رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثلاثون
مراد وصل المطار بجنون و اخد عربيته و طار على شقته ..
اول ما قرّب من باب الشقه و لمحه مفتوح قلبه وقع ف رجله .. إتسمّر مكانه لما شاف المنظر اللى لجّمه تماما بصدمه و همس بتوهان: غراام ؟!
قبلها بثوانى كانت وصلت غرام عند شقته .. طلعت بغيظ و قرّبت من باب الشقه اللى لمحته مفتوح .. و إتسمّرت مكانها من المنظر !
الاتنين بيبصّوا لبعض بذهول و بيبصّوا قدامهم بصدمه .. رحاب غرقانه ف دمها .. و للاسف مفيش حتى احتمال انها يبقى فيها نَفس !
مراد اما عاصم هدده جاه ف باله اى حد .. اى حد غير رحاب .. لإنه ببساطه مفيش بينهم العلاقه اللى تخليها نقطه ضعفه و يتهدد بيها و يتأذى فيها
مراد كان حاطط غرام ف دماغه .. لإنها اقرب و اغلى ماليه .. و بمجرد ما شافها على رجليها إتنهّد بإرتياح و إتناسى المصيبه ..
حضنها بكل قوته و ضمّها كإنه عايز يدخّلها جواه .. حسّ بالخطر بجد اللى ممكن تبقى فيها .. خاف عليها من وجوده .. وجوده معاها هيأذيها
مراد سند إيده على باب الشقه بإنهيار .. حسّ ان رجله مش شايلاه ..
غرام خرجت من حضنه بذهول: مين دى؟ و بتعمل ايه ف بيتك؟ مين عمل فيها كده؟
مراد سكت معندوش حاجه يقولها ...افتكر ان مصطفى قاله ياخدها على شقته لحد ما تسافر و هو وافق على مضض .. مكنش عايز حد يدخل بيته بعد غرام .. بس كإنها داخله لقضاها
كده قدر يجمّع .. عاصم اكيد دوّر وراه و عرف بجوازه المزيف منها و للإسف صدّقه .. و هنا قدر يفهم تهديده بس هو للإسف مجاش على باله رحاب و لا لحق حتى ..
كزّ على سنانه و لسه هيمسك موبايله سمع صوت عربية الشرطه .. و طلع كام ظابط و هو غرام لسه على وضعهم
مراد حطّ إيده على وشه و حرّكها بعنف..
الظابط دخل و هزّ راسه: واضح ان البلاغ صحيح
بصّ لمراد: لسه جايلنا بلاغ من شويه عن جريمه قتل هنا .. و إتحركنا بناءاً عليه .. و من الواضح إنه مش كاذب
ياريت تتفضلوا معانا بهدوء .. و هبلّغ المعمل الجنائى يبعت حد يشوف ملابسات الحادث
مراد بصّ لغرام بقلق عليها: هى مالهاش علاقه .. الشقه بتاعتى.. و هى اول مره تيجى و
غرام بجمود: لاء مش اول مره اجى .. و لاء مش ماليش علاقه .. انا وصلت قبلك و شوفت قبلك .. و لازم افهم
مراد كزّ على سنانه بعنف: قولت مالهاش علاقه .. هى
الظابط: عموما ف كل الاحوال لازم انتوا الاتنين تتفضلوا معايا .. لإنكم اخر اتنين شوفتوا القتيله و الوحيدين اللى ف المكان .. ف انتوا الاتنين ف وضع إتهام
مراد بخوف عليها: هى ماشفتهاش لا قبل ولا وقت الحادثه .. و لا تعرفها اصلا .. احنا وصلنا بعد اللى حصل .. و انا هشرحلك الوضع بالتفصيل .. بس ياريت هى تمشى
غرام اصرّت تروح معاهم .. والظابط حسّ ان فى حاجه مش مظبوطه قدام إصرار مراد إنها تمشى و عِندها إنها تفضل
الظابط: للإسف دى جريمة قتل .. و كون إنها اخر واحده إتواجدت ف مكان الحادث قبل الجريمه ده هيخليها ف دايرة الإتهام .. لحد ما نشوف التحقيقات و نسمع منكوا
مراد بضيق: بس انا قولتلك هى مشافتش القتيله
الظابط: مش هينفع
الظابط كان هيكلّم قوه تتبعتله لمراد و غرام .. بس مراد طلعله الكارنيه بتاعه و عرف رتبته .. و ده خلاه نوعا ما إتراجع و نزلوا معاه بهدوء و اخدهم للقسم
و بعت فريق من المعمل الجنائى أخدوا جثة رحاب .. رفعوا البصمات و إتحفّظوا ع الشقه ..
وصلوا و إبتدى التحقيق مع كل واحد فيهم لوحده .. و الظابط إتعمّد يبتدى بغرام
المحقق: يعنى ايه متعرفهاش؟
غرام بنرفزه: قولتلك معرفهاش .. يعنى لا شوفتها و لا فى بينا صله
المحقق: طب و المقدم مراد؟
غرام من غير ما تفكر: خطيبى
المحقق: طب صاحبة الجثه كانت موجوده ف شقة خطيبك ليه؟
غرام بعصبيه: و الله ده اللى انا جايه عشان أعرفه .. و المفروض إنك هتعرفهولى
المحقق: انا اللى بسأل .. ثم انا اللى هعرّفك خطيبك فى واحده بتعمل ايه ف بيته؟
غرام إتنرفزت: امال انت بتحقق ف ايه؟
المحقق سكت شويه: مراد كان عارف إنك ريحاله؟
غرام: لاء
المحقق: و اما هو مش عارف ايه اللى ودّاكى الشقه ف الوقت ده بالذات؟
غرام: و هو انا المفروض أستأذن قبل ما اروح لخطيبى؟و لا ممنوع قانونا؟
المحقق: لاء بس انتوا مخطوبين مش متجوزين .. غير إنه ميعرفش إنك ريحاله اصلا .. و بناءاً على كلامه إنه كان مسافر يعنى المفروض إنه مش موجود .. ف ايه اللى ودّاكى؟
غرام بغضب: انت عايز تقول ايه؟
المحقق: حد بلغك ان فى واحده ف شقة خطيبك .. روحتى و لقيتي واحده فعلا .. شديتوا قصد بعض و ف لحظة غيره
غرام وقفت مره واحده بغضب: ف لحظة غيره ايه؟ قومت عليها زى أمنا الغوله قطعت رقبتها ...صح كده؟ ده اللى انت عايز تقوله؟ انت إتجننت
المحقق: و الله مش انا اللى بقول .. تواجدك ف المكان وقت الحادث هو اللى بيقول
برا المكتب...
مراد كلّم مصطفى اللى جاله بعد ما عرف اللى حصل معاه
مصطفى بصدمه: رحاب إتقتلت؟
مراد بغلّ: ابن الكلب افتكرها مراتى بجد و انتقم فيها
مصطفى بذهول: انا اما كلمتنى و حكيتلى إنك وصلت لهمسه و ليليان و إنهم أمك و أختك مصدقتش رغم ان الحاجات دى مفهاش هزار ...بس ابن الكلب له عين يهدد؟
مراد: و حياه أبويا لا أخلّيه يندم ع اليوم اللى حظه وقّعه فيه ف سكتى
مصطفى سكت شويه بترقّب: هنبلّغ اهل رحاب ازاى؟
مراد: خلينا الاول نتصرف هنا .. غرام كانت ف الشقه
مصطفى بذهول: نعم؟ و ايه اللى وداها؟
مراد: معرفش .. بس الحمد لله وصلت بعد ما اللى بعته عاصم خلّص .. مشافهاش و إلا كان قتلها هى كمان .. المهم هى بيتحقق معاها جوه
مصطفى: طب ثوانى هكلم حد من الجهاز عندنا يجى .. الموضوع مش هيتحل بسهوله كده .. ده قتل
مراد اخد موبايل مصطفى و كلّم عاصم و كان قاصد يسجلّه ..
عاصم ضحك: ايه رأيك بقا؟ هديه حلوه مش كده؟
مراد بعنف: قولتلك إنى و حياة أمى لا أقتلك .. بس دلوقت بقولك لاء ..
انا مش هموّتك انا هخلي الموت حلم بالنسبالك تحلم بيه كل لحظه معايا يوم ما تقع تحت إيدى
عاصم: و انا قولتلك اللى قولتله لأبوك بس انت اللى طلعت غبى زيه و مفهمتش .. قولتلك مبحبش حد ياخد حاجه بتاعتى و انت اللى عملتلى فيها سبع رجاله ف بعض .. قولتلك رجّع مراتى و نتفاهم انت اللى اصرّيت إنى اعمل فيك زى ما عملت فيه و احرق قلبك على مراتك..
مراد بغلّ: و انا بحق حرقة السنين اللى فاتت كلها هحرقك و انت حى و بكره تشوف
عاصم بغلّ: انا عارف ان همسه ما ماتتش .. الحركه الوسخه دى مش معنى ان انا عملتها مع أبوك و دخلت عليه يبقا هيجى حتة عيل زيك و يعملها عليا
مراد ضحك بصوته كله: و انت فاكر إنى محتاج اعمل كده عشان احميها منك ؟ ده انت اهبل بقا .. انا بس خليتك تدوق وساختك
عاصم بعنف: مراتى هعرف ارجّعها
مراد: ابقى ورينى و انا مستنيك
مراد قفل معاه بغلّ و كلّم اللوا يحيي بس كان مسافر .. كلّم اللوا عبد الرحمن و حكاله اللى حصل .. قاله إنه وصل لأهله .. أمه و أخته و عاصم هدده و قبل ما يتصرف كان قتل رحاب
اللوا عبد الرحمن: و ايه اللى وصّله لرحاب؟ دخلها ايه و لا صلتك بيها ايه عشان يضغط عليك بيها؟
مراد سكت كتير لمجرد إنه مش عارف يقول ايه و لا يبرر وجودها عنده ازاى: مراتى
اللوا عبد الرحمن: نعم؟ ده من امتى؟
مراد بضيق: مش وقته .. ظروف و كل حاجه جات بسرعه و ورا بعضها .. المهم لازم نوصّل لوكيل النيابه اللى حصل عشان غرام تخرج .. لازم تخرج عشان ميحصلهاش مشاكل ..
اللوا عبد الرحمن جاله و طلب حد كبير من القسم و وكيل النيابه اللى كان لسه بيحقق مع غرام و سابها و خرجلهم
قعد معاهم و مراد كمان و سمّعه مكالمه التليفون اللى بينه و بين عاصم و اللى بيعترف فيها إنه هو اللى قتل رحاب .. كمان من خلال تتبّع لرقم مارد قدروا يوصلوا للرساله اللى جاتله على موبايله فيها تهديد و مكالمة عاصم اللى قبلها و تهديده
كل ده برّأ مراد و غرام كمان رغم ان محدش هنا عارف عاصم و لا عارفين هيجيبوه ازاى .. بس المكالمه إتحوّلت للمعمل الجنائى إتأكدوا من مصداقيتها
المحقق: تمام .. كده هيُفرج عن خطيبتك و
مراد رفع حاجبه: نعم؟
المحقق: انسه غرام
مراد فهم ان غرام قالت جوه إنها خطيبته ف سكت
المحقق: فى حاجه؟
مراد: لاء .. و ياريت تخرج طالما طلعت برا الموضوع .. الموضوع كله زى ما فهّمتك تصفيه حساب ..و القضيه تتقفل
المحقق: ماشى هتخرج لعدم وجود دليل عليها بس لو طلع تقرير المعمل الجنائى فيه حاجه تدينك او تدينها انا اسف يا سيادة المقدم محدش فوق القانون .. هضطر اجيبكوا .. انتوا بس هتخرجوا بناءاً ع التهديدات اللى جاتلك و بَعدت التهمه عنكوا بس التحقيق هيفضل شغال و اى جديد هيظهر هعوزك
مراد هزّ راسه بفهم: بس ياريت متقولهاش حاجه جوه .. انا هبقى افهّمها.
المحقق هزّ راسه بتفهّْم خاصة إنه شاف ورقة الجواز بتاعته هو و رحاب اللى مراد ورهاله إنها عرفى و من قريب .. و تفهَّم الموقف ان دى خطيبته
المحقق دخل تانى لغرام و معاه مراد و إبتدى يخلّص اجراءات خروجهم قدام غرام اللى بتبصّله بذهول و مش فاهمه .. منين كان من دقايق بيتهمها بقتل رحاب و منين هتخرج
بصّت لمراد بعدم فهم و مراد هزّلها راسه إنه هيفهّمها بعدين
خلصوا و خرجوا و مراد اخدها و مشى
غرام بذهول: هو ايه اللى حصل ده؟
مراد: هفهّمك بعدين
غرام بنرفزه: دى مفهاش بعدين .. انت هتفهّمنى و دلوقت .. فاااهم
مراد ميّل راسه على دريكسيون العربيه و حط إيديه الاتنين على راسه من ورا ..
غرام رغم عنفها و حالة عدم الفهم اللى كانت فيها و غيرتها المسيطره عليها من وجود واحده ف بيته .. إلا إنها اما شافته ف الحاله دى صُعب عليها ف سكتت
مراد سكت كتير: كل اللى اقدر اقولهولك دلوقت إنها قضيه .. قضية عُمر بحاله .. و ده كان تخليص حق
غرام كانت مصدقاه اوى و برغم كل الحيره و الإستفسارات اللى جواها سكتت و حبّت تأجل اى كلام ع الاقل دلوقت
مراد روّحها البيت و رجع لمصطفى .. يومين و هما بيحاولوا يخلّصوا إجراءت الوفاه عشان تندفن بس النيابه بلغتهم اما يطلع تقرير المعمل الجنائى
بعدها طلع التقرير و اللى اثبت فعلا عدم وجود اى بصمات لمراد او غرام ف المكان يوم الحادثه
و بناءاً على كده طلعلها تصريح الدفنه و إستلام الجثه
مراد كلّم عمامها اللى جوم و برغم عدم إهتمامهم بيها و صلتها بيهم إلا إنهم إشتبكوا قدام المشرحه
محسن بغلّ: اه يا ابن الكلب كنت واخدها للموت و مش بعيد تكون انت اللى قتلتلها و طبّختوها بعلاقاتك
مراد: انا مكنتش موجود ف مصر اصلا
عمها خالد بغضب: و اما انت مكنتش موجود و هتسيبها لوحدها خدتها ليه من اصله؟
عمها احمد: و مين اللى قتلها اصلا؟
مراد: هعرف
محسن بغلّ: هتعرف ازاى ؟ مين هيوصل للى عمل فيها كده؟
مراد: انا اللى هحقق و يوم ما هوصل لحاجه حقها عندى انا
خلصوا و إستلموا جثتها و دفنوها .. بعدها مراد راح ع الجهاز و طلب يقابل رئيس إدارة الجهاز بشكل شخصى
مراد راح قابله .. إتردد شويه ف الاول لإنه كان حابب يخلّى تاره مع عاصم شخصى بس دى الطريقه الوحيده اللى هيقدر يوصل بيها لأبوه
حكاله كل حاجه .. ان عاصم اللى كان ممسوك ف قضيه هنا و هرب موجود ف روسيا ..
مراد كان بيحكيله بناءاً على اللى حكاه عاصم ل همسه إنه إتورّط ف سرقة الميكروفيلم بس و بعدما إتقبض عليه و هرب
مكنش يعرف باللى حصل كله .. و مع ذلك إستثنى الجزء الخاص ب أمه و أخته و خرّجهم من الموضوع ..
هو بس عرّفه ان عاصم اللى كان له قضيه هنا و هرب موجود و هو كشفه و عشان كده قتل رحاب
رئيس الجهاز بذهول: انت عارف اللى بتقوله ده معناه ايه؟ ان عاصم عايش
مراد: ايوه و بسهوله إدلّك على مكانه
رئيس الجهاز: و انت عرفت منين؟
مراد سكت شويه: وقع تحت إيدى بالصدفه او تقدر تقول كده سوء حظه اللى رماه لحد عندى
رئيس الجهاز سكت شويه
و مراد بصّله بتردد: انا بس عايز ملف القضيه اللى كانت مفتوحه لعاصم هنا .. غير الفريق اللى كان بيحقق ف القضيه .. او الظابط تحديداً اللى كان ماسك القضيه
رئيس الجهاز: لاء طبعا دى اسرار شغل .. ده غير ملف قضيته فيه خصوصيات و اسرار عسكريه و قياديه للبلد لإنه فيه تفاصيل الميكروفيلم اللى إتسرق وقتها
مراد سيرة الميكروفيلم وقّعت قلبه لان عاصم قاله كده
مراد بقلق: هو ايه حكاية الميكروفيلم؟ مين سرقه و مين رجّعه؟
رئيس الجهاز: دى حكايه من اكتر من حاجه و عشرين سنه و اكيد مش هيبقى عندى كافة التفاصيل خاصة لو دقيقه كده .. بعدين انا لسه متأكدتش من كلامك
مراد بثقه: إدينى شوية وقت و انا هجيبلك عاصم تحت رجلك
رئيس الجهاز: احنا لقينا الميكروفيلم بعدها لكن معرفناش مين ورا إختفائه .. وقع تحت إيدينا ف إيد واحد من الواضح إنه كان كبش فدا الخاين الحقيقى جابه يشيل الليله بداله .. بس مين معرفناش
مراد قلبه دق بعنف لإن عاصم قال لهمسه إن أبوه اللى سرقه عشان يورطه بعدها رجّعه ع اساس إنه شغله و دوّر و جابه .. و كلام رئيس الجهاز دلوقت بيثبت كلام عاصم
مراد: طب انا بس محتاج ملف القضيه
رئيس الجهاز إداله ورقه: إكتبلى كل تفاصيل الموضوع و كل اللى تعرفه و عرفته عن عاصم و هنا هنتصرف
مارد حس ان الامور هتفلت من إيده و الموضوع هينتهى ببساطه و يخلّصوا على عاصم بهدوء و سرّيه ف الخفا .. و هو مش عايز كده .. لا عايز الموضوع بسريّه عشان ده مش هيوصّله لأبوه و لا حتى عايز موته لإنه وعد عاصم ان اللى هيعمله فيه اكبر من الموت بكتير
مارد بضيق: و انا لسه معنديش تفاصيل عنه .. انا كنت جاى و محتاج ملف قضيته.
رئيس الجهاز: للإسف مينفعش دى قضايا امن دوله .. مبتخرجش كده رئيس لجهازارئيس لجهازابسهوله ده غير من اكتر من عشرين سنه .. مكنتش انا مسكت الإداره و صعب يبقا موجود هنا لدلوقت ..
مراد بعد ما فشل إنه يوصل منه لحاجه: تمام بس إدينى شوية وقت و انا هجبلك قرار عاصم و اللى معاه و وراه
رئيس الجهاز: و انا مستنيك و ساعتها نفتحله ملف قضيه هنا و المرادى وقعه بلا قومه
مراد مشى من عنده بعد ما فقد الامل إنه ممكن يوصل لأبوه من خلال القضيه القديمه .. هو معندهوش خيط ممكن يوصّله لأبوه غير كلام عاصم اللى هو اصلا مش واثق ف صحته ..
غرام عرفت ان مراد مسافر و كلّمته
مراد بضيق: غرام انا مش فاضى .. انا
غرام بحده: لاء فاضى و لو مش فاضى هتفضّيلى نفسك .. قدامك ساعه و تجيلى قدام شغلى
مراد لسه هيتكلم قاطعته بعنف: هستناك يا مراد و هتجيلى
قفلت معاه من غير ما تديله حتى فرصه يعترض و فضلت رايحه جايه تستناه
مراد قدام إصرارها راحلها بضيق .. هو عارف هى عايزاه ليه و معندهوش كلام ممكن يقوله ..
غير إنه لازم يبعدها عنه عشان متدخلش ف اللى بينه و بين عاصم .. ده رحاب اللى متخصهوش دفعت حياتها التمن .. امال هى؟
لازم تبعد و لازم هو يبعد ع الاقل لحد ما يصفّى خلافه مع عاصم
مراد راحلها و كلّمها خرجتله
غرام فتحت عربيته و دخلت جنبه .. سكتت لمجرد بتديله فرصه يتكلم .. يقول اى حاجه .. بس هو ساكت .. جامد .. معندهوش حاجه يقولها .. او مش عايز يقول اللى عنده
غرام بعد ما فقدت قدرتها ع السكوت: ده معناه ايه؟ معندكش مبرر .. و لا عندك و مينفعش يتقالى؟
مراد: غرام انا
غرام بغضب: متقوليش مش هينفع دلوقت .. انا سيبتك براحتك .. سيبتك تيجى من نفسك تقولى اى حاجه .. بس لا جيت و لا قولت
مراد: عايزه تعرفى ايه يا غرام؟
غرام بغيره واضحه اوى عليها: عايزه اعرف مين رحاب دى؟ و ايه اللى جابها بيتك اللى من الواضح إنها كانت قاعده فيه مش جايه زياره زيي و ماشيه .. دى مقتوله بهدوم بيت
مراد سكت شويه .. مكنش عارف يقولها ايه .. ماهو مكنش ينفع يقول ان اهلها لقوها ف شقته عريانه و إتهموه و اضطر يتجوزها ..
و لا كان ينفع يقول إنه زوّر جوازهم و دى مجرد ورقه عرفى .. مكنش ينفع يفضحها ده غير ان ده هيزيد الطين بلّه
غرام ملاحظه سكوته و ملامح وشه اللى بتتبدّل و ده ف حد ذاته قالقها
مراد بهدوء: رحاب بنت اللوا عامر اللى كلمتك عنه قبل كده و مات و فدانى .. لجأتلى و انا وقفت جنبها و للإسف إتاخدت ف الرجلين
غرام إتنهدت: بس كده؟
مراد بصّلها و سكت و هى: مجرد إنها بنت مديرك بس؟ مش اكتر من كده؟
مراد بهدوء: اه
غرام: و ده مبرر يا مراد لوجودها ف بيتك؟
مراد: قولتلك هى حصلتلها مشكله مع اهلها و لجأتلى و انا عشان فضل أبوها عليا مقدرتش مقفش جنبها ..
انا اصلا عمرى ما حد إحتاجلى ف حاجه و إتخليت عنه و انتى عارفه عنى كده كويس .. مابالك بيها
وقفتى جنبها كانت تقعد ف بيتى فتره .. مكنتش اعرف إنها هتدفع حياتها تمن ده
غرام سكتت شويه: مين عمل فيها كده؟
مراد: قضيه .. ماسك قضيه و حاولوا يأذونى ف أذونى فيها .. عرفتى ليه بقا كنت ببعدك عنى
غرام: و هى تبقالك ايه عشان تتهدد بيها؟
مراد: ما قولتلك يا غرام
غرام: لمجرد إنها بنت صاحبك ف تتحوّل لنقطة ضعف ليك تتهدد بيها؟
مراد سكت بضيق لمجرد إنه مش لاقى حاجه يقولها ..
غرام بترقّب: طب و ليليان؟
مراد إبتسم اووى لمجرد سيره أخته و ده لوحده كفايه إنه يجننها
مراد بهدوء على نفس إبتسامته: الموضوع ده بالذات هتلاقينى انا اللى جاى و بحكيلك تفاصيله ...بس مش دلوقت .. ممكن ؟ و من هنا لحد ما يجى وقته ارجوكى متسألنيش عنه
غرام بزعل: مهما يكون تفاصيله .. ده يخليك تبات عندها؟
مراد انا كلمتك و هى ردت عليا و صوتها كله نوم .. يعنى من الواضح إنكوا ... علاقتكوا واصله للدرجادى؟
مراد إبتسم بتلقائيه: و لأكتر كمان .. و ممكن متسأليش عشان مش هينفع اقولك حاجه ع الاقل دلوقت
غرام سكتت بضيق .. هى عرفته و هى عارفه إنه غامض .. بس متخيلتش إنه غموضه يبقا معاها .. مخبى حاجه و ده كفايه ...
مراد دوّر وشه الناحيه التانيه و فضل ساكت .. مرديش يبصّ ف عينيها .. هو مكدبش بس خبّى و ده لوحده كفايه إنه يضايقه و يضايقها
سكوت خيّم عليهم كتيير ...
غرام: اوعى تخبّى عليا يا مراد .. لو فى حاجه تانيه غير اللى قولته قولها .. اى حاجه ف الدنيا قولها دلوقت
مراد: اخبى ايه؟ و اى حاجه زى ايه؟
غرام بهدوء: اى حاجه .. اى حاجه يا مراد قولها دلوقت .. بس تكون حقيقه
قول و متخافش .. قول اى سبب لوجود رحاب ف بيتك و بلبس البيت .. قول إنك كنت على علاقه بيها و ندمت .. قول ان هى اللى كانت عايزاك و جاتلك
قول اى حاجه يا مراد .. بس دلوقت .. عشان اقدر القالك عذر و اسامحك .. دلوووووقت
مراد: انا مخبيتش عليكى حاجه
غرام بتحذير: خليك معايا يا مراد زى مانا معاك .. متتغيرش .. انا حبيت فيك صراحتك اللى خلّتك تفتحلى قلبك و تقولى كل اللى مخبيه
مراد إتنهد: انا زى مانا يا غرام
غرام: ياريت.
غرام اخدت نَفس طويل و خرّجته مره واحده: عارف يا مراد اول ماعرفتنى كنت بخبّى و بعرف اكتم كويس الحاجه اللى عايزه اداريها
بخبى عليهم ف البيت انا رايحه فين و جايه منين و مش عشان بعمل حاجه غلط بس عشان مبحبش حد يتدخل طالما مبعملش الغلط
بخبى على صحابى تفاصيلى و يمكن ده عشان عندى حتة إنى بحب ابقا غامضه و مبحبش اعرّف اى حد كل حاجه عنى..
بخبى اما ببقا مخنوقه او تعبانه و ده عشان مبحبش اصعب على حد و لا اسمع معلش
حتى انت يا مراد خبيتك عن الكل .. خبيتك ف قلبى .. و مش عشان انا غلط .. بس عشان حبيت احتفظ بتفاصيلك لنفسى
كنت بخبى اه .. لكن عمرى ما خبيت حاجه على حد من حقه يعرفها .. و اول ما حبيتك عرفت
مراد بهدوء: عرفتى ايه ؟
غرام إبتسمت غصب عنها: عرفت إنك الراجل اللى عمرى ما هخبى عليه حاجه مهما كانت غلط .. حتى لو غلطت هتلاقينى باجى و اقولك
لإن اللى بيحبوا بجد مبيقدروش يخبوا حاجه عن بعض .. لإنهم ببساطه بيدوبوا ف كيان واحد و يبقوا حاجه واحده .. ف مفيش مجال ان حد يبقا متدارى عن التانى .. هما مبيبقوش اتنين عشان واحد فيهم يخبى عن التانى .. هما بيبقوا واحد ..
مراد: إطمنى يا غرام
غرام: المهم تكون انت متطمن .. و عموما هختار إنى اصدقك .. عشان مفيش حبيب بيكذب و لا يخبّى على حبيبه
مراد إتنهد بضيق: انا لازم اسافر ..
غرام سكتت شويه: هشوفك امتى يا حبيبى؟
مراد برغم كل الوجع و الضيق اللى كانوا جواه .. بس كلمة حبيبى دى كانت كافيه تخليه يبتسم بتلقائيه
غرام إبتسمت: اه حبيبى .. حبيبى و حبيب قلبى و حبيب روحى و حبيب عمرى
مراد كل اللى قاله و اللى كان عايز يقوله إتمسح بعدها و إبتسم بصفا ..
غرام بهزار: نتغدا بقا؟
مراد رفع حاجبه: بردوا؟
غرام: بردوا
مراد كان ناوى و واخد قراره ينهى معاها او يوهمها ع الاقل بكده .. لحد ما يشوف الامور هترسى معاه على ايه
بس كونه كان متوقع بعد تهديد عاصم إنه يقصدها هى و إتطمن انها كويسه .. ده كان كفيل يخليه يتبّت فيها زياده
فرحته ب أمه و أخته زائد حزنه على رحاب اللى شايف إنه قصّر معاها و إنه السبب ف موتها زائد ضيقه إنه خبّى عليها اما سألته عن رحاب
كل دول إتجمّعوا فوق بعض عشان يخلّوه يستسلم لها ..
اخدها و راحوا إتغدوا و قضوا وقت مع بعض .. مراد كان بيحاول ياخد باله من كل حاجه حواليه و يشوف حد متابعاها معاه ..
اخر اليوم روّحها و كان معاد طيارته ف سافر
رجع روسيا و شغله بس عينيه على عاصم .. بيفتش وراه بجنون .. بيهبّش ف كل حاجه تخصّه ..
عشان تدخل حرب مع حد لازم تبقا دارس عدوك كويس عشان تبقا عارف نقاط قوته و ضعفه و ده اللى مراد إبتدى يعمله مع عاصم بعد ما هبّت الحرب بينهم ...
بعدها مراد سافر عند همسه و ليليان ..
ليليان بهدوء: يا حبيبة قلبى متقلقيش .. العمليه بسيطه و الله .. و بعدين هى افضل و لا تفضلى كده تعبانه؟
همسه بقلق: انا ما صدقت لقيتكوا إفترضى جرالى حاجه بقا
مراد بضيق: بعد الشر يا ماما .. ليه كده؟
همسه بإصرار: يعنى لو جالى الموت هتحوشوه عنى؟ مش هيحصل .. بس اللى هيحصل إنى هتحرم منكوا بعد ما لقيتكوا ..
مراد بحده: بقولك ايه انا ما صدقت لقيتك .. ما صدقت بقا ليا ام و عيله و معنديش استعداد لأى خساره تانيه
همسه بدموع: بس
مراد وقف بضيق: مسمعكيش تجيبى سيره الموت تانى .. انا ماصدقت و معنديش استعداد ل ولا يوم تانى من غيركوا
همسه وقفت قصاده و ضمّت وشه بمنتهى الحب: قلب أمك انت .. انا مقصدش
بس عمليه يعنى مستشفى و علاج و دربكه و انا بس مش عايزه اضيع و لا ثانيه من غيركوا
مراد إبتسم: و مين قالك ان كل ده هيبقا من غيرنا؟ هو انا اقدر اسيبك اصلا
همسه بتردد: طب وشغلك يا حبيبى؟
مراد بإستغراب: ماما انتى بتقولى ايه؟ شغل ايه و بتاع ايه اللى ممكن اسيبك عشانه؟
ماما انا عيشت عمرى كله لوحدى .. ف يوم ما هلاقيكى مش هسيبك و لو للحظه مهما كان المقابل
همسه دمّعت اوى و ليليان حضنتها من ضهرها: اعتقد كده ملكيش حجه
همسه: طب ع الاقل بعد ما تولدى
ليليان بخضّه: اولد ايه يا ماما؟ ده لسه و لا تلات شهور
مراد فاهم خوفها: حبيبتى وجع ساعه و لا كل ساعه .. و احنا جنبك زى ما بنستقوى بيكى هتستقوى بينا.
همسه قدام إصرارهم مقدرتش ترفض .. مراد اخدها للدكتور اللى عملها كشف كامل و حدد حالتها
مراد بقلق: انت متأكد ان مفيش قلق عليها؟ و لا بنسبه بسيطه حتى بحكم السن
الدكتور: متقلقش بعدين والدتك مش كبيره عشان نقول السن
مراد: بس هى تعبانه يمكن متستحملش تعب العمليه.
الدكتور: لاء بالعكس .. مشاكل كتير هتتحل بإستئصال الورم ده .. زى ما قولتلك الورم ضاغط على مراكز مهمه ف المخ و بمجرد ما هنشيله هترتاح من حاجات كتير ..
اعصابها هتهدى و تعب رجلها هيخف و الصداع المستمر ده هيبتدى يقل لحد ما يروح .. حتى تعب عينيها و زغللتها هتروح .. كل ده من تأثير الورم .. بس اللى مقدرش اوعدك بيه حتة الذاكره .. لإن للإسف إتأخرت قوى .. ممكن مع الوقت لكن حاليا صعب.
مراد إتنهد: المهم تبقى طويسه
الدكتور: يبقا توكلنا على الله
الدكتور إبتدى معاها خطوات العمليه و ليليان كانت متابعاها خطوه بخطوه .. مراد مكنش بيسيبهم إلا لو طلبوه ف مهمه ضرورى .. غير كده مبينزلش شغله
لحد ما جاه يوم العمليه ...
همسه بدموع: مراد عايزه منك طلب
مراد بدموع بيحبسها: انتى بتقولى طلب؟
همسه: خدنى ف حضنك الاول
مراد بتلقائيه قرّب منها ضمّها بكل القلق اللى جواه عليها و بكل الخوف اللى إتملّكه إنه يفقدها ..
ضمّها اوى و بدل ما يهديها من العياط عيّط هو بكل اللى بيكتمه جواه من كتير
همسه بدموع: عايزاك معايا جوه .. ادخل معايا العمليات
مراد بوجع: مش هقدر يا امى
همسه بدموع: انت وعدتنى مش هتسيبنى .. عايزه لو موت تبقى اخر حاجه عينيا تشوفها انت
مراد غمض عينيه قوى بعنف و ده خلّى دموعه تنحدف قوى همسه مسكت وشه: عشان خاطرى .. ده يمكن يعوّض حرمانى منك .. يمكن ليليان كانت معايا اكتر .. اه مكنتش امها بس كانت قصاد عينى ..
لكن انت ملحقتش اشبع منك و لا من حنيتك .. ده هيهوّن عليا لو إتحرمت منك بجد .. مش هتصعب عليا نفسى كفايه اموت ف حضنك
مراد إستسلم و دخل معاها للعمليات .. إبتدوا العمليه اللى اخدت ساعات و ساعات
ليليان اصرّت تشارك ف العمليه .. مراد جنبها و القلق بينهش فيه .. بيبصّلها مره و يبصّ لأمه مره و يرجع يبص ع الدكاتره و الاجهزه حواليهم ..
لحد ما فاض بيه و إبتدت قوته اللى حتى بيمثّلها تتبخر شويه بشويه .. نزل ع الارض بقهره و سند راسه ف عمود السرير و كتم صوت شهقاته
لحد ما خلصوا و ليليان ميّلت عليه طبطبت على كتفه .. مراد قام بفزع و بيتلفّت حواليه بجنون
ليليان بشويش: اهدى هى كويسه .. العمليه خلصت الحمد لله ..
الورم كان كبير اوى يا مراد .. مش عارفه كانت مستحملاه ازاى .. ده غير إنها كانت واخده كمية مهدئات و مسكنات تاعبه عصب المخ .. كل ده كان مأثر عليها
مراد بدموع: هى هتبقى كويسه صح؟
ليليان: ان شاء الله .. يلا احنا هننقلها العنايه عشىان تبقا تحت الملاحظه طول الوقت
نقلوها و مراد معاهم و اصرّ يبقا معاها ف الغرفه .. ايام و ليالى وصلت لأسابيع و هى مش بتفوق .. بيتطمنوا عليها بس من الاجهزه إنها عايشه ..
مراد جنبها مبيفارقش الغرفه .. مصطفى مسابهوش جنبه طول الوقت و ليليان معاهم
لحد ما همسه إبتدت تفوق .. بربشت بعينيها مرتين تلاته .. مراد لاحظها فقام بلهفه إتحدف ع السرير و ركّز إيديه الاتنين ع السرير حوالين كتافها .. و وشه فوق وشها على طول.
سليم بحب: انت فين يا جدع انت ؟ إخس على اللى ربّاك بجد
مراد العصامى إبتسم بحب: ليه بس كده؟ اخس عليه ليه؟
سليم بعتاب: عشان لو ربّاك بجد كان طلّعك اصيل و تسأل على اللى لك
مراد: غصب عنى و الله
سليم بحب: هونت عليك يا مراد؟ كل فين و فين لما اشوفك؟
مراد لسه هيتكلم قاطعه صوت هدى ام همسه من وراه: لاء يجى ايه بقا؟ ما خلصت حاجتى من عند جارتى
مراد قام بلهفه و بتلقائيه حضنها .. حضنها و طوّل ف الحضن قووى
سليم بهزار: على فكره انا هنا
مراد كإنه غايب عن الدنيا .. بيحضنها لمجرد إنه بيحس إنه حاضن همسته ..
هى أمها .. حته منها و ده بيديله احساس بالدفا .. رغم ان حضن أمها ده اكتر حضن ف الدنيا بيمزّق جرحه و يفتحه من غير رحمه إلا إنه بيعشقه لمجرد إنه بيرجّعه لروحه
مراد بهدوء حاول يمسح دموعه من ورا ضهرها عشان ميوجعهاش .. بس هى حسّت بيه .. ع الاقل من قلبه اللى على صدرها بيتنفض بعنف
رفعت وشه بمنتهى الحب و مسحت دموعه اللى فقد سيطرته عليها: ربنا يبرد قلبك ياحبيبى و حبيب بنتى
مراد بدموع: ااااه على بنتك اللى عصرت قلبى
هدى بحنيه: لسه فاكرها يا مراد؟
مراد قعد و رجّع راسه لورا و ربع إيديه الاتنين ورا راسه و غمّض عينيه: هتصدقينى لو اقولك ان تفاصيلها بتزيد جوايا .. السنين اللى بتعدّى عليا بتحفرها جوايا اكتر .. انا بقا احساسى بيها مضاعف و مش عارف ليه ..
بس ساعات بحس إنى هموت من الخوف عليها .. ساعات بحس إنى هموت و اطبطب عليها زى ما كنا بنبقا زعلانين .. ساعات بحس ان نفسى ابقا جنبها لمجرد إنى بحس بإحتياجها ..
و ساعات بحس إنى غيران بجنون لدرجه بقوم اغطى كل صورها
يعنى انا مثلا بقالى كام يوم مسيطر عليا احساس القلق عليها
هدى إبتسمت بدموع قهره و هو إتنهد: و معرفش ليه .. بس اللى أعرفه إن قلق مُبهم متملك منى اوى عليها .. يمكن عشان الكوابيس اللى بشوفها و اللى كلها اليومين دول قلقانى
هدى: لسه بتشوفها؟
مراد إبتسم: اليومين دول بشوف تفاصيل اول علاقتنا .. العمليه و الولاده و المستشفى و سهرنا و قعدتنا سوا
هدى بحب: انا عمرى ما شكيت ف حبك ليها و لا لحظه .. كنت متأكده حتى قبل ما هى نفسها تتأكد.. و انت كل يوم بتثبتلى ده
سليم حب يكسر الجو ده ف ضحك بهزار: كنتى متأكده؟ ممم شوف ازااى .. و بالنسبه للبلاغ ايه إتنسى؟
هدى بضحكه خفيفه: ياااه انت لسه فاكر؟ حرام عليك ده هو نسى انت هتفكّره؟
مراد ضحك من بين وجعه: يعنى تقدرى تقولى كده إنى بسبب الحركه دى عرفت بنتك جايبه الجنان منين؟
سليم حاول يضحك: لاء مانا فهّمتها بقا و دى دماغها جزمه .. زى ما فهّمتها بردوا انت ليه طلقت همسه قبل الحادثه و إنه كان بس عشان تهديد الكلب عاصم
مراد سكت شويه بزعل: انتى بجد كنتى فاكره إنى ممكن اسيبها عشان اى حاجه مهما كانت؟
هدى دمّعت: غصب عنى و الله .. كان غصب عنى .. صوتها المقهور كان ف ودنى و لحد دلوقت بسمعه كإنها لسه بتكلمنى ..
مش قادره انسى قهرتها و هى بتقولى مراد طلقنى يا ماما .. طلقنى و راح يفرّح اهله
مراد غصب عنه عينيه دمّعت من تانى: و ده اللى قاهرنى .. راحت من غير اراضيها .. عارفه انا لو خنتها بجد و خونت ثقتها فيا كانت بردوا هتوجعنى اوى حتة إنى ملحقتش اراضيها ..صعبان عليا نفسى اووى ..
الكل سكت و أمها قربت منه بحنيه: متزعلش منى و لا منها ..
اكيد لو كان قدامها فرصه تسمعك حتى مكنتش إتأخرت .. انت عارف روحها كانت فيك ازاى
مراد إبتسم: و لسه فيا .. و لسه روحها فيا و جوايا .. بحس روحها ف كل تفاصيلى و حواليا ..
حاسس بنَفسها ف كل حاجه .. مهما ببعد عن اى مكان جمعنا او حاجه كانت تخصنا سوا بردوا بحس ان روحها لسه ف دنيتى
هدى بدموع: طب عشان خاطر روحها دى متزعلش منى
مراد إبتسم اما لاحظ وجعها: لعلمك بقا انا لو ازعل من الدنيا بحالها انت لاء يا هدهوود.
هدى إبتسمت قووى من مجرد الاسم اللى كان بتاع بنتها: طب يلا الاكل جاهز نتغدوا سوا
قاموا كلهم ع الاكل .. خلصوا اكل و مراد من غير و لا كلمه قام طلع فوق على اوضتها اللى بقت بعد جوازهم اوضتهم سوا و بقت بعد موتها اوضته هو و كل ما يجيلهم يجى عليها ..
دخل بهدوء و قفل و سند راسه ع الباب و قلبه صرخ صرخات مكتومه ..
كعادته فضل يقلّب ف حاجتها و هدومها و صورها .. حتى لعبها و هى صغيره اللى كانت لسه محتفظه بيهم..
برفانها اللى رشّه ف كل حته ف الاوضه عشان يكمّل صورة خياله و يرسم إحساسه بوجودها
فضل يلف و يلف جوه دايرة ذكرياته اللى بتبتدى و تخلص عند نفس النقطه و هى وحدته من غيرها و وحشتها ليه .. بيدخل ف ذكرياتها و هو لوحده و واحشاه و يخرج بردوا لوحده و وحشاه اكتر
خلّص و الاخر اخد بعضه و نزل سلّم عليهم و مشى من غير حتى ما ينطق
و لإنهم حفظوا حالته اللى متغيرتش من سنين اما بيخرج من هنا سابوه يمشى بهدوء ..
همسه إبتدت تفتّح ببطئ لحد ما فاقت و إبتسمت بهدوء و حب اما لمحت مراد جنبها
اول ما فتحت ميّل عليها باس راسها: وحشتينى يا امى .. وحشتينى اوى .. انتى متعرفيش انا كنت حاسس بإيه و انتى كده .. انا كنت بمووت
همسه بضعف: حبيبى انت بعد الشر عنك .. مش انت اللى قلتلى ربنا مستحسل يحرمنا من بعض بعد ما جمّعنا
مراد إبتسم بدموع: ربنا ما يفرّقنا تانى و لا يحرمنا منك يا روحى انتى ..عمرى ما هسيبك تانى
مراد خرج نادى ع الدكتور و ليليان راحتلها و مصطفى دخل معاهم ..
الدكتور إتطمن عليها و طمنهم ..
قعدت فتره ف المستشفى بتكمل علاجها .. مراد حتى الاكل بيأكلها بإيده و ده كان منتهى فرحتها ..
احساس الامومه اللى حضنها فجأه بعد ما كانت محرومه منه كان كفيل يخليها تتعدّى محنتها
همسه إبتدت تتحسن لحد ما خرجت من المستشفى .. مراد معاهم لحد ما بقت كويسه
همسه: حبيبى انت لازم ترجع شغلك بقا .. انت إتعطلت كتير
مراد بهزار: ايه ده يا سوسو انتى زهقتى منى و لا ايه؟ امال ايه حته من فشتى و حته من معاميعى و مش عارف ايه؟
همسه ضحكت: انت كل حاجه مش بس حته .. بس خايفه عليك عشان شغلك
مراد إبتسم بقلق خبّاه: ان شاء الله حبيبتى .. هفضل معاكى لأخر الاسبوع ع الاقل نتطمن من زياره الدكتور بعدها اسافر
همسه بصّتله قوى: مالك حبيبى؟ حسّاك قلقان او فى حاجه .. طمنى
مراد: لا مفيش متشغليش بالك انتى
همسه: و ان مكنتش هشغل بالى بيك هشغله بمين؟
مراد إتنهد: مفيش بس عندى شغل هيضطرنى اسافر فتره
همسه بقلق: تسافر فين؟ روسيا قصدك ؟ طب مانت شغلك هناك
مراد إرتبك:لاء عايزينى ف مكان تانى هخلّص شغل هناك و ارجع
همسه بدموع: مهمه؟
مراد: و بعدين يا امى؟ انا كل ما هسافر هتضايقى؟ انا قولتلك بس عشان متقلقيش
همسه: هو انت مش هتبقى تطمنى عليك؟
مراد سكت شويه: للإسف مش هينفع .. انتى متعرفيش طبيعة شغلنا عامله ازاى .. و لازم الحذر ف كل حاجه ..
و اما لاحظ القلق عليها إبتسم و ضمّها بإيده على صدره: متقلقيش كل ما تجيلى الفرصه هتطمن عليكوا
مراد فضل معاها لأخر الاسبوع .. اخدها للدكتور إتطمن عليها .. بعدها سابلها فلوس كفايه ليها و ل ليليان و شدد الحراسه عليهم ..
و بعدها سافر روسيا ل مصطفى اللى كان مستنيه هناك
مراد وصل و راح على شغله و هناك قابل مديره
اللوا رأفت بذهول: إستقالتك؟ طب ليه يا مراد؟
مراد سكت شويه: إعتبرها ظروف خاصه
اللوا رأفت: مراد عندك ظروف خد اجازه إرتاح شويه .. لكن ليه إستقاله؟
مراد بهدوء: معلش كده هيناسبنى اكتر
اللوا رأفت: انت اما طلبت اجازه عشان والدتك و شرحتلى ظروفك الخاصه انا حتى معترضتش ..
انت من اكفئ الظباط هنا و مستحيل اسيبك تغلط غلطه زى دى ف حق تاريخك
مراد: انا مش ضامن راجع امتى
اللوا رأفت بإستغراب: راجع منين؟
مراد: سيب اجابة السؤال ده اما ارجع .. و اوعدك هجاوبك .. بس حاليا إعذرنى بلاش لمصلحتك و مصلحتى
اللوا رأفت بصّله بقلق: خلاص هعملك اجازه .. لكن الهبل ده مستحيل
مراد سابه يعمل اللى هو عايزوه .. هو المهم عنده إنه ميطلبهوش الفتره الجايه لإنه اخد قرار خلاص و عزم على تنفيذه ..
مراد خلّص معاه و ساب شغله و خرج لمصطفى اللى كان مستنيه و اللى هو كمان كان عمل زيه ..
مراد بضيق: بردوا مشّيت اللى ف دماغك
مصطفى: و هو انت كنت فاكر إنى هسيبك لوحدك؟ انا امتى سيبتك اصلا؟
مراد إبتسم بقلق: طب ايه يا عملى الاسود؟ جااهز؟
مصطفى بحماس: على بركة الله
مراد إتنهد بقلق: كان المفروض حد فينا فضل برا الليله دى عشان لو التانى
قاطعه مصطفى: خلاص يبقا خليك انت
مراد رفع حاجبه: لا و على ايه؟
مصطفى سكت شويه: بردوا مكلمتش غرام؟
مراد إتنهد بوجع اما افتكر إنه من يوم ما سافر مكلمهاش و عشان ميردش حطّها ع البلاك ليست: كده افضل ليا و ليها .. رحاب بمجرد ما قرّبت منى خطوه إنتهت .. انا مش هعرف استحمل اللى جرا لرحاب فيها
مراد اخد مصطفى على مكان بتاعهم يجهزوا فيه و إبتدوا يستعدوا للمهمه اللى هتشقلب كل الموازين ..
مراد إنتحل شخصيه جديده بإسم جديد و حتى شكل جديد ..شكل يخلّى مستحيل اى حد يشوفه يعرفه و لبس ف إيده شفافات ببصمات تانيه تحجب بصماته
مصطفى كان زيه بالظبط .. إتخفّوا بالشكل اللى مستحيل يتعرفوا بيه .. و اخدوا طريقهم لوجهتهم اللى كانوا خلاص حددوها و إبتدوا ياخدوا خطواتهم بدقّه ...
ف مكان بعيد و منعزل و من ناس هيئتهم بتدل عليهم
تربيزه اجتماعات كبيره .. بتشمل مجموعه من اكبر و اوسخ رؤساء طبقات المجتمع
دخل مراد اللى برغم إنه كان متخفّى إلا ان هيبته فرضت نفسها ع المكان و مصطفى معاه
وقفوا لحظات لحد ما لمحوا نضال جاى من على بُعد و وراه ماهر الشرقاوى
ماهر بحماس: دلوقت نرحّب ب اتنين إنضموا معانا للمنظمه بعد ما خضعوا لكافة الاختبارات و اثبتوا نفسهم و ولائهم بجداره .. سيف نوّار .. ماجد السانوسى
شاورلهم و هما إبتسموا بتصنّع و قعدوا و الكل قعد و هدوء عمّ المكان
مصطفى بهمس: الا صحيح انت ليه اصرّيت على إسم سيف؟ اشمعنا؟
مراد كتم ضحكته: ده اسم الحمار إبن خال غرام .. اهو مبقوق منه عشان عرفت إنه هو اللى صورنى و انا ببوسها و فتن لأبوها
مصطفى بصدمه: بتبوسها؟ و ف المستشفى؟ تصدق تستاهل اللى أبوها عمله
مراد ضحك غصب عنه: هو يعنى انا دخلت بإسمه بالكامل .. اهو انا إخترت إسم متغاظ منه ..
مصطفى: لاء كنت ادخل بإسمه عشان نتسحل .. ده احنا لو إتقفشنا هيعملوا مننا بانيه
مراد: اجمد ياض
قطع كلامهم صوت جاى من بعيد لشخص ماشى بشموخ: و كده بعد ما إنضميتوا لينا و عن ثقه اوصّلكوا لرئيس المنظمه جوسير .. و رئيس مجلس الإداره عاصم الشرقاوى
الاتنين بصّوا لبعض بحماس و مراد بصّله بنظره طويله كلها غلّ و حقد و كره و شر و مكر ..
و همس بجمود: كده وقعت تحت ضرسى يا ابن الكلب ..
مراد الفتره الاخيره كان مراقبُه بدقه .. متابع كل اخباره .. لدرجة إنه زرع ناس تبعه وسط شغله اللى بيتخفّى وراه بشغله السياسى ..
مراد كان بيدوّر ورا عاصم عشان بس يوصل لأبوه .. او يعرف اى حاجه عنه .. إنما إنتقامه من عاصم كان ببساطه ممكن يخلص بطلقه
لكن اما إبتدى يدوّر وراه إكتشف عنه كتيير .. عرف إنه اكبر من إنه يكون مجرد واحد شغال ف الممنوع او شمال.
حس ان الموضوع اكبر .. ده مش حقه هو و اهله ده حق بلد بحالها
قدر يجمّع معلومات عنه توصّله لأدق تفاصيل شغله تبع المنظمه .. إبتدى بحكم شغله ف المخابرات يلعب عليهم لحد ما أوهمهم إنه عايز ينضملهم .. و فعلا إنضم
عرف ان عاصم مكانه تحديد ايه ف المنظمه دى و دوره بالظبط ...
مراد إبتدى شغله معاهم ..
كان بينفّذ كل المطلوب منه بدقه عشان يتغلغل جواهم اكتر .. كل حاجه بيعملها مهما كانت ..
عاصم بشرود: انت الواد ده جايلك منين؟
ماهر: متقلقش منه ده امان
عاصم بقلق: مش متطمنله و حكاية فشل كل مهمه يتكلّف بيها ضد مصر دى تقلق .. ده من وقت ما دخل وسطنا و بينفذ كل حاجه إلا لو ضد مصر بتفشل سواء هو اللى إتكلّف بيها او غيره
ماهر سكت شويه: شكله مش مصرى .. مش بلده يعنى انا عرفت إنه كان عايش ف كندا
عاصم قام مره واحده بحده: إدينى كام ساعه و اقولك تعمل ايه؟
ماهر: انت شاكك ف حاجه؟
عاصم شرد: ربنا يستر بس
عاصم سابه و خرج و إتصل على نضال
نضال بقلق: انت بتقول ايه؟ لا يمكن .. بعد اللى عملناه فيه
عاصم بغلّ: و انا بقيت شبه متأكد خاصة بعد ما قولتلى إنه مختفى بقاله تلات شهور و خاصة دى نفس الفتره اللى العيال دى ظهرت وسطنا
نضال بخوف: مش يمكن مع أمه و أخته؟
عاصم بغلّ: لاء مش هيسيب شغله و حاجته و يختفى كده ثم إنه مبيخافش عشان يهرب
نضال برعب: و العمل؟
عاصم بغلّ: إتأكدلى تانى من إختفاء ابن الكلب ده و رد عليا
نضال قفل معاه و إبتدى يدوّر على مارد بس مفييش كان مختفى فعلا لإنه وسطهم .. كلّم عاصم و أكّد عليه إنه مختفى فعلا
عاصم كز على سنانه بغلّ: اه يا ابن الكلب
عاصم عمل اجتماع لأعضاء إدارة المنظمه و كان قاصد الاتنين اللى ظهروا جديد وسطهم يبقوا موجودين عشان يكشف مراد أنهى فيهم
اجتمعوا و عاصم وقف بجمود على راس الترابيزه: فى مهمه جديده .. ف مصر .. واحد من اكبر السياسين ف البلد هناك .. شغّال لوا ف المخابرات عندهم .. واقفلنا زى الشوكه ف الزور.
و الشوكه دى لازم تتكسر .. الدنيا مش هتسيعنا احنا و هو ف لازم يتقتل
و اتنين بس اللى هيقوموا بالمهمه ..سيف نوّار و ماجد السانوسى
الاتنين بصّوله بترقّب و إبتدوا يفهموا من عينيه اللى كان سهل يقرا فيهم الغدر
عاصم بغلّ: اللوا مراد العصامى !
عاصم بصّ للاتنين قوى .. بيحاول يقرا عينيهم بدقّه بس مفييش .. ملامحهم جامده .. عينيهم خاليه من اى مشاعر
ملاحظش اى جديد بان عليهم عليهم مع نطقه للإسم..
عاصم إتلخبط و مبقاش عارف .. بس قرر ينتهزها فرصه و يكمّل المهمه و اهو يخلص
لو طلع المارد بينهم هيتكشف و يخلص منه و لو لاء يبقا اهو بالمره خلص من مراد العصامى ..
مراد: تمام التنفيذ امتى و فين ؟
عاصم بإرتياح: الملف ده فيه مكان شغله و بيته و تحركاته.. امتى دى خلال 24 ساعه ..انما فين دى بتاعتكوا .. اظبطوها
سابهم و خرج و مارد بص لمصطفى و بعدها خرجوا
قعدوا مع بعض يرتبوا خطواتهم ..
ساعات و الاتنين كانوا ف مصر ... مارد إستعد و اخد نَفس طويل و إتحرك ناحية مهمته اللى كان خلاص اخد قراره مهما كان التمن هينفذّها !