قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثامن

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى

رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثامن

ليلة مشتعله بالسواد بداخلى خدوشا وتصدعات تجعل جسدى يرتعد .. في جميع محاولات هجري فأنا الموشكة علي الرحيل .. إلا تلك المرة غادرت وهجرت روحى التى كانت دائما تتسابق معك لنسعد سويا، اشعر وكإنك ممررت علي قلبى بسلك شائكٍ يمزقه اشلاء حتى اصبح ينزف بمرارة اشتياقك .. اصبح قلبي عضله ضامرة ماعليها الا توزيع الدم بداخلى لتجبرنى علي الحياة .. حياة ! حتى تلك سلبتها...

- هتتجوز خلاص ياسليم ! انا مش قادرة اصدق ؟! طب ازاي هتقدر تتبسط وتقعد جمبها فالكوشة .. هانت عليك وجد .. وكمان مكنتش بترد عليّ .. !

وقعت عينيها علي صورته التى تتحسسها باناملها وتبللها بدمع عينها ثم ابتسمت وسط ظُلمة بكاؤها متذكرة موقفًا ما

- اسمع منى بس صورتك من غير الدقن احلي ..
قالت وجد جملتها وهي تقارن بين صورته والاصل امامها .

رفع حاجبه ممازحًا
- غريبه دي! .. اول مرة اشوف بنت ماعتحبش الدقن .. مع انهم بيقولوا عتزلزل قلب الستات ..

احمرت وجنتها خجلت وهي تبعد عينيها من عينيه اللاتى يُحاصرونها ..
- ومين قالك انى عاوزاك تزلزل قلب ست غيرى !..وبعدين انت مالك مبسوط وانت عتقولها اكده .. عااارررف ياااسليم لو شمِت بس ريحة ست عدت من جمبك بالصدفه .. هقتلك ! ..

قهقهه بصوتٍ عالٍ وهو يقترب منها
- عتغيري !
رمقته بنظرة طفولية
- اااه .. ولما عغير عقتل .. اتقى شري عااد ...

ازاح خصيلة شعرها الهاربه من تحت حجابها الملقى علي رأسها وهو يتكأ علي كفه وركبته المثنية المستند عليها بعمعصمه الاخر
- تخافيش اي ست عتقرب منى شبح حبك اللي محاصرنى عيكهربها ...

اتسعت ابتسامتها ثم ادارت رأسها ناحيه النيل تتأمله .. تنحنح سليم مجددا ثم اردف قائلا بغمز
" نرجع لموضوعنا عاد .. انتى ازاي دكتوره وتطلبى منى احلق دقنى ؟! دا المفروض انتى اللي تصممى علي حاجه زي دى "

قضبت حاجبيها باستغراب
- مش فاهمه .. قصدك ايه ؟!

اجابها بغمز
- قصدى يعنى الدقن لها كذا فائده وانتِ المستفيده من الموضوع دا يكون في علمك ..

زفرت بضيق
- انت كلامك غريب ليه اكده ! وبعدين متحاولش تقنعني ولا انت عاوز البنات تعجب بيك وخلاص !

اجابها بفخر
- انا البنات عتموت عليّ حتى لو لبست فروة خروف .. مش الدقن يعنى اللي هتشدهم .. انا والحمد لله امكانياتى عتتكلم عنى ... والمفروض انتى اللي تكونى عارفه اكده .. ولا اييييه ..

ضربته بقبضة كفها علي كتفه
- بطل طريقتك دى .. هزعلك !
ثم قامت مسرعه محاولة الهرب من اسهم الحب التى لم تصوب إلا علي قلبها .. وقف هو الاخر سريعا ثم ركض خلفها قابضا علي معصمها
- استنى اهنه .. كيف تمشي انتى من غير مااسمحلك ؟!

شيعته بنظرة حب كافيه ان تشتطر قلبه وذهنه الف شطر، اغمض عينيه لبرهه محاولا استجماع فُتات روحه ثم همس قائلا
- كل نظرة من عيونك مغريه للموت فيهم يابت العتامنه ...

غاصت في محيط حبه اكثر وازداد بريق كلماتها .. غريب ذلك الحُب بكلمه منه تجعلنا نشع نورًا وبمجرد غيابه ننطفئ ... ننطفئ وكإننا لم نُنير بعد .
- بتحبنى !

ضاقت عيونه لسذاجه سؤالها
- هو انا ليه لازم اقولها كل شويه .. مع ان كل تصرفاتى عتأكدلك انى مش عاشق غيرك .. ليه كل مرة تقابلينى فيها عتسألينى هي تصرفاتى مش كفايه تثبتلك ؟!

وضعت اناملها فوق شفته لتتضع حدا لزمجرته
- انا عحب اسمعها في كل وقت .. عطمن ( بطمئن ) بيها ياسليم .. بيها عحس انك عمرك ماهتبعد عنى ... كلمة عحبك منك وجبة غذائيه متكامله عتغذى قلبي وروحى بفيتامينات وبروتينات حبك .. بيها انا عايشه .. ..

وضع كفه علي وجنتها بحنو
- وطول ماانا عايش مش هتسمعى غيرها ياوجد ...

ثم اكمل ممازحا
- افهم من كده انك خلاص غفرتى وسمحتيلى اسيب دقنى ...

ضربته باغتياظ
- اتلمم ... قولت لا يعنى لا، تتحلق من بكرة ...

غمز لها بطرف عينه غمزه فهمت مغزاها
- عشان حمارة .. علي العموم انتى اللي خسرانه وهتخسري كتير ...
تنهدت بصوت عالي شاعره بمراجل تقاد بداخلها
" عملنا حساب كل حاجه إلا انك تمشي .. مشيت وسبتلى ذكريات زي الوشم مش عارفه اتخلص منها "

 

" في قصر الهواري "

استعد محمد لحنته مرتديا جلبابه الابيض الفضفاض، ولاول مرة يشعر بفرحه عارمه تحتل كيانه، شعر بأن ثوب الحب يكسوه ويأخذه من يده لحدفه بين ذراعي من احب .. ألقي علي نفسه اخر نظرات في المرآه وهو يحسس علي شعره بفخر ليقول بحماس
- حلاوتك وانت وعريس ياابو حميد ...

علي عكس الحال بالنسبه لعماد .. الذي لم يتحرك من فوق مقعده الهزاز سابحا في بحر افكاره وذكرياته يحدق النظر في ملامح زوجته التى اشتاق اليها كثيرا، اشتاق لكل تفاصيلها، اشتاق لارتشاف صوتها وحركات عينيها الطفوليه امامه، اصبحت ذكرياته معها عباره عن فيديو سينمائى يمر امامه بدون توقف، يصارعه حبها وشوقه له، لم يتقبل بعد فكرة ان تبيت غيرها في احضانه، تحمل غيرها اسمه .. اتكأ بمراره وألم للخلف

- سامحينى يانيرة .. بس مجبر .

اردف مجدى داخل المنزل بعجلٍ.. متنهدا لما قطعه من مسافة كبيره اثناء سفره، تحرك بحماس نحو غرفته للاستعداد لفرحه، يود ان تنطوى خطاوى الارض ليلتقي بها، يركض وكإنه في سباق مع دقات قلبه، فاليوم الذي تمناه منذ ٧ سنوات اقترب، يدور في ذهنه لقطات خاطفه منذ ذاك اليوم الذي ترك طفله صاحبه الشعر المنكوش، والان تلك الطفلة الرشيده صاحبة نفس الشعر، لم يتغير بها شيء إلا ان اصبحت عينيها تربكه بمجرد ان يراها .. وصل غرفته اخيرا ليستعد لفرحته بحماس وهمه والابتسامه تشق ثغره وقلبه معًا .

توقف سليم بسيارته امام بهو القصر، حتى ظهرت امامه عينى حبيبته وهي تنظر له بعيونها الغزلانى التى لا تشع الا حبًا يملأه، عيناها اللاتى كلما نظر بهما يصبح كالطفل الصغير الذي نسي ان يكبر من فرط حنانها وحبها، شق شفته ابتسامه خافته .. ثم اعتدل في جلسته متأهبا بالنزول من سيارته كإنه تذكر شيئا اخر اسرع لتنفيذه، ردد بصوت منخفض
- سامحينى ياوجد .. بس ورحمة ابويا لاعوضك عن كل دمعه وجع هتنزل علي خدك ...

" انا لبست وجهزت اهو .. ايييه رايكم، انفع عروسه ؟"
قالت يسر جملتها باللهجه القاهروايه وهى تطير فوق اجنحه الحب من سعادتها التى تغمرها ..

رمقتها صفوه التى تتفحص هاتفها
- اتنيلى ! انا مش عارفه انتى فرحانه علي ايه ياختى ..

ابتسمت يسر بحب ثم اردفت قائله بنبره قهراويه
- هكون مع حبيبي لاخر العمر ياصفوة .. هو في احلي من كده ؟!

رفعت اختها حاجبها ساخرة
- الجواز بيقصف العمر وانتى الصادقه، انتوا ليه مش متخيلين ان الجواز دا حاجه مرعبه، الجواز عامل زي الحكم المؤبد بس للاسف مدته مابتقصرش لحسن السلوك . ارتقوا بقي وماتتجوزوش الجواز اكبر غلطه في حياة البنى ادم ..

التفت اليها نورا باهتمام
- الجواز سُنة الحياة ياصفوة .. لولاه مكنتيش انتى موجوده حاليا ..

- هااا ! اللي بيتجوزوا دول مجانين .. مافيش عاقل بيتجوز .. انا مش عارفه انتوا امتى هتغيروا رايكم وفكركم وتنضجوا كده .. ياااجماعه افهمونى بالعقل كده انتوا اييه اللي يجبركم انكم تعيشوا عبيد عند مخلوق، الجواز كده خلي عندك ايمان وثقة بحريتك الرجاله دول صفر علي الشمال مش بيجى من وراهم غير الهم ...

رد يسر مقاطعه
- بس اسكتى .. تعرفي ! انتى جايه تطلعى عقدك علينا ليييه .. مش عاوزه تتجوزى اخرسي ...

- دا جزاتى انى عاوزه افوقكم ؟!

يسر: لا احنا عاوزين نبقوا نايمين وسكرانين فالحب كده مالكيش دعوة ياستى ..

سالتها نورا ممازحه
- طيب هتعملي اي ؟ انزلي قولى لجدك لا وحاربي يا اندبيدنت وومن ...

وضعت صفوة رجل فوق الاخري بثقه
- لا مش هعمل كده .. بعد كلام امى ارتحت وبصراحه حاسه انى لقيت حد هجرب فيه اختراعتى ومش هيعترض وانا شايفه سي مجدى دا فارد دراعته اوى وعاوز يتحدانى وانا عاوزه افهمه غلطه بس .. دا كل الحوار ..

تبادلا الاختان النظرات بخبث
- اااااه عناد يعنى ! طب انا قاعدة وانت قاعده لو ما الحب خلاكى تتقلبى ع جدور رقبتك ابقي قولى يسر اختى قالت ..

رفعت صفوة حاجبها بعدم تصديق ثم اكملت نورا بغمز
- وبصراحه اسمع ان مجدى شخصيه وجدع وشاطر .. وغير كده الواد امور وحليوة يعنى مش هتاخدى ف ايده غلوة ..

زفرت صفوة باغتياظ
- طب نقطونا بسكاتكم ياختى انت وهي .. اانسوا دانا هوريه النجوم في عز الضهر ...

لازالت ماجده تراقبهم بصمت وحزن شديد كمن نثر افراحه فوق قمم الجبل ثم نداها ولكنها لم تعد اليه حتى الان .. اخلص لها الحزن في بقاؤه بداخلها كإنه اقسم الا يفارقها الا مصطحبا بروحها ...

دخلت عفاف غرفتهم فجااة
- جرى ليكم ايه يابنات يلا شهلوا، الخلق كلهم تحت يللااااه عشان تتحنوا كفاياكم مناقره عاااااااااد ...

قرعت الطبول ورقص الخيل واحتشدوا اهل القريه حول موائد الطعام ليكتسحوا ما عليها فارحين فاليوم هو عيدٌ لهما .. دلفوا الاخوه الي حديقه البيت شاسعه الاتساع مرتدين ثيابهم البيضاء، منهم من احتل قلبه الفرح ومنهم من اجبر علي امرٍ لا مفر منه ..

وذلك الحال بالنسبه للفتيات، جلسن بجوار بعضهم البعض وكل منهما بداخله خبايا ونوايا تختلف عن كل منهما الاخر

يسر لنفسها بفرحه: اخيرا يامحمد،، وعد عليا هخليك اسعد واحد فالدنيا ..

صفوة بضجر وعيون خبيثه: هسود عيشتك .. هخليك تلعن اليوم اللي كنا فيه ولاد عم .. عشان مش صفوة الهواري اللي تتجبر علي حاجه ...

نورا بحزن وتوسل: يارب قوينى وصبر قلبي .. يارب قدرنى اعوضه علي اللي فات واثبتله حبي اللي خبيته ١٥ سنه ..

ماجده تنهدت بكلل وياس ثم رددت لنفسها قائله
" لازم تحبنى ياسليم .. هنسيك الدنيا كلها .. اكيد اخرة العذاب دا حب .. وحب كبير كمان .. قلبي بيقولى كده "

صوت زغاريد النساء وتصفيقهم ورقصهم الصعيدى .. ووجود الفتيات يتهامسن
- زينة شباب النجع خلاص هيتجوزوا

همست الاخري قائلة
- ياما كنت اتمنى اتجوز واحد منيهم .. بس يلا الفقر عارف صحابه والحظ بايت في حضن ناسه

لكزتها رفيقتها
- وطى حسك عااد وقومى نرقصوا ..

قاما الفتيات يرقصن، تقدمت احدمهما ومسكت بكف يسر لتتراقص امامها ..

قامت يسر مرحبه ومهلله وجميع ملامحها تتراقص معها، تشرق عينيها بنور الحب ويتمايل جسدها فوق اوتاره .. لمحها محمد عن بعد مبتسمًا اتكأ جنبًا يتأملها
دارت يسر بجسدها امامه كالفراشه التى تتنقل فوق ورود قلبه تمتص بضحكتها مرارة صبر سنوات من البعد .. استدارت حتى اصبحت مواجهه له، وقعت عينيها عليه فاتسعت ابتسامته .. غمز لها بطرف عينه مرسلا لها قبله في الهواء احمرت وجنتها خجلا ..

كانت ثريا تترقبهم عن بعد، جحظت عينيها بغل ثم اسرعت نحو ابنتها وضغط علي ساعدها بقوة وسحبتها خلفها لتجلستها علي مقعدها
- كنى ( اهدى) اكده واقعدى علي حيلك وخفى مرقعة وقلة ادب ..

كتمت يسر صوت ضحكاتها
- خبر اي يااما ماالك عاااد .. مفرحش يعنى يوم فرحى ؟!

رفعت كفها اوشكت ع صفعها
- تكتمى .. دا مش فرح ولا دى فرحتك،، فرحتك انا اللي احددهالك .. انتى لساتك صغيره فهمااش حاجه ..

ظل محمد يراقبهما بفضول ثم اردف قائلا بهمس
- شكلك ياثريا مش ناويه تمرقي يوومك .. صبرك عليا بس اما جبتلك ضغط وسكر وكلاوى .. ولية ادبت ( اتجننت ) في راسها !

ثم غاادر المكان متوعدا لها والضحكه مرسومه علي وجهه ...فهمست نورا لاختها
- عدى الليله واصبري لحد مايكتبوا كتابك ياختى ..

صفوة بغل وضيق
- اهدى كده .. مالك خفيفه ليه اومال لو جوازه عدله كنتى عملتى ايه !

رمقتها يسر بنظرة ساخرة
- خليكى ف حالك يامعقدة ..

وصل صفُ طويل من سيارات العتامنه امام قصر الهوارة .. شن حرس الهواري الاسلحة صوبهم وعلي المقابل رفع رجالة العتامنه اسلحتهم

زمجر ريح صوت حيدر قائلا
- خبر ايه اوومال ؟! مش اليوم فرح واحنا جااايين نباركوا ...

احد حرس الهوارة
- ناخدوا امر راجح بيه الاول قبل ماندخلوكم ...

زفر ادهم بضيق
- كلمة كمان وهدوسهم كلهم ياعمى ..

ضغط عمه علي كفه
- اصبر ... _ثم رفع نبرة صوته_ يلا بلغ اللي عاوز تبلغه .. مستنين ...
اردف زين قائلا
- هما مش عاوزين يدخلونا ليه ياعمى ؟!

نصب حيدر رقبته قائلا بشموخ
- ندخلوا دلوق متقلقش ... الصبر .

بعد برهه اسرع احدى غفر الهواري نحو سيارتهم
- اتفضلوا .. بس راجح الهواري امر اننا ناخدوا الاسلحه من الرجاله ..

انعقدت ملامح ادهم غاضبا ثم اردف حيدر ساخرا
- هو دا كرم الضيافه عندكم ياهوارة ...
ثم اخرج راسه من نافذه السياره قائلا بصوت قوى
- سلموا اسلحتكم ياارجاله .. عشان راجح يتأكد اننا جايين نادوا واجبنا ..

اقترب راجح من احفاده المجتمعين سويا
" انت ياولد منك له .. اسمعونى زين "

دار الاربع رجال نحوه بااهتمام
سليم ساخرا: خير ياجدى .. غم قلبي وقولى المأذون وصل ..

صفق محمد فارحا: يااحلى خبر في حياتى .. انا اول واحد هااا ...

مجدى ممازحا: ومكونش ليه انا هااا ؟ ... مالك ياجدى متغير ليه، في حاجه حصلت ؟!

عماد بهدوء وثبات: حصل اي ياجدى ...

زفر جدهم بضجر: لما تكتموا الاول .. بصوا رجاله العتامنه عالبوابه ..

اتسعت حِدق اعنينهم مندهشين: اييييييه
سليم بتعجب: كيف ؟! من ميته اللي بينهم تار عيعرفوا فالواجب ؟!

اردف الجد قائلا
-انا خابر راس حيدر زين .. المهم عاوزكم تفرحوا وتتبسطوا اكده مش عاوز لمه النساوين دى ...

محمد ممازحا: هات فرعك وهوريك الرقص ع اصوله ياهواري ..

غُما قلبا سليم وعماد لاوامر جده، داروا جميعا نحو صف سيارات العتامنه الذي ملأ بهو قصرهم ..

دلف حيدر من سيارته مرتديا زيه الصعيدي وخلفه ادهم وفايز وزين اولاد اخوته .. تقدم راجح وخلفه احفاده قائلا بصوت جمهوري
- نورت ياكبير العتامنه ..

اشتعلت عينى ادهم بالغل والغضب بمجرد سماعه تلك الجمله، انه لم يعرف بكبير للعتامنه غيره، لازال يخطط لشيء ما ليمتلك هو جاه وسلطان عائلته، تبادلت النظرات فيما بينهما ... ارتفع صوت حيدر قائلا
- مبروك ياعرسان ...

ثم قال بمكر
- لعبتها صووح ياراجح ..

فهم الجد مغزى كلماته ثم اردف قائلا
- عقبال عندك ... ولا نقول عقبالك الاول ياحيدر ! ..
اردف ادهم قائلا
- قريب ياهواري باشا .. قريب وانتوا اول المعازيم .. فرحى علي وجد بت سالم اخر الشهر ...

اشتعلت النيران في قلب سليم كان يود ان ينقض عليه النمر كما ينقض علي فرائسه .. ابتسم ادهم بخبث ثم قال
- طبعا كلكم معزومين ياهواره ..

رمقهم الجد بنظرات ناريه ثم عاد ليرتسم الابتسامه .. -ارفع ياولد صوت الاغانى دى خلينا نفرحوا، ياغفير تعالي اهنه ... احسن سفرة لرجالة العتامنه تتمد ..

تفكك شمل الحاضرين حتى لم يبق الا سليم وادهم يلتهمان بعضهما بنظرات ناريه تحرق مجرة ..
سليم بفظاظه: اخر حاجه كنت اتوقعها انك تيجى ..

ادهم بخبث: اعتبره جَميل .. وفي رقبتك ولازم ترده .. هابقي ابعتلك كارت دعوة .. اومال ايه هو انا والدكتورة وجد شويه ... اصلى ناوي اخليها ليله من الف ليله وليله ...

ضحك سليم بصوت ساخر: وهمك قاتلك ...

قرب ادهم منه متوعدا: هتشوف ...
رمقه سليم بنظره ساخرة: وانت كمان هتشوف .. بس هتشوفها في حضنى .. عشان سليم الهواري مابيسبش حاجه تخصه لحد ..

احمرت اعين ادهم وسرعان ماادخل كفه في سترته ممسكا بسلاحه صوبه نحو سليم بغضب .. رجع سليم خطوة للخلف رافعا حاجبيه وكفيه بسخريه
- اايه كلامى جيه عالجرح .. معلش، عقبال مانفتحوه الجرح دا عشان ننضفوه قريب ...

طافت اعين ادهم فوجد نفسه محاصرا بين فوهات بنادق غفر الهواري .. اتسعت ابتسامه سليم فخرا .. تمالك ادهم اعصابه بصعوبه فرفع سلاحه لاعلي ليفرغ طلقات سلاحه كإنه يفرغ طلقات غضبه من داخله .. التفت الجميع حولهم .. وايضا النساء يراقبونهم من اعلي وخلف النوافذ ..

انخلع قلب ماجده من مكانه علي حبيبها ...
دار سليم بجسده ممسكا بأحدى عصا الغفر ورفعها لاعلي شارعا في رقصه الصعيدى .. اشتعلت النيران بداخل ادهم اكثر .. ارتفعت صوت الاغانى مجددا ثم اقترب مجدى من اخيه يتبادلون الرقصات الصعيديه بالعصيان ... اقتحم مرقصهم محمد وهو صاعدا فوق حصانه يتراقص به علي دقات الطبول والمزمار البلدى ...

رفع عماد عينيه لاعلي فعلقت بعينى نورا المفعمه بالوحده والارق، ابعد عينيه عنها محاولا تجاهلها الذي اصابها في منتصف قلبها بندبه اسقطت دمعة من عينيها ..

لازالوا الاخوات بتراقصون بمرح وضحك وكل منهما فوق حصانه الذي احضره الغفر ومابين عيون مصوبه اسمههما نحوهم تود ان تصيبهم في مقتل ..

كان زين يلتقط جميع لحظات الفرح منذ ان دخل الى ان تركه فاردف قائلا بفرحه عارمة
- اكيد وجد هتفرح قوي لما تشوف الفرح الجبار دا ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة