رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس عشر
مالك إتحرك يمشى من عند فهد و قبل ما يخرج فهد إنتبه لأيده و بصّلها قوى و هنا مالك شاف عينيه مركزه على حاجه و راح بعينيه عليها لحد ما إتقابلت نظراتهم على جرح إيده !
مالك خد نَفس عنيف قوى و غمض بعنف و فهد بينقل عينيه بين مالك و بين إيده بحده: إيدك مالها ؟
مالك مردش و يدوب هيتحرك فهد شدّه بحده وقّفه قصاده بعنف و شد إيده و بصّله بترقب و بيشاور بعينيه على إيده: إيدك مالها ؟
مالك إبتسم بتوهان: كويسه .. دى وقعه و جات بسيطه
فهد حته جواه مستنيه منه سبب و حته تانيه مش عايزه تصدق اى سبب و بمجرد ما مالك إتكلم هز راسه بتريقه: طب ابقى خد بالك .. عشان الوقعه المره الجايه مش هتبقى بسيطه و لا هيبقا منها قومه
مالك إتكلم بهزيان: ربنا بيستر
فهد شرد كتير و تفكيره راح لنقطه غريبه و مالك خرج و سابه و الفجوه بينهم كبرت و كترت قد كل الكلام اللى بينهم متقالش .. !
حلم روّحت بعد ما كانت طول الليل مع مالك ف المستشفى لحد الصبح و من ربكة الموقف مكلمتش حد ..
دخلت البيت مُرهقه و ملغبطه و ف دماغها الف حاجه و مش فاهمه منهم و لا حاجه ..
مروان وقّفها بغضب بيكتمه بالعافيه: انتى كنتى فين يا زفته انتى لحد دلوقت ؟
حلم مفهاش دماغ اصلا ترد: كنت مشغوله شويه و ورايا كذا حاجه
مروان زعّق: و هما الكذا حاجه دول يخلوكى تباتى برا طول الليل ؟ ميخلوكيش تتصلى و لو حتى تبلغينا من باب العلم بالشئ بلاش تستأذنى ؟ تسيبينا طول الوقت عمالين نضرب اخماس ف اسداس هى فين و حصلها ايه
حلم و كإنها كانت ناسيه اصلا كل ده للدرجادى خطف حتى تفكيرها ؟: انا اسفه يا مروان بس
مروان زعّق بقلق: بس ايه و نيلة ايه ؟ انتى اصلا خرجتى من الشركه من عندى و قولتلك نمشى سوا قولتى هسبقك ورايا حاجه ف دقايق و هحصلك ع البيت ؟ روحتى فين هاا ؟ و ايه اصلا اللى كان جايبك الشركه انتى معملتيش حاجه ؟
حلم بضيق لإنها عارفه إنه عنده حق: قولتلك خلاص يا مروان انا غلطانه .. كان فى كذا حاجه بخصوص قضيه انا ماسكاها و طلبونى ف القسم مع متهم تبعى و خلصت متآخر ف روحت مع صاحبتى و بعدها جيت على هنا
مروان مش مصدقها: و هى القضيه دى بخصوص ايه ان شاء الله ؟ فيها مين مهم لدرجة تباتى برا البيت ليله بحالها ؟
حلم إتنرفزت: يووه و انت تعرف كل شغلى عشان تسأل و لا هو تحقيق و خلاص ؟
مروان زعّق اعلى: ماهو اما تقفلى حتى الزفت و متتصليش و لا حتى تردى يبقا لازم احقق
حلم اخدت بالها ان موبايلها مش معاها و هو من ربكة عينيها قدر يفهم: موبايلك فين اصلا ؟
حلم إتوترت بضيق: نسيته ف العربيه إرتاحت كده و اما نزلت من العربيه نسيته فيها و مشوفتهوش إلا و انا راجعه اصلا عشان كده معرفتش اكلم حد .. التحقيق خلاص كده ؟ ممكن اطلع بقا ؟
مروان نفخ بصوت عالى و هى دارت توترها و سابته و طلعت ..
فضل واقف مكانه لحد ما أبوه نزل و لاحظ وقفته: انت واقف كده ليه ؟ و ايه اللى مصحيك بدرى كده ؟
مروان إتوتر: مفيش انا بس ورايا كذا حاجه بدرى
أبوه بصّله بشك عشان لهجته بتكدب: هى حلم نازله معاك ؟
مروان حاول يدارى غضبه عشان ميوترش الدنيا اكتر مع أبوه و حلم: لا هى تعبانه شويه و مش هتروح .. انا هسبقها
أبوه بصّله كتير: و ده اللى مزعلك ؟ و لا سمّعتك كلمتين ؟
مروان بضيق مش حابب يطوّل ف الكلام عشان أبوه ميعرفش إنها كانت برا: و لا ده و لا ده .. انا بس اللى مشغول حبه
أبوه: فى حاجه و لا ايه ؟ مالك مش على بعضك ؟
مروان إتحرك بعيد عنه و إداله ضهره بشرود: موضوع و لازم يخلص بقا عشان طوّل قوى و بقا سخيف و اكتر من كده مش هينفع
أبوه تقريبا فهم اللى ورا كلامه: خلاص يبقا تسيبهولى
مروان إتراجع و لهجته إتغيرت: خلاص روح انت على شغلك و لو إحتاجتك اكيد هرجعلك
أبوه قبل ما يمشى عاد كلامه كإنه بيأكد عليه: سيبهولى و انا اللى هتصرف معاه و بطريقتى و هخلصهولك
سابه و مشى و هو فضل كتير مكانه و الاخر طلع لبس و نزل ..
عند فهد ف المستشفى إتصل عمل كام تليفون و قفل و قعد مكانه بإرهاق او حس بدوخه من كتر ما حس إنه بيلف ف دايره مقفوله .. مرجّع راسه لورا و مغمض عينيه و مخنوق و مش عارف من نفسه و لا من مالك و لا من شغلهم اللى حطّه ف الزنقه دى و بيتمنى لو مكنش ظابط و فضل مخدوع كده يمكن ده كان اريح له من الدوامه !
فجأه حس بضحكه بتتكتم ف فتّح عينيه ببطئ و شاف اللوا مدحت و مراته و روفيدا بس عينيه ملمحتش غيرها ف شاركها إبتسامتها ..
اللوا مدحت بهزار: ايه حضر و لا لسه ؟
فهد مفهمش بس عينيه متعلقه بروفيدا: مين ده ؟
اللوا مدحت زق رجله و قعد جنبه و روفيدا و أمها قعدوا قصادهم: اللى انت كنت بتحضّرهم .. مانا داخل لاقيك مغمض عينك و وشك عمال يقلب من ثانيه للتانيه و تتكى على سنانك عامل زى اللى بيحضّر عفاريت
فهد ضحك بغيظ: طب مش تزمّر ؟ حد يدخل كده؟
روفيد هنا اللى إتكلمت: معلش بقا انا اللى طلبت منه نجى .. ف هو سمع كلامى مش اكتر
فهد إبتسامته وسعت: لا اذا كان كده ماشى .. انتى تيجى ف اى وقت
اللوا مدحت بغيظ: اعمل ايه سربعتنى ف جيبتها
فهد رفع حاجبه بضحكه كاتمها: لاء انت متجيش ف اى وقت.
اللوا مدحت ابتسم: روحت فقولتلهم إنك هنا و امها اصرّت تيجى تشوفك و كانت روفيدا لسه راجعه من شغلها ف جينا سوا
فهد إبتسم و بصّلها و همس بشفايفه من غير ما يطلع صوت بس هى جمّعت كلامه: مكنتش اعرف إنك واقعه فيا، طب مش تلاغينى
روفيدا رفعت حاجبها بضحكه مكتومه و بصّت لباباها و رجعت بصّتله و هو فهم الرساله ف خد نَفس طويل براحه و إبتسم ..
اللوا مدحت فهم إنهم عملوا لنفسهم لغه خاصه بيهم بيتكلموا بيها .. بصّلهم كتير و إبتسم بهدوء و إتمنى جواه حاجه و سابها للايام ..
قعدوا شويه و الاخر اللوا مدحت وقف: هنسيبك ترتاح شويه و ابقى اعدّى عليك تانى
فهد عيونه بتنطق لروفيدا اللى وقفت هى كمان و مدت إيديها تسلّم و هو إتعلق بإيديها كإنها اخر قشايه بقياله عشان يعيش
و اتكلم بشئ من الجديه: انا كنت مستنيكى على فكره .. مش عارف لو مكنتيش جيتى ف الوقت ده او ف الظروف دى كنت هحس بأيه .. بس اللى اعرفه ان كنت محتاجلك
روفيدا سحبت إبديها بهدوء و وشها نوّر: بابا كان معايا و ده اللى شجعنى اجى .. طول ما بابا بينا و ف كل حاجه هتلاقينى دايما
قالت الجمله دى و سكتت و هو فضل شويه يحللها ف دماغه عشان يفهم و عشان كانت دعوتها صريحه و مباشره فهد فهمها ف إبتسم و عينيه راحت على ابوها و إبتسم: ان شاء الله .. ان شاء الله
اللوا مدحت كان إتحرك خطوتين بعيد عنهم ف بصّلهم و إتدخل فض الحوار بينهم: هو مالك جالك ؟
فهد وشه إتغيّر و كشّر: اه
اللوا مدحت سكت شويه: شوفته و انا خارج من عندك و شكله كان تعبان و قلقان عليك ف طمنته إنك خرجت و سيبته بس توقعت هيدخل يطمن بنفسه
فهد دوّر وشه و روفيدا إتدخّلت ف حوارهم بعفويه: هو فعلا تقريبا كان تعبان
فهد بصّلها قوى و قبل ما يستفهم هى عرفت ازاى هى ردت: شوفته الصبح بدرى قوى ف المستشفى و
فهد لهجته إتغيرت: مستشفى ايه ؟
روفيدا إستغربت بس ردت: مستشفى دكتور رياض .. كنت هناك بسلملهم ادويه و حاجات طلبوها من عندى و شوفته هناك
أبوها إتدخل يلطف الحوار: ممكن رايح لحد و
روفيدا وضحت ببراءه: لا تقريبا كان هو اللى هناك .. إيده تقريبا كانت متعوره و شكله كان بايت
فهد غمض عينيه بعنف كإنه رافض يشوف ده او يسمعه و ابوها خد نَفس قوى و نفخه و هى بتنقل نظراتها بينهم الاتنين و مش فاهمه حاجه: بس شكلها بسيطه عشان خرج على طول .. حتى اللى معاه قالت إنه هنا بس من بالليل
فهد مش عارف يعمل ايه بس ساكت و مره واحده إنتبه: مين دى اللى معاه ؟
روفيدا: معرفهاش بس تقريبا إسمها حلم هى عرّفتنى بنفسها كده
فهد ضحك بتريقه: اهلا
اللوا مدحت إتدخّل و سحب روفيدا بهدوء: طب هنمشى دلوقت هوصّلهم و ابقى اعدّى عليك
فهد بجمود: لاء متجيش انا خارج
اللوا مدحت فهم تقريبا اللى ف دماغه ف بص بضيق: خلاص هبقى اكلمك
اخد روفيدا اللى مش فاهمه حاجه و أمها و مشى ..
اللوا مدحت بضيق: انتى ليه مقولتليش انك شوفتى مالك إنهارده ف المستشفى ؟
روفيدا إستغربت: مجاتش فرصه انا يدوب رجعت من الشغل جينا على هنا .. بعدين فى ايه لده كله ؟ انا قولت إنه حاجه بسيطه و خارج عادى .. هو فيه حاجه ؟
اللوا مدحت سكت بقلق: لا ربنا يستر بس.
فهد رجع اوضته بعد ما مشيوا لبس و خرج .. مش عارف يروح على فين .. مالك هينكر و هيلاقى الف مخرج زى عادته .. المواجهه معاه مش هتجيب .. يروح لمين ؟
و هنا إنتبه لحلم ف كلمها و عرف إنها رايحه الشركه ف راحلها ..
حلم إبتسمت إبتسامه خفيفه: اهلا يا فهد باشا خير ؟
فهد إستغرب لهجتها و كإنها عارفه هو جاى بخصوص ايه و مين: طب ما انتى فاهمه اهو ف بلاش بقا نلف على بعض
حلم: انا مبلفش .. انت اللى مش عارفه بتلف ورانا ليه ؟
فهد ضحك بتريقه: وراكم ؟ هى بقت كده ؟ طب خدى بالك بقا طالما حطيتى نفسك معاه ف الكفه بتاعته إنه كَفته دى خسرانه و هتقع قريب
حلم دارت قلقها بإبتسامه مزيفه: طب ما تشوف شغلك و لو عندك حاجه ورينا .. بس لو معندكش و دى مجرد تفاهات عايز تثبت بيها نفسك انا اللى هقفلك و بالقانون اللى انت بتتلكك بيه ده
فهد بذهول: بتلكك ؟ انتى فاكره إنى بتلكك لاخويا ؟ عايز اوقّعه ؟ طب ليه ؟
حلم: غيران مثلا
فهد إتصدم من كلامها و اللى مبقاش عارف من جواه يتمنى يكون فعلا صح و دى مجرد غيره و لا غلط و إنه مش بيغير و لا حاقد عليه: انتى بتقولى ايه ؟ انتى إتجننتى ؟
حلم: و ليه لاء ؟ مالك حد ناجح .. طول الوقت ناجح .. كان ظابط ناجح و حتى اما وقع قام بسرعه على حيله و بقا رجل اعمال ناجح بردوا و ف وقت قياسى ف ليه ميتغارش منه ؟
فهد إتصدم و مبقاش عارف يرد: انتى كنتى مع مالك امبارح فين ؟
حلم إرتبكت و خافت ردها يتحسب على مالك مش له: ملكش فيه و لا انت سيبت شغلك و بقيت تلف تحقق ف مين راح فين ؟
فهد زعّق: إتكلمى معايا عدل و اوعى تكونى فاكره اللف و الدوران بالكلام ده هيجيب معايا .. ده تعمليه هناك ف المحكمه على حد اهبل و قانون مليان ثغرات ممكن يساعدك .. لكن مش على واحد زيى حافظ مالك و عارفُه كويس.
حلم ربّعت إيديها بثقه مش عارفه جيباها منين: و الله انت بتقول إنك عارفُه كويس بس من الواضح إنك متعرفش عنه و لا حاجه .. و لا حاجه يا فهد .. انت ابعد ما يكون عنه مع إنك المفروض تكون اقرب ما له و جنبه بس انت طول الوقت واقف له نِد
فهد إتخنق و مش عارف عشان دى الحقيقه و لا لمجرد الكلام ده سمعه من مالك ف إتأكد: انا مش نِد لمالك .. انا نِد للغلط و ده شغلى .. ف لو انتوا شايفنى نِد له يبقا بتأكدوا إنه غلط.
حلم: مش بقولك متعرفش عنه حاجه .. انت متعرفهوش هو نفسه .. ف مش هستغرب إنك تيجى تسألنى عنه .. عموما هو كان مسافر برا ف شغل انا بنفسى اللى مخلصاله عقوده و لسه راجع امبارح
فهد إتحرك يخرج و بصّلها قوى: لاء اعرف .. اعرف هو كان فين و بيعمل ايه .. انا بس كنت جاى ف حاجه بس خلاص انتى اللى إختارتى
حلم إتوترت للحظات خاصة مع علامات الاستفهام الكتير اللى جواها من امبارح و بتزيد: حاجة ايه؟
فهد هز راسه بتريقه: لا خلاص
بعد ما فتح الباب لف وشه و بصّلها كتير و ساكت كإنه متردد يتكلم: ابقى إسأليه كان فين امبارح و راح المستشفى ليه بما إنك كنتى معاه
حلم إتوترت و بسرعه إترسمت قدامها صورة مالك و حالته إمبارح و إتلغبطت اكتر و قبل ما تستوعب ده كان فهد من حالتها وصل للإجابه اللى عايزها و مشى ..
فهد رزع الباب وراه بخنقه: انا اغير من مالك ؟ بعد ده كله ؟ على ايه ؟ على حتة شركه بقا راجل اعمال و انا اللى بحقد عليه ؟ الصبر بس يوم ما هطلع صح هطربقها على دماغه
عند صفوت رايح جاى بقلق: يعنى ايه راحله ؟ مكنش ينفع .. ابداا .. كده بيوحل نفسه .. هو مبيفكرش و لا ايه ؟
كامل: معرفتش امنعه لإنى مقاليش اصلا .. و لا عرفت اروحله انبهه عشان مياخدش باله إنى متابعُه
صفوت نفخ بضيق: انا قولت هو عقله اقوى من عاطفته لمجرد موقفه امبارح ف الليله اللى حصلت .. يقوم يلغبط كده .. مكنش ينفع ابدا خاصة و إيده متصابه هتشكك الكل فيه.
كامل بحذر: تقريبا ده اللى حصل .. أخوه خرج على طول برغم حالته و عشان كنت متابع حلم زى ما قولتلى عرفت إنه راحلها
صفوت نفخ: الدنيا بتتعقد و هو بيساعدها .. حتى البنت دى ايه اللى يجيبها لمالك ؟ هو قال مفيش بينهم حاجه ف ليه ف كل مصيبه معاه ؟
كامل: على ما اعتقد مالك اللى راحلها ساعة الشغل و من ساعتها و هى معاه
صفوت: وجودها هيغرّقه .. ادى أخوه اول ما فاق إبتدى بيها
كامل بحذر: فى حاجه بالظبط ؟
صفوت سكت كتير و كامل بصّله كإنه بيفكّره: مالك مش هيقبل بحاجه تخصها .. زى أخوه .. كده انت مش هتعرف تضمنه ..
صفوت سكت كتير قوى: مالك كده مشاكله بتزيد و هتزيد .. سيبنى اظبطهالك عشان تطلع زى الابره من كوم قش و خليك انت متابعهم و انا هقولك تعمل ايه بالظبط
حلم بعد ما فهد مشى حست انها لو كانت عايزه تدخل مع مالك ف علاقه ف هى مدخلتش ف اكتر من دوامه .. سباق بيجروا فيه ورا بعض و بقت خايفه من مجرد إنه يقع ف تقع وراه .. لازم تلحقه !
خدت حاجتها و نزلت .. ماشيه بعربيتها و بتلف للمرايه جنبها الصدفه لمحت عربيه وراها .. مش عارفه اذا كانت متابعاهاو لا صدفه ..
حودت عن طريقها و لفّت من كذا يوتيرن بتتويه ف لاحظتها لسه وراها .. هنا فهمت إنها متابعاها .. بس مين ؟ مين ممكن يعمل كده ؟ مين عايز يراقبها ؟ او ممكن عايز .. عايز يحرسها .. اول ما افكارها وصلت للنقطه دى دماغها راحت عند واحد بس إتمنته يكون هو .. إتجاهلت تفكيرها إنه لو عايز يحرسها و خدت الجزء اللى هينعش امل حلو جواها ..
رجعت لطريقها للمجموعه و راحتله و هى مش عارفه ازاى و ليه و ايه اللى ممكن يتعمله بس لازم ع الاقل تفهم ..
بمجرد ما دخلت كان هو لسه داخل بس نازل على صالات التدريب ف سبقته و نزلت معاه من غير كلام ..
مالك حاول يمنع إبتسامته اللى طلعت مكسوره بس معرفش: خير ؟ جايه لأيه تانى ؟ حجتك ايه المرادى ؟ جميل مبردش فشوفيلك حجه غيرها يا تتفضلى بدل شغل المطارده ده
حلم لفّت وشها و بصتله بشئ من الذهول و حاسه إنها لأول مره مش عارفه تتقبل تقلباته دى .. لازم تخرج و تخرّجه من الدايره المقفوله دى: حجه ؟ انت شايف شوفتك ليا مره ورا التانيه مطارده ؟ و محتاجه حجه ؟
مالك حاول يبقا بارد بس قلبه ابعد ما يكون عن البرود: امال ؟
حلم بصت ف عينيه قوى و شافت فيهم كمية وجع كافيين يقوموا بمفعول إبرة بنج لجسمه يخدره مش يخليه بارد ف مكنش ينفع تسكت تانى بس مش عارفه تقولهاله ازاى: اى حاجه غير إنى بطاردك .. اى حاجه يا مالك .. بص ف عينيا و اقراها و خد بيها زى مانا دايما باخد باللى ف عينينك و اسمع نداها ..
لفت وشه لها و مهما يدوّر وشه إلا إنها مصره: بتهرب بعينيك ليه ؟ و لا عشان خايف انت كمان اشوفها صريحه ف عينيك ؟ مش لازم حتى تتشاف ف العيون يا مالك .. كفايه الاحساس مش بيقولوا اللى ف القلب مبيوصلش إلا للقلب ؟ القلوب المحبه بتحس ببعضها
مالك ساكت تماما و جواه حته خايفه يخسرها لو بعدها عنه و جواه حته تانيه خايفه يخسرها لو قرّبها منه و هو تايه بين الحتتين ..
حلم ربعت إيديها كإنها بتقرا تفكيره او مثلا شفاف هو قدامها: ع الاقل ممشى ورايا حراسه ليه ؟ مش هقولك خايف عليا من ايه بس ع الاقل خايف عليا ليه اما انا مخصكش ؟
مالك بصّلها قوى و حس ان الانسانه اللى قدامه دى مينفعش تبقى معاه ف اللى جاى و هى بالحس الفنى ده و إلا فعلا مش هيبقى مضطر يصارحها بحاجه و كل حاجه هتعرفها لوحدها بمجرد قُربها منه و بردوا حس إنها مينفعش تبقى بعيد عشان بلمستها دى شافها طوق نجاه: انا مبعتلكيش حد
حلم بإصرار: لاء بعت
مالك هرب بعينيه بعيد و هى مسكت وشه و قصدت تقابل نظراتهم: بص ف عينيا و قول كده
مالك رد بتلقائيه: عرفتى ازاى ؟
حلم إبتسمت و محودتش عينيها من عينيه مباشرة: عشان اللى بيحب كده بيبقى عايز يشوفه دايما .. يعرف اخباره .. يبقى جنبه .. بيخاف عليه حتى من نفسه .. بيتمناه احسن حد ف الدنيا .. و اعتقد ده انا بس معنديش بقا اللى اخليهم يعملولك ده و يحرسوك ف بعمله بنفسى و اعتقد إنك كمام وصلت لنفس المرحله .. إتقابلنا ف نقطه يعنى.
مالك سكت كتير و هى سكوته شجعها او يمكن حسته عايز يسمعها اكتر: اللى بيحب حد يا مالك بيبقى عايزُه احسن حد ف الدنيا .. مش هقولك عينيه مبتشفهوش بيغلط .. لاء بتشوفه بيغلط و بتشوف غلطُه بس الفرق ف إنها بتقاوم الغلط بالطريقه اللى تقوّمه هو كمان مش تقاوم الغلط و توقعه هو .. بتشوفه جزء من الغلط مش بتشوفه الغلط كله .. مفيش خير مطلق و بردوا مفيش شر مطلق .. مفيش حد كل اللى جواه خير و لا حد كل اللى جواه شر بس المهم هو بيساعد و بينمّى مين و بيرويه .. طول ما جواك بتزعل اما بتغلط اعرف ان لسه الباب مفتوح.
مالك ساكت لإنه يمكن معندهوش در او عارف ان كلامها اصح من إنه يترد عليه و هى مدتله إيديها و عينيها إتعلقت بعينيه ..
مالك خايف يبنى جسر بينهم يساعدها تعديله عليه و الاخر ياخدها و يقع او يتهد عليه: انا معنديش حاجه ممكن اديهالك
حلم إبتسمت من إنه فهم لغة القلوب: و مين قالك إنى مستنيه منك حاجه ؟
اللى بيحب حد مبيبصش لمين بيدى و مين بياخد .. ابدا .. لو يفضل طول عمره يدى عمره ما يتعب و لا حتى هياخد باله من ده .. بالعكس اقوى حب بيجى من الطرف اللى بياخد مش اللى بيدى عشان بيبقى مش مكتفى و لا بيشبع من حبيبه
مالك بيلحق اخر حصونه اللى بتنهار قدام إيديها اللى بتتمد تفتح قلبه: و لو زهقتى ف يوم من كتر ما بتدى ؟ و لو شوفتيها انانيه منى؟ و لو إستنيتى منى ف يوم اديكى و انا مبقاش عندى طاقه لحاجه و شوية الطاقه اللى عندى يدوب مكفينى اتنفس ؟ ساعتها هتبقى المعادله صعبه .. صعبه قوى
حلم إبتسمت من صوته اللى بيهدى و ده معناه إن قلبه من جوه بيهدى: المعادله دى سيبهالى انا هظبطها .. انا بحبك
مالك غمض عينيه بتلقائيه ع الكلمه اللى خطفت روحه و حاول يقول اى حاجه بعدها بس مش عارف او الاصح مش عايز و عايزها تفضل ترن جواه ..
حلم مدت إيديها و هو من غير ما يبصلها لف لها ضهره ياخد انفاسه و كإنها محاصراه فعلا مبيعرفش يتنفس قدامها و هى تفهّمت حالته او متفهمتش بس مش مهم .. المهم إنه فتح باب الحوار بينهم و ده معناه إنه فتح قلبه و ده كان بالنسبالها كفايه و هى قادره تدخل بسهوله حتى لو إقتنعت إنها لسه لدلوقت مدخلتش ..
مالك بهدوء: ممكن تسيبينى دلوقت ؟
حلم إترددت شويه بس مش عايزه تخسر اول خطوه قدام عِناده: حاضر بس خليك عارف إنى دايما موجوده و هفضل موجوده
خرجت و سابته و هى جواها إحساس بإنتصار على قلبه و لو صغير .. طلعت من الاسانصير و لسه هتخرج عدّت على مكتبه لقته مفتوح ف إبتسمت و راحت عليه دخلت و قفلت .. بتلف المكان بعينيها بحب و كإنها بتتفرج على صاحبه مش مجرد مكان .. قلبها إتقبض بس حاولت تتجاهل ده و فضلت تلف و تلف بين حاجته .. لمحت غرفه صغيره متصله بالمكتب دخلتها و إكتشفت إنها خاصه بيه و تقريبا بيقضى معظم وقته هنا عشان فيها سرير و تلاجه صغيره و دولاب فتحته و إتفاجئت بهدوم كتير له جواه ..
قطع تفكيرها صوت دربكه برا و حركه مش طبيعيه .. و قبل ما تتحرك كان الموقف إتفسر قدامها ..
راحت بسرعه ع باب المكتب تفتحه تخرج إكتشفت إنه مقفول بالكهربا .. هو كان ناسيه مفتوح و نزل بس هى اما طلعت و دخلت قفلته من غير ما تنتبه !
راحت على قزاز الشباك و لمحت النار بتطلع من الدور اللى تحتها و اللى تحته و اللى فوقها و المكان تقريبا كله بيولع من حواليها و من شدة النار المنظر إتحوّل اشبه بالنهار و المجموعه بقت اشبه بالجمر ..
مالك كان تحت و حس ان فى حاجه مش مظبوطه من الدخان اللى عبّق الجو و يدوب بيتحرك مع الكل يلموا الموقف كانت النار مسكت ف كل حاجه حواليهم !
مالك بتلقائيه تفكيره راح لعندها .. خرجت و لا موجوده ؟
لالا هى اكيد خرجت دى سيباه من بدرى ..
نزل على الطوارئ بسرعه و رفع صفارة الحريق عشان الكل ينتبه و بيحاول يشوف لوحات الكهربا او اى شئ له علاقه بالموضوع ..
الكل بيتحرك بعشوائيه ف المكان و خوف و هو إنتبه لموبايله يوصل لأى حد برا يساعده و إفتكر إنه نسيه ف المكتب .. إتحرك بحذر وسط النار اللى بتزيد لحد ما نزل و قبل ما يوصل للمكتب لمحه مقفول و صوت خبط عليه من جوه ..
حلم جوه بتتخنق و النار إبتدت تدخلها من الشبابيك اللى قزازها بيقع و اى فتحه ..
مالك بص حواليه للنار اللى تقريبا قرّبت من الباب ف وقع مولع و الدخان عتّم الجو و مبقاش شايف و لا عارف يتنفس و غمض عينيه بإستسلام و حس ان دى النهايه .. مش هيقاوم هو خلاص تعب !
حلم بمجرد ما الباب وقع نزل عليها بس إتفادته بصعوبه و وقعت و وقع جنبها و النار خلاص هتنهى كل حاجه !
هنا مالك لمحها و غمض عينيه بعنف ع القدر اللى حالف بالخساره .. الخوف لجّمه تماما و إتجمد مكانه و مبقاش قادر يتحرك خطوه كإنه إتربّط ..
عينيها راحت عليه بسرعه بخوف عليه اكتر من خوفها من الموقف اللى هما فيه من منظره اللى إتحوّل فجأه بالشكل المريب ده ..
مالك إبتدى يتخنق بجد و وشه بيزرّق و ينهج و عينيه بتفتح بالعافيه كإنه بيبذل مجهود عشان تفتح ..
حلم عينيها متعلقه بيه و مش عارفه تتصرف ازاى و لا تعمل ايه بس لازم تفوّقه تسنده تقوّيه زى ما وعدته: ماالك .. انت كويس .. فى ايه ؟ دى مجرد حادثه و هنخرج منها .. هنخرج يا مالك .. هنخرج .. يلا .. انت قدها .. دى مش اول مره تتحط ف موقف زى ده
حلم كانت فاكره إنها كده بتهدّيه و متعرفش إنها بتزيد النار بكلامها و مالك بيغمض عينيه بعنف .. بمنتهى العنف .. كإنه رافض يشوف حاجه قدامه ..
صوره واحده بتروح و تيجى قدام عينيه ..
صوره إتحفرت بالدم جواه من يوم ما فارقته و دلوقت الذكرى نزفتها .. مجرد صورة النار ولعتها قدامه !
المكان حواليهم بيفضى من الكل اللى بيخرجوا بصعوبه و اللى مبيعرفش بينط من اى شباك و تقريبا مبقاش فاضل غيرهم .. هى جوه و هو برا و النار حاجزه بينهم !
حلم صرخت فيه يفوق: مالك انت ظابط .. تقدر تخرّجنا من هنا .. تنجدنا .. انت مستنى ايه ؟ حد يلحقنا ؟ انت مش ضعيف
مالك حس ان دى النهايه بجد ..
بس لو النهايه مش هيموت ناقص حضن .. جعان حنيه .. مش هيموت و ف قلبه حرمان ..
إتخطى النار لحد ما وصلها بس للإسف الموقف حواليهم بقا اصعب و خروجهم محتاج معجزه .. مالك ضمها بعنف و تملك و كإنه عايز يدخلها جواه و عينيه بتنطق بحاجه عايز يقولها: حلم انا
بصتله قوى و عينيها متعلقه بشفايفه كإنها بتسحب منه الكلام بالخطف و هو إتكلم بلهجه غريبه: انا مش زى ما انتى فاكره .. انا ... انا ... .. اصل...