قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثاني عشر

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثاني عشر

معك فقط لا احب النهايات فبعد ذروة حبى لك افكر بقربي الدائم منك وبمجرد ان احظى بقسطٍ كافٍ من احضانك انتقل لمرحلة السكون بداخلك التحرك تحت جلدك كى ابحث عن ثُقبٍ يؤدى لقلبك مباشره كى اقيم بلا نهايه بلا ملل بلا خوف من شبح البعد، ولكن دائما الحياة تمنحنا عكس ما ارادنا ..

توهبنا عكس ما تمنينا فألقت بى في حتفٍ لا مفر منه سوى البعد، اكتفيت بك بعيدا .. سليما .. امنًا .. يكفينى من الحياة ان تكون بخيرٍ دائما حتى ولو مزق البعد قلبى، فوجودك فالوجود يمنحه الوجود، ويمنحنى نصيبى من الامان كاملًا.

ترددت وجد لبرهه ثم قالت بنبره متحشرجه
- موافقه يا ادهم .. بس بشرط !

نظر اليها بعيون ضيقه قائلا
- وانا كمان عندى شرط .
بللت ريقها الجاف قائله
- تنسوا حكاية التار دى البلد مش ناقصه خراب .. وتشيل سليم من راسك يا ادهم .. انت فاهمنى ؟!

ابتسم بخبث قائلا
- نشيل سليم وقنا كلها لو تحبى ..
عقدت ذراعيها متأففه
- اي شرطك ..
رد ادهم بدون تفكير قائلا
- ترمادول !
عقدت وجد حاجبيها متعجبه
- نعم ! قصدك ايه ..
اتسعت ابتسامة ادهم الماكرة
- هتخلطى مع الهروين ترمادول !
اتسعت حدقة عينيها بذهول قائله
- انت اتجننت ! جرى لمخك حاجه صح ! انت عارف معنى كلامك ايه اصلا ؟
اجابها مقاطعا وبنبرة صارمه
- عارف ياوجد .. وعارف كمان انها هتكون نقله لينا لفوق السحاب وكمان هنساعد الغلابه اللى بيتمرمطوا علي شريط الترمادول هنفيدهم منها هيعملوا دماغ عليوى وكمان هنعالج مشاكلهم الصحيه .. وكله في خدمه ولاد بلدنا !

نظرت له باشمئزاز واستنكار
- انت مش طبيعى ! عشان تعلى وتوصل تموت الناس في شهور .. انا مستحيل اعمل اكده .. وروح اعمل اللي تعمله يا ادهم .. انا مش هابقي انانيه واموت خلق الله عشان احافظ علي حبيبي العمر واحد والرب واحد يا ولد عمى ..

قبض على ذراعها بقوة وبنبره مهدده قائلا
- بلاش تمشي معاى في العوج ياوجد .
ازاحت ذراعه بعيدا قائلا بنبرة تهديديه
- واعرف الاول ان بت سالم ما عتخافش .. واقسم بالله لو فتحت معاى السيرة دى هبلغ عنك ..

القت وجد قذيفة كلماتها عليه ثم تركته وغادرت برأس مرفوعه معانده، وجدت امها امامها تراقبها بفضول فاردفت
- مزعلة ولد عمك ليه ياوجد ..
رمقتها بنظرات ساخره ثم التفت للخلف لتنظر له باشمئزاز
- ميشرفنيش انه يكون ولد عمى اصلا ياما ! عقلي واد ساميه وقوليلوا يتقى ربنا ..

قطعت حديثهم ساميه المدلفه من اسفل مرتديه ثوبا طويلا من خامة -الجل- مجسدا لمفاتنها بوضوح مردده بصوت نسائى فاجر
- ومالها ساميه يادلعادى !
رمقتها وجد بنظرة استنكار قائله
- جيتى فضحتى العتامنه كلهم وخلينى سيرتهم علي كل لسان .. وسبتيلهم ديل نجس ..

اقتربت منها ساميه قائله بميوعه
- ما تربي بتك يا كوثر ولا يجى جوزها يعيد تربيتها من اول وجديد .. !

وجد باغتياظ: وعلى ايه نقصروا الشر احسن ونسيب التربيه لصحابها .. فوتك بعافيه ياما .. _ثم رفعت نبرة صوتها مناديه على اختها_ كبري مخك منيهم ياورد وركزي في كتبك ياحبيبتى لحد ماهنضفوا البيت قريب من الاشكال العكره دى .

غادرت وجد وتركتهم يحترقون من الداخل وكل منهما ينظر للاخر بتساؤل فاقترب ادهم منهما قائلا بضجر
- بتك مش ناويه تجيبها لبر يا كوثر !

- وهى بردو لسه مصممه متقفش في ضهرك وضهر عمك وتوسع خيركم !
- اووووف راسها تخينه واجيلها يمين تجيلى شمال .. وحلفت لو فتحت معاها الموضوع دا تانى هتبلغ عننا ..

كوثر بصدمه: وه وه وه ! دى اتهوست !

فكرت ساميه لبرهه ثم اردفت بخبث قائله
- طب ورحمة ابوك لاجيبهالك راكعه يا ادهم .. وابقي قول امى قالت ...

كوثر بقلق: هتعملى ايه في بتى ياساميه .. كله الا بناتى .
لاحت لها ساميه بكفها بسخريه قائله
- ياختى بلا نيله وانا هعمل اي يعنى ! انا بس هقرص عليها بطريقتى لحد ماتوافق تقف في ضهر عمها وولد عمها ... كنت متاكده انها هتتجوع كده وعملت حسابي

وصلت وجد لباب البوابه منتظرة السائق فوجدت فايز ابن عمها الاخر خارجا من سيارته قائلا
- طب جناب الضكتوره ينفع تتكرم وتيجى اوصلها بنفسي.

ابتسمت بخفوت قائله
- مش عاوزه اتعبك يافايز ..
- تعبك راحه يابت الغالى .. تعالي وهتصل بعم سيد اقوله يجيلك على هناك ..

استسلمت وجد لطلبه وصعدت معه السيارة بامتنان وشرع فايز في فتح عدة مواضيع مختلفه ..

 

"في مبنى العرسان "

وضعت نورا اخر طبق من مستلزمات الفطار علي الطاوله بهدوء وهى تنظر لعماد النائم على الاريكه بنظرات اعجاب والم، كان يبدو في هيئته ملاكا مسالما يلتقط انفاسه بهدوء مما يدل على سلامه الداخلى، تبسمت شفتيها بحب ثم خطت بخطوات سحلفيه كى تعود لحجرها مرة اخري، ولكنها توقفت على ندائه المفاجئه قائلت بصوت مختلطا بالنوم
- كنتِ محتاجه حاجه ..

ضغطت على شفتيها السفليه بارتباك مع هزه خفيفه في كتفيها قائلة
- لا ابدا انا جهزتلك الفطار بس ..
اعتدل عماد في جلسته ليرتسم معالم الجديه
- مكنش له لزوم على فكره ..
طافت عينيها يمينا ويسارا قائله
- هو ايه دا ؟!
نصب عماد عوده بعفويه وهو يتجه نحو المرحاض قائلا
- انك تحسي بعبيء عليك او انى ملزوم منك .. عيشي حياتك عادى ..
كغصه علقت في حلقها فاجبرت ثغرها علي اطلاق ابتسامه زائفه
- انا بتصرف بالصح والأصول وبس .. بعد اذنك ..
ثم فرت هاربه من اسهم كلماته الثاقبة لتغلق باب غرفتها وتنفجر باكيه ..

" ما هو ما فيش حد طبيعى يقعد فى الحمام ساعه وربع .. كده كتير .. طب طمنينى عليكى وقوليلى انك عايشه طااب "

اردف مجدى جملته ممازحا وهو يقف امام باب الحمام منتظر خروج صفوه، ففتحت باب الحمام مزمجره بضيق
- اي الازعاج اللي علي الصبح دا !
تجاهل مجدى سؤالها وهو بتأملها بصدمه
- انت ليكِ اكتر من ساعه جوه وعاوزه تقنعينى ان مافيش نقطه ميه حتى علي وشك !؟ كنتى تعملى اي جوه ..

- كنت قاعده مع نفسي شويه .. فيها مانع دى !
- وانت سبتى براح الشقه كله عشان تقعدى في الحمام لوحدك .. انت ملبوسه ياما ؟!
ابتسمت ابتسامه ساخره وهى تقول
- ااه اصل كنت لامه الشياطين جوه وعاملين حفله .

تبسم مجدى ابتسامه واسعه
- وازاى ماتعزمنيش !

زفرت بوجهه بقوة ثم تأهبت للمغادرة ولكن اوقفتها جملة مجدى التى استفزتها اكتر
- صافى والنبي الفطار علي السريع بس عشان واقع من الجوع ..

رمقته بنظرة تفتنته بها من اعلى لاسفل قائله
- واي العشم دا ..!

مجدى بثقه
- كأي عريس بيطلب من عروسته مش غريبه يعنى !

- لا منا مش خلفتك ونسيتك عشان افتح عينى علي المطبخ واجهز لمعاليك فطار .. مش نايمه احلم بيك لسمح الله ..

اجابها بغمز ليثير استفزازها اكثر
- مش جوزك وقرة عينك ولا ايه !

خشيت ان ينكشف امرها وتفضحها ضحكتها المكتومه امامه، فقضبت ملامحها بصعوبه وهى ترمقه باستخفاف وتدير ظهرها لتنصرف من امامه، فردد مجدى منتصرا
- كنتى هتموتنى وتضحكى انا شوفتك ...

تجاهلت حديثه نهائيا حتى وصلت الي غرفتها واغلقت بالباب بكل قوتها امامه بملامح متجمده لتسير نحو حقيبة ابحاثها لتستعيد نشاطها اليومى متجاهله تواجده معها تماما

" ممكن اعرف كنتى فين "
اردف محمد جملته بنرفزه لزوجته التى تدخل من باب شقتهم، فاستدارت لتقفل الباب قائله بهدوء
- والله ابدا امى كانت عاوزانى تحت ووووو ..
رمقها باهتمام وهو يقترب منها قائلا
- واييييييه !
تحمحمت بحرج لتردف بهروب من حصار عينيه
- هجهزلك الفطار ..
قبض محمد علي ذراعها فجاة ليمنع حركتها قائلا
- امك كانت عاوزه ايه يايسر ..
بلعت ريقها قائله بارتباك

- يا محمد لازم تفهم ان امى مش نايمه علي ودانها عارفه اننا بنحب بعض، وعشان كده خبطت عليا من صباحية ربنا عشان تشوفنى عملت ايه .. _ثم ذرفت دمعه من طرف عينيها بحزن وهى تشهق_ انا حقيقي تعبت اوي من الطريقه والاسلوب اللي بتكلمنى بيه، انا مابقتش عارفه اعمل ايه ..
استمع محمد لها باهتمام حتى انهت كلماتها، فدنى منها اكثر ليحتويها بذراعيه ويربت على ظهرها بحنان مردفا
- عشان كده عملتى نفسك نايمه امبارح .. كنت عارف علي فكرة !
تبسمت وسط بكاؤها وهى تدفث رأسها في صدره قائله
- انا اسفه يامحمد ..

ابتعد عنها سريعا ليسحبها من كفها فاتبعته وهى تمسح دموعها المنهمره حتى وصلا الى المطبخ قائلا
- سو عاوز فطار ملوكى حاااااالا .. وانا هقعد كده اتفرج عليكِ ..
رمقته بنظرة مستفهمه فاردف محمد بتلقائيه
- هى امك كمان منبهه عليكى متحضريليش وكل ! اي الافتري دا !
ضحكت بصوت مسموع فابتعدت عنه قائله
- ١٠ دقايق بس واحلى فطار لاحلى محمد في الدنيا ..
رمقها محمد بعيون ضيقه وهو يحك ذقنه متوعدا
- ايامك معايا سوده ياثريا ...

 

تُمرر ورده حمراء على وجنته بدلال قائلة بصوت منخفض
- سليم كفايه نوم .. يلا قوم بقي كُل ونام تانى ..
فتح سليم جفونه بتثاقل قائلا باستفهام
- هو في ايه !
تبسمت ماجده بحب قائله
- جبتلك الفطار لحد السرير .. يلا قوم عشان تفطر ..

اعتدل سليم متأففا ويدلك عينيه بتكاسل فسقطت عنيه على ثوب ماجده القصير جدا .. اتسع بؤبؤ عينيه مذهولا ولكنه قرر التجاهل حتى يفشل عليها كل مخطاطاتها ... سحبت ماجده طاوله الطعام بجانيه قائله بدلال
- هوكلك بيدى .. ممكن !
انعقدت ملامح سليم قائلا بسخريه
- لا يدى التانيه سليمه هعرف اكل بيها، كتر خيرك ..
كلماته اعتصرت قلبها ولكنها تجاهلت الالمها بابتسامه مزيفه قائلا
- طيب يلا خلص كل الوكل دا .. وانا هجيبلك عصير ..

اكمل سليم في مسرحيته وتصنعه بالالم وثقل ذراعه، متجاهلا تحركت ماجده التى تتراقص علي اوتار غرائزه الفطريه قاصده ابراز ما خفى من جسدها بميوعه .. بلل سليم حلقه الذي جف بكوب مياه اخر قائلا بحسره
- دى شكلها ايام سودة منقطه بسواد وحطت فوق راسك ياسليم

 

وصلت وجد بصحبة فايز ابن عمها امام مبنى المشفى لتقول بصوتٍ ممزوجا مع فرملة سيارته
- انا تعبت منهم قوى يافايز وحقيقي مش عارفه اعمل ايه ..
اتكأ فايز بظهره للخلف قائلا
- ياوجد عمك وادهم ناويين يكحلوها خالص، ولو كبير العتامنه دري باللى عيعملوه مش بعيد يقتلهم ..

- دول عاوزينى اشتغل معاهم يافايز انت متخيل ..
- اااه عرفت وكمان ماسكينك من يدك اللي توجعك .. حاطين حياة سليم قصاد شغلكم معاهم ... انا من فترة عاوز اقولك بس كنت مستنى اتاكد الاول .. واهو ادينى اتاكدت .. هنعملوا ايه يابت عمى .

بللت وجد حلقها الجاف بتفكير قائله
- نروح لكبير العتامنه ؟!
هز فايز راسه نفيا قائلا
- حيدر وادهم تعابين وهيعرفوا يخرجوا منيها زين، واحنا معناش دليل قوى عشان نروح نبلغ عنهم وبكده هنفتح في وشنا بيبان ماهتخلصش ..

فكرت وجد لبرهه مردفه بحماس
- يبقي لازم تساعدنى يافايز انا مش بثق غير فيككك ..
التفت فايز نحوها باهتمام قائلا
- رقبتى يابت عمى ..

- طب اسمعنى هقولك ايه وتنفذه بالحرف ...
- سامعك يابت عمى

 

ارتشف محمد كوب المياه بانتشاء ثم تنهد بحماس قائلا
- تسلم يدك يا سوو ..
تبسمت يسر بفرحه قائله
- هنا وشفي ياحبيبي ..

شرع محمد في جمع الاطباق ليردف بهمه
- ترتاحى انتِ وانا هلم الدنيا دى !
وثبت يسر قائمه وهى تقترب منه بتلقائيه قائله بحب
- لا ياحبيبي عنك انت .. روح بس شوف هتعمل ايه وانا هتصرف مع نفسي بقي ..
رمقها محمد بنظرات شوق ماكره كالثعلب عندما ينتوى لصيد فرائسه ليقترب منها اكثر ممررا انامله فوق ظهره برفق قائلا بهمس
- لا منا خلاص عرفت هعمل ايه ..
فزعت يسر بعيدا عنه بعد ما القت ما بيدها من اطباق قائله بذعر
- محمد هتعمل ايه ؟!
تبسم محمد بخبث قائلا
- هعمل اللي معملتهوش امبارح ...

تارجحت عيونها بخوف لتقول
- ما انت كنت حلو من شويه اى اللى غيرك كده ..
وضع محمد يده في خصره قائلا بغمز
- لا منا كنت بصطاد السمكه الاول ..
ثم دنى منها فجاة ليحاوط خصرها بذراعه القوى فتلتصق بجسده قائلا
- وحشتينى يابت الايه ؟!
حاولت التقاط انفاسها بصعوبه بالغه مستجمعه شتات الكلمات في حلقها وهى ترمقه بنظرات الخوف والحب، القرب والبعد، التمرد والخضوع، فشرعت لتحريك ثغرها لتردف عليه بوادر كلماتها ولكن سرعان ما ابتلعهم محمد بقبلاته المفاجئه وهو يقربها اكثر فأكثر إليه، ثار عنادها لوهله ولكن سرعان ما حطم جيوشه بمشاعره المتدفقة له ليرتفع علي قلبها راية المزيد من الحب .. القرب .. الشوق .. فقدت زمام السيطرة على كل شيء حتى تناست نفسها بين ذراعيه محلقه فى سماء حبٍ تنتشي له القلوب والابدان ..

 

" ماهو بص ياهواري لو انت هتعديها انا مش هعديها ولو على رقبتى "
اردف سليم مزمجرا وهو يقتحم ساحه القصر الواسعه بعدما نجح في الهروب من حصار ابنة عمه التى اقتنصت هدفا لتتراقص فوقه بمهارة ليكون لها في نهايه المطاف، جلس سليم بجوار جده الذي قال بشموخ .
- هتروح تعمل ايه ياسليم .. هطخه زي ما طخك ؟!
اجابه متحديا
- لا يا هواري بس اللي يتاخد بالدراع مابيرجعش غير بالعقل .. والقلم هيترد وزياده ..

اردف راجح الهواري بحسره
- بحور الدم دى لازمًا تُخلص ياولدى .. التار نار قايده عتحرق ماعتنطفيش واصل ..

- ومين شعلل النار دى غير ولدك ياجدى !
ضرب الارض بمؤخره عكازه ليضح حدا لاتهامات سليم الجارحه ليقول
- عمك ماقتلش .. ولا عمره يعملها طول حياته هو وسالم صحاب ياولدى .. ولو العالم كله قال ولدى قاتل انا مش هصدق .

جز سليم علي فكيه بنفاذ صبر
- اومال لو مش هو هرب ليه ! ولو مهربش فينه له اكتر من سنه مختفى، بلاش تبرر له حاجه يا جد .. ولدك دمرنا كلنا بعملته دى ...

ثم وثب سليم قائلا بنبره تهديده
- وانا مش هسكت مش ولد الهواري اللى يسيب رصاصه تلمس دراعه وميردهاش بمدفع ..

زمجر جده بقوة مردفا
- بت سالم كانت قبل امبارح في نص الليل هنا عتعمل ايه ياسَليم ؟!
تسمر ف مكانه محاولا استيعاب القنبله التى فجرها جده للتو، فادرف بتردد قائلا
- عرفت كل دا ومقدرتش تعرف جات ليه ..

اقترب منه جده مستندا على عكازه قائلا بضيق
- رد زين على جدك ياسليم ..
تأففةسليم بضيق قائلا
- كانت جايه تباركلى .. زي بالظبط ما ناسها جم يباركوا ..

رمقه جده بنظرات ساخره
- قصدك جم يعاينوا وهى جات تتأكد من مهمتهم نجحت ولا لا ..

عقد سليم حاجبيه قائلا
- قصدك ايه .. مش فاهم .. ؟!

اكمل الجد قائلا
- اصلهم جم لحد اهنه وهما ناويين يشيلوا خمسه كيلو بودرة ولولا انى كنت عارف بملعوبهم وصيت الرجاله عيونهم ماتنزلش عن كلب فيهم .. وفعلا اللى خفت منه حصل ورجالتى كتموا علي الموضوع ورموا البضاعه فالترعه، ولما راجح عرف اتقهر وقال يكمل ملعوبه ويبعت بت اخوه تعمل اللي معملهوش هو .. بدل مايحمد ربنا انى طلعتوه على رجليه هو وعياله ..

اتسعت حدقة عينى سليم محاولا استيعاب الكلمات قائلا
- مش معقوله ! لا انت فاهم غلط ياهواري ..

لكمه جده في كتفه بقوه قائلا بصوت مرتفع
- عتلعب بيك ووخداك كوبري عشان تضيعنا كلنا وانت مغفل .. سايب اللى عتحبك وماشي ورا بت اهلها اكبر تجار بودرة وهروين ياسليم ..

رفع سليم عيته بتحدٍ قائلا
- خلينا متفقين ان العتامنه ديلهم وسخ وان حيدر وادهم يعملوا اكتر من اكده .. وجد ذنبها ايه تحكم عليها ليه من غير ما تعرفها !

نهرهه جده بقوه قائلا
- انت اللي شكلك متعرفهاش .. وجد هى اللي عتطبخلهم الليله كلها .. كلهم عايشين من خيرها يا ولدى .. والا قال لى اكده واحد من صلبهم ..

اردف سليم متحديا
- لو العالم كله قال عليها طباخة ممنوعات مستحيل اصدق .. بت سالم ماتعملش اكده واصل ومهما حصل ياجدى متحاولش تكرهنى فيها لانى مش هكرهها حتى ولو عملت كده !

رمقه الجد بحسره قائلا
- فايز ولد عمها هو اللي قال اكده بعضمة لسانه وزمانه راح ليبلغ عنهم كلهم...

 

تجوب ثريا عرفتها ذهابا وايابا هى تفكر في حال بناتها واخر جمله قالتها يسر قبل ما تتركها وتغادر
- بس ياما انا بحب محمد ..
ضربت ثريا كف على الاخر
- ااااه ياناري .. هتعملى ايه فالنصيبه دى ياثريا ! لا ما بدهااااش لازمن البنات يعرفوا كل حاجه النهارده ... احسن ينبلوا الدنيا .. منا بردو مكنش ينفع اوافق علي الجوازه دى كان في كذا حل غير الجواز ...
ثم اتجهت نحو الباب مسرعه وهى تقول
- انا لازم اطب عليهم دلوق .. قلبي قايلى ان في نصيبه بتحصل .. منا مش هكون مطمنه وهما مع عيال الحربايه اللي ما تتسمى دى ...

" ست عفاف ست عفاف .. الحقى "
اردفت الخادمه جملتها على اذان عفاف الجالسه بغرفتها تخيط قطعه قماش بيدها قائله
- مالك يامزغوده ...
- الحقى .. ست ثريا رايحه ناحيه العمارة بتاعت العرسان وشكلها ميطمنش واصل ..
ضحكه ساخرة شقت شفتي عفاف قائله
- سبيها نارها تحرقها .. عاوزه تخرب علي بناتها عشان غبيه ومتعلقه بحبال الماضى !

اقتربت منها الخدامه بفضول
- اي ياستى .. عتقولى ايه !

قضبت عفاف حاجبيها
- وانت مالك يابت يلا غوري اقضيلك مصلحه وخليكى في حالك يلاااااه ..

- انا غلطانه انى بوعيكى ...

- لا ياختى واعيه ودريانه زين .. بس مكبره مخى لحد ما النار تاكل صحابها ...
ثم تنهدت بارتياح
- ربنا يصلح حالك يابت عمى .

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة