من روائع الحوارات
محمد بن أبي عامر وصبح: ما الحد يا محمد؟
- لماذا؟ هل وقع مني خطأ؟ هل أسأت التصرف؟ هل جاوزت حدي؟
- ما الحد يا محمد؟ هل تعرفه ؟
- الحد.. حد الجوارح وما نملك أم حد الروح والقلب والخيال؟
أما عمل الجوارح فحده الخيانة والحرام ولا أنا بالذي يتعاده ولا أنت..
أما حد القلب والروح فحيث يهيمان إلى حيث تقدر الأعمار والأقدار والأمصار.. حيث لا زمان ولا مكان ولا تواريخ ولا ليل ولا نهار ..
وهب أنني خرجت من هذا المكان فلم أعد إليه.. هل تفارقه روحي أو يفارقه قلبي ؟ وهل لي عليها سلطان ؟ ليته كان نعم ليته كان فأريح وأستريح ..
فإن كانا باقيان هنا.. حضرت أم غبت شئت أم أبيت فما الذي نصيبه بالبعد غير خيانة القلب والروح ؟
وهل يكون الشيء معدوماً طالما بقي سراً في القلب حتي إذا أفصح عنه وُجد ؟ إذاً أفصح عنه ولا أبالي.. فهو موجود .. موجود لا أقمعه فكأنني أنكر نفسي، ولكن أصونه بالعفاف وأحفظه بالتذمم وأكرمه بالوفاء
ولقد وجدتني أفكر بك،،،،
ثم أستذكر السدود والحدودَ والقيود،،،،
فأخرجُ بها إلى الخيال و الوهم
خيال الصبي أول بلوغه الحلم !
يصنع الدنيا على مثال أحلامه هنا،،،،
حين يرقد إلى نومه فيزوره طيفُ المرأة الناضجة الشابة التي دونه ودونها كل الأسباب،،،
فإذا رقد وزاره الطيف قبيل نوته فزع إلى وهمه وخيالاته يخترع أزمنةً غيرَ هذه الأزمنة،، أمكنة غير هذه الأمكنة،،،،
و بشراً غيرَ هؤلاءِ البشر،،، وقواعد غير التي نحيا بها
و قد يصور نفسه وإياها قد اجتمعا على غير ميعادٍ في مركبٍ يحطمه الموج، ليجد نفسه وإياها وحيدين في جزيرة منقطعة لا حياة فيها ولا سبيل إلى الخرج منها أبد العمر .
و هكذا تتواطأ الضرورة بأحكامها لتلبي مطالب الرغبة
فإن كان هذا الصبي آثماً ..فليس على هذه البسيطة إلا آثم .
ذلك هو فضاء القلب و الروح ..فكيف ننكره على أنفسنا فننكرها على الجملة؟
- أما و الله قد نطقت عني ما لو عشت الدهر كله ما اهتديت إلى مثله.
-عني و عنك.. عني و عنك .
- و هو يكفيني منك ما حييت .. و لا زيادة .
أتمنى أن تعجبكم
أما أنا فلا أجد كلمات للتعبير
أقصى حدودي أن أشاركه معكم