رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر
همسه عملت العمليه و انتظرت النتيجه على نار و حاله قلق مسيطره ع الكل ..
عليها خايفه لا متعرفش تبقا ام و تضطر تشيل الرحم او بتقنع نفسها بكده .. و على مراد اللى متعلّق بالقشايه اللى هتنجّيه من دنيته و تغرّقه معاها ف دنيتها ..
عدّى الاسبوعين و بعدهم جات الدكتوره و اخدت منها عينه الدم اللى هيتعمل عليها التحليل و عملته و انتظرت لتانى يوم النتيجه !
مراد دخل اليوم ده لعندها و انتظر برا ..
مش عارف ليه .. بس يمكن عشان كان منتظر خبر حلو و عايز يشوف فرحتها ..
دخلت الدكتوره لعندهم و قلق سيطر ع الكل: النتيجه بانت و غير ما احنا كنا متوقعينها تماما !
همسه اتجمّدت مكانها و بسرعه اتجمّعت دموع كتيره و اتحبست ف عينيها و دوّرت وشها الناحيه التانيه ..
و ده نوعاً ما عجب مراد و فتح قدامه طاقة امل انها مُتقبله فكرة انها تشيل جواها حته منه ..
و ده خلّاه يبصّ للدكتوره بقلق من غير ما ينطق و كأنه خايف علي همسه من ردّها
دقايق صمت عدّت عليهم و الدكتوره بتقلّب ف الورق ف إيديها .. بعدها انتبهت لشكلهم اللى مرسوم عليه الصدمه و ده خلّاها اخدت بالها للى وصلهم
الدكتوره ابتسمت: لاء انتوا فهمتونى غلط .. مش قصدى زى ما وصلكم
مراد بتردد: امال تقصدى ايه ؟!
الدكتوره: مدام همسه عمليتها نجحت الحمد لله و حامل ف اسبوعين
اللوا سليم اتنرفز: امال ايه النتيجه مكنتش زى ما توقعنا ؟ بتلعبى بأعصابنا حضرِتك ؟
الدكتوره بتفّهُم: لاء مش ده قصدى اكيد .. افهّمك ..
حاله مدام همسه للإسف كانت ميئوس منها بشكل كبير لأسباب كتيره جدا ..
منها انها لسه خارجه من فترة تعب حمل قريبه و ألم ولاده ..
و كمان النزيف اللى بعدها و اللى خلّاها فقدت كميه دم كتير و عملها ضعف ..
ده كله غير حالتها النفسيه السيئه و ده طبعا زائد الورم ..
كل الحاجات دى فوق بعضها كانت ضاعفه الأمل ف إنه يحصل حمل ..
بس كان لازم نجرّب قبل ما نعمل عمليه الورم لإننا هنشيل الرحم بشكل اكيد ف العمليه مفهاش احتمالات ..
ف اللى مكناش متوقعينه ان الحمل يحصل من اول محاوله و انه يبقى ف تؤم كمان !
الدكتوره مدّتلها إيديها التحليل و همسه مدّت أيديها تاخده منها ف نفس اللحظه اللى مراد مدّ أيده ياخده بردوا ..
و اتلاقت عيونهم بتلقائيه اللى راحت ع التحليل و كأنها اتجمّعت على حلم واحد ..
عيونها لمعت و همست بصوت رقيق: تؤم ؟!
مراد همس: ياما انت كريم ياارب
مراد ميّل على راسها باسها و طوّل ف بوسته قوى و كأنه بيتنفسها ..
مراد رفع شفايفه من على جبينها و ده خلّاه قريب من وشها قوى: مبرووك يا أم الحبايب
همسه و كأنها نسيت وضعهم أو تناست ابتسمت برقّه و عيونها راحت على بطنها و حطّت أيديها على بطنها
و مراد حط أيده على أيديها على بطنها و ابتسم بعيون بتلمع ..
اللوا سليم راح على همسه ف السرير حضنها بفرحه: الحمد لله حبيبتى مبرووك
الدكتوره: الادويه ف مواعيدها + راحه جسمها + الغذا الكويس + متابعتها هنا بإنتظام و فوق ده كله راحتها النفسيه و ان شاء الله هنعدّى الفتره دى بسلام و اشوفها كل اسبوعين مره !
الدكتوره خرجت و مراد انسحب و خرج وراها بهدوء
مراد بقلق: هى كويسه صح ؟
الدكتوره: الى حد ما اه .. لكن محتاجه رعايه
مراد: يعنى مفيش قلق على صحتها ؟
الدكتوره: لاء .. لحد دلوقت لاء
مراد: اعملى اى حاجه عشان تبقا كويسه و ولادى كمان .. انا محتاجهم جداا .. لازم يبقوا كويسين .. لازم يكملوا
الدكتوره: ربنا يسهّل .. هى بس تمشى ع التعليمات . سلام
ف الصعيد عند اهل مراد ...
ام مراد بزعل: يعنى يهون عليك كده يمشى زعلان ؟
أبوه بغضب: يحمد ربنا إنى مامشتهوش انا
أمه بصدمه: انت كنت عايز تطرده ؟!
أبوه: و الله بعد اللى سمعته انا كنت مش بس عايز أطرده .. انا كان لازم افوّقه !
أمه: استهدى بالله بس مش يمكن
قاطعها أبوه بقرف: يمكن ايه ؟ إبنك بيقول لاخته ان البنت اللى هيتجوزها كلها كام اسبوع و تجيبله عيل ! فاهمه ده يعنى ايه ؟!
أمه بحيره: و الله ما عارفه اقولك ايه بس .. خصوصا ان فاطمه مرضتش تقولى قالها ايه .. و قالت هو يقول اللى عايزوه ليكوا .. و انت مدتهوش فرصه يفهّمنا ..
أبوه بحده: و مقالّناش ليه ؟ استنى ليه لقبل كتب كتابه بكام يوم و جاى يبلغنا زى الغُرب ؟ من باب العلم بالشئ ..
لو الموضوع مظبوط ليه مسابش كل حاجه تمشى طبيعى ؟ ليه مخدش رأيى ؟ ليه مدّنيش فرصه اسأل عنهم عن البنت و اهلها ؟ مش كفايه مشينا مره ورا سؤاله هو .. و لا كل مره لازم ياخد على دماغه ؟!
أمه بتبرير: انت عارف شغل مراد .. واخد كل وقته .. ده يا حبّة عينى مبيلحقش ياخد نَفسه و لا يرتاح و لا عنده اجازات .. انت نفسك شايف بيجى كل قد ايه ؟
أبوه بغضب: عشان مقضيها تنطيط و لف هناك ف معندوش وقت يجى هنا ..
أمه: حرام عليك ده شغله شاغلُه مكتّفه .. طب اقولك .. اسأل عليهم انت .. شوف هى مين و اهلها مين و اسأل عنهم ..
و لو طلعوا كويسين يبقا كان بها .. و كفايه انها تمام و حتّه انه مقالش بدرى اكيد له عُذره ..
أبوه بصرامه: مانا ناوى على كده .. بس قسماً بالله لو طلع اللى ف دماغى صح و اللى فهمته لاكون.
قاطعته أمه: اصبر بس و متخليناش نسبق كل حاجه .. اسأل و شوف
و فعلا ابوه كلم يحيي اللى هو قريب مراد من بعيد و معاه ف مجال شغله و كلفه يعرفله بس اسم البنت و عيلتها و هو هيسأل عنهم كويس !
مراد ف المستشفى عند همسه .. سابهم بيستعدوا للخروج و بيلمّوا حاجتهم و نزل خلّص اجراءات خروجها و جاب العلاج ..
عملها كشف المتابعه و خلّص و طلعلها فوق .. كانت هى خلّصت و نزلت معاه هى و ابوها و امها ..
اخدهم ع العربيه و طول الطريق الكل بيتكلم إلا همسه اللى بتحاول تتجنب الكلام مع مراد ب أى شكل بس مش عارفه تدارى فرحتها بالحمل ..
و رغم كده صورة عاصم عمّاله تروح و تيجى قدام عينيها و مهما تغمض الصوره مش مفارقاها ..
مراد عرض عليها و على ابوها إنهم يبقوا ف بيته و ده من باب الذوق و الواجب .. عرض و هو عارف رد فعلها و إنه عرضه مرفوض بس حبّ يمهد لخطواته الجايه ..
همسه بحده: لااء .. اعتقد احنا متفقين على نقطه زى دى ..
مراد: ايوه بس
همسه بهجوم: مابسش .. و متفتكرش إنى لمجرد إنى حملت منك ده معناه انى مُتقبِلاك .. لاااء جدا ..
انا محتاجه ابقا ام مش زوجه .. لكن انت برا دايرة حياتى انا و ولادى !
مراد بصّ قدامه للطريق و تمتم: اللى يريحك
أبوها اتضايق من طريقه كلامها و هجومها الحاد بس معلّقش و حاول يغيّر الموضوع بلطافه: قولّى بئا يا مراد عايز ايه ؟ يعنى ولدين بنتين مشكلين
هدى ضحكت: ايه مشكّلين دى ؟ هو طبق حلويات هههه
مراد ضحك و هو باصص لهمسه ف المرايا: اه طبعا حلويات .. هيطلعوا غير كده لمين ؟ ده كفايه ان أمهم الحلو كله
همسه دوّرت وشها الناحيه التانيه و سكتت بس حبست ابتسامتها اللى ظهرت على وشها غصب عنها ..
مراد ابتسم: كل اللى يجيبه ربنا كويس .. بس عن نفسى بحب خلفة البنات جداا .. بيقولوا عنهم رزق و خير
هدى بتأكيد: طبعاا ده حتى البنت ف الحلم دنيا جديده
همسه اندفعت: لاء انا نفسى ف ولد !
سليم: ولد ولد المهم سلامتك .. بعدين ده حتى انت صعيدى يا جدع يعنى خلفة الولاد عندكم مُقدّسه.
هدى و كأنها انتبهت لسيرة اهله: صحيح يا مراد انت اهلك مبينزلوش القاهره خالص ؟
مراد ارتبك: لا بينزلوا .. قصدى يعنى مش اووى .. بس قريب اوى هيجوا يزوروكوا
هدى بإستغراب: اصلك من وقت ما قلتلنا هيجوا اما ينزلوا مصر و مجبتش سيره تانى .. و اتفقت و كتبت الكتاب و همسه اهى حملت !
مراد اتوتر شويه لما افتكر موقف أبوه: لاء مانا اللى مأجل زيارتهم بس لحد ما الامور تستقر و بعدها نبقا نشوف !
مراد اتوتر شويه و بصّ ف المرايه للوا سليم و كأنه بيترجاه ينقذه من الموقف .. لانه مفهّمه الوضع و اتفقوا هيمشّوا كل شئ طبيعى و يسيبوا الباقى ع الظروف ..
سليم بتتويه: ياستى البيت مفتوح لهم ف اى وقت .. يشرّفوا .. و طالما هو مبلّغهم يبقا ربنا يسهل
هدى هزّت راسها بشئ من الإستغراب و سليم كمّل بكذب: هما كلمونى و انا تقبّلت الظروف .. المهم حاليا نعدّى بس الفتره دى بعدين اى شئ تانى هيّن !
و بصّ لمراد ف المرايه اللى اتّكى على عينيه و كأنه بيشكره ب إمتنان على موقفه
هدى بفضول: اه انا إستغربت بس انهم تقبّلوا الموضوع من غير فرح و لا هيصه كتب كتاب و لا زياره
قاطعتها همسه اللى اتصدمت بذهول: فرح ؟!
هدى تراجعت: انا قصدى ان زى ما ابوكى قال انهم صعايده و مراد اول فرحتهم و
همسه رفعت حاجبها بغيظ و متكلمتش بس نظرتها كانت كفايه اوى تسكّت امها و مراد لاحظها و سكت ..
سليم حاول ينهى الحوار: سيبوها ع التسهايل .. و اللى عايزوه ربنا هو بس اللى هيكون ..
هدى بتأكيد على كلامه: على رأيك اهم حاجه دلوقت ربنا يكمّل حملها على خير ..
سكتوا و همسه سكتت بغيظ و دورت وشها ناحيه الشباك و سرحت و قفلت اى كلام لحد ما وصلوا البيت ..
مراد لفّ و فتحلها الباب و مدّلها ايده .. بصّتله بنفور و دوّرت وشها الناحيه التانيه جنبها اللى كان فيها ابوها و بصّتله و كأنها عايزاه ينزل ..
و هو فعلا نزل و هى لهت نفسها ف لمّ حاجتها .. لحد ما ابوها لفّ جنب مراد ..
و هى نزلت و دخلت لجوه من غير و لا كلمه و سابتهم ..
و امها نزلت اللى اصرّت على مراد يدخل معاهم يتغدوا سوا و هو رفض كتير بس قدام اصرارها اضطر انه يوافق و دخل !
اتغدوا و هو استأذن و انسحب بهدوء و مشى ..
ابو مراد كلّم يحيي ...
يحيى بإستغراب: عمى عامر ! خير !
أبو مراد بغضب: سلامو عليكوا يا ولدى .. معلش كلمتك و عايزك ف حاجه
يحيي: اتفضل هو حضرتك محتاج تستأذن تكلمنى ؟ بعدين خدمة ايه انت تؤمرنى .. هو مراد عندك ؟ و لا فى حاجه قلقتنى
أبو مراد: لاء زفت مش هنا ..
يحيي إستغرب من لهجته وغضبه و هو نفخ بغضب: عايزك بخصوص البيه ف خدمه .. بس من غير ما يعرف اذا سمحت
يحيي: ماشى اتفضل قلقتنى فى ايه ؟
أبو مراد بغيظ: البيه لايف على واحده من إياهم .. و الله اعلم مين فيهم ضحك ع التانى عايزك بس تعرفهالى مين ..
يحيي بإستغراب: يعنى ايه مين ضحك على مين ؟!
أبو مراد بغضب: يعنى الله اعلم هى ضاحكه عليه و واكله عقله عشان تلبّسه عملتها مع غيرها .. و لا هو اللى ضحك عليها و غواها و جاى يكمّل الهباب ده بالجواز !
يحيي: قصدك ميين ؟ همسه ؟
أبو مراد إنتبه: انت تعرفها ؟ يعنى كنت عارف .. كنت عارف ان واد عمك بيوحل نفسه و واقف تتفرج ؟!
يحيي بدفاع: انا معرفش حاجه اووى .. مراد مبيحكيش و خاصه عن الموضوع ده .. و بعدين كل حاجه جات بسرعه ف مكنش فيه فرصه نتكلم .. هو حتى مخدش رأى حد .. انا عرفت من برا كمان !
أبو مراد بحده: كماااان ؟ يعنى مش كفايه انه ماشى من دماغه و بيغلط لاء كمان مدارى زى اللى عامل عمله ..
يحيي: لاء مش كده .. هو بس زى ما قولتلك كل حاجه جات ورا بعضها و بسرعه .. ده هى بعد ما اتطلقت من عاصم مكنش فى
أبو مراد بصدمه: نعمممم ؟ انت عايز تقول ان اللى هيتجوزها ولدى كانت مرت صاحبه ؟ يعنى كانت متجوزه كمان ؟ و الله اعلم اتطلقت ليه ؟
يحيي اندفع: لاء هى بس بعد ما ابنها مات
أبو مراد بقرف: هى الهانم كمان كانت مخلّفه ؟
بصّ لأمه اللى قاعده وراه و كمّل بقرف: و البيه بقا مقالكش خد مرت صاحبه ليه ؟ و استعجل ليه ؟
يحيي حسّ انه اتسرّع ف الكلام ف اتراجع شويه و سكت: بص انا معرفش كتير عن الموضوع ده .. زى ما قولت لحضرتك مراد مقالش لحد حاجه ..
أبو مراد بغضب: تطلع بت مين ؟ أهلها مين ؟
يحيي بقلق: هى بنت اللوا سليم السويدى مدير مراد .. معرفش عنها اووى ..
أبو مراد بقرف: اللى قلته كفايه و انا هعرف الباقى بطريقتى ..
قفل معاه و غضبه و غيظه زاد ..
مراد خرج من بيت همسه .. قعد يلفّ كتير اووى بالعربيه و طول الطريق بيراجع كل اللى حصل ف اليوم ..
ابتسم اووى اما افتكر لحظة ما عرف بحمل همسه .. و ابتسم اكتر اما شاف فرحتها و لمحها مبسوطه
قطع تفكيره صوت موبايله بيرنّ .. اتوتر اووى اما بصّ فيه .. فكر ميردش بس خلاص اللى حصل حصل و كل حاجه خلصت !
مراد فتح بقلق: ابوياا
أبوه بغضب: اه ابوك اللى رميته ورا ضهرك يا حضرة الظابط المحترم .. و لا اقول يا جوز الهانم .. بنت الاصول اللى لفّت و دارت عليك و عشان تداروا عملتكوا خلّتك حطيت كلمه ابوك تحت جزمتك !
مراد بغضب: حضرتك مش
أبوه بحزم: قدامك مسافه الطريق من عندك لهنا و تكون قدامى .. و اما تجى هشوف شغلى معاك ..
و إلا قسما بالله
قاطعه مراد بضيق: حاضر حااضر .. أدينى شويه وقت و هكون عندك
أبوه بحده: و لا ساعه واحده زياده عن مسافه السكه
و قفل ف وشه بغضب من غير ما يديله فرصه لكلمه زياده و بصّ لامه جنبه اللى واقفه بتراقب كلامه بقلق !
مراد قفل بخنقه و حدف الموبايل جنبه .. و بضيق طلع ع البيت غيّر هدومه و عمل كام تليفون لشغله و اخد تليفونه و مفاتيحه و نزل ..
بس قبل ما ياخد طريقه للصعيد عدّى على بيت همسه يتطمن عليها و يعرّفهم انه هيغيب يوم اتنين بالكتير ..
فضل واقف كتير متردد بعدين رنّ على ابوها عرّفه انه مسافر و اما عرف انه ع الباب خرجله بقلق ..
سليم بإستغراب: انت ايه اللى موقّفك ع الباب كده ؟ ما تدخل !
مراد بإحراج: لا معلش .. انا بس كنت جاى اعرّفك انى مسافر كده يومين و جاى ع طول .. و مش محتاج اقولك لو حصل اى حاجه ضرورى تكلمنى
سليم بإصرار: ما تدخل يا جدع انت .. هنتكلم ع الباب
مراد: لا معلش انا لسه ماشى من هنا .. بس لولا إنى جالى السفر بسرعه كنت
سليم رفع حاجبه: انا كنت قولتلك ايه اللى جابك ؟ بعدين انت خلاص بقيت جوز بنتى .. يعنى واحد من البيت اللى انت واقف على بابه ده ..
مراد بإحراج: انا
سليم بتأكيد: اسمع يا مراد انا ماليش علاقه بعلاقتك ب بنتى .. اللى بينك و بينها حاجه و اللى بينك و بينى حاجه .. و بيتى مفتوحلك اى وقت .. اى وقت تيجى تدخل ايا كان الظروف .. فااهم !
مراد ابتسم و كأن طاقه الامل اللى إتفتحت قدامه بتوسع و تزيد شويه شويه .. بس لسه مش عارف الطريق اللى إبتداه هيرسى على ايه
مراد بهدوء: ربنا يسهل .. هتّكل انا عشان متأخرش و هبقا اكلمك
سليم ضيّق عينيه: انت مسافر فين و فجأه كده ؟
مراد بضيق: الصعيد .. يومين كده و راجع ان شاء الله
مراد بسرعه سلّم و مشى من غير ما يديله فرصه لأى اسئله تانيه .. سليم فضل واقف حبّه بقلق و بعدين دخل !
ابو مراد قفل معاه و فضل رايح جاى بغضب و غلّ و مستنيه ..
يحيي اما قفل مع ابو مراد حسّ انه وتّر الجو اكتر اتردد شويه يكلم مراد بعدين قرر يقوله ع الاقل يستفهم منه و يخلّيه يعمل حسابه ..
مراد اخد طريقه للصعيد و هو عارف او ع الاقل متوقّع ايه اللى هيحصل و بيجهّز نفسه للعاصفه اللى اكيد هتحصل !
موبايله رنّ و هو بصّ فيه لقى يحيي نفخ بضيق و ساب الموبايل قدامه شويه يرن .. بس قدام إصراره اضطر يفتح
مراد بزهق: يحيي خير ؟
يحيي بغيظ: ايه يا بنى فينك كده ؟ و ايه اللى بيحصل معاك ؟ اعرف من برا يعنى و حتى
مراد بضيق: يحيي يحيي مش وقتك .. انا ع الطريق و قدامى كتير عقبال ما اوصل .. بعدين اكلمك
يحيي: طريق ايه ؟ على فين كده ؟
مراد نفخ: الاقصر
يحيي تقريبا فهم: ااه يبقا ابوك كلّمك بعد ما قفل معايا
مراد بقلق: هو كلّمك ؟
يحيي ارتبك: اه و تقريبا وقعت معاه بالكلام .. بس انا مكنتش اعرف يا بنى ادم انت انك مش معرّفوه .. اه مش قايل لحد حاجه بس مش لدرجه اهلك .. للدرجادى يا مراد؟!
مراد بضيق: يحيي الله لايسيئك انا مش طالبه معايا تبكيت .. انا خلاص اخدت قرار و نفذته
يحيي استغرب: نفّذته ؟! انت عملت ايه بالظبط ؟!
مراد حاول يقفّل الحوار مفهوش دماغ للكلام: هقولك بعدين .. هنقعد و نتكلم بس مش دلوقت .. ع الاقل بعد ما انهى الحوار ده مع الحاج و اخلص بئا هبقا افهّمك ..
يحيي: طب ما تنهيه من عندك انت يا مراد .. اخلص من الليله دى .. اشمعنى دى يعنى اللى متبّت فيها ..
مراد بشرود: خلاص معتش ينفع متأخر اووى كلامك ده .. و حتى لو ف وقته مكنتش بردوا هتراجع !
يحيي بإستفسار: يعنى ايه متأخر ؟ انت وصلت لحد فين ف الحوار ده اصلا ؟
مراد نفخ: خلاص يا يحيي قولت بعدين
يحيي: ماشى بس خد بالك ابوك تقريبا عرف هى مين و انها كانت متجوزه و مخلفه
مراد بضيق: كده كده كان هيعرف متشغلش بالك انت .. المهم حكيتله ايه بالظبط ؟
يحيي حكاله بإختصار كلامه مع أبوه و مراد فهم سر غضب أبوه .. و حمد ربنا انه لسه معرفش بالباقى ..
ع الاقل مش دلوقت و إنه لسه قدامه فرصه يقنعهم او حتى يمهّد ..
قفل معاه و نفخ بضيق و حطّ الموبايل و كمّل طريقه و هو عارف اللى جاى شكله ايه !
همسه بعد اما روّحت ع البيت طلعت اوضتها بهدوء دخلت اخدت حمام و غيّرت و دخلت ف السرير .. حطّت ايديها على بطنها و ابتسمت بفرحه و هى مش مصدقه انها حامل !
معقوله حامل !؟ و الكابوس خلص .. و ف تؤم كمان ..
ياترى هما ايه ؟! شكلهم ايه ؟! ياترى شكلى و لا شكل ..
و هنا سكتت بضيق بمجرد ما افتكرت مراد .. باباهم ..
شردت بضيق: ازاى اختارتلهم واحد زى ده يكون ابوهم ؟ ليه وافقت اشيل ف بطنى حته منه ؟ ليه عيدت التجربه تانى ؟!
كان عندى اهون انى مخلّفش خالص و لا ان ولادى يكون واحد زى ده ابوهم .. كفايه انه شبيه عاصم .. رفيقه و شريكه و اكيد طريقهم كان واحد طالما سوا .. متعلمتش من اللى حصلى !
همسه نفخت بقرف و ضيق ف نفسها: انا مش هسمحله يقرّب منهم .. هيبقا اب بالإسم بس .. مش هياخدوا منه حاجه .. مش هسمح بقربه منهم و لا منى مهما يحصل .. مش هغلط تانى !
و رجعت بصّت لبطنها و هى ايديها عليها و رجعت ضهرها لورا و ابتسمت ..
مراد وصل بزهق و دخل بيت أبوه اللى كان عباره عن كتلة نار قايده من الغضب ..
دخل رمى السلام و ميّل على إيد امه باسها و باس راسها و لسه بيقرّب من أبوه رجع بعنف لورا و دوّر وشه الناحيه التانيه
مراد حاول على قد ما يقدر يكون هادى لإنه عارف طبع ابوه و شدّته
مراد بهدوء: خير يا حج .. أدينى جيت أهو و بسرعه .. ايه بئا الموضوع المستعجل اللى مكنش محتمل يستنى حتى لحد ما استأذن من شغلى ؟
أبوه بقرف: تستأذن من شغلك ؟ و الله ؟ طب ده كويس انك بتحترم شغلك و تستأذنه ..
ع الأقل تكون بتحترم حاجه ف حياتك بدل مانت مش عامل إحترام لحد و لا بتستأذن حد !
مراد بضيق: ليه بس يا حاج ؟ إمتى مشيت من غير مشورتك و لا رأيك ؟
أبوه بغضب: و لما تجى تبلغنى بقرارك بالجواز من غير ما تدّى حتى فرصه لحد يناقشك يبقا ده أسمه ايه ؟
مراد: كنت هقولك .. لو ادتنى فرصه كنت هجى و احكيلك كل حاجه انت اللى استعجلت ف حكمك !
أبوه وقف بغضب: انت هتستهبل ؟ حُكم ايه اللى استعجلت فيه على واحده انت بنفسك قولت لأختك عنها انها كلها كام اسبوع و تجيبلك عيل و انا بنفسى سمعت .. هتنكر
مراد بهدوء: لاء منكرش بس حضرتك سمعت ده بس مدتنيش فرصه افسره .. فهمت غلط ف حكمت غلط و اساءت الظن بواحده محترمه و اتهمتها ف شرفها و سُمعتها!
أبوه بغضب: اتفضل فهّمنى اللى عندك .. فهّمنى غلطى يا مراد بيه ..
مراد: انا كان قصدى اننا بعد ما نكتب الكتاب بعد الجواز يعنى هنعمل حقن مجهرى عشان تحمل ع طول !
أبوه مفهمش قوى بس بصّله بذهول: و مستعجل ع الخلفه ليه ان شاء الله ده لو كلامك اللى مدخلش دماغى ده بنكله صح ؟
مراد حاول يبقا هادى: مش حكايه مستعجل .. انا بس اكتشفت ان عندى مشكله كده و الحمل مش هيجى بشكل طبيعى ..
أبوه ضيّق عينيه بإستغراب: مشكله ؟
مراد: اه مشكله صحيه يعنى .. و هتأدّى ان الحمل مش هيجى الا بعمليه زى عمليات الحمل الصناعى دى .. و ده اللى خلّانى استعجلت ف الوقت ..
امه بإطمئنان: شوفت بقا يا حاج .. اديك ظلمته اهو .. انا قولتلك ولدك عاقل و ميقلّش بعقله ابدا مصدقتنيش
أبوه بصّلها بغضب و عدم تصديق: و ليه مقلتليش ؟
مراد: محبتش الموضوع يتفتش اكتر من كده .. و حبيت احتفظ بظروفى لنفسى اعتقد ده حقى و لا أيه ؟
أبوه بشك: و اشمعنى دى بالذات ؟
مراد بضيق: و مالها دى ؟ ينقصها ايه ؟ تعرف عنها أيه حضرتك للهجوم ده كله ؟
أبوه بغضب: كفايه إن اعرف عنها انها كانت متجوزه و مخلّفه .. و كانت مرت صاحبك اللى اكلتوا سوا ف صحن واحد .. هتبصّ ف وش صاحبك كيف ؟ هيدخل بيتك و تدخل بيته ازاى ؟
مراد بغضب ظاهر عليه لما جات سيرة عاصم: حضرتك ولت كان .. كان جوزها .. كان صاحبى .. و خرج من حياتنا احنا الاتنين يعنى مالهوش لازمه الكلام ده دلوقت !
ابوه بصدمه: هتقاطع صاحب عمرك اياك عشان مَره .. ايه واكله عقلك للدرجادى ؟
مراد بعصبيه: لاء مش هقاطعه عشانها .. عشان خانى طعنى ف ضهرى .. بعدين هو فيين ؟ خرج من حياتنا إحنا الاتنين و من البلد بحالها و مستحيل يرجع إلا على جثتى
أبوه مش فاهم: خانك ؟ كيف يعنى ؟ انت اللى خدت مرته و لا هو اللى اخد مرتك أياك ؟
مراد بغضب: خد اللى خده .. و هو اللى ابتدى
أبوه رفع راسه بشكل إنه فهم: و هو ده البيه اللى لقيته مع مرتك ؟
مراد سكت و دوّر وشه بضيق
أبوه بحده: و إنت جاى تردهاله ؟ و الهانم سمحتلك بقا بكده ؟
مراد اتنرفز: معدش يلزمنى و لا يلزمها و صفحته اتقفلت بالنسبالها و بالنسبالى
أبوه بغضب: و ايش عرّفك انها اتقفلت عندها ؟ هااا ؟
خلّفت منك و اترمت تحت رجلين صاحبك .. هتعمل ايه وقتها ؟ و ولادك هيروحوا فين ؟
مراد بغضب و تأكيد: مش هيحصل
أبوه بقرف: ليه محصلش معاه ؟ معملتش ده معاه ؟
سابته و راحت لفّت على اللى كان صاحبه ؟ اللى اول ما شمشمتله نخّ قدامها ..
اللى تسيب جوزها و أبو ولدها عشان صاحبه يبقا تسيب صاحبه عشان كلب دكر معدّى ف الشارع .. ماهى متعوده و عملتها سابق ..
مراد حاول يتحكم ف غضبه مش عارف خاصه قدام اتهامات أبوه ليها: و انا قولت لحضرتك مش هيحصل .. انا بثق فيها .. هى محترمه و جدا كمان
مراد كان بيحاول ف كلامه يبعد عن اى تفاصيل تخصّ اللى حصل بينهم هما التلاته هو و هى و عاصم و عن تفاصيل جوازه عشان الوضع ميتأزمش اكتر !
أبوه بغضب: محترمه لنفسيها مش لينا ..
مراد بغضب: يعنى ايه ؟
أبوه بحزم: يعنى واد عامر العصامى مياكلش ف طبق مطرح حد .. مياخدش فضلة خير حد و لا يترميله البواقى !
مراد بضيق: انا قولت لحضرتك ده موضوع و انتهى
أبوه بصرامه: و هينتهى كمان بالنسبالك انت كمان .. و عشان اتأكد انك قفلته كتب كتابك على بت عمك و دُخلتك اخر الاسبوع ده و قبل ما تتحرك من هنا !
مراد بصدمه: انت عايز تسيّبنى واحده عايزها انا .. و تجوزنى واحده عايزها انت .. و ده كله ليه ؟ عشان ايه ؟
أبوه بغضب: بت عمك بتنا .. من دمنا عارفين اصلها و فصلها و تربيتها و مسبقلهاش الجواز و سترك و غطاك .. التانيه بقا.
قاطعه مراد بغضب: و لا كلمه زياده عنها .. قولت بما فيه الكفايه بس لحد هنا و كفايه
أبوه بشده: يبقا ننهى الكلام على إكده و نقفل الحوار خالص و تنفّذ اللى قلتلك عليه
مراد بإصرار: و اذا رفضت
أبوه بصّله بصدمه: انت بتكسر كلمتى ؟!
مراد دوّر وشه بضيق: حضرتك اللى إضطرتنى .. و انا لا هسيب دى و لا هاخد دى .. دى حياتى و انا خلاص اخترت هعيشها ازاى .. ف سيبنى بقا اعيشها زى ما اختارتها .. صح بئا غلط انا اللى هتحمل نتيجه الاختيار ده لوحدى مش حد تانى !
أبوه بحزم: و انا قولت لاء .. قسماً بالله ما هيحصل و لو حصل ما هتدخلى دار و لا تتسمى و لدى و لا يبقالك قشه واحده من خيرى !
مراد بإصرار: حضرتك بتلوى دراعى و انا مبجيش ب كده
أبوه غضب: هديلك فرصه لاخر الاسبوع تفكر يمكن.
مراد بتأكيد: لاء مش يمكن .. تعرف عنى انى برجع ف اى قرار اخدته ؟ ده حتى لو غلط بكمّل فيه و اتعلم من غلطى و اعتقد انك انت اللى ربتنى على كده
أبوه بغضب: انا لا ربيتك على اكده و لا على غيره .. و لا عرفت اربّى اصلا .. لما تقف قدامى و تناطحنى قصاد الكلمه عشره يبقا يا خساره تربيتى ..
مراد بضيق: حضرتك اللى حطّتنا ف الموقف ده
أبوه بحزم: و انا لسه عند كلامى و رأيى مش هيتغير و كلامى زى ما قلته هيتنفذ يا مالكش صالح بينا خالص !
أبوه سابه و طلع فوق و مراد قعد بخنقه و حطّ راسه بين ايديه و نفخ بضيق جنب اخته اللى بتبصّله بقلق و امه قرّبت منه و قعدت ف الارض قدام رجليه
مراد بصّلها بزعل و هى اتكلمت برجاء: ليه بس يا حبيبى اكده ؟ ليه العِند يا ولدى عاد ؟
مراد بضيق: عشان دى حياتى و انا اللى هعيشها و من حقى اختارها زى ما احب
أمه بمحايله: حب اللى تعجبك و اختار اللى تعجبك .. اى واحده الا دى .. من ضمن بنته الدنيا بحالها مملتش عينك الا دى يابنى ؟
مراد بغضب: و مالها دى ؟ هاا ! حكمتوا عليها ازاى و انتوا حتى متعرفوش اسمها !
أمه بزعل: يكفى انها كانت مرت صاحبك .. يعنى بيتت ف حضنه يا ولدى .. كلت عيش ف بيته .. شالت اسمه ..
خلّفت منه .. عايز ايه تانى عشان تعرف انها متنفعكش !؟ يابنى واحده زى دى قليله قوى عليك و انت سيد الناس و مقامك عالى ..
مراد بإصرار و عِند: و انا قولت انى مش عايز غيرها .. و خلاص مهما حصل ده شئ مش هيتغير !
أمه: طب
مراد قاطعها بوقوفه و بيلّم حاجته موبايله و مفاتيحه و جاكته: اتكلمى معاه تانى و حاولى تخلّيه يتقبل ده .. لإنى مش هتراجع و لا هتنازل و كل ما تقبلتوها هيكون احسن !
أمه بزعل: انت بردوا المرادى كمان هتمشى بسرعه إكده .. حتى من غير ما تاكل لقمه .. طب ريّح من الطريق حتى مش كفايه المره اللى فاتت على عينى مشيت زعلان..
مراد باس إيديها: معلش بس اعتقد لو قعدت اكتر من كده الوضع بينى و بين الحاج هيتأزّم اكتر ..و هنشد تانى و تالت و انا مش ضامن ممكن يحصل ايه ..
ف انا هسيبه يهدى و يحسبها مع نفسه و اكيد هنتكلم تانى .. بعدين انا عندى شغلى اللى اصلا مضغوط فيه ومستأذنتش و معنديش اجازات ..
أمه بحنيه: ربنا يستر طريقك و يوفقك ف شغلك و يديك و يهديك و يرضيك بالخير و الرزق .
مراد بحب: أهو الدعوتين الحلوين دول كفايه يعينوا الواحد على اى حاجه .. كتّرى انتى بس من الدعوات دى
أمه بحب: انا عندى غيرك و لا ورايا غيرك ادعيله
كل ده و اخته متابعاه بقلق و مستنيه فرصه تنفرد بيه عشان تعرف منه وصل لفين و عمل ايه ..
و هو لاحظ ده و لإنه معندوش استعداد لأى نقاش دلوقت مع حد تانى اتهرّب من الكلام و انسحب بسرعه و مشى ..
أبوه شويه و نزل و اما ملقهوش عرف انه مشى ..
و ده خلّاه ثار بغضب و ضيق .. لإنه كل مره بيقفل الحوار و يهرب بسرعه من غير ما يدّى فرصه للاعتراض .. و لا يسمع لحد و ده قلقه اكتر و زاد شكّه ..
و قرر يسأل عن صاحبة الإسم اللى عرفه من يحيي و يستفهم اكتر عنها و عن كلام مراد اللى قاله دلوقت و مبرره و عن الموضوع كله !
مراد خرج من بيت ابوه و اخد طريقه للقاهره و قبل ما يوصل جاله تليفون
مراد بحده: خد بالك يا مهاب .. اووعى يفلت من تحت إيدك
مهاب: متقلقش بس انت جاى و لا فين كده ؟
مراد بإختصار: انا ع الطريق ركز انت بس معاه لحد ما اجيلك
مراد قفل معاه و داس بنزين و ساق بجنون لحد ما وصل الإداره ..
مراد دخل بعنف زى العاصفه على الواد مسكه بحده من رقبته و زقّه حدفه ع الحيطه اللى وراه و مسكه من رقبته
مراد بعنف: انطق يا حيوان .. زفت فيين ؟
احمد اخو مها: م .. ممعرفش .. معرفش بتتكلم عن مين ؟
مراد بصوت عالى: انت هتستعبط يا روح امك ؟ مش عارف بتكلم عن مين ؟ عن اللى باعتك يا كلب ؟ الوسخ اللى متدّارى وراك
احمد بصوت مبحوح بيطلع بالعافيه: معررفش
مراد ضغط على مسكته لرقبته: انطق يلاا بدل ما انا اللى هخلّص عليك
احمد وشه ابتدى يزرّق و بيهز راسه بخوف.
مراد بعصبيه: ما هو لو ساكت خايف من الموت هورّيك انا اللى أسوء من الموت .. انطططق
احمد ابتدى يقطع النَفس ف ايده .. اللوا سليم دخل و راح بسرعه عليهم سلك الواد من تحت ايد مراد و زقّ مراد بعيد
اللوا سليم بغيظ: ما تمسك اعصابك شويه .. بعدين احنا لسه عايزينه
احمد بمجرد ما اللوا سليم سلّكه من مراد نزل ع الارض بيكح دم و بياخد نَفسه بصعوبه
اللوا سليم راح عليه اداله مايه: لو حد واهمك إنه هيخلّصك اعرف ان ده مش هيحصل و إنك مجرد كبش فدا عشان يشيل الليله مش اكتر و لو مموتش بحكم القضيه هتموت على إيد اللى باعتينك
مراد آخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده بعنف بصوت عالى و راح عليه: انا بس اللى اقدر اخلّصك .. و اطلّعك من الليله دى كلها و هأمّنك كمان لو لاوين دراعك بحد
احمد هزّ راسه بخوف بس بان على وشه التردد و اللوا سليم لاحظه ف شدّ مراد على جنب
اللوا سليم: هسيبك شويه تحسبها تانى مع نفسك و تأكد ان لسه ف أمان و قدامك الفرصه
مراد راح عليه بلهجه ناشفه: لو بايع نفسك كده و مستعجل ع الموت انا عندى مليون طريقه لموتك .. ابسطهم خروجك من هنا
يعنى لو خرّجتك من هنا بدون حبس او تحقيق حتى .. انت عارف كويس اللى باعتينك هيفهموا ايييه ؟ هيفهموا انك بيعتهم و اتكلمت عنهم
مراد شاور على رقبته بتهديد: و ساعتها انت عارف اللى هيحصل كويس
احمد بخوف: بس ده محصلش متكلمتش
مراد ضحك بصوت عالى: ابقى اثبت بقا ده لو ادوّك فرصه اصلا.
اللوا سليم شدّ مراد و خرج برا و قفل الباب: سيبه شويه اعتقد هيراجع نفسه
مراد بينهج: وسخ زى ... و سكت شويه
اللوا سليم: متقلقش كده كده هينطق بس مش بالطريقه دى و لا بالأسلوب ده ..لازم تبقى اهدى من كده عشان نعرف نلمّ الموقف
مراد سكت بضيق: الواد ده لازم يتآمن
اللوا سليم: قصدك يهرّبوه ؟ معتقدش هما عملوا كده مع عاصم عشان عايزينوه .. وسخ زيهم .. لكن ده طالما رموه ف قضيه اخرها الموت يبقا مش عايزينه .. شغلتنا احنا بقا ناخده على حجرنا
مراد هزّ راسه و سكت و مهاب جاه عليهم
مهاب: عملتوا ايييه معاه ؟
اللوا سليم بإختصار: لسسه اكيد مش هيستسلم من اول محاوله كده
مهاب بغلّ: ده متحفّظ كويس يعمل اييه .. و عشان كده لازم يتدق على دماغه عشان يعرف يفكر
مراد بغيظ: قوول لخالك
اللوا سليم هزّ راسه بمعنى مفيش فايده: انتوا مش هتتعلموا ؟ محدش فيكوا يقرّب منه .. سيبوه و انا هعرف اوصل معاه للى عايزوه
مهاب: خلاص يبقا يتنقل على معتقلات سينا هناك آأمن
اللوا سليم: طلّعله إقرار و متدخلهوش لحد ما تبعتوه هناك و يفضل يوم كامل لوحده
اللوا سليم سابهم و مشى و مراد و مهاب وقفوا بضيق و الاخر مهاب نزل
مهاب و هو ماشى: انا هروح اخلّصله الإجراءات و على اخر اليوم يتنقل.
مراد نفخ: و انا هروح اخلّص شوية حاجات ف المكتب عقبال ما تخلّص و جاى معاك
مهاب نزل و مراد مشى و على اخر اليوم جهزوا و اخدوا احمد و خرجوا بيه من إدارة الجهاز عشان يتنقل المعتقل
و قبل ما يوصل لعربية الترحيلات انضربت رصاصه واحده بس عارفه مكانها كويس جدا .. جات وسط راسه فرتكتها و وقع احمد بينهم من غير فرصه انه يكون عايش.
مراد سحب مسدسه و مهاب زيّه و اتحركوا بحذر حوالين احمد الغرقان ف دمه ع الارض بينهم
بس موصلوش لحد خاصة انه تنشين قنّاصه
الكل طلع ع الصوت و من الوضع فهموا اللى حصل ..
اللوا سليم نفخ بعنف: ابعت حد يطلعله تقرير الوفاه و يسلّمه للدفن
مراد بتلقائيه كان هيقرّب بعنف من احمد المرمى ع الارض جثه بس مهاب حلّق عليه
مهاب: كده ايييه ؟
اللوا سليم: للأسف بشكل قانونى كده اتقفّلت .. الواد اعترف و اتاخد اقواله انا كنت بهدده بس .. لكن اقواله اتاخدت و اعترافه على نفسه اتسجّل .. يعنى شيّل نفسه الليله و هما ادوّه الحكم
مراد بجمود: بس الحكم عندى انا و اتصدر خلاص و انت عارف كويس
اللوا سليم: خدوا بالكم كويس قوى اليومين دول لحد ما نشوف هنتصرف إزاى .. عاصم قفلها قانونى عشان يقلبها شخصيه
مهاب: الوسخ لسه له عين ؟
وصلت عربية الاسعاف و اللوا سليم خدهم و مشى ..
ف مكان ما بعيد و برا البلد خالص قاعد عدد كبير من ناس شكلهم و هيئتهم يدل على طبيعة شغلهم الممنوعه و الإجراميه ..
ترابيزة اجتماعات كبيره يرأسها حد بيدى أوامره و تعليماته للكل و الكل تحت طوعه و تنفيذه ..
رئيس منظّمه إرهابيه ف روسيا: و دلوقت اقدر اقولك اهلا بيك واحد مننا و وسطنا بشكل دائم يا عااااصم !
عاصم ابتسم بشر: و انا استنيت اليوم ده كتيير .. صحيح لا كنت احب يجى بالشكل ده و لا بالسرعه دى بس كنت مستنيه
جوسير: و دلوقت بعد ما صفّيت كل شغلك هناك .. وجودك معانا بقا دائم .. و عشان اثبتت ولائك اؤمر
عاصم بغلّ: قايمة التصفيات اللى هنعملها أنا بنفسى اللى هقوم بيها
جوسير ضحك: و ده لو حصل و بالشكل اللى عايزوه يبقا منصبك محفوظ.
عاصم بثقه: و بأحسن مانت عايز .. بس ليا شرط
جوسير بصّله و هو وقف بجمود: القايمه بالأسامى اللى فيها هتتعدّل شويه
جوسير وقف قصاده: مش هنستثنى منها حد
عاصم ضحك بمكر: و مين قالك هنستثنى ؟ مش يمكن ازوّدلك عليها حد و بكل تفاصيله
جوسير بخبث: كده نبقا متفقين .. قولى بقا مين ده اللى وقع تحت نابك و هيتدلغ و كده كده على أيدك او على أيد حد غيرك من هنا هيخلص
عاصم بغلّ: _____