قصص و روايات - قصص رومانسية :

تعافيت بك يوم الجمعة (حلقات خاصة) للكاتبة شمس محمد الفصل الرابع والعشرون

تعافيت بك يوم الجمعة (حلقات خاصة) للكاتبة شمس محمد الفصل الرابع والعشرون

تعافيت بك يوم الجمعة (حلقات خاصة) للكاتبة شمس محمد الفصل الرابع والعشرون

لطيفة كما نسمة الهواء لامعة مثل نجوم السماء.
تحرك يونس نحو الخارج لمدة ثوانٍ ودلف مبتسمًا فسأله عامر بتعجبٍ:
مين برة يا يونس؟
دلف الضيف الغير متوقع تواجده في ذلك الوقت وهو يقول:
أنا، هيكون مين يعني؟
شعر وكأنه طيرٌ يحلق بجناحيه حينما وجد صديقه أمامه فتحدث عمار بلهفةٍ خالطتها الدهشة حينما رأه أمامه:
عبدالرحمن! أنتَ جيت بجد؟
أبتسم له بحبٍ ثم دلف الغرفة يقترب من الفراش يهتف بتأثرٍ:.

آه وأجي من أخر الدنيا كلها مخصوص علشانك.
فتح عمار ذراعه له فاقترب منه عبدالرحمن يعانقه بحبٍ وهو يقول بنبرةٍ اتضح بها اضطرابه لأجل صديقه:
معرفتش استنى لما عرفت اللي حصل، هو أنا يعني عندي غيرك علشان أجيله مخصوص، طمني أنتَ كويس؟
ابتعد عنه عمار يقول بتأثرٍ:
بقيت كويس علشان شوفتك، بس مكانش ينفع تقطع شهر العسل بتاعك علشاني، ليه كدا يا عبدالرحمن؟
رد عليه مُبتسمًا بقلة حيلة:.

الفكرة إن هي بنت أصول ولما لقتني زعلان قالتلي نروح علشان أشوفك بس هعوضها هنا ونخرج سوا مع بعض، قولت أهم حاجة بس أني أشوفك.
اتسعت ابتسامة عمار أكثر وهو يقول:
ربنا يديمك ليا، يا أخي مش عارف من غير دخلتك الغريبة عليا دي في المدرج علشان تتكلم معايا كان زماني جيبت صاحب تاني زيك منين؟
غمز له عبدالرحمن وهو يقول بنبرةٍ ضاحكة:
كنت هاجيلك في أي يوم تاني هو أنا كنت هسيبك؟
تدخل عامر يقول بضجرٍ مصطنعٍ:.

خلاص يا حبيبي منك ليه أنا بغير، خلاص.
تحرك عبدالرحمن يرحب به و يرحب ب وليد وكذلك الأطفال الصغار وهم يضحكون مع بعضهم، فقالت سيدة بامتنانٍ له:
تسلم رجلك يا حبيبي، وربنا يسعدك إن شاء الله، ربنا يخليكم لبعض.
ابتسم لها قائلًا بلطفٍ:
دا حقه عليا يا طنط، بعدين هو أخويا مش صاحبي، يقوم بس هو ويشد حيله علشان قعدته كدا غلط تطول.
ازاح عمار جسده قليلًا على الفراش وهو يهتف بحماسٍ:.

تعالى بقى أقعد جنبي هنا، دي جاسمين داخلة ومحملة والأكل على حسابها الليلة دي.
هتف عبدالرحمن بحماسٍ:
بجد؟ جايبة إيه
ردت عليه بوجهٍ مبتسمٍ وكأنها تخبره عن فوزها بإحدى المسابقات الأوليمبية:
جيبتله أندومي بطعم الفراخ، بس مش هينفع حد ياكل منه غيره هو، علشان هو تعبان.
رد عبدالرحمن ببساطةٍ يجاريها في الحديث:
طب الست مكلفة بالجامد أهو يا جماعة، كتر خيرها.
انتشرت الضحكات عليها، فسأله يزن بمرحٍ بعدما وقف أمامه:.

هو أنتَ مش هتسافر تاني؟ هتفضل قاعد هنا؟
حرك رأسه موافقًا بقلة حيلة وهو يقول:
هعمل إيه يعني؟ كله علشان خاطر كابتن عمار
تحدث وليد بتهكمٍ من مشاعر الصديقين لبعضهما:
يا حبايبي. أنا ليه معنديش حد زيكم في حياتي؟
اندفع عامر يقول بضجرٍ في وجهه:
أنتَ قليل الأصل يالا؟ مش مرة عربيتك عطلت على الطريق ومحدش عبرك غيري ونزلت لحقتك على الطريق في نص الليل؟ أنتَ واطي ليه؟
رد وليد بسخريةٍ:.

يعني هو كان ببلاش؟ مش عزمتك على كبدة بعدها؟
هتف عامر بصوتٍ عالٍ يعرب عن انفعاله:
نعم؟ والبيبسي بعدها كان على مين؟ والبنزين اللي دفتلك تمنه، إيه هننكر؟
قبل أن يتحدث وليد يدافع عن نفسه، رفع عمار صوته بضيقٍ منهما:
خلاص. خلاص بقى منك ليه إيه قلة الأصل دي، روحي يا خلود هاتي حاجة يشربوها أحسن من الصداع دا.
تحركت خلود ومعها الفتيات الصغيرات فيما جلس البقية مع عمار.

في شقة حسن المهدي
ارتدى ثيابه لكي يخرج يطمئن على عمار فوجد هدير تركض نحوه بلهفةٍ وهي تقول بإلحاحٍ عليه:
هاجي معاك، علشان خاطري.
رفع حاجبيه وردد ساخرًا:
تيجي فين يا حلوة الملامح؟ اقعدي مع عيالك ياختي.
ألحت عليه أكثر:
خدنا بس على ضمانتي، هنروح نزوره وبعدها نرجع على هنا علطول، خلي عندك ثقة فيا، مش واثق فيا؟
حرك رأسه نفيًا، فسألته هي بلهفةٍ:
إيه؟ مش واثق فيا؟ خالص؟
حرك رأسه موافقًا ثم أضاف بتهكمٍ:.

مش واثق فيكِ من هنا لحد باب اوضتنا دي، يعني مش مكمل حتى مقدار خطوتين، روحي يا حلوة اقعدي مع عيالك اللي أنا اقنعتهم بالعافية يقعدوا، اكبري بقى.
تنفست بعمقٍ وسألته بخبثٍ:
يعني دا أخر كلام عندك؟ خلاص كدا يا أبو علي؟
حرك رأسه موافقًا فقبلت هي وجنته ثم خرجت من الغرفة لينظر في أثرها بتعجبٍ وهو يُحملق بها وبعد مرور ثوانٍ معدودة خرج لهم من الغرفة فوجد فاطيما تركض نحوه وهي تقول بلومٍ:.

مش عاوز تاخدنا معاك يا بابا؟ ليه؟
رد عليها مُفسرًا:
علشان عمار تعبان أوي وأكيد مش عاوزين دوشة جنبه، خليكم هنا مع ماما لحد ما أرجع تاني، تمام؟
اقترب علي منه بعدما نظر لوالدته بارتباكِ لتحثه هي على الاستكمال، لذا قال بثباتٍ استطاع تصنعه:
خلاص لما ترجع اتصل بينا و ننزل تخرجنا.
وزع حسن نظراته الخبيثة بينهما ثم هتف بعدما لاحظ نظرة زوجته:.

ما شاء الله هي جندتكم؟ بس كل حاجة هنا بمزاجي وأنا اللي صاحب الكلمة هنا، علشان كدا موافق وبرضه بمزاجي.
قفز الصغيران بمرحٍ ثم ركضتا نحو الداخل فاقترب منها يقول بنبرةٍ خافتة:
طب بما إن كل حاجة بمزاجي بقى مفيش واحدة احضني يا حسن قبل ما أنزل؟ حاجة كدا تصبيرة؟
جاهدت لتكتم ضحكتها فاخفض هو نفسه نحوها يقبل وجنتها ثم اعتدل ليجدها تطالعه بوجهٍ مبتسمٍ، وبعد تحركه ورحيله من الغرفة قالت هي بنبرةٍ حماسية:.

أقسم بالله عسل وهلفه في ساندويتش حلويات.

وصل حسن شقة عمار وفي يده علبة حلويات فاخرة زهيدة الثمن فمال وليد على اذن عامر يقول بنبرةٍ هامسة:
متجيبش سيرة أكياس الفاكهة اللي أنا داخل بيها علشان شكلي زفت أوي، الواد داخل بعلبة حلويات تأمن مستقبلي.
كتم عامر ضحكته فيما اقترب حسن من الفراش يقول بنبرةٍ هادئة و وجهٍ مبتسمٍ:
سلامتك يا غالي، مش تخلي بالك، بس أنتَ قدها وقدود.
ابتسم له عمار وهو يقول بنبرةٍ مرحة:.

يا عم الحمد لله جت على قد كدا، كويس علشان تيجي تنورني هنا، اقعد دا البيت نور بوجودك.
تحرك حسن يجلس وسط عامر و وليد فنطق الأول بتهكم:
كان لازمتها إيه الفشخرة دي كلها، ما تجيب بسبوسة من سُكات هو حد هيحاسبك؟
رمقهما حسن بلامبالاةٍ ثم نظر أمامه فاقتربت منه جاسمين تقول بضجرٍ:
عمو حسن مجيبتش فاطيما ليه؟
رد عليها بوجهٍ مبتسمٍ:.

علشان عمار هنا تعبان، وأكيد مش عاوز حواليه دوشة بس وعد مني قريب هاجي ازوركم وأجيب العيال بأمهم، مرضية؟
سألته بحماسٍ:
وتصورني؟ علشان بحبك تصورني.
حرك رأسه موافقًا فصفقت بكفيها معًا واقتربت منه تقول بلهفةٍ:
طب صورني معاك علشان فاطيما تشوفها ممكن؟
حرك رأسه موافقًا فاقتربت هي منه تجلس بجواره وهو يتلط الصورة لهما سويًا ثم انتفضت تقول بحماسٍ:
صورني بقى جنب ليدو علشان بحبه أوي.

حملها وليد يربت على خصلاتها ثم قبلها على وجنتها ثم أشار لبقية الصغار حتى يقفوا بجواره ومعهم في الصورة عمار و عبدالرحمن أيضًا.

بعد مرور العديد من الوقت توجه وليد إلى بيت عائلتهم فورًا توجه نحو سطح البيت بعدما وجد رسالةً من زوجته، كانت تجلس في انتظاره حتى دلف سطح البيت وقد أبتسم على الفور حينما وجدها تجلس بالطعام وأمامها الطاولة فاقترب منها بحماسٍ يسألها:
دا عادي كدا؟
حركت رأسها بوجهٍ مبتسمٍ وهي تقول:
بصراحة وحشتني أيام خطوبتنا أوي وفترة كتب الكتاب وقولت أرجع حاجة منها، علشان وحشتني.

صفق بكفيه معًا يعلن عن حماسه وتتوقه لتلك الأيام والذكريات التي يراها أمامها، فيما حملت هي طبقها ثم جلست على الارجوحة أمامه وهي تقول:
اقعد كل بقى وكل رأيك يا ليدو.
جلس مقابلًا لها ثم أخذ طبقه المفضل
مكرونة بالوايت صوص لذا مسح شفته العُليا باشتهاءٍ وأخذ الملعقة الأولى منها وقال بإعجابٍ واضحٍ من مذاقها:
يخربيت جمالك وجمال صاحبتك.
سألته بحماسٍ اقتبسته من تعابيره:
بجد عجبتك؟ عاملة إيه؟

اقترب منها يقول بنبرةٍ خافتة وهو يعمق نظره في تعابيرها المَليحةِ:
عسل زي عيونك اللي هما حبايب عيوني.
جاهدت لتكتم ضحكتها فيما قال هو بنبرةٍ هامسة:
طب والله عيونك الحلوين لسه بيشغلوني.
رفعت رأسها تسأله بحذرٍ ولازال وجهها مُبتسمًا:
يعني بجد لسه بتحبهم؟
فكر قليلًا ثم هتف بصدقٍ بعدما رفع إصبعه يتلمس وجنتها:
لسه ماليش غيرهم، وللحق من بعدهم يعني عيون زياد و مازن علشان مكدبش يعني، بس برضه كفاية أنهم منك.

لا تدري لماذا تيبس فمها بعدما ابتسمت له، فيما قال هو بنبرةٍ ضاحكة يحاول وأدها أو التحكم بها:
طب تصدقي وحشني أبوكي يطلع يقفشنا هنا، كانت أيام.
ضحكت بصوتٍ عالٍ وقبل أن يتحدث من جديد هتف من خلفهما محمد يقول بصوتٍ عالٍ أعرب عن ضجره:
بتعمل عندك إيه ياض منك ليها؟
اتسعت عيناها بدهشةٍ وفرغ فاهها فيما قال وليد بيأسٍ:
يا أخي يارتني كنت جيبت سيرة مليون جنيه بدل الفقر اللي إحنا فيه دا.
اقترب محمد يقول بضجرٍ منهما:.

سايبين عيالكم وقاعدين تحبوا في بعض هنا؟
حرك رأسه موافقًا ورد بوقاحةٍ:
آه بفكر ربنا يكرمني وأجيبلهم أخ ولا أخت ادعيلي.
كتمت عبلة ضحكتها فيما جلس محمد بجواره وهو يقول بنبرةٍ ضاحكة:
طب اتنيل بس وربي اللي عندك بعدها هات تانيين ربيهم.
فرد وليد جسده وتحدث بشموخٍ يقول:
حبايب أبوهم ربنا يحرسهم متربيين أوي، بس الفرق إن محدش يعرف يدوسلهم على طرف، خير؟
حرك رأسه موافقًا ثم اعتدل واقفًا وهو يقول بنبرةٍ هادئة:.

أنا هنزل تحت ومش هخلي حد يطلعلكم، أي خدمة.
تحرك من المكان، وضحكت ابنته فيما قال وليد بمرحٍ:
الدنيا دي مبتسيبش حد على حاله.
ردت عليه عبلة توافقه بقولها:
فعلًا معاك حق.
غمز لها وهو يقول بمشاكسىةٍ:
إلا مقامك عندي يا سوبيا، أصلها ثوابت، العين بالعين والسن بالسن و عبلة الرشيد ملهاش غير وليد وهاتي أخرك يا بنت محمد علشان وليد الرشيد ملهوش أخر يتجاب.

ارتفع صوت ضحكتها عاليًا حينما تذكرت تلك الجملة فيما تحرك هو يجاورها على الأرجوحة وهو يقول بنبرةٍ خافتة:
ممكن أحسبك أحسن هزيمة عرفت احولها انتصار؟
حركت رأسها موافقةً وهي تبتسم له فقبل جبينها ثم قال بنبرةٍ هادئة:
طب والله أنا حاسس أني صغرت تاني معاكي.

في شقة عمار كانت خلود تجلس أسفل قدمه تقوم بتنظيف الجرح وتعقيمه باهتمامٍ جليٍ جعله يمعن نظره له حتى تعمق فيما تفعله فسألها بنبرةٍ هادئة:
بتعملي إيه؟ هي عملية جراحية.؟
ردت عليه بلهفةٍ:
بطهرها علشان رجلك ميجراش ليها حاجة، دي أول مرة اطهر جرح حد، أقسم بالله حاسة أني هعيط.
ابتسم هو ثم حرك رأسه للأمام يطالع قدمه ثم ابتسم وقال بمرحٍ يزيد من ثقتها بنفسها:
جامد يا عم المنعنع، طلعت دكتور شاطر ياض.

انتفضت واقفةً تقول بحماسٍ تتأكد منها:
بجد؟ قول والله.
رد عليها مؤكدًا بحماسٍ ازداد له:
آه والله، عملاها حلوة أوي وحاسس أني مرتاح أوي.
اتسعت ابتسامتها وبدا الحماس معتليًا لوجهها ثم جلست بجواره تقول بنبرةٍ هادئة:
بفرح أوي لما أعمل حاجة تعجب حد، اللي هو إيه دا أنا شاطرة معقول؟ فيه حد بيحب حاجة أنا بعملها؟ لدرجة ممكن لما أعرف إن حد حب حاجة أنا عملتها اخليه يكرهها من كتر ما هزهقه منها.

رفع كفه الحُر يتلمس خصلات شعرها وهو يقول بنبرةٍ هادئة مُبديًا لطفه لها:
والله كان نفسي أقولك إنك عملتي حاجة عجبتني، بس أنتِ كلك عجباني، و واضح كدا إن موضوع تعبي دا هيتعبك معايا علشان كدا لما أقف تاني كويس هعوضك.
ردت عليه بوجهٍ مبتسمٍ:
مش عاوزاك تعوضني، بس عاوزاك تقف تاني زي ما كنت على رجلك وأنا هوريك خلود تانية خالص، واحدة ميعرفهاش غير عيلة الرشيد و معاهم وليد.
اقترب من أذنها يهمس بقوله:.

أنا بقى هوريكي اللي عمرك ما شوفتيه.
ابتعدت عنه تطالعه بقلقٍ وهي تسأله بهلعٍ:
ليه؟ أنا عملتلك إيه؟
رد عليها بنبرةٍ ضاحكة:
دا مجازًا عن أني هدلعك يعني، مالك قلقتي ليه.؟
رغم الشك الذي ساورها والخوف الذي سكن ملامح وجهها إلا أنها تنهدت بأريحيةٍ وهي تقول:
افتكرتها كناية عن التربية، خضتني يا عموري.
ردد خلفها مستنكرًا:
عمورك؟ كدا أنا هاخد على كدا.
زادت ابتسامتها وهي تقول بموافقةٍ:.

وماله، أهو كله من اللي عليا، بعدين يعني لو معملتكش أنتَ معاملة خاصة غير الكل، هعامل مين؟
وضع يده على كتفها يقربها منه وهو يقول بمرحٍ:
حمدًا لله على السلامة يا منعنع، أيوا كدا ياعم.
ارتفع صوت ضحكتها فيما قال هو بحماسٍ:
بقولك إيه ما تقومي تجيبي الاندومي بتاع البت جاسمين جرت ريقي عليه الله يسامحها.
هتفت بحماسٍ بعدما ابتعدت عنه:
وأنا والله، هروح أعمل الكيسين لينا سوا من ساعة فرحنا ماكلتوش افتكرت نفسي نضجت.

جاهد ليكتم ضحكته وهو يقول:
اقسم بالله كنت هموت وأكله من بدري، تصدقي فعلًا معاهم حق جوازتنا دي كانت لازم تطول شوية عن كدا؟
ردت عليه تلومه بقولها:
يعني العيشة هنا معايا مش عجباك؟
ابتسم لها وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
العيشة معاكي هنا دي أكتر حاجة كنت مستنيها، واكتر حاجة كنت بعمل كل اللي عليا علشانها، ولا أنتَ رأيك يا منعنع.
توسعت ضحكتها أكثر وهي تقول:
أنتَ عيون المنعنع والله.

زاد من ضمته لها ثم قبل جبينها مُربتا بكفه على ذراعها وهي تضحك بسعادةٍ لم تدري سببها.

وصل حسن أسفل شقته ينتظر أسرته حتى وجدهم أمامه، فابتسم لهم وهم يركبون السيارة وزوجته بجواره، فقال هو بنبرةٍ ضاحكة:
الشوق هاففكم على فين يا حبايبي؟ اؤمروني.
ردت عليه فاطيما بأدبٍ مصطنعٍ لم يكن لديها:
اللي تشوفه يا حسن براحتك طبعًا.
رفع حاجبيه مستنكرًا وهو يقول:
يا شيخة؟ اتربيتي إمتى يعني؟
ردت هي بسخطٍ منه:
الله؟ هو أنا يعني مش متربية؟ دا إيه دا؟
أشار عليها بقوله:.

اهو قلة تربيتك ظهرت ياختي، خلصوا هتروحوا فين؟
ردت هدير ببراءةٍ:
شبطانين يروحوا mac بقنعهم إنه مينفعش، بس هما مصممين والله.
رفع حاجبيه مستنكرًا وردد بتهكمٍ:
دول هما برضه؟ ماشي لما أشوف اخرتها معاكم.
تحدثت هدير بتعالٍ:
والله لو مش عجبك وديني بيت أبويا مفتوح لينا ويجيبلنا mac كله تحت البيت.
رد عليها هو بقلة حيلة يقول:
عندي أنا أغلى منكم علشان اخليه يمشي ويسيبني؟ على قلبي زي العسل بس يا رب نعجب بس.

اقتربت منه تقول بوقاحةٍ:
اقسم بالله عسل وعاوز تتباس كدا يابن المهدي.
التفت لصغاره في الخلف يسألهما بنبرةٍ ضاحكة:
قولولي عاوزين mac بس ولا تحبوا مكان تاني؟
ارتفعت الضحكات منهم جميعًا، فيما أدار هو سيارته وهو يقول بيأسٍ:
أنا ليا الجنة والله على عمايلكم فيا وعلى حبي ليكم ولأمكم المرووشة دي.
مالت هدير تضع رأسها على كتفه وهي تضحك، ففعلت فاطيما المثل و وضعت رأسها على كتف أخيها ليقول حسن بسخريةٍ:.

معلش يا حبيبي، العيلة دي ناقصين اهتمام واحتواء، احتوي أختك يا حبيبي ربنا يكرمك باللي تحتويك شخصيًا.
احتضن علي أخته ثم فتح هاتفه وهي تجلس بجواره تبتسم له فقام حسن بتوزيع نظراته عليهم ثم نظر أمامه مبتسمًا بامتنانٍ وسعادةٍ.

في شقة ميمي كان ياسين جالسًا بجواره يعطيها الدواء حتى هتفت هي بضجرٍ:
هتوديني عند عمار امتى؟ عاوزة أشوفه.
زفر بضيقٍ ثم قال بقلة حيلة:
الدكتور قال مينفعش، رجلك هتورم لو نزلتي، هو يشد حيله شوية وأنا هخليه يجيلك لحد عندك، تمام كدا يا ستي؟
زفرت هي بيأسٍ ثم حركت رأسها موافقةً تخضع لحديثه باذعانٍ وتدعي الموافقة على أوامره، فيما سألها هو بتعجبٍ من هدوء الشقة:
هما العيال فين؟ مشيوا كلهم وسابوني؟

ردت عليه بقلة حيلة:
دول ولاد هُبل كلهم، واحد راح يجيب حاجات لمراته وواحد عند أمه وواحد عند أخوه باين، خليك قاعد معايا أنتَ.
حرك رأسه موافقًا بابتسامةٍ صافية فصدح صوت هاتفه برقم زوجته، أخرج الهانف يرد عليها بنبرةٍ هادئة:
إيه يا ست الكل؟ عاوزة حاجة؟
ردت عليه خديجة بنبرةٍ ضاحكة:
لأ بس بتطمن أنتَ فين، هتتأخر؟
جاوبها بقلة حيلة وهو يفرك خصلات رأسه:.

آه بصراحة، قاعد عند ميمي شوية وبعدها هروح اتطمن على ماما تعبت شوية، وبعدها هاجي، عاوزين حاجة؟
ردت عليه بنبرةٍ هادئة:
لا تسلم يا رب، سلم على طنط وأنا لما هكلمها وهبقى اروح ليها بس لوحدي مش ناقصة يتعبوها أكتر.
ضحك بخفةٍ ثم ودعها واغلق معها المكالمة فسألته ميمي بنبرةٍ ضاحكة:
يا سلام على الهدوء وأنتَ بتكلمها.
رد مفسرًا بنبرةٍ ضاحكة:.

والله متستاهلش غير كدا، أصل دي كتكوتة مينفعش أنها تتعامل بقسوة ولا حتى أعلي صوتي سيكا عليها، دي عاوزة الهدوء والرقة، وبعدين الراجل الناصح هو اللي يمشي حاله بالطريقة اللي تريح مراته.

ضحكت ميمي فوجدت الكهرباء تنقطع بالمكان، حينها زفر هو بقوةٍ ثم فتح مصباح هاتفه ليجد فجأةً صوت مشغل الموسيقى يصدح عاليًا في يد أحدهم والأخر يحمل قالب حلوى يعتليها شمعة بحرف Y والاخر معه مادة ثلجية ينثرها في الهواء وصدح صوتهم في آنٍ واحدٍ:
كل سنة وأنتَ طيب يا مهلبية.

وقف هو بفاهٍ مفتوحٍ على وسعه فوجد أصدقاءه الثلاثة يقفون أمامه بعدما عادت الإضاءة من جديد، فيما ظل هو مدهوشًا برؤيتهم أمامه وماهي إلا ثوانٍ وجد صوت الصبية الصغار يصدح من عند باب الشقة وهم يغنون مع بعضهم:
انزل يا جميل على الساحة، واتمختر كدا بالراحة.
ارتفع صوت ضحكته وكذلك ميمي فوقف هو بتأثرٍ بعدما نسى هو ذكرى مولده على عكسهم جميعًا وخاصةً حينما وجد صغاره الثلاثة معهم يقفون في مقدمتهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة