قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أباطرة العشق الجزء 2 للكاتبة نهال مصطفى الفصل العشرون

رواية أباطرة العشق الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى

رواية أباطرة العشق الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل العشرون

- هتعملى ايه يايسر !
اردفت نورا جملتها وهو تقترب من اختها بفضول .. فاجابت بغل
- لازم الزفت دا يجي هنا عشان ناخد حقنا منه ..
ماجده بعتب لثريا: عاجبك كده ؟!عاجبك كل اللي بتعمليه فينا ده .. - ثم التفت الي يسر-"انت بتفكري فى ايه "
اردفت يسر وهى تفتح هاتف امها وتكتب رساله نصيه: هتعرفى دلوقت ..

" حيدر الدنيا اطربقت فوق دماغنا .. القصر هيكون فاضي الصبح لازم تيجى عندنا مواضيع مهمه نحكوها "
ثم ضغطت على زر ارسال .. شدت ثريا منها الهاتف بصراخ
- انت هتهببى ايييييه !
يسر بنفاذ صبر: طالما انت مش هتقولي لنا الحكايه يقولنا هو ..
نورا بتوسل وهى تجهش بالبكاء: ابوس على ايدك قوليلنا ايه اللي مخبياه من ورانا ! احنا معاك مش ضدتك ..

نهضت عفاف من مقعدها وهى تراقب حديثهم باهتمام فاردفت
- انا هقولكم الكلام اللي كدبته اكتر من 30 سنه .. امكم من وهى عيله ماشيه مع الواد ده .. ولما وقفت قصادها عشان تبعد عنه كرهتنى واعتبرتنى عدوها .. حاولت احميها منه ومن شره بكل الطرق له ببساطه كان بيحاول يلف عليا فلما ملقاش منى سكه راح لامك فاكر انه بينتقم .. بس الغبيه امك صدقته ووقعت فى شباكه ... لما خلصنا الاعداديه جيه عمنا راجح واتكلم مع اخواته ابويا وابو امكم وعاوز يجوزنا لولاده ... طبعا هى اتفرعنت ورفض وانا الوحيده اللي كنت عارفه السبب .. اتكلمت مع امها الله يرحمها وقولتلها ناصر زين وراجل وكفايه انه تربيه راجح الهواري .. وثريا لو رفضت الجوازه دي شرارة النار هتولع فى قش البيت ومحدش هيوقفها .. وفعلا اتجوزت انا وثريا فى ليله واحده .. بس اللي حصل واللي اكتشفه ناصر انها كانت بتاخد حبوب منع حمل اكتر من 5 سنين عشان مش حباه ولما كشف مخططها قالها هطلقك خافت واتراجعت وجات نورا وسافرت معاه على مصر ...

وعشتوا حياتكم هناك كنت اسمع اخبارهم من فين لفين .. وكانت تزورنا بكل بت فيكم اول ما تولدها وبعدين مانشوفش وشها تانى ... ومرت الايام لحد ما دخان الاشاعات طلع وجاتلى "زينب " الشغاله عندكم كان عمى راجح باعتها تخدمها عشان مابيثقش غير فيها ... فاكره زينب ياثريا ! وقالتلى ان بت عمى على علاقه مع راجل غير جوزها .. مصدقتهاش وهددتها وطردها وماتت زينب محروقه بعدها بكام شهر .. وقولنا قضاء وقدر .. وكتير كتير لحد ماوصلنا للوقفه دى ! بالمختصر امكم خاينه عيله طايشه بتجري وراء اوهامها .. والصوره وضحت دلوقت بكلامك ياماجده.

جمرات من النار تتقاذف على قلوبهم .. ربطت الصدمه افواهمم يتبادلون الانظار فيما بينهم بذهول ودهشه .. تعكزت نورا على عكاز دهشتها لتردف بعدم تصديق
- الكلام ده ح ص ل !
لم تجد ثريا مفرا غير الاعتراف .. فنطقت صارخه: كنت بحبه ومحبتش غيره ! عمرى ماحبيت ابوكم .. حيدر الوحيد اللي خلانى اقدر اعيش معاه العمر ده كله ؟!
هتفت ماجده بذهول: اااه وده من علاقتك معاه فى الحرام !
يسر باستنكار: انا قرفانه من نفسي انك امى ..
واصلت عفاف حديثها: انت اللي قتلتى ناصر ياثريا ! مش كده .. انا عارفه من اول يوم غاب فيه انه اتقتل .. ناصر لما خرج انت مكنتش فى البيت ومن ساعتها مارجعش ..

سدت نورا اذانها فلم تتحمل ان تستمع للمزيد صارخه: ايه الشر دا !
وقفت يسر وهى تجهش بالبكاء: ابونا اتقتل ! قتلتى ابونا .. لا ماتقوليش !
هزت ثريا راسها نفيا وهى تلتقط انفاسها بصعوبه:حيدر اللي قتله زي ماقتل سالم ...

ركض محمد خلفه متسلل فى خفيه وسرعان ما اطلق رصاصه بجوار قدمه جاهرا
- والله ووقعت ومحدش سمى عليك ياادهم .. ياخى الدنيا دي صغيره قوووى
وقف ادهم خلف وجد وهو يصوب السلاح على راسها
- انسي انك تقرب خطوه ..
صرخت وجد: بت حمزه الخياط يامحمد .. الحقها جووه وسيبك منىىىىىىىىىى ...
وفجاة انقض احد حرس ادهم بمؤخره سلاحه على عنق محمد فسقط مغشيا عليه ..
جاء حمزه الخياط من الخلف لتصيب رصاصته ظهر احد الخفر ولكنه فوجئ باخر يأتيه من الخلف
- ولا حركه ؟!

ثبتت خطوة الخياط مفكرا ببرعه فتعمد ان يرجع للخلف بخطوات سلحفيه ليتعرف على سلاح عدوه الذي تعمد غرزه فى ظهره .. فهم الخياط ما يحمله الحارس بنقدقيه فسرعان ما ركل قدمه للخلف ليصيب الرجل فى ركبته وفى لمح البصر دار بمهاره قتاليه وهو يقبض على فوهة البندقيه ويدفعها للخلف فتصيب مؤخرتها ذقن الرجل فيتراجع متألما .. لك يكف عن ذلك فانهال عليه ببعض اللكمات القويه التى فقدته وعيه ..

اصبحت النيران تتنقل شيئا فشئيا وتمسك فى الاخشاب الموجوده بالمخزن حتى اختنقت انفاس عشق التى فقدت القدره على التحرك .. استجمعت كل قوتها بتقف على رجليها مستنده  على الحائط وهى تتلوى الما واختناقنا وتسعل بقووة حتى انعدمت كل مقاومتها ولم تتحمل الالم اكثر حيث سقطن مغشيا عليها فى بركه المياه التى انفجرت منها
ركض سريعا حتى وصل اى مسقط النيران التى تكتسح كل ما يقابلها .. فنزع عبائته سريعا وهو يضفىء النيران التى تحاصر الباب جاهررا.

- متخافيش يااعشق ...
وعلى حدا جهر النقيب حمزه وهو يركض فى ساحه المعركه
- مرتى ياعماد هتروووووووح منى ...
ركض عماد خلف حمزه وهو يقتنص اعدائهم بحرافيه  .. ومن ناحيه اخري وجدوا انفسهم محاصرين بين تلاته من الحرس .. فلم يتحمل النقيب حمزه اكثر حيث استجمع كل ثورات غضبه وهو يقفز بخفه ويركل الشخص الذي يقف امامه وفى نفس اللحظه انطلقت احدى الطلقات الطائشه من احداها فتلقاها النقيب حمزه فى صدر الشخص الذي هاجمه .. اما عن عماد فطوق ذراعه بحرافيه حول عنق الاخر وهو يحتمى بجسده ليضرب من اطلق النار على النقيب حمزه فاصابت رصاصته ذراعه والثانيه كانت فى ساقه فرفع سلاحه ويضرب بموخرته الشخص الذي يحاصره بذراعيه ..

يخرج سليم من المكان الذي فقد وعيه به متجها على صوت صراخ وجد التى تقاوم ادهم بكل قوتها .. ركض خلفهم باتزان مختل وهو يتمايل يمينا ويسارا .. جاهرا
- غبى لو كنت مفكر انى هسيبهالك ؟!
اسرع ادهم فى خطاه ليختبىء خلف سيارته ويطلق رصاصته عليه :
- وتبقى غبى لو فكرت انى هسيبك تتهنى بيها بعد النهارده ...
اختبئ سليم وراء مؤخرة سياره ادهم ليتفاد رصاصته قائلا بحده
- انا شايف انك تخرجها هى من الحساب اللي ما بينا .. ونتحاسب راجل لراجل
ضحك ادهم بسخريه وهو يحكم قبض يده على شعر وجد وهو يلهث
- مابلاش وتتكلم على قدك .. انا اللي معايا السلاح ياولد الهواري ..

طافت عينى سليم بحذر وهو يترقب لمخرج فاردف بسخريه قاصدا ان يشغله
- عمرها ماكانت بالسلاح ..
تحرك سليم ببطء على حافة السياره لينقض على ادهم ولكنه فوجئ بالرجل الذي ضرب محمد
- اقف مكانك ..

جذب ادهم وجد من شعرها فتعمد ان يفقدها وعيها وهو يضربها بقوة على راسها اصدرت صرخه قويه ارعدت قلب سليم الذي جن جنونه وانقض على الرجل المسلح بجبروت وبضرب مفضى الى موت .. استغل ادهم اشتباك سليم مع الحارس  وادخل جثمان وجد فى الكنبه الخلفيه وسريعا صعد سيارته -الجيب شروكى-  وتأهب للانطلاق فرجع  للخلف قاصدا ان يتخلص من سليم ولكنه سريعا ما حدف الرجل مكانه وقفز هو ليتمسك بالسياره .. تعمد ادهم ان يرتطم بالجدران والاشجار ليفلت قبضه سليم وللاسف فاز فى ذلك .. دار مقود السياره ليفر هاربا من البوابه ولكنه فوجئ بقوات الشرطه تقتحم المكان .. لف سريعا وهو يلعن الحظ منطلقا نحو الباب الخشبي الخلفى هاربا ...

ركض سليم بكل قوته صوب سيارات الشرطه ليدفع يوسف الذي يندلف من سيارته ويحتلها بجنون ... هتف يوسف صارخا
- يااااسليييمممم انت هتعمل ايه ؟
تجاهل سليم نداء يوسف وانطلق بسيارته خلف ادهم .. اما يوسف فتحرك سريعا ليصعد هو الاخر البوكس ويعطى الاوامر للعساكر سريعا
- نضف لى ياابنى المكان ده .. يلا ...
انطلق يوسف خلف سليم بنفس السرعه التى تسببت فى احداث سحابه من الاتربه تشوش الرؤيه ..

نجح الخياط فى انقاذ ابنته من بين النيران .. فحملها بين ذراعيه وركض بها للخارج فتلقاها منه زوجها وهو يأكل خطاوى الارض ركضا
- عشق ... عشق انت كويسه ؟
بسط حمزه جسدها على ساقه وهو يتوسل لها رجيا ان تفيق .. اما عن ابيه الذي انخلع قلبه وهو يقبل كفها ولثانى مره تخدعه دموع عينيه وتتساقط امام احد غير امها ..
لاحظ عماد من بعيد حركه محمد وهو يستعيد وعيه فاسرع اليه وهو يتشبث بيده ليساعده على النهوض
- انت كويس يامحمد !
- ادهم خد وجد يااعماد ومعرفش اتلحقها ...
- يوسف طلع وراه فوق بس وتعالى الحق مراة حمزه ...

دلفت صفوة بارتباك من السياره للخفير: هما اتاخروا اووى جووه ... انا قلقانه يكون حصلهم حاجه ...
الخفير بحزم: ان شاء الله خير يادكتورة .. الحكومه وصلت جوه وهينقذوهم كلهم ..
صفوة بقلق وهى تهز راسها نفيا: لالا انا لازم اروح اشوفهم حصل اي .. منا مش هقعد متكتفه كده ..
وقف الخفير امامها ليعيق طريقها: ماينفعش جنابك .. كده هنخالف اوامر سليم بيه ..
زفرت صفوة باختناق: خلاص انا هقعد فى العربيه وانت تروح تطمنى حصل ايه .. نفذ يلا يااما هروح اشوف بنفسي ...
- خلاص خلاص جنابك .. ارتاحى فى العربيه وانا هروح واطمنك ...
- يلا بسرعه طيب ...
ذهب الخفير بنفاذ صبر بعد اصرار صفوة التى تقف على اوتار القلق مزفره
- استرها يارب ومايكنش حد فيهم جراله حااجه ..

وسرعان ما خطف اذانها صوت صراخ مكتوم يبتعد عن المكان .. فحددت مصدر الصوت وهى تقترب بخطوات استكشافيه وتنظر يمينا ويسارا تحت ضوء القمر فى ليله تمامه .. حتى وضحت لها الرؤيه عندما وجدت حسن يفر هاربا ب ورد التى اتخذها حمايه له .. اتبعت صفوة خطاه بحرص شديد .. وهى تختبئ خلف الصخور .. فسقطت عينها على حجر كبير فى الوقت التى عضت به وجد كف حسن ونجحت فى التخلص منه وهى تصرخ بقله حيله محاوله الهرب منه .. استجمعت صفوة كل قوتها فهجمت على رأسه بضربه قويه اثرها سالت الدماء من راسه .. شهقت ورد وهى تحتمى بها
- انت عملت ايه .. يلا نجرى من هنا ..

اردفت صفوة بتساؤل وهى تتشبث بكفها: انت اخت وجد ؟!
ظل حسن يتأوه قليلا حتى رأي الدماء تتساقط من رأسه فجن جنونه .. فقفز خطوه واسعه لينقض على صفوة من شعرها التى تراجعت صارخه .. وعلى حدا انهالت عليه ورد بضربات جنونيه كى يفك قبضته من عليها .. دفعها حسن بكل قوته فأطاح بجسدها بعيد لترتطم رأسها بحجر صخرى فتقد اتزانها .. صرخه صفوة مستغيثه وهى تحاول التخلص من قبضته .. فصفعها حسن بقوة على وجهها قائلا بنبره تهديديه
- وده رد خفيف عشان تحاولى تمدى يدك على حسن ابو قبيل ..
ثم دفعها بقووة وركض نحو الطريق السريع فصدمته سيارة مجدي التى يقودها باقصي سرعه .. فرمل مجدي على صوت صراخ وعد.

- حاااااااااااااااااااااااااااااااااسب يامجدى .. .
تحمل حسن على ساقيه محاولا القيام ودلف مجدي سريعا فاتبعته وعد بخوف يقطم جوفها .. ركضت صفوة عليه مستنجده
- متسبهوش يهرب يامجدى ...
انقض عليه مجدى بلكمه قويه انهت كل قوته
- والله ووقعت فى يد اللي ما بيرحمش ..
وعد بلهفه: صفوة طمنينى على بنتى .. جرالها حاجه ...

فاقت ورد من اثر الصدمه وهى تقترب منهم
- عشق كانت مع وجد لما حسن ولع فى المخزن .. لازم نلحقهم ..
مسكت وعد كف ورد راجيه وهى تشدها بقوة
- تعالى تعالى نطمن على بتى ..
اما عن صفوة فالتفت لنداء مجدى اضعف قوة حسن قائلا
- هاتى حبل من شنطه العربيه بسرعه ...

ياكل خطاوي رمال الصحراء بسرعه محاولا الهرب من سليم الذي يلاحقه ... اما عن وفلازالت مغيبه تحت تاثير ضربه ادهم شارده فى عالم اخر لا تبحث فيه الا عن قلبها .. تستلذ فى منامها بصورة سليم الذي يمازحها ويركض خلفها جاهرا
- هتروحى منى فين ؟!
لتصدر ضحك فى منامها عاليه تبث المرح بجوفها
- منا لازال اتعبك شويه عشان تستمتع بطعم الحاجه .. اومال تاخدها كده بالساهل يعنى ..

استطاع سليم ان يضرب جانب سيارة ادهم بحرفيه فاندفعها اثرها للامام وهو يلعنه بابشع المصطلحات .. داس ادهم بنزين وهو يلتفت للخلف بخطف نظره على سياره سليم التى بعد عنها قليلا ونظره اخرى لوجد قائلا بتوعد
- لازم احرق قلبه عليك .. انت نقطة ضعفه وانت نفسك نقطه قوتى !
يحاول من الخلف يوسف ان يلحق بسياراتهم التى لم ير منها الا انوار تملا المكان واتربه تحجب الرؤيه وهو يضرب مقود السياره بغل ويضغط بنزين ..
- يلعن كده ياااخى ..

تعمد سليم ان يغير مسار ادهم ناحيه ارتفاع الجبل .. فدار مقود سيارته للجهه الاخرى وهو يقترب منه حتى اصبحت سيارته من الشمال يحاصرها الجبل وصخوره وومن الامام سيارة سليم .. لم يجد ادهم حلا الا المواجهه .. شد اجزاء سلاحه متوعدا
- حفرت قبرك بيدك يااااهواري ...
دلف سليم من سيارته ومن الناحيه الاخرى ادهم الذي ضرب عدة رصاصات نجح سليم فى تفاديهم .. قفز فوق السياره بخفه وهو يركل بساقه السلاح من يد ادهم وبمهاره قتاليه حاوط عنقه برجليه وهو يجلس فوق مقدمه السياره ..

لم يجد ادهم مفر من قبضة سليم الا انه يتراجع للخلف ببطء وهو يلتقط انفاسه بصعوبه .. اردف سليم بغضب
- كده نتحاسب راجل لراجل ..
تحلص ادهم من حصار سليم بصعوبه وهو يتراجع للخلف مختلا اتزانه .. اندلى سليم من اعلى ليقف امامه
- لا لسه دانا عاوزك حي انا هتفيص من اولها ... دا حساب وبيتاخد ..
فاجئه ادهم بلكمه قويه وبعد ركض من امامه .. لم يهتم سليم به فلحق به ثم امسك بملابسه من اعلى وهو يديره ليردها له بضربه اقوى ثم اخرى على انفه جعلت الدماء تتدفق منها قائلا بنبرة قويه
- طول عمرك عايم فى بحر الشياطين اللى كله كره وغل وحقد .. وده لانك ناقص .. وسبق وقولتهالك الناقص هو اللي بيبص فى طبق غيره ... بس جيه الوقت اللي اريح فيه الناس من شرك ..

انقض سليم على ملابسه بكلتا يديه وهو يرجه بقوه
- انت ايه ؟! مش بنى ادم ! طيب قبل ماتلعب بالنار ماجاش فى بالك انها ممكن تلسعك .. مش دمك ولحمك اللي انت مبهدلها دى !
عدة لكمات من سليم طفرت بها ملامح وجه ادهم حتى جثى على ركبيته متأوها .. لم يكف سليم عن ذلك فركلها بساقه بعيدا حتى القى ارضا وهو يسعل بقوة ويلهث رمال الصحراء قائلا
- ااه وتوجع قلب بت عمك اللي غرقان فيّ .. ماجده هى اللي قالتلى اخطفها كان شرطها الوحيد انى اقهر قلبك على وجد عشان تتجوزنى .. وانا كنت بنفذ .. شوفت انتوا كمان ياهواره ناب الشر فى سنانكم..

توقف سليم لبرهه محاولا استيعاب كلماته قائلا: ماجده ؟!
انحنى كى يقفه امامه مره اخرى ولكنه فاجئه بوضع الاتربه بعينه ليبتعد عنه .. نصب سليم عوده وهو يتراجع للخلف اثار الام عينيه .. وفى تلك الاثناء وقف ادهم الذي فوجئ بسيارة الشرطه تقف امامه ..
دلف يوسف سريعا وهو ينقض عليه ولكنه فشل فى اصابته باى مكروه لان ادهم هجم على خصره وتراجع به للخلف ليرتطم بالسياره .. كتم يوسف اصوت تألم .. فرفع كوعه بقوة وانهال على ظهره .. ارخى ادهم قبضته وهو يتراجع للخلف قليلا ثم يندفع بقوة بجسده ليضرب بيوسف ولكن مخططه فشل تلك المره فسرعان ما دار يوسف بمهاره قتاليه ليبتعد عن مقصده ..

شرعت وجد ان تستعيد وعيها شيئا فشيئا لتر نفسها ملقاه داخل سياره تكره اركانها فنهضتت ببطء محاوله ان تتذكر ما مرت بيه لتلتف انظارها نحو الشجار الناشب بالخلف .. فهتفت بفرحه
- سليم !
طوق سليم خصر ادهم من الخلف فاسقط يوسف بعض لكماته الحديديه على وجهه فلم يستلسم فسرعان ما ضرب انف سليم برأسه وركل يوسف فى بطنه مبتعدا عنهم ويخرج سلاحا ابيض من سترته "مطوه " ويلوح امامه وهو يلملم ما تبقي من قوته
- محدش فيكم يقرب .. انا خلاص مابقتش باقى على حد ..

قرب يوسف خطوه سلحفيه فجهر ادهم بصوت هستيري: قولت محدش يقرب ..
فى تلك الاثناء اندلت وجد بهدوء من السياره لتسير فى خفيه حتى وصلت لسيارة يوسف وسقطت عينها على سلاحه الملقى بالداخل .. فوقت لبرهه تترقب الوضع حتى عزمت امرها وانحنت لتأخذه ..
لازال ادهم يلوح بمطوته ويتراجع للخلف ويهذى بكلمات غير مفهومه
- انا ههرب ومحدش فيكم هيقربلى .. ب س بس حط فى بالك ياهواري هرجع تانى واكون اقوى من الاول وهحرق قنا باللى فيها ! انا راجع .. راجع وهحرق قلبك .. انا اللي هكسب فى الاخر ...

كانت تلك اخر جملة اردفها ادهم قبل ما تنطلق رصاصة الثار من جوف وجد الي صدر الهدف الذي سقط فى الحال .. نظره خاطفه من عيون سليم ويوسف نحو جثمان ادهم الذي لقى مصرعه فى الحال ونظره اخري نحو مصدر الرصاصه ..
القت وجد السلاح من يدها وهى تجهش بالبكاء الهستيري
- خدت تار اخويا ... كان لازم يدفع تمن كل الشر اللي عمله ...
ركض سليم نحوها ليلتهمها فى حضنه ويتحسس جسدها الذي يترعد وانفاسها التى تحترق قائلا
- اهدى يااوجد اهدى !

اما عن يوسف فجثى على ركبيته سريعا لينتاول سلاحه ويمسح اثار وجد قابعا اثار يده فوق السلاح قائلا بسرعه
- اهدى ياوجد .. ده مجرم وكان لازم ياخد عقابه ..
صرخت وجد فى حضن سليم: انا قتلته ياسليم .. هو يستاهل هو اللي جابه لنفسه هما اللي قتلوا اخويا ...
ضمها سليم الي صدره بقوة محاولا تهدئتها
- اهدي خلاص اهدددددددي !

"صباحا"
- اهدي ياوعد .. هتبقى كويس !
حضن الخياط زوجته التى تقف امام غرفه العمليات فى المستشفى وكل ما بجوفها يرتعد الما .. فتشبث بذراعه
- ليهم تلات ساعات جوه .. بتى هتروح منى خلاص ياحمزه ! اعمل حاجه ..
- هتقوم ان شاء الله .. دي بت حمزه الخياط قويه وهتتحمل .. وانت كمان اهدي وبلاش توتر ..
صرخت وعد بألم: خايفه يحصل فيها زي اللي حصلى .. مش هقدر اشوفها متعذبه زي مانا اتعذبت واتحرمت من الخلفه باقيه عمرى .. واتحرمت ان يكونلى ولاد كتير منك .. انا لاول مره اكون جمبك فيها مرعوبه ياحمزه ...

قبل حمزه كفها لتتساقط دموع عينيه قائلا بحزن
- وانا لاول مره اكون مطمن بيك .. ربنا عادل ياوعد مش هيوجعنا مرتين ..مش دى نتيجة صبرنا وعوضنا .. خلى ايمانك بيه كبير ..
اقترب النقيب حمزه الذي تدهورت ملابسه قائلا بلهفه: هما بيعملوا ايه جوه لكل ده !
التفتوا جميعا نحو صوت فتح الباب فخرجت الممرضه وبيدها طفل صغير وعلى ثغرها ابتسامه فرحه
- الف مبروك ولد زي القمر ...
وعد بلهفه: امه عامله ايه .. طمنينى بتى كويسه ..

اومأت الممرضه ايجابا: هى حالتها كانت صعبه اوي بس دلوقت هى احسن ونايمه ساعتين كده وهتفوق متقلقوش .. الف مبروك ..
تناول الخياط حفيده بين يديه بشغف وهو يقبله بحب ضم عليه حمزه ووعد الذان انفجرت اصوات ضحكهم من جوف الحزن وهما يقبلان الصغير بشوق وارتياح بعد رحلة عناء ...
هجهر حمزه الخياط قائلا
- اهلا بالخياط الصغير اللي نور حياة جده ؟!
رفعت وعد عيونها مستنكره: انت هتسمى الواد اييه !
حمزه باصرار: قولت الخياط على اسم جدي ؟

رد النقيب حمزه بعدم تصديق: حمايا بيهزر يادودو متاخديش على كلامه ..
اقتضبت ملامح حمزه وتحولت من الفرح للعبث
- انت بتدلع مراتى قدامى كمان ! دانت يومك اسود معايا ...
التقطت النقيب حمزه ابنه اخيره من قبضه الخياط قائلا بمزاح
- بااااااس انا هاخد ابنى وانت خد مراتك ونفضها سيره .. انا ولدى يتسمى الخياط لييه ! خلصت الاسامى من البلد ! دا الواد يطلع يتحسبن فينا !

- سامعه الواد اللي مترباش ياوعد .. طاب هنشوف كلام مين فينا اللي هيمشي ياسياده النقيب .. وكلمة حمزه الخياط مش هتنزل الارض
جهر الخياط جملته باغتياظ فضحكت وعد وهى تعانقه بحب وتتخلص من احزان قلبها قائله
- تؤ هو حمزه الخياط واحد بس ماينفعش يتكرر ؟!
اخفض نظره اليه ليقول بحب: ممم خلاص هسيبهاله المره دي عشان الكلمتين الحلوين دول ياوعد ...

 

خرجوا جميعهم من قسم الشرطه ولازالت وجد عالقه بذراع سليم بخوف وتقف صفوة بجانبها تربت على كتفها بهدوء تحت انظار مجدي الذي يتفرسها بعينها .. اتى يوسف من الخلف ليقف بين عماد ومحمد قائلا
- ماتقلقوش ياجماعه كله سهل .. مافيش غير شخص واحد اللي مات من الحرس والنقيب حمزه قال ان هو اللي ضربه .. وكمان وجد مافيش اي شبه ناحيتها لانها لما ضربت النار كان بسلاحى وانا قولت انى ضربته اثناء مطاردتى له .. وتقدروا تروحوا ولو فى اي استدعاء من النيابه هكون صوري بس مش اكتر ..
تدخلت ورد سريعا فى الحديث: يعني خلاص على كده هنعيش مرتاحين .. مافيش خووف ؟!
ابتسم يوسف مردفا بدون وعى: طول ماانا موجود مافيش حاجه تخافى منها !
لكزه محمد فى ذراعه فتنحنح يوسف ليعدل كلامه سريعا
- قصدى كلنا يعني .. رجاله الهواري ياكلو الزلط ياورد ...

تدخل عماد سريعا
- طيب دلوقت احنا عرفنا ادهم ومات وحسن فى الحبس .. حيدر بقي فينه راس الافعى لسه موجوده ؟!
ربت سليم على كتف وجد باطمئنان ليردف بثقه عارمه
- دي عليا انا بقي ... حبيت اموته بالبطئ ..
التفتوا جميعهم الي سليم بصوت جمهوري: ايييه اززاي !
ابتسم سليم بكبرياء: ازاي دى هتعرفوها فى وقتها .. المهم يلا نطمن على مراة النقيب حمزه !

وقفه عماد قائلا: يابنى البيت والع حريقه وامك على اعصابها وكمان نورا صوتها مش عاجبنى ..
تدخل مجدي سريعا ليردف: المهم دلوقت انا حد يخفينى من وش حمزه الخياط عشان لو شافنى هيخلى الطب يحتار فيا ...
ضرب محمد فى كتف مجدي بسسخريه
- بقي الراجل يقولك خلى بالك على مراته .. تقوم تجيبهاله وتيجى !
ضحك مجدي بصوت هادئ ليردف بثقه
- حبيت ابهركم بانجازاتى ..
يوسف ممازحا: سلملى على الانجازات دي لما يقابلها الخياط ...

" صباح الفل الاول .. قبل ماتخش المخزن عاوزك تجمد قلبك لان كل بضاعتك عامت جوه وبقيت سحلب .. مع تحيات سليم الهواري ..(اصل دم راجح مش هيروح هدر بالبطئ كله هيستوى)
ورقه بيضاء بالخط العريضه موضوعه على باب المخزن الذي ذهبت له وجد سابقا لتعد المخدر تركها احد رجال سليم الهواري الذي يتابع خطى حيدر منذ فتره .. فنجحوا فى تدمير بضاعة من الممنوعات يتجاوز سعرها ملايين الجنيهات .. قرأ حيدر الورقه الذي جاء ليطفر بامواله قبل ان يغادر البلد ولكنه احتل ملامحه الذهول محاولا استيعاب مفردات الورقه وما تحمله بين ثناياه .. فتح القفل سريعا ليتفاجئ بالمياه اذابت كل شيء .. انغمست قدميه فى بركه المياه المتعفنه وهو يطوف بعيناه فى ارجاء المكان يبحث عن بضاعه وامواله فصرخ جاهرا.

- ياولاد الكلب ... ياولاد الكلب
ثم دخل فى غيبوبه ضحك هستيري كأنه ارتدي ثوب الجنون ليتفاد صاعق صدمته .. يحرك اقدامه فى المياه بتقاثل وهو يلهث ضاحكا
- الفلوس كانت هنا ... البضاعه اللي خدت عربونها .. كلهم كانوا هنا ...
ثم جحظت عيناه الاتى التهبت غضبا مردفا: هتدفع التمن غالى ياا ولد الهواري ..

امراة تختبئ داخل ثوبها الاسود تحمل حقيبه من القماش على كتفها وتركض متسلله خلف الاشخار تبحث عن طوق النجاه
- يلا ياساميه .. لازمًا تمشي من اهنه ! يلاااا مافيش وقت قبل ماحكايتك تتكشف ..
وصلت ساميه للطريق السريع لتقف امام شاحنه ضخمه وتلوح بكفيها .. فصف السائق جنبا وهو يخرج راسه من النافذه
- في ايه .. عاوزه ايييه ؟!
وقفت ساميه تحت النافذه لتتوسل اليه
- شالله تعيش ياخويا خدنى لمصر فى طريقك ...انا واقعه فى عرضك .
رمقها السائق بحيره ثم اردف قائلا بشك
- تعالى .. اركبى ..

فرحت ساميه وهى تهذي بعدم تصديق
- روح اللهى يسترك ومايوقعك فى ضيقة ابدا ...
دارت ساميه لتصعد الشاحنه بعتب بجوار السائق وهى تشكره كثيرا .. شرع السائق بالتحرك اما عنها فاستندت برأسها على النافذه تسترجع ذكريات الماضي.

#فلااااش بااااك
فتاة فى منتصف العشرينات ترتدي ملابس خليعه فى احد غرف الملهى الليلى لتتدلل امام انظار فؤاد العتمانى " اتاخرت عليا المره دي .. هونت عليك "
نهضت ليحتضنها بلهفه فابتعدت عنه بميوعه ودلال: هو مش باين انى زعلانه ولا ايه ؟!
- هو الموضوع بجد ولا ايه ..
اومأت ايجابا وهى تتدلل امامه: بص يافؤش انت خدت وقتك وفكرت ياما يابن الناس تكتب عليا وابنك يتربي فى عزك .. يااما تدينى مبلغ معتبر يسكتنى ويادار ما دخلك شر ..
- بس انا عحبك ياساميه ؟!

- يبقي تكتب يافؤاد !
- دول كانوا يقتلونى فى البلد .. مانا مش هتجوز غزيه ؟!
- والغزيه مش عاوزه تعرفك تانى ! يلا طريقك اخضر ..
رمقها فؤاد بنظرات حائره ثم خرج بنيران غضبه .. ظهرت امراه اخر من بين الملابس لتردف بلوم
- ياجبروتك ياشيخه .. افرضي عرف انك مش حامل ؟!
ضحكت بمكر وهى تنزع حذائها العال: كله معمول حسابه .. هو واقع فى ساميه وساميه مش هتسيبه وهيرجع تانى بس لما اختفى واخليه يدور عليا الاول ..
- انت ناويه على اي ريحي قلبي يابتى ؟!

- انا تعبت ياما من شغل الكباريهات عاوزه ارتاح ومافيش غير فؤاد هو اللي هيريحنى من القرف ده هياخدنى الصعيد عندهم مكان بعيد ومحدش هيعرفنى وكمان راجل متريش ومعاه خير يبقي اسيبه ليه ؟!
- واي حكايه العيل دا ؟!
التوى ثغرها ضاحكا بمكر: اهو نكسب ثواب فى اي عيل من بتوع الملجأ ...
#بااااااااااااااااااااااااااااك.

نفس الابتسامه شقت جوفها ولكنها اكثر الما
- 30 سنه اربي فى واد مش ولدى .. جيه الوقت اللي ارجع فيه لارضي للمكان اللي اتبرت عليه وسبته ..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة