قصة جبروت امرأة للكاتبة لولو الصياد كاملة
يقولون ان المراه تتسم بالرحمة والحنيه والكثير من العطف والشفقة على الآخرين لذلك نجد ان اهم المناصب يحتلها الرجال فقط لانهم دائما ما يفكرون بعقلهم فقط اما فى حاله النساء فدائما يتغلب القلب على تفكيرهم ومثال ذلك القضاء فلا نجد قاضى امراه ابدا والا كانت حكمت بناء على عاطفتها...
هذا هو الجانب الذى نعرفه عن المرأة ولكن الان سوف أتحدث عن المراه عديمه الاحساس والمشاعر تجردت منها كل معالم الرحمه والامومه والحب اتسمت بالقسوه وكأن مكان قلبها يوجد حجر فقط وليس قلب ينبض...
فى احدى القرى بمحافظة الدقهلية.
فى منزل يتسم بالبساطه والتماسك بين افراد اسرته التى يعشق فيها الاخ اخوه والابن ابيه وامه ويحترم كل منهم زوجته...كانت تعيش عائله الحاج عبود الحديدى رجل بسيط يعمل بالفلاحه هو وزوجته رزقهم الله تعالى بولدين هم احمد ومحمود توأم كان يعشق كل منهما الاخر...وكل منهم متزوج احمد متزوج من امراه تدعى جنه وهى بالفعل اسم على مسمى لقد حولت حياته الى جنه...اما محمود.متزوج من امراه تدعى هنيه ولكنها لا تمت الى الهناء بصله دائما تحول يوم زوجها الى بؤس وشقاء دائمه الشكوى وتعشق النكد الى حد كبير...وازداد حقدها اكثر واكثر حين حملت جنه وانجبت طفل جميل يدعى زيد زاد حقدها وكرهها الى جنه أكثر وأكثر.
كانت تجلس مع زوجها بغرفتهم...وتجلس أمامه على إحدى الكراسي بالغرفه: وتتحدث بغضب وعصبية...هنية: متى سوف نذهب الى الطبيب.
محمود: متى اردتى الذهاب انا جاهز...هنيه: نذهب اليه غدا...محمود: باذن الله تعالى: .
انقضى الليل وهى تشعر بغليان بداخلها كلما سمعت صوت جنه وهى تهدا بكاء طفلها الصغير...فى اليوم التالى ذهبت هنيه برفقه زوجها الى الطبيب واخبرهم الطبيبب بحاجته الى بعض التحاليل وبالفعل تم إجراء التحاليل وبعد ذلك أخبرهم الطبيب بعد رؤية التحاليل ان الحمل صعب بالنسبة لهم وذلك لضعف الحيوانات المنوية لدى زوجها محمود واعطاه الطبيب دواء لعده أشهر ولكن هذا الامر جعل النار بداخلها تزداد اكثر فاكثر...مرت الايام وهنيه تراقب جنه وطفلها بكل حقد وغل تتمنى لو ان جنه تفقد طفلها تتمنى لو كان الطفل مات فى بطنها ولم يولد وخصوصا ان والدة زوجها اصبحت تدلل جنه وتقوم هى باعمالها او تطلب من هنيه القيام بها بحجه انها لاتنام بسبب الطغل وتشعر بالتعب زاد الحقد اكثر بداخلها كانت فكره موت الطفل تسيطر اكثر على هنيه يوما بعد يوم فهذا الطفل لابد ان يموت حتى تتساوى هى وجنه مجددا...حتى جاء ذلك اليوم...كانت هنيه وجنه يجلسون امام فرن بلدى يصنعه الفلاحين لعمل الخبر وبجانبهم طفل جنه يلعب ويزحف حولهم
جنه: ماشاء الله يا هنيه تقومين بصنع خبز ليس له مثيل اتمنى لو كنت مثلك...هنيه بسخرية: .مثلى انا اشك بذلك..
جنه بدهشه: لماذا اقسم اننى اتحدث بالحق...هنيه ببعض العصبية: .ماذا تتمنى أن تكونى وحيده بدون طفل او سند تتعمدى عليه حين تكبرى بالسن ام زوج لايهتم بشعورك...جنة: .يا هنيه الانجاب شىء بيدى الله تعالى وان شاء الله سوف يرزقكك الله عما قريب بولد...هنيه: بسخرية: .فعلا عما قريب...سمعت جنه وهنيه صوت والدة ازواجهم تنادى على جنه...جنه: انها امى تنادينى...هنيه: حسنا اذهبى لها وانا سوف اكمل عمل الخبز...جنه: حسنا هل من الممكن ان ترك الطفل الى جانبك...هنيه: اتركيه ولا تخافى...جنه: شكرا لكى اختى...ذهبت جنة مسرعه حتى لا تتاخر على طلب والدة زوجها لها ولم تكن تعلم انها لن ترى طفلها مره ثانيه ابدا.
كانت هنيه تتابع الطفل وهو يلهو ويلعب حولها وتنظر له بكره شديد والشيطان يوسوس لها انه طغل جنه مدلل ابيه وجده وجدته بسببه اصبحت امه قريبه من والدة زوجها والمغضله امامهم وبالتأكيد سوف يرث كل شىء ان مات زوجها دون ان تنجب لالا لن يحدث هذا نهائيا اقسم ان اتخلص منه واحرق قلبهم عليه لن احترق اكثر بنار الغيره فليشعروا قليلا بالنار بداخلها...اقنربت هنيه من الطفل الصغير وحملته بين يديها بكل غضب ودون رحمه اقتربت من الفرن وفجأة وبدون مقدمات دون شفقه ولا رحمه امراه عديمه الإنسانية تجردت من كل المشاعر وضعت الصغير فى النار نعم وضعته ليحترق أمامها وخرجت تصرخ وتضرخ باعلى صوتها...هنية: .يا ناس يا ناس لقد اتحرق الطفل انقذونا انقذونا..
.تجمع الناس بسرعه رهيبه وجاءت الجده والام على صوت صرخات هنيه العاليه ولكن كان الأوان قد فات فالطفل مات واصبح متفحم كان مشهد تدمع له العيون وتحترق عليه القلوب الجميع يبكى الطفل المحترق و الأم التى تبكى بحرقه وهى تردد...جنه: انا لله وانا اليه راجعون...كانت قويه الايمان لم تصرخ على طفلها فهى كانت تؤمن أنها هديه من الله تعالى وهو يعطى ويأخذ وليس لها سوى ان تحمد الله عزوجل لكن بداخلها كانت تتالم من ان طفلها احترق بالنار بتلك الطريقة وهى لم تكن بجانبه ولكن هنيه كانت معه كيف اذن حدث ذلك..
نظرت جنه تجاه هنيه...جنه ببكاء ونظرات حزينه...جنه: كيف حدث ذلك وانتى معه...هنية بتوتر ودموع مزيفه دموع تماسيح: .
هنيه: لقد ذهبت لاحضر بعض القش لاشعال النار: وعندما عدت وجدته داخل النار لم اكن اتصور انه قد يزحف ويدخل الى داخل الفرن لو كنت اعلم اقسم ما كنت ذهبت نهائياً: وانفجرت فى البكاء...جنة وهى تضم طفلها بقوه جسده متفحم نهائيا: الحمد لله يارب العالمين استودعتك طفلى فاجعله يارب شفيع لى يوم القيامة يارب...
كان الجميع يواسى الام والجميع حزين لتلك النهاية لهذا الطفل الرضيع ولكن قدر الله وماشاء فعل ولكن كان هناك افعى تضحك بداخلها تشعر بلذه الانتصار فاخيرا اصبحوا سواسيه ولكنها نست ان الله عز وجل منتقم جبار يعلو ولا يعلى عليه وانها لن تنفذ من عقاب الله عزوجل حتى وان تاخر عقابه لبعض الوقت...مرت الايام وسبحان الله جعلها الله حامل مره بعد اخرى الى ان أنجبت ه اولاد وليس واحد فقط على الرغم ان جنه لم يعطيها الله طفل اخر ولكن كانت دائما تشكر ربها وتعامل اطفال هنيه على انهم اطفالها وتغرقهم بعاطفه الامومه والمحبه...بينما كانت هنيه دائما تخشى على اطفالها من جنه ودائما تحاول ان تبعدها عنهم خوفا ان تنتقم لولدها فكانت دائما حين تخرج تغلق باب الحجره على اطفالها...مرت سنوات كثيرة وأصبح اولاد هنيه الكبير فى كليه الطب والاخر فى كليه الهندسه والاخر فى الثانوية العامة ومنهم فى الاعدادية والأصغر في الابتدائية.
اعطاها الله نعمة الاطفال وكلهم ذكور وفى كليات القمه كانت سعيده بهم للغايه ونسيت ما فعلته فى طفل جنه ولكن الله عزوجل لا ينسى اى ظالم ولا يرد دعوه مظلوم...فى احد الايام قررت هنيه ان تخرج من المنزل لكى تشترى بعض لوازم المنزل من الخارج واخبرت اولادها انها سوف تخرج رغم انقطاع الكهرباء فقد اشعلت لهم لمبات من الجاز تستعمل حين انقطاع الكهرباء واخبرتهم انها سوف تغلق عليهم الغرفه لكى لا يذهبوا الى جنة رغم اعتراض الاولاد الى انها لم تستمع لهم واغلق باب الغرفه بالمفتاح عليهم وخرجت لتاتى بما تريد...
بينما الأولاد بداخل الغرفه شعروا برغبه بالنوم نتيجه الملل فنام الاخوه الاربعه الكبار بينما اخيهم الصغير مستيقظ يلعب بكورته فى الغرفه ولكن شاء الله ان تصطدم الكره بتلك اللمبه من الجاز وتشعل النار سريعا بالغرفة حاول الطفل ان يطفىء النار ولكن لم يستطيع واشتعلت النيران اكثر واكثر صرخ بقوه استيقظ على صوت صرخاته باقى أخواته تقاجئوا بالنار حولهم من كل مكان كانوا يصرخون ولكن لا احد يسمعهم حاولوا الخروج ولكن الباب مغلق من الخارج اصبحوا الغرفه مليئه بالدخان والنار وصعب التنفس وسقط الواحد تلو الاخر وسط النيران تلتهم جسدهم البرىء وكأن المشهد يتكرر ولكن الان خمسه بدل واحد فقط...بدأت الدخان يتصاعد الى ان شاهده الجيران فانطلقوا مسرعين الى منزل محمود يرافقهم جنه وزوجها احمد لانه بعد وفاه والده ووالدته انقسم كل من الاخوه فى منزل منفصل نتيجه ضغط هنيه على زوجها ليس هذا فقط بل اجبرته ان يترك ارض ابيه ويسافر الى الخارج ليعلو بمستواهم المادى وهو وافق على ذلك لحبه الشديد لأولاده ويريد لهم افضل حياه...قام الجيران والعم بتكسير باب الغرفه ولكن كان امر الله نفذ واصبح الاولاد عباره عن جثث متفحمه راقده جنب الى جنب: ضرخت جنه بقوه فقد تذكرت طفلها وايضا كانت والله تعتبرهم اطفالها شعرت بالم يفوق موت طفلها...احمد: بدموع وشهقات متعاليه لموت اطفال أخيه: .انا لله وانا اليه راجعون يارب العالمين: ارحمنا برحمتك...جنه: لماذا يحدث هذا لأطفالنا
أحد الأشخاص: .اعوذ بالله استغفرى ربك يا جنه...
جنه ببكاء: استغفر الله الله يكون بعون امهم حين تاتى لقد مات الخمسه...احمد بحزن: ماذا اقول لاخى حين يسال عن أولاده ماذا اقول له حين يخبرنى ان ابحث عن قطعه ارض لكى يبنى لاولاده منزل اخر ليتزوجوا به اخبره انهم قد ماتوا وانه لاداعى لذلك احطم احلامه اقول له ان سنين عمرك فى الخارج من اجلهم كانت بلا فائدة اخبره انه حين يرجع من الخارج لن يجدهم باستقباله يارب الهمنا الصبر يا ارحم الراحمين: .
احد الاشخاص: .اين هنيه...جنه: لا اعرف...
فى ذلك الوقت كانت هنيه تقترب من المنزل وهى تحمل اغراضها الثقيلة ولكن لاحظت انه هناك تجمع من الناس امام منزلها الى جانب سياره الشرطة وسياره إسعاف ماذا حدث اسقطت ما فى يدها ارضا وانطلقت تعدو الى منزلها مسرعه لترى ما يحدث هناك...دخلت الى المنزل وجدت الدخان يملئه وباب غرفه اطفالها مكسور ويقف على الباب بعض الاشخاص يحجبون الرؤية عنها ولكنها وجدت جنه تجلس أرضا وتبكى اقتربت منها بفزع تسالها ماذا يحدث...هنيه: جنه ماذا يحدث هنا...جنه وهى تقف وتحاول ضمها: استعينى بالصبر كانت هدية من الله واخذها...هنيه: بعدم فهم: اى هدية...من نظرات جنه لها ادركت انهم اطفالها.
صرخت بقوه: اولادى: لا...واسرعت الى الغرفه تبعد من أمامها بقوة وصريخ عالى الى ان دخلت ورات جثث اطفالها أمامها متفحمه جلست الى جانبهم تضمهم لها وتبكى بقهر وحزن وتصرخ بصوت يمزق القلوب تضم كل منهم اليها وتبكى...هنيه ببكاء: يارب العالمين لماذا لم تنسى فانا قد نسيت يارب كان واحد فقط تاخذ أمامه خمسة لماذا كنت انتقم منى ولا تنتقم من اطفالى لماذا لقد حافظت عليهم بكل قوتى لماذا بعد ان كبروا تاخذهم منى لماذا بعد كل هذه السنين كان خطئى انا انا قتلته انا من وضعه فى النار ما ذنب اطفالى...
احمد بتساؤل: قتلتى من يا هنيه...جنه: لا تأخذ على كلامها انها مصدومه...هنيه بهستيريا: .لا لست مصدومه انا من قتل ابنك انا من وضعه فى النار انا من حرمك صغيرك ولكنى قد نسيت ولكن الله لم ينسى واخذ منى اطفالى بنفس الطريقه...جنه بصدمه: انتى قتلتى ابنى لماذا ماذا فعل لكى لقد كان طفل صغير لا حول ولا قوة له كيف طاوعك قلبك ان تضعيه فى النار كيف اتتك الجرأة ان تاكلى مع فى نفس الطبق بعد ان قتلتى طفلى كيف كان شعورك وانتى ترين اننى كل يوم افتقد طفلى حسبى الله ونعم الوكيل فيكى...هنيه: بهستيريا: .ماذا سوف يفعل بى الله اكثر من هذا بعد اخذ اطفالى لقد انتقم منى لموت طفلك ماذا تريدى اكثر من ذلك.
جنه: ببكاء: لم أكن اريد ان يموت أطفالك فهم أبرياء مثل طفلى عشقتهم مثل ما عشقت طفلى واكثر احببتهم من كل قلبى ولكن كانت لهم ام لا تستحق لقب ام عديمه الرحمة ونتيجه ذنوبها عقابها الله فى اطفالها...هنية بضحك هستيرى: انا قتلت طفلك والله اخذ اطفالى: لالا ا نا قتلت اطفالى: انا قتلت اطفالى...وتضحك اعلى واعلى وهى تنظر الى اطفالها وتصرخ انها من قتلت اطفالها...جنه وهى تنظر لها بشفقه: لا حول ولا قوة الا بالله لم تتحمل الصدمه...احمد بغل: لقد أخذ الله منها حق طفلها.
جنه: لا يا احمد لا تشمت فى احد لعل طفلنا يكون سبب لدخولنا الجنه قل الحمد لله على كل شيء...أحمد: .الحمد لله...هنيه: هههههههههه انا قتلت اولادى انا مجرمه انا قتلتهم بيدى خمسه أمام واحد انا اغلقت عليهم الغرفة انا من احرقتهم هههههههههه
وظلت هكذا تضحك وتصرخ وتبكى أحيانا لقد اخذ الله منها عقلها وتم ايدعها بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية...وكانت تلك هي نهاية لجبروت تلك المرأة مع انها لا تستحق لقب امراه بل من الممكن أن نقول انها حجر: ولكن الله سبحانه وتعالى لم ينسى ابدا ما فعلته وانتقم منها اشد انتقام...ولهذا نصيحة الى كل امرأة لديها لو ذرة من الحقد والكره او الغدر للآخرين ان تراجع نفسها لانها ذبوبها التى من الممكن ان تنساها الله لاينسى شىء وكما تدين تدان...