رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل الرابع والعشرون النهاية
مرت الايام ثقيله على عائله سالى الصغيره... فالأم فى حاله يرثى لها
وحاولت سيرين التماسك قدر الامكان لمواجهه متطلبات الحياه ..و ظل الصغار يبكون لشده تعلقهم بجدهم الحنون
اما سالى فكانت صامته ...لا تتحدث ..حتى انها لم تبكى ...تعيش حاله من عدم التصديق..
كلما سمعت جرس الباب ظنت ان الطارق والدها.
كلما دخلت غرفه المعيشه ولا تجده تتوجه لا تلقائيا للصوبه الزراعيه بالاعلى علها تجده ...ثم تجلس فى انتظاره على امل ان يظهر
ظلت على تلك الحاله لمده ثلاثه ايام متصله ...لا تتكلم ...لا تأكل ...بالكاد تحتشى شرابا ساخنا فى الصباح تحت اصرار من امها الملكومه
و ظل جاسر يتردد عليها يوميا فى الصباح قبل ذهابه الى عمله ويعود ليقضى بعض من وقت المساء برفقه اسرتها
وتظل هى حابسه نفسها فى غرفتها حتى انها لا تجلس معهم.
وكلما جاء احد الاشخاص ليعزى العائله دخلت غرفتها مسرعه فهى لا تريد سماع كلمات العزاء الخاويه التى لا تغنيها عن ابيها وطلته
حتى ذات صباح استيقظت مجيده على صوت بكاء طويل غير منقطع لابنتها الصغرى...
فأخيرا.. ادركت سالى ان والدها قد توفاه الله ...ورحل عن عالم الاحياء فهو لن يعود مجددا...
وظلت تبكى سالى بهستيريا واحتضنتها امها مرارا وتكرار.
وقرأت عليها بعض ايات القرآن ولكن كانت سالى غائبه فى عالم آخر لا تكاد تشعر بمن يمسكها.. ومن يحدثها
حتى قالت سيرين بفزع: انا هنزل انده الدكتور اشرف قبل ما يروح على شغله... دا كده مش طبيعي اللى هيا فيه
وبالفعل اسرعت الاخت الكبرى لجارهم الطبيب وحكت له ما الم بأختها بعد ايام طويله من الصمت
صعد اشرف مسرعا برفقه سيرين وتوجه الى غرفه سالى التى غابت عن الوعى
فقاس لها النبض والضغط ثم قال فى حزم: احنا لازم ننقلها المستشفى فورا
وبالفعل ما كانت الا دقائق حتى البستها امها ملابسها وحملها اشرف واتجه بها الى اقرب مشفى
وحادثت سيرين جاسر هاتفيا واخبرته بما حدث لسالى فهرع جاسر على الفور الى المشفى القريب
وصل جاسر الى جناح الطوارىء فوجد حماته وجارهم الذى تعرف على جاسر على الفور فأشار له
فاتجه اليهم جاسر وقال بقلق: مالها سالى يا طنط ؟
مجيده باكيه: ابدا يا بنى صحيت الصبح على صوت عياط وصريخ عالى اووى... رحت اوضتها بسرعه ..لقيتها بتتشنج من كتر العياط ...نزلت سيرين وندهت للدكتور اشرف ربنا يكرمه ..عبال ماطلع كان اغمى عليها شيلنها وجبيناها على هنا
جاسر: طيب والدكاتره قالو ايه ؟
رد اشرف: هيا ضغطها واطى اووى والنبض يكاد يكون منعدم ...ربنا يسترها ..اكيد هيعملولها الاسعافات اللازمه ويعلقولها محاليل وكده ..طنط قالتلى انها بقالها كذا يوم ماكنتش بتاكل خالص
مجيده: والله كنا بنضغط عليها بس كل اللى كانت بتاكله بترجعه فى ساعتها
بعد قليل خرجت طبيبه شابه وقالت: حمدالله على سلامتها ..هيا بقت كويسه ماتقلقوش ...فين زوجها ؟
رد جاسر: انا
الطبيبه: طيب ممكن ثوانى ؟
تحرك جاسر برفقه الطبيبه بعيدا عن مسمع الاخرين
وقالت الطبيبه: طبعا حضرتك عارف ان المدام كانت حامل فى الشهر الاول
جاسر بقلق: وبعدين
الطبيبه: للاسف الحمل سقط ..انا آسفه جدا بس هيا كانت ضعيفه اووى ...والشهر الاول بيبقى لازم يكون راحه تامه ومافيش ضغط عصبى وكده ويبدو انها متأثره نفسيا بشىء ما يعنى.
اخفض جاسر رأسه حزينا وقال: هيا والدها اتوفى الاسبوع اللى فات وكانت متعلقه بيه جدا وفضلت فتره مش مستوعبه موته لحد النهارده
الطبيبه: البقاء لله ..وربنا يعوض عليكم بالخلف الصالح ..الافضل تبات النهارده فى المستشفى عشان تكون تحت المراقبه بس محتاجه حضرتك تمضى على شويه ورق كده عشان نعملها عمليه تنضيف رحم ..العمليه دى مهمه جدا عشان مايحصلهاش اى مضاعفات بعد كده ..لا قدر الله تقلل من فرص حملها
جاسر: طيب اروح فين؟
الطبيبه: على الكونتر هناك وهما هيقوموا باللازم
جاسر: طيب انا ممكن اشوفها واطمن عليها
الطبيبه: ااه فى اى وقت ..ويفضل طبعا انك تفضل جنبها وكل المقربين منها عشان تعدى الازمه دى على خير ان شاء الله احنا طالعناها اوضه 104
جاسر: طيب متشكر ..
الطبيبه: لو في اى حاجه خليهم بس يطلبو ..الدكتوره ايناس وهجيلها فورا ..عن اذنك؟
جاسر: اتفضلى ..
ثم اتجه جاسر الى مجيده القلقه والتى بادرته بالسؤال: خير يا جاسر الدكتوره قالتلك ايه؟
جاسر:ابدا بتكلمنى على شويه اوراق وكده المهم هيا فاقت دلوقتى وممكن تطلعى تتطمنى عليها عبال انا ما اروح اخلص الحسابات والحاجات دى... هيا فى اوضه 104
ابتسمت مجيده فى ارتياح:طيب الحمد لله
قال اشرف بعدما ظل صامتا فتره طويله: طيب الف حمدلله على سلامتها يا جماعه وان شاء الله ترجع وتبقى فى احسن صحه ..استأذن انا
نظر له جاسر بحده وقال: متشكرين على تعبك يا دكتور
مجيده بامتنان: ربنا يابنى يوقفلك ولاد الحلال زى ما انت واقف جنبنا كده على طول
اشرف: العفو على ايه .ده الرسول وصى على سابع جار واحنا اهل قبل ما نكون جيران ..عن أذنكم
جاسر: اتفضل ..
غادر اشرف وصعدت مجيده للطابق الاول ودخلت غرفه ابنتها الساكنه والتى كانت تبكى فى صمت
وقالت لها: وبعدين معاكى يا لولو ..كده يابنتى تخضينى عليكى ...مش كفايه اللى انا فيه
بكت سالى بصوت مرتفع وقالت: بابا مات يا ماما ..بابا مات ومالحقتش اشوفه قبل مايموت
مجيده: يا حبيبتى ...الله يرحمه ..ادعيله يا لولو ادعيله يابنتى هوا محتاج دعاءنا وحاسس بينا ..عايزاه يقلق عليكى يعنى ويبقى مش مرتاح فى قبره ..بس ياحبيبه قلبى بس ..وبعدين انتى كنتى فى قلبى وجوه عينه هوا انتى كنتى غايبه عن باله ابدا ده لاخر وقت لولو ...لولو
بعد قليل طرق جاسر باب الغرفه ودلف بهدوء ليجد زوجته فى احضان امها فقال باهتمام: عامله ايه دلوقتى؟
نظرت له سالى وشعرت انها المره الاولى التى تراه فيها بوضوح منذ وفاه والدها
ردت مجيده: هيا الحمد لله بقت كويسه ...الدكتوره قالتلك ايه طمنى
نظرت له سالى باستفهام فقال جاسر: الحمد لله كل خير بكره الصبح ان شاء الله هتخرج
سالى: وليه مش النهارده؟
زم جاسر شفتيه واقترب منها وامسك يدها وقال: لان النهارده لازم تعملى عمليه تنضيف رحم
صمتت سالى من المفاجأه ووضعت امها يدها على فمها وتغرغرت عيناها بالدموع وقالت: لله ما اعطى ولله ما اخذ ..ربنا يعوض عليكم يا حبايبى ان شاء الله
جاسر: انا مش زعلان ..سالى عندى اهم من اى حاجه تانيه وطول ما هيا بخير وصحتها كويسه انا هبقى مبسوط
مجيده: سبحان الله هوه الحلم بالظبط بحاذفيره
جاسر: حلم .؟ حلم ايه؟
مجيده: حلم حلمته ..حلمت ان سالى راكبه فوق حصان اسود وطالع يجرى بيها وفجأه وقعت سالى من فوق الحصان وقامت وقفت من جديد .. والحصان راح مشى اخده المرحوم واختفى بيه ...
جاسر: سبحان الله ...ربنا يرحمه برحمته يارب
سالى: اامين
مجيده: انا هقوم اتصل بأختك عشان زمانها قلقانه عليكى اووى
خرجت مجيده من الغرفه تاركه سالى وجاسر بمفردهما
نظر جاسر الى زوجته بعمق وقال لها: لسه حاسه انك تعبانه ؟
سالى: يعنى
جاسر:حاسه بوجع ..بسبب الاجهاض؟
سالى: ضهرى بس واجعنى شويه
ثم ابتدأت سالى فى البكاء من جديد فكفف جاسر دموعها وقال: بتعيطى ليه دلوقتى ؟
سالى ببكاء حار: كل حاجه راحت
جاسر بتأثر: ليه بتقولى كده ..مش احنا حواليكى اهوه مامتك واختك وولادها ..وانا وسليم كلنا هنفضل جنبك ...انا عارف انك كنتى متعلقه بوالدك الله يرحمه بس ده قدر الله ولازم تصبرى ...وانا اهوا قبلك ابويا مات وكنت برضه متعلق بيه بس دلوقتى لما بفتكره بترحم عليه ..دا احسنله على فكره من انك تقعدى تعيطى عليه هوا بيتعذب بعياطك ده.
ظلت سالى صامته وشعر جاسر انها لا تزال تحمل بعض الكلمات داخلها فسألها: انتى زعلانه عشان البيبى؟
اومأت سالى برأسها وكتمت انفاسها وتساقطت دموعها فاحتضنها جاسر بشده
فقالت سالى: انا ربنا بيعاقبنى عشان ماكنتش راضيه بالحمل
جاسر: لا يا حبيبتى ربنا رحيم ..شال عنك حمل دلوقتى انتى ماكنتيش اده ..اوعى تقولى كده ...مش بيقولو وما منع عنك الا ليعطيك؟
امسك جاسر بوجهها ومسح دموعها وقال لها: انا عايزك تنسى كل اللى فات وانا هفضل جنبك طول العمر وربنا يقدرنى واعوضك عن اللى شوفتيه منى قبل كده ...انا بحبك اووى يا سالى وبتقطع من جوايا لما اشوف دموعك ..عايزك تبقى ااقوى من كده وتخرجى بالسلامه
نظرت له سالى بحب والقت برأسها فى احضانه ثم قالت بصوت خفيض: تعالى جنبى عايزه انام وانا حاطه راسى على صدرك
ابتسم جاسر وقال مشاكسا: تدفعى كام ؟
نامت سالى فى احضان زوجها الدافئه ودخلت والدتها ونظرت لها بحنان فقال لها جاسر: انا هكلم السواق يجى يوصل حضرتك للبيت ترتاحى
مجيده: لا ا لايمكن اسيبها انا بايته معاها النهارده ...لو عايز تروح تشوف اللى وراك ماتقلقش انا هفضل جنبها
جاسر: لا انا هاخد اجازه النهارده وافضل جنبها ..انا بس ماعرفتش هيعملو العمليه امتى ؟
مجيده: ربنا يعديها على خير ...انا ماكنتش عامله حسابى على هدوم وكده ليها
ازاح جاسر رأس سالى برفق وقام بهدوء شديد وقال:خلاص يبقى تروحى دلوقتى البيت وهيا نايمه كده وانا جنبها هطلبك السواق يجيلك ..
مجيده: ماشى ..ولو ان ماتتعبش روحك البيت قريب ..اى تاكسى اخده
جاسر: لا مايصحش هكلمه وهييجى فى عشر دقايق...انا هخرج اعمل كام تليفون واجى
مجيده: على راحتك يا بنى ..ربنا معاك
خرج جاسروحادث السائق وطلب منه الحضور
وبعدها حادث اخيه اسامه ولكنه لم يرد عليه فحادث زياد وقال: الو زياد ..ازيك؟
زياد: ازيك انت يا جاسر اتأخرت ليه النهارده ..انت مش جاى
جاسر: لاء مش هاجى سالى تعبت وفى المستشفى دلوقتى
زياد بانزعاج: ايه ..ليه ..خير حصلها ايه؟
اخذ جاسر نفسا طويلا وقال: كانت حامل واجهضت
زياد: لا حول ولا قوة الا بالله ..معلش يا جاسر ان شاء الله ربنا يعوضكم قريب
جاسر: المهم انا عاوزك تتابع اسهمنا فى البورصه كويس وشوف لو فيه عمليات بيع جماعيه وشرا وكده
زياد: انت وصلك كلام عن حاجه
جاسر: يعنى ..مش هينفع احكيلك دلوقتى ..
زياد: بقولك ..ادينى اسم المستشفى ورقم الاوضه عشان اجيب ماما وآشرى ونيجى نزورها
جاسر بسخريه: يا سلام ماما تيجى تزور سالى دى ماجتش العزا حتى ...وبعدين انا مش عاوز زوار وكده عشان اعصابها تهدى شويه ..كفايه عليها كم الصدمات اللى بتاخدها وره بعض.
زياد: ان شاء الله كله هيعدى وهتبقى زى الفل ..
جاسر: وسليم عامل ايه؟
زياد: حاسس انه زعلان شويه ..بفكر طالما كده اخده واطلع بيه على اسامه اهو يلعب مع مريم شويه
جاسر: بكلم اسامه مش بيرد هوا فين؟
زياد: كنت لسه شايفه من شويه ..ماتقلقش معايا فى الشركه ..اخليه يكلمك؟
جاسر: لاء مافيش داعى ...المهم لو هتاخد سليم لاسامه ابقى كلمنى قبلها
زياد: حاضر ..يالا سلام
جاسر: مع السلامه
عاد جاسر مره اخرى الى غرفه زوجته
وبعد انتهاء ساعات العمل عاد زياد الى القصر وتوجه الى غرفه الاستقبال
حيث كانت والدته جالسه برفقه حفيدها تداعبه بسرور فقال: السلام عليكم
سوسن: وعليكم السلام ..امال جاسر ماجاش معاك برضه ..راح يطمن على ست الحسن
تنهد زياد وقال: خفى عليهم يا سوسن هانم ..سالى فى المستشفى
جاهدت سوسن لمنع الابتسامه عن شفتيها وقالت: ليه؟
زياد بأسف: كانت حامل وسقطت
سوسن: دى ماصدقت بقى ؟
زياد: صدقت ايه ؟ بقولك سقطت
سوسن بلامبالاه: احسن ...هيا عايزه تربطه ..اهو ربنا اخده منها
زياد: يا ماما حرام عليكى ..جاسر بيحبها وعاوزها ...بدال ماتزعلى على ابنك وزعله على ابنه او بنته ..هوا اللى كان فى بطنها ده مش من صلبه برضك
سوسن بامتعاض: انا عارفه ايه النسب اللى يعر ده يعنى اخوك ااقل منك فى ايه ...ما رحش ناسب عيله كبيره بدال السكرتيره
زياد: دكتوره اسنان ..مايصحش تتكلمى عنها بالشكل ده ..واديكى شايفه سليم من يوم مابعد عنها وهوا مش زى عاويده
سوسن: انا لازم اخلى اخوك يسيبه هنا ..شويه شويه وهينساها.
زياد: ليه يناساها؟ انا مش عارف ايه سر العداوه اللى بينك وبينها ...كأنها قتلتلك قتيل
سوسن: اووووه سيبنا بقى من السيره الغم دى ..المهم ...النهارده القاعه اللى كنت حاجزها عشان خطوبتك كلمونى بيسألونى عن سبب الغاء الحفله ..انت ايه شايف فى قاعه تانيه احسن ؟
زياد: لاء انا شايف ان الوقت بقى مش مناسب وقررنا انا وآشرى اننا هنعملها على الديق عندها فى الفيلا
سوسن باستغراب: وقت ايه اللى مش مناسب ؟
زياد: ماهو مش معقول حماه اخويا يبقى متوفى واروح انا اعمل خطوبه واهيص واخويا تعبان وزعلان على مراته
سوسن بغضب جامح: انت هتجننى ..عايزين تعملو فيا ايه ان شاء الله ..مايموت ولا يروح فى ستين داهيه ...هوا كان من بقيه اهلنا ..واخوك يزعل على ايه ان شاء الله كمان دا ايه الارف ده ..
زيادبعصبيه: انا هاخد سليم واخرج ..يظهر انك خلاص يا امى العزيزه ..الرحمه فى قلبك بقت واخده ركن صغير اووى فيه
سوسن: بالسلامه ..كتكم الارف .ماحدش فيكم طالع عدل ولا عارفين مصلحتكم ..الناس تقول علينا ايه ؟
خرج زياد غاضبا حاملا سليم برفق ونادى على نعمات وقال: نعمات ..نعمات
حضرت نعمات مسرعه وقالت: افندم
زياد: جهزيه عشان خارج بيه
نعمات: حاضر يا بيه
فيما كانت سوسن تجلس وتهز قدميها بعصبيه تفرك بيديها قائله بصوت خفيض: طيب ..يا انا يا انتى يالى اسمك سالى
اتصلت سوسن بابنها اسامه والذى رد بصوت ودود قائلا: ازيك يا ست الكل
سوسن: ازيك انت يا حبيبى... بص انا مش هعطلك ..مرات اخوك دخلت مستشفى وتعبانه وكنت عايزه اروح ازورها بس مش عاوزه اسأل اخوك لانى احتمال كبير ما اقدرش اروح حاسه انى تعبانه ومصدعه شويه.. فأنا وظروفى ...كلمه واعرف منه المستشفى ورقم الاوضه.
اسامه: لا حول ولا قوة الا بالله ...تعبانه مالها؟
سوسن بقرف: سقطت
اسامه بأسف: لا حول ولا قوة الا بالله ..اكيد جاسر زمانه زعلان دلوقتى... ربنا معاه ..حاضر يا ماما انا هكلمه واطمن واكلمك ولو تعبانه لا يكلف الله نفسا الا وسعها
سوسن: ربنا يسهل يالا يا حبيبى سلام وابقى كلمنى فى ااقرب فرصه
اغلق اسامه الهاتف وحادث اخيه فى الحال
رد جاسر قائلا: الو ..ازيك يا اسامه ..مابتردش على موبايلك ليه؟
اسامه: معلش كنت بره ..ولما لقيتك متصل بفتكر عادى يعنى... لقيت ماما بتقولى ان سالى فى المستشفى واجهضت ...الف سلامه عليها . وربنا يعوضكم قريب ان شاء الله.
جاسر: يارب يا اسامه ..
اسامه: هيا مستشفى ايه؟
جاسر: السلامه ..بس مافيش داعى تيجى هيا هتخرج بكره الصبح
اسامه: هتروح على مامتها ولا هترجع الفيلا
جاسر: انا عايزها ترجع الفيلا لانها طول ماهيا هناك هتفضل فاكره باباها
اسامه: احسن برضه ..خليها تغير جو وانا من رأيي انك تاخدها وتسافروا اى حته ان شالله الساحل
جاسر: هشوف يا اسامه ربنا يسهل بس هيا تشد حيلها ..مع السلامه دلوقتى عشان هكلم الدكتوره اللى متابعها
اسامه: طيب ولو فيه حاجه ابقى كلمنى ...سلام
اغلق اسامه الهاتف وحادث والدته وقال لها: ايوا يا ماما هيا فى مستشفى السلامه...نسيت اسأله عن الاوضه .. بس اصلا مافيش داعى تروحى هيا هتخرج بكره ..ونبقى نروح سوا نزورها.
سوسن: طيب يا اسامه ربنا يسهل
اغلقت سوسن الهاتف واتجهت الى غرفتها وارتدت ملابسها وتوجهت الى المستشفى
وتوصلت الى رقم الغرفه بعد جهد يسير وصلت للغرفه وطرقت الباب ودخلت لتجد جاسر جالسا برفقه زوجته والذى علت وجهه معالم الدهشه البالغه فقال: ايه اللى جابك ؟
ابتسمت سوسن ابتسامه مصطنعه وقالت: معقول اعرف انها فى المستشفى وما اجيش اطمن عليها
نظرت سالى لها بشىء من عدم التصديق وكذلك جاسر
ولكن لم تعرهما سوسن اهتماما وقالت: الف سلامه عليكى يا سالى ..معلش اعذرينى ما جتش عزيتك فى باباكى الله يرحمه بس انا نفسى كنت بمر بأزمه صحيه جامده ..انتى عامله ايه دلوقت؟
ابتلعت سالى ريقها وقالت: الحمد لله
التفتت سوسن الى جاسر وقالت: ايه هتفضل واقف كده كتير...انتو هنا لوحدكو
سالى: لاء ماما كانت هنا من شويه بس راحت البيت تجهز شويه حاجات وتجيبها ليا
سوسن: ااه ..طيب وحياتك يا جاسر انا ركنت العربيه كده اى ركنه ممكن تنزل تركنها كويس
تنهد جاسر وقال: وماديتهاش للسايس يركنهالك ليه؟
سوسن: حبيبى والله دورت عليه بس مالقتش حد وخايفه الونش يجى يشلها.. معلش هتعبك معايا
اخذ جاسر المفتاح فى ضيق وقال لسالى: ماتقلقيش عشر دقايق وارجعلك
سوسن: وتقلق من ايه ..اما امرك غريب ما انا معاها اهوه
جاسر: طيب ..ماشى ..
خرج جاسر واغلق الباب وقالت سوسن: لسه تعبانه؟
سالى: يعنى كنت حاسه بشويه وجع فى الضهر بيروح ويرجع بس الحمد لله احسن
سوسن: تعرفى انتى ربنا بيحبك اووى...
سالى: ونعم بالله
سوسن: واحده غيرك كانت حياتها ممكن جدا تتعقد جدا بسبب الحمل خاصه وان جاسر ابنى مالوش امان
نظرت لها سالى بشك وقالت: ليه؟
سوسن: شويه ويزهق ويدور على حاجه جديده.. زى ماحصل مع سهيله الاول كان طاير بيها ومبسوط معاها والخطوبه دى كانها كانت حلم ماعرفش جراله ايه اما اتجوزها اهملها وعاملها بطريقه مش كويسه خالص حتى انه كان ساعات بيمد ايده عليها ..طبعا سهيله بنت ناس اووى فامستحملتش طلبت الطلاق كذا مره لكنه كان عنيد ...كان رافض انها هيا اللى تسيبه ...انا الصراحه رغم انه ابنى بس هيا صعبت عليا اووى وساعدتها فى انها تعمل خطه كده يستنتج منها انها بتخونه فيقوم مطلقها فحصل بس هيا غدرت بيا واخدت حفيدى سليم وهربت بيه
اتسعت عينا سالى وقالت بعدم تصديق: ايه؟
سوسن: زى مابقولك كده ...جاسر طالع لابوه الله يرحمه ..شارب منه يامه ..ونفس طباعه بالظبط.. بس طبعا انا اضطريت استحمل... الطلاق فى عيلتنا كان مرفوض تماما ...غير انى معايا 3 اولاد هروح بيهم فين ؟..دا غير ان سليم الله يرحمه عمره ماكان هيسيبنى فى حالى ابدا ...بس للاسف بالرغم انى كملت معاه الا ان علاقتى بأولادى باظت خاصه جاسر كان دايما فى صف ابوه لكن الحمد لله ربنا عوضنى باسامه ..حنين اووى عليا ..وزياد يعنى ساعات كده وساعات كده ربنا يهدى
ظلت سالى صامته تنظر الى حماتها بعدم تصديق يعلو معالم وجهها علامات الخوف والقلق.
تابعت سوسن ناظره الى سالى باهتمام شديد: المهم انا مش عاوزاكى تزعلى انك سقطتى... بالعكس ادى نفسك فرصه لحد ما تملى ايدك من جاسر ..وان شاء الله حاله ينصلح على ايدك ...انا عارفه انى كنت بعاملك ساعات مش كويس بس الصراحه لان جاسر كان بيتعامل معايا بجفاف حبيت ادايقه بس جيت عليكى ..لكن انا حاسه بيكى اووى ..خاصه وان باباكى اتوفى ..يعنى مش هتلاقى ضهر ليكى ولا حد يقفلك فى وش جاسر ..بس عايزاكى تعرفى انى هفضل جنبك ..ويارب ينصلح حاله ويهديه ولا تحتاجينى ابدا ...
هزت سالى رأسها وهمهمت ببعض الكلمات لم تفهمها سوسن وقالت: بتقولى ايه؟
فتح الباب فجأه ودخل جاسر وقال: دى ركنه برضه ...انتى مستغنيه عن العربيه ولا ايه؟
سوسن: معلش حبيبى انا تعبت واعصابى بقت مش فيا
جاسر: وماخلتيش السواق يجيبك ليه ؟
سوسن: استسهلت ..المهم انا قايمه بقى مش هتقل عليكم اكتر من كده ..مع السلامه يا سالى ...وابقى خلينى اشوفك
غادرت سوسن تاركه سالى غارقه فى همومها وشكوكها تجاه زوجها ناظره له بألم
لاحظ جاسر نظراتها واقترب منها وملس على شعرها وقال: مالك يا حبيبتى ؟
قالت سالى: انت طلقت مراتك ليه ؟
اخذ جاسر نفسا طويلا وقال: ماهو مجيه سوسن هانم دى انا ماكنتش برضه مرتحلها ..هيا قالتلك ايه؟
سالى: قالتلى انك كنت بتضربها وبتعاملها مش كويس وطلبت منك الطلاق يامه وانت ركبت دماغك فعملت عليك تمثيليه انها خانتك فروحت مطلقها
ضحك جاسر وهز رأسه اسفا: تعرفى يا سالى انا ساعات بسأل نفسى ان كنت ابن الست دى فعلا ولا لقيتنى على باب الجامع
سالى: ليه بتقول كده
جاسر: فى ام تسعى بكل شكل انها تهد بيت ابنها وتتعسه
سالى: لاء ...مافيش
جاسر: لاء فيه ..امى ...للاسف
تنهد جاسر وقال بصوت مكتوم: انا بكرهه انى افتكر الماضى او جوازتى اللى فاتت وصورتها وهيا فى حضن اللى كانت بتخونى معاه فى بيتى وفى اوضتى ..الصراحه مش اوضه النوم لاء اوضه المكتب ...كانت يومها عامله حفله وفكرت ان اوضه المكتب اخر اوضه اى حد ممكن يدخلها.. ماكنتش تعرف انى كنت قرفت من حفلاتها الكتير وقررت اسيب الحفله واروح مكتبى ااقفل عليا..كانت صدمه ليها قبل ماتكون ليا طلقتها فى ساعتها ..وكانت فضيحه طبعا.
نظر جاسر الى زوجته الصامته وقال لها: انا عارف انى ظلمتك قبل كده واتعاملت معاكى بشكل غلط ..بس نفسى تدينى فرصه وتنسى كل كلامها لانه مالوش اى اساس من الصحه يا سالى
هزت سالى رأسها وقالت: انا بقيت زى اللى اتخبط على دماغه ومش مصدقه خاصه وانها كانت بتتعامل معايا بشكل ودود اووى عكس ما كانت بتعاملنى دايما
جاسر: انا مبسوط انك قولتيلى ..وماشلتيش جواكى ...
سالى: انا يامه بحاول اخبى بس اللى جوايا بيبان عليا بسرعه
جاسر: الحمد لله انه بيبان والا كنا رجعنا للمشاكل تانى وانا ماصدقت ...ساعات كنت بتمنى لو الزمن يرجع بيا وماكنتش عملت اللى عملته ده ولا جرحتك فى يوم...بحبك اووى
اخفضت سالى رأسها وبخجل وقالت: الدكتوره قالتلك هعمل عمليه التنضيف امتى؟
جاسر: هما جاهزين فى اى وقت بس مستنيه اما تتمالكى نفسك
سالى: قولهم انى جاهزه دلوقتى عايزه اخرج وارجع بيتى فى اقرب وقت
ابتسم جاسر بسعاده وقال لها هامسا: وهتنورى بيتك من جديد ...يا اغلى حاجه فى حياتى..ياحب عمرى كله
عادت سالى الى بيتها ..وعادت لممارسه حياتها الطبيعيه شيئا فشيئا
وبعد مرور شهر اصطحبها جاسر وكذلك اصطحب والدتها للاراضى المقدسه لاداء العمره
وبعد عودتهم ...استأذنت سالى من جاسر لتعود لممارسه طب الاسنان ووافق بعد رفض طويل ...فما كانت من اشهر قليله حتى حملت سالى مرة اخرى.. فأمرها جاسر بترك العمل والتفرغ لاسرتها الصغيره
وظلت سالى على ذلك المنوال من شد وجذب مع زوجها العنيد ...
كلما رضخت له وكانت كاللعبه فى يده.. يحرك خيوطها كيف يشاء
حتى تنساب الخيوط متسلله من بين اصابعه ...ليجدها وقد التفت حوله
فلا يملك وقتها الا ان يدعها حتى يقتنص الفرصه فيمسكها من جديد
فهى دائما وابدا ... لعبة في يده
الجزء الثاني بعنوان لعبة عاشق ابتداءا من الغد
تمت