قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى الفصل السادس والعشرون (الأخير)

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى الفصل السادس والعشرون (الأخير)

لا شيء يوحى بأنّك ستأتى، ولكنى رغم عن انف المنطق والعقل انتظر، انتظر لاننى رأيت بالانتظار حياة ملونه بأحلامى بعيدا عن ابيض واسود الواقع، انتظر لانك الوحيد الذي مدَّ لى كفه الخشن كى يُقشر الحزن المطلى بجدار روحى، سمعت بضحكك صرخات ألم مكبوت حينها لعنت الهاتف والمسافات التى تقف عائقًا بينا لاحتضانك واخبرك بهمسٍ " اهدأ .. فقلبك عاد لملجئه الان .."، كنا كالقدس والقبه، كمكة والكعبه، كاتدرائية القديس وروما لا للمكان مكان بدونهم، ولا للشيء قيمه الا بمكانه، كنا هكذا .. اذن لماذا افترقنا ! حتى حول الفراق غرفة القلب المزهرة لحجرة مليئ بعفش الذكريات يحترق جوفها حتى اصبح كفرن طينيه ( المجرم غاب من غير مايودعنى !) ... ومع ذلك اقف فوق سلم الانتظار متأمله باللقاء مع انه يؤدى بي بعيدا عن مقصدك .. انا وقلبي نشتاق لك، انا ___ لك .

- يامثبت العقل والدين يارب .. وبعدين ياماجده دي وعارفينها .. اللى بعده ..!

وقفت مستعده لإلقاء قُنبلتها
- انا وسليم عايشين سوا كيفنا كيف الاخوات ..

اتصدم جدها من كلماتها ليرد عليها مُتلجلجًا
- اخوات كيف يعني .. ولد عمك وجوزك واكيد لازم يحطك جوه حبابى عينيه !

عقدت ساعديها متوعده
- لا ياااجدي .. انت فاهم قصدي ايه زين .. سليم مخدش شرع ربنا من مرته .. وداير ورا بت العتامنه لحد ما هتسلم رقبته لعمها يقتله بيده ...

كلماتها كعود كبريت اشعلت النيران بجسده جعلته ينهض من مكانه والصدمه مُحتلة كيانه
- انت اتهوستي يااااااك ! سليييييييييييييمممم ياااااسلييييييييييم ...

تراجعت للخلف على زمجرة صوته القوى وهى ترمقه بعيون مرتجفه .. ولكن قطع صوت نداءه قدوم الغفير ركضا هاتفا
- يااراجح بيه، حمزه باشا الخياط وعيلته وصلوا على البوابه ...
ابتلع الجد غصة غضبه متراجعا للخلف بخطوات متثاقله مردفا
- طب روح انت وانا جاى وراك ..

ثم رفع انظاره نحو ماجده قائلا
- كلامك اللى عتقوليه دا يطير رقاب، يمشوا الضيوف وانا لى حساب تانى مع سليم .. ..

- جدى انا خايفه دا لو عرف انى قولتلك ممكن يسود عيشتى ..

- " عيشة اهله هو اللى هتتغبر الليله، دا عاوز يحط راسنا في الوحل .. وعيتصرف كيفه كيف الصغار .. اطلعى دلوق قوليلو ينزل والليله هنشوف حل للمصيبه دى .. "

كانت تلك اخر كلمات القاها الجد على اذانها قبل ان يُغادر لاستقبال ضيوفه ..

-" انا شوفتك من فوق بتذاكري .. قولت اعمله قهوة تشربِها .. اتفضلى ياستى بس يارب تعجبك "
اردف مجدى جملته وهو يحمل في يديه (مجين) من القهوة ويقترب نحو صفوة الجالسه في حديقة منزله فوق الارجوحه، فعندما استمعت لجملته رفعت عيناها إليه وهى تعتدل في جلستها قائله بتلقائيه
- والله دى تالت كوباية نيسكافيه اشربها من اول ما صحيت، وفعلا مافيش اي حاجه جايبه نتيجه .. عندى خمول رهيب عاوزه انام وخلاص ..

مد لها كوب القهوة ثم جلس بجوارها مردفا بغزل:
- ياباشا انت القهوة اللى تلمس شفايفك بتدخل في غيبوبة اصلا .. اعذريها بقي ..

ضحكت بصوت مسموع وهى تحتسي مشروبها قائله
- يااسلام .. طيب ياسيدى مرسيه على المُجامله الفظيعه دى ..

رفع حاجبه ممازحا
- مممممم .. مجامله ! انت يابت معندكوش مرايات في بيتكم ولا ايييه !

- اااه .. بأمارة فوقى لنفسك ياما انتوا معندكمش مرايات في بيتكم ولا ايييه !

ضحك مجدى كثير ثم اردف بصوت يغمره السعاده
- ضميرك اسود اوي ! انت لسه فاكرة ؟! طب والله كان قصدى اعاكس وقتها بس طلعت في موقف مش لطيف فأنتِ اخدتها تريقه ..

اردفت بثقه
- ماشي ماشي .. هعديها يابيشمهندس ..

ضحك الاثنين معا، فعادت صفوة لتستكمل دراستها وهى ترتشف قهوته بانتشاء عجيب، بينما عنه كان يختلس نظرات خاطفه منها ومن وجودها وتفاصيلها وملامحها التى تجذبها مجموعه اوراق،، فبعد عدة دقائق من صمتهم استدار نحوها مجدى بجسده قائلا
- صفوة ..
رفعت حاجبها بايماء
- مممممممممم ..

- حاسه بايه معايا !

تنحنحت بخفوت وهى تبلل حلقها عدة مرات ثم اردفت بعد طويلا من الوقت قائله
- مطمنة ...

- طيب حلو علي الاقل سلكت طريق واحد لقلبك .. عقبال الباقى ..

القت عليه نظرة ثم طأطأة انظارها بدفترها وتارة اخري عادت لتنظر إليه في نفس اللحظه قائله
- انت لسه مأمن ان في حب !

- طول ما الحياة مستمرة الحب موجود ...

- اشمعنا انا يامجدى ..

اخذ نفسا عميقا وهو يمد انامله ليلمس خيوط شعرها المنسدله قائلا بحب
- عيونك السبب، عيونك مجرمين اول مابصيتِ لى وقعت على جدور رقبتى يابت الهواري ...

نظرت لانامله التى تداعب ذيول شعرها، فرُج قلبها من مكانه حتى انها اقنعت نفسها بأن هناك هزة ارضيه لا اكثر متجاهله تهجمات قلبها من الداخل ... عمدت ان تبتعد عنه هاربه من سطوه ولكن اوقفها سؤاله الغير متوقع قائلا
- صفوة ... هو في أمل صح ؟!

توقف مكانها لبرهه فالتفت برأسها دون جسدها قائله بثقه
- طول ما الحياة مستمرة الامل موجود .. .. المقوله كده اصدق ! متحاولش تأمن بالحب اؤمن بالامل عشان هو اقرب ووجوده اصدق ..

ثم تركته وغادرت هاربه من جيوشه التى تلاحقها حتى باب غرفتها، فاغلقت الباب خلفها كى تحتمى منه ومن قربه المزلزل لبدنها ..

 

" طب والله احنا زرانا النبي، نورت قنا بحالها ياحمزه بيه "
اردف راجح جملته مهللا وهو يرحب بحمزه الخياط واسرته .. فاردف حمزه بهيئته الوقاره
- قنا منورة بناسها ياهواري باشا ..

اردفت عفاف الواقفه خلف راجح قائله
- والله نورتونا .. انت ست وعد ! بصراحه كانوا يقولوا عليكِ احلى ست دخلت الصعيد، بس طلعوا كدابين انت احلى ست شافتها عني ..

ابتسمت وعد بامتنان
- ربنا يسعدك .. كلك ذوق ..

اشارت عفاف على عشق وإلهام متسائله
- بناتك دوول ..

هزت وعد راسها نفيا فأمسك بكف عشق مردفه
- لا .. دى عشق بنتى .. وتوامها عاصم الواقف جمب حمزه .

ثم اشارت نحو إلهام قائله بحب
- ودى إلهام مراته .. وتقديري تقولى انها اغلى من عشق ..

عشق ممازحه: بقي كده ياست ماما ! طيب خليكِ فاكراها بس ..

ضحكوا جميعا ثم اردفت عفاف بحب
- اتفضلوا اتفضلوا .. هنقضيها حديت على الباب، شكل الكلام مابينا مش هيخلص النهارده ...

عند موقف الرجال اردف الهواري قائلا
- بقي نسيب حمزه الخياط بيخدم في قنا وانا معرفش !

النقيب حمزه بعرفان: ماليش كتير يادوب جيت من شهر، بس انا وسليم دايما على اتصال ..

راجح: سليم ماعينساش صحابه ولا معارفه واصل ..

- من ساعة ما اتعرفنا على بعض في اسكندريه واحنا صحاب .. الا هو فينه مش باين ..

راجح: انا بعتله ودلوق يجى ..

ثم التف نحو عاصم الذي يشعر بقليل من الخجل بينهم قائلا
- عامل ايه يادكتور .. ماشاء الله وراث شكلك وطلتك ياحمزه بيه ..

عاصم بامتنان
- ربنا يبارك في حضرتك ياعمى ..

راجح: طيب يلا يلا اتفضلو جوه .. نورتونا والله ..

 

" في شرم الشيخ "
- سوو تفضلى هنا متتحركيش هروح اجيب حاجه نشربها وراجع ..
اردف محمد جملته بنبرة تحذيريه وهو يقف امام (بسين) القريه بشرم الشيخ .. فاومأت يسر رأسها ايجابا مردفه
- حاضر يامحمد هقعد هنا مش هتحرك خااالص متقلقش ...

- لا مش قلقان ..انا مرعوب منك .

- والله ظالمنى .. يلا روح بس ومطولش .. وانا هقعد شويه على النت .

- اشهد عليها يارب عشان مرتكبش فيها جنايه ..

ضحكوا سويا ثم غادر محمد وجلست هى فوق ( الشازلونج ) تتصفح هاتفها وبعد مرور عدة دقائق جذب اذانها صوت ضجه عاليه .. طافت عينيها باحثه عن مصدر الصوت ثم اردفت بذهول
- wow ... dancing !

فنهضت سريعا من فوق مجلسها متناسيه وعدها لمحمد قائله بحماس
- هقوم اصورهم وانزلهم استوري للعيال عندى ..

اقتربت من حلقة اجتماع كثير من الاجانب والمصريين والعرب رافعه كاميرا هاتفها لتلتقط الصور بمرح شديد، كان كل شخص يجذب محبوبته ليتراقص معها في ساحه الغناء على الحان الموسيقي الصاخبه، ظلت تصورهم كثيرا بفرح حتى شعرت بذراع يلتف حول خصرها قائلا بلكنه لبنانيه
- ما بدك ترقصي ؟!

شرعت ان تستوعب قذيفه سؤاله فلم ينتظرها ذلك الشخص فجذبها من خصرها بدون مقدمات الى ساحه الرقص وهو يحتضنها قائلا
- يلا يلا ارقصين ... شو فيكِ .

ابتعدت عنه بجسد مرتعد وعيون متأرجحه تبحث عن زوجها، فاقترب منها مرة اخري وهو يتراقص امامها قاصدا ان يلمسها قائلا
- مو حابه ترقصي .. !

صفعته بقوة قائله بصراخه
- ابعد عنى حيوان ..

انخفضت صوت الاغانى تدريجيا .. فانجذبت الاذان نحو ثرثرتها مردفه
- انت مجنون ..

وقف الرجل مصدوما
- عم تضربينى وِلييييييه ! نسيتى نفسك يابنت ؟

التفت يسر بجسدها موشكه على الذهاب كى تتقي شره ولكنه جذبها من ذراعها
- استنى هون .. ما خلصت كلامى معك ..

اتاه صوتا جمهوريا من الخلف وبلهجه صعيديه قائلا
- كلامك معايا انا يارووووح امكككك ..

طبقت يسر كفيها على فمها بذهول
- محمدددددد ...

اكمل محمد قائلا
- عاوز ايه منها !

- هاد بنت مو متربيه .. وهلا بتعتذر منى قدام كِل الخلق ..

رمقها محمد متوعدا ثم اردف بهدوء مصطنع
- اتقى الشر ياحبيبي وحل عن سمايا احسن افرمك مكانك ..

- انت مين ولك! حقى باخده منها هى لانها صفعتنى قدام العالم ..

- هو اللي حاول يمسكنى والله يامحمد ..

جملتها اشعلت النيران بجسدها فاستدار نحوه بغل ليلكمه بقبضة يده الحديده قائلا بغل
- ودى عشان تفكر تمد ايدك تانى على حاجه متخصكش ..

ثم استدار لقبض على ذراعها الذي غرزت انامله بها قائلا بحده
- يللاااااااا .. امشي ...

- نتكلم شويه ! ممكن .
اردفت نورا جملتها وهى تقتحم غرفه الصالون التى يجلس بها عماد، فاغلق الكتاب بيده قائلا بضيق
- اتفضلى ... سامعك .

فركت كفيها بارتباك وهى تقترب بخطوات سلحفيه لتجلس بجواره
- انت متغير معايا ليه .. انا عملت حاجه تزعلك !

اعتدل عماد في جلسته ليردف برسمية
- نورا انا فكرت كويس اوى .. ولقيت الحل اننا نطلق !

خجر طُعن بصميم قلبها فاردفت سريعا
- كل دا عشان قولتلك في حد في حياتى !

- مايخصنيش ! انت حرة ؟!

- يعنى موضوع انفصالنا هو اللي هيريحك ؟!

- انا شايف انه هيريحنا كلنا ..

- بس انت خدت قرارك لوحدك من غير ما تاخد رايي ..

- رايك باين، وتعالى نرفع ستار الخجل ونتكلم بوضوح .. انت اتجبرتى على حياتك معايا وفي قلبك حد تانى، وانا واحد لسه عايش على ذكريات مراته، يبقي انسب حل كل واحد يتفرد بذكرياته ويكمل معاها ..

ذرفت دمعه من عينيها بحزن ثم اردفت وهى متأهبه للذهاب
- تمام .. اللى تشوفه صح اعمله ..

غصة علقت بقلبه فلم يتحمل ان يراها بتلك الهيئه فاردف بسرعه
- انت رفضتى ليه تنفذي طلب امك .. واهو تضمنى حقك اللي كانت عاوزه تأمنه !

تجمدت نورا بمكانها محاوله استيعاب ثلج كلمه الذي جمد الدماء بجسدها وشل تفكيرها، فنهض عماد بغضب مكبوت ليقف امامها قائلا بحده
- بقي هى دى خطة امك، اتجوزوا ولاد عفاف ومضوهم وكوشوا على كل حاجه .. لا بجد تفكيرها عجبنى .. متكيف !

وضعت اناملها على ثغره لتضع حدا لسُم كلماته
- انا عمري ما كنت هعمل كده !

- يعنى لما عرفتى انى هطلقك مندمتيش وقولتى ياريتنى سمعت كلام امى .. وامنت مستقبلى

انفجرت بوجهه قائله بصراخ
- بس بقاا اسكت وكفايه ظن سوء لحد هنا بسسسسس ...

- تنكري ان والدتك كانت بتوذك على حاجه زي كده ..

كلماته اعتصرت قلبها فاردفت ببكاء
- انت بتكلمنى ازاى كده .. كأنى متهمه عندك .. انت لو سمعت الكلام كويس زي مابتقول كنت هتعرف انى رفضت عشان مش انا اللى افكر التفكير دا ..

هز رجله بارتباك فاردف قائلا
- ليييه ! مش خايفه احسن تطلعى من المولد بلا حمص !

ابتسمت بيأس مردفه بنبرة ساخرة
- انا طول عمري بداخل المولد ومش بطلع بأى حاجه، عماد ... طالما خدت قرار طلاقنا فلازم تعرف الكلام اللى خبيته في قلبى ١٥ سنة، يمكن جيه وقته مش لسه قايل تعالى نزيح الستاره ونتكلم .. اسمعنى بقا للاخر ..

تحركت من امامه مستديره بجسدها باعده عيناها عن مرمى عينيه لتردف
- انا واحده متعلقه بيك ومن هى عندها ١٥ سنه يعنى عيلة كنت في اعدادى، كنت اول ما اشوفك قلبى يتخطف واحس انه بيضرب بسرعه ودقاته مش بتهدى واتخض واحس انى فرحانه بس خايفه عاوزه ابص عليك بس في نفس الوقت عاوزة استخبى منك، لما كنت ارجع القاهرة كنت احس انى مخنوقه، عاوزه اعيط عاوزه اشوفك تانى، كنت ساذجه معرفش اي حاجه عن ما يسمى ( حب ) كل اللى كنت اعرفه انى ببقى ملخبطه وقلبي بيوجعنى بس الغريب انى كنت بحب وجعه، فضلت اراقبك كتير واستناك، مستنيه يقيموا عليا الحد " البنت لابن عمها " ... بس اللى حصل غير كده بعد ما ترجمت مشاعرى وفهمت انى كنت بحبك وانا معرفش دا سمعت انك خطبت .. حسيت قلبى اتفرم على قضبان سكة حديد، وقتها دخلت اوضتى وفضلت اعيط واكتب واصرخ حبر على ورق، فضلت متعذبه بيك ٣ سنين، لحد ما ارتكبت غلطة اكبر قررت امحيك بوجود حد تانى، اتراينى بحكم على نفسي بالاعدام مرتين، عارف يعنى اييه تكون عايش مع حد مش طاايق نفسه ... !

اقترب منه عماد نادما محاولا ان يربت على كتفها برفق ولكن سرعان ماابتعد عنها كالملدوغه لتردف بهدوء خلفه جيوش مسلحه بالحزن
- عماد انت سالتنى في حد في حياتك قولتلك ااه .. كنت مستنية منك تقول لى مين ! بس انت اخدت في نفسك والغرق الصعيدى طق في دماغك برغم انى مش في بالك ولا قلبك بس كرامتك مسمحتش انى افكر في حد غيرك ..

بللت حلقها وهى تجفف دموعها وترمقه بنظرات متأرجحه
- عماد .. انا بحبك !
صمت تام ساد بينهما تاركين زمام الحديث لاعينهم .. دنى منها عماد ليمسك كفها ويبسطه ويفركه بكفه الاخر كى يشعرها بالامان ثم اردف بهدوء
- ممكن تهدى طيب ..

كان كفها يرتعش بكفها، كانت روحها تنسحب منها ببطء لتحل مكانها روح جديده مليئه بعطر القرب، طبع قبلة في باطن كفها اشعلت كفها بحرارة انفاسه ثم اردف بتوسل
- اسف ...

بللت حلقها عدة مرات محاولة الافاقه من مخدر قربه فاردفت بحزن
- على ايه !

- على كل وجع سببته ليك من غير ما احس .. كنت حمار اعمى مش حاسس بكل دا .. انا ازاي كنت بالغباء دا !
ثم طبع قبلة اخرى كانت بالنسبة لها شيء اقرب بنفخ الروح ليدنو منها اكثر قائلا بهمس
- ألا قوليلى ياست الدكتوره .. هى الست لو وصلت لتفكير الراجل ٢٤ ساعه حتى وهو نايم ..دا نسميه ايه ..

رغم عنها تناست كل حزنها الذي تلاشي من جوفها لتردف بثقه
- اظن انها وصلت جواه لمنطقة الامان ..

دبت في جوفه فوضي قوية جعلته يتبسم اليها بحب وهو يحتضنها من رأسها ليطبع قبلة خفيفه فوق جبهتها مردفا
- تقريبا انت وصلت للمنطقه دى ... نورا اسف بجد .. سامحينى .. ممكن

‏كانت مذاق قربه لطيفة للحد الذي جعلها تتنهد بارتياح، كانت تمرر اناملها فوق قلبه لتأخذ فِتاته المبعثر عندما تغادر ضلوعه اردت ان تظفر بعبير قربه فاحتضنته بذراعيها كأنها تقايض رئتيه برائحتها فكان فعلها صفقة ناجحه استطاعت بها ان لا ترك قلبه خاوياً من رائحتها ..

همس في اذانها برفق
- احنا الاتنين محتاجين فرصه .. مش كده ..

ابتعدت عنه لتنظر في عيناه قائله بتردده
- متأكد !

- انا مكنتش متاكد الحقيقه، بس بعد ما حسيت بدقة قلبك في قلبى كأنه بيلومنى على سنين البعد .. بقيت مؤيد جدا ..

لبست رداء العوض والمكافئه التى ظلت تنتظرها طويلا، تنهدت امام عينيه بانتشاء عجيب ادهشه كمن بلغ قمة جبال افرست في الحال ... مسح دموعها المنهرة من فوق وجنتيها قائلا بمزاح وبلكنة صعيديه
-خبر ايه اومال كفياكى بُكى عاااااد ...

انفجرت ضاحكه وهى تجفف وجنتها باطراف كمها
- على فكرة كل حاجه كتبتها كانت ليك، انا متعلمتش اكتب غير من اليوم اللى فقدت فيه الامل في رجوعك ..

- هنقراهم سوا بعد كده .. مش هنسيب جمله غير لما نعطر بنفس قربنا .. وهنودعهم ونبدلهم بذكريات اجمل ... يلا تقدري تطلبي طلب حالا يغفرلى المصيبه اللى انا برتكبها ليا ١٥ سنة لحد قبل ١٠ دقايق ..

- اتمنيت انك تحبنى للابد .. وبس .. هتحاول ؟

- هحاول .. بس هحاول ادور جوايا على مخزون حب يكفينى احبك ولحد ما يخلص الابد كمان ...
شرعت ان تحرك شفتيها كى تنطق ولكن قطع همس بوحهم دق الباب .. اردف عماد مزمجرا
- دا مين الرخم دا ! احنا محدش بيخبط علينا خالص من اول ما اتجوزنا .. حبكت يعنى دلوقت !

 

" محمد افتح الباب طيب .. منا مش ههاتى مع نفسي كده كتير !"
اردفت يسر جملتها وهى تقف امام باب المرحاض الذي دلف محمد بداخله كى يطفىء نيران غضبه .. فكررت الطرق عدة مرات هاتفه
_يووووه ! طيب افتح نتكلم ... بلاش اسلوبك دا !
ترك ميه الصنبور مفتوحه فاتجه بكل دخان احتراقه ليفتح الباب قائلا

_نعم! عاوزه تقولى اي تانيه .. انت اصلا بأي عين بتتكلمى !
_جري ايه يامحمد بتقول كلام عجيب ياخى هتكلم بعينى ازاي .. بتكلم ببؤي عادى والله ..
كور قبض يده باغتياظ وهو ينظر لها بعيون تشع لهيب الغضب
_كمان بتهزري ! انت معندكيش دم ..

ابتعدت عنه قليلا لتمسك بمنامته وتتأهب لتلبسه اياها قائلة بمزاح
_البس بس احسن ما تستهوه وبعدين نتخانق ..

_سؤال يايسر ملهوش تانى .. اتحركتي من مكانك ليه ؟!
_كنت عاوزه اصور حفله الدنص والله .. قولت عادي يعني وانت هتتبسط لما تشوفها ..
جز علي اسنانه بنفاذ صبر
_انا قبل ما اتنيل وامشي نبهت عليكِ وقولت ايه .. ؟
حاولت تلطيف الجو وهى تربت على كتفه
_بعد الشر عنك متقولش اتنيلت دى .. بخاف عليك ..

زفر باختناق فاستدار كى يختفى من امامها ململما ببشظايا غضب .. فركضت سريعا لتعيق طريقه
_ خلاص خلاص .. متزعلش ..
_ اوعى من قدامى مش طايقك يايسر ...
_ يووووووووه انت بتزعقلى ليه دلوقت .. ماتروح تتخانق معاه هو اللي حاول يمد ايده عليا ..
_ واحده بتحب المسخرة ورايحه لمكان كله رقص عاوزاه يعمل معاكى ايه ! يقولك تعالي نصلى ركعتين !
كتمت اصوات ضحكها بصعوبه فاردفت بكبر
_ انت غيران ولا اييه !
جز على اسنانه محاولا تمالك اعصابه قائلا
_ انا على الكلام اللي مابيتسمعش ..
عقدت ذراعيها امام صدرها لتردف بثقه
_ على فكرة يعنى انا كان ممكن افضل قاعده مكانى وهو يجي يعاكسنى عادي جدا .. ودا ليييه عشان مراتك قمر وكل العيون عليها ... يامحمد يابنى انت بين ايدك كنز حافظ عليه ..

كُورت اصابع قدمه ويده بنفاذ صبر فدفعها بقوة من امامه قائلا بغضب
_ اوعى من قدامى احسن ارتكب فيكى جنايه ..

_ ارتطم كتفها بالحائط فصرخت متأوهه
_ اااااه يامحمد ..

رغم عنه نسي كل مصائبها فاقترب منها قائلا بلهفه
_ ماااالك !
رمقته بنظرات ماكره ثم ارتفع صياحها فجاة مصطنعه الالم وهى تضغط على كتفها بكفها الاخر
_ كتفى بيوجعنى اوووي ...مش قادره ..
ارتعد جسده خوفا عليها قائلا بحرص
_ اوعى ايدك طيب ورينى ..

ارتفع صوت صياح تمثليتها
_ لاااا مش قادرة .. اوعى كده ملكش دعوة بيا ..
زفر باختناق
_ يسر .. ورينى دراعك متخضنيش عليكِ
_ لا اوعى كده .. غبي وماتعرفش تتعامل مع بنى ادمين .. وسع من طريقى يامحمد ..
اغمض عينه لبرهه كأنه يعاتب نفسه، فتحركت يسر بملامح ماكره فقفز في ذهنها فكرة اخري، علقت قدمها بمفرش الغرفة عمدا مصدرة صوت استغاثه مرتفع حتى اوشك جسدها على السقوط، سرعان ما التهمها محمد يين ذراعيه بلهفه فانحنى بجسده ليحملها رغم عنها قائلا بحده
_ شاايفه اخرة عنادك ..

قضبت ملامحها بتصنع
_ عاوزه ارجع البلد دلوقت ..
دنى بها محمد نحو فراشهم قائلا بحنو
_ طب وشهر العسل ..
تغنجت فوق ذراعيه مردفه
_ ماليش فيه .. انا مستحيل اقعد معاك ساعه واحده .. يلا كده نزلنى ..
ابتسم محمد بخبث وهو يبسطها فى منتصف الفراش قائلا
_ منا هنزلك اهو ...
حاولت بقدر المستطاع ان تخفى ضحكها كى لا تفشل تمثليتها قائله بدلال
_ ابعد عنى كده .. مش هكلمك تانى اصلا ..
اصدر صوتا نافيا بثغره قائلا
_ تؤ .. اطمن على كتفك الاول ..
تدللت بين ذراعيه قائله بصوت طفولى
_ مالكش دعوة بكتفى .. وابعد ..

ازاح كفها رغم عنها بعيدا ليري اصابة كتفها، فضغط عليه برفق فاصدرت صوت متألم مصطنع يحمل بين ثناياه ضحك، فرفع محمد حاجبه قائلا بخبث
_ بتستهبلى يايسر !
زمت شفتيها وعقدت ذراعيها فوق بطنها قائله بصوت طفولى
_ وانا هونت عليك تزقنى كده !
_ ما انت عارفه لما بتعصب بتجنن .. ومش بشوف قدامى .
_ وانا مش عاوزاك تتمادى في عصبيتك يامحمد .. كل حاجه بالعقل .. اهدا وفكر واسمع الموضوع وبعدين اتعصب ..

_ يعني كنتِ تشتغلينى !
ابتسمت بخبث وعيون لامعه
_ بصراحه ... اه، عشان كنت عاوز تضرب علينا اليوم .. فانا لما فكرت ملقتش غير كده ..
استند على كتفه الايمن وجزئه العلوي موازيا لها قائلا
_ بس دا مايمنعش انك غلطتى، وماسمعتيش الكلام .. فلازم تتعاقبي ..
نظرت له بعيون ضيقه مردفه بدلال
_ بقولك اي انا سايبه جامعتى ومستقبلى وكل ما املك عشانك وعشان ننبسط .. مش عشان تعاقبنى ..
قضب حاجبيه بامتعاض مصطنع وهو يداعب خصيلات شعرها برفق قائلا
_ ايوة اعملى علينا ست المشغوله .. عموما ماتخافيش هتتعاقبي عقاب حلو هيبسطك ...
حدقت النظر بعيونه وهى تعبث في منامته قائله
_ قول لى الاول انك مش هتتعصب بالطريقه الهمجيه دي تانى ..
_ لما تبطلى متسمعيش الكلام .. مش هتعصب ..
فضحكت بميوعه مردفه
_ ممممم مش هوعدك
رفع حاجبه قائلا
_ يااسلام مش خايفه يعني !

_ منا الاول هشوف العقاب .. لو عجبنى بقي هغلط كل يوم وكل ساعه .. احم وكل دقيقه كمان ...

كانت تلك اخر جملة اردفها يسر قبل ان ينقض على حركت شفتيها بشوق ليطفئ نار غضبه من عذب مياؤها الوحيد القادر على اخماده ...

" فهمت يا فايز هتعمل ايه "
اردف حيدر جملته بحرص شديد بعدما انتهى من قذيفة اوامره على اذان فايز لوضع خطه يقتحم بها منزل الهواري ..

اردف فايز سريعا
- بعون الله .. دفنة سليم الهواري الليله ..

ادهم بشماته
- خليك حريص، وفتح عينك وامن نفسك زي مااتفقنا، مش عاوز حاجه تعطلنا عن كتب الكتاب ..

تنحنح فايز بثقه
- عيب ياابو عمو .. دانا فايز عتمان بردك .. تار عمنا هيتاخد الليله واخيرا راسنا هتترفع وسط الخلق ..

- ربنا معاك ياولد اخوي .. يلا شهل عشان الرجاله .. وانت يا ادهم المأذون هيجي ميته

- ساعه كده وتلاقيه وصل .. المهم وجد متعرفش حاجه لازم نحطها قدام الامر الواقع ..

 

دقت باب مكتبه بهدوء حتى اذن لها بالدخول فاردفت بدلال

- بستئذان اههوو ..

دار بمقعده الجلدى الاسود قائلا
- ياباشا انت دخلت قلبي من غير استئذان .. فحقك تدخل اي مكان بعد كده ..

اقتربت منه وشعرها المرفوع علي هيئة ذيل حصان يمايل معاها قائله
- السواق جابلك الاوراق دى ..

رفع حاجبه وتبدو عليه معالم الاهتمام
- ااه دا ورق مهم قولت للسكرتيره تمضيه ..

- طيب يلا امضيه عشان السواق قاعد بره .. هو الورق دا مهم اوى كده ..

تناول مجدى منها الاوراق كى يتفحصهم .. ولكنها فجائته بالجلوس امامه فوق سطح المكتب قائله
- يلا امضي ..

زاوية عيناه انحدارت لتتفتنها بانبهار من اسفل لاعلى قائلا بتنهيده
- صلاة النبي احسن !

كتمت صوت ضحكتها مردفه بدلال
- انا بقول تمضي بقي بسرعه عشان شكلك عندك مهمه تانى دلوقتى ..

تنحنح بخفوت ليفق من سُكر قربها وهو يمضى بالاوراق سريعا
- والله ما قاري، هو الحلو رضا عننا ..

وضعت ساق فوق الاخري لتقول
- طيب انجز وبطل عطله الراجل مستني بره وبعدين نشوف موضوع الرضا دا ...

انتهى مجدى من امضة اوراقه بسرعه فائقه وانظاره التى تنخطف إليها حتى انتهى منهم .. فسرعان ما جذبتهم متلهفه
- شاطر .. شوفت بقي وجودى في حياتك مهم ازاي خليتك تخلص شغل في اقل من دقيقه ..

نهض مجدى ململما بالاوراق ليقول
- هديهم للسواق وارجعلك بسرعه ..
خطفت الاوراق من يده بسرعه
- انا اللي جبتهم يبقي انا اللي اوديهم لو سمحت كل واحد يلزم شغله ...

رفع حاجبه متعجبا
- اي عقل العيال دا !

- اسمع الكلام يابشمهندس .. دقيقه وراجعه ..

ركضت من امامه سريعا وهى تحتضن الاوراق فاردفت متعجبا
- بت المجنونه دي !

ابعتد صفوة عن غرفته وهى تطوف بعينيها بقلق بالغ متصفحه في الاوراق التى معها كانها تبحث عن شيء ما، الى ان ارتسم على ثغرها ضحكة انتصار عجيب عندما ظفرت بمرادها واستطاعت ان تصل الى امضاء مجدى على ورقه التنازل لكل املاكه لها، فاستندت على الجدار خلفها مردده بسخريه
- فاكر نفسه هيضحك عليا بمنحه ومعرفش ايه، لا وحاسبها عليا جميلة كمان والواد متطوع انه هيصرف عليا ... طيب يابيشمهندس ياما ورقة طلاقى توصلنى ياما تمشي تشحت في الشارع ...

 

" تسلم ايدك والله يام عماد .. اكلك حلوة اوي "
اردف وعد جملتها وهى تجلس بجوار حمزه زوجها في المجلس العائلى .. فرددت عفاف بشكر
- انتوا بس اعملوها وتعالوا كل يوم وان مشالتكمش الارض اشيلكم فوق عينيا والله ...

اردف سليم قائلا
- سعت النقيب حمزه اللى حصلك دا مش هيعدى على خير ..

التفتوا جميع نحو قذيفه كلمات سليم التى اخرجها بتلقائيه .. فرمقه النقيب حمزه بحذر، وعلى الفور انطلقت عشق قائله
- هو اي اللى حصل ياحمزه، سليم بيه قصده ايه ..

ارتبك حمزه قليلا فربت على كتفها برفق
- عشق .. مافيش حاجه دا موضووع وخلص .. ولا اييه ياسليم باشا

احس سليم انه ارتكب جريمه فحاول ان يصلح الموقف قائلا
- زي ما حمزه باشا بيقولك بالظبط ..

رمقت وعد زوجها حمزه الخياط باستغراب فتعمد ان يضغط على كفها برفق مشيرا لها بكلتا عينيه مما اشعل نيران الارتباك تندلع بجوفها .. رمق راجح سليم باغتياظ قائلا
- غير الموضوع ياسليم ..

- هى يعنى الحفلة على سليم دلوق !

عشق بارتباك وجهت حديثها لوالدها
- بابا .. انتوا مخبين عنى حاجه !

ضحكوا جميعا خوفها الذي يتقاذف من عيونها فاردفت عفاف
- يايتنى ماهو جوزك جمبك اهو، شكلك بتحبيه جوى .. ربنا يحمهولك ..

اردفت الهام بمزاح
- اصل حمزه اخويا وعشق متربين على حب بعض من زمان فتلاقيهم كده روح واحده ..

عاصم زوجها بضيق: قصدك اي ياست الهام .. يعنى لو كنت مكان حمزه مكنتيش هتخافى عليا .!

ضحكوا جميعا فاردفت الهام بسرعه
- انت هتوقعنى ليه في الغلط قدام الناس !

ربتت على ظهرها نورا الجالسه بجوارها بحنان
- يابتنى انت اللى جايبه لنفسك الكلام .. _ثم نظرت لعماد بخجل_اصلا الحب دا احلى حاجه في الدنيا ربنا يسعدهم ..

التفت عماد الى حمزه الخياط
- كنت حابب اتعرف على حضرتك من زمان .. وليا الشرف انى قاعد مع جنابك ..
حمزه بامتنان
- يكرم اصلك ياسعت المستشار ..

التفت ماجده صوب عشق مردفه
- انتِ بجد بتحبي النقيب حمزه من صغركم ولا دى مبالغه من الدكتوره الهام !

تشبثت عشق بكف زوجها بحب مردفه
- الهام اول مرة تقول حاجه صح، انا متعلقه في روح حمزه كاننا روح واحده .. والبركه في ست الكل وعد هانم والخياط باشا علمونا نحب زيهم ..

وعد بمزاح
- انت مالك بوعد هانم ياست عشق ! انا محدش بيحب زيي ولا ايه ياخياط باشا !

امتزج صوت الضحكات جميعا فاردف حمزه قائلا بعتاب
- اهو جبتى لنفسك الكلام ياعشق ..

فاردفت ماجده بتدخل في الحوار
- انا كمان بحب سليم من زمان اوى .. ومن انا طفله، وحبه بيزيد جوايا بطريقه انا عاجزه عن وصفها ..
اقتطبت ملامح سليم فجاة فلاحظ ذلك كل من الخياط بخبرته في عرف العشق والهوى، والاخر لانه اعلم بسر صاحبه ... فتدخل حمزه الخياط قائلا
- يبقى الحب مجرد كلمة حتى الشخص اللي يديها معنى ..

تبسم عماد باعجاب ثم القى نظرة على نورا قائلا
- عند حق ياباشا ..

وثب حمزه واقفا يرتب جلبابه قائلا
- طيب نستأذن احنا .. عشان لسه عندنا مشوار طويل

تدخل راجح: لا انتوا تباتوا عندنا الليله والنهار له عنين ..

حمزه بامتنان
- والله ياراجح بيه انا نفسي اقعد خصوصا لما اتعرفت على العيلة الجميله بتاعتكم .. بس ان شاء الله تتعوض وهنستانكم احنا في سوهاج ولازمًا نتعرف على البيشمهندس والدكتور وباقى العيله ..

- دا شرف لينا ياباشا ..

تحرك الجميع نحو بهو القصر للخروج من بابه الخشبي الضخم، وهما يتبادلون السلامات والترحاب والاحضان بين السيدات الى ان وصلوا الى مجمع سياراتهم .. توقف حمزه الخياط مردفا
- سليممم .. عاوز اتكلم معاك لحالنا .. شوف الوقت اللى فاضي فيه وتعالى تنورنا ..

وقف سليم امامه ممتنًا
- الوقت اللى معاليك فاضي فيه هتلاقينى عندك ..

راجح بفضول
- خير ياباشا ..

ربت حمزه على كتفه قائلا
- خير ياهواري ماتقلقش ..

همست نورا في اذان ماجده قائله
- اومال امك فين مش باينه !
- قفلت النور وقالت محدش يصحينى ...
- يااختى ! هتستلقى وعدها من جدك النهارده ..

لكزتهم عفاف بمزاح لتقول
- سلموا على البنات يلا ...

استكملوا العائلتين حديثهم الذي استمر لبضعه دقائق في ممر البيت، كلا منهما يشارك في الحديث بطريقته المختلفه مابين هزار ورسميه وحكمه وغيرها .. ضم صف النساء مع صف الرجال ليعقدوا نصف دائره .. مابين اصوات ضحكهم والجمهوري اتفتلت اذان راجح الى صوت شد اجزاء سلاح خافت، فرفع عينيه ليجد شعاع من الليزر مصوب علي صدر سليم المنغمس في حديثه المثير مع الرجال .. اطلق صوتا قويا في انٍ واحد ممزوجا بصرخات راجح الهواري وهو يقف امام سليم مناديا باسمه مع صوت رصاصة فايز التى اصابت راجح الهواري في مقتل ... وبمهاره قتاليه في جزء اقل من الثانيه اخرج النقيب حمزه سلاحه لتصيب رصاصته رأس فايز العالق فوق سور القصر وهو متاهب للفرار .. فسقط صريعا في الحال ..

ركض النقيب حمزه ومجموعه من رجال الهواري والخياط خلف الغزو الذي خيم عليهم ليلتهم، بينما اعتلت نواح النساء وهما يراقبون راجح طريحا في الارض يين ذراعي سليم الذي انفجر في البكاء قائلا بتوسل
- قومى ياهواري ... لسه في حاجات كتير اتفقنا عليها معملنهااااش قووووم ..

جث عاصم والهام على ركبتيهم للتعامل مع اصابته ينهاره طبيه ... فزعت ثريا من سباتها على الضجه المربكه بالاسف ففركضت نحو النافذه لتري ما الامر ...

 

- " الحقى ياوجد .. الحقىىىىىى مصيبه "
اردف ورد جملتها وهى تقتحم غرفة اختها بانفاس مرتفعه وجسد يرتعد .. دنت منها وجد متسائله
- حصل ايه .. اهدى ..

اخذت ورد انفاسها بتثاقل وهى تقول
- المأذون تحت، بيكتب كتابك على ادهم .. مصيبه ياوجد ..
وضعت كفها على فمها بذهول محاول استيعاب نيزك كلمات اختها .. فركضت سريعا كى تهافت سليم لتستغيث به .. ولكن دون جدوى رنين بدون جواب ... القت هاتفها جنبا والدموع تنخرط من عيناها
- يبقي لازم اواجه لوحدى !

ركضت ورد صوت اختها متوسله
- لا والنبي .. هيقتلوكى ياوجد .. فكرة بعقلك .. كلمى سليم يتصرف ... اقولك امشي امشي من القصر دلوق روحى لسليم ..

قطعت ساميه حديثهم بشماته مردفه
- يلا ياعروسه المأذون بيسأل عليكى تحت ..

صاعق كهربي اصاب الاثنين في مقتل، فظلا يتبادلون الانظار المتارجحه فوق نيران الخوف ..

 

وكده انتهى الجزء الاول
اظن انكم عرفتوا مين بنت حيدر !
الى اللقاء مع الجزء الثانى باسم ( عندما تعشق الفرسان )

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة