نوفيلا حبة الرمان للكاتبة دينا محمود الفصل الخامس
خرج الطبيب من غرفه الفحص وعلى وجهه علامات الحزن أسرعت إليه سارة. .طمني يا دكتور ندي مالها.
الدكتور..شكلها اتعرضت لضغط عصبي كبير وهو ده اللي عملها صدمه عصبيه إحنا اديناها حقنه مهدئه وهي حاليا نايمه وهتقعد معانا يومين نعملها شويه فحوصات واشعات لان ظاهر ان عندها مشكله ف الكلي
شهقت سارة ببكاء فحاول الطبيب أن يطمأنها..متقلقيش مع الفحوصات هنشوف في ايه بالضبط وان شاء الله هتطلع حاجه بسيطه.
قضت سارة ليلتها وهي تلوم وتعاتب نفسها علي ما فعلته في ندي ولكن جزء بداخلها يبدو مرتاحا وسعيدا مما حدث فهي أخيرا أخرجت مافي قلبها ناحيه ندي ويجب عليها من الآن وصاعدا ان تعرف حجمها وأنها ماهي الا فتاه يتيمه يرعاها أباها وأمها لطالما كانت تحزن علي كثرة اهتمام والدها ووالدتها بندي .
وبعدما كبرت أصبحت ندي هي محور اهتمامهم واحاديثهم ندي فعلت وفعلت...حتي أنهم كانوا دائما يقارنونها بندي ويريدون أن تصبح مثلها لطالما ضاقت ذرعا من هذه الكلمات ..كوني مثل ندي.
فاقت ندي في الصباح علي صداع شديد في رأسها وألم لا يحتمل في جنبها الأيمن.
أدركت سريعا أين هي من معالم الغرفه حولها تطلعت ووجدت سارة نائمه على الكرسي في آخر الغرفه لم تشأ أن تتحدث إليها أو توقظها حاولت أن تكتم صوت بكائها ولكن الالم كان شديدا وخرجت منها صرخه عاليه .
فاقت سارة علي صوت صرختها قامت سريعا من مكانها واقتربت إليها..مالك يا ندي حاسه بأيه.
ندي ببكاء. .وجع في جنبي مش قادرة استحمله.
سارة بقلق..هندهلك الدكتور ييجي يشوفك.
استلقت ندي في سريرها نائمه بعد ان تم اعطائها حقنه مسكنه بسبب ألمها وتعبها حيث قضت وقتا طويلا في عمل فحوصات واشعه وتحاليل للاطمئنان عليها .
في ذلك الوقت أبلغت سارة والديها بما حدث معهم انتابهم القلق الشديد حتي أنهم أصروا علي أن يأتوا إليها زفرت سارة بغضب شديد وغيرة تأكل قلبها وهي تقول..مش ضروري يا بابا تيجوا إحنا بكرة الصبح هنكون عندكم.
لكنهم كانوا مصممين أن يأتوا واخبروها أنهم سيكونون موجودين في اسرع وقت.
بعد ان انهت المكالمه كانت في قمه غضبها بسبب مجئ والديها حيث أخذت تحدث نفسها...شويه دلع من الست ندي يخليهم ييجوا من القاهرة لشرم الشيخ وانا لو مت قدامهم مش هيقولولي سلامتك حتي.
اوووووووف يا ندي حتي الرحله باظت بسببك كل حاجه في حياتي بتبوظ بسببك يا ندي.
قطع المسافه من مدخل المستشفى إلي غرفتها بأقصي سرعه لديه يكاد قلبه ان يخرج من بين اضلعه بسبب خوفه عليها .
عندما بحث عنها اليوم ولم يجدها ظن أنها سافرت ولكن عندما سأل عليها ابلغوه أنها في المستشفي.
عندما وصل إلي غرفتها كانت سارة مازالت تحدث نفسها وقف أمامها أحمد وهو يتنفس بسرعه ويقول من بين أنفاسه اللاهثه. .لو سمحتي ندي عامله ايه إيه اللي حصلها.
سارة بنرفزة...وانت مين انت كمان.
احمد بتعجب..نعم!
سارة. .قصدى حضرتك تعرف ندي منين .
لم يعرف ماذا يقول فرد باختصار. .صديق .
سارة. .ابدا مفيهاش حاجه تعبت بس شويه ودلوقتي اتحسنت.
احمد..طب ممكن أشوفها.
سارة وهي تشير بيدها ناحيه الباب ..اتفضل . وادارت ظهرها وسارت قاصده كافيتيريا المستشفي.
عندما دخل إلي الغرفه كانت ندي مستلقيه علي الفراش بصمت نظر إلى ذبول وجهها فانقبض قلبه مخافه ان يفقدها نعم يحبها أدرك ذلك منذ اللحظه التي لم يجدها فيها ظن أنها ضاعت منه مرة أخري ولن تجمعهم صدفه ثانيه لكي يعترف لها بحبه الذي أدركه مؤخرا.
اقترب منها وأخذ يتطلع إلي معالم وجهها الجميل رغم شحوبه أمسك بيده خصله من شعرها وازاحها بعيدا عن وجهها.ثم جلس بجوارها وأمسك كفها الرقيقه وقبلها قبله طويله وناعمه.
اخذ يلعب بيده علي كفها ويرسم عليه قلب بأصبعه. تحدث بهمس. .انا مش قادر اشوفك كده قدامي ياريت لو اقدر اشيل كل التعب اللي جواكي وابدله بسعاده كبيرة .
ترك يدها واقترب منها وهمس بجانب اذنها. .ندي أنا بحبببك.
كنت بكذب نفسي عشان الإحساس ده كان غريب عليا ومجربتوش قبل كده بس دلوقتي عرفت ان احساسي ده ناحيتك حب
من اول مرة شفتك فيها وانتي نايمه في اوضتي وربنا زرع حبك جوة قلبي .
عندما طال صمتها قبلها علي رأسها وخرج من الغرفه.
اما عن ندي ففتحت عينيها ثم تطلعت حولها وراحت في سباتها مرة أخري.
عندما خرج احمد وجد سارة جالسه في الخارج اقترب منها كانت ممسكه في يدها كوب من الشاي ..هو الدكتور قال مالها بالضبط.
سارة ببرود وهي ترتشف بعض الشاي. .بيقول عندها صدمه عصبيه وعملها شويه فحوصات النهرده عشان جنبها كان واجعها الصبح.
أحمد بنرفزة من برودها. .وإيه اللي سببلها الصدمه دي .
سارة. .ومسألتهاش هي ليه.
ضاق أحمد من برودها فاقترب منها وضرب كوب الشاي من يدها تناثرت بقاياه علي الارض وأمسك ذراعها بقوة اوقفها أمامه. .انا لما اسألك تجاوبيني إيه اللي حصلها وسببلها صدمه عصبيه زي مابتقولي .
سارة بخوف من ثورة غضبه..أ أ اتخانقنا مع بعض وزعقنا وبعدين بصيت لقيتها مسكت جنبها ونامت عالارض وفضلت تعيط.
ترك أحمد ذراعها وهو يقول..مين الدكتور اللي متابع حالتها وقالكم ايه سبب الألم اللي يخليها تتعب بالشكل ده؟
سارة بتأتاه. .أ أ ..د ...دكتور سامح مهران وعملولها فحوصات الصبح وتحاليل واشعه بس مقلناش اي حاجه لغايه دلوقتي .
صدمه ما قاله الطبيب عن حاله ندي عن وجود مشاكل في الكلي وأن نتائج الفحص ستظهر خلال يومين .
بمجرد أن سمع أحمد كلام الطبيب أحس وكأن الدنيا تدور به اسنده الطبيب من مرفقه ..املنا في ربنا كبير ادعيلها وان شاء الله خير.
عاد أحمد إلي غرفه استقبلته سارة وهي تقول..هاااا الدكتور قالك إيه؟
أحمد..هي ندي كانت بتعاني من اي حاجه ف الكلي قبل كده.
سارة. .لاء دي اول مرة تتعب كده هو الدكتور قالك إيه بالضبط ؟
أحمد ..قالي نتائج الفحص هتظهر خلال يومين .
وضعت سارة يدها على فمها من الصدمه..ربنا يستر
طرق علي الباب ثم دخل حاملا في يده باقه من الورود الحمراء.
تفاجأ بوجود عم ندي وزوجته يبدو أنهم وصلوا منذ قليل تبادل معهم التحيه مع تجاهل سارة الجالسه بجانبهم ثم اقترب من ندي التي ارتفعت دقات قلبها عندما رأته امامها ينظر إليها نظرات حانيه قدم لها باقه الورد وهو يقول..سلامتك يا ندي.
ابتسمت بخجل ومدت يدين مرتجفتين وهي تأخذ منه باقه الورد..الله يسلمك يا احمد .
جلس أحمد بجوار عبد الرحمن يتعارفون ويتحدثون سويا كان قلبه ينتفض كلما ألتقت عيناه بعينيها كان يحاول أن يركز في حديث السيد عبد الرحمن لكن قلبه كان يغلبه ويجعله ينظر باتجاهها.
اما هي فقد كانت منشغلة في باقه الورود وتختلس النظر إليه بين الحين والآخر.
دخل الطبيب الغرفه يحمل في يده الملف الخاص بالتحاليل والفحوصات التي أجرتها ندي كان يبدو علي وجهه الحزن والقلق ويحاول أن يستجمع كلماته .
الكل كان في ترقب شديد عبد الرحمن وزينب ينظرون إلي بعضهم بخوف وقلق وأحمد يكاد قلبه يخرج من جسده من كثرة انفعالاته اما سارة فقد كانت قلقه لكنها ترتدي قناع البرود واللامبالاه.
أجلي الطبيب صوته وتحدث..اول مرة مبقاش عارف اقول ايه .
أحمد بقلق..خير يا دكتور نتيجه الفحص إيه؟
الطبيب بحزن..للأسف تلف في الكليه بنسبه كبيرة وممكن توقف في اي وقت.
شهقت سارة بصدمة أما عبد الرحمن وزينب فكأن الأرض دارت بهم وجلسوا مكانهم في ذهول وعدم استيعاب وعلامات الرعب مرتسمه علي وجوههم.
أما عن ندي فقد فقدت النطق تماما وهي تنظر للجميع وعلي وجهها عدم التصديق.
سرعان ماتمالك أحمد أعصابه وتحدث... حضرتك بتقول التلف في كليه واحده فأكيد التانيه سليمه انا اعرف ناس كتير عاشت بكليه واحده وحالتهم مستقرة ده في ناس بتولد بكلية واحده وبتعيش.
نظر الطبيب لأحمد. .ده لما يكون في كليه تانيه من الأساس.
اقتربت سارة وهي تقول. .يعني إيه؟
الطبيب...الانسه ندي كليتها الشمال مش موجوده تم استأصالها .
الاشعه بينت كده وفي أثر قديم لعمليه جراحيه في جنبها الشمال.
ما ان سمعت ندي كلامه حتي أحست وكأن هناك دوامه تسحبها وهي تحاول مقاومتها تجمعت الدموع كثيرة في عينيها ثم أخذت تهطل بغزارة ثم داهمها الألم مرة أخري فمسكت جنبها وأخذت تصرخ بوجع وكأن الظلام أحاط بها من كل ناحيه ولم تعد تشعر بشئ.