قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية أبواب وهمية للكاتبة خلود خالد الفصل الحادي عشر

رواية أبواب وهمية للكاتبة خلود خالد

رواية أبواب وهمية للكاتبة خلود خالد الفصل الحادي عشر

كنت ماشي من فترة جنب المقبرة دي و شوفت راجل واقف و ملامح وشه مش باينه, قربت منه أشوف مين اللي جاي المقابر في وقت زي ده, بس أول ما قربت لقيته أختفي و مكنش ليه أي أثر!

فضلت أقرأ قرآن في سري و قولت ده أكيد مش بشر و بدأت أشوف الراجل ده كل يوم بليل في نفس الميعاد, و لما حكيت الموضوع ده لواحد أعرفه قالي ده أكيد روح ابن الشناوي رجعت تنتقم من اللي حرقهم!

سألته هما ماتوا إزاي! قالي أن في حد حبسهم في غرفة و ولع فيهم لحد ما ماتوا و أن في المشرحة عرفوا أن مراته خضعت لعذاب شديد و كأن حد كان بيضربها
أستغربت الحكاية و إزاي حصل فيهم كده و أهلهم سكتوا! و ليه مبلغوش البوليس! بس طبعا مكنش في أي حد هنا أسأله و الموضوع مبقاش يشغلني و أتعودت أن أشوف الراجل ده كل يوم بليل و أحيانا كنت بسمع صوت بكاء شديد و أحيانا ضحك بقيت بقرأ قرآن و بس و بدعي ربنا أن ميحصليش حاجة أنا و العيال..
نظرت له رويدا و هي حاول أن تستوعب ما قاله سلامه بخصوص الرجل و بكاء الطفلة, أنها بالفعل رأت ذلك الرجل و سمعت صوت الطفلة في منزل جدتها, هل جدتها هي من قتلتهم و عادوا حقا للأنتقام!

رويدا: و بعدين يا عم سلامة؟
سلامة: بس كده يا بنتي الموضوع ده بقي بيتكرر كتير و زي ما تقولي كده أتعودنا خلاص و ما دام محدش بيتأذي يبقي خلاص دع الخلق للخالق
رويدا: طيب و أنت عرفت جدتي منين!
سلامة: أصل بيتها ده ياما سمعنا عنه حكايات, فبقت مشهورة هنا جدا
رويدا: حكايات زي إيه!
سلامه: يعني ناس بتقول لا مؤاخذة يا بنتي يعني بيقولوا أنها مجنونه و ناس بتقول أن البيت ده فيه أرواح و أحيانا كنا بنسمع صوت صريخ و كأن حد بيتعذب بس محدش عنده الجرأه أن يدخل أو يفكر يشوف في إيه..
رويدا: ماشي يا عم سلامة
سلامة: يلا يا بنتي قومي نامي مع البنات و الصبح أوصلك إن شاء الله
رويدا: حاضر.. شكرا يا عم سلامة
سلامة: الشكر لله يا بنتي

 

شريف: سمعتيها قالت كده إمتي؟
شروق: إمبارح
شريف: طيب معرفتيش هي بتكلم مين! أو كانت عايزة تقتلكوا ليه؟
شروق: لأ معرفش أنا لما فتحت الباب بسرعة مشوفتش حد معاها
شعر شريف أن الموضوع ملئ بألغاز, كيف لا يزورها أحد و سمعتها الطفلة تتحدث ليلا مع أحد؟ و كيف دخل القتيل و لم يشعر به أحد! لما لم تقاوم! كيف كانت تتحدث مع شخص ما و عندما فتحت الصغيرة الباب لم تجد أحد في الغرفة غيرها!
رجل البحث: يا فندم أحنا لاقينا العصاية دي
شريف: عصاية إيه!
رجل البحث: دي عصاية موجودة في ركن من الغرفة و مليانه دم و من الواضح يا فندم أن العصاية دي هي السبب في موت القتيلة, أحنا هناخدها و هناخد عينه من دم القتيله و هنفحص العينتين
شريف: تمام و التقرير هيكون عندي إمتي؟
رجل البحث: بكره بالكتير يا فندم
شريف: تمام, لقيتوا بصمات لحد!
رجل البحث: أيوه يا فندم في بصمات متواجدة علي العصاية و لسه هنشوف دي بصمات مين
شريف: تمام
كان سامي و نجاة و مازن و شروق ينظر كل منهم للأخر حتي قال شريف
هو مافيش حد تاني معاكم هنا!
سامي: بنتي رويدا
شريف: هي فين!
سامي: مازن روح شوف أختك فين
و ذهب مازن مسرعا و ظل يبحث عنها في المنزل و لكن لا يوجد لها أي أثر
مازن: بابا رويدا مش موجودة
سامي: مش موجودة يعني إيه؟
مازن: أنا دورت عليها في البيت كله و ملهاش أثر!
نظروا جميعا لبعضهم و ذهبوا مسرعين يبحثوا عنها و شريف يراقب الموقف بصمت, خرج سامي خارج المنزل و ظل ينادي عليها و لكن ليس لها أثر!
عادوا جميعا إلي المنزل
نجاة"ببكاء": منك لله يا سامي منك لله أنت اللي جبتنا هنا أنا عايزة بنتي ماليش دعوة
سامي: أهدي و هنلاقيها إن شاء الله
ظلت نجاة تبكي و سامي لا يعلم ماذا يفعل
شريف: أهدوا إن شاء الله هنلاقيها, يمر 24 ساعه و نقدم بلاغ
صمتوا الجميع ما عدا نجاة التي تبكي, بعد وقت قليل غادر شريف و خيم الصمت علي الجميع..

ذهبوا جميعهم للنوم و قرر سامي أن يقوم بإجراءات الدفن صباحا, ظل مازن يفكر في إختفاء رويدا و فيما حدث في تلك الغرفة فذهب إلي الغرفة مسرعا و وقف أمامها متردد ثم مسك المقبض و فتح الباب ظل يبحث عن مفتاح الإضاءة حتي وجده و لكن الإضاءة كانت ضعيفة, دخل الغرفة و هو خائف و لكنه قرر أن يتحدي نفسه ظل ينظر إلي كل شئ فيها و لكنه لم يلاحظ أي شئ غريب, لم يلاحظ أيضا الدماء الموجودة علي السرير, فمن الممكن أنه تعمد أن يتجاهل الأشاء من حوله حتي لا يخاف أكثر من ذلك أقترب من كرسي موجود في أخر الغرفة و جلس عليه و قرر أنه سيبقي حتي الصباح..

لم يستطع سامي النوم من كثرة التفكير شعر أن عقله سينفجر من كثرة الأحتمالات و التفكير في وفاة رجاء و إختفاء رويدا, ظل يفكر حتي نام و هو لا يشعر

مازن ظل كما هو جالس علي الكرسي بعد وقت قليل أنغلق باب الغرفة بشدة, أنتفض مازن من مكانه و لكنه ظل يطمأن نفسه أن ذلك ممكن أن يكون من تأثير الهواء و ظل في مكانه و بعد فتره بدأ يسمع صوت غامض ينطق كلمات غير مفهومه يأتي من البلكونه الموجودة في الغرفة, كان الصوت ضعيف و لكن مان واضح أن هناك شخص ما في البلكونه, ظل في مكانه لا يدري ماذا يفعل! ظن أنه لص فقرر أن يفعل أي ضوضاء حتي يعلم اللص أن هناك شخص في تلك الغرفة, بعد قليل أختفي الصوت ففتح مازن البلكونه سريعا و لكنه لم يجد أثر لأي شخص! أيعقل أن الشخص أختفي بتلك السرعه! أغلق مازن البلكونه مرة أخري و جلس كما كان و بعد لحظات شعر بهواء شديد جعله يشعر بالبرد, نظر حوله و لكنه لم يجد أي مصدر ليدخل منه ذلك الهواء البارد! و لكنه لم يعطي الموقف أهميه حتي لا يخاف أكثر من ذلك و لكن بعد دقائق وجد قدم لإمرأه, قدم فقط! شعر بخفقان قلبه و أنتفض من مكانه, نظر مرة أخري لها و لكنها أختفت! شعر مازن بالخوف و لكنه قرر أن يبقي في الغرفة حتي الصباح, جلس في مكانه و هو ينتفض من الداخل و بعد دقائق مرت و كأنه سنوات سمع مازن صوت بكاء طفله قام سريعا من مقعده و ظل واقفآ منتظر ظهورها و لكنه كان يسمع الصوت فقط, لا يري أي شئ, نظر إلي يمينه فوجد تلك المرأه العارية و الطفلة علي الأرض تبكي بصوت مرعب و المرأه مبتسمه, ظل مازن يردد " رب أعوذ بك من همزات الشياطين و أعوذ بك رب من أن يحضرون "

"أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"

شعر مازن أنه غير قادر علي فعل أي شئ سوي أن يردد تلك الكلمات, أقتربت منه المرأه و هي مازالت مبتسمه و معاها عصا تشبه العصا التي قتلت بها رجاء إلي حد كبير, فهم مازن ماذا تريد المرأه أن تفعل فقد قصت له رويدا ذلك مسبقا, بدأ يتحرك في الغرفة لكي يبعد عنها و لكنها كانت تتحرك بسرعه رهيبه و الطفله مستمرة في البكاء, ظلت المرأه تحرك العصا حتي تستطيع أن تصيبه بها و لكن كانت الضربه بلا جدوي بدأت تصرخ المرأه بصوت عالي من قوة الصوت تشعر بأنك فقدت القدرة علي السمع وضع مازن يده بسرعه علي أذنه و لكن المرأه لا تتوقف عن الصراخ, أقترب مازن من باب الغرفة و قرر أن يفر هاربا و في نفس اللحظة سمع صوت سامي من الخارج ينادي عليه, حاول مازن أن يجاوبه و لكن لا يستطيع أن ينطق حتي إستطاع فتح الباب و خرج مسرعا و هو يزحف علي الأرض فمن شدة الخوف لم يقدر علي الحركة أغلق الباب خلفة كما كان و ظل جالس علي الأرض و بكاء الطفلة و صوت المرأه المزعج مستمرين..

أستيقظت رويدا فوجدت الشمس مشرقة ظلت تحمد الله أنها مازالت سليمه و لم يمسها سوء, ظلت تنظر حولها و لكنها وجدت نفسها بمفردها في المنزل! ظلت تنادي علي سلامه و لكن بلا جدوي, و بالإضافة لذلك شعرت بأن المنزل مهجور و كأن لم يسكن به أحد من قبل! ظلت تبحث عن سلامه و تنادي عليه و لكن بلا جدوي, جلست علي الأرض و هي تنتفض من الداخل, فما معني ذلك! لا أثر لأي شخص هنا! أين سلامه و أسرته! هل كان كل ما حدث من وحي الخيال! و لكن كيف فهي جلست معه و تحدثت معه و أخبرها عن عائلة الشناوي و عن جدتها! قامت و بحثت مرة أخري حول المنزل و ظلت تنظر يمينا و يسارا و لكن بلا جدوي..

سامي: مازن, مالك قاعد كده ليه! و بنادي عليك مبتردش ليه و مال وشك أصفر كده ليه!
نظر له مازن و لم ينطق بأي كلمه و بدأ يبكي بشدة أقترب منه سامي و أحتضنه ظنآ منه أنه حزين علي جدته و علي توأمه "رويدا" ظل يبكي مازن و كأنه يريد أن يثبت لنفسه أنه مازال علي قيد الحياة! بعد قليل هدأ و خرج مع سامي و بدأوا في إجراءات الدفن بينما أحضر سامي سيدة من القرية لتجلس مع نجاة و تقوم بتغسيل رجاء..

شريف في مكتبه بيفكر في تلك القضية غريبة الأطوار! و بدأ يربط إختفاء رويدا بقتل رجاء أيعقل أنها قتلت جدتها و هربت! ثم أستبعد ذلك الإحتمال, لأنها إذا كانت هي من فعلت ذلك كانت أخذت معها أداة الجريمة! و لكن ما معني الكلام التي قالته الصغيرة, هل ترغب جدتهم في قتلهم! و لكن إذا كانت ترغب في ذلك لما لم تقتلهم! ها هي التي قتلت!
دقائق و سمع صوت الهاتف فقام بالرد و كان شخص من رجال البحث
شريف: ألو
الرجل: أيوه يا فندم, تحليل الدم أثبت أن الدم الموجود علي العصايه هو نفس دم القتيله, كده أداة الجريمة بقت واضحة يا فندم
شريف: ماشي عايز التقرير علي مكتب بأسرع ما يمكن
و عاود شريف التفكير مرة أخري, إذا لما ترك الجاني أداة الجريمه في الغرفة! فمن الظاهر أن تلك القضية ستحتاج الكثير من الوقت..

قررت رويدا أن تترك المكان و تعاود طريق العودة لمنزل جدتها و لكنها سمعت صوت خطوات شخص ما أعتقدت أنه سلامه و لكن عندما أقترب منها تبين أنه ليس سلامه!
الشخص: أنتي مين؟ و إيه اللي مقعدك جنب البيت ده!
رويدا: أنا أنا كنت هنا عند عم سلامه
الشخص: سلامه مين؟
رويدا: عم سلامه اللي ساكن هنا
الشخص: سلامه التربي ده ميت من سنتين!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة