قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى الفصل الخامس

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى الفصل الخامس

مجرم الحب هو شخص عاشق مع سبق الاصرارِ والترصد ولابد من نيل عقابه بحكم مؤبد خلف اسوار قلب من يحب... وذلك ما حدث لها نالت عقابها وحُكم عليها بسجنٍ لكن خلف اسوار جافه صلبه لم تعبرها اشعة الرحمه.

جالسة تتحسس جدران سجنها مع غروب الشمس بحزنٍ بالغ وقلبٍ ضامر ممزوجًا بنكهة الفراق والقهر .. اصبح الفرح عدوًا لها كلما حاولت عقد معاهده سلام معه تظاهر بالمسامحه ولكنه عدو خبيثٌ خداع سرعان ما يصطاد فرائسه بالحيل ثم ينقض عليهم بالاسر ..

ورد بأسف:
" هتفضلي ساكته كده علي طول ياوجد ! "

لم تخفض عينيها اللاتى تتأملا السقف بيأس فاجابتها بلا مبالاة
" يعنى هتكلم هقول ايه .. ما خلاص كل حاجه خلصت "

_ لا طبعا ماخلصتش .. واي الياس اللي انتى عتتكلمى بيه دا ! من ميته كنتى ضعيفة اكده انتِ .

= وانا هعمل ايه بس ياورد .. مفيش في يدى حاجه اعملها .

- بس سليم هيعمل كتير ...

اجابتها وجد ساخرة
" سليم هيتجوز ماجده خلاص .. "

ورد بدهشه: انت بتقولي ايه مستحيل طبعا سليم يعمل اكده !

- يلا عادى مش هتفرق .. التيار اقوي من الكل .. وماعيرحمش

ورد بفضول: قوليلي طيب ليه هيتجوزها .. هو جد جديد يعني ؟

وجد بحزن: راجح الهواري عاوز يقوى عود عيلته وقرر انه يجوز بنات ناصر لولاد عادل .

= يادى النيله ... وسليم رضى ؟!

- وهو هيعمل اي يعنى .. غصب عنه .. ماانت عارفه غلاوة جده عنده ...

= طالما انتِ عارفه انه خلاص مصممه ليه تعلقى نفسك بيه ياوجد .. ؟!

خدشت وجنتها دمعه حادة محاولة استعادة ذكرياتها معه
" كل مااقول خلاص وهبعد عنه بلاقينى رجعت له اقوي من الاول .. سليم حاجه مش قابله للنسيان والبعد ياورد .. انتِ عارفه كل مااشوفه بنسي نفسي بنسي الدنيا كلها مابكونش فاكرة غير انى من حقي احضنه وبس .. _ تنهدت بمرارة وحزن _ ربنا مايكتب علي حد عشق ولا يوصلوش "

دمعه انخرطت من طرف عينيها هاربه من بحور الحزن بداخلها كالسجين الذي تحرر للتو .. مسحتها بطرف كُمها ثم اردفت قائله

- انا مش عارفه اشوف ولادى غير منه، هو الوحيد اللي ينفع يكون اب ليا وليهم ...

ربتت علي كتف اختها بحنو
- تقلقيش اكيد ربنا محطش كل الحب دا في قلبك عشان يفرقكم فالاخر ياوجد ...

قبل ان تُجيبها التفتوا جميعا لهتاف سليم الذي هز جدارن غرفتهما

" انا جيتلك برجلي اهو ياحيدر .. اطلع وخد تارك يلا "

ركضت نحو النافذة بلهفه
- يخربيتك ياسليم .. !

خرج ادهم من الباب الخلفى للقصر بقوه وثبات وخلفه اربعة رجال اقوياء البُنيه
- دانت قلبك بقي ميت عاد! وجاي اهنه برجليك ..

تقدم نحوه بفظاظٍه وقوة
- كلامى مش معاك .. كلامى مع اللي ممشيك ..

اوشك ان يطبق علي عنقه ولكنه توقف لنداء عمه الاجش
" ادهم ...اسكت، عاوز ايه ياولد هوارة "

قرب سليم منه بقوة
- جاي اخيرك دلوق ..

لازالت ( وجد ) تترقبه بجسدٍ مرتجف وشلالات من الدمع تنخرط فوق وجنتيها

رد حيدر في ثبات
" ومن ميته حيدر عيتفق مع صغار ... "

انكمشت ملامح سليم غاضبا ثم اكمل كلامه بقوة
- قدامك حل من الاتنين عشان توقف بحور الدم اللي ماهتخلصش دي ... انا قدامك اهو برجلي اقتلنى وخد تار اخوك والدم يقف لحد اهنه .. ياتجوزنى وجد بت اخوك ونتصافوا ونبقوا نسايب .. قولت اييييييه ؟!

نزل حيدر درجتين من فوق سلم قصره قائلا
- العتامنه ماعيقتلوش حد علي ارضهم ياولد الهواري .. ولا دمهم عيبقي ميه واصل ..

اغمض سليم عينيه لبره متأففا
" يعنى ايه .. افهم انك رفضت الصلح ورفضت تاخد تارك "

اجابه بهدوء
- تارنا هناخدوه مش هنسبوه ياسليم .. وياريت تعقل اكده وتسال علي العروسة قبل ماتتقدم .. جاي تخطب واحده مخطوبه !

رفع عينيه لاعلي وجدها تترقبه بعيون يائسه وقلب مُنخلع من خوفها عليه ثم سحب نفسا عميقا فاردف قائلا

- طب زين زين !.. انا جيتلك برجلى لحد اهنه .. بس انت اللي مصمم علي الحرب .. ونصيحه منى المحارب الذكى اللي يقدر قوة عدوه ومايستهونش بيها .. وانت شكلك مستهون وبالقوى كماااان ... خاااااف .

شد اجزاء اسلحه الغفر نحوه اخترقت الاذآن .. شهقت وجد واختها بصوتٍ مرتفعٍ .

اقترب ادهم منه هامسا
- تقلقش هخليك تحب علي رجلي عشان تموت ومش هناولهالك بردو .. شرفت الشويتين دول .

تبادلوا الانظار فيما بينهم ورفع كل منهما رايه التحدي لاندلاع الحرب ..
اكمل ادهم قائلا
- تقلقش هنعزموك علي الفرح ..

ابتسم سليم ساخرا
- عارف ياادهم مشكلتك ايه من زمان .. اه زمان قوى اكده ايام الابتدائيه والاعداديه .. انك دايما عتكون حاطط عينك علي كل وكلة حلوه في يدى .. عارف ليه عشان حماااار بتحب المُستعمل .

ثم تركه لنيران حقده وغله تاكل في احشائه .. وتقرضه علي عجلٍ ..

شرع ان يصعد سيارته ثم توقف للحظة هاتفًا بصوتٍ قوى
- ووعد منى يابت العتامنه مافيش جنس دكر خلقه ربنا غيري اسمك هيتكتب علي اسمه ..

ترك سليم قصر بعدما القي في قلوبها قذيفة كلماته
ادهم مغلولا: انت مفجرتش راسه ليه ياعمى ..

حيدر وكإنه يخطط لشيء ما
" اصبر .. اصبر عمرك ماسمعت عن الحرب البارده "

ادهم بانفعال: حرب بارده ايه .. نفسي افهم انت عتفكر في ايه ؟
- طول ماانت سايق ف الدنيا بلا وعي عمرك ماهتعرف عفكر في اي .. روح شوف مصالحك رووح ..

 

" شوفتيه ياورد وهو واقف قصادهم كلهم وبيقول محدش هيتجوزنى غيره .. شوفتى !"
قالت وجد جملتها وهي ترقص من الفرحه .. كإن كل احزانها تلاشت بمجرد رؤياه

ابتسمت اختها: مش قولتلك سليم مش هيعديها ولا هيسكت ..

سرعان ما بهتت فرحتها مرة اخري
- بس انا خايفه عليه قوى .. ياتري بكرة مخبى ايه !

ربتت اختها بحنو علي كتفها
- متقلقيش .. ربنا هيعوضك ياوجد صدقينى .
= طب عقولك ايه ماتروحى تجيبلي تليفونك اكلم سليم منه .. ادهم المتخلف خد تليفونى اللهى ربنا يااخده ..

- بس اكده من عيونى .. هروح اجيبهولك .

عاد منزله في منتصف الليل منهمكًا بعدما تجول بسيارته القرية بأكملها .. فوجد مجدى امام الباب متأهبًا للذهاب
- علي فين العزم ياولد ابوي ؟

مجدي وهو يرتب ملابسه باستعجال:
- مصلحه اكده في مصر هخلصها وهعاود اخر النهار .

ربت سليم علي كتفه: خلي بالك علي روحك .

- تقلقش .. المهم خلي بالك بس عشان الهواري سهران ومستنيك مخصوص جوه .

- ياليله غَبره ! هو يوم مش عاوز يعدى .. يلا هروح اشوفه عاوز ايه

دلف سيلم الي الداخل مبتسما محاولًا تلطيف الجو
- بقي راجح الهواري بجلالة قدره سهران مخصوص عشانى ..

جده بوقار: شكلك ناوى تجيب اجل راجح الهواري قريب ياسليم.

جلس بجواره متنهدا بكلل
" ليه اكده بس وانا عملت حاجه تزعلك .. ! "
- انت ماعتعملش غير اللي يزعلنى ياسليم .

رد بعفويه: وانت مصمم تعيش سليم زعلان العمر كله ياهواري .

- انا عاوز مصلحتك .
التفت اليه سليم بحماس
=وانا مصلحتى مع البت اللي عحبها ياجدى ..

- الحديت فالموضوع دا خُلص .. عارف ياسليم من غير يامين لو عرفت انك عتبت عتبة العتامنه تانى .. هكسرلك رجليك الاتنين واخليك ترقد اكده جار الولايه.

- ليييه ليه ياجدى مصمم تظلمنى وتجوزنى واحده قلبي مش رايدها .. دانا طول عمري تحت رجليك ودراعك اليمين وعمري ماعصيتك ... مستقوي ليه علي قلبي المرة دى !

ربت جده علي كتفه بحنو
- عاوز مصلحتك ومصلحه اخواتك .. عاوز اروح للي خلقنى وانا مش شايل همكم .. بنات عمكم متربيين زين .. انما بت العتامنه مش هتنفعك ياسليم ... اسمع منى ...

شعر كإنما عضله قلبه تعتصر
- وجد عملت ايه يعنى ؟! غلطت عشان حبتنى ! جدى انت خابر زين لولا اللي عمله ولدك كان زمانى متجوزها دلوق .. ليه مصمم تشلنى ذنب ماليش يد فيه ليييه !

اقترب منه جده بعودٍ منحنى بعض الشيء
- عمري ماكنت هجوزهالك ... اما يجى اليوم اللي تعرف فيه قيمة كلامى ياسليم .. ابقي اترحم عليّ وادعيلي ياولدى .. بلاش تكابر في الغلط عيون الحب دايما عميه وكدابة .. اعقل اكده وفكر زين وبلاش طيش صغار .. انت تربيتى ياسليم وولد قلبى وانا مش هظلمك ... عاوز اجوزك للى تصونك وتصون مالك طول العمر .

قام متأهبا بالمغادره او بمعنى الاصح محاولا الهروب من قذيفه الاوامر التى تصوب فقط علي قلبه مردقا بضيق
- تصبح علي خير ياجدى

وثب جده قائما محذرا
- سليم معنديش اغلي منك ياولدى مش عاوز اخسرك .. جدك عارف هو عيعمل اي زين .. مش دايما الريح هتيجي علي مجاز ( مزاج ) سفننا ياولدى

اؤما رأسه ايجابا: هروح انام

- ربنا يهديك ياسَليم ...

وصل غرفته وألقي بجسده في منتصف مخدعه بكللٍ
ثم قام بتكاسل عندما سمع صوت هاتفه

- ايوة ! مين ؟

" ماهو انت لو قاصد تجننى مش هتعمل اكده .. ٤ ساعات ياسليم عحاول اكلمك وانت مش عترد .. دانا كنت نازله ادور عليك زي المجنونه "

جلس في منتصف مخدعه مبتسما
- احلى مجنونه ف الدنيا كلها .. بس رقم مين دا ؟

= رقم ورد اصل ادهم خد تليفونى .

تبدلت ملامح وجهه لغضبٍ
" بأي حق ياخد تليفونك ولد المحروق ده "

- اهو اللي حصل ياسليم .. ادينا عنتكلم من اهنه مش فارقه عاد .

- ماشي ياوجد .. كويسه انت ؟

= مش كويسه في بعدك ياسليم .. بس يامجنون انت ايه اللي عملته ده .. اتهوست ولا جري ايه لمخك؟!

- والله افتكرت ناسك ولاد اصول بس طلعوا ولاد ستين في سبعين .. قولت مابدهاش .. وهما اللي بداوا الحرب .

= عمى امر بجوازى من ادهم اخر الشهر وحابسنى فالبيت وانا مش عارفه اعمل ايه .. حتى امى واقفه في صفهم ..

اجابها بحيره وضيق في آنٍ واحد
- ولا انا بقيت عارف والله ياوجد غير انى ممكن اولع في ناسك ونجعكم كله لو فكروا يجوزوكى غيري .

= عملت اي في جوازك من ماجده
- ولا اي حاجه .. هتجوزها يوم الخميس .. مافيش مفر

انعقد حاجبيها واقطبها برود كلماته متفوهه بذهول فنظرت في شاشه الهاتف بعدم تصديق ثم عاودت الحديث مجددا
- سليم .. انت واعى لكلامك !

= انت هتغيري ولا اي ! ولا خايفه تاخدنى منك ؟ . . تقلقيش هتكوني التانيه والاخيره .
- مش وجد اللي تخش علي ضرة ياروح خالتك .

اجابها ممازحا
- معنديش خالات والله.

= انت عتهزر كمان !

- مش كفايه انتى عتتكلمى جد .. المهم قوليلي هايتجى الفرح ؟

= واجى اعمل ايه ؟

- تشوفينى وانا وعريس ..
= دانا ممكن اطلع روحك في يدى ..

- يابوى .. انا مش عارف روحى مضايقه بيت العتامنه كلهم ليه .. عيتخانقوا علي مين يطلعها .. هي تهمكم قوى اِكده !

= انا غلطانه انى كلمتك روح اشبع بعروستك وانا كمان عروسه وهتجوز كمان كام يوم .. خالصين .

- اااه هتتجوزى .. هتتجوزى مين بقي ؟!

= هتجوز ادهم ولد عمى .. اهو قيمه وسيما ويسد عين الشمس .

جز علي اسنانه بغيظ
- اه بقي ادهم يسد عين الشمس وبقي دنجوان عصره دلوق !

اكملت مسيرة كيدها العظيم
- اصلا انا فكرت ولقيت البت ملهاش غير ولد عمها .

سليم محاولا اخفاء غضبه

- ودا هيحصل امتى بعون الله اكده ..!

وجد ببرود: مش عارفه عمى قال اول الشهر اكده .. انت اي رايك ؟

- رايي ! تروحى تنامى ياوجد نامت عليكى حيطه انت وسي ادهم بتاعك اللهي تسمعي خبره قريب.

= هو انت غيران منه ياسليم ؟!

فرد ظهره واسند راسه علي معصمه
" اغير ! لا سليم ماعيغيرش عشان لو غار هيحرق قنا بحالها .. ورحمه ابويا ياوجد ماهيجى اول الشهر الا وانت مراتى وابقي يوريني سي ادهم بتاعك ده هياخدك منى كيف "

بمجرد ما انهى كلماته قفل هاتفه متأففا ودخان الغضب يتوهج من عينيه واذانه
" قال تتجوزيه قال .. البت اتخوتت في راسها "

قطعت حبال غضبه رسالتها المُرسله في التو قائله
" ووجد مش هتكون غير مراة سليم الهواري .. تصبح علي خير يامجنون "

كانت رسالتها كالماء النقي علي حقل متوهج بالنيران فاخمدته، قرأها عدة مرات في كل مرة تتسع ابتسامته، فكر قليلا ان يرسل لها اخري ولكنه توقف لبرهه قائلا لنفسه بعند

- طب مش باعت حاجه .. لحد ماتتربي الاول .

 

صباح يوم جديد الموافق الاربعاء من ايام الاسبوع، استيقظ اغلب اهل القصر الفاخر في تمام السادسه صباحًا، اعدت احدى الخادمات صنيه الشاي واللبن وصعدت بها لأعلي _غرفه (ثُريا) تحديدا التى اجتمعت مع بناتها في الصباح الباكر بعد محاولات ايقاظهم بصعوبة بالغه

- حطيهم عندك اهنه يابت واجفلي الباب وراكى .

قالت ( ثريا) جملتها بنبرة آمرة وهي تجلس فوق طرف مخدعها .. ارتبكت الخادمه ارتباكا ملحوظا ثم اومأت بالموافقه
- تؤمرينى بحاجه تانى ياستى ؟

اجابتها بحده
- قولت اطلعى برا واجفلي الباب وراكى .

ماجده باستغراب: خبر اي ياامه ! مابراحه علي البت .

خرجت الخدامه علي عجلٍ واغلقت الباب خلفها ثم اردفت الي اسفل وهي تُحدث نفسها بحيره
- ياتري ست ثريا ناويه علي ايه ؟! شكلها مايطمنش واصل .

حيرتها جذبت انتباه عفاف الجالسه قبالة السُلم
- بتكلمى نفسك يابت ؟!

تلعثمت الكلمات في فمهما ثم اقتربت منها بقلقٍ
- ست ثريا ياام عماد ...

عفاف تركت قطعت القُماش التى بيدها
- مالها ثريا ! ماتتطقي يااابت .

التفت الخدامه خلفها بخوفٍ ثم دنت منها قائله
- مش مرتاحالها وشكلها ناويه للبهوات الكبار علي مصيبه .

نظرت لها عفاف باهتمام
- قصدك ايه يامزغوده ؟
اجابتها بصوت منخفض
- هقولك ...

في الغرفه بالطابق العلوى، اخذت يسر كوب الحليب وارتشفت منه قليلا
- ماتحكى ياامه .. هتفضلى ساكته اكده !

وضعت ثريا كوب الشاي الثقيل بجوارها فوق _الكمدينو_ واتخذت نفسًا مسموعًا ثم اردفت قائله

- انا جمعتكم اهنه عشان تسمعوا كلامى بالحرف .. والبت اللي هتعصانى هدفنها مُطرحها .

عقدت صفوة ساقيها باهتمام
- انا معاكى في اي حاجه تخلصنى من الجوازه دى .. والا هترتكب جنايه فالبيت كله .

يسر بتلقائيه: اي الجنان دا .. لا طبعا .

- اكتمى يااابت ...
قالت ثريا جملتها بنبره تحذيريه قوية جعلت ابنتها تلوى شفتها جنبًا بخوف وتبتلع باقى كلماته بضجر

اكملت ثريا كلماتها وهي تتحرك بينهما بثبات
- انا خابرة راس راجح زين .. ومادام قال كلمه ماهيرجعش فيها ...

صفوة مقاطعه: معناه ايه الكلام دا يامه .

رمقتها بنظرة حادة فهمت مغزاه ثم صمتت لبرهه فاردفت قائله
- تاري مع عفاف مراة عمكم من زمان قوي من حوالي ٤٠ سنه .. وانا مش هسمحلها تنتصر عليّ واصل ...

نورا بهدوء: انا مش فاهمه حاجه يامه .

ثريا بحده: مش لازمن ( لازم) تفهمى حاجه .. تنفذي وانتى وساكته يابت بطنى ..

يسر بقلق: ازاي !

جلست بجوار صفوه بعدما ربتت علي كتفها بحنو
- عاوزه اقهرها في ولادها زي ما قهرتنى زمان ..

اتسعت اعينهم وساد الصمت لدقائق كل منها محاولا استعياب مغزي كلماتها، عقدت ماجده حاجبيها ثم اردفت قائله

- انتى عاوزانا نقتل ولاد عمنا يامه .
هبت رياح صوتها مُزمجره بقوة
- بطلى غباوة .. انا عاوزاكم تموتوهم بالحيا وتكسروا قلب امهم عليهم وتقهروا قلب راجح الهواري عشان يعرف نتيجه قراره ..

فرغت افواهمم مما يدل علي دهشتهم وذهولهم

صفوة بتلقائيه وعدم استيعاب: يعنى انتى خلاص موافقه نتجوزوهم ! بس انا مش ...

ثريا مُقاطعه: اكتمى يابت .. مش عاوزه حديت مالهوش لازمه .. هفهمكم كل حاجه بس في وقتها .. المهم دلوق جوازكم علي ولاد عادل هيكون علي ورق وبس ...

اعتلت الدهشه ملامحهم مُكذبين اذانهم لما استمعوا اليه ..
وقفت يسر مفزوعه محاوله الدفاع عن حبيب قلبها
- كيف اكده يااما .. ماتتكلمى دغري !

وثبت ثريا قائمه بقوة
- يعنى جوازتكم علي ولاد عادل مصلحه وبس .. حمايتكم لحد ماتاخدوا ثروة راجح الهواري كلها وبعدها هنهرب من البلد وقرفها .. ولحد ما دا يحصل عظيم يامين تلاته لو عرفت ان واحد منهم لمس واحده منكم لادفنها مطرحهاا .. وانتوا وشطارتكم يابنات بطنى ! ...

ثم رددت في سرها قائله
- هكسرك في ولادك ياعفاف .. اللي معرفتش اعمله زمان هيحصل دلوق الضعف ...

تبادلوا الانظار جميعا ... منهما من اعتلت ثغره ابتسامه توعد وانتصار ومنهم من اصابه الياس والحزن في مقتل، رمقتهم ثريا بنظرات متحديه متوعده
" ولسه هتشوفوا وتعرفوا انا ناويه علي ايه ..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة