رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع عشر
همسه بهجوم: قولتلك مسيبتكش .. فاااهم .. مسيبتكش .. انا مسيبتكش .. انت اللى رميتنى .. انت .. انت
مراد مسكها بعنف: انا لازم افهم .. لازم تفهمينى .. فااااهمه .. سيبتينى ليه ؟ كنتى فييين ؟ انطقى .. انطقى !
همسه دخلت ف نوبة عياط و جسمها إبتدى يترعش و يتشنج بين إيديه اللى مسكاها بعنف ..
و كأنه خايف تفلت منه تانى لحد ما بقت عينيها بتقفل و تفتّح لوحدها و جسمها بيرخى بين إيديه و هى بتهمس بخفوت: إلحقنى يا مرااد .. ليليان .. إلحقنا .. إلحقنا يا مراد
مراد هزّها بعنف و صرخ فيها: همسه .. همسه .. بنتى فييين ؟ فيها ايه ليليان ؟ همسه .. همسه !
و هنا مراد قام إتنفض مره واحده بفزع ف السرير .. إتلفّت حواليه بهلع من الكابوس اللى مبيفارقهوش ..
سنين عدّت عليهم و مبيشوفهمش مره غير اما يلاقيهم بيستنجدوا بيه ..
كلمة إلحقنى مبتفارقش كوابيسه مع اى حد منهم .. مراد قام بخنقه عمال يلّف ف الاوضه بعشوائيه و مقهور .. مش عارف بيلّف على ايه و لا بيدوّر على ايه ..
بس اهو بيلّف يمكن يخرّج القهره اللى جواه .. مره واحده افتكر كلام همسه ف كابوسه " إلحق ليليان .. بنتى ..إلحقها يا مراد " ..
خرج فجأه على اوضة بنته .. دخل بوجع و عمال يتلفّتت فيها كأنه هيلاقيها .. كأنه هيشوفها ..
بيشوفها ف اسوء كوابيسه و بردوا بتغرق و بتمدّله إيديها يخرّجها و مش عارف يعملها حاجه ..
مش عارف ليه بيشوفهم كده .. يمكن عشان قلبه كان متعلق بيها اوى .. ليليان كانت عنده حاجه تانيه .. عشقُه.. ده كان مسميها مرات أبوها مش بنت أبوها .. لحد يوم الحادثه مفارقتهوش .. سنين بتنام ف حضنه !
مراد مبقاش فاهم حاجه .. مش فاهم سر كوابيسه .. سر خنقته ..
عايزين ايه ؟ ليه بيستنجدوا بيه ؟ ليه همسه كل ما بيشوفها تلومه ؟ ليه بتعاتبه ؟ ليه دايما بتقوله انت رميتنى ؟ ليه كل ما بيشوفهم بيشوف إيديهم ممدوده له ب إستغاثه ؟
دول حتى مش بيقولوله تعالى معانا .. دول بيقولوا إلحقنا .. يعنى عايزينه يخرّجهم .. طب منين .. يخرّجهم منين ؟!
مراد إتنهد و بكل الحسره و القهره و الوجع و العجز و قلة الحيله اللى هو فيها صرخ بصوته كله الصرخه اللى هزّت جدران البيت اللى هجروه صحابه: ااااااااااه !
و قام اتوضّى و صلّى و حط روحه و عقله و قلبه اللى خلاص شبع وجع بين إيدين ربنا و ساب دموعه تشتكيله ...
عند همسه ...
همسه إبتدت تتوتر .. الوقت اللى قدامها بيضيع و هى مش عارفه تعمل ايه و لا تروح لمين ..
قامت إتوضت و إبتدت تصلى .. إنهارت و دموعها إبتدت تنهار معاها .. حطّت روحها بين إيدين ربنا و كأن ربنا رايد للقلوب المفارقه تتلاقى بين إيديه ..
همسه خلّصت صلاه و قعدت مكانها بقهره .. عاصم طلع بيكدب و ليها بنت .. و ممكن ليها ولاد تانى .. و ممكن ليها زوج و مش متطلقه زى ما قالها .. ليها بيت .. بس مين هيوصّلها لكل ده .. مالهاش حد ممكن تستغيث بيه .. مفيش حاجه تنجدها ..
و مره واحده لمعت ف دماغها فكره .. حاجه كانت مش عارفه ازاى تايهه عنها السنين اللى فاتت دى كلها
همسه لنفسها: مااارد !
قامت مره واحده لمّت هدومها بجنون و قفّلت الشنطه ..
و مسكت موبايلها بلهفه ..
رنّت اكتر من مره بس مفيش رد .. إتنهدت ب ابتسامه عشق و افتكرت ليليان ف رنّت عليها
ليليان إبتسمت بتلقائيه اول ما لمحت الموبايل: سمسميه .. وحشتينى
همسه بكل الامومه المكبوته بالقهر جواها: عُمرى انا .. حبيبة قلبى و حبيبة روحى و حبيبة عُمرى و حبيبة حياتى كلها
ليليان إستغربت ردّها بس جسمها إتكهرب مره واحده و قلبها بيدق بعنف: وحشتينى يا قلبى
همسه بدموع: انتى اللى قلبى و نبض قلبى كمان .. انتى اللى وحشتينى .. وحشتى قلبى اللى عمره ما نسيكى و لا قدر ينساكى
ليليان مش فاهمه بس دموعها مغرّقاها و ساكته .. همسه مش عارفه تقول ايه .. خايفه تقولها حاجه تتأذى و تأذيها.. خايفه تندفع او تتهور .. بس مش هينفع تسكت .. و لا هينفع تتكلم دلوقت.
مسحت دموعها بقهره و إتنهدت: حبيبة قلبى ممكن طلب و يبقا بينى و بينك يا عمرى؟
ليليان بدموع: طبعا يا قلبى
همسه إبتسمت و صوتها إترعش بدموع: عايزه اوصل لمارد .. تعرفى توصّلينى بيه بس من غير ما حد يعرف
ليليان ب إستغراب: مارد ؟ ليه ؟
همسه: هقولك يا حبيبتى .. بس دلوقت لازم اوصله و بسرعه .. بسرعه اوى يا ليليان .. محدش هيعرف يخرّجنا من اللى احنا فيه ده انا و انتى غيره.. لازم اوصله بس مش عارفه .. برن عليه بس مش بيرد.
ليليان قلبها بيدق اوى: حاضر .. حاضر بس هو مش عندك و لا حتى عندى .. مراد ف مصر
همسه بشرود: مصر .. اكيد بلد الحبايب .. ممنوعناش عنها من شويه
ليليان بتحاول تفهم بس مش عارفه: طب اقدر اعملك حاجه ؟ فهمّينى
همسه إبتسمت: كل اللى تقدرى تعملهولى تخلى بالك من نفسك .. تخلى بالك من نفسك اوى يا روحى .. اووى
ليليان إبتسمت ببراءه: حاضر .. طب استنى هكلم مراد و اخليه يكلمك
همسه: طب ابعتيلى رقمه و انا هكلمه .. متقوللهوش حاجه انتى
ليليان قفلت معاها و هى مش فاهمه و شويه و بعتتلها رقم مراد ..
همسه قفلت معاها و دموعها خنقاها و كل ما بتنزل بتخنقها اكتر .. دموع قهره .. لحد ما جاتلها مسدج من ليليان بالرقم إبتسمت من بين دموعها و رنّت على مراد
مراد كان روّح البيت بعد ما وصّل غرام و بياخد حمام موبايله رنّ كذا مره على رقمه و رجع رنّ تانى عالرقم اللى بيشغّله اما بينزل مصر .. خرج من الحمام بسرعه و مسك موبايله بإستغراب: همسه ؟!
فتح بقلق: سوسو ازيك.
همسه كانت بتعيط بصمت .. مش عارفه ايه خلّاها تلجأ لمراد .. هى نفسها مش عارفه إشمعنا هو بالذات .. يمكن عجزها .. يمكن معندهاش وقت ..
يمكن لإنه ظابط و ظابط محترف كمان و هيعرف ينتشلها من اللى هى فيه .. و يمكن لإنه بينزل مصر دايما و له معارف هناك و هيقدر يساعدها ..
او يمكن عشان الاحساس المُبهَم اللى جواها ناحيته ... بترتاحله و بتطمنله من زمان .. شافته صدفه من كذا سنه قدام بيت روسيليا و إبتسمتله و هو كمان و حبّته و بقت كل ما تروح لروسيليا تسأل عنه و تستغيبه لحد ما بقوا صحاب و هو كمان بقا يسأل عنها و يستغيبها و كان اخر سنه لمراد ف الجامعه !
مراد قِلق من سكوتها و هى هنا إبتدى صوت عياطها يطلع و يزيد و شهقاتها تزيد بمراره
مراد بقلق: اهدى يا همسه .. فى ايه ؟ حصل حاجه ؟ طمنينى مالك ؟
همسه بقهره: انا ف مصيبه يا مراد .. فاجعه كبيره اوى يا مراد
مراد بخضّه: يا ساتر يارب .. اهدى بس و صلى ع النبى كده و براحه فهمينى
همسه بدموع: انا محتاجالك .. محتاجه لحد جنبى عشان اعرف اخرج من اللى انا فيه .. عايزه اشوفك .. ارجوك تعالى
مراد: حاضر يا حبيبتى .. انا اصلا كنت يومين و راجع و
همسه قاطعته برجاء: لاء يا مراد مفهاش يومين .. لازم تيجى و بسرعه .. اللى انا فيه مش هيستنى .. يومين هتيجى تلاقينى يا ميته يا مقتوله
مراد إتنفض من الكلمه و هى إتخنقت بالعياط تانى
مراد بقلق: طب اهدى بس ..
قام بيلفّ ف الاوضه و إيده على راسه بتفكير و سكت شويه: طب اقولك .. انتى فهّمينى فيكى ايه و عايزه ايه و انا هبعتلك الواد ايوّب و
قاطعته همسه بدموع: لاء يا مراد .. لاء .. اللى انا فيه محتاجك انت .. انا مش هعرف اثق ف حد تانى ..
الكلام اللى انا هقولهولك ده مينفعش اقوله لحد غيرك .. مينفعش .. لازم حد ثقه .. حد لو مش هيساعدنى ب إنه يعملى حاجه ف يساعدنى ب إنه ميقولهوش لحد خالص مهما حصل .. و انا مش هثق إنى اخلّى الحد ده حد غيرك و إلا اموت احسن
مراد إتنفض من كلمتها و الدموع و العياط اللى هى فيه و حسّ ان الموضوع كبير
مراد: طب اهدى انا هجيلك .. المشكله دلوقت انا ف مصر .. الصبح بالكتير جدا هكون عندك .. حتى لو مفيش حجز هتصرف و اجيلك مهما يحصل .. اهدى انتى بس
همسه إتنهدت ب امل بس مش عارفه تصبر: بالله عليك ما تأخر .. مش عايزه اتأخر اكتر من كده انا اتأخرت كتير اوى .. اووى
مراد بقلق: طب متقلقيش .. قوليلى انتى فين ؟ ف البيت ؟ ( شاليك ) عندك ؟
( عاصم بعد ما هرب و إشتغل مع الناس اللى تبعه غيّروله اسمه ل شاليك .. و محدش يعرف عاصم غير اقرب القريبين بس روسيليا و همسه و نضال بس حتى مارد ميعرفش ).
همسه اول ما سمعت اسمه إتنفضت: لالالا . لا مش عندى .. إوعى تكلمه .. إوعى تعرّفه .. إوعى يا مراد .. إوعى
مراد قلقه بيزيد: خلاص حاضر انا مش هتأخر عنك .. انتى ف البيت طيب ؟
همسه: اه
مراد: طيب خليكى عندك و انا اول ما اوصل هكلمك و اشوف هنتقابل ازاى و فين
همسه إتنهدت: حاضر .. هستناك
قفلت معاه و إتنهدت .. حسّت ان طاقه امل بتتفتح قدامها عشان تخرج برا الكابوس اللى إتحبست و إتكتّفت جواه سنين ..
لدرجة إنها من راحتها مش عارفه ازاى مفكرتش تلجأله من سنين يخرّجها .. يمكن عشان مكنش لها حد تخرجله .. بس دلوقت إكتشفت ليليان .. و يمكن فى غيرها ..
إبتسمت ب حماس .. مقدرتش تستنى .. مقدرتش تقعد اكتر من كده ..
كانت زى اللى خايفه تقعد دقيقه كمان تطلع بتحلم و كل ده وهم ..
قامت بلهفه لمّت كل حاجه مهمه تخصّها و حطيتها ف شنطه صغيره و اخدت حاجات خفيفه لها و أخدت شنطتها و خرجت .. لمحت الحراسه ..
لو خرجت قدامهم هيبلغوا عاصم و ساعتها ممكن يجى و كل حاجه تبوظ .. دمّعت ب إحباط و رجعت رنت على مراد تانى
مراد فتح بسرعه: ايه يا همسه ؟ حصل حاجه ؟
همسه ب يأس: مراد انا مش هعرف اخرج من هنا
مراد: مش انتى ف البيت ؟
همسه بدموع: ايوه و زفت حاطط حراسه كتير ع البيت و لو خرجت قدامهم هيبلغوه
و لو إستنيته عشان أتلكك ب اى حاجه و اخرج يمكن معرفش او يمكن ساعتها يكون فات الوقت او انت متعرفش تساعدنى .. خصوصا دى فرصتى الوحيده تساعدنى .. هو مش هنا و عقبال ما يرجع نكون إتصرّفنا
مراد قلبه إترعش حس ان الموضوع مقلق: خلاص دى مش مشكله ابدا .. انا لما اوصل عندك هكلمك تكونى جاهزه و انا هخرّجك بطريقتى متقلقيش
همسه ب أمل: بجد ؟ بتتكلم جد صح ؟
مراد إبتسم من فرحتها اللى زوّدت شكّه ان فيه حاجه كبيره: اه بجد .. المهم إستعدى و انا زى ما قولتلك الصبح هكون عندك و اكلمك
همسه بدموع: يا مهّون هوّنها للصبح .. هوّنها ياارب
قفلت معاه و مراد عمل كام تليفون يدوّر على حجز ل روسيا بس للإسف ملقاش قبل يومين ..
حالة القلق و الرعب اللى همسه كانت فيها مكنتش ينفع تستنى حتى ساعتين مش يومين ..
عمل كذا تليفون و لقى طياره طالعه لروسيا كمان كام ساعه بس من مطار اسكندريه
مقدمهوش حل تانى غير كده .. إنه يروح على اسكندريه ف الكام ساعه دول الباقيين ع الطياره و يتحرك من هناك
مراد فعلا حجز و إبتدى يتحرك عشان يلحق الطياره
و بعد ما كان هيكلّم همسه إتراجع .. إستنى اما يوصلها .. لبس بسرعه و نزل و اخد طريقه ..
غرام روّحت ع البيت بعد ما مراد وصّلها .. دخلت بهدوء .. هى عمرها ما خافت قبل كده و طول عمرها قلبها جامد بس المرادى خايفه من رد فعل خوالها ..
هى خارجه بهدوم و راجعه بهدوم تانيه ده غير إنها متأخره ..
إتنهدت بقلق و طلعت على اوضتها و قبل ما تدخل لقت خالها بيفتح باب اوضته .. كان متابعهم من بلكونه اوضته و اما دخلت طلعلها
غرام بتصنُّع البرود: مساء الخير
خالها شاكر: قصدك صباح الخير يا غرام ... الساعه كام عشان نقول مساء الخير؟
غرام: عادى انت عارف إنى مش اول مره اتأخر ..
شاكر: اه يعنى عايزه تقولى إنك كنتى ف شغل
غرام بضيق لإنها اول مره تضطر تكذب: مش بالظبط .. ثم إنك بتثق فيا و بتدّينى مساحه اتحرك فيها بحريه و عارف إنى مش بغلط
شاكر بغضب: اه بس الكلام ده اما تكونى مش بتكذبى .. و لا انتى ناسيه إنى اقدر اعرف كذبك بسهوله من عينيكى
لسه غرام هترد قاطعها سيف من وراهم بحده: و ده شغل ايه بقا اللى بيغيروله هدومهم و ف اخر الليل ؟
و ده لإنه شافها و هى خارجه الصبح ..
غرام إلتفتت ناحيته بعنف و مره واحده و بدون مقدمات ضربته بالقلم على وشه ..
الكل إتفاجئ من رد فعلها
غرام بغضب: اخرس .. انت تقصد ايه يا حيوان انت ؟ هاا ؟
سيف قرّب منها بغضب و لسه هيمد إيده عليها طلعت امه و امها و وقفوا بينهم: اهدى يابنى .. اهدى و صلى ع النبى .. ايه اللى بتقوله ده ؟
سيف بغضب: انتى مش شايفه عملت ايه ؟
امه: و انت مش سامع نفسك قولت ايه ؟
سيف بيحاول يفلفص نفسه منها و بيهجم عليها: و انتى مش شايفاها راجعه اخر الليل ازاى ؟
امه: و هى دى اول مره ؟ ده شغلها و بعدين طول عمركوا بتثقوا فيها و هى عمرها ما غلطت
سيف: و لما ترجع بهدوم غير اللى خرجت بيها ده يبقا ايه لما هو مش غلط ؟
شاكر بحده: ايه اللى انت بتقوله ده ؟
سيف: و الله إسألها
شاكر بغضب: انا بسألك انت ..
و بصّ لغرام اللى باين على وشها التوتر و مرتبكه و مش عارفه ترد ..
غرام مشيت بعنف و دخلت اوضتها من غير كلمه زياده و خالها بصّلها قوى و لسه مراته هتدخلها منعها
شاكر: يلا كل واحد على اوضته
لسه سيف هيتكلم قاطعه بغضب: من غير و لا كلمه .. كل واحد يلا يدخل ينام من غير كلام
كلهم مشيوا و هو بصّ بغضب على اوضتها و سابها بغضب: الموضوع ده طوّل اوى و لازم يخلص بقا
عند ليليان ...
بعد ما قفلت مع همسه حطّت موبايلها بقلق .. فضلت تراجع كلامها تانى يمكن تفهم حاجه بس زى التايهه .. ليليان بتلقائيه حطّت إيديها حسست ع السلسله ف رقبتها و تحديدا اسم همسه و شردت بشئ من التوهان .. دماغها شردت ف خمسين ناحيه و هى تايهه بين كل ناحيه و التانيه !
ليليان بقلق لنفسها: هتكون عايزه مراد ف ايه ؟ .. يمكن عشان هى و مراد صحاب ..
ايوه بس ده بردوا ميخلهاش تكلمه ف وقت زى ده .. بعدين اكيد خالو معاها .. يعنى لو عايزه حاجه هيعملهالها .. اكيد مش هيخليها تحتاج لمراد يعنى او غيره !
ليليان إتنهدت بقلق و مسكت موبايلها تكلم مراد .. و ده كان ف الوقت اللى مراد وصل فيه اسكندريه و ركب الطياره ..
نفخت بضيق و رجعت تكلم همسه بس مفيش ردّ .. رنّت مره ف التانيه بس بردوا مبتردش
ليليان بقلق لنفسها: لاء كده الموضوع ميطمنش .. طب اعمل ايه ؟ اعمل ايه ؟ ااه
مسكت الموبايل بحماس و رنّت
روسيليا ب لهفه: حبيبه قلبى .. ازيك .. وحشتينى
ليليان إبتسمت بحب ..
هى صحيح زعلانه منها او فاهمه غلط بس بتحبها.. لاء دى بتعشقها.. روسيليا بالنسبالها حضن حنين و طِيبه و دعوه حلوه و حاجات كتيره اوى فوق بعضها .. مبتعرفش تبعد عنها
ليليان إبتسمت بهدوء: كويسه الحمد لله .. و انتى يا ماما
روسيليا اول ما سمعت كلمه ماما إنفجرت ف العياط ب حُرقه و ليليان سكتت شويه و إبتدت تأنّب نفسها إنها وصّلتها لكده .. كان المفروض تقولها من الاول ..
حتى لو ف نظرها غلطت مكنش ينفع هى اللى تحاسبها خاصه و هى متعرفش اللى عندها و ايه ممكن يكون حصل معاها او إضطرها لكده .. و خاصة اكتر إنها قدام احتمال ان روسيليا تكون غلطت مع حد بدأت تتولد جواها شكوك و تحط احتمالات تانيه لسه مش عارف تأكدها !
ليليان سكتت كتير و روسيليا بقلق: ايه يا حبيتى ؟ مالك ؟ فيكى ايه يا قلبى ؟
ليليان بدموع: فيا كتير .. كتير اوى يا ماما .. تعبانه ..
روسيليا بتعيط بحُرقه على قلة حيلتها ف إنها مش عارفه تعملها حاجه
و ليليان مسحت دموعها ب إبتسامه: ماما .. انا كويسه .. متقلقيش .. انا بس حسيت إنى مزعلاكى و صُعب عليا ان اول مره نزعل من بعض ..
احنا طول عمرنا صحاب و خوات و حبايب مش بس ام و بنتها .. بنزعل لبعض و عمرنا ما زعلنا من بعض.. متزعليش منى
روسيليا مش بتتكلم بس بتعيط اوى و ليليان سكتت شويه: المهم هى همسه عامله ايه ؟ مالها ؟
روسيليا مسحت دموعها بقلق: مالها ؟
ليليان إتردتت شويه و روسيليا قلقت اكتر: حبيبتى فهّمينى .. بتسألى عنها ليه ؟ إشمعنى ؟ فيها ايه ؟
رحاب قاعده بقلق قدام عمامها .. من يوم ما إعترضت على نقل ملكية الارض لعمها و هى حاسه بقلق بينهم ..
زى ما يكون بيرتبوا لحاجه بس مش عارفه ايه هى .. و طلب عمها ليها إنه عايز يتكلم معاها ده زوّد قلقها
رحاب بتوتر: خير يا عمو .. إتفضل
عمها خالد سكت شويه و بصّلها بترقُّب: بصى يا رحاب .. انتى عارفه ان هنا مش زى برا مكان ما كنتى عايشه و لا حتى زى مصر .. هنا صعيد ..
يعنى انا زى أبوكى اه و بيتى هنا اه زى بيت ابوكى بس لا انا أبوكى و لا ده بيت أبوكى
رحاب الدموع لمعت ف عينيها بوجع
و هو بصّلها قوى: قعدتك عندى على عينى و راسى ماشى لكن من غير صفه كده الناس تتكلم ..
احنا جيبناكى من برا فجأه .. و قعدتى عندى فجأه .. اكتر من كده الناس هتقول الحكايه فيها إنّه
رحاب ببراءه: و ليه فجأه يا عمى ؟ ما الناس عارفه ان بابا الله يرحمه و الطبيعى ابقى وسطكوا .. و عموما انا ممكن امشى
عمها بغضب: تمشى تروحى فين ؟ و لا انتى فاكرانى زى أبوكى هسيبك على كيفك ؟!
رحاب بصّتله قوى و إتكلمت بحده: سبق و قولت لحضرتك قبل كده ان بابا كان بيثق فيا .. و جدا كمان .. لإن عمرى ما عملت حاجه من وراه غلط او حتى صح ..
ثم ان.
قطعت كلامها مع دخول إبنه محسن بغضب: بتعلّى صوتها عليك ليه بنت الكلب دى ؟ هى ليها رأى اصلا ؟ ياكشى فاكرانا بناخد رأيها ؟
احنا معندناش بنات بتقول رأيها و لا بيبقا ليها رأى اصلا .. انا ابن عمها و اولى بيها من الغريب
رحاب بعدم فهم: اولى ب ايه ؟ و غريب مين ؟
محسن: اولى بالجواز
رحاب بصدمه: جواز ؟!
محسن: ايوه جواز .. ياكشى هتقعدى من غير جواز يعنى .. و طالما كده كده هتتجوزى يبقا انا اولى بمصالح عمى
رحاب ضحكت بوجع: اه قول كده بقا .. مصالح عمك .. ارضه المتكوّمه من غير حساب هنا ..
اللى حاولتوا تاخدوها الاول منكوا لنفسكوا و ما إتفاجأتوا ان أبويا الله يرحمه كتب وصيه إنها كلها تبقا ليا لفّيتوا من تانى ناحيه و حاولتوا تخلّونى إتنازل برضايا
و اما صُعب عليا شقا أبويا و تعبه و انا عارفه كان بيجيب القرش ازاى قولتوا مبدّهاش بقا ناخد الارض عافيه و بالمره ناخدها هى فوق البيعه ..
بس ناخذها ازاى بقا .. بالجواز !
محسن بحده: عليكى نور يا بنت عمى
عمها خالد: لاء هو مش كده .. هو بس
محسن بحده: لاء هو كده .. و وافقى يا بنت عمى و خليها تيجى برضاكى احسن
رحاب بعِند: و لو موافقتش ؟
محسن بغضب: بلاش
رحاب ب إصرار: لاء حابّه اعرف .. لو مرضيتش بيك هتعمل ايه ؟
محسن بغضب: ماهو لو مكنش برضاكى هيبقا غضب عنك .. و ساعتها متلمويش إلا نفسك
بصّت لعمها بترقُّب كأنها بتستنجد بيه او مستنياه يعترض بس هو للإسف بصّلها بحده و كأنه بيأكد على كلام إبنه اللى متفقين سوا و سابها و مشى
و محسن بصّلها بتحدى و خرج و هى إترمت على الكرسى و فضلت تعيط بقهره على أبوها و على حالها من بعده
ليليان إتوترت: اا .. لالا مفيش .. انا بس بطمن عليها
روسيليا من قلقها اللى بيزيد إندفعت ف الكلام: حبيبتى طمنينى .. اهدى و لو فى حاجه انا هساعدها و اساعدك
ليليان بشك: تساعديها ؟ و هتساعديها ف ايه بقا اذا كنتى متعرفيش هى فيها ايه ؟
روسيليا إتلغبطت: لا قصدى بس ..
ليلبان قاطعتها بسرعه: ثم هتساعدينى انا كمان ف ايه ؟ هو انا قولتلك انى عندى حاجه ؟
روسيليا سكتت بس صوتها إتخنق بالدموع بعد ما ملقتش حاجه تقولها
ليليان صوتها اترعش: ماما لو سمحتى فى ايه ؟ فهمينى فى ايه بالظبط ؟
روسيليا سكتت كتير بس خوفها كأم غلب عليها: حبيبتى مفيش انا بس قلقت عليكى ...اول مره نبعد عن بعض كده .. و قلقتينى عليكى اكتر من عياطك .. و دلوقت قلقى زاد اما سآلتينى عن همسه
ليليان سكتت بخنقه و روسيليا كمان و الاخر قفلوا ..
روسيليا رايحه جايه بقلق .. حبل الحكايه بيضيق عليها لحد ما هيخنقها و مش عارفه تعمل ايه .. بس ما باليد حيله ..
عاصم بيكلم همسه ع الموبايل يجس نبضها إذا فى حاجه خاصة إنه متوتر من يوم خناقته مع روسيليا ف بيته .. اتصل بيها مره ورا مره بس مبتردش .. قِلق و قِلق اكتر اما كلم روسيليا مردتش
اتصل على نضال
نضال بقلق: يعنى ايه يا عاصم ؟
عاصم بغلّ: قسماً بالله لو همسه عرفت حرف من اللى إندفن زمان لإدفنك انت و مراتك كمان
نضال بضيق: اهدى بس و فهمنى ايه اللى حصل ؟ و ايه اللى خلّاك تشك انها تكون عرفت ؟
عاصم اخد نفس طويل و نفخه بعنف و حكاله اللى حصل بينه و بين روسيليا اخر مره و تهديداتهم لبعض
نضال إتنرفز: يعنى انت كمان لازم تهددها بست زفته ؟ ما انت عارف هى بتحبها ازاى ؟
عاصم بشرّ: فهّم مراتك إنها لو معقلتش يبقا متلومش حد
عاصم قفل ف وشه و نضال نفخ و قلق سيطر عليه .. قلق من كل حاجه ...اللى عملوه زمان يتكشف .. و اللى عمله هو دلوقت ف ليليان .. و مرااد .. اه لو اللى عمله فيه يتعرف خاصة من مراد
اول تفكيره ما حدفه ل هنا إتنفض بقلق و حس ان مش ليليان بس اللى خطر عليهم .. لاء و همسه كمان .. هى مربط الفرس زى ما بيقولوا ..
سواء روسيليا اللى مبقوش عارفين يسكّتوها او ليليان اللى مش عارفين يخلصوا منها او حتى مراد اللى يوم ما هيدخل معاهم جوه الحكايه الكل هيقول على نفسه يا رحمان يا رحيم ..
همسه هى مربط الخيوط دى كلها .. عقدة الحكايه اللى لو إتقطعت كل خيط هيروح لحاله لوحده ..
شرد بغلّ و إتصل على ماهر الشرقاوى عمل تليفون مُبهم بعدها شاور لحد من رجالته و اخده و خرج ..
مراد اخد طريقه لاسكندريه عشان منها ياخد طيران لروسيا
مصطفى رن عليه ..
مصطفى: انت سافرت فجأه ليه كده ؟
مراد سكت شويه بعدها حكاله عن مكالمه همسه و اللى لسه ميعرفش حاجه عن اللى ممكن تكون محتاجاه فيه
مصطفى: طب هى مقالتلكش اى حاجه ؟
مراد بقلق: لاء .. بس صوتها يقلق .. صوتها بيقول ان فى كارثه
مصطفى ب إستغراب: طب ليه ملجأتش لجوزها ؟ ده راجل واصل .. هو صحيح غامض كده و تحسّه واخد شركاته و البيزنس واجهه يتدارى بيها .. بس لو في حاجه يقدر يساعدها.
مراد بإندفاع: لالا .. و اوعى يوصله حاجه قبل مانا اوصلها و افهم منها .. اللى فهمته من كلامها إنها بتكلمنى من وراه .. او فى حاجه و هى مش عايزاه يعرف
مصطفى بقلق: طب خد بالك بقا لاحسن تقع ف حاجه دى ناس شر .. طب عايزنى معاك؟
مراد سكت كتير بس من وقت ما همسه كلمته و دماغه مش راحماه و عقله هينفجر ..
مصطفى: هتصرف و اسافرلك
مراد: مش هتعرف ...حاولت و ملقتش حجز ف اضطريت اجى اسكندريه عشان اتحرك من هنا
مصطفى: لو حصل حاجه كلمنى و انا من عندى هتصرف .. انا كنت طالع طيران سينا لشغل اول ما اوصل هشوف هعرف اتحركلك من هناك و لا ايه
مراد بقلق: ربنا يستر
مراد قفل معاه و بعدها بوقت اخد طيارته وصل روسيا و مصطفى وصل سينا و بعد ما كان هيتحرك لشغله إتراجع بقلق و من هو لسه ف المطار إبتدى يتصرف
مراد وصل و طلّع موبايله و رن على همسه و هى للإسف مسمعتش الموبايل و ده خلّاه قِلق اكتر
مراد اخد طريقه لعند القصر بتاع عاصم ..
خمّن إنه اكيد هى جوه .. إتنفّس بعُمق و إتنهد و إبتدى مهمته اللى كانت سهله بالنسباله و متعود عليها و هى إنه يخرّج همسه من جوه من غير ما حد من الحراسه ياخد باله ..
هو ياما خرّج صحابه من معتقلات و ياما دخل اماكن مُشدد عليها اكتر من دى و بسهوله كمان ..
اخد نَفس طويل و إبتدى يتحرك بحَذر ناحية جوه .. طلّع من جيبه جهاز صغير و إبتدى يضبطه و ده كان عشان يشوّش بيه ع الكاميرات اللى قدام القصر ..
و عشان هو كان واخد قرار قبل كده ميستحلّش دم تانى ..
إستعمل المخدر و خدّر الحراسه كلها و دخل على مركز المراقبه عطّل الكاميرات اللى جوه ..
مسابش حاجه وراه عشان لو الموضوع طلع بسيط و همسه حبّت ترجع مع إنه يشك ف كده ..
دخل بحذر و إبتدى يتحرك بعشوائيه داخل القصر من جوه و طلع فوق و بردوا بيدوّر لحد ما وصل غرفه همسه ..
إتردد شويه يدخل .. رنّ تانى و سمع الموبايل من برا بس مفيش رد ..
عرف إنها جوه بس ليه مبتردش .. إتنهد ب غيظ و خبّط مرتين تلاته ع الباب و اما ملقاش رد قِلق بجد .. فتح الباب بسرعه و إتصدم !
لقاها نايمه ع الكرسى .. مربّعه ايديها على حرف الكرسى و حاطه راسها بين إيديها و شعرها مغطّى وشها ..
إبتسم و وقف شويه يتفرج علي عفويتها و هى نايمه .. حسّ إنه هيأخر و ممكن يحصل حاجه ..
قرّب منها يصحيها مراد بهمس: همسه .. همسه ..
همسه مش بتتحرك بس إبتدت تأنّ و ده قلق مراد .. قرّب منها بتلقائيه و رفع شعرها لورا و بيصحّى فيها و هنا لمح دم كتير على وشها ..
مراد إتفزع و قرّب اوى منها و بتلقائيه ميّل عليها و رجّع راسها بضهرها لورا و هنا إتفزع من منظر وشها اللى كله دم
مراد مش عارف يعمل ايه ..
بس لازم يتصرف ع الاقل قبل ما حد يجى.. إتحرك بعشوائيه ف الاوضه لحد ما لمح الحمام ..
ميّل عليها شالها بحذر و دخل الحمام غسلها وشها و إكتشف ان النزيف من مناخيرها و ودنها بس بردوا مفاقتش .. لازم يتحركوا ..
خرجّها و رش برفان عليها إتحكّم شويه ف النزيف و قلّه لحد ما إبتدت تبربش بعيونها و تغمض و تفتح ببطئ و مره واحده اخدت نَفس طويل و خرّجته بعنف و إبتدت تكح جامد ..
مراد متابعها بقلق و اول ما كحّت بتلقائيه قرّب عليها و هى اول ما لمحته إتنهدت براحه و إبتدت دموعها تنزل بصمت و شويه شويه إنفجرت ف العياط بهيستريا
مراد بتلقائيه ضمّها و اول ما خدها على صدرها جسمه كله إتنفض .. قلبه دق بعنف .. كإن كل حته ف جسمه بتعرّفه إن الحضن ده مش غريب عليه .. كإنه جسم و إتردتله الروح
فضل ضاممها كتير لحد ما إنتبه للوضع و خاف الوقت يسرقه
مراد حاول يهزر بس معرفش: هننام هنا و لا ايه ؟
همسه بسرعه: هنا لاء ..
مراد: نخرج ؟
همسه متكلمتش بس هزّت راسها برجاء و مع هزة راسها دموعها إندفعت بقوه
مراد بتلقائيه مدّ إيديه مسح دموعها و بإيده التانيه حاوطها من كتفها و باس راسها و إتحرك بيها برا الاوضه ..
همسه بعد ما افتكرت شنطتها و حاجتها و لسه هترجع تاخدهم إتراجعت قوى .. كإنها مش عايزه ترجع و لا خطوه ناحية المكان ده تانى .. سجنها اللى إتكتّفت فيه عْمر بحاله .. او يمكن لإنها كانت ف اللحظه دى ف حضن مراد اللى كان متبّت فيها ف كانت خايفه تفارق الحضن ده تانى كإنها حسّاه بتاعها ..
مشيت مع مراد خرجوا من غرفتها و قرّبوا من السلم و قبل ما ينزلوا لتحت سمعوا صوت مُريب تحت بيقرّب منهم .. دوشه و دربكه و حركات سريعه ..
مراد حس ان فى حاجه غلط ..او ع الاقل حد إكتشف إن الحراسه متخدره برا فبالتالى فهم إن فى حاجه مش مظبوطه ..
همسه بصّت لمراد بقلق و عيونها متعلقه بيه كأنها بتترجاه ميفارقهاش .. العيون المفارقه إتعلّقت ببعض برجاء و لإول مره تحس بمعنى حضن العيون ..
مراد شدّ مسدسه من جيبه و شدّها ورا ضهره بحنيه و هى بتلقائيه كلبشت فيه و هو إتحرك بيها لتحت و قبل ما ينزلوا كانت طلعت ناحيتهم طلقه ورا التانيه ورا التالته و الرصاص بيزيد لحد ما بقا زى المطر ..
مراد بيتفادى الضرب و بيفاديها وراه لحد ما نزلوا السلم .. إتخفّى ف عمود ف القصر من تحت و هى ف ضهر نفس العمود و الرصاص لسه شغال بس محدش شايفهم بالظبط ف ضرب النار بيطلع بعشوائيه ..
مراد بخفوت بيحاول يطمنها: حبيبتى متقلقيش هنخرج
همسه متعرفش ليه ف الوقت ده كانت متطمنه قوى .. مع ان الطبيعى تبقا قلقانه .. الموقف كله قلق بس إتولد جواها امان ميتناسبش مع الموقف خالص
همسه هزّتله راسها براحه و هو إبتسملها غصب عنه: بتثقى فيا و لا لاء ؟
همسه بصّتله بترقّب و هو شاورلها بعينيه على اوضه قصادهم: هشغلهم و انتى إتحركى لجوه و إقفلى على نفسك لحد ما اخلّص ..
همسه هزّت راسها برفض و قلق و هو شاورلها تانى بس دموعها نزلت بقلق مُبهم عليه
ف وسط إنشغالهم مراد لاحظ رجل حد بتقرّب منهم تحديدا ناحيتها ...مراد سابه يقرّب و ف حركه سريعه كان لافف وشه ناحيتهم و ضربه مره بقاعدة المسدس اللى ف إيده على دماغه و مره بكوعه تانى لحد ما وقع ..
مراد شدّها و جرى ناحية الاوضه و قبل ما يوصل إتضرب ناحيتهم رصاص و ضرب النار بيزيد بعنف
مراد رجّعها ورا ضهره و وجّه مسدسه ناحية ضرب النار و إبتدوا يتبادلوا الضرب.
مراد مسدسه بيخلص و اللى قصاده فهموا كده .. لمح الراجل اللى وقّعه ع الارض إتحرك ناحيته يجيب مسدسه .. و هنا هجم عليه كذا واحد منهم ..
همسه صرخت بصوتها كلها: مراااد .. حبيبى حاسب
مراد إنتبه للى قدامه ف حركه سريعه شدّه و لوى دراعه ورا ضهره و لفّ دراعه التانى حوالين رقبته خنقه لحد ما خلص ف إيده و حدفه ع الارض ..
قرّب غيره منه و مراد لمح الستاره ع الحيطه اللى على يمينه .. بصّله بهدوء و بص للستاره و رجع بصّله و ف حركه سريعه شد حبل الستاره لفّه حوالين رقبته لحد ما خنقه ..
مراد كان ما بيخلّص على واحد بيقرّب غيره و بيتكاتروا عليه و اللى بعيد إستغلوا فرصة إن مسدسه خلص و رجعوا يضربوا نار ناحيته لحد ما طلعت رصاصه متحفّظه كويس تروح فين .. بس قبل ما توصل مكانها همسه شافته ف صرخت بجنون: مرااااااد
مراد بتلقائيه لفّ راسه ناحيتها بصّلها إفتكر فى حد قرّب منها و ف لفة راسه دى ليها الرصاصه حادت عن مكانها اللى كانت رايحاه ف دماغه و جات ف كتفه ..
مراد إتحامل على نفسه و إبتدى يتحرك وسطهم بعنف لحد ما شدّ واحد منهم مسكه بعنف من قبضة إيده و لفّ ضهره ناحيته و بقا يتفادى بيه الضرب و اما يقع منه برصاصه يشدّ غيره
حس إن الوضع صعب و كل مدى بيصعب و الخروج من المكان ده محتاج معجزه ..
مراد بصّ ناحيتها بقلق و حس بالخطر عليها .. فهم إن الدربكه دى كلها عشانها مش عشانه .. هو محدش يعرف إنه جاى هنا لكن هى اه لسه ميعرفش ايه اللى حصل معاها بالظبط بس هى قالتله لو اخرّت شويه هموت !
ضرب النار بيزيد و يتعانف و شويه و حد بيدخل و العدد بيزيد
مراد بصّلها بقلق: إنزلى البدروم إتحركى من الباب الخلفى هتلاقى عربيه قدام الباب بالظبط خديها و امشى .. إستنينى عند الكيلو 56 .. عند الكمين اللى هناك لو مجيتش فى حد هيجى ياخدك و يتصرف
همسه هزّت راسها بعنف و كإنها إتربّطت و رجليها كإنها إتمسمرت ف الارض ..
مراد بعنف: إتحرررركى
مراد إتحرك بحذر ناحيتها و هو بيتفادى الضرب و بيأمّن حركتها لحد ما وصل بيها لمدخل السلم اللى بيوصّل للبدروم تحت و فتح الباب و زقّها و شاورلها تنزل و قفل بسرعه ..
بعدها سحب مسدس من جيب الراجل اللى كان بيتفادى بيه الضرب و إبتدى يضرب هو كمان و هو بيتحرك خطوات سريعه لبرا .. و ف خطواته لقط مسدس تانى من الارض و مسك الإتنين بإيديه الإتنين و بقا يضرب بعنف و يختفى و يضرب و يختفى لحد ما الحركه إبتدت تهدى اما العدد اللى قدامه شويه شويه بيقل ..
بعدها إستغيب همسه مفيش صوت عربيه إتحرك .. و قبل ما يستوعب سمع صوت فرامل عربيه بعنف بيقف و قلبه وقف معاه ..
همسه كانت نزلت السلم دخلت البدروم من تحت و بتجرى بهلع بس باصّه وراها برعب و خوف و عيونها متعلقه بالباب كإنها سايبه حته من قلبها جوه ..
إتحركت بسرعه لحد ما وصلت لأخر ممر البدروم فتحت الباب الحديد بصعوبه و نفدت منه و قبل ما تخرج منه بصّت نظره طويله لجوه و عيونها إتملت دموع و هى سامعه صوت ضرب النار و قلبها مفطور و خايفه على مراد ..
خرجت و لسه بتلفّ تفتح العربيه و قبل ما تدوّرها سمعت عربيه بتفرمل بعنف قدامها و صوت بيقرّب منها .. صوت هى عارفاه كويس
و قبل ما تتحرك إتفاجئت بيه: انتى رايحه فيين ؟
همسه بصّتله بترقّب و حطّت إيديها على بوقها بوشها و هزّت راسها بدموع و رجعت بصّت على باب البدروم مكان ما مراد جوه و خوف إتملّك منها ..
همسه بدموع _