قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية أبواب وهمية للكاتبة خلود خالد الفصل التاسع

رواية أبواب وهمية للكاتبة خلود خالد

رواية أبواب وهمية للكاتبة خلود خالد الفصل التاسع

أقتربت منه رويدا حتي أستطاعت أخيرا أن تقف أمامه فصرخت فور أن رأته, كائن أسود اللون, جاحظ العينين, له قدم واحدة, أصلع و وجه مشوه و كأنما حرق من قبل
حاولت أن تنظر إليه و لكنه حقا كان يخيفها ظلت ترتجف شعرت أنها سيغمي عليها من شدة الخوف، حاولت أن تتماسك و نظرت إليه و لكنها لا تستطيع الكلام و هو أيضا لا يتكلم ظل يحرك يديه بمعني أن تتبعه, وقفت قليلا لتكرر هل تتبعه أم تتركه و تعود للمنزل مرة أخري, و بعد لحظات أتبعته و ظل تسير خلفه حتي وقفوا أما مقبرة مكتوب عليها: ( عائلة الشناوي ).

نظرت إليها و هي لا تفهم ماذا يريد منها هذا الكائن! نظرت له مرة أخري فوجدته يشاور لها علي شئ في الأرض يريد منها أن تحركه بيديها نفذت طلبه و ما أن حركته حتي وجدت ورقة علي الأرض شاور لها ذلك الكائن بأن تقرأها, مسكت رويدا بالورقة و هي ترتجف و بدأت قرأتها..

مازن ما زال يفكر فيما قالته رويدا بشأن ما حدث له, فقرر أن يذهب إليها حتي يتحدث معاها, حقآ تعب كثيرا من كثرة التفكير, خرج من غرفته و ذهب إليها فوجد الغرفة فارغه,
يا تري هتكون راحة فين دي!
و ظل يبحث عنها و لم يجدها و ما هي إلا دقائق حتي بدأ يسمع صوت أنين و كأن أحد يتوجع من شئ ما, قرر أن يتبع الصوت..

رجاء في غرفتها و بتتحدث بلهجة شديدة و نبرة حادة
حراام كفايه و الله مكنش قصدي مكنش قصدي حرااااام مش قادرة أستحمل بقي, كل السنين دي و أنا بحاول أكفر عن ذنبي و مافيش فايدة
****: و أحنا كان ذنبنا إيه عشان تعملي فينا كده, لازم تتعذبي أنتي و كل اللي يجي البيت ده
ابني مالوش دعوه و الله ميعرفش حاجة
****: و أنا ولادي كان ذنبهم إيه! حياتنا اللي أدمرت بسببك و بسبب غبائك! أنا قادر أقتلك بس لأ لازم تتمني الموت و بردوا مش هموتك
أهااااا ياااارب أرحمني
****: دلوقتي عرفتي أن في ربنا, أفتكرتيه خلاص! أمرك غريب صحيح مبتعرفيش ربنا إلا لو في حاجة و غير كده بتفضلي نسياه
أعمل إيه أنا طيب تعبت و الله تعبت
****: أنا اللي هعمل كل حاجة
و تفقد رجاء وعيها و يغشي عليها بعد بكاء لفترة طويلة..

 

يدأت رويدا تقرأ بصوت عالي
( إذا وصلتك تلك الورقة فأنا حاليا متوفي, يا من تقرأ سوف تجد عدة أوراق بجانب الصخرة الصغيرة الموجودة بجانب تلك الورقة هذه قصتي أرجو أن يعلمها الجميع حتي لا يرتكبون نفس أخطائي التي أنهت بي إلي الموت و الهلاك إذا تجاهلتها فسوف تنتهي حياتك)
ظلت رويدا تقرأ الورقة عدة مرات لعلها تفهم منها شئ
فهي لا تعلم من الأساس من الكاتب! و ماذا يريد منها! نظرت للرجل الذي أتي بها إلي ذلك المكان فلم تجده! ظلت تبحث عنه ليس له أثر! حركت الصخرة المذكورة في الورقة و بالفعل وجدت أوراق كثيرة مغلفة من الخارج و مكتوب عليها بالدماء "الشناوي", ظلت رويدا تنظر للأوراق علها تفهم أي شئ فهي لا تصدق أن كل ذلك حقيقة! من المؤكد أنه كابوس و سوف تستيقظ منه, نظرت حولها فهي الأن وحيدة وسط المقابر و أصوات مخيفة لا تدري مصدرها!
رويدا
يارب ساعدني يااارب, أنا مش عارفة أعمل إيه, أرجع البيت إزاي, مين ده و عايز مني إيه و قصة إيه اللي أنشرها! أنا اللي كنت من البداية بدور في عالم الجن و أقرأ و أتحدي الناس أني مبخافش و أن مش هيحصلي حاجة, لازم ده درس, أنا جبانه جبانه لدرجة أن خايفة و أنا واقفه وسط الأموات!

ظل يتبع مازن الصوت حتي وصل إلي غرفة جدته! هل جدته هي التي تصدر صوت الأنين! هل هي من تتألم! شعر مازن بالخوف من أن يفتح ذلك الباب و يري جدته, فركض مسرعا إلي غرفة أبيه و ظل يطرق الباب و لكن لا يوجد إستجابة ففتح الباب و دخل
مازن: بابا يا بابا أصحي
سامي: إيه يا مازن في إيه؟
مازن: ألحق تيته شكلها تعبانه أنا مش عارف مالها و خايف أفتح الباب
أنتفض سامي من مكانه مسرعا حتي أنا شعر بدوار أثر قيامه سريعا من النوم و ذهب سريعا بصحبة مازن إلي غرفة رجاء و قام بفتح الباب دخل, فوجد رجاء ملقاه علي الأرض و ظاهر علي وجهها تعابير كثيرة و أغلبها يدل علي الخوف, حاول أن يفوقها و لكنها لا تستجيب حاول أن يحملها و لكنه وجدها تنزف من رأسها,
سامي: أمي أمي ردي عليا
بدأت تستعيد وعيها قليلا و تقول كلمات غير مفهومه, أهرب, أمشي, أبعد, متجيش هنا أبدا, حاول سامي أن يفهم و لكن بلا جدوي و أغمضت عينيها مرة أخري و لكن في هذه المرة كانت قد فارقت الحياة
سامي"وهو يحتضنها": أمي قومي مين اللي عمل فيكي كده, أهاااااا خلاص مبقاش ليا حد في الدنيا دي, أنا كنت بخاف منك بس بحبك و الله العظيم بحبك
ركض مازن مسرعا إلي غرفة نجاة و أخبرها بما حدث لجدته فركضت مسرعه هي و شروق خلف مازن..
طلبت نجاة من مازن أن يأخذ شروق و يذهبوا بعيدا حتي لا تري أبيها هكذا و تري ما حدث لجدتها, نفذ مازن طلب نجاة و أخذ الصغيرة و هبط السلم إلي أن فتح الغرفة التي سبق و أن رأي شروق فيها تصرخ و تستغيث, دخل هو و شروق و جلسوا علي الأرض و لم يلاحظ مازن أثار الدماء الموجودة علي السرير

قررت رويدا أن تعود إلي المنزل مرة أخري خصوصا بعد إختفاء الرجل غريب الأطوار, هذا الكائن الغريب الذي قادها إلي ذلك المكان, أخذت الأوراق معاها و بدأت تعود من حيث أتت لعلها تجد منزل جدتها, ظلت تسير بوقت طويل و لكن من فائدة حتي سمعت صوت رجل يصرخ بصوت عالي أنتفض جسمها خوفآ و ظلت في مكانها ثابته, بعد دقائق تبين لها رجل شعرت بأنه حارس المقابر
الرجل: مين هناك؟
ظلت رويدا ثابته كما هي غير قادرة علي الحركة أو الرد, حتي أقترب منها الرجل
الرجل: أنتي مين و إيه اللي جايبك هنا الساعه دي؟
رويدا: أنا رويدا
صمتت بعد ذلك و ظلت تفكر هل تخبره بما حدث معاها! هل تخبره بذلك الكائن الغريب الذي أرادها أن تتبعه حتي أتي بها إلي ذلك المكان ثم تركها وحيده فقط ليس معها إلا عدة أوراق!
أفاقها الرجل من سرحانها
الرجل: مالك يا بنتي أنتي عامله كده ليه!
رويدا: أصل أنا تايهه و مش عارفة أرجع
الرجل: و أنتي إيه اللي جابك هنا أصلا؟
رويدا: مش عارفة
الرجل: طيب أنتي تبع مين ولا بيتك ده فين!
رويدا: أصل أنا مش من هنا و أحنا قاعدين عند جدتي هي بيتها في أول الطريق بداية المقابر
نظر لها الرجل بخوف و شك و قال
رجاء تبقي جدتك؟
صدمت رويدا مما قاله! هل جدتها معروفة لتلك الدرجة! و لكنها أوقفت تفكيرها و ردت سريعا
أيوه جدتي, هو حضرتك تعرفها!
الرجل: أيوه
طيب ممكن حضرتك توصلني!
الرجل: لا صعب دلوقتي الدنيا ليل و الطريق طويل تعالي أقعدي معايا أنا و العيال و أمهم موجودة متخافيش و الصبح يحلها ربنا
نظرت رويدا له, فلا تعلم ماذا تقول, تسيير معه و تتحمل العواقب التي ستحدث في المنزل إذا علموا بإختفائها! أم تتركه و تعاود السير! و لكنها حسمت أمرها و ذهبت مع ذلك الرجل
ماشي هاجي مع حضرتك
الرجل"بإبتسامة": ماشي يا بنتي يلا
هو حضرتك أسمك إيه!
الرجل: عمك سلامه
أهلا بحضرتك
و بعد وقت قليل وصلت معه رويدا إلي منزله الذي يتكون من غرفتين و مطبخ الحمام بالخارج, نظرت للمكان بخوف ثم نظرت لزوجته و أولاده فشعرت أنها في مكان آمن, أبتسمت للجميع و طلبت من سلانه أن تتحدث معه
رويدا: عم سلامة ممكن أتكلم معاك شوية!
سلامه: طبعا بس أستني أغير هدومي و يكون الجماعة عملوا العشا ناكل و نتكلم لحد الصبح و بعدين أوصلك
نظرت له رويدا و أبتسمت و لم تعلق..

سامي: أمي ماتت مقتولة يا نجاة مقتولة
أقتربت منه نجاة و هي تبكي
نجاة: و مين اللي هيقتلها بس يا سامي! يمكن تكون وقعت أو أتخبطت فحصل نزيف و ماتت
سامي: لأ يا نجاة أمي أتقتلت
نظرت نجاة في نفس الأتجاه الذي ينظر إليه سامي فوجدت عصا مدببه و مقدمتها مليئه بالدماء!
سامي: أنا هبلغ البوليس لازم أبلغ

شروق: مازن أحنا هنفضل قاعدين هنا كتير
مازن: شوية يا حبيبتي و هنطلع
شروق: مازن أنا خايفة
مازن: يا شروق أهدي بقي مافيش حاجة أنتي خلاص مبقتيش صغيرة مش كل شوية خايفة ما أنا متنيل قاعد معاكي أهو
نظرت له شروق و صمتت و بعد قليل بدأت تسمع صوت بكاء طفلة صغيرة
شروق: مازن أنت سامع أي صوت!
مازن: صوت إيه؟
شروق: صوت حد صغير بيعيط!
مازن: لأ مش سامع
و تذكر مازن علي الفور ما قالته شروق بخصوص ذلك البكاء, فاق من سرحانه علي صوت شروق و هي بتصرخ و شايف إيد حد ماسك رجلها و الإيد خارجة من تحت السرير!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة