رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع عشر
مراد راح بيت همسه و قابله ابوها و دخلوا و قعدوا شويه
سليم: دلوقت خلاص اللى حصل حصل انت دلوقت ايه ؟ و لا ناوى على ايه ؟!
مراد بهدوء: ف ايه ؟ انا راجل متجوز و مراتى حامل و كلها كام شهر و ولادى يجوا .. و ده وضع مش هيتغير لا بمزاجى و لا غصب عنى
و قبل ما سليم يرد همسه دخلت و مراد متفاجئش لإنه رمى كلامه و كان زى اللى مستنى ردها و عارف إنها هتدخل ..
همسه ببرود مصطنع: بابا ممكن نتكلم شويه بعد اذنك
سليم: طبعا .. انا هروح اخلى والدتك تجهز الغدا و
قاطعته همسه بضيق: لا معلش هما كلمتين و هنخلّص و مراد هيمشى لإنه معندوش وقت !
مراد بصّلها بصدمه و سليم بصّله و بصّلها بضيق: طب
قاطعته همسه بالكلمه اللى لجّمتهم الاتنين و بصّوا لبعض
همسه تصنّعت البرود: مراد كده اعتقد مهمتك خلصت .. طلقنى !
عند اهل مراد ف الصعيد ..
أم مراد القلق بيزيد عليها و زاد اكتر اما حاولت تكلم مراد و معرفتش .. فضلت رايحه جايه بقلق ..و بتدعى ف صمت إن ربنا يعدى الامور على خير بين ابنها و ابوه و قامت تتوضى و نوت للصلاه .. و قبل ما تخلّص أبوه دخل و الشر عاميه و الغضب مسيطر عليه تماما ..
دخل بغضب و من غير و لا كلمه سابهم و طلع اوضته .. و مداش فرصه لحد يسأل عن حاجه .. و ده اكدّ ظنونها إنه كان مسافر لمراد و فى حاجه حصلت بينهم !
سلّمت من الصلاه بقلق و طلعت بتوتر خبّطت و دخلت .. حاولت تتكلم الاول ف اى حاجه كمدخل للحوار بس مفيش
سكتت شويه و بصّتله بقلق
أم مراد بقلق: خير يا حاج .. أديلك ساعه جاى من برا .. دخلت و حبست نفسك ف الاوضه لا حس و لا خبر .. خير
أبوه بصّلها بغضب و ساكت تماما بس ملامحه كلها حده و جمود !
أم مراد: قصدى يعنى سافرت و رجعت ف حال غير الحال .. لا بتتكلم و لا بتحدتت مع حد .. ايه اللى حصل لكل ده ؟ شغل ايه اللى انت كنت مسافرله مصر ؟ و حصل فيه ايه مغيّرك كده ؟
أبو مراد غضبه بيزيد و ساكت: ______
أم مراد بخوف و ترقّب: انت قابلت مراد ؟ حصل حاجه بينكم ؟ اتكلمتوا ف حاجه ؟
أبو مراد بصّلها بضيق و هى صبرها بيخلص: ما تقولى يا حاج .. فى ايه ل كل ده ؟
بصّتله بخوف و فتّحت عينيها فجأه و كأنها انتبهت لحاجه: اوعى يكون روحت لمراد شغله .. اتخانقتوا ؟ وقفتوا قصد بعض ؟ ف شغله يا حاج ؟
كده تصغّر بيه قدام زمايله .. انت مش عارف مركز إبنك ايه و شغله حساس قد ايه .. كده يهون عليك مراد ؟
أبو مراد بجمود و صوت ناشف: اطلعى برا
ام مراد: طب ماتشو
قاطعها أبوه بضيق: اطلعى برا .. اطلعى برا و سيبينى لوحدى دلوقت ..
أمه خرجت و قبل ما تقفل الباب دوّرت وشها ناحيته بقلق
و هو نفخ بغضب: اطلعى برا زى ماهو من إنهارده برا حياتنا .. برا حياتنا خالص .. إبنك انهارده صغَّر بيا و قلّ منى .. و وقف قصادى و علّى صوته ..
و لو كنت اديته فرصه يكمّل يمكن كان الله اعلم القلم اللى اديتهوله كان هو اللى إدهولى ..
أمه بصدمه: انت مدّيت ايدك عليه ؟
أبوه بغضب مكتوم: اديته القلم اللى يفوّقه .. بس طالما مافقش يبقا اعتبريه مات و مش هاخد عزاه حتى !
أمه بدموع: و هان عليك ؟
أبوه بغضب: اللى يهون عليه يصغّرنى .. يهون عليا مش احطّه شبشب ف رجلى .. لاء ده انا كمان احطّه تحت رجلى ..
أمه باستعطاف: طب.
أبوه بغضب و شر: اقفلى الحوار ده خالص .. و لو عايزه تروحيله باب البيت مفتوح .. بس ساعتها قسماً بالله اسمك مايتربط بأسمى طول العمر و لا تباتى على ذمتى ليله واحده !
أمه بصّتله بدموع و شهقت بحزن و هو زعق بغضب: لو مجاش و باس على أيدى و رجلى يستسمحنى و يرجع عن اللى ف دماغه ينسى إنه له أب و أم ..
و يوم ما تكسّرى كلمتى و اعرف إنك على اتصال حتى بيه ماتلوميش إلا نفسك !
أمه بصّتله بحزن و قهره و خرجت بهدوء و هو قعد على اقرب كرسى و دوّر وشه بغضب !
ف بيت همسه ...
همسه بوجع جواها غطّت عليه ببرود مزيف: مراد كده اعتقد مهمتك خلصت .. طلقنى !
مراد بصّلها كتير اووى .. مش قادر يستوعب إنه بعد وقفته دى كلها جنبها تتخلى عنه ف اول أزمه .. تنسحب بسرعه كده .. و ياريت بتنسحب بهدوء .. دى بتنسحب بعنف و بدون مقدمات
هو صحيح مكنش فى بينهم العشم اللى يخلّيه يتوقع وقفتها جنبه بس كان متعشم.
ابوها بعد ما كان هيتدخل ف الحوار .. قرر ينسحب بهدوء و يسيب القرار ليهم .. و بناء عليه مراد هيتصرف .. و لإنه واثق فيه و ف تفكيره إداله الفرصه دى ..
سابهم و خرج بس قبل ما يخرج بصّ لبنته نظرة ضيق و عتاب و هزّ راسه بأسف: مش عارف ليه مُصرّه تبقى دايما الخسرانه !
سابهم و خرج و الاتنين فضلوا واقفين قصاد بعض و إتلاقت عينيهم ف نظره طويله جدا و كل واحد فيهم ساكت ..
مراد بعد ما كان جاى يتكلم .. و عنده كلام كتير حابب يقوله .. و كان ناوى إنه يفهّمها كل حاجه .. ع الاقل عن موقف ابوه ..
سكت تماما و حسّ إنه بعد كلمتها مفيش حاجه ممكن تتقال ع الاقل دلوقت ..
الموقف كله على بعضه زى الحجر و الدق عليه دلوقت مش هيكسره و لا هيفتفته بالعكس هيخلّيه يطلّع شرار ..
فضل كتير ساكت و اخد بعضه و ماشى
عدّى من جنبها و من غير ما يبصّلها: الغالى مايتباعش بالرخيص .. و انا حتى الغالى مرضيتش ابيعك بيه .. اشتريتك بالغالى اووى و متعودتش افرّط ف حاجه خدتها غاليه..
سابها و خرج من غير كلمه تانيه و لا إداها فرصه لأى كلام و مشى ..
فضلت كتير واقفه مكانها بتبصّ على مكان الفراغ اللى سابه .. كانت متلخبطه من تصرفاته و مش فاهمه هو بيعمل معاها كده ليه ..
جنبها ليه ؟! و دلوقت بعد اللى حصل اتلخبطت اكتر .. و مش عارفه المركب اللى جمعتهم هترسى بيهم على ايه ؟!
مراد خرج من عندها مخنوق و الدنيا ضيقه ف عينيه .. كل حاجه بتقع .. ياترى ليه ؟
هما اللى غلط و لا الظروف و لا الغلط من عنده اصلا و هو اللى استعجل ؟
قرر يسيبها على ربنا ع الاقل لحد ما همسه تولد و يشوف اخرتها ايه ؟
عدّى شهرين كمان مفهومش جديد .. كل حاجه على ما وقفت عليه
مراد و ابوه تجنّبوا بعض تماما .. من اخر موقف بينهم و كل واحد أخد قراره إختار و صمم على إختياره ..
مراد راح لأبوه البلد و خيّره بين طلاق همسه و يكتب على بنت عمه وبيدخل عليها يا إما يخرج برا و معدش يجى تانى و مراد إختياره كان واضح جدا ..
من بعدها بطّل يروح البلد و لا حتى يتكلم .. و محدش بيكلّمه ..
لا أبوه اللى أعلن غضبه عليه .. و لا أمه اللى متكتّفه بينهم بيمين أبوه .. و لا حتى اخته اللى جوزها كتّفها عنه و اتقطعوا من بعض ..
مراد بيتجنب همسه .. معدش بيروح البيت عندها ف اى وقت غير مواعيد الدكتوره اللى متابعه معاها الحمل ..
و حتى اما بيروح بينتظرها برا البيت لحد ما تخلّص لبس و تجهز و تنزل ..
و بيوصّلها من غير و لا كلمه و يستناها برا حتى ما بيدخلش المستشفى .. بينتظر ف العربيه لحد ما تخلّص و يرجعها ع البيت و بردوا من غير كلام .. و بعدها يرجع ع الدكتور يتطمن عليها منها و يمشى !
حتى عاصم مفيش عنه اى اخبار اختفى تماما .. حتى قدروا يوصلوا للمعلومات و الميكروفيلم اللى كان معاه لكن هو فص ملح و داب و مفيش اى ريحه ليه و كأنه مات!
همسه مستغربه من رد فعل مراد على طلبها الطلاق !
ياترى بُعده ده وافق و مستنى اما تولد ؟ و لا زعل من كلامها و لا لسه مخدش قراره و بيفكر ؟
و لا قادره تفهم موقفه و لا حتى موقف أبوه اللى لسه غامض بالنسبالها و مقدرتش تفهمه ..
و حتى أبوها مقالهاش حاجه عشان يبقا لمراد فرصه عندها يفهمّها و يتفاهموا !
الأيام بتمرّ عليها بضيق و هى مستغربه نفسها ليه زعلانه كده ؟! هى مش عايزاه و هو بِعد ليه بقا مفتقداه كده ؟!
كل يوم بتدبل اكتر عن اليوم اللى قبله .. و أبوها شايفها قدامه طول الوقت تايهه ..
و ده أكدّله احساسه .. إنها خوفها مش من مراد .. خوفها من التجربه اللى مش عايزه تعيدها تانى .. عينيها شايفاه عاصم ف قرر إنه يشيل الغشاوه من على عينيها عشان تشوفه صح و عشان كده كان لازم يقعد يتكلم معاها و يقولها كل حاجه !
همسه بنص إبتسامه: بابا ! اتفضل
سليم إبتسم بحب: حبيبتى انا لقيت نورك موّلع .. فقولت اكيد لسه منمتيش .. ايه اللى مصحّيكى لدلوقت ؟
همسه بملل: مفيش .. حضرتك عارف إن حركتى بقت قليله من ساعه ما دخلت ف السادس و ادينى بقرّب أهو
سليم: طب و متضايقه ليه ؟ ربنا يكمّلك على خير و ولادك يجوا بالف سلامه .. و تاخديهم ف حضنك .. و ساعتها يا ستى ابقى اتحركى براحتك .. و اتنططى كمان معاهم
همسه بتحاول تضحك: اه على الله بس يدونى فرصه اتحرك
سليم بحب: ربنا ما يحرمك منهم و لا يحرمهومش منك لا إنتى و لا ابوهم
همسه حسّت إنه رمى سيرة أبوهم و كأنه عايز يقول حاجه و شيئا ما خلّاها تسكت ..
يمكن لإنها حابه تسمع .. يمكن عشان عايزه إجابات لكل علامات الاستفهام اللى جواها .. او يمكن لإن حته فيها هو واحشها و مفتقده إهتمامه و مناغشته ليها ..
او يمكن لإن كل الاسباب دول اتجمّعوا مع بعض و عملوا حالة الملل اللى هى فيها ..
ف سكتت تماما و بصّت لأبوها نظره هو فهمها و هو سكت شويه
سليم بعتاب: ليه جرحتيه كده ؟ ليه أهانتيه بالشكل ده ؟ هو إشتاركى ليه انتى بعتيه بالرخيص كده ؟
كان ممكن تنسحبى بس مش بالشكل ده و مش ف الوقت ده .. مش ف الوقت اللى هو باع فيه كل حاجه و إشتراكى !
همسه: انا مبيعتهوش .. ده كان إتفاق بينا و هو عارف أخرته ايه و وافق !
سليم: مش يمكن وافق بس على وقفته جنبك إنما مش على مشيه من جنبك بعدين ؟ مش يمكن ساب بعدين ل بعدين ؟
همسه بصّتله قوى و بينها و بين نفسها بتراجع مواقفها معاه و اكتشفت قد ايه هو شاريها ..
سليم بهدوء: مش مستغيبه مراد يا همسه ؟! مش عايزه تفهمى كل حاجه ؟ ع الاقل كان لازم تفهمى قبل ما تقررى
همسه بصّتله بتساؤل وهو أبتدى يحكيلها كل حاجه من الاول خالص ..
حتى الحاجات اللى هى عارفاها ابتدى يعيدها عليها من تانى .. خلاها تشوفها من تانى بس من ناحيته هو ..
و ف وسط حكيُه عن مراد كان بيتعمّد يجيب سيرة عاصم و تفاصيل حياتها معاه ..
كان عايز يورّيها الفرق بين عاصم و مراد عشان تقدر تشوف الفرق بين التجربتين !
حكالها موقف مراد مع اهله و رفضهم و وقفته قصادهم عشانها .. و ازاى اتخلّى عن ميراثه و فلوس بالملايين .. ف اراضى و مصانع و مزارع ف الصعيد بس و اشتراها هى و اشترى رضاها !
و ابتدى شويه بشويه يوضّح الموقف قدامها و تتفهّم موقف أبوه اما جاه و رفضه بالعنف ده ..
همسه بحيره: بردوا مش فاهمه ليه .. ليه أبوه ظانن فينا السوء كده و اننا .. اننا يعنى
( و سكتت ب إحراج ) و أبوها فهم قصدها
سليم بتفّهُم: لإنك حملتى على طول .. إنتى ناسيه اننا كتبنا الكتاب قبل العمليه بيوم واحد بس ؟ يعنى الحمل بالنسباله حاجه مش مفهومه و غامضه !
همسه بحيره: طب ليه مراد مقالهوش ع العمليه ؟
سليم إبتسم لإنه قدر يحدف تفكيرها ف إتجاه ما هو عايز: طب ليه ما سألتهوش إنتى ؟
همسه سكتت و هو ابتسم بحب: مرضيش يصغّر بيكى يا حبيبتى .. مرضيش يقلّ منك قدام أهله خاصة إنك مش منهم و غريبه عنهم .. محبش يكسر عينك وسطهم !
همسه بصّتله باستغراب و هو ابتسم: طب إنتى عارفه إنه قالهم ان المشكله اللى هتضطركم للحمل و العمليه عنده هو مش عندك ..
عشان تفضلى ف نظرهم غاليه و مقامك عالى و محفوظ .. تفتكرى ليه غلّاكى كده قدامهم و حفظ قيمتك ؟
ف وقت انتى جيتى فيه و قلّيتى قيمته و حسستيه إنه اللى عمله ده كان و لا حاجه .. و رميتى كل تضحياته دى ف وشه و قفلتى الباب وراه !
همسه سكتت كتير: انا مكنتش اعرف حاجه من ده كله .. و هو مقاليش
سليم إبتسم بحب: عارف و قالى مقولكيش حاجه
همسه إستغربت: ليه ؟ ليه مكنش عايزك تقولى انت حتى ؟ المفروض إن دى تضحيه تتحسب لصالحه
سليم: مكنش عايز يحطّ عليكى ف وقت إنتى مكنتيش فيه مستحمله اى جديد .. و تجربتك مع عاصم كانت مأثره عليكى .. فقرر يسكت حتى لو على حساب نفسه
همسه بعتاب: و ازاى حضرتك توافق تحطّه و تحطّنى ف موقف زى ده ؟! معرّفتونيش ماشى بس ع الاقل كنت انت اللى اخدت الموقف و فوقّته
سليم: و تفتكرى انا معملتش ده ؟ حاولت كتير معاه .. و عارضته اكتر .. و اتناقشنا بس عارضنى و صمم على رأيه ..
ده غير انه معرّفنيش غير قبل كتب الكتاب بوقت أصغر من إنى اتصرف فيه .. و كنتى انتى خلاص مشيتى ف إجراءات العمليه و فاضل عليها يومين تلاته ..
يعنى مكنش في سكه للرجوع اصلا ف إستسلمت لقراره و انا واثق فيه .. و ف إختيارى ليه .. و ف قدرته على إنه هيقدر يتصرف ..
همسه بإصرار: بردوا كان لازم تقولى .. او ع الاقل هو يقولى اما أبوه جاه هنا
سليم: إنتى كنتى رافضه اى فرصه لوجوده جنبك .. و بتسدّى عليه اى ثغره ممكن يدخلك منها ..
تفتكرى وقتها لو كان جاه قالك ابويا رافض الموضوع و اهلى مش عايزينك كان ايه اللى هيحصل منك ساعتها ؟
همسه سكتت كتير و نوعاً ما إبتدت تعقل كلامه و تحسبها من تانى ..
كانت فاكره إنها بتحسبها من تانى دلوقت بعقلها لإنها زى ماقالت لأبوها إننا اتسرّعنا و محسبنهاش كويس
بس إتفاجئت إنها قلبها مشاركها ف حسابتها دى .. بيدق قووى .. بيدق بعنف .. بيدق كأنه لأول مره يدق اصلا ..
طب ليه ؟ ده كان قلبها قبله عايش و كمان عاشق ..
ليه دلوقت معاه دقاته كأنها لأول مره .. رغم إن دقاته دى ف الوقت اللى قلبها المفروض لا عايش و لا بيحب !
سليم ملاحظ شرودها و حس إنه حط أيده ع الجرح لمسه ف لازم يتعامل بهدوء وعقل عشان يداوى ..
هى إنتبهت و سليم ابتسم: بُصى يا همسه اى علاقه ف الدنيا حتى لو مؤقته زى مانتى عايزاها كده .. لازم يبقى ميزانها مظبوط بالملّى ..
ﻻزم الكفّتين يعملوا المستحيل عشان الميزان يفضل متزّن و الكفّتين يبقوا باصّين و شايفين بعض كويس ..
لو كفّه مالت بشوية حب و تضحيات زياده .. الكفّه التانيه هتفضل عاليه و مش حاسّه بقيمة الكفه التانيه و لا اللى فيها لإنها باصه للموضوع من فوق ..
همسه حاولت تخفى إبتسامتها بس وشها اللى نوّر كان كفايه: و ليه حضرتك قررت تيجى و تحكيلى دلوقت ؟ ايه اللى اتغير دلوقت يعنى ؟
سليم إبتسم: عشان الإبتسامه الحلوه اللى على وشك دى .. و اللى بتحاولى تداريها مع إنها محلّياكى .. عشان اللمعه اللى ف عنيكى دى اول ما حكيتلك كل حاجه و اللى بتنوّر من اول ما بتيجى سيرته ..
همسه سكتت كتير: خاايفه يا بابا .. خايفه أسيب قلبى تانى ف يأذينى تانى.. اللى أذانى قلبى اللى حبّ عاصم مش عاصم نفسه .. لإنى لو.مكنتش حبّيته كانت حاجات كتير اوى اتغيرت .. تفتكر بعد ده كله ينفع أسيب قلبى تانى يحسبهالى ؟
سليم بهدوء: حبيبتى الواحد لما بتحصل حيره كبيرة بين عقله وقلبه مش مطلوب منه وقتها دايماً إنه يحكّم عقله أو يضعف ويحكّم قلبه بس
إختيار العقل الكامل هيرهق قلبك قوى وده هيتعبك جدا وإختيار القلب الكامل بيكون غير عقلاني وهيسبب خساير كتييره .. لازم يكون في موازنات بين الإثنين
إختيارات القلب ضعف لكن لابد منها لإنه لو الحياه عقليه بس هتبقى ممله و وحشه جدا ..
لازم تخلطى بين الإتنين عشان توصلى لقرار صح
سليم وقف يمشى أما لاحظها إبتدت تحسبها من تانى ف محبش يضغط عليها
همسه وقّفته بتردد: هو مراد قالك حاجه بالظبط ؟
سليم ابتسم: بخصوص طلبك ؟ لاء اطمنى هو مستنى تحسبيها من تانى
همسه بان ف صوتها قلق غصب عنها: مش يمكن هو اللى بيحسبها من تانى؟
سليم ابتسم على مشاعرها اللى ابتدت تطلع بتلقائيه: لاء اطمنى هو خلاص حسبها بعقله ( و شاور على قلبه ) و ب ده
همسه ابتسمت غصب عنها: طب ليه خد خطوات سريعه كده لورا ؟
سليم كده خلاص اتأكد من اللى جواها و دوره يسحب الخوف شويه شويه منها: مش يمكن عشان انتى تحسى باللى انتى حسّاه دلوقت ؟ ماهو مينفعش تقول لحد عاملنى كويس .. بس ينفع تعامله بمعاملته و هو هياخد باله و هيحس بقيمتك و قيمة معاملتك ليه و يتعدل !
همسه إبتسمت بتلقائيه و أبوها قام يخرج: مش هقولهالك تانى .. بس افتحى باب قلبك .. ع الاقل واربيه و سيبى الباقى ع الايام .. شوفيها شايلالك ايه
أبوها خرج و سابها .. و هى قعدت تراجع كل حاجه حصلت من الاول .. بس بنظره تانيه و تراجع نفسها من الاول و جديد خاصة بعد اللى سمعته من ابوها !
بعدها بكام يوم سليم كان ف مكتبه و فى إجتماع مع مراد و فريقه بس مراد مجاش
رن عليه كتير بس مراد مردش ..
مراد كان ع الطريق .. بيفكر بشرود ف كل حاجه حصلت ف الفتره الاخيره .. إزاى هيعرف يلمّ الموقف اللى كل مدى بيتسع منه ؟ معقول همسه مفتقدتهوش كل ده ؟
فجأه قطع شروده صوت ضرب نار موجّه على عربيته .. مراد إلتفت وراه لمح كذا عربيه بيقرّبوا منه بسرعه و بيحاوطوه .. العربيات كانت كتير و كل ما بيقدّم بعربيته بتظهر عربيات تانيه تحلّق عليه ..
فجأه عربيه طلعت قدامه ضرب فرامل جامد.. العربيه فضلت تلفّ حوالين نفسها .. مراد اتحكّم و وقّف العربيه
عدّت عربيه من جنبه نزل منها رجاله بأحجام ترعب بجد بس اكيد مش عليه .. أخد نَفس طويل و إدّى لنفسه ثقه إنه هيعرف يلمّ الموقف ..
كان معاهم سلاح و وقفوا حاوطوا عربيته و فضلوا يضربوا عليه نار ..
مراد قفل كل إزاز العربيه و بقى يبص حواليه كذا عربيه قدامه و جنبه من كل جهه ..
مابقاش عارف يتحرك ازاي .. بلع ريقه و إبتدى يفكر بشكل سريع هيخرج من الموقف إزاى ..
مره واحده ظهرت ف باله صورة همسه و من بعدها لمحات لصور ياما إتخيلها ولاده منها .. حس إنه لازم يبقا أقوى من كده .. لازم يقوم عشانها
دوّر العربيه بسرعه و رجع بيها خطوات سريعه لورا .. فضلوا يضربو عليه نار
بقى يسوق بسرعه جدا و بيحاول يتصل على مهاب او محمد ...اى حد يلم معاه الموقف اللى فعلا بيزيد لإنه كل ما بيقدّم خطوه بالعربيه عدد العربيات اللى بتحلّق عليه بيزيد ..
مهاب فتح عليه الموبايل: مارد انت
قطع كلمته مع صوت العربيات اللى بتخبّط ف بعضها و صوت الرصاص اللى بقا زى المطر
مراد بسرعه: انا كنت ف سكتى للجهاز جايلكوا .. تعالالى ع الطريق
مهاب أخد مفاتيحه و نزل جرى من الجهاز على الطريق ناحية شقة مراد بيتلفّت على اى لبش ع الطريق .. لحد ما لمح معجنه عربيات و الكل بيضرب بمسدسات و خروج مراد من وسطهم محتاج معجزه فعلا ...
مراد كان قافل قزاز عربيته اللى كانت مفيّمه و ضد الرصاص و بيستخدم حاجات بتوّلع بيجهّزها و يفتح الشباك بحذر لثوانى يحدفها على عجل اى عربيه منهم تفرقع و يرجع يقفل القزاز تانى ..
لحد ما فرقع أكتر من عربيه و بقا اللى بيمشى وراه عربيتين تلاته .. فجأه عجل عربيته فرقع و العربيه إبتدت تلف حوالين نفسها بجنون و بتتشقلب ..
مراد لحق نفسه بسرعه قبل ما العربيه تنقلب و اتحدف منها ع الارض و لسه العربيات بتقرّب منه
هنا ظهر مهاب بعربيته اللى كلّم محمد و كان محصّله بعربيته .. و ابتدوا يدخلوا وسط العربيات يشاغلوهم لحد ما قام مراد ..
طلّعوا مسدساتهم و مراد كمان قام بسرعه و ابتدى يتحرك بخفه وسط حركة العربيات و بيتفادى الضرب بمهاره لحد ما نط ف عربية من اللى كانوا ماشيين وراه
و ابتدى يضرب و ينضرب ب أيده لحد ما وقّع معظمهم .. و مره واحده شاور لمهاب اللى كان موازيه بعربيته و بيضرب معاه
مراد شاور لمهاب بعينيه و رجع بص على عجل العربيه و مهاب فهم إنه عايزوه يفرقع العجل بتاع العربيه
مهاب قلق شويه خاصة إنه فهم من حركة مراد دى إنه جوه العربيه اللى معاه كتير و الموقف صعب يتلم ..
و شاف مراد بيضرب بأيده لإن مسدسه وقع ف قلبة عربيته .. و كان بيتفادى الرصاص بإنه ماسك واحد و لافف دراعه حوالين ضهره و كل ما تتوجّه رصاصه له يلفّ اللى ف أيده ناحية الرصاصه تيجى فيه و يحدفه و يمسك غيره.
مهاب إتردد شويه و مراد لاحظ تردده ف بصّله بعنف ينفّذ و هو هيلحق نفسه
و ف لحظة إنشغال مراد مع مهاب جات رصاصه لمراد مصوّبه ناحية راسه بالظبط ..
و ف حركه سريعه كان مميّل جسمه كله لتحت تفاداها و جات وراها التانيه و هو بسرعه عكس حركته بس جات ف أيده ..
مهاب لاحظ تأزّم الوضع و إنه فعلا لازم يتصرف زى ما قاله .. قلق شويه بس مفيش حل تانى ..
شاور لمحمد اللى راح بعربيته الجهه التانيه و وازوا العربيه اللى فيها مراد من الجهتين و كل واحد فيهم صوّب رصاص على عجل العربيه و حدف حاجات بتولّع و ثوانى و كان العجل بيفرقع و العربيه إختلّت توازنها و ابتدت تتشقلب من ع الكوبرى اللى طلعوه ..
و قبل ما تتحدف مراد فلفص من وسطهم و زقّ الباب برجله و اتشقلب منها عالارض و العربيه كمّلت شقلبه و نزلت من ع الكوبرى مولّعه باللى فضل من الرجاله فيها ..
مهاب وقّف عربيته بسرعه و محمد زيه و نزلوا جرى خوفاً إن يكون مراد لسه جواها .. بعدها لاحظوه بينط منها و العربيه فرقعت بعدها
محمد بسرعه راح عليه: مراد انت كويس ؟
مراد بيكح جامد متكلمش بس هزّ راسه
مهاب بذهول: هو ايه ده ؟
مراد رفع راسه بغيظ: بروفه لفيلمى الأكشن الجديد تخيّل ؟
مهاب بهزار: يارااجل طب مش كنت تقوول .. تصدق إفتكرته بجد ؟
مراد رفع حاجبه: و حياة امك
محمد ضحك: لاء هى شكلها الكاميرا المخفيه
مراد بغيظ و هو لسه قاعد ع الارض: غور ياض منك له بدل مانا اللى هخفيك
مهاب غمز لمحمد: لاء اسكت يا حموو مش فيلمه الأكشن هيقلب لفيلم رومانسى و شكلنا كده هنطفّى النور و نشد الستاره قريب
مراد ضحك غصب عنه: طول مانت ورايا و اختك قدامى لا فيها رومانسيه و لا حتى نيله .. عبوكوا كلكوا
مهاب: يا عم النحنوح و العزايم و التورت و الشيكولاتات و بنتنحنح و نسبّل
مراد قام بغيظ و نسى جرح أيده و فجأه ضربه ف وشه و مره واحده صرخ بصوت عالى و الاتنين ضحكوا قوى عليه ..
ركب مع مهاب راحوا ع المستشفى خرّجوله الرصاصه و خيط أيده و لفّ الجرح و صمم يخرج
مراد إصابته كانت خفيفه ..عشان كده رجعوا ع الشغل و اتقابلوا هناك مع اللوا سليم
اللوا سليم: ايه اخرّتوا ليه كده يا مهاب ؟ انت مكلّمنى من شويه و قولتلى مراد ع الطريق و اول ما يجى هنتلم و الاجتماع هيكو
قطع كلمته اما لمح مراد باين عليه الإرهاق .. و إيده ملفوفه بشاش ابيض .. و لافف دراعه كله و معلّقه
اللوا سليم بلهفه و هو رايح ناحيته: ايه ده يا مراد ؟ فى اييه انت متعوّر ؟
مراد بهزار: لاء دراعى مكسوف شويه ف مغطى وشه.
كلهم ضحكوا و اللوا سليم بصّله بغيظ: و مقولتليش ليه و انت بتكلمنى يا زفت ؟
مراد بغيظ: الله يسلمك يا باشا
اللوا سليم بصّله بغيظ و هو ضحك: يعنى اعملك ايه ؟ و لا انت لو قولتلك كنت هتعمل ايه ؟ مهاب نزلى و محمد و الحمد لله الموقف اتلمّ و عدّى
اللوا سليم بإصرار: بردوا كان لازم تقولى
مراد بعِند: لاء مش لازم
مهاب ضحك: بسسسس احنا كده نعمل قاعدة عرب .. ايوه كده إقلبوا زى اى واحد و حماه بدل شغل النحنحه بتاع الفتره اللى فاتت .. يا راجل ده انا كنت اتفقعت
كلهم ضحكوا و مراد و سليم ف صوت واحد بغيظ: اطلع برااا.
قالوا كلمتهم و الاتنين بصّوا لبعض و ضحكوا بغيظ و مهاب رفع ايده بإستسلام: و الله مانا قاعد .. يعنى بتطردونى من الجنه ؟
خرج و مراد قعد شويه مع سليم ..
سليم بضيق: طبعا زفت ورا اللى حصل
مراد: متشغلش بالك .. و بعدين أهى عدّت
سليم: ماهو مش معقول يكون لسه جوه البلد !
مراد بغيظ: انت دماغك لفّت و لا اييه ؟ ع اساس إنه لو عايز يوسّخ هيستنى يعملها بأيده ؟
سليم نفخ: الكابوس ده لازم يخلص بقااا
مراد إبتسم: سيبك انت .. المهم سمسميه عامله ايه ؟
سليم رفع حاجبه: نعمم ؟ ايه سمسميه دى ؟ قاعد ف المولد ؟
مراد بغيظ: خلاص همستى عامله ايه ؟
اللوا سليم بإستفزاز: ايه همستك دى ؟ من امتى ده ان شاء الله ؟
مراد كزّ على سنانه: السيده همسه بنت جناب سعادتك و اللى هى حرمى المصون عامله ايه ؟ حلوه الصيغه دى ؟
سليم ضحك: اه يعنى
مراد سكت شويه: متقولهاش حاجه .. انا إصابتى خفيفه و الحمد لله مفهاش حاجه
سليم بهزار: لاء خفيفه ايه ؟ انا عايزك تستموت
مراد رفع حاجبه: نعمم ؟
سليم هزّ راسه بتأكيد: اه و انا مش بعيد اجيبهالك ع اساس إننا جايين ناخد عزاك
مراد رفع أيده بضحك: تجيبهالى ؟ لاء انا كده هروح الحق اى صبّاره .. اعتبرنى موتت يعنى
سليم ضحك و هو خارج: على الله بس يجى منه .. استنانا.
اللوا سليم ساب مراد و روّح ع البيت .. دخل و بعدها إتلمّوا ع السفره للغدا و همسه معاهم
سليم بصّلها من تحت لتحت و تصنّع الزعل و بصّ لأمها: بقولك ايه اجهزى بعد الغدا
هدى بعدم فهم: ليه رايحين فين ؟
سليم بخبث: مشوار
هدى: لالا مشوار ايه ؟ انت عارف انا مبخرجش و اسيب همسه لوحدها
سليم بمكر: لاء المشوار ده بالذات مينفعش .. لازم تيجى معايا
هدى بإصرار: لاء مش هسيب بنتى لوحدها .. ده ممكن.
قاطعها سليم بغيظ: ما تسمعى و انتى ساكته ...قولت هتروحى يبقا هتروحى
هدى بصتله مش فاهمه و هو غمزلها: المشوار ده ضرورى
همسه كانت متابعاهم بهدوء: خلاص يا ماما روحى .. انا هتغدى و انام شويه على ما ترجعوا
سليم بمكر: أهى قالتلك .. و الا انتى عايزه جوز بنتك يزعل منك و يقول عليكى حما بجد
هدى مفهمتش: مراد ؟! و ايه علاقته هو جاى معانا و لا جاى هنا عقبال ما نيجى ؟
سليم بمكر: لا ده و لا ده .. احنا اللى رايحينله
سكت شويه و بصّ لهمسه يقرا رد فعلها اللى تنّحت بقلق و مستنياه يكمّل و هو فضل ساكت يجيب أخرها
هدى بقلق: ليه هنروحله ليه ماله ؟ و هنروحله فين ؟
سليم بصّلها بغيظ و بص لهمسه اللى كانت خلاص جابت أخرها
همسه إندفعت: فيه حاجه و لا ايه ؟
سليم بخبث: متشغليش بالك إنتى مالكيش القلق .. ان شاء الله تكون حاجه بسيطه و يقوم منها .. لولا إنى عارفك تعبانه كنت قولتلك لازم تيجى معانا .. ده ربنا يكون معاه
همسه بخضّه: ماله ؟
سليم كتم إبتسامته: كان ف مهمه و رجع متبهدل و متصاب و تعبان .. ده حتى قعد كام يوم ف المستشفى
إكتفى يقولها كده و مرضيش يحكى تفاصيل اللى حصل بالظبط عشان ميسمحش لسيرة عاصم تعكر الجو ..
هدى بعتاب: اخص عليك و متقولناش .. يقول علينا ايه دلوقت ؟
سليم بخبث: هو مرضيش يخلينى اقول لحد .. محبش يقلق ولاده .. إنتى عارفه القلق وحش لهمّوسه و الحركه بردوا وحشه
همسه بان على وشها القلق: هو متصاب إزاى يعنى ؟
سليم: مشلفط و ضايع .. إدعيله ربنا يستر بس.
رمى كلامه و سابها و قام و هو عارف كويس القرار اللى هتاخده بعد كلامه .. مرضيش حتى يعرض عليها تيجى معاهم مع إنه شاف منها القبول .. حبّ الخطوه دى تيجى منها
همسه قامت بعد الاكل على اوضتها .. رايحه جايه بقلق هى نفسها مستغرباه
مسكت موبايلها بتردد بعدها رجعت حطّته تانى
و نفخت بضيق: لالا هو بيقول تعبان .. اكيد مش هيعرف يرد .. و يقول قله ذوق
فضلت تخبّط ف ترددها لحد ما سمعت صوت أبوها و أمها برا بيستعدوا للخروج ..
هنا ترددها اتبخّر و قاامت بسرعه لبست فستان رقيق ابيض و عليه جاكت جينز و طرحه ملوّنه و نزلت بهدوء ..
أبوها لمحها نازله و الإحراج على وشها و بتفرك إيديها بتوتر .. إبتسم بمكر بس مرضيش يعلّق عشان ميحرجهاش اكتر
امها ابتسمت و هى راحت عليهم من غير و لا كلمه .. ركبوا العربيه و مشيوا و أبوها من جواه مبسوط بسرعه تجاوبها معاه ..
وصلوا و ركنوا و طلعوا عند شقة مراد .. أبوها رن الجرس و وقف يستنى ..
همسه من اول ما نزلت من العربيه و لفّت المكان بعينيها و هى ذكرياتها البسيطه مع المكان هنا ابتدت تهجم عليها ..
أبوها لمح عينيها و الوجع اللى ملاها فجأه و فهم حالتها و ده نوعاً ما ضايقه و خلّاه غلّط نفسه إنه جابها
سليم قرّب منها بقلق: نمشى ؟
همسه بدموع بتحبسها بالعافيه: لاء .. انا كويسه .. يمكن بس عشان اتحركت
سليم سكت بقلق و قبل ما يتكلم تانى مراد فتح الباب و خرجلهم
رغم إنه كان أبوها مبلّغه انهم جايين إلا إنه تنّح لمجرد إنه مكنش متوقع إنها ترضى
مراد إبتسم بعشق على همسته اللى كانت طول الفتره اللى فاتت وحشاه و مفتقدها
برغم الإرهاق اللى كانت فيه إلا انها كانت جميله .. جميله جدا .. و هدوء جمالها زايدها جمال على جمالها ..
مراد تنّح ببلاهه لهمسته و سليم بغيظ من تتنيحته: إتنحرر كده و متعمليش فيها سوما العاشق كأنك اتفاجأت
مراد بصّله بغيظ و رجع بصّ لهمسته بإبتسامه رايقه: يا صباح الجمال
همسه برقّه: صباح النور
مراد على إبتسامته: لاء نور ايه ؟ النور ده انتى اللى جيبتيه معاكى و إنتى جايه
همسه إبتسمت بنعومه برغم الإرهاق اللى كانت فيه
و أبوها بصّله بغيظ و بصّ لأمها بتريقه: طب ايه ؟ ندخل عقبال ما مولانا العاشق يخلّص و لا نقعد ع الباب ؟
مراد بصّله بغيظ: انت ايه اللى جابك ؟
سليم رفع حاجبه و شاور على نفسه بغيظ: انا ايه اللى جابنى ؟
مراد هز راسه بتأكيد و عِند: ما يلاا تتكل أنا مش لسه كنت معاك من كام ساعه ف الشغل ؟
سليم بغيظ: انا ؟ و ف الشغل كمان ؟
مراد ببلاهه: اه يا جدع انت .. و بعد الإجتماع قولتلك هقعد مع مهاب شويه قبل ما اروّح
سليم كزّ على سنانه: انااا يا بأف ؟
مراد كتم ضحكته: اه و اما قولتلى.
سليم حطّ إيده على بوق مراد و زقّه بغيظ لجوه: عبو اللى طلّعك ظابط يا لطخ
مراد تقريبا إبتدى يفهم و أبوها كزّ على سنانه بعد ما دخلوا: انت مش كنت بتموت ؟ و راجع متبهدل و
قطع كلمته و هو بيبصّ على أيد مراد و شافه شال الشاش من عليها
مراد هنا فهم الحوار و حبّ يستفزه: انااا ؟ امتى ده ؟
سليم بغيظ: اما روحت تجيب الصبّاره يابتاع الصبّاره.
هدى ضحكت قووى عليهم و همسه إبتسمت لأبوها و رفعت حاجبها
مراد بإستفزاز له: للدرجادى بتحبنى ؟ كنت بتحلم بيا اكيد صح ؟
سليم بغيظ: اه و جاى اكمّل نوم عندك يمكن الحلم يخلص على موتك بجد
كلهم ضحكوا اووى و مراد ابتسم: يا راجل .. طب مش تنبّهنى
سليم هزّ راسه و قرّب من مراد عمل نفسه هيضربه و مراد خد خطوات سريعه لورا بضحك و رفع ايده: خلاص المره الجايه هاخد بالى
سليم بإستفزاز: ابقى قابلنى إن بقا فيها جايه.
ضحكوا و قعدوا يرغوا بس مراد كانت عينيه متعلقه على همسته اللى عينيها بترغرغ و ذكريات الشقه هنا بتخنق فيها ..
ذكريات المره اللى جاتها لمراد تعرف منه الحقيقه ..
و ذكريات نزولها معاه للسفر اللى فقدت فيه إبنها .. حتى ذكريات خيانة عاصم ليها هنا اللى مشافتهاش إبتدت تتخيلها و ده خلّاها تتخنق و كأنها مش عارفه تتنفس ..
مراد أخد باله و ده خلّاه إتخنق لإنه فهم اللى هى فيه و إتخنق اكتر اما معرفش يتصرف ازاى .. ماهو مش معقوله هيقولها نمشى !
و قبل ما ياخد اى رد فعل لمح دموعها اللى فقدت سيطرتها عليها ابتدت تنزل بهدوء .. و شويه شويه الهدوء ده إتحوّل عاصفه و دخلت ف نوبه عياط
و مره واحده قامت بخنقه فتحت الباب و خرجت خالص من الشقه ..
مراد ميّل راسه بخنقه لمجرد إن كل ما تيجى تقرّب حاجه تبعدهم
سليم نفخ بغيظ: انت هتنّح ؟ اتحرك لا تمشى ف حالتها دى و يحصل حاجه
مراد هنا هو اللى افتكر اما خرجت من نفس المكان ده قبل كده و اللى حصل
قام يجرى بلهفه و يدوب فتح باب الشقه و قبل ما يتحرك خطوه ناحية السلم سمع الصوت اللى خلاه اتسمّر مكانه و غمض عينيه بوجع عالمنظر اللى خلاص حفظه !