجمود
- تعالى
دخل وسيم الحجرة وهو ينظر الى وجه جيهان الباكي، تألم قلبه لرؤية الأحمرار على خدها همس بقلق وهو يقترب منها
- جيهان انتي كويسة
ابعدت جيهان وجهها بعيدة عنه لتقول بجفاء
- ابعد عن وشي، علاقتي بيك منتهية
زفر معتصم بإعياء شديد ليقول
- وسيم
اقترب وسيم من عمه طائعا
- نعم يا عمي.

صاح معتصم بخشونة شديدة وهو يربت على كتف وسيم
- جيه وقت انك تنفذ وعدك لبنتي
نظر وسيم نحوه بتيه شديد وعدم استيعاب، ليرفع بصره نحو جيهان التي كانت تهز برأسها نافية بقوة وشراسة إلا أن الأب قال بحدة
- وعد انك تتجوزها
اتسعت عينا وسيم بجنون، أى وعد بالزواج وعده بها، هل قلبت الأمور لصالحها، تلك الرعناء يقسم انه س، ، بتر عن وعيده وهو يتذكر ذكرى قديمة، باهتة للغاية لكن عبقها ما زال موجودًا.

الصغيرة كانت تبكي بين ذراعيه طالبة من الحماية كون والدها رفض الذهاب معه إلى السباق، متى كان عمره وقتها؟! في فورة مراهقته وشبابه وعدها، وعدها أنها حينما تكبر ستعيش معه، رفع عيناه نحو جيهان المتجهمة الوجه ليعود ببصره نحو معتصم قائلا بارتباك
- عمي، انا اسف، انا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة