قصص و روايات - قصص رومانسية :

تعافيت بك يوم الجمعة (حلقات خاصة) للكاتبة شمس محمد الفصل الثاني والثلاثون

تعافيت بك يوم الجمعة (حلقات خاصة) للكاتبة شمس محمد الفصل الثاني والثلاثون

تعافيت بك يوم الجمعة (حلقات خاصة) للكاتبة شمس محمد الفصل الثاني والثلاثون

موعد الرحلة بدأ والجميع يتجهز بحماسٍ تأجج كما إلتهاب النيران، رحلة أشار عليهم بها أحد أفراد العائلة ذو الأهمية الكُبرى وسطهم وصاحب السُلطة العُظمى في تحقيق الإقتراحات، فمن غيره الآمر في هذه العائلة وليد! ومؤيده ياسين؟
سلطة الإثنان تَكمن في قوة شخصية أحدهما وفي طَيب لسان الأخر ليكونا في نهاية الأمر مزيجًا يَندر الحصول عليه.

بدأت الرحلة من نقطة التجمع أمام بيت عائلة الرشيد بالحافلة الكُبرى التي تخصص بأمرها عامر، ومن غيره صاحب القوة في أمور السياحة والترحال؟ يومٌ ألهبه الحماس الشديد من الكبار قبل الصِغار، يومٌ انتظروه منذ أن أقترحه وليد وأكده ياسين وصدق على تنفيذه عامر وبداخل الحافلة أستلم عامر مهمة القيادة وهتف بنبرةٍ عالية لم ينفك عنها المرح: صباح الخير، مبدأيًا المكان اللي رايحينه دا مكان ثقافي محترم، يعني لو حد قل أدبه أنا هسلمه لوزارة الثقافة.

انتشرت الهمسات والضحكات عليه وقد جاوره ياسين يهتف بنبرةٍ هادئة بعدما ابتسم لهم: السلام عليكم يا رجالة، طبعًا إحنا كُبار وناس واعية وعاقلة، إحنا رايحين فُسحة بس، بصراحة فلوس الكتب دي بيوتنا أولى بيها، الجنيه اللي حد هيدفعه في كتاب نأكلكم بيه، بس قصاد دا فسحة حلوة هنشوف فيها ناس جديدة ونلف، بس عاوزينكم تسمعوا الكلام ومحدش فيكم يتعبنا، ممكن؟
ممكن.

هتفها الصغار في آن واحدٍ مع بعضهم بمرحٍ لازال طاغيًا عليهم بينما وليد أشرأب برأسهِ عاليًا يهتف بصوتٍ عالٍ لكي يصل للجميع:
بقولكوا إيه! إحنا رايحين نفك عن نفسنا وبس، عيل بقى يتعب عيل يعيط عيل يجوع هبلع أهله، مفهوم الكلام!
ردوا عليه الصغار مجددًا فيما استأذن عُمر أن يتحدث وما إن حصل على هذا الإذن هتف بنبرةٍ ضاحكة:
طب الأكل على مين؟ يعني لما أجوع أخاطب مين يا عمو وليد.
تدخل حسن يقول بضحكةٍ مكتومة:.

يكلم أبو مازن يا عسل.
ضحكوا على سخريته حينما نظر ل وليد الذي قلد طريقته وهو يعلم أن السخرية مصدرها هو والتقليل منه، وقد استمرت الرحلة من أمام بيت
آل رشيد إلى معرض الكتاب حتى توقفت الحافلة التي تولى قيادتها خالد.

نزل أولًا وليد وأشار للبقية أن يتبعوه وما إن نزلوا معًا أمامه وقف يتابع صفوف الصغار بعينيهِ بكل اهتمامٍ وما إن تأكد من العدد أمامه أعتدل ودون العدد في دفتره ثم وضعه في جيب بنطاله الخلفي وقد جاوره ياسين يكتم بسمته حينها تحدث وليد بنبرةٍ عالية يحذرهم بقولهِ: يمين بالله لو عيل فيكم تاه لأقنع أهله يخلفوا غيره أسهل.

انتشرت الضحكات عليه وهتفت جاسمين بحنقٍ حينما وجدته يطالعها هي تحديدًا عن صفوف الصغار: وبتصلي أنا ليه؟ هو أنا هتوه؟
ارتسمت السخرية على ملامحهِ حينما وجهت له الحديث وقال مُقلدًا طريقتها: وهو حد غيرك بيتوه؟ ساعتها أنا هخلي أبوكِ يجيب غيرك توأم، عارفة ليه؟ علشان محدش بيتوه غيرك.

رفعت طرف شفتها تسخر منه ثم همست في أذن فاطيما التي كتمت ضحكتها ففهم الأخر أنها تسخر منه لذا تجاهلها تمامًا وبدأ في إلقاء أوامره بشأن التحرك في المعرض وقد أضاف أخيرًا: بما انكوا طبقة كادحة كحولة فقيرة هتروحوا صالة 1 وبما أني راجل نزيه بحب أدلع نفسي فهتلاقوني في صالة 3.
تدخلت زوجته عبلة تسأله بسخريةٍ: طب وأنا وعيالي وضعنا إيه يا عم النزيه؟

عاد إليها ببصره وهتف بنبرةٍ ضاحكة يواري خلفها مزاحه: أنا قولت بما أني نزيه، مقولتش أسرة نزيهة.

انتشرت الضحكات عليه من جديد فيما تحرك هو حينما تأكد من خط سيرهم الذي وضعه لهم وبالطبع لم يسلم من السخرية عليه بسبب عدم مشاركته لهم، هو من الأساس يحب المكان هنا بكل تفاصيله لكن حينما يكون بمفرده، دلف إلى القاعات المخصصة للكتب الذي يُفضلها، كتب تتنوع بين الخيال العلمي والقانون الدولي والعلوم الإنسانية، كعادته يحب الإطلاع على كل شيءٍ وما إن وقف أمام سلسلة الكتب القانونية التي أرادها استعلم عن سعرها قائلًا: بكام لو سمحت؟

ب 5800 جنيه بعد الخصم.
طب فين صالة واحد؟
هتفها بعدما رفع حاجبيه بصدمةٍ جلية على تعابير وجهه وحرك عينيه يمنةً ويسرى ثم أولى الرجل ظهره بدون أي كلمةٍ أخرى ليخرج من القاعة بأكملها وعاد أدراجه إلى القاعة رقم (1) وما إن دلف للمكان الذي أخبرهم بالانتظار فيه ارتفع صوت الضحكات الساخرة عليهِ ليقول طارق بنبرةٍ متشفية: جرى إيه يا عم النزيه؟ إيه اللي جابك للطبقة الكادحة الكحولة؟ ألا ما شوفتك جايب حتى ضهر كتاب.

من جديد أرتفع صوت الضحكات فيما هتف وليد بضجرٍ: أنا راجل واطي علشان فكرت آجي هنا، المهم في
قبل أن يكمل جملته وجد خديجة تركض نحوه وهي تقول بلهفةٍ: بقولك إيه؟ جاسمين و فاطيما معاك؟
تلاشت بسمته وضرب وجهه بكفيه وكذلك تبعها البقية وقبل أن تنتشر حالة القلق هتف هو بكل تأكيدٍ: بما أني خالهم وبما إن الخال والد واللي ربى خير من اللي أشترى، هتلاقيهم هناك في ال Kids area، وهتقولي وليد قال.

أقتربت منه سارة تسأل بخوفٍ هي الأخرى:
محدش شاف عمر فين؟ خد معاه الصبيان واختفى.
هتف خالد ساخرًا بدون خوفٍ:
دا هتلاقيه عند سيخ الشاورما بيعاكسه هناك.

مرت دقيقة وبدأ الجمع يتفرق وقد ذهب جزء مع خديجة بحثًا عن ابنتها مع هدير التي كانت تخشى على الصغيرات كثيرًا وقد حقًا وجدت الاثنتين هناك حينها زفرت الإثنتان براحةٍ كُبرى واقتربتا من الصغيرتين لتقول جاسمين بدفاعٍ عن نفسها حينما وجدت أحمد يقترب منها بنظراتٍ جامدة:
والله زهقت من الكتب جوة، أنا بحب اللعب أوي.
ركضت خديجة نحوها تطالعها بمعاتبةٍ فهتفت الأخرى بأسفٍ ما إن أدركت حجم فعلتها:.

أنا آسفة ممكن متزعليش مني؟
أتى ياسين في هذه اللحظة يهتف بنبرةٍ جامدة:
يعني عارفة إنك عملتي حاجة تزعل، دا ينفع؟
حركت رأسها نفيًا فيما هتفت فاطيما بآسفٍ هي الأخرى:
والله الجو كان زحمة أوي خوفنا نتوه.
أتى حسن في هذه اللحظة يقول بسخريةٍ:
شوف إزاي؟ خافت تتوه تقوم متوهانا كلنا، اخس على دي رباية، تصدقي حلك إنك تتربطي في البيت؟
هتفت جاسمين بحنقٍ تدافع عنها بقولها:
هي مش جاموسة علشان نربطها على فكرة.

ضحك حسن رغمًا عنه بينما ياسين أصدر الأمر بنبرةٍ جامدة وهو يقول:
علي جوة بدل ما نرجع ومش هنكمل اليوم، اختاروا! نكمل يومنا ولا نروح وخلاص كدا! ولسه البيه اللي خد البهوات معاه ربنا يستر.
علي الجهة الأخرى عند قرب حوض المياه الواسع الذي تم وضعه زينةً بالمكان تحديدًا ما تعرف باسم النافورة وقف عُمر بجوار البقية يفكر بكل جدية في كيفية الاستفادة من هذا المكان بصورة استغلالية لصالحه! حينها أقترح بحماسٍ غريب:.

حد جاب معاه مايوهات؟
تعجبوا من جملته الحماسية وحينها هتف مازن بتعجبٍ:
مايوهات؟ يابني بيقولك معرض الكتاب اللي في التجمع، مش الساحل الشمالي.
ضحكوا على سخريته فيما تدخل علي يقول بمرحٍ كمن عثر على فقيده:
احنا نتصور، ناخد كام صورة لحد ما يخلصوا، وبعدها نروح نلعب ونتفرج على الساحر وبكدا نعمل اللي إحنا عاوزينه، إيه رأيكم؟
قبل أن يحصل على الجواب أتى وليد يهتف بنبرةٍ ساخرة:.

مش عاوز تستحمى وتاخد شاور كمان يا ابن المهدي؟
شهق الصغار معًا فيما أقترب عامر منهم بملامح جامدة ثم هتف بنبرةٍ جامدة بعض الشيء تنافت مع كلماته:
هو سؤال واحد بس! فين الساحر دا؟

كتم وليد ضحكته وكذلك الصغار أيضًا ثم عادوا لنقطة التجمع من جديد بينما ياسين لاحظ غياب اثنين من الصغار وقرر أن يذهب بنفسه يبحث عنهما فوجد فتاته الكبرى تقف أمام القصص الخيالية بشتى أنواعها تطالعها بشغفٍ، الألوان الوردية والأمنيات الحالمة التي أغدقت عالمها الوردي
في الخلف وقف يونس وفي يده شقيقته يُسر وهو يتابع نغم بعينيه وقد أقترب منه ياسين يسأله بنبرةٍ هادئة:
هي مذنباكم هنا؟ واقفين كدا ليه؟

هتف يونس بنبرةٍ هادئة هو الأخر:
هي واقفة تتفرج علشان عاوزة تجيبهم كلهم بس لقيناهم غاليين أوي، علشان كدا واقف أحسن تتوه كفاية العُبط اللي برة دول.
ضحك ياسين له ووجد ابنته تلتفت له وهي تبتسم بهدوء ثم هتفت بنبرةٍ ضاحكة:
شكلهم حلو أوي، لما أكبر أكيد هعمل مكتبة كبيرة أحط فيها كل الكتب بتاعتي وجنبها الورد اللي بحبه، مكان يكون بتاعي أنا لوحدي، هتساعدني يا بابا؟
أخفض جسده لها وهتف موافقًا بكل رضا:.

عيوني كلها ليكِ، ووعد من دلوقتي هحط الموضوع دا في دماغي علشان لما تكبري كفاية أكون أنا جاهز، اتفقنا؟
حركت رأسها موافقةً فأضاف يونس ضاحكًا بما أثار غيظ الأخر:
طب ما اجهز أنا كمان، ليه لوحدك يعني.
رفع ياسين حاجبه ثم أخرج ورقة مالية أعطاها لابنته وهو يقول بنبرةٍ هادئة بعدما ابتسم لها:
روحي هاتي واحد علشان متزعليش.

لثمت وجنته بقبلةٍ خاطفة ثم تحركت من أمامه فيما أقترب يونس منها وهو يعاونها في اختيار قصتها المفضلة من بين المجموعة الكاملة التي تمنتها بأكملها.
مرت دقائق أخرى وعاد التجمع من جديد في النقطة الخارجية وحينها هتف زياد بلهجةٍ جادة أمام الجميع:
أقسم بالله ما هتحرك قبل ما آكل، أكلوني.

حينها قاموا بالجلوس بجوار بعضهم لأجل تناول الطعام كبارًا وصغارًا مع بعضهم في جو الألفة العائلية المرحة بجوار بعضهم وكل منهم يهتم بالصغار قبل نفسه فيما سأل يونس بتعجبٍ حينما وجد وليد فارغًا من أي كتب:
إيه يا عمو نزيه؟ فين الكتب اللي قولت هتجيبها؟
انتشرت ضحكات مكتومة قبل أن يُفك حصارها من بين الشفتين فيما هتف وليد بتهكمٍ:
لأ يا حبيبي، أنا راجل عاقل قولت بلاش.

تحدث عمر بسخريةٍ وهو يشير إلى حديثه سابقًا:
ليه هي مش القراءة غذاء الروح؟
رد عليه ياسين بسخريةٍ بدلًا عن الأخر:
يعني يغذي الروح ويجوع العيال؟
انتشرت الضحكات من جديد عليهم جميعًا وكل منهم يسرد تفاصيل يومه بالرغم من أن الرحلة لم تكن كما توقعوها بأسعارٍ بدت لهم خيالية مقارنة كان في مُخيلتهم، لكن المكان بأجوائه وعروضه هو الممتع بذاته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة