قصة حب كليوباترا وأنطونيو
تمثل علاقة الحب بين كليوباترا ومارك أنطونيو اختباراً حقيقياً للحب، لقد وقعا في الحب من أول نظرة، لكن هذه العلاقة بين القائد الروماني وملكة مصر أثارت غضب الرومان الذين كانوا يخشون من تنامي قوة المصريين نتيجة هذه العلاقة، وعلى الرغم من كل التهديدات، تزوجا. ويقال أنه في الوقت الذي كان انطونيو يخوض حرباً ضد الرومان، تلقى أنباء كاذبة عن موت كليوباترا، فانتحر بسيفه، وحين علمت كليوباترا بموته شعرت بصدمة شديدة ولم تحتمل ذلك فانتحرت هي الأخرى.
كانت كليوباترا السابعة هي آخر الحكام البطالمة في مصر، وقد عرفت بذكائها وطموحها وفصاحتها، وقد إعتلت كليوباترا عرش مصر لمدة عشرين عاماً من من عام 51 إلى عام 30 ق.م، ووفقاً للقانون المصري حينها فقد تزوجت كليوباترا من أخيها بطليموس الثالث عشر، وبعد فترة من الزمن شعرت كليوباترا ان هذا الزواج يعيق مخططاتها السياسية، وبعد ثلاثة سنوات من الحكم اتهمت بأنها تحاول الاستيلاء علي العرش فاضطرت إلي الهروب للصحراء الشرقية وهناك جمعت جيشاً قوياً من العرب، وبداخلها أملاً في الاستيلاء علي الحكم وشن الهجوم علي مدينة الإسكندرية ولكن يوليوس قيصر الذي دخل الإسكندرية وقتها قد حاول إناء الخلاف بين كليوباترا وشقيقها بطليموس .
تسللت كليوباترا خلف خطوط جيش بطليموس واختبأت بداخل بساط كبير حمله أحد أتباعها كهدية إلي قيصر، وبمجرد أن دخل الرجل إلي القصر ظهرت هي من البساط، وهكذا نشات علاقتها بالقيصر التي وافقت جميع خططتها وتطلعاتها للاستيلاء علي العرش، حيث قرر القيصر ان تشارك كليوباترا أخاها بطليموس في حكم مصر، اعترض بطليموس علي الحكم وحارب قبصر ولكنه أغرق في النهاية .
قامت كليوباترا بعقد إتفاقاً مع قيصر تعلن بموجبه في مصر زواجها منه، علي ان يعلن هو خبر زواجه في روما، عندما يصبح إمبراطوراً هناك وأنجبت كليوباترا منه طفلاً فأصبحت زوجة شرعية له في عيون المصريين خاصة ان جدران معبد أرمنت سجلت أن قيصر عاشرها في هيئة آمون رع، بعد ذلك إنتقلت كليوباترا مع زوجها إلي روما في إنتظار اليوم الذي سوف يعلن به إمبراطوراً ويعلن زواجهما رسمياً، لتصبح هي شريكة عرش الإمبراطورية الرومانية .
لكن الجمهوريين كانوا لهما بالمرصاد، فقد اعترضوا علي طموحات قيصر وقضوا عليه عام 44 ق . م، فاضطرت كليوباترا العودة إلي مصر، ثم انتصرت علي اعوان قيصر بقيادة مارك أنطونيو وأكتافيان (المسمى أيضا بأوغسطس)، ثم استدعي أنطونيو كليوباترا حتي يقنعها أن تقف مع أعوان قيصر، فسحرته كليوباترا ووقع في حبها، فعادت إلي الاسكندرية بثقتها أنه سيتبعها، وهذا ما حدث فعلاً، و نجحت كليوباترا في تحويل إهتمام أنطونيو إلي الإسكندرية بدلاً من روما، ولكن سرعان ما عاد أنطونيو من جديد إلي روما نتيجة الاحداث الدرامية التي وقعت هناك، وتزوج من أوكتافيا شقيقة أوغسطس. وبقي بعيدا عن كليوباترا؛ إلى أن خرج للإشراف على حملته في الشام.
وفي يوم استدعي أنطونيو كليوباترا وأعلن عن زواجه عنه واعترف بأبوته لتوأم أنجبتهما منه، وعاد منتصراً من حملته وأقام احتفالات كبيرة بمدينة الاسكندرية، ولكن الرومان قد شعروا بالقلق عندما أراد أنطونيو أن يجعل الإسكندرية عاصمة للإمبراطورية الرومانية، خاصة بعد أن أعلنت كليوباترا ملكة الملكات وتم توزيع الولايات الشرقية للإمبراطورية الرومانية بينها وبين طفليها من قبل أنطونيو .
وقد رأت كليوباترا أحلامها وخططها تتحقق من جديد ورأت نفسها إمبراطورة للمرة الثانية، ولكن ما يتبقي فقط هو أن يطيح أنطونيو بأوغسطس، ولكن أنطونيو هزم عام 31 ق.م و فر الإثنان معاً إلي الاسكندرية، وقبل دخول أوغسطس الإسكندرية قتل أنطونيو نفسه، واضطرت كليوباترا ان تختبئ في مقبرتها في الحي الملكي، حيث كان ذلك وقتها هو قصرها الشهير، واحتفظت بجميع كنوزها الثمينة في هذه المقبرة، وهددت أن تضرم النيران في المقبرة حتي تقتل نفسها وتدمر كل الكنوز، إلا أن أوغسطس خدعها واستولي عليها وعلي كنوزها ليأخذها معه أسيرة، ولكن كليوباترا فضلت الإنتحار .