رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس
مالك ف سجنه على اخر اليوم إتنقل للسجن معاهم مجموعه جديده و بمجرد ما دخلوا إشتبكوا مع الموجودين و إبتدوا الضرب ف بعض ..
مالك متابعهم من بعيد و هو بيولع سيجاره ببرود و غصب عنه ضحك بغموض لحد ما حد منهم قرّب منه و مالك متابعُه بعينيه كإنه مستنيه او متوقع مجيّه !
الراجل: انت مين يالا و قاعد كده ليه ؟ انت بتتفرج علينا ؟
مالك نفخ دخان ف وشه و بعد ما كان هيقول حاجه ضحك غصب عنه ..
الراجل إستفزه برود مالك و شدّه وقّفه: انت تبع مين يالا ؟
مالك رد بغموض كإنه بيوصّله رساله غامضه: تبع اللى انت تبعه
الراجل بصّله قوى و تهتهه: انت .. هو انت .. انت عايز تقول إنك عارف ان
قبل ما يكمل كلامه واحد من اللى معاه إتدخل كإنه بيلحقه يتكلم او بينقذ الموقف: فى ايه انت و هو ؟ انتوا واقفين بتتساهروا و الزنزانه بتولّع ف بعض ؟
الراجل تهتهه و زق مالك برخامه: ماهو اللى تِنك و عامل فيها ابن ناس و قاعد يتفرج من طرف مناخيره
مالك بيضحك ببرود كإنه بيتفرج على عرض قدامه و هزّ راسه بضحك و لسه راجع مكانه يقعد الراجل شدّه وقّفه تانى كإنه بيجرّ شكله: انت هتقعد يالا ؟ ده انت بارد بجد بقا
مالك وقف و ربّع إيد على صدره و التانيه بيشرب بيها سيجارته و كإنه مستنى حاجه او عارف السيناريو ماشى على ايه و مستنى الراجل يجيب اخره ..
الراجل شد منه السيجاره رماها و داس عليها برجله: انت فاكر نفسك مين بروح آمك ؟ ده انت رد سجون يالا .. حتة ظابط فاشل امال لو لك قيمه ؟ ده
مالك هنا فقد بروده و ف حركه سريعه شدّه من هدومه عليه ضربه ف راسه و ضربه بوكس ف وشه و لوى دراعه لواه ورا ضهره و همس ف ودنه بصوت مُخيف: غور قول للى باعتك إنى مبجيش بالطريقه دى و ان اللى معاشر قرد بيحفظ تنطيطه، قوله إنى كان عندى استعداد اقتل لمجرد واحد خرّجنى عن اعصابى و مدّيت إيدى على ظابط لمجرد جاب سيرة أمى، ف لو واحد جمعت الحاجتين مع بعض اكيد متوقع هعمل فيه ايه بالظبط !
الراجل إترعب من لهجة مالك اللى إتكلم بيها اكتر من الكلام نفسه: انا .. انا .. اصل
مالك قبل ما يزقّه: و لا هو مقالكش و بيخاطر بيك عشان فيلم اهبل ؟
زقّه حدفه بعيد نزل ع الارض و الراجل التانى بص لمالك شويه بتوتر: مالك، الموضوع مش
مالك بصّله بقرف: غوور من وشى احسنلك
الراجل سكت بإحباط بعدها شاور للى مالك ضربه وقف و راح ع باب الزنزانه شاور لعسكرى من غير كلام فتحله خرجوا قدام ذهول الكل اللى رفعوا إيديهم بإستسلام و مالك بصّلهم بقرف و رجع مكانه ..
الراجل مشى لحد ما دخل مكتب و يدوب بيفتحه اللوا صالح وقف: سيادة الرائد عمر، هاا ؟ وصلت منه لحاجه ؟
لسه مردش اللوا صالح راح ع الراجل التانى مسك وشه حرّكه يمين و شمال: لا النتيجه واضحه من غير ما تقول
الرائد عمر ادّى التحيه له: مش بالظبط قوى بس الغبى ده زوّدها معاه، ده قاله و حياة آمك و ده كان مخرشم ظابط عشان قاله أمك، لاء و بيقوله انت ظابط فاشل
اللوا صالح بص للراجل بغيظ و كإنه هيضربه ف وشه: ما تقوله احسن إنك تبعى و انا اللى باعتكوا تتصاحبوا عليه !
الرائد عمر ضحك غصب عنه: صدقنى الموضوع كله على بعضه مكنش هينفع .. مالك مش عيل و لا طرى لدرجة يستنى حد يسلّكه من خناقه جوه زنزانه جوه سجن ! و حتى لو ف مش سهل و لا ساذج للدرجادى إنه بمجرد ما حد يسلّك عنه هيتصاحب عليه و يبعبع باللى عنده
اللوا صالح ضحك بإحباط: عارف، انا بس كنت محتاج اعرف بما إنه كان ف الجبل وصل لحاجه او لحد ؟ خاصة مع الجثث اللى لقيناها يعنى إشتبك اهو
الرائد عمر: مش هيقول إلا اذا هو بنفسه عايز يقول، ما تسأله ...ليه متوقع ميرضاش ؟ مش يمكن يساعدك ؟
اللوا صالح كشّر: شكرا ع الاضافه .. لا مش هسأله عشان زائد إنه مش هيقول ف هيعاند اكتر .. البيه خد الحكايه تار و عايز ياخده بإيده
الرائد عمر نفخ: و التار بقا اتنين بعد ما خسر فوقيهم شغله
اللوا صالح هزّ راسه بإحباط و خرج و بعد ما كان هيدخل لمالك يشوفه يتطمن عليه إتراجع و حس إن اللحظه هتبقى صعبه و اللى حصل صعّبها اكتر ..
مشى و بعد ما خرج خطر ف دماغه فكره و حب يجربها ..
إتصل ع الرائد محمد: معاك عنوان البنت المحاميه اللى كانت مع مالك ف الجبل ؟
الرائد محمد: حلم الدينارى ؟ اه و معايا تليفونها لو حابب ابعتهولك
اللوا صالح بإختصار: لا إبعتلى عنوانها عايز اقابلها
قفل معاه و الرائد محمد بعتله عنوانها ف رساله شافها و راحلها ..
حلم ف البيت قاعده بخنقه .. حالتها مش مفهومه لحد و لا لها .. ليه حاسه إنها تايهه كده ؟ ليه ايامها بقت شبه بعضها ؟ ليه مش قادره حتى تتنفس كإنها بتختنق او مفتقده الهوا ! كل شويه تفرك إيديها مكان الكلبش و كإنها بتحاول تفوّق نفسها إنه مفيش و عيونها تبتسم بلمعه تنوّر وشها ..
حاولت تزور مالك كتير جدا بس مفييش .. مبيقابلش حد .. بتحاول تقنع نفسها إنه مجرد فضول مش اكتر و كل ما تفتكر صوته و هو بيقولها هتموتى مره بفضولك تبتسم غصب عنها او تقريبا تضحك مع نفسها و مجرد الكلمه تجر وراها ذكريات لحظاتهم البسيطه سوا ..
مروان دخل عندها: ايه يا حلم انتى مش نازله الشغل و لا ايه ؟
حلم بملل: لاء مليش نفس
مروان بحماس: طيب ما تيجى معايا الشركه ماهى بتاعتك بردوا و نشتغل شويه سوا ع الاقل تشوفى الشغل المركون هناك
حلم كشّرت: بقولك مليش نِفس، ثم ان اجى معاك الزفت اعمل ايه ؟
مروان ضحك برخامه: اه ما لكى حق تنسى ما انتى سيباها و لا بتسألى، هتفتكرى ازاى ان ليكى نصيب فيها و بتاعك و لا إنك ماسكه الشغل القانونى بتاعها ؟
حلم نفخت بزهق: مروان سيبنى دلوقت قولتلك مليش نِفس لحاجه
مروان قعد جنبها بإهتمام: لاء بقا لازم اعرف فى ايه ؟ ده انتى اول مره نفسك تتقفل من شغلك كده ! طب الشركه و متعود تخلعى منها و بتقولى بحب المرافعات و التحقيقات و شغل النيابه بس انتى حتى تقريبا مبقتيش تنزلى ده كمان و لا بقيتى تخرجى اصلا، و ده كله من ساعة موضوع الزفت الظابط اللى خدك ف سكته و انتى متغيره .. حصل ايه لده كله يا حبيبتى ؟
حلم إتنرفزت و مش عارفه عشان واجهها بالحقيقه اللى هى نفسها عارفاها و واضحه قدامها إنها متغيره من وقت ما شافت مالك او مفتقداه و لا متنرفزه عشان كلمة حبيبتى اللى مش اول مره يقولها و كانت بتطنش بس دلوقت بقت شايفاها حق و ملك لصاحبها و بس .. مش عارفه و متلغبطه ..
مروان متابع شرودها: هاا ؟ حيبتى انا بس خايف عليكى و
حلم وقفت بعصبيه كإنها بتهرب: حبيبتك حبيبتك ؟ انت بتستهبل يابنى و لا عشان بسكت بمزاجى، ماتفوق بقا و متنساش نفسك.
مروان كان عارف صدّها له و متعود عليه بس إتصدم من ردها اللى كان زى الهجوم: منساش نفسى ؟ ماشى ياستى شكرا، انا بس كنت بحاول اتطمن عليكى عشان قلقان عليكى من الحاله اللى انتى فيها دى و مش انا لوحدى على فكره، مامتك كمان ملاحظه إنك متغيره و بابا و كلنا تقريبا مستغربين اللى انتى فيه، انتى روحتى حلم و جيتى حلم تانيه
حلم لهجتها إتغيرت للين: متزعلش منى يا مروان، انا بس مخنوقه شويه و مش عايزه اتكلم مع حد
مروان بصّلها بعتاب و هى إتلغبطت: قضيه بس كنت شغاله عليها و خسرتها و انت زى ما قولت عارف شغلى بالنسبالى ايه
مروان إتكلم بنفس غموضها: مش هقولك إنها مش اول مره عشان واضح إنها فعلا اول مره بس القضيه كانت خسرانه خسرانه، غلطتك من الاول إنك مسكتى ف حاجه خسرانه
حلم إتلغبطت من رده و ملقتش حاجه تقولها ..
مروان مستنى اى رد منها تأكدله إن اللى فهمه غلط بس هى سكتت و هو سكت ..
قطع سكوتهم ده جرس الباب اللى رن و حد طلعلهم: استاذه حلم فى واحد عايزك تحت
حلم بزهق: مش عايزه اقابل حد
الشغاله: بس بيقول إنه إسمه اللوا صالح و حضرتك قولتى ان اى حد تبع شغلك ابلغك
حلم ضيّقت عينيها و حاولت تفتكر سمعت الإسم فين لحد ما إنتبهت للإسم او شبّهت عليه ف نزلت بسرعه ..
اللوا صالح إبتسم اول ما شافها لإنه خمّن رد فعلها او لهوجتها دى بمجرد ما هتربط بينه و بين مالك: اهلا و سهلا استاذه حلم
حلم إتكلمت بسرعه من غير ما تفكر: مالك جراله حاجه ؟ فيه حاجه ؟ انا حاولت كتير اشوفه بس منعونى اقابله
اللوا صالح إبتسم من تلقائيتها او تسرّعها و حس ان فيها كتير من تهوّر مالك: لا مفهوش حاجه و كويس على فكره و لا محدش منعك، هو اللى مانع الزياره عن نفسه، حتى زمايله محدش عارف يشوفه
حلم إتغاظت من إندفاعها: و انتوا بقا عايزين تشوفوه ليه بعد ما إتخليتوا عنه ؟
اللوا صالح بجديه: محدش إتخلى عن مالك بس هو اللى مسابش فرصه لحد يساعده و مفيش حد فوق القانون و انتى اكتر واحده عارفه الكلام
حلم مقتنعتش: و حضرتك جاى تقولى انا الكلام ده ليه دلوقت ؟
اللوا صالح: عشان محتاجلك تساعدينى
حلم إنتبهت: اساعدك ف ايه بالظبط ؟
اللوا صالح: عايز اعرف مالك اما راح الجبل قابل مين بالظبط هناك ؟
حلم إستغربت سؤاله: و هو لو كان قابل حد او حاجه تساعده كان إتردد ؟
اللوا صالح: امال الجثث اللى لقيناهم ف بيت خليل دول مين اللى قتلهم ؟
حلم إتوترت و هو كمل كلامه اما لاحظها: طيب نصيغ السؤال بطريقه تانيه .. كانوا رايحين لمين اصلا و إشتبك معاهم خلّص عليهم ؟
حلم عايز تسحب هى الكلام اللى عنده خاصة إنهم مقالوش ف الجلسه تفاصيل خلاف مالك مع الناس دى او مهمته و احتفظوا بسريتها عشان الشغل: معرفش
اللوا صالح: استاذه حلم ياريت بلاش شغل المحاميين ده معايا .. انا هنا لا بحقق معاكى و لا انتى بتترافعى عن مالك، يعنى لا انتى محاميه و لا متهمه، انا بس عايز اعرف حاجه و مش هعرف اوصلها إلا منك لإنك الوحيده اللى كنتى معاه
حلم ببرود: و انا قولت لحضرتك معرفش و طالما لا انا محاميه و لا متهمه يبقى فهّمنى فى ايه بالظبط بدل الشفرات دى
اللوا صالح محبش يدخل ف تفاصيل اكتر من كده خاصة إنه فهم إنه مش هتقوله حاجه: براحتك واضح إنك دماغك حجر زيه سلام
حلم إبتسمت غصب عنها: مين ؟
اللوا صالح: اللى بتحاولى تدافعى عنه مع إنى قولتلك ان دى حاجه هو مش متهم فيها
حلم سكتت شويه و اللوا صالح إتحرك يخرج ف نفس اللحظه اللى إتكلمت فيها: على فكره مالك مش وحش قوى كده و لا يستاهل منكم كل ده .. جواه بذرة خير للإسف انتوا اللى قلعتوها من مكانها و اديكوا اهو بتحاولوا تسدوا مكانها عشان تندفن
اللوا صالح إبتسم غصب عنه: انا اكتر واحد ممكن يقولك الكلام ده بس للأسف هو اللى خرب كل ده.
حلم: انتوا اللى خربتوه، مالك ف عز ازمته كان بيدافع عن واحده ميعرفهاش و لا عمره شافها لمجرد إنها ست و إتهجّم عليها شوية رجاله، دافع عن شرفها مع إنه ميعرفهاش و رغم ان ده كان وارد يعرّضه للخطر ف وقت هو فيه هربان و مش حِمل مشاكل بس مهمهوش
اللوا صالح إفتكر مرات خليل اللى لقوها ف عربية مالك و هما بينقلوه من المستشفى ع الحبس و إنها مقالتش اكتر من ان مالك راح بيت خليل يدوّر على اى حاجه و اما لقاها جابها ( زى ما مالك قالها تقول لو حصل حاجه و متجيبش سيرة اللى حصل ) ..
حلم: و عارف قالى ايه ؟ قالى شغلى علمنى متخلاش عن حد محتاج مساعدتى و علمنى اتصرف تحت اى ظرف و شرف اى واحد من البلد من شرف البلد نفسها و شرف البلد مسؤليتى انا و اللى زيى، علمتوه ياخد باله من كل حاجه و نسيتوا تعلموه ياخد باله من نفسه
اللوا صالح سكت بضيق و مشى و هى فضلت مكانها بتحاول تفهم جابت الثقه اللى كانت بتتكلم بيها منين مش عارفه !
اللوا صالح سابها و راح ع الإداره و هناك يونس دخله تانى و فتح معاه تانى موضوع حسن السير و السلوك اللى عايز يعمله لمالك ..
يونس بغيظ: انت قولت اما ع الاقل يعدّى نص المده و اديه خطّاها اهو، اييه بقا ؟
اللوا صالح: اه بس قولت اما يهدى مش كل شويه بخناقه شكل مع واحد شكل، ع الاقل عشان يبقى حسن سير و سلوك بجد، ده اخرهم امبارح
يونس إتريق: امبارح ااه، متهيئلى النقطه دى بالذات بلاش انت اللى تتكلم فيها ..
اللوا صالح رفع حاجبه و يونس إندفع: هتخرّجه و لا
اللوا صالح برّق بغيظ: و لا ايه يالا انت بتهددنى ؟ هتعمل ايه انت ؟ ف إيدك ايه ؟
يونس إتنرفز: لاء هعمل كتير و ف إيدى كتير و كتير قوى كمان بس الكتير ده انا سايبُه للاخر
اللوا صالح إتغاظ بعد ما فهم تلميحه: و انت فاكر يا اهبل ان لو مالك عايز يهرب هيستناك تعمله ده ؟ هيرضى يخاطر بيك اصلا ؟ مالك جوه بمزاجه
يونس: ملكش دعوه
اللوا صالح سكت شويه: هو أخوه مبيروحلهوش ؟
يونس إتريق بغضب: ما البركه ف اللى كان السبب
اللوا صالح سكت شويه و إبتسم بحب: خلاص شوف اللازم و اعمله و اكتب تقرير عن سيرة مالك المهنيه هنا و نزاهته ف تعاملاته برا و جوه الشغل و ارفق معاهم خطوط عريضه بمهماته و إنجازاته و هاتلى التقرير امضهولك و اختمهولك من هنا كمان .. و هبعتك لحد هيساعدك
يونس وقف بحماس و من فرحته باس اللوا صالح من خده و خرج بسرعه ..
و فعلا كتب تقرير ب ده و اللوا صالح مضى عليه و ختمه و من جوه سجن مالك و عمل تقرير عن سلوكه ف الفتره اللى إتحبسها ..
خلّص تقاريره و قدّمها لإدارة السجن و معاه اكتر من حد تبعهم هناك و كام يوم و إتمضى على ورقه و صدر قرار بالإفراج عنه على ذمة القضيه ..
يونس طلب منهم محدش يبلّغه و هو يدخله بنفسه و فعلا دخل ..
مالك رفع حاجبه: هو بيت أبوك رايح جاى ؟ ما تتكل ياض
يونس دخل قعد جنبه بغيظ: تصدق انت خساره فيك المرمطه اللى إتمرمطها و اللى عملته عشانك
مالك زقّه بغيظ: ليه سايبلك العيال تربيهم ؟ و لا بتجرى عليا ؟
يونس وقف بغيظ: لاء ف دى عندك حق .. و حياة امى لا ارجّع قرار الافراج و ازق عليك حد يشاكلك هنا يمكن تقضى سنتين تلاته كمان
مالك معلقش بس ظهرت على وشه إبتسامه غصب عنه و يونس إبتسم معاه و قعد جنبه: اه يا صاحبى عملتلك اللازم و طلّعتلك إفراج بحسن سير و سلوك
مالك إبتسم و يونس ضحك بهزار: هو انا يعنى المفروص إنى الوحيد اللى ابقى شاهد نفى على حتة حسن السير و السلوك دى بس يلا قلبى طيب ربنا يسامحنى بقا
مالك ضربه بوكس ف وشه بهزار و غصب عنه ضحك و يونس مسك إيده و لفّ دراعه حواليه و ضحك معاه: مبروك يا صاحبى .. حمد الله ع السلامه .. الدنيا برا من غيرك مضلمه قوى .. قوى يا مالك.
مالك هزّ راسه بشرود و سكت و يونس طبطب عليه بإيده اللى حواليه: سيبها على الله و تعالى ناخدها واحده واحده المهم نخرج من هنا اول حاجه و الباقى انا معاك فيه .. اى حاجه هتلاقينى جنبك
مالك غمزله بهدوء و يونس أخده و خرجوا .. راحوا على مكتب مأمور السجن تمموا باقى الاجراءات لحد ما خلصت ..
المأمور: سيادة المقدم انا عايز اتكلم معاك ف كذا نقطه قبل ما تتحرك من هنا
مالك غمض عينيه بوجع على كلمة المقدم بس حاول يدارى و يونس لاحظه و غمزله ..
المأمور: ياريت متزعلش من كلامى و لا تاخده بحزازيه .. انت عارف ان وقتك لسه مخلصش و إنك خارج حسن سير و سلوك و ده حقك .. بس قانونا حقنا احنا كمان لازم يبقا مضمون .. اولا بعد الخروج بيبقا فى فترة مراقبه .. مش اقصد مراقبه بمعنى مراقبه بس بيجى الواحد كل شهر يثبت حضور و إنه مفيش إشتباهات و لا مخالفات جنائيه او حتى عدائيه برا ..
يونس لسه هيتكلم بس مالك شاورله و هزّ راسه و سكت ..
المآمور سكت شويه: معلش ده قانون و انت اكيد اول حد عارف ان مفيش حد فوق القانون .. بعدين فى حاجه كمان و اعتقد دى انت ادرى بيها منى .. و هى شغلك
يونس: دى تخصنا احنا بقا
المأمور: فعلا بس لازم ابلغك بيها .. انت عارف حد ف مكانتك و وضعك اللى كنت بيهم و المكان الحساس اللى كنت تبعه اما بيسيبه لأى ظرف حتى لو بمزاجه بيبقا ممنوع إنه يخرج برا البلد .. و تحت اى ظرف طارئ بيضطر ل ده بيبلغ الجهات المسئوله الاول و لازم يبقا عندها خبر بتفاصيل سفره و المكان و المده و رجوعه .. غير كده بتعتبره هرب و انت اكيد عارف ان دى لوحدها جنايه و مش القانون المدنى اللى هيحاسب عليها .. لاء ده هناك عندهم ..
مالك بهدوء: تمام
المأمور: بخلاف ده مفيش اى حاجه تانيه
مالك وقف: كده خلاص اقدر امشى ؟
المأمور إبتسم: و الله خايف اقولك نوّرتنا الشويه دول تزعل يا سيادة المقدم
مالك إتريق: ما بلاش سيادة المقدم دى
المأمور: مش بالألقاب يا باشا .. انت كبير بنفسك و هتفضل اكبر من اى لقب او اى محنه هتاخد وقتها و تعدّى
مالك حاول يبتسم و المأمور حاول يهزر: و بردوا هتفضل باشا
مالك معلقش بس سلّم عليه و خرج و يونس مشى معاه لحد ما خرجوا خالص و اخده بعربيته و مشيوا ..
مالك آخد نَفس طويل و ضم ملامح وشه على بعضها و خرّجه واحده واحده على مراحل ف خد وقت كبير ..
يونس ضحك: ايه كل ده ؟ نَفس شيشه ده و لا ايه ؟
مالك إبتسم: لاء ده نَفس مكتوم من كتير و ما صدق افرجت عنه
يونس بحب: حمد الله ع السلامه يا ملووكه
مالك بصّله بغيظ و ضربه ف وشه ف العربيه حادت من يونس و ضحك و مالك كررها تانى و تالت و العربيه بتتجنن معاهم و الاتنين بيضحكوا ..
يونس: احنا هنروح ع البيت عندى ناكل لقمه و
مالك: لاء طبعا .. ودّينى ع البيت .. الواد فهد وحشنى قوى ..
يونس وشه إتغيّر و دوّره الناحيه التانيه ..
مالك بترقّب: هو ميعرفش باللى انت عملته و إنى خارج صح ؟
يونس بغيظ: لاء مقولتلهوش
مالك إبتسم: احسن عشان تبقا مفاجأه
يونس سكت بس وشه متضايق و مالك بصّله شويه: فهد لسه صغير
يونس: فهد الشغل غيّره
مالك: بردوا لسه صغير .. متهيألى هفضل شايفُه العيل الصغير اللى ماسك ف ديلى ف اى لعبه من و احنا صغيرين
يونس إبتسم: ربنا يخليكوا لبعض
وصلوا شقة مالك و مالك طلع: هكلمك و نتفق نتقابل
يونس بغيظ: اه يا واطى
مالك زقّه بغيظ: يلا بقا انت عامل زى عملى الرضى كده ليه ؟ هو انا خلّفتك و نسيتك ؟
يونس حاول يدخل و مالك زقّه و كل خطوه بيزقّه اكتر لحد ما خرّجه من الباب ..
يونس برخامه: مش صممت تيجى على هنا ؟ طب و حياة امك مانا
مالك بسرعه شد مسدس يونس من جيبه و رفعه: هاا
يونس ضحك بهزار: تانى ؟ تانى ؟ شكلك متعلمتش .. انت لازم ترجع.
مالك بغيظ: لاء ماهو المرادى السلاح بتاعك يا فصيح
يونس لسه هيتكلم مالك ضرب طلقه ف الارض عند رجله و
يونس جرى بضحك و مالك ضرب كمان واحده قصدها بين رجليه بالظبط و يونس بيتنطط بضحك: يخربييت أبوك يا مالك
مالك حدفله المسدس و طلع شقته اللى ساب مفتاحها لفهد بعد حبسه يقعد فيها ..
دخل الشقه و بمجرد ما دخل هاجمته ذكريات كتير يمكن مكنش لسه عاشها و كان بيحلم يعيشها فيها ..
صوت أمه بيرن ف دماغه و هى بتدعيله إنه يجعلها عليه خير و يتهنّى فيها .. بيرن لدرجة سند ع الباب و غمض عينيه و كإنه بيستمتع بالصوت اللى كان محتاجله يطبطب ف عز المحنه على قلبه .. او بالدعوات اللى فعلا حاسس إنه محتاجها ف اللى جاى ..
فضل كتير مكانه و بيتنقّل من مكان لمكان ف الشقه لحد ما فتح اوضه و من هيئتها خمّن إنها بتاعة فهد ف إبتسم و بعد ما كان هيخرج دخل ..
اخد حمام و غيّر هدومه و مسك موبايله شغّله من تانى و بعد ما مسكه بحماس رجع حطّه تانى و إستنى ..
قعد ع السرير و رجّع راسه لورا و فضل مستنى لحد ما النوم غلبه و صحى على صوت رزع الباب و حد بيدخل بحده ..
مالك قام مخضوض و فهد بصّله قوى: ماالك ؟
مالك إبتسم و إتعدل نص واحده بنوم: انت ياض بتصيع برا لدلوقت فين ؟
فهد معرفش حتى يبتسم: انت بتعمل ايه هنا ؟ و ايه اللى جابك ؟
مالك ضحك بتريقه و قام ولّع سجاره: هربان تخيّل ؟ لاء و جاى استخبى ف بيت حضرة الظابط
فهد شدّه بحده: اقف عدل يا مالك و كلمنى .. انت خرجت من الزفت ازاى ؟
مالك إتاخد من رد فعله و بص على إيد فهد اللى مسكته من دراعه و فهد بعد ما رخى إيده من مسكته رجع شدد عليها تانى و بصّله بجمود ..
مالك حط السجاره تانى و لفّ قصاده و بهدوء نزّل إيده: تفتكر إنى ههرب يعنى ؟ و بغض النظر عن إنى هلجألك و لا لاء .. بس انت شايف إنى اعملها ؟
فهد دوّر وشه بس ملامحه جامده: الحراسه اللى انت سايبها عليا و ع البيت بلغونى إنك جيت و معاك حد و ضربتوا نار و طلعتوا جرى ورا بعض و الاخر انت طلعت هنا
مالك بصّله قوى: ف اول حاجه تفكيرك راح عندها إنى هربت و جاى استخبى عندك .. إفترضت سوء الظن يعنى .. بس السؤال بقا انت كنت جاى و ناوى على ايه ؟ ده لو كان ده حصل فعلا ..
فهد سكت و مالك بص لمسدس فهد اللى طلع بيه و اللى من اول ما دخل خرّجه شويه من جيبه بيّنه و رجع بص لفهد و غمض عينيه و حاول يدارى اللى فيهم ..
مالك حاول يهزر: لاء بس منكرش إنى إتبسطت يا فهد .. اهو عملت عليا ظابط و عايز تسترزق بأى قضيه بس عجبتنى يا باشا
فهد قعد بضيق و مالك إبتسم بهزار: ايه هو القسم بينش للدرجادى من القضايا و لا ايه ؟ ده انا حتى اسمع إنك مفحوت ف الشغل لدرجة ان يونس اما جاه يعملى حسن السير و السلوك معرفش يلجألك و كلمك كتير و مردتش
مالك مكنش عارف ان يونس كلامه بس خمن ده و رد فعل فهد اكّدله ..
فهد بذهول: حسن سير و سلوك ؟
مالك إبتسم: اه و لا انت بقا فاكر ان اخوك بلطجى و صايع ؟
فهد نبرته إتغيرت: حسن سير و سلوك ايه ده اللى بعد خمس شهور من حبسك ؟ انت فاكرنى اهبل و هصدق الكلام ده و لا ايه ؟
مالك بصّله قوى: اولا سته مش خمسه و لا الوقت ده مكنش فارق معاك ؟ بعدين امال انت فاكر ايه اللى حصل يا فهد ؟ ههرب مثلا ؟
فهد إتريق و هو خارج من الاوضه: لاء مش هتهرب .. بس من الواضح ان كان لها طريقه تانيه زى ما كل حاجه لها طرق تانيه
مالك مسكه من دراعه وقّفه: تقصد ايه يا اخويا ؟
مالك إتكى على كلمة اخويا و فهد فهمه ف إتنفس بضيق: لا و لا حاجه .. انا بس جاى تعبان عشان كنت مسهّر من امبارح و منمتش
مالك بحب: طب تعالى خد حمام و غيّر عقبال ما اعملك حاجه تاكلها و ادخل ريّح و اما تصحى نقعد مع بعض لا احسن انت واحشنى قوى و هموت و نقعد نتكلم مع بعض ..
فهد ببرود: لاء مش عايز .. انا هروح الاوضه التانيه اخد حمام و انام
مالك إبتسم: دى اوضتك على فكره .. بس مكنش عندى صبر لحد ما تيجى ف قعدت ف حاجتك و هدومك .. زى مانت زمان كنت بتقولى إنك بتعمل كده اما بسافر
فهد إبتسم غصب عنه و قدام إصرار مالك دخل اخد حمام و غيّر و خرج لقى مالك بيعمل اكل ..
مالك إبتسم بمناغشه: ما تقرّب يلا و لا الكليه معلمتكش حاجه ؟
فهد إبتسم من غير كلام و قرّب عملوا الاكل سوا لحد ما خلصوا و قعدوا ياكلوا ..
فهد: هو انت مشوفتش احلام ؟
مالك حاول يبقا بارد: لاء انا جيت على هنا على طول و بصراحه حبيت اشوفك انت اول واحد بعد يونس .. ده إن مكنتش عايزك و بعتبرك قبل يونس و قبل اى حد
فهد إتجاهل كلامه: قصدى يعنى من اول اللى حصل
مالك وشه مفهوش تعبير: لاء بس انت زى ما عارف انا مكنتش بقابل حد ف معرفش مين كان بيجى
فهد رمى كلامه ببرود: بس هى مكنتش بتروح .. انا كنت بشوف كشف طلب الزيارات اول باول و مين عايزك و مين بيدخلك ف مكنتش و لا مره فيهم
مالك بصّله قوى و لسه فهد هيتكلم مالك قاطعه: و انت كنت بتشوف كشف الزيارات ليه يا فهد ؟ متوقع ايه او عايز توصل منه لأيه ؟
فهد إرتبك: هاا ؟ لا و لا حاجه .. بس كنت بتطمن عليك من برا طالما مش راضى حد يدخلك
مالك حاول يقتنع: اه عموما اهى فتره و عدّت زى ما كل حاجه هتعدّى
فهد سكت و مالك كمان شرد كتير و كملوا من غير كلام تانى .. تعاملاتهم طول الوقت صامته كإن فى حاجز بينهم حايش حتى الكلام بينهم و مالك كان بيتعامل من منطلق يفتفت الحاجز ف كان بيناغشه و يشاركه عشان يشده شويه شويه ..
خلصوا و دخلوا ناموا و فهد صحى الصبح نزل شغله من غير كلام و مالك اما صحى ملقهوش فهم ده ف قام لبس و خرج ..
راح الاول ع المقابر يزور أبوه و أمه .. دخل بوجع للمكان اللى مدخلهوش من يوم ما دفنهم فيه بإيده ..
كان جاى و ناوى يتكلم .. يقول الكلام اللى مش عارف يفضفض بيه لحد من ساعة ما خرج .. مش لاقى حد اصلا .. بس بمجرد ما جاه لسانه إنعقد .. كل كلامه إتبخر او الدموع قامت بالواجب و ترجمت اللى جواه كله ..
فضل كتير لحد ما حس إن نَفسه بيضيق زى ما كل حاجه حواليه بتضيق بيه ..
قام مشى بتوهان .. راح على بيت احلام .. مش عارف ايه اللى جابه .. بس اللى عارفُه إنه محتاج يتحرك خطوه ف رجله حرّكته اول خطوه لهنا ..
رن الجرس بتوتر و عبير فتحت الباب و إتفاجئت بيه ..
عبير بذهول: مالك ؟ ازاى ؟
مالك حاول يبتسم: مساء الخير يا طنط .. معلش جيت كده بس
قطع كلامه مع خروج احلام: ماما كل ده الفستان مجاش من عند المكوجى .. الناس زمانهم جايين و
إتفاجئت بمالك قدامها ف وقفت بصّتله قوى: مالك ؟ ازاى ؟
مالك حاول يهزر: ايه يا جماعه انا كل ما هكلم حد منكم هيقول مالك ازاى .. شايفينى بمشى ع الحيط و لا ايه ؟
احلام إبتسمت بعيون مدمّعه و تهتهت: لاء .. بس .. اصل
مالك من هيئتها و هيئة البيت و الكام كلمه اللى طلعت على أمها بيهم كان تقريبا قدر يجمّع الموقف و إرتباكها ده أكّدله فهمه ..
مالك بتلقائيه بص على إيديها و لمح اصابعها فاضيه و هى فركت إيديها بتوتر ..
عبير بحده: انت بتعمل ايه هنا ؟ و ازاى برا اصلا ؟ انت حبسك سنه و لا هو عدّت سنه من غير ما ناخد بالنا ؟
مالك عيونه متعلقه على احلام مستنى منها اى كلمه .. حركه .. إشاره تقول ان اللى فهمه غلط ..
عبير إتنرفزت اما لاحظته: ماتنطق يا زفت انت .. و لا جاى تجيبلنا بلوه ؟
رؤوف خرج على صوتهم و إتفاجئ بمالك: مالك ؟ ازاى ؟
مالك برغم الموقف ضحك ضحكه خفيفه غصب عنه ..
عبير بعصبيه: هو انت مش هتبطّل برودك ده ؟ حتى و انت متزفّت و هربان بارد ؟
رؤوف: هربان ؟ انت هربت يا إبنى و لا ايه ؟
مالك إتريق: و الله مش عارف .. كل ما حد يشوفنى يخمن كده ليه ؟ مع إنى خارج حسن سير و سلوك و المفروض إنكوا اكتر ناس عارفينى
رؤوف إتنهد بصوت عالى و راح عليه: طب إتفضل ادخل نوّرت
عبير إندفعت: يتفضل ؟
مالك بص لأحلام و كإنه كان مستنيها ترد على أمها .. مستنى منها رد الفعل اللى تقريبا بتخذله فيه كل مره ..
بص حواليه ع الشقه و بص على احلام اللى متسمّره مكانها: لا خلاص بقا انا ماشى
مالك إتحرك خطوتين و إتكلم من غير ما يبصّلهم: انا فعلا كنت جاى من ع الباب .. بس كويس إنها جات كده و منك
خرج و شد الباب وراه اللى برغم إنه قفله بهدوء إلا إنه سمّع ف جسم احلام هزّه قوى بشكل خلّاها غمضت عينيها بعنف خرّج كل الدموع المحبوسه جواها ..
مالك مشى مش عارف يروح فين .. محتاج لحد .. عايز يتكلم ..
فضل يلف بعربيته كتير لحد ما راح لفهد على مكان شغله .. إبتسم بتوتر مش عارف من رد فعله و لا من رد فعل الناس اللى اول مره هيواجههم بعد اللى حصل ..
دخل بهدوء و سأل على مكتب فهد و قبل ما يوصل حد من زمايله وقّفه
انس: ايه ده مالك ؟
مالك إبتسم و سلم عليه و وقف يتكلم بإختصار عن خروجه ..
فهد كان خارج من مكتبه بيتكلم ف الموبايل ف لمح روفيدا خارجه مع أبوها من مكتبه ف راح عليهم بهزار ..
مالك بعد ما كان هيروحله إتراجع و إبتسم قوى و حب يشوف الموقف من برا ..
فهد غمز: هو بالمنظر ده الجرايم هتكتر و المجرمين هينتشروا و كده خطر ع الامن العام يا باشا
مالك من بعيد ضحك غصب عنه و روفيدا ضحكت لفهد: ده كله بسببى و لا ايه ؟
فهد بخفه: لا سببك ايه انا اقدر ؟ بعدين ده كده يبقا رزق لنا
اللوا مدحت ضربه بخفه على قورته: ما تتظبط يالا.
فهد بهزار: اتظبط اكتر من كده ؟ ده انا ظابط قوى لحد دلوقت .. مش عارف بقا ف اللى جاى هعرف و لا لاء
روفيدا ضحكت برقّه و أبوها إبتسم و ف وسط ضحكهم لمح مالك ف بصّله قوى و فهد اخد باله إنه بيبص على حاجه فبص يشوفها و هنا شاف مالك ..
فهد وشه إتغيّر و بان عليه الضيق و مالك قدر يلاحظ ده بسهوله ف عمل نفسه مش شايفهم و بص لصاحبه و كمل كلامه ..
اللوا مدحت: هو مالك خرج و لا ايه ؟
فهد ملامحه إتجمدت: اه
اللوا مدحت: مقولتليش يعنى
فهد سكت شويه: مجاتش فرصه .. هو لسه خارج امبارح
اللوا مدحت سكت و فهد بصّله بتردد: هو فى حسن سير و سلوك بالسرعه دى ؟
اللوا مدحت هزّ راسه بهدوء: اعتقد مع حد بعلاقات مالك و مكانته اه فى
فهد هز راسه بضيق: اه مكانته
اللوا مدحت و هو ماشى: انا هروح اسلّم عليه و اباركله
راحله و مالك عمل نفسه بياخد باله و إبتسم و سلموا على بعض ..
اللوا مدحت: مبروك يا مالك حمد الله على سلامتك
مالك بهدوء: الله يسلمك
اللوا مدحت: انا لسه عارف دلوقت اما شوفتك .. حتى فهد مجابليش سيره
مالك بص لفهد اللى وشه متغير: معلش عشان بس الموضوع جاه كده بسرعه ثم إنه مش من بعيد .. ده امبارح بس
اللوا مدحت: عموما لو إحتاجت اى حاجه كلمنى متترددش.
مالك: متشكر
اللوا مدحت اخد روفيدا و مشى و مالك بص لفهد بيحاول يقرا عينيه: يعنى لو قطعت عليك رزقك ممكن تمشى على فكره معاهم
فهد حاول يبتسم و مالك خده و إتحرك بهزار: يلا يا عم النحنوج إدينى قهوه ف مكتبك اما نشوف ايه حكايتك
فهد بسرعه رجع بيه خطوات لورا: لالا بلاش هنا
مالك سكت و فهد إتلجلج: قصدى يعنى إنى مشغول دلوقت
مالك وشه إتضايق و فهد إتنهد بصوت عالى: قصدى تعالى نخرج .. برا عن هنا يعنى .. ناخد اى حاجه برا
مالك فك من إيده بهدوء: لاء انا اصلا مستعجل
مالك مشى و فهد وقّفه بكلامه: مالك انت كنت جاى ليه ؟
مالك صوته طلع بالعافيه من غير ما يبصّله: و لا حاجه .. كنت جاى لواحد صاحبى بس للإسف ملقتهوش
فهد سكت و مالك مشى من غير كلام تانى .. خرج راح على عربيته و فضل فيها كتير كإنه مستنيه و الاخر غمض عينيه بتعب و مشى ..
فضل يلف كتير لحد ما تعب و مش عارف تعب من اللف و لا من التفكير و الاخر رجع البيت ..
طول اليوم ف البيت لحد الليل ضلّم و نام و هو متحركش .. صحى الصبح و إكتشف إنه لوحده ف الشقه .. رن على فهد كذا مره بقلق مردش ..
بعد ما كان هيروحله إتراجع و سابه براحته .. إتصل بالحراسه اللى حاططها عليه و عرف إنه بيروح كل يوم عادى ف فهم إنه محتاج يبعد شويه ..
يوم و اتنين و كذا يوم عدّوا على مالك على حالته اللى بتسوء يوم عن اللى قبله ..
حاول يوصل لفهد تانى ف رن عليه كتير لحد ما رد ..
مالك بقلق: انت فين يا فهد ؟
فهد ببرود: عندى شغل و مضغوط شويه مش فاضى
مالك: انت كويس ؟
فهد: اه و انا من فتره خدت شقه
مالك إتنفس بصوت عالى و هو مغمض عينيه و فهد ببرود: قريبه من شغلى و كده عشان بآخّر و كده
مالك بحب: متمشيش من غير الحراسه
فهد بلامبالاه: ربنا يسهل
مالك قفل معاه و حدف موبايله بحزن بجد .. برغم كل اللى خسره و اللى تقريبا كان كل حاجه إلا إنه اول مره يحس إنه لوحده بجد ..
شهر و اتنين عدّوا عليه و حالته بتسوء و وضعه بيتأزّم .. راح الجبل و حاول يوصل لأى حد تبع القضيه بس مفيش خاصة إنه عرف ان العمليه بتاعتهم مكملوهاش و بما ان كبش الفدا بتاعهم راح هما كمان إختفوا قبل ما يظهروا ..
حاول كذا مره مع شغله من بعيد بس ابوابه إتقفّلت ف وشه .. حاول يشوف شغل تانى بس مش عارف .. مش شايف نفسه ف حاجه غير المجال اللى عشقه ..
لحد ما ف يوم كان ف البيت و جرس الباب رن و اللى جاله كان ضيف على هيئة فرصه ..
مالك بصّله كتير و غصب عنه إبتسم بس هو ___