رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني والثلاثون
مدير البنك فتح الخزنه لحلم و سابها و هى إترددت تمد إيديها بس الفضول خدها و طلّعت الحاجات اللى جواها و إتسمّرت بجمود مكانها ..
بتطلّع الورق من الخزنه و عينيها شايفاه و مش شايفاه .. العقود اللى مضاها مالك مع صفوت كلها و الشيكات اللى مضاها على نفسه و الشيكات اللى كان بياخدها مع كل عمليه و إتفاقيات العمليات اللى تمت و كل حاجه .. كل حاجه .. حتى عقود التنازل اللى إتفق عمها معاه عليها و هو مضّاها عليها .. مش قادره تستوعب او مش عايزه تفهم .. مجرد إنها مش عارفه تفكر .. هى مضت اصلا على التنازل ده امتى عن نصيبها ؟ و ليه بإسم عمها ؟ اكيد مش مالك اللى مضّاها ؟ لو هو اللى عمل كده ليه ممضهاش التنازل له هو ؟ ليه لعمها ؟ و لا هو رجع باعه لعمها ؟ و ليه من وراها ؟ بصّت ف الورق شافته بنفس تاريخ يوم فرحهم .. إتصدمت بغلّ .. كانت ايه بالنسباله ؟ تمن ؟ و لا صفقه ؟ و لا طمعه ؟
مع كل ورقه بتقلبها بتتقلب معاها ذكرى قدام عينيها و شريط ذكرياتها مع مالك بيعدى قدامها زى العرض من يوم ما قابلته ف القسم مع خليل .. و كل حاجه بتفسر نفسها قدامها و مش عارفه ازاى كانت غبيه كده !
مش قادره تحدد هى اللى كانت غبيه و لا هو اللى إستغباها و لا هى إستغبت عشان متفهمش و لا هو اللى ذكى و لا ايه بالظبط .. مش عارفه !
مجرد إنها مش عارفه ف حاسه إنها تايهه و مش عارفه تحدد بالظبط هتعمل ايه .. صراع بين قلبها و عقلها زى العاده بس الصراع المرادى شرس و عنيف لدرجة إنه لجّمها ..
دخّلت الورق جوه الخزنه تانى و شافت فلاشه مع الورق .. من قبل ما تفكر فهمت .. دى الفلاشه اللى كانت معاها ! هى عارفاها كويس .. صعّبتها قوى يا مالك .. قووى !
إتحركت تخرج و قبل ما تخرج رجعت تانى دخلت و وقفت قدام الخزنه و بمجرد ما دخلت إتخنقت ف لفّت وشها تخرج ..
فضلت كتير تدخل و بمجرد ما تدخل تتخنق فتخرج بسرعه و يدوب تخرج ترجع بشكل اسرع كإنها بتتحرك بقوة دفع الصدمه لحد ما اخدت نفس عنيف و كتمته جواها كإنها بتكتم معاه الألم او بتخنق بيه قلبها يمكن يموت و يريّحها من الصراع ده
إتحركت زى الأله قفلت الخزنه تانى و مشيت .. كانت متردده تاخد الورق بس هتعمل بيه ايه ؟ هتواجهه ؟ طب هيقول ايه ؟ عنده ايه ممكن يقوله ؟ اى عذر ف الدنيا مش ممكن يمحى حاجه إتعملت و خلصت ..
الدنيا وقفت بيها و هى كمان وقفت معاها و سابت كل حاجه و مشيت من غير كلام ..
كانت هتروح لعمها بس إتراجعت .. هتشوف أمها و هى مش حِمل اى مواجهه من اى نوع حاليا ..
مسكت موبايلها و إتصلت بعمها اللى فتح على طول بفضول: روحتى البنك ؟ كنتى عايزه ايه يخص القضيه ؟
حلم بجمود من غير ما تزوّق كلامها هى لا فيها قلب و لا عقل حاليا: هو سؤال واحد مالهوش غير .. و مش عايزه اكتر من إنى اسمع إحابته بصراحه ايا كانت .. من غير كدب.
عمها إستغرب لهجتها بس عقله راح لقضية مروان او إنها وصلت لحاجه تدينه فبلع ريقه بترقّب: فى ايه بالظبط ؟
حلم بحده: انت ايه اللى بينك و بين مالك بالظبط ؟
عمها نفخ بزهق و لسه هيزعق: يوووه احنا مش هنخلص من الحوار ده و لا ايه ؟ انا
حلم قاطعته: لاء مش هنخلص من الحوار ده و لاء مش هسكت إلا اما افهم بالظبط اللى حصل بينكم و بالتفصيل .. ايه اللى يخلى مالك يبقى عايز يأذى إبنك بالشكل ده ؟ انت سبق و قولتلى عند مروان بلغى جوزك إنه لو فاكر إنى هسيبه يبقى بيحلم .. و مروان كان قالى متزعليش لو انت و هو وقفتوا قصد بعض تانى .. يبقى خلافه معاكوا مش مجرد غيره من مروان او موقف انا عملته معاه .. الموضوع اكبر من كده و انا لازم افهمه يا اما مترجعش تلوم إلا نفسك .. ايه اللى يخلى مالك يأذى مروان ؟ إجابة سؤالى عندك انت.
عمها كان لسه هيقول حاجه كلامها وقّفه و فضل يحلله ف دماغه .. هى بتقول ان مالك أذى مروان .. لاء و بتتكلم بثقه يعنى مش بتقاوح و دى اول مره .. و جايه بتسأل بدل ما تسأل مالك .. ف ده معناه إنها مش واثقه فيه .. مش واثقه إنه معملش حاجه و مش واثقه إنه مش هيكدب ..
حلم فوّقته: يبقى براحتك
عمها فاق بس محبش يقول حاجه إلا اما يعرف اللى عندها: انا مفيش بينى و بين جوزك حاجه .. اكتر من موضوعك انتى و مروان و اللى انتى بنفسك قفلتيه و موضوع حرق شركته
حلم بحده: و ده معناه إنكوا تبعونى لبعض ؟ نصيبى و ورثى و حاجتى ؟ تبيعوا و تشتروا فيا ؟
عمها فهم هى تقصد ايه بالظبط او عرفت ايه بس حب يلفّ الموضوع لحد ما يجيب اخرها او هى وصلت لإيه يخص مروان عشان متعاندش: انا مبيعتكيش .. و لا بردوا إشتريتك .. هو ساومنى عليكى و انا قبلت العرض
حلم قلبها إتنفض بترقّب: ايه اللى حصل بالظبط ؟
عمها لسه هيتكلم ف هى سبقته بتحذير: و ارجوك من غير كذب ...انا شوفت ورق التنازل اللى انا ماضيه عليه .. ده بتاريخ يوم فرحنا .. ف عايزه افهم
عمها خد نَفس طويل رتب كلامه بسرعه: مفيش .. هو ساومنى عليكى و انا قبلت .. كلمنى يوم فرحكوا اول ما راحلك الكوافير و قالى إنه عايز حاجتك و ورثك اللى عندى و اما انا إستغربت قالى إنك بقيتى مراته و مش هيسمح بإنك تختلطى معانا او مع مروان فى حاجه تانيه و اما رفضت و زعقت قالى يبقى تاخدها من هنا على بيتك و شوف هتقول للناس ايه و بنت اخوك عريسها سابها يوم فرحها ليه .. إفتكرته بيهدد بس و سيبته و مشيت و إطمنت إنه خدك ع القاعه بس بمجرد ما وصلتوا اخّر المأذون و كلمنى و عرفت إنه جابك ع القاعه بيدبسنى اكتر عشان يبقى قدام الناس و اخاف من الفضيحه و إضطريت اوافق.
حلم صوتها إتهز: لحقتوا تعملوا كل ده ازاى ؟ انت بتقول إتفاجئت بعرضه
عمها رد على طول: هو كان عامل حسابه و مجهز كل حاجه .. مجهز عقود و عرضها عليا يمضّيكى على تنازل ليا و ياخد بيهم شيكات و يبقى كده فصلنا عن بعض
حلم قلبها و عقلها حاليا ف معركه خسرانه: فين الشيكات دى ؟ اما هو عمل كده لمجرد إنه يفصلنى انا و إبنك عن بعض و اقنعك بكده ليه مدانيش حاجتى بعد ما اخدها منك ؟ ليه مرجّعليش حقى ؟
عمها محبش يتكلم ف حتة ان مالك سرقها عشان ميشككهاش ف كلامه لإنها عارفه ان مالك مش كده .. هى هتقتنع لإنه عمل كده من باب الغيره اكتر من السرقه و يسيبها هى تفهمها زى ما عايزه: معرفش المفروض إنه على حسب كلامنا إدهالك
حلم إفتكرت الفلوس اللى مع مالك و إستغربتها و الشيكات اللى صاحبتها قالتلها حطها ف حساب بنت صفوت و رجعوا سحبوها و خرّجوها برا البلد: و انت ليه مقولتليش الكلام ده من وقتها ؟
عمها عرف إنه وصل معاها للنقطه اللى عايزها: هو قالى متعرفيش حاجه لا انتى و لا اى حد و لا حتى مروان عشان هيقولك لو عرف و إنه هو اللى هيقولك بطريقته و انتى هترضى و هتخضعى له و من فتره سألته إذا كان قالك و لا لاء و هو إتهرّب و طلبت منه يقولك عشان كل يوم بندخل مشاريع جديده و مروان إبتدى يستغرب إنك مش بتمضى عليها و انتى شريكه و قولتله إنى إضطريت اقوله .. جوزك إتعصّب و فضل يزعّق و قفلنا الموضوع على كده .. بعدها حصل قضية مروان .. يبقى ده معناه ايه ؟
حلم ربطت كلامه بالفلوس و الشيكات اللى مالك حوّلها لبنت صفوت و يا عالم ممكن خرّجتهاله برا البلد .. و ربطت الاتنين بورق التنازل اللى لقته عنده و لو الحقيقه عكس كده كان هو قالها و فوق ده كله وجود الفلاشه عنده .. يعنى مكنش رايحلها يومها يراضيها ؟ بيستغل حبها للدرجادى ؟
من غير وعى قفلت الموبايل و فضلت تلف بالعربيه و تلف و تلف و تلف لحد ما لقت نفسها واقفه قدام بيتهم .. بيتها معاه .. ايه اللى جابها هنا مش عارفه .. مش عارفه هى جايه ليه او ممكن تعمل ايه او موقف زى ده ايه اللى ممكن يتعمل فيه !
بس كان خلاص الغلّ إتملك منها و رسملها سكه قدامها ..
خدت نفس عنيف و قفلت عقلها و قلبها قدام اى نقاش او محاولة اقناع منهم و دخلت بجمود ..
فهد كان خد عربيته و وصل فيلا المنصوريه اللى خد عنوانها من عادل .. وصل و ركن و خرّح مسدسه من جيبه و إتحرك بحذر ناحية جوه ..
مالك كان بيسابق الريح بعربيته و بيتمنى لو ميوصلش متأخر .. بس بمجرد ما وصل و شاف عربية فهد راكنه على جانب الطريق ضرب الدريكسيون قدامه بعنف و قفلها و نزل و حاول يدخل بحذر من جانب خفى يمكن يعرف يلحق حاجه ..
و الاتنين دخلوا جوه متخفيين بحذر و الاتنين مش شايفين بعض ..
فهد بيتحرك جوه بحذر و سلاحه ف إيده رافعُه و بيدفع كل مكان يقابله برجله يفتحه .. بس مفيش حد و لا حاجه.. نفخ بعنف و لفلف المكان كله و الاخر خرج مشى بعنف ..
بعد ما إتحرك بعربيته و هو ماشى بعنف هدّى مره واحده بالعربيه اما لمح عربية مالك راكنه على جنب .. فضل يهدّى لحد ما وقف قصادها و بصّلها قوى .. إتأكد ان مالك هناك و ده معناه ان صفوت كمان هناك بس هو اللى معرفش يوصلهم .. هو اللى غبى او ضحكوا عليه كالعاده .. خد يوتيرن و لف بسرعه و رجع تانى ..
مالك كان متابع فهد بترقّب من بعيد ف الخفى و هما جوه الفيلا و اول ما فهد خرج و سمع صوت عربيته خرج من مكانه و طلع .. فهد رجع و مالك كان خد عربيته و مشى ..
فهد و هو لسه ناحية الفيلا من بعيد لمح مالك خارج و راح على عربيته و خدها و مشى ..
نفخ بعنف و كده كل شكوكه إتأكدت .. ايه اللى ممكن يتعمل ؟ مالك مش هيقول حاجه ! و اول حل هيخطر ف باله يخرج برا البلد !
طلع ع المطار و هناك قابل ظابط يعرفه ..
فهد بحده: هديك إسم واحد عايز اعرف خارج برا البلد و لا لاء .. اى حجز بأى طريقه و اى إسم
الظابط بعمليه: تمام
فهد بجمود: مالك الهجام
الظابط إستغرب الإسم و فهد فهم إنه شبّه ع الاسم إنه أخوه ف زعّق: إخلص انت هتتنح ؟
الظابط: حاضر إدينى ساعه و هعرفلك سواء هنا او على اى مطار ...هكلم حد تبعنا .. بس هو له قضيه ؟
فهد تهتهه بضيق: إنجز
الظابط: عشان بس اعرف هتصرف ازاى او امنعه ازاى
فهد بجمود: إعرفلى بس الاول و بلّغنى
الظابط هز راسه و إبتدى يدوّر و فهد سابه و مشى .. طلع ع المجموعه بس إكتشف ان مفيش حد هناك نهائى .. و لا حتى حرس و لا عمال و لا مالك و لا كامل و المكان فاضى تماما و مفهوش حتى ورقه ..
شاف الخزنه مفتوحه و مفهاش حاجه و المكتب ملغبط .. كده إتفهمت .. بص للمكان بعنف و رزع الباب برجله و خرج بسرعه و راح ع البيت .. مالك اكيد هيطلع على هناك ..
مالك كان خرج من الفيلا مخنوق .. حس ان الموضوع بيجيب اخره .. طالما فهد وصل لصفوت يبقى الموضوع بيتقفّل .. لازم يتصرف و بسرعه .. لازم يلحق صفوت ..
إتصل بكذا حد و شاف حجوزات المطار و عرف إن صفوت و لا هامر خرجوا برا البلد .. و شغل الهجره و الباخره هو قصد تبقى تحت إيده عشان حساب لحظه زى دى ميعرفوش يخرجوا عن طريقها و فعلا مخرجوش ..
إفتكر الكومباوند بتاع صفوت او بتاع بنته .. يبقى اكيد هناك طالما لسه مسافرش !
طلع على هناك بس ملقاش حد و قبل ما يخرج لمح عربية بنته ف راح على الإستراحه و لقاها .. اول ما شافته إبتسمت بس بسرعه إبتسامتها إتبخّرت من عينيه اللى جامده و فيها شر ..
ميرنا: مالك انت مسافر معانا و
مالك قرّب منها: أبوكى فين ؟
ميرنا إستغربت لهجته و سؤاله و قبل ما ترد مالك شدّها من دراعها جامد بعنف: أبوكى فين إنطقى ؟
ميرنا بخوف حسّت إنها قدام واحد تانى مش مالك ابدا .. هى صحيح متعرفهوش كتير بس لالا مش ده ..
مالك ساب إيديها و شدّها من شعرها و طلّع سلاحه: صفوت فين ؟ خروج روحك قصد خروجه من البلد
ميرنا مردتش و هو إتحرك بيها بعنف و زعّق: صفوت باشا .. انت يا زفت .. انت فين ؟ اطلع يا اما قسما بالله روح بنتك هى اللى هتطلع ؟
ميرنا إتكلمت بخوف و هى بتتحرك معاه: مش هنا .. و الله ما هنا ...خرج هو و واحد معاه
مالك إنتبه لكلامها: انتى مسافره معاهم ؟
ميرنا بتتكلم كلام متقطع من مسكته لها: مسافره بكره بس مش معاهم .. انا مسافره بكره لوحدى .. بابا قالى كده و رتبلى السفر
مالك: و هو ؟
ميرنا: معرفش .. معرفش و الله .. بس خرج
مالك حاول يفكر: يبقى هو هيسافر إنهارده هربان و هيخرج لوحده عشان سفرك معاه ميكشفهوش .. و سفرك بكره عادى انتى معلكيش حاجه.
مالك كان بيفكر بصوت عالى و هى إنتبهت لهمهمته: هو فى ايه ؟ و ليه قلبتوا على بعض كده ؟ و هو هيهرب من ايه و من مين ؟
مالك زعّق بنرفزه: خلع .. حدفنى و خلع .. بس قسما بالله ما هسيبه .. انا قولتله من اول لحظه إلا الغدر و هو اللى حط النهايه
ميرنا خافت من زعيقه و هو شدّها و خرج بيها لحد عربيته و فتح حدفها فيها و قفل ..
و وقف جنب العربيه بعيد و بيمسك موبايله لقى الحراسه اللى على حلم بتكلمه إتنفس بقلق و فتح: فى ايه ؟ فى حاجه تقلق ضرورى؟
الحراسه: لاء كنت هقولك مدام حلم راحت ع البيت و قبلها كانت ف بيت عمها و راحت ع البنك و خرجت على
مالك بسرعه: خلاص خليك معاها اوعى حد يقرّب منها او يجرالها حاجه و إلا هقتلك
مالك مفهوش دماغ تفكر قفل معاه و إتصل بيونس مره و اتنين لحد ما فتح ..
مالك زعّق بصوت مخنوق: انت فين يا زفت بكلمك من بدرى ؟
يونس كان هيهزر بس صوت مالك وقّفه بقلق: مالك .. فى ايه مالك ؟
مالك مخنوق: عايز منك خدمه يا يونس و بسرعه
يونس إنتبه: اؤمرنى .. حصل حاجه و لا ايه ؟ انت فين و انا اجيلك ؟
مالك: لالا متجيش .. انا هديلك اسم واحد و عايز اعرف هيخرج من البلد امتى و ازاى و على فين و هبعتلك صورته عشان اكيد مش هيخرج بإسمه و اما تعرف رايح على فين وفرلى بطريقتك اى حجز لنفس المكان بس من غير ما حد يعرف
يونس سكت بترقّب: مين ده ؟
مالك: صفوت .. هيخرج برا البلد و دلوقت .. لازم اوصله يا يونس .. لازم
يونس بقلق: هو فى ايه بالظبط ؟ انت
مالك زعّق: اخلص .. هو اللى بلّغ فهد عن عادل الواد بتاع الباخره و ده معناه إنه بيضربهم ف بعض و هيخلص من الاتنين .. هيخلص من الاتنين يا يونس و بنفس الطريقه .. هيأذى فهد زى مانا اتأذيت .. هيخلص من عادل و يشيلهاله و فهد راح جاب عادل لوحده من غير قوه يعنى من غير إذن .. إتصرف يا يونس
يونس بقلق: مالك انت فاهم انت بتعمل ايه ؟ كده انت هتبقى
مالك زعّق بعنف: انا فاهم كويس انا بعمل ايه .. هتتصرف و لا اشوف غيرك ؟ مش عايز تساعدنى غوور .. بس قسما بالله لو حد عرف بحرف من كل ده لا احاسبك و اسوء مما تتوقع.
يونس سكت كتير و مش عارف يعمل ايه .. هو شايف ده مجازفه كبيره بس ياترى مين هيدفع تمنها ؟
مالك صوته إتهز: يونس صفوت لو هرب ده معناه ان فهد ف خطر و حلم كمان .. مراتى و آخويا اللى هيبقوا قدامه و انت مش عارف ايه اللى ممكن يجرالهم
يونس سكت بضيق: و لو انت سافرت و بالطريقه دى انت اكيد فاهم إنك انت اللى هتبقى المقابل
مالك صوته إتخنق و صورة حلم ظهرت لوحدها قدامه .. شريط عرض بيظهر قدامه لقطات من محايلته ليها و إيده الممدوده لها و هى بتزقه ف زعّق: ف داهيه .. انا ف داهيه .. هاا ؟ هتتصرف و لا اشوف غيرك ؟ انا اعرف اتصرف بس الوقت مش معايا و لا هينفع اعمل ده بنفسى.
يونس سكت كتير: ماشى يا مالك .. بس انت عارف كويس ايه اللى هيحصل و ايه اللى المفروض يتعمل .. انت ضحيت قبل كده عشان فهد ميتأذيش .. إتسرعت عشان تلحقه و مش هقولك طلع ميستاهلش بس هقولك انت اللى متستاهلش كل اللى حصلك .. اوعى تغلط مرتين يا صاحبى
مالك بضيق: انجز الاول و انا هعمل كل حاجه
يونس: خلاص ادينى شويه هكلم حد و اشوفهولك حاجز ازاى و على فين و امتى بالظبط
مالك بسرعه: بنفسك .. تروح بنفسك يا يونس و تكلمنى اول ما توصل لحاجه و انا هجهّز الباسبور اللى هسافر بيه لحد ما تكلمنى.
يونس لسه هيقفل مالك لحقه بسرعه: اما تعرف و إتصرفلى ف حجزين
يونس إستغرب و مالك مدهوش فرصه يسأل: بعدين هفهّمك يا يونس .. بعدين .. بس حاليا مقدميش وقت يدوب اجهز لحد ما تكلمنى .. هروح البيت اجيب باسبور كان معايا و هبعتلك بياناته
مالك قفل معاه و راح على عربيته ركب و مشى بسرعه و ميرنا جنبه خايفه و مش عارفه هى معاه ليه او اللى هيحصل ايه ..
وصل تحت البيت ركن قبله بشويه ..
حلم كانت بعد ما قفلت مع عمها طلعت ع البيت و دخلت شقتها بجمود .. رايحه جايه بغلّ و الشيطان عمال يرسملها الف فكره و فكره ..
مالك كان واخدها وسيله .. ساتر له مش اكتر .. بيستغلها و بيستغل حبها و هى ساذجه للدرجادى .. غبيه .. غبيه !
كل ما أفكارها تتقابل عند النقطه دى تشيل حاجه ترزعها بعزم ما فيها تكسرها ..
فتحت الدولاب و فضلت تشد ف حاجته و هدومه و عمّاله ترمى فيهم كإنها بترميه هو .. هو .. بس هو فين ؟ لازم تتفش فيه .. مسكت موبايلها كلمته ..
مالك كان مع ميرنا و شاف موبايله اللى رن و إتفاجئ اما شاف إسمها .. أمل بدأ ينوّر جوه .. فى وقتك يا حلم ..
مالك إتناسى كل اللى حصل بينهم و كلامها و إبتسم قوى بس صوته إترعش: حبيبتى
حلم الكلمه كهربتها .. زادت الغلّ جواها .. لسه بيستغفلها ف ردت بجمود: انت فين ؟
مالك حس ف اللحظه دى إنه عنده إستعداد يسيب الدنيا بحالها تخرب مقابلها هى .. مقابل وجودها: انا برا و
حلم بحده: تعالالى ع البيت عايزاك
مالك إبتسم من فكرة إنه راكن قبل البيت خطوات و مش هياخد وقت و يبقى معاها: دقيقه و نص بالظبط و اكون معاكى
حلم قفلت من غير كلمه زياده و هو قفل و بص جنبه ل ميرنا شافها خايفه ..
سكت كتير بضيق: انا مش هأذيكى و لا ده ف نيتى و لا كان قصدى اخدك فى سكتنا انا و أبوكى
ميرنا إتنفست بصوت عالى: انت مسافر ؟ و ايه اللى بيحصل بالظبط ؟
مالك حاول يترجم إجابه يعرف يقولهالها: صدقينى انا مش هأذيكى .. انا ليا حاجه عند أبوكى و مش هعرف اوصله إلا بيكى .. غير كده هيوقعنى و يسيبنى اغرق لوحدى
ميرنا إبتسمت و إيدها راحت على إيده مسكتها: و انا معاك مش هسيبك و لا إتخلى عنك.
مالك بص لإيدها اللى ماسكاه و كلامها و نظرة الثقه اللى ف عينيها إنه مش هيأذيها او فى امان معاه رغم كل حاجه بتقولها عكس و إتمناها لو كانت حلم .. لو المسكه دى و الثقه دى من حلم .. بس فعلا حلم ..
فاق من شروده و قفل العربيه و نزل: خليكى دقيقتين هطلع اجيب حاجه من البيت بسرعه و انزلك .. متنزليش و لا تكلمى حد انا واثق فيكى
ميرنا إبتسمت و شاورتله من القزاز و هو غصب عنه إبتسم و سابها و دخل البيت و طلع على شقته و خد نَفس طويل و استعد لحلم اللى نوى فعلا يقولها كل حاجه و اى حاجه عايزه تعرفها ..
حلم جوه عماله تهبد ف اى حاجه و تشيل ف اى حاجه ترميها لمجرد إنها تخصه .. و هى بترمى ف هدومه وقع من وسطهم مسدس .. سلاح بتاعه ..
وقفت بجمود ثوانى و حركتها إتجمدت .. افكارها بدأت تتلضم او الغلّ هو اللى بيلضمها ..
فى لحظتها سمعت الباب بيتفتح و مالك دخل .. بمجرد ما دخل وقف لحظات مكانه يستوعب منظر المكان .. الدنيا مكركبه و كل حاجه مرميه .. عقله مش عارف يستوعب او رافض .. هى متعرفش حاجه و لا لسه معرفتش .. يبقى ليه كل ده ؟
خرجت من اوضتها بجمود و هو إبتسم بلهفه مجنونه و هيموت و تضمّه .. ف اللحظه دى بس مش محتاج اكتر من حضنها .. لسه هيتحرك ناحيتها إبتسامته إتبخرت من شكلها .. من الجمود اللى هى فيه .. من عينيها التايهه .. اللى بتبص عليه و على كل حاجه حواليها و حواليه بزوغان و مش محدده نظرتها و بتفتح و تقفل لوحدها بتوهان ..
مالك حاول يقرّب: حبيبتى انا هقولك على كل حاجه .. إسمعينى كويس قوى عشان انا محتاجلك .. دلوقت بالذات محتاجلك و
حلم رفعت المسدس بتاعه اللى خدته ف وشه و سكتت كتير لحد ما نطقت: لا انا هسمعك و لا انت هتتكلم .. خلصت يا مالك ..
لحظات صمت مريبه غطّت ع الاتنين و ع الموقف و ع المكان كله .. و الاتنين زى اللى مش مستوعبين الموقف اللى هما فيه !
مالك بيحاول يستوعب الموقف او الكلمتين اللى قالتهم و المسدس اللى ف إيديها .. مش متخيل ابدا وقفتهم دى ..
و حتى حلم بتحاول تستوعب اللى بيحصل كإنها بتتحرك بقوة دفع الصدمه .. من غير إراده منها ..
مالك حاول يتكلم بس عينيه متعلقه بعينيها ف كلامه طالع متهتهه او متلغبط: حلم افهمى .. صدقينى انتى مش فاهمه حاجه .. اصبرى و هفهمك انتى مش فاهمه .. انا هحكيلك من الاول.
حلم ضحكت ضحكه شبه هزيان البنج: انا فعلا مش فاهمه .. غبيه بقا هتعمل ايه .. بس خلاص فهمت .. مكنتش فاهمه و خلاص فهمت
مالك بصّلها بترقّب: فهمتى ايه بالظبط ؟ انتى مش فاهمه .. إدينى فرصه اشرحلك اللى عندى بعدها اعملى اى حاجه عايزاها بس إسمعينى الاول .. لازم تسمعينى
حلم زعّقت كإنها بتتخانق مع نفسها: انت تخرس خالص .. فااهم .. اخررس .. لا انت هتتكلم و لا انا هسمعك .. مش هديك فرصه تخدعنى تانى يا مالك .. مش هتستغفلنى تانى .. الغبيه اللى كنت بتستغلها و تفهّمها اللى انت بس عايزها تفهمه خلاص فاقت .. فاقت من دوامتك و إتعالجت منك
مالك وجعه قوى صوتها اللى بيترعش و هى بتتكلم و دموعها اللى مجمداها متنزلش و لسه هيقرّب منها هى رفعت المسدس بعنف: قسما بالله لو قرّبت لا اقتلك.. هقتلك يا مالك.
مالك وقف بحذر: طيب ممكن تهدى و خلينا نتكلم .. و زى ما قولتلك هقولك كل حاجه
حلم زعقت: و انا مش عايزه اسمع منك حاجه .. مش عايزه اسمع صوتك .. فااهم
مالك بيحايلها عشان محتاج تسمعه مش خوف .. خايف عليها مش منها: بس انا لازم اتكلم معاكى يا حلم و دلوقت قبل ما امشى
حلم ضحكت بتوهان ضحكه عاليه: تمشى ؟ و مين قالك إنك هتمشى ؟
مالك: حبيبتى اهدى .. انا مقدر زعلك بس لازم تفهمى إنه كان غصب عنى .. كل حاجه كانت غصب عنى .. و الله كانت غصب عنى مش بإيدى .. إدينى فرصه افهّمك .. صدقينى مكنش قصدى اخبى عليكى حاجه .. مقصدتش .. حتى انى اجيبك سكتى مقصدتش
حلم بتزعق بعياط: لا حصل خير .. مادام مقصدتش يبقى حصل خير
مالك: طب اصبرى و هفهمك انتى مش فاهمه.
حلم زعقت: انا مش غبيه .. فااهم .. انت اللى غبى .. غبى قوى .. إتعاملت معايا على إنى غبيه حقك لإنى فعلا كنت غبيه .. بس معملتش حساب اليوم اللى هفهم فيه .. اللى عنيا هتفتّح .. كان لازم تعرف ان عنيا هتوجعنى من كتر ما انا مغمضاها .. هييجى يوم و افتّحها ..
كان لازم منه .. و لا كنت عامل حسابك هفضل طول عمرى غبيه ؟ غلطت اما معملتش حساب لحظه زى دى و عشان غلطة الشاطر بألف غلطتك اللى مكنتش عامل حسابها هى اللى وقّعتك.
مالك بيبص ف عينيها قوى يستنجد بأى حاجه له عندها و ميعرفش إنها متخدره من الوجع و الصدمه: حلم لازم الاول تفهمى ان انا
حلم بتزعق و بس و قافله كل جوارحها ف وشه مش بس قلبها يحس بيه او حتى عقلها يفكر بمنطق .. ده حتى عينيها بتقفلهم بعنف عشان متشفهوش ..
هى رافضه يتكلم لمجرد إنها رافضه تسمع: مكنتش فاهمه و خلاص فهمت .. فهمت الظابط اللى مبقاش ظابط .. الظابط اللى البلد علّمته و درّبته و شغّلته و وقّفته على رجله و يوم ما وقف داس برجله دى عليها .. علّمته يبقى راجل و يوم ما إسترجل إسترجل عليها و وقف ضدها و بقا يستخدم كل اللى إدتهوله عشان يحاربها بيه .. وقفلها نِد ل نِد و بقا يستخدم كل امكانياته ضدها..امكانياته اللى هى اصلا إدتهاله.
مالك بيحاول يتكلم بس غصب عنه عيّط ف صوته طلع مبحوح مهزوز: حلم صدقينى و رحمة امى
حلم زعّقت: امك ؟ امك ؟ امك اللى ربّتك و كبّرتك و يوم ما سابتك رميت تربيتها ورا ضهرك ؟ دفنتها معاها ؟ الا صحيح لسه فاكراها ؟
مالك الكلام مزّعه من جوه و سيرة أمه توّهته ف صوته إتخنق بوجع: إدينى فرصه اتك
حلم قاطعته بزعيق: اخرس بقا .. اخرس .. مش عايزه .. مش عايزه اسمعك .. انت لسه هتكدب تانى ؟ لسه ليك عين ؟ يا بجاحتك يا اخى .. عارف كان نفسى اقولك طلقنى.
مالك إتجمد من كلمتها: بلاش .. اسمعينى الاول ارجوكى و حياة اى حاجه كانت بينا
حلم كملت كإنها مش سامعاه: كان نفسى فعلا اقولك طلقنى .. بس انت مسبتليش فرصه .. حتى حق الاختيار ده خدته .. بس عارف حياتك معايا كانت حلاوة روح
زى اما تعبان يتقتل و يفضل ديله يتحرك بس الغباء كان منى انا
مالك عيونه المدمعه بتترجاها و رايح عليها و هى بدون وعى او تفكير او منطق ضغطت ع المسدس فى إيديها و ضربت رصاصه فى رجله ..
مالك كان هيكتم صرخته بس طلّعها يمكن تفوّقها او تخترق قلبها تفتحه ..
صرخ بصوت عالى: حلم
حلم صوته هزّها و عشان متديش فرصه لقلبها يتهز ضغطت ع المسدس مره ورا التانيه و طلعت منه طلقه ورا طلقه ورا طلقه ف رجله لحد ما عجز عن إنه يصرخ من الألم ..
مالك صوته بيطلع بالعافيه و هو بيحاول يقف: حلم .. حلم إسندينى .. هقع
حلم بصتله بجمود و هو بيقف و رجله ترخى ف يقع و يرجع يقف و يقع .. لحد ما إستسلم لحقيقة إنها مش هتساعده تانى ف راح على البوفيه يتسند عليه مسك حرفه يقف ف وقع و هو ماسك فيه و المرايه نزلت معاه و هو نزل ع الارض و المرايه نزلت فتافيت عليه ..
مالك ثوانى او دقايق او مش عارف عدّى عليه وقت اد ايه و هو بيحاول يفتّح و يغمض و يغمض بتوهان و يفتّح .. الصوره قدامه بتبيّض و تسوّد و تشوّش لحد ما إختفت تماما و إنسحب ف عالم ضلمه تماما مفهوش وعى ..
حلم متابعاه بجمود و جفا ملجّمينها .. فى وسط توهانه بيمد إيده يرفعها بتعب لها و كل ما ترخى يحاول يرفعها و يقاوم الإغماء لحد ما سمح لنفسه يستسلم للتعب او بمعنى اصح فقد الامل فيها تسنده ..
حلم منظره ده ما حرّكش قلبها و لا اثار حتى شفقته .. قلبها زى اللى متخدر .. و عشان متدهوش فرصه يفوق وقفت بجمود بتتحرك بعشوائيه تلف حوالين نفسها ف حركه دائريه و هى مش عارفه بتدوّر على ايه و لا عايزه ايه لحد ما وقفت قصاد رقدته و بصتله بقرف و مشيت زى التايهه فتحت باب شقتها و نزلت !
نزلت وقفت فى الجنينه الصغيره قدام البيت شويه بتوهان و خرجت وقفت قدام الباب برا فى الشارع ..
بتبص لكل حاجه حواليها بتوهان .. بتغمض و تفتّح جامد كإنها بتفوّق نفسها .. رجليها مش شايلاها .. رجل بتقدّم لجوه و رجل بتطلع لبرا ..
و قبل ما تحسم صراعها عينيها وقعت على عربية مالك بصتلها كتير و شافت ميرنا جواها ..
بصتلها بغلّ و راحت عليها .. خبطت ع القزاز بعنف مره ورا مره .. ميرنا شاورتلها من جوه ع القزاز إنه مقفول بس هى مبتهداش و بتخبط اكتر ع القزاز لحد ما كسرته ..
حلم زعّقت بعنف شبه الجنون: انتى بتعملى ايه هنا يا حيوانه انتى ؟
ميرنا إتضايقت من كلامها بس فسرته إنها غيره: انا مستنيه مالك .. قالى إستنينى لحد ما اجيب حاجه من جوه بسرعه و خارج بس إتأخر
حلم زعّقت: و انتى كنتى معاه فين و مستنياه ليه اصلا ؟
ميرنا و هى بتحاول مع الباب: طيب ممكن تحاولى تفتحى الباب او تشوفيه ؟ كده هنتأخر .. هو قالى مش هتأخر عشان مفيش وقت
حلم بتزعق و بس: هتتأخروا فين ؟ انتوا رايحين فين ؟
ميرنا كانت لسه هتقولها مسافرين بس خافت من رد فعل مالك ف رجعت ف اللى كانت هتقوله و حلم حست بيها كانت هتقول حاجه و رجعت و ده زاد عنفها و جنونها ..
حلم هبدت الباب برجلها: كنتوا رايحين فين ؟
ميرنا إتوترت و ده زاد من عنف حلم اللى مدّت إيديها من الشباك خطفت شعرها ف إيديها و بتتكلم و هى بتخبط راسها ف التابلوه: إنطقى و إلا قسما بالله هقتلك
ميرنا نطقت بالعافيه: مسافرين .. انا كنت مسافره لوحدى بس هو لسه جايلى من شويه و قالى هسافر معاكى
حلم إيدها رخت من شعرها بصدمه بس لسه ماسكاها: مسافرين ؟ مسافرين فين ؟
ميرنا بخوف: معرفش
حلم شددت على شعرها بغل: إخلصى
ميرنا زعقت: قولتلك معرفش .. و الله ما اعرف .. انا كنت مسافره لوحدى دبى بس اما جه و قالى هيسافر معايا معرفش هنروح على فين .. انا حتى قولتله مجيبتش الباسبور بتاعى معايا لإنه جالى فجأه و كان مستعجل و خدنى على طول حتى بلبسى .. بس هو قالى مش مهم هو هيتصرف و قالى احنا اصلا مش هنعوزه و مش هنخرج ب باسبورتاتنا.
حلم إتجمدت مكانها .. للدرجادى يا مالك ؟ حتى يوم ما تهرب تروح لدى ؟ و تاخدها باللهوجه دى ؟ انت حتى منفدتش بنفسك ! تبقالك ايه دى عشان تجرى عليها فى وقت صعب زى ده ؟ لاء و تجيبهالى لحد البيت ؟ كنت شايفنى غبيه للدرجادى ؟ و لا كنت مجرد كارت اخضر بالنسبالك يعديك من مطب و يترمى ؟
نقلت عينيها اللى كانوا زى التايهين بجنون بينها و بين البيت كإنها شايفاه ف صورة مالك و فى لحظه جريت على جوه بصدمه غريبه ..
طلعت شقتها تانى .. دخلت بتوهان مش عارفه ايه اللى جابها .. مالك طلع بيضحك عليها فعلا و اهو حوّل الفلوس بإسم واحده زى دى و اهى إتأكدت إنه مسافر معاها ! مستنيه تسمع منه ايه تانى ؟ و لا إتفاجإت ليه بكلام ميرنا ؟ هى كانت لسه واثقه فيه ؟ للدرجادى غبيه ؟
بتتحرك لحد ما لقت نفسها فى المطبخ .. فتحت أنبوبة الغاز المركونه على جنب .. فتحت اوكر البوتاجاز و سابتهم يدخّلوا غاز فى الهوا .. بس مستكفتش .. راحت على ماسورة الغاز نفسها فكّت وصلتها بالبوتاجاز و فتحتها و سابت الواصله تدفع الغاز ف الجو ..
قفلت الشبابيك و البلكونه و اى منفذ للشقه و خرجت بجمود و قفلت باب الشقه و مشيت .. الغاز شويه شويه بيعبّق الجو و يكتمه و الشقه كل مدى بتتكتم اكتر و اكتر ..
نزلت بجمود خرجت من البيت ..
راحت على ميرنا بهزيان و هى لسه فى عربية مالك: غورى من هنا متضيعيش وقتك
ميرنا مفهمتش و بتتكلم و هى بتحاول تفتح الباب و بتتلفّت من الشباك حواليها: فى ايه ؟ مالك فين ؟ و منزلش ليه معاكى اما انتى طلعتيله ؟ هو فى ايه بالظبط ؟ انتى عملتى ايه ؟
فهد كان ف اللحظه دى لسه واصل بعربيته و خد فرامل بشكل عنيف و نزل بعنف و...