قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أبو البنات للكاتبة رهف سيد الفصل الثالث والثلاثون

رواية أبو البنات للكاتبة رهف سيد الفصل الثالث والثلاثون

رواية أبو البنات للكاتبة رهف سيد الفصل الثالث والثلاثون

دفعته بقوة خائفه وهي تحاول التملص من بين ذراعيه
كارما بصراخ، ابعد عني يا حيوان
حملها من ظهرها وهو يكمم شفتيها لترفع رجلها وهي تركله في معدته
سقط متألم ليسحبها من رجلها حتى لا تهرب لتسقط هي الاخرة
نظر إلى وجهها بقوة وهو يردف!
عاصم، انتي سبتيني واديتي حقي لغيري
ازداد صراخها اسفل يده الذي وضعها على فمه
اما في اسفل العمارة هبطت فاطمه من السيارة وهي تردف
فاطمه، مش هتيجي معايا.

محمد، هطلع ولو ملقتش يزن هنزل وهاجي بليل
فاطمه، طب يلا
هبط الاثنان من السيارة وصعد الاثنان ليردف بتحذير
محمد، خدي بالك من نفسك ومن اللي ف بطنك
فاطمه، متقلقش حبيبي
اما في الاعلى امسك خصلاتها بين كفيه وهو يحاول تثبيتها
عاصم، اهدي بقااا
في ثوان غابت عن الوعي من شدة الارهاق والمقاومه مال بخبث إلى شفتيها المغريتين وما ان اقترب منها حتى صدح صوت الجرس ليطلق احد السبات اللاذعه.

ابتعد عنها بصدمه وهو يسمع صوت طرقات على الباب ما ان نهض حتى شعر بشلل يسري في جسده بشكل كبير انتابه الصداع المفاجأ
ذُهل من حالته لقد كان طبيعيا قبل قليل ماذا حدث له الان
تثاقل على نفسه لينهض هاربا من احد النوافذ
قلقت فاطمه بشده بشده لتردف
فاطمه، هي مش بترد ليه
محمد، يمكن نايمه؟!
فاطمه، احنا العصر يابني
محمد، عادي
فاطمه، طب جرب كده كلم يزن يمكن جوة ومش سامع الصوت معاها.

اوما محمد وهو يخرج هاتفه من جيبه دقيقتين حتى اتاه صوت يزن مردفاً
يزن، ايه وصلت فاطمه
محمد، انت مش جوة ولا ايه
يزن، نص ساعه وهاجي اهو
محمد، طب هي كارما جوة؟!
يزن باستغراب، أيوة طبعا اومال فين؟
محمد، احنا بقالنا كتير واقفين عند الباب محدش بيرد يمكن نامت
يزن، انا لسه مكلمها مكملتش ساعه نامت ازاي انا جاي دلوقتي.

في غصون عشر دقائق كان يزن قد وصل صف سيارته بطريقه مبعثرة وصعد مسرعاً إلى الأعلى قابل محمد وفاطمه وهم مازالو يقرعون الباب
يزن، مفتحتش!؟
محمد، لا لسه!
ابتعدو عن الباب قليلا ليتقدم يزن بتوتر وهو يضع المفتاح به
يزن، قافله وحاطه المفتاح انا هكسر الباب
محمد، طب اس...
يزن، ابعدو
بدا يزن بطرق الباب وبدا محمد يساعده حتى انفتح
وقف محمد على الباب بحرج بينما دلف يزن وفاطمه بتوتر.

صرخة اطلقتها فاطمه عقب ان رأت تحتها بملابسها الممزقه وهي ملقاه على الارض وبعض الدماء تنزف من راسها
بينما وقف هو كالحائط لا يصدق ما تبصره عيناه
ركض نحوها مسرع وهو يفيقها ببكاء
يزن، كارما كارما اصحى ايه اللي حصل
اتجه إلى الطاوله ليسحب الغطاء من عليها بشده اسقط جميع ما عليها على الارض ليهوي كما هوى قلبه متحطما
لفها بالغطاء وحملها تبعته فاطمه ببكاء.

صدم محمد لخروجهم هكذا اسرع بالركض معهم وهو يحاول فهم ما حدث
60 دقيقه مرت باعجوبه عليهم لا يعرفو ماذا حدث يقفون امام غرفه العمليات لا يوجد رد على اسئلتهم
يزن الذي يقف مبتعداً شاردا فيما حدث لا يصدق شئ حتى وجد الطبيب يخرج وهو ينزع كمامته بهدؤ
كان اول من ركض اليه متسائلا عن حاله زوجته
يزن، طمني يا دكتور.

الطبيب بأسف، واضح انها محاولة اعتداء بس الحمد لله محصلش حاجه اتمنى حضراتكو تكونو اقوى من كده عشان المريضه محتجاكو جنبها ويا ريت مش تحسسوها بحاجه
لف محمد يده مسرعا حول خصر يزن الذي هوى عليه
محمد، اهدى يا يزن
سانده كريم حتى وصلو إلى احد الكراسي ليردف مالك
مالك، انا هروح اجبلك عصير!
اما في الداخل كانت ممده على الفراش والكدمات تملئ وجهها بنسبه بسيطه تقدمت تغريد وهي تعلق الابرة بذراعها
تغريد، اخليهم يدخلولك.

هزت راسها بانهيار رافضه
كارما، مش هقدر ابص في وشهم
تغريد، اللي حصل انتي ملكيش ذنب فيه
كارما بقهر، لا في مجتمع زي ده احنا اللي بنتحمل الغلط
تغريد، متقلقيش مفيش حاجه حصلت ولا حد لمسك
كارما، بجد!
تغريد، ايوه
اقتحم يزن الغرفه وهو يبعد الممرضين عنه بهياج بينما تقدمت تغريد مهدأه
تغريد، اهدي يا استاذ يزن
كارما بهون، سيبوه
تغريد، سيبوه خليه يشوف مراتو اتفضلو يلا يا برا
ابتعد الممرضين عنه بينما ركض هو إلى كارما بهلع.

يزن، انتي كويسه حصلك حاجه
هزت راسها نافيه وهي تردف
كارما، الحمد لله
يزن، هو اللي عملها مش كده؟
كارما ببكاء، عشان خاطري يا يزن
يزن بعنف، هقتلو والله لاقتلو
ركض إلى باب الغرفه وهو يخرج بينما صاحت عليه مناديه ثم نظرت إلى تغريد التي تتابعهم عن بعد
كارما ببكاء، عشان خاطري خليهم يمسكوه هيروح ف داهيه
اومات تغريد وهي تركض للخارج وتخبر اسرته كي تلحقه.

ركب سيارته وهو يمسك الهاتف متصلاً على زميله
يزن بقهر، اسمع يا وائل تعرفلي هو فين حالا وتجبلي عنوان بيتو
وائل، خلاص ربع ساعه هيبقى عندك
اغلق يزن وسار مسرعا إلى مركز الشرطه حتى يبدا في اجرئات محضره!

تغريد، انتظمتي على الدوا
اومات كارما لتغريد وهي تردف مؤكدة
كارما، ايوة
فاطمه، دوا ايه؟
انتبهت كارما إلى اختها التي ولجت للغرفه فجاة
كارما، ده ده دوا دوا منع الحمل
فاطمه، انتي لسه بتشربيه!
كارما، عشان خاطري يا فاطمه انا مش ناقصه
اومات فاطمه وهي تحضر احد الكراسي وتجلس بعد ان اصرت على ذهاب الجميع.

يزن بصدمه، يعني ايه في المستشفى
وائل، زي ما سمعت يا يزن عاصم في المستشفى
اطلق العديد من السبات النابيه وهو يردف
يزن، وربنا ما هسيبو.

بعد مرور اسبوعين.!
خرجت كارما من المشفى بعد ان صرح الطبيب بذلك كما اصرت على يزن بترك المحضر
ما ان دلفو إلى الشقه حتى تمسكت به ليغلق الباب مهدء
يزن، اهدي يا حبيبي انا جنبك
كارما، متسبنيش تاني
يزن، متقلقيش يا حبي انا جنبك
مد يزن يده وهو يحملها بهدؤ متجهاً إلى الغرفه
وضعها على الفراش وهو يردف بهدؤ.
يزن، اجبلك تاكلي حاجه؟!
كارما، لا نيمني ف حضنك.

مدد يزن باقي جسده بجانبها لتحتضنه وتنعم بالنوم الهادئ على غير العاده.

مر اسبوعين ولم يكن باقي على دراسه كارما سوا شهرٍ واحد علمت ان بعض البرود تسلل لعلاقتها مع زوجها منذ تلك الحادثه!
كانت تفكر اليوم بليله استثنائيه تغير قليلا مما حدث في ماضيهم
سمعت صوت طرقات على الباب اتجهت بتلقائيه لتفتحه
صدمت عندما وجدت عاصم يقف امامها اغلقت الباب مسرعه بدون تفكير
كارما، انت بتعمل ايه هنا ابعد عني ياخي وسبني
عاصم، كارما انا مش جاي اعملك حاجه انا طالب منك تسامحيني.

اطلقت العديد من الضحكات الساخرة وهي تردف
كارما، بجد اسامحك على ايه ولا اييه
عاصم، كارما! انا عندي كانسر
كارما، عقاب ربنا ليك عارف انا فرحت دلوقتي عشان اخيرا ربنا عمل العدل
عاصم بغضب، افهمي بقاا! انا مش ف وعي انا كان معمولي عمل عارفه يعني ايه انتي جربتي الشعور ده بيخليكي عاميه مش عارفه انتي بتعملي ايه ولا اييه!
كارما، امشي يا عاصم يزن لو جه هيموتك صدقني
عاصم، سامحيني
كارما، ربنا اللي بيسامح.

عاصم، وانتي كمان هتسامحيني؟
كارما، امشي ابوس ايدك يزن هيموتك
عاصم، حاضر بس اوعدك ان عمري ما هاذيكي
قالها بندم وحزن وهو يهبط من على الدرج بانهيار بعد ان اكتشف مؤخرا مرضه الخبيث وعلم بعدها ان دينا قد اتجهت إلى طرق غير شرعيه ولكن لم يكن بباله ان تصل لحد الدجل والشعوذه ان تسحر له حتى يقوم باذيه كارما
كم ارتاح قلبها عندما علمت انه لن يعترض طريقها مره اخرى ولتطوى تلك الصفحه من ذاكرتها.

اتجهت إلى المرحاض لتاخذ حماماً دافئ ارتدت احد قيمصانها المثيرة وبدات تجهز نفسها حتى تستقبل زوجها من العمل اعدت غداء رومانسي منتظرة اياه دقائق و وجدته يدلف من الشقه وهو قاطب لحاجبيه بضجر وملامح الضيق على وجهه مرتسمه
اتجهت نحوة بهدؤ وهي تردف
كارما، مالك يا حبيبي
يزن بضيق، مفيش
استغربت منه كثير ومن عدم تعليقه على ملابسها او على ما تفعله
كارما، يا حبيبي مالك احكيلي
يزن، اتحولت للتحقيق!
كارما، لييه؟

يزن، اللي قتلو اهلي عرفو اني همسك القضيه راحو دبسوني وحولوني للتحقيق
كارما بتهدأه. طب اهدا ان شاء الله كل حاجه هتبقى خير.
يزن، انا داخل انام
كارما، مش هتتغذا؟
يزن، لا مليش نفس اكول تصبحي على خير
قالها وهو ينهض متجهاً إلى الغرفه بينما زمت هي شفيتها بضجر واتجهت لتضع الطعام في الثلاجه
كانت تنظر إلى ظهره الذي يلويه لها هو مستيقظ ولم ياخذها بين احضانه كالعاده!

نهضت من الفراش لفت إلى الجهه الاخرى لتلصق نفسها به تراجع للخلف قليلا لتتمسك باحضانه مردفه
كارما، اهدى يا حبيبي!
عقب ان قالتها كارما رفعت وجهها قليلا لتقبل شفتيه بهدؤ كانها تخبره بأن يفرغ شحنته بها وبالفعل حدث.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة