قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مارد المخابرات الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس والعشرون

رواية مارد المخابرات الجزء الأول بقلم أسماء جما

رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس والعشرون

همسه فضلت مستنيه مراد ف اوضتهم كتير لحد ما غلبها النوم و صحيت على كابوس مخيف ..
غمضت عينيها بعنف كأنها رافضه تفاصيل كابوسها و لا حتى ف الخيال .. مسحت دموعها و حطّت إيديها على قلبها يهدى و بتقنع نفسها إنه كابوس و قامت منه
قامت بتتسنّد لحد ما خرجت من الاوضه .. بتمشى بخطوات تقيله راحت على اوضة ليليان و يدوب بتفتح باب الاوضه و وقفت بغيظ و برّقت ..
لقت مراد خرَّج الداده برا و نايم هو على سرير ليليان على ضهره .. منيّمها على بطنه و ضاممها بحب و حاطط راسها على صدره و إيده ف شعرها و هو اللى نايم و هى بتضحك بملاغيه و صوت !

همسه بعد ما كانت متغاظه غيظها اتبخر من منظرهم و من ضحكة بنتها اللى مراد كل مدى بيتعلق بجنون بيها و مبيعرفش يبعد عنها ..
همسه قرّبت منهم بغيظ و لسه قبل ما تتحرك لاحظت مراد صدره بيطلع و ينزل بعنف كإنه ف سباق و بيجرى .. وشه غرقان عرق و عيونه مغمضه بعنف كأنه بيقفلهم غصب .. ملامح وشه كلها مخيفه ..
همسه رغم ان منظره واضح إنه محبوس جوه كابوس إلا انها قلبها اتقبض من هيئته و إتقبضت اكتر اما افتكرت كابوسها ..
معقوله يكون نفس الكابوس ؟ بس ياترى شافوه سوا و لا لسه هيشوفوه ؟

قرّبت منه بحذر حاولت تهدّيه .. إبتدت تحرّك إيديها على جانبى دماغه فوق ودنه و شويه و إبتدت تقرا قرأن .. بس مراد مفييش و كأنه متربّط جوه كابوسه ..

جوه كابوس مراد .. واقف هو بين عاصم و همسه و الاتنين بيخبّطوا فيه و ولاده على دراعه .. و كل ما ولاده يجوا يقعوا من على دراعه يتبّت فيهم اكتر ..
همسه بتضرب فيه بعنف من ناحيه و عاصم بيشاورلها من تانى ناحيه تضرب اكتر و هى بتزيد
مراد بيصرخ بس صوته مبيطلعش كإنه متكمم: همسسه إهدى هفهّمك .. إهدى عشان خاطرى .. همسه انا

همسه مش بتتفاهم و صوته مش واصلها و مراد لفّ ناحيتها و إدّى ضهره لعاصم .. ولاده كل واحد على دراع و هو حاول يمسكها يهدّيها و هى بتشد فيهم منه و ف لحظه رجلها فلتت و نزلت بإندفاع لتحت و من غير تميهد سقطت مره واحده .. مراد بيبص لمكان ما وقعت لقاها حفره عاتمه مش باينلها اخر و لا حتى ملامح .. قبل ما يستوعب الموقف كانت ف وقعتها ولادها نزلوا من على دراعه وراها واحد ورا التانى.

مراد نخ على رُكبه على حرف الحفره و حاول يدقق بس عتمتها منعته يشوف حاجه .. قام يتلفّت حواليه بجنون على حد يساعده لدرجة إنه راح على عاصم يساعده يخرّجوها .. بس بمجرد ما بيتلفت وراه ناحية عاصم لقا نار مولّعه حواليه و بتقرّب منه و إبتدت النار تاكل فيه حبه حبه قدام مراد اللى واقف بينقل نظراته بذهول بين عاصم اللى بيولّع قدامه و الحفره اللى نزلت فيها همسه ..

برا الكابوس همسه قعدت على حرف السرير جنبه و سحبت البنت من حضنه و مراد كلبّش فيها و فتّح عيونه فجأه بعنف ..
همسه حاولت تهزر ف بصّتله بغيظ: يعنى قولى لو عايز تنام ف حضنها هى و انا افضّلكوا الاوضه عادى و الله !

مراد إتنفض بعنف و كلبش ف بنته اللى على صدره بأيد و لفّ الإيد التانيه على مراد إبنه اللى كان جنبه

همسه مستغربتش قوى رد فعله لإن من شكله كانت عرفت إنه ف كابوس و رد فعله اما فتّح أكدّلها ده و يمكن اكدّلها شاف ايه بالظبط من اللى شافته هى قبله ..

همسه حاولت تبتسم بس صوتها اتهزّ: اخسسس كده تهرب من اول يوم ؟ و تروح لضرتى كمان ؟ طب كنت استنى اما اتعوّد عليك بعدين ابقى اصدمنى براحتك
مراد إبتسم بعذوبه على غيرتها: مخدتش بالى و الله .. انا جيت قرّبت منها ابوسها و احضنها لقيتها صحيت ..
ف فضلت العب معاها و نسيت نفسى و عنيا غمضت ف حضنها

همسه بغيظ: لقيتها صحيت و لا انت اللى صحّيتها اصلا ؟
مراد ضحك بنوم: لاء الكدب خيبه .. الصراحه انا اللى صحّيتها .. قعدت اعضعض فيها لحد ما فوّقتها
همسه برّقت بغيظ و هو إبتسم بمنتهى الحب و هو ضامم بنته و بيبصّلها: يعنى انام من غير ما اسمع صوتها و لا اشبع من حضنها و اشوف ضحكتها ؟ و رجع بص لإبنه و باس راسه بحب و رجله

همسه بغيظ: ما تكمّل و تقول يعنى انام من غير حضنها ؟!
مراد: طب اعمل ايه بس ؟ ماهى عوّدتنى على حضنها .. طول عمرى بنام لوحدى و هى جات ملت حضنى الاول ..
و انا كنت اول حضن بردوا ليها .. انتى ناسيه إنى لقفتها من إيد الدكتوره من بطنك لحضنى ..
الصراحه إتعوّدنا على حضن بعض .. لا بقيت اعرف اغمّض عينى من غير حضنها و لا هى بتهدى و تروح ف النوم إلا على صدرى ..
همسه كزت على شفايفها بغيظ و هو بصّلها بيغيظها: ذنبك انتى بئا انك سيبتى مكانك من الاول .. اربع شهور اهى و هى مستعمره حضنى

همسه بصّتله بغيظ و ضربت الارض برجليها بطفوله و سابته و مشيت على اوضتها ..
فضلت رايحه جايه ف الاوضه .. مره تبتسم على عشقه لبنته وتعلّقه بيها .. و مره تتغاظ على جنانه بيها ..
و مره تنفخ لحد ما سمعت رجله بتقرّب من الباب نطّت عالسرير .. عملت نايمه و إدّته ضهرها و غمّضت و هو دخل الاوضه بهدوء و دخل السرير براحه من غير صوت ..
إستغربت و بتلفّ تشوفه ساكت ليه إتصدمت !

لقته بيميّل ع السرير براحه يحطّ ليليان ف حضنه و بيرقد
همسه رفعت حاجبها و هو إبتسم: طب اعمل ايه مرضيتش تنام من غيرى و مراد نام و هى لوحدها
همسه كزّت على سنانها: قول معرفتش تنام من غيرها !
مراد إبتسم و حطّها على صدره و قرّب براحه من همسه اللى راحت لطرف السرير ..
شدّها عليه و اخدها ف حضنه وحطّ راسها على كتفه جنب ليليان و همس: انتى بردوا حبيبتى
همسه إستسلمت لانها عرفت انها لو عاندت هتبقى ف حرب خسرانه .. دى عشق أبوها الجنونى .. ف إستسلمت و نامت و هو كمان !
عشان يصحوا على حياه جديده تجمعهم بحب كلهم سوا ..

عند عاصم ..
نضال بقلق: و العمل ؟
ماهر بغيظ: جاى دلوقت بعد ما عكيت الدنيا تقولى العمل ؟ العمل ايه بقا دلوقت ؟
نضال: ما هو كده كده كان لازم هيعرف .. انا عرفت انه كلم حد من حبايبه هناك يجيبوله قرار جواز زفت ده من مراته و القضيه كده كده محفوظه .. يعنى اى قرشين لاى كلب ف القسم كان هيديله ملف القضيه
ماهر بضيق: معرفش بقا بس لو سيبناه كده هيورط نفسه و يورّطنا معاه
نضال بتفكير: طب ما تكلم جوسير
ماهر إنتبه: الوحيد اللى ممكن يرجعه
نضال: لا مش ممكن ده اكيد .. صوباع عاصم تحت ضرسه عشان لسه مطارد و مطلوب من الجهاز و هو هنا ف حماءة المنظمه و لو اتخلّوا عنه هيبقى انحصر بين الاتنين و مهما يعمل مش هيعرف ينفد منها
ماهر وقف: خلاص انا هتصرف .. بس المهم امسك لسانك شويه عشان لو حاجه تانيه اتسربت مش ضامن اللى هيحصل.

ماهر خرج و قابل جوسير بشكل مستعجل و شرحله الوضع و فدر يقنعه ان عاصم لو مهديش و بِعد عن الجو ف مصر و الاحداث هناك هيتورّط و يورّط الكل معاه و.جوسير وعده يساعده و فعلا استدعى عاصم بعدها
عاصم بضيق: يعنى ايه ؟ انتوا بتحمونى انا و لا بتحموه هو ؟
جوسير بحده: لاء بنحميك انت و عشان كده ببعدك عن الكل هناك ف بلدك و إلا لو وقعت هنا اول ما هيتخلى عنك
عاصم بغضب: و حقى ؟

جوسير بهدوء: عندى و اوعدك وقت ما هيجى الوقت المناسب انا اللى هجيبهولك
عاصم وقف بغيظ: و انا مش محتاج حد يجيبلى حق شرفى من الكلاب اللى داسوا عليه
لسه جوسير هيتكلم عاصم قاطعه: حاضر هسيبه بس موعدكش إنى هسيبه كتير عشان ده مش هيحصل .. شوية وقت الجو يهدى و القضيه تموت و اهو ساعتها تبقا الضربه مفاجئه و يومها مش هرحم حد
جوسير بتحذير: بردوا مش هفكرك تانى .. خد بالك عشان الوقعه هنا بفوره و انا كمان موعدكش ان كل مره هتلاقي إيدى ممدودالك خاصة لو بتوقّع نفسك بغبائك.

عاصم بصّله بغيظ و بصّ لماهر و نضال بعنف لإنه فهم إنهم اللى زقّوه عليه و سابهم و خرج و هو دماغه بتغلى من الشر ..

بعد مرور 8 شهور كمان ..
عند همسه و مراد كانوا ليليان و مراد كمّلوا سنه ..
همسه قامت من النوم و بصّت لمراد النايم جنبها و فضلت تراقبه كتير بحب ..
اد ايه ربنا كرمها بيه بعد رحلة عذاب و تعب من غيره .. إتنهدت بقلة حيله ل ليليان النايمه ف حضنه و ضاممها اووى و بردوا على بطنه و راسها على صدره
همسه بفقدان امل: مفيش فايده .. نومة الزواحف دى .. حب ايه ده مش عارفه ؟
مراد ضحك و هو بيوارب عينيه: عايزه ايه من البت عالصبح ؟ مالك بيها هى بتعشق أبوها ؟

همسه رفعت حاجبها: هى بردوا ؟
مراد ضحك: و أبوها بيعشق امها .. عايزه ايه انتى ؟
همسه بغيظ: و امها سيبهالكوا و ماشيه
مراد إستغرب و قام نص واحده: رايحه فين انتى دلوقت ؟
همسه و هو بتقوم: شغلى يا مراد .. اهملته كتير اووى الفتره اللى فاتت و ما صدّقت إنتظمت
مراد بضيق: يعنى انا وافقت ماشى تكمّلى شغلك .. بس اكيد ف يوم زى إنهارده مش لازم
همسه عملت نفسها مش فاهمه: إشمعنا إنهارده ؟

مراد بصّلها بغيظ و هى ضحكت اووى و جريت من قدامه دخلت الحمام ..
اخدت حمام و خرجت لقته مرقّدها عالسرير و بيلاعبها و جايب مراد جنبها و بيساهرهم:
إنهارده الحلو كمّل سنه .. عدّت سنه بحالها .. اجمل و احلى سنه عدّت ف عمرى كله ..
و الاحلى انكوا إتولدتوا يوم ميلادى انا كمان .. بس الفرق 28 سنه .. عقبال مانتوا اللى يكون عندكوا ال 28 سنه دول .. و احنا سوا ولا نفترق ابدا ..
باس ليليان بحب: و تفضلى متعلقه بأبوكى كده و تفضليهم ف حضنه
همسه برّقتله بصدمه: انت عايزها تفضل مكلبشه ف حضنك كده لحد ما يبقى عندها 28 سنه ؟!
مراد: و انتى متغاظه ليه ؟ و لو ليا عُمر اكتر تفضله كله كده ف حضنى و ميفرّقناش غير الموت.

همسه إتقبضت: لاء و على ايه موت يا عم ؟ خليها ف حضنك .. بكره يجى اللى تتشعلق هى بحضنه .. و ساعتها تقولك بالسلامه
مراد بغيظ: اخرسى .. بنتى انا تتشعلق ف حضن حد !؟ ده على جثتى ! ده انا اقتله !
همسه بصّتله بذهول: هو انا بقولك هتتخطف ؟ انا قصدى اما تتجوز
مراد بعِند: بردوا مش هيحصل ...محدش هياخدها من حضنى ابداا
همسه بصدمه: انت مش هتجوزها عشان تفضل ف حضنك !؟ هتبّور بنتى عشان متسيبش حضنك !؟
مراد بغيظ: و انتى مالك ؟ هى اصلا مش هترضى
همسه هزّت راسها بمعنى مفيش فايده و تمتمت لنفسها: لا ده خلاص لسع ع الاخر.

همسه و مع إصرار مراد مفيش شغل إنهارده مراحتش .. فطروا و هو ليليان مبتفارقهوش و بيأكّلها و همسه بتأكل مراد و هو كمان بيغيب و يأكّله و يحضنه ..
خلّصوا و قاموا و شويه و جات ناس متخصصه لتجهيز الحفلات .. مراد كان كلّمهم و إبتدوا يجهزوا البيت لحفله عيد ميلادهم اللى نفس ميلاده !

على بالليل كانوا خلّصوا و مشيوا و همسه طلعت تجهّز.. لبست فستان سيلفر ضيق من فوق و نازل بنفشه لتحت تايبست و لفّت طرحه شبهه و ميكب رقيق خلّاها ملكه..

و كان هو مع ليليان و مراد و الداده بتلبّسهم .. و هو بيشارك ف تجهيزهم لحد ما همسه خلّصت و راحت لعندهم
مراد إنبهر اول ما شافها و صفَّر: ايه الرقّه دى ؟
همسه: ده انا و لا ليليان ؟
مراد ضحك: يابنتى هى مراتى ؟ ضرتك يعنى !؟
همسه بغيظ: اكتر .. دى مرات ابويا
مراد بصّلها و رفع حاجبه و هى دبّت برجلها ف الارض: خلاص مرات أبوها هى .. دى مش بنت أبوها دى مرات أبوها
مراد إبتسم ل ليليان: ايووه كده .. دى مش مرات حد غير أبوها ..
مرات ابوها !؟ مرات ابوها !؟ تصدقى حلوه.

همسه بصّتلهم بغيظ و سابتهم و نزلت .. و هما خلّصوا لبس و مراد كمان لبس و حصّلوها ..
إبتدت الحفله و قطّعوا التورته و اليوم كان مبهج ..

مراد لبّس ليليان السلسه اللى زى بتاعة امها اللى عملهالها معاها و خلّاه معاه اما تكبر حبه
مراد بعشق: حبيبة قلب ابوكى انتى و عمره مش عايزك تقليعها خالص و لا تشيليها من رقبتك .. دى اول هديه و من ابوكى يا عُمر ابوكى انتى
همسه قرّبت منهم بابتسامه: كل سنه و انتوا طيبين و مع بعض دايما
مراد بهزار: من قلبك ؟
همسه بتريقه: دى من جوه جوه جوه ... قلبى
مراد بيغيظها: مش عارف ليه مش حاسسها .. فى حتة حقد دفين كده مستخبيه.

همسه ضحكت و مراد إداها هديتها هى كمان اللى كانت عباره عن طقم الماظ رقيق جدا و عجبها اووى
همسه إبتسمت: المفروض انا اللى اجيبلك مش انت .. ده عيد ميلادك انت معاهم
مراد بهمس: انتى إدتينى اول هديه منك ف اول عيد ميلاد ليا معاكى ..
همسه بتلقائيه عينيها راحت على مراد و ليليان و هو كمان بصّ لولاده بحب: و دى احلى هديه و مهما تهادينى مش هتجبيلى اغلى منهم
همسه ضمّته اكتر و مراد غمزلها بمكر: و بعدين انا مش عايز هديتى قدام الكل كده .. مش عايز كرّوته .. هديتى فوق .. ف اوضتى .. ف حضنى ..
همسته ضحكت اووى و ضمّها اوى و ميّل باس راسها.

مهاب راح عليهم و ولاده معاه .. مازن ف إيده و بنوته على دراعه
مراد اول ما شافه راح عليهم اخدها منه فضل يبوس فيها: يا رووحى انا ع الجمال
همسه بصّت لمهاب و هزّت راسها: البنات كلوا عقله
مهاب ضحك بصوت عالى: هو فى عقل اصلا ؟
مراد ضربه بوكس بغيظ و البنت على دراعه: لذيذه قووى
همسه قرّب عليه: و ألذ مافيها اسمها .. غراام
مراد إبتسم: غرام مهاب السويدى
مهاب بهزار: شد حيلك انت بس و اجهز لاحسن الامور ظبطت نفسها لوحدها اهى
مراد بص بتلقائيه على ولاده ليليان مع همسه لقى مازن حاضنها و مراد مع مهاب بيلاغى للبنوته على دراع ابوه.

مراد بصّلهم و رفع حاجبه و مهاب ضحك بصوته كله: ما تسيب العيال تعيش
مراد بغيظ زقّه و إداله بنته و اخد منه ابنه و شد ليليان من همسه و مشى بعيد: ده بُعدك
مشى خطوتين و رجع اخد منه غرام بتحدى و مشى و مهاب و همسه إنفجروا ف الضحك على منظره ..

بعد مرور اربع سنين كمان ...

همسه مقموصه قدام التليفزيون و تغيب و تنفخ و مراد ملاحظها .. بس مفهوش دماغ للخناق ف ساكت و ده غايظها زياده !
همسه بغيظ: يعنى افهم الدكتور قالك ان انت و لولى اه جاهزين للعمليه .. بس لسه كام يوم لزوم التحاليل الاخيره .. لازمتها ايه بئا السفر من دلوقت ؟
مراد بضيق: همسه مش هنقعد نحكّى ف الموضوع ده كتير ! انا قلقان على بنتى .. هناك هبقا مطمن عليها اكتر لو حصل اى حاجه هيبقى الدكاتره جنبها يلحقوها !
هى بتستعد للعمليه و العلاج تقيل عليها !

همسه: اللى يشوف قلقك عليها يفتكر انك مش مشترك ف العمليه معاها !
ده انت اللى هتتبرعلها بفص الكبد ! يعنى القلق عليك انت ...بتقلق عليها اكتر من نفسك !
مراد بوجع: اه بقلق عليها اكتر من نفسى .. عشان بحبها اكتر من نفسى ..
ليليان انا رضّعتها دم ! فاهمه يعنى ايه ؟ يعنى بجرى جواها .. بتتنفسنى ..و ده مقرّبنى اوى منها عن الكل

همسه بصّتله و دوّرت وشها و هو نفخ: و بعدين لو مش عايزه تيجى معانا قولتلك براحتك .. هتفرق ايه يعنى نسافر دلوقت و لا كمان كام يوم ؟
همسه بغيظ: كمان مش عارف !؟ و لا حاجه

سابته و قامت بغيظ و هو سكت متضايق لزعلها لإنه عارف إنه عيد جوازهم كمان تلات ايام ..
بس عشان قلبه مشغول على بنته هرب بالسفر و إتحجج و اما يرجع يراضيها
و فعلا سافروا تانى يوم و راحوا ع المستشفى على طول و كملوا إجراءات العمليه و فعلا عملوها ..
و ليليان إتزرعلها الجزء من الكبد اللى أخدوه من ابوها و بقوا كويسين الإتنين و خرجوا و اما رجعوا مراد عملها حفله كبيره يعوضها عن عيد الجواز اللى انضرب

مراد قاعد سرحان قدام التليفزيون و ليليان على رجله .. و همسه قصاده ف المطبخ ..
بتعملهم كيك بالفراوله ب أمر من مراد لإن ليليان بتحبه جدا ..
مراد باين عليه الضيق و الهم .. لدرجة إنه مش مركز نهائى و لا حتى سامع همسه اللى بتكلمه

همسه بعد ما ندهت عليه كتير و مردش او بالأصح مسمعش .. سابت اللى ف إيدها و راحت ناحيته و فضلت تبصّله كتير ..و إستنته يتكلم لحد ما إنتبه لوجودها جنبه
مراد إستغرب: سمسميه ! بتبصيلى كده ليه ؟
همسه بنص ابتسامه: لاء انت مش بس مسمعتنيش .. انت كمان مشوفتنيش !
مراد بتتويه: قولتى حاجه ؟ كنتى عايزه حاجه حبيبتى ؟!
همسه إتنهدت بزعل: أبوك بردوا ؟

مراد نفخ بضيق و سكت و هى إبتسمت بمنتهى الحب: مانا قولتلك قبل كده خلينا نروح انا و مراد و ليليان ..
و هو مش هيقفل بابه ف وشنا .. ع الاقل ف وش احفاده .. يعنى لو انا و انت زعّلناه .. هما ع الاقل مالهومش ذنب هيقبلهم و هيخلّوه يقبلنا
مراد وقف بعصبيه: لاااء .. و انا قولت لاء .. مش هحطّك ف موقف زى ده ابداا .. و بعدين يوم ما اهلى يقبلوكى يقبلوكى عشان نفسك .. مش عشان حد حتى لو كنت انا ! فاهمه !
همسه بحب: بس
مراد بنرفزه: قولت لاء و مش هتناقش تانى ف نقطه زى دى !

همسه وقفت مسكت إيديه بحب و قعّدته: حاضر انا بس يعز عليا زعلك
مراد سكت بضيق: انا إتلككت بالعزا اللى كان ف البلد عندنا هناك و روحت بس عشان أشوفه .. بس هو عاملنى زى الغريب و إستكتر عليا حتى واجب الضيافه ..
ده عزم على ولاد عمامى و قرايبنا اللى هنا ف القاهره يعدّوا على بيته و انا اللى إبنه كأنى و لا موجود !
همسه إتنهّدت بزعل و تمتمت: ربنا يهدى النفوس و يعديها على خير !
سكتوا شويه و مراد بصّ لولاده بقلق و شرود ..

همسه لاحظت ده و حسّت ان فى حاجه تانيه مخبيها و قلقاه خاصة إنه متغير اووى من فتره و مشغول على طول

همسه بصّتله كتير: مالك يا مراد ؟
مراد بصّلها بإستغراب لإنهم لسه متكلمين
و هى لاحظت إستغرابه: لاء انا مش قصدى ف اللى حصل مع أبوك .. فى ايه تانى ؟ فى ايه قالقك و موّترك بالشكل ده ؟
بتحاول تخبّى ايه و مش عارف ؟ و ارجوك متقوليش مفيش لإنك كذاب فاشل جدا و بيبان ف عينيك
مراد ضحك بتتويه: مممم عينيا ! مانا اللى جيبته لنفسى و علّمتك إزاى تقرى العيون و حركة الشفايف و و و.

همسه بإصرار: ماشى متشكرين على مجهودات حضرتك العظيمه .. بس بردوا هتقولى فى ايه
مراد بتهرّب: مفيش .. قرف شغل مش اكتر .. مانتى عارفه شغلنا
همسه: قضيه جديده يعنى ؟ طب احكيلى
مراد إرتبك شويه و اتوتر و ده بان عليه اووى و هى لاحظته و زاد قلقها من رد فعله ده .. و هو حاول يغيّر الموضوع و هى تقبّلت ده
همسه إتنهدت لنفسها بقلق: اول مره تخبى عليا حاجه يا مراد !
ياترى فى ايه عامل فيك كده ؟

مراد بصّ ل مراد إبنه و هو بيلعب ف الارض .. لاحظ إنه بيفك ف مسدسات و رشاشات لعبه و يركّبهم تانى ..
مركز قووى بشكل لا يتناسب مع سنُّه خالص .. و ده خلّى مراد أبوه إبتسم قووى و ركّز هو كمان معاه
همسه إبتسمت: ابن الوز عوّام بئا
مراد بإبتسامه امل: تفتكرى ؟!
همسه بحب: أبوه ظابط و جده كمان .. هيجيبه من برا يعنى .. ده متحاصر
مراد بشرود: نفسى .. بجد نفسى يبقا مش بس ظابط لاء اعظم ظابط ف العالم كله كمان ..
حلمت بيه كده .. من يوم ما اتولد و انا شايفوه كده .. بس ياترى هيتعلم فعلا على إيدى و انا اللى هدّربه و أكبّره و اشغّله ؟!

همسه قلبها إتقبص مره واحده و بصّتله بشرود و هو اخد باله: ان شاء الله هخليه اسطوره و انا اللى هسطّر كتابتها !

همسه حاولت تدارى قلقها اللى إتملّك منها فجأه: طب و ليليان ؟ اول مره نقعد من غير ما تبقا محور كلامك !

مراد بصّ ل ليليان بحب و شرد كتير: لاء ليليان دكتوره .. بحلم بيها دكتوره ...اعظم دكتوره ف الدنيا .. و العالم كله يحلف بيها .. معرفش استحمل لحظه قلق واحده عليها من شغلنا !
همسه إبتسمت بمكر: طب لو هى إختارت مجالك هترفض طلب لحبيبة قلبك ؟
مراد بقلق: هحاول اد ما اقدر ابعدها عن المجال ده .. هحاول ...معرفش استحمل عليها ده
همسه قلقها بيزيد من كلامه و هو لاحظ ف قلبها هزار: يلا هاتيلها حاجه تشربها عقبال ما تخلّصى الغدا

همسه بنفاذ صبر: ااه طبعا برتقان باللبن كالعاده ..
عادة ايه النيله دى مش عارفه ؟! حد يحط ع البرتقان لبن ؟! اسمع عن فراوله بلبن .. جوافه بلبن .. موز بلبن .. إنما برتقان بلبن لا سمعت و لا شوفت و لا جربت الا معاك انت و بنتك !

مراد ضحك: انتى مالك ؟ هى بتحب كل حاجه أبوها بيحبها .. قلب ابوها دى
همسه جابتله برتقان و قزازة لبن و هو إبتدى يحطّ ف الكوبايه من ده على ده و بيشرب ..
ليليان جات جرى بحب عليه و هو إبتسملها و إداها و بصّ ل همسته اللى بتهز راسها بمعنى مفيش فايده و ضحك اووى !

ليليان قاعده و مراد بيلعب ف شعرها و متابعها و إكتشف هى اد ايه شبهه بجد زى ما همسه بتقول
مراد إبتسم: عارفه يا باربى كل بنوته بتشيل ف بطنها حته من حبيبها .. و انتى شيلتى جواكى حته من ابوكى .. يعنى انا حبيبك و بس !
ليليان بطفوله: حتة ايه يا مغاد(مراد) ؟
مراد ضحك: حتة كبده .. ده حتى اللى بتشيل من جوزها حته منه بتنزّلها بعد تسع شهور لكن انتى شايله حته من أبوكى هتفضل جواكى العمر كله !
ليليان ضحكت بطفوله: طب اوعى تخاصمنى تقولى هاتى الحته بتاعتى
مراد ضحك بصوته كله و هى ضحكت معاه: و الله ساعتها هروح اتجوز و اشيل حته من جوزى
مراد برّق: تشيلى حته من جوزك ؟!
ليليان ضحكت بخفّه و مراد قام جرى وراها ف البيت كله: طب خدى يا بت .. هاتى حته الكبده بتاعتى

ف الصعيد عند اهل مراد ...
أبو مراد قاعد بغضب و امه واقفه ع السفره بتقطّع و توزّع الاكل عليهم .. و تعزم على ده و تحطّ لده ..
بس عقلها ف حته تانيه .. بقت زى التايهه .. دموعها محبوسه بالعافيه زى اللى مكتّفاها .. و ابوه لاحظها و ده زوّد غضبه
أبوه مره واحده حدف المعلقه من إيده بطريقه فزعت الموجودين كلهم
و بصّلها بعنف: يعنى افهم قالبه وشك و قالبه ع الكل ليه؟ و عشان مين ؟ هاا ! عشان واحد حتى إستكتر يسلم عليكى !

أمه إندفعت و صوت مخنوق بدموع: و هو مين اللى حاشه عنى ؟ هاا ! مين منعه يجيلى و حرمنى من دخلته عليا ؟ مين وقف بينا ؟ و عشان ايه ؟ عشان عاش حياته اللى هو إختارها بنفسه
أبوه بصّلها بغضب و هى كمّلت بعد ما فقدت السيطره على نفسها و لا دموعها: عاارف .. حتى لو كان غلط فيك او ف إختياره حتى ..
بس خلاص إختار و إبتدى يعيش بهدوء ف حضن بيته و مراته و ولاده كان المفروض تسامحه ..
تتقبل قراره و إختياره اما تلاقيه إتغيّر و بقا اب و استقر .. ده كل اللى بيشوفه بيقول إنه إتغيّر .. بطّل سهر و خروج و تنطيط و استقر ف حياته و بيته ..
ايييه ؟ ده مشفعلهوش عندك ؟ و لا انت عايزوه هو اللى يتراجع ف حياته اللى تخصّه هو .. و مش عايز تتراجع انت ف اللى ميخصكش !

أبوه بصّلها بغضب و مره واحده زقّها بعنف قدام الكل وقعت و سابهم و خرج

اللوا سليم قاعد ف بيته و من شكله فى حاجه و كبيره
ام همسه بصّتله بقلق: فى ايه ؟ كام يوم و انت مش مظبوط و لا مراد كمان فى ايه ؟
سليم بتتويه: مفيش بس اصل
قاطعته هدى بقلق: متقوليش خناق مراد مع اهله .. هو ع الوضع ده معاهم من يوم ما اتجوز همسه .. و اديه مخلّف بقالهم خمس سنين و الوضع متغيرش ..
ف ايه اللى جدّ دلوقت مشقلبكم و بعيد عن الموضوع ده.

سليم بغضب مكتوم: قضية عاصم إتفتحت تانى !
هدى بترقّب: عاصم مين ؟
سليم بصّلها و إتنهد بضيق و هى خبطت على صدرها بخفه: و ده عمل ايه تانى و لا عاوز ايه ؟
سليم بغضب: وقع تحت إيدينا معلومات بتقول انه بيشتغل لحساب ناس لها ف كل سكه ..
من تهريب و إغتيالات لرجال شرطه و جيش و خراب .. يعنى شغل كله شمال !
هدى بصّتله بحذر: طب و قلقان ليه ؟ هى اول قضيه تمسكها بالشكل ده و لا هو اول واحد ؟

بصّلها كتير بغموض و هى حسّت إنه مدارى حاجه و ده زاد قلقها
هدى قلبها اتقبض برعب: انت خايف على همسه منه ؟ فى حاجه تخصّها ؟ قلق عليها يعنى ؟ هو ممكن
قاطعها سليم بإرتباك: لا لا مفيش .. و هى ايه دخلها ب ده كله و بشغله ..
هى مجرد كانت مراته و إنفصلوا .. و مش اول و لا اخر اتنين يتطلقوا .. و ده مالهوش علاقه ب ده !
هدى بصّتله قوى و لمحت القلق و الخوف اللى ورا عينيه و بيداريه و حسّت ان الموضوع فيه كتير و مش هيعدّى بسهوله و لا على خير ابدا !

همسه و مراد إتعشوا و طلعوا يناموا ..
همسه قدام المرايه بتحرك ف الحاجات بعصبيه ملحوظه و مراد باصصلها بضيق بس ساكت ..
لأنه عارف حوار كل يوم .. و لو اتكلم هو عارف كويس الحوار بيقفل كل مره على ايه ..
ف اخد ليليان ف حضنه و بيحكى معاها بهدوء و إبتسامه و ده غاظ همسه جدا .. و مره واحده حدفت اللى ف ايدها بعنف ع التسريحه و بنفاذ صبر:
مراد حرام عليك مش معقوله كده .. ليليان لحد دلوقت مبتعرفش تنام إلا ف حضنك.

مراد بصّلها بضيق و هى سكتت شويه و كمّلت بترقّب من رده فعله كل ما يفتحوا الموضوع ده:
مراد ليليان كام يوم كمان و تكمّل خمس سنين .. مينفعش لحد السن ده و هى بتنام جنبك ! مراد انت
قاطعها مراد بغضب: عاجبنى و عاجبها .. و لا انا و لا هى بنرتاح غير كده .. يبقا خلاص و إقفلى الكلام بئا
همسه ب إصرار: مانت لو تسمع كلامى ..
مراد بعصبيه: اسمع كلامك ف ايه ؟ هاا ؟!
عايزانى اودّى بنتى لدكتور ؟! ها ! و اقوله ايه بئا ؟ معلش جايبلك بنتى عشان بتنام ف حضنى !

همسه بضيق: بس
مراد إتنرفز: و لا حرف زياده ف الموضوع ده .. فاهمه !
و صدقينى لو الحوار ده إتفتح هتزعلى منى جامد ..

سابها و إداها ضهره بضيق و من غير ما يبصّلها: ااه و على فكره ياريت حماتى متكلمنيش ف الحوار ده عشان منزعلش من بعض !
و قبل ما ترد كان نفخ بضيق و اخد ليليان المبسوطه جدا ف حضنه
و هى نفخت بضيق و لنفسها: خلاص يبقا مفيش غير حل واحد و انت اللى اضطرتنى

ام مراد الحزن بقا معلّم عليها اووى .. طول الوقت ساكته .. دخلت اوضتها بهدوء حزين .. و من غير كلام دخلت السرير تنام و أبوه مراقبها بضيق على زعلها
أبو مراد بضيق: انتى هتنامى ؟
أم مراد بتقوم: عايز حاجه قبل ما انام ؟ تحب اجيبلك حاجه
أبوه بضيق: يعنى افهم الزعل ده كله ليه ؟ إبنك لا احترمنى و لا احترمك يبقا ميتزعلش عليه
أمه بزعل: هو اما يعيش حياته زى ما بيحب و عايز يبقا أجرم يعنى ؟
أبوه إتنهد بغضب: و انا قولت لاء .. يقوم ايه بئا .. البيه يحطّنى قدام الامر الواقع .. لاء و يقف قصادى و يتحدانى و يعلّى صوته عليا قدام اهل مرته و يصغّر بيا.

أمه اتنهدت بنفاذ صبر لإن مفيش كلام تانى تقوله .. عملت كل حاجه تراضى بينهم و بردوا رافضين
أبوه بضيق: خلاص يبقا يرضينى و انا ارضى عليه
أمه بحذر: يرضيك ازاى ؟
أبوه بصرامه: مش عاوز يصغّر نفسه قدام مرته و اهلها يبقا ميصغرنيش انا كمان قدام اخوى و العيله كلها .. مش عاوز يطلقها ماشى لكن بردوا يتجوز بنت عمه
امه لسه هتتكلم بإعتراض و هو قاطعها بغضب: يا كده يا يطلقها .. يا ميصغّرش بيا زى ما مصغّرش بنفسه .. يا بلاها الاتنين و يطلقها !
أمه بحزن: و يهون عليك بيته يتخرب و ولاده يبعدوا عن حضنه
أبوه ب إصرار: و ده اخر كلام عندى .. دى فرصته الاخيره اللى يثبتلى فيها إنه باقى على رضايا ..
يا ينسى إنه له اب و انتى كمان حاولى تقنعيه .. يا تنسيه و تبطلى ولوله
و قفل الكلام و سابها و خرج و هى دعت ربنا يهدى بينهم و إبنها يرضى !

عند مراد و همسه ..
مراد صحى الصبح على صوت المنبه .. إنسحب بهدوء من السرير و اخد ليليان برا ..
صحّاها بإبتسامته المعتاده معاها و إدّاها للداده بتاعتها تلبّسها للحضانه .. و هو اخد حمام و خرج لبس كانت الداده لبسّتهم
ليليان: بابى حطلى بغفان(برفان) بتاعك
مراد ضحك: ده رجالى انتى حطى من بتاع مامى عشان حريمى
ليليان بقمصه: يعنى ايه حغيمى؟
مراد: يعنى للبنوتات الحلوه اللى زيك.

همسه من وراه بتريقه: هى جات على ده ؟ حطّلها ياخويا من برفانك ماهى بقت بتقلدك ف كل حاجه
مراد ضحك: و انتى مالك مش حبيبتى.. بعدين هو انا مجنون عشان تخافى تقلدنى؟
همسه رفعت حاجبه: و البطاطس المقليه ام طحينه و البرتقان و عليه لبن و القهوه و جواها حته شيكولاته و و و
ده ايه ؟ عقل ده ؟
مراد بغيظ: و انتى مالك ؟
إبتسم ل ليليان بحب: تعالى يا باربى ابوكى انتى و قعد يرشّلها من البرفان بتاعه و اللى بتصمم كل ما تخرج و ف البيت تحط منه ..

ليليان بفرحه: بابى كده جميله ؟
مراد ابتسم بعشق: ده كده جميله الجميلات يا قلب ابوكى
ليليان بضحكه: ليليان و لا همسه ؟
مراد ضحك بصوته كله: يعنى هى مش ناقصه ولعه .. دى هتولع فينا لو
قاطعته همسه من وراه: لا متقلقش لا هولع و لا هشيط حفظنا حوار كل يوم .. تحب اسمّع ؟
مراد بحب قرّب منها باسها من خدها ..
ميل على ليليان خطفها على كتفه و سحب مراد: الحق انا بئا اطير قبل موشّح كل ساعه مش كل يوم .. ضراير انتوا !؟

مراد اخد ولاده و همسه وصّلته لحد تحت .. ركّبهم العربيه و لفّ عشان يركب همسه ندهت عليه

همسه بغيظ: و انا اللى افتكرتك هتفتكر الفلانتين
مراد بيستفزها: ماليش انا ف الجو ده مانتى عارفانى يا سمسميه ماليش ف التلزيق .. و احمر بئا يطفح على كل حاجه و تلزيق و محن اووووع
همسه بغيظ: طب مش هتجيبلى ورد .. انا عايزه ورد يا ابراهيم
مراد كتم ضحكته: الجنينه برا فيها كل اللى تشتهيه .. اجرى شالله تاخديه كله
همسه كزّت على سنانها: طب دبدوب
مراد بهزار يغيظها: دبدوب ايه يا هموستى اللى عايزاه ؟
الله يمسّى امك بالخير يوم ما ابوكى جابلها دبدوب عملت عليه محشى
همسه بغيظ حدفته ع العربيه بغيظ و طارت من قدامه بتاكل ف نفسها و هو مقدرش يكتم ضحكته اكتر من كده و وقع من الضحك و هو بينه و بين نفسه واخد خطواته لحاجه تانيه ..

مراد لفّ ركب جنبهم و مشى عشان يوصّلهم و يلحق مشواره ..
افتكر امبارح بالليل مكالمه امه له .. و حكتله اللى حصل بالتفصيل .. كلام أبوه و شرطه .. و ده بعد ما طلبت بس إنه يجى ..
مراد إتحجج بالشغل و هى إضطرت تقوله كلام أبوه و إستحلفته يجى و يتكلموا حتى لو هيرفض طلبه .. و اما رفض حتى يجى عيّطت بحرقه و صعبت عليه ..
فقرر يراضيها و يروح و يعتبرها محاوله صلح !

مراد وصّلهم للحضانه و بعد محاولات كتيره زى كل يوم فلفص نفسه من حضن ليليان بالعافيه ..
دخّلها و مشى و اخد طريقه للصعيد .. بس المرادى مقالش ل همسه و مش عارف ليه ..
يمكن عشان كان لسه هناك من قريب ف العزا .. يمكن عشان كلام أمه و شرط أبوه و مع إنه مبيخبيش عنها حاجه بس محبش يجرحها

اخد طريقه و سافر و وصل بيت أبوه .. إتردد اوى بس خلاص مواجهه لابد منها و دخل
لقى أبوه منتظره لإنه عارف ان كلامه هيوصله من امه و هو قالهولها و قاصد إنه يوصله
مراد مدّ إيده يسلم و أبوه بصّله بصرامه و بصّ لأيده الممدوده و دوّر وشه ..
مراد إتنهد بضيق و نفاذ صبر و سكت
لحظه صمت بغضب مرّت ع الاتنين و كل واحد فيهم بيبص للتانى بعِند
أبوه ببرود و صرامه و هو بيبص لأيده اللى لسه ممدوده: اعتبر ده ردك ؟
مراد كان فاهم كلامه بس محبش يسبق الاحداث: انا طول عمرى إيدى ممدوده لحضرتك و تحت رجلك
أبوه بشده: انت فاهم انا اقصد ايه ..
و بص وراه لامه اللى واقفه بقلق: و اعتقد ان الكلام وصلك بالحرف ..
ف السؤال هنا بئا .. اعتبر مجيّك ده و مدّه إيدك دى ردك ع الكلام اللى وصلك .. اعتبرها موافقه يعنى !؟

مراد لسه هيتكلم أبوه قاطعه: هعتبرها اخر محاوله و اللى هيحصل بعد كده انا نفسى مش مسئول عنه .. لو فاكر هجى بالمقاطعه تبقا غلطان .. ع الاقل كنت جيت بلوى الدراع اللى انت عملتهولى اما حطّتنى قدام الامر الواقع
بس لا حصل و لا عمره هيحصل .. ف اعمل حسابك ان اختيارك دلوقت هيبقا الاخير بعدها انا عارف همنعك من هنا ازاى ..

مراد بصّله كتير بتوتر بيحاول يستشّف اى فرصه حتى لمحاوله تانيه بس مفييش .. وش أبوه جامد مفهوش اى نوع من القبول
لفّ عينيه على أمه اللى واقفه بقلق و عيونها كلها دموع و بتبصّله برجاء .. شافها قد ايه دبلت و انطفت و ضعفت .. و حس ببشاعة الخساره اللى ممكن يخسرها فيها
و صورة همسه بتلقائيه جات قدام عينيه و ولاده و عارف إن اى اختيار قدامهم هيبدّيه عليهم هيخسرهم ف المقابل ..

يعنى ف الإختيارين خساره بس ياترى اى خساره هيقدر يستحملها خاصة الإصرار اللى شافه على أبوه و خاصة بعد ما اتآكد إنه يعملها بدليل مقاطعته له السنين دى كلها ..

مراد غمض عينيه بمنتهى الوجع و باله شرد بعيد: مواافق
أبوه بصّله بصدمه كإنه مكنش متوقع ردّه: موافق على ايه بالظبط ؟ تطلقها و تسيب بنت عمك و لا اكمل اتفاقى مع عمك ؟
مراد شرد كتيرر بمراره ع الدنيا اللى عماله تضيق عليه لحد ما بقت اضيق من خرم الإبره
مراد بلهجه غريبه: هقولك موافق على ايه و زى ما حطيت شرطك انا كمان ليا شرط
أبوه ببرود: إتفضل سمعنى
مراد أخد نَفس طويل جدا و طلّعه مره واحده: ___

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة