رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل الثالث والعشرون
صباح اليوم التالى طرق زياد باب مكتب جاسر ودلف بسرعه وقال له بابتسامه واسعه: صباح الخير ...اخى العزيز ؟
نظر له جاسر باستفهام ثم قال بتهكم: صباح النور اخى الظريف
جلس زياد وقال: هممم انا مزاجى رايق النهارده ..وهعمل نفسى مش واخد بالى من تريقتك ...المهم انا حددت ميعاد مع يسرى الطحان الليله نروح نتقدم لاشرى ونتفق على الخطوبه وعايزك معايا طبعا.
نظر له جاسر فى تمعن وقال: انت عارف انت داخل على ايه؟
هز زيادرأسه بتأكيد قائلا: اينعم
جاسر: ده جواز يا زياد ..خدت وقتك فى التفكيير؟
زياد بسخريه: جرالك ايه يا عمنا... دلوقتى عايزنى ارجع فى كلامى واخد وقتى فى التفكيير ..انت نسيت الشغل والصفقه...
جاسر: عشان انا يوم من الايام اتجوزت عشان الشغل ...ومش عايزك تقع فى نفس الغلط.
زياد: ولا انا عايز ااقع فى نفس الغلط ..ااه مش هكدب واقول انى هتجوز آشرى عشان بحبها وبس ..لاء بحبها وكمان عشان الشغل ..بس بحبها وعايزها
ثم قام زياد واستعد للانصراف واتبع: النهارده هستناك الساعه 7 ميعادنا معاهم الساعه 8 اوعى تتأخر وياريت تجيب سليم يقعد مع ماما شويه بقالها كتير ماشفتوش
جاسر: ان شاء الله ...مبروك مقدما
زياد: الله يبارك فيك ...سلام
انهى جاسر عمله فى تمام الثامنه وانصرف الى منزله فتح الباب ودخل قائلا: السلام عليكم
ردت نعمات والتى كانت تداعب سليم الصغير وقالت: وعليكم السلام
قال جاسر: امال فين سالى ؟
نعمات: نايمه
قال جاسر متعجبا: نايمه ..دلوقتى الساعه 6 ونص
نعمات: حست انها عايزه تنام طلعت من قيمه ساعه ونص كده ولسه نايمه
هز جاسر رأسه وقال: طيب طيب ممكن ياداده تلبسى سليم هاخده معايا وانا خارج
نعمات: حاضر ...ربع ساعه ويكون جاهز ..بس مش هتتغدى الاول
جاسر: لاء ماليش نفس هطلع اغير وانزل
صعد جاسر درجات السلم واتجه الى غرفه سالى ودخل اليها ليجد الغرفه مظلمه فأضاء احد المصابيح الصغيره ووجد سالى نائمه بالفعل نوما عميقا فاقترب منها وتحسس جبهتها ووجهها مستشعرا حرارتها فوجدها عاديه ثم تأملها مليا ...
مر زمن طويل منذ ان اقترب منها تلك المسافه لم يقاوم جاسر رغبته وطبع قبله خفيفه على جبهتها بلطف ورجع للخلف بسرعه خوفا من ان تستيقظ فتجده ثم خرج من الغرفه بعدما اطفأ المصباح مره اخرى.
بعد مرور ساعتين كانت آشرى تجلس فى ثوبها الفيروزى الرقيق برفقه أبيها وعمها الاكبر مع كل من زياد وجاسر واسامه يقرأون الفاتحه
قال زياد بصوت مرتفع: ولا الضاااااالين اااااامين ...اخيرا هههه
ابتسمت آشرى وقال يسرى: مستعجل انت اووى يا زياد
زياد: خير البر عاجله كمان اسبوعين نعمل الخطوبه ونجهز الفيلا بقى على راحتنا ونتجوز فى شهر 10 حلو اووى يبقى قدامنا 6 شهور بحالهم
يسرى: ربنا يقدم اللى فيه الخير ..بس يظهر ان عادتكم كده ههههه جاسر اتجوز فى شهر وانت مستعجل اخرك 6 شهور وانت يا اسامه اخدت اد ايه
اسامه ضاحكا: 4 شهور هههههههه.
آشرى: انها حقا عائله متسرعه
زياد: فين التسرع ده ده احنا هنعمل خطوبه امال لو قلتلك نكتب الكتاب كنتى قولتى ايه؟
آشرى: كنت قلتلك مع السلامه ..معطلكش
جاسر: طيب ااقولكم انا مع السلامه
يسرى: بدرى كده يا جاسر؟
جاسر: معلش انا عارف انك بتصحى بدرى انت وآشرى كمان.. وانا ورايا شغل الصبح بدرى..مبروك يا زياد ..مبروك يا آشرى
آشرى: الله يبارك فيك يا جاسر
زياد: الله يبارك فيك يا جاسر ...عقبال ما نفرح بسليم رقم اتنين
جاسر ناظرا الى زياد بحده: طيب اتجدعنو بقى
احمر وجه آشرى وقام اسامه هو الاخر: طيب نستأذن احنا
يسرى: لا مش معقول يا جماعه لازم نتعشى الاول...انا مصمم مش ممكن تمشوا على طول كده
قاطعتهم مدبره المنزل بطرقه خفيفه على الباب فقال يسرى: واهوه العشا جهز يالا بينا
تناول افراد العائلتين العشاء سويا وعاد جاسر متأخرا برفقه زياد الى القصر فوجدا امهما ساهره فى انتظارهما
وما ان رات جاسر حتى نظرت له نظره تحمل عتابا ولوما
فأخفض جاسر رأسه واقترب من امه وقال: عامله ايه دلوقت؟
سوسن: قال يعنى بتسأل ..همم ..كفايه عليك السكرتيره
جاسر: ماما من فضلك مش هنبتدى تانى
سوسن: لا تانى ولا تالت انت حر انا طالعه انام ...مبروك يا زياد ..هاه اتفقتوا على الخطوبه ؟
زياد: ااه ياست الكل كمان اسبوعين ..وكانو بيسألو عنك بس قولتلهم انك تعبانه ..وبيسلموا عليكى كتير
سوسن: الله يسلمهم بكره ان شاء الله هبقى اتصل بآشرى ابارك ليها ..تصبحوا على خير ..سليم نام من بدرى صحيح والافضل تسيبه هنا الليله بدال ماتنزل بيه فى البرد لكن لو عايز تاخده وخايف عليه براحتك.
جاسر: هخاف عليه من ايه ولا من مين ...خليه ..هطلع بس اطل عليه
سوسن: طيب ما تبات انت كمان
جاسر: واسيب مراتى تبات لوحدها فى الفيلا ؟
سوسن بتهكم: يا سلام ...طيب ما انت بتنام فى اوضه وهيا فى اوضه حتى بعد ماروحتوا الفيلا
جاسر: ما انا برضه استغربت انك استغنيتى عن نعمات بالسهوله دى ...اتاريكى بعتاها تجسس علينا
سوسن: بلا كلام فاضى ..ركبتك السكرتيره ودلدلت رجليها ..ومش عارف تمشى كلمتك عليها
قال جاسر بغضب: انا ماشى ...وبكره هابعت السواق ياخد سليم ...سلام
خرج جاسر غاضبا فقال زياد لامه: انتى متصوره انه بكلامك ده هيرجع ؟
سوسن: ومين قالك انى عايزاه يرجع ..انا عايزاه يفوق لنفسه ..على الله تفلح انت وتورينى
... هتركبك بنت الطحان ولا... ؟...تصبح على خير
عاد جاسر الى الفيلا فوجد سالى تحتسى شرابا دافئا وتشاهد التلفاز فى هدوء فقال: السلام عليكم
اطفأت سالى جهاز التلفاز وقامت واتجهت مغادره غرفه المعيشه الى غرفتها بصمت
فأمسكها جاسر من ذراعها وقال: انا لما اقولك السلام عليكم يبقى ..ااقل حاجه انك تردى السلام
سالى عابسه: مش فاهمه انت ليك عين ترمى السلام وتستنى رد ؟!
جاسر بصوت عال: ااه ليا عين ومش عين واحده لاء ..اتنين ..وانتى اللى من هنا ورايح اللى تتعدلى معايا ...انا كذا مره نبهتك قبل كده انا لصبرى عليكى حدود
سالى: كده ..طيب ..جميل جدا ..ورينى بقه اخر صبرك ايه يا استاذ جاسر يابن الناس المحترمين
جاسر وقد اشتاط غضبا: انا ابن ناس محترمين غصب عنك انتى فاهمه... وعشان ما انا ابن ناس صابر عليكى لكن شكلك فاكره نفسك ركبتى فوق قفايا ودلدلتى رجليكى.
سالى: انا مش هرد عليك ..عن اذنك
جاسر غاضبا: يعنى ايه مش هتردى عليا ..شايفانى مجنون ولا بخرف ..ما تنطقى ..ولا فالحه بس تتسحبى من لسانك
سالى وقد علا صوتها هى الاخرى: انت عايز ايه بالظبط.. انت مالك داخل بتقول يا شر اشتر .. ولا خدوهم بالصوت يعنى ؟
جاسر: لا يا ماما مش انا اللى يتقالى كده ...انا اخدك بالصوت
فقاطعته سالى وقالت: وبالقوه ..وبالعافيه؟مش كده ؟ ما انت اصلك راجل ..مش كيس جوافه
فرد عليها جاسر بصفعه قويه دوى صوتها فى انحاء الغرفه الساكنه
وامسكت سالى بخدها وانهمرت دموعها بغزاره
وقالت بصوت هامس يرجف من الغضب والبكاء: انت بتضربنى ..بتمد ايدك عليا يا جاسر ..هيا دى الرجوله ؟...ونعم ..لاء بجد ونعم الرجوله ...طلقنى ..طلقنى انا استحاله اعيش معاك ..فاضل ايه بعد كده ..فاضل ايه ماعملتوش ولسه هتعمله ؟
كان جاسر قد اصيب بالذهول ولم يصدق ما ارتكبه بحماقه بالغه
ولكنه رد بعند: الادب ..لسه اعلمك الادب ..اطلعى على فوق وحسك عينك تجيبى سيره الطلاق دى على لسانك ..لما تنطبق السما على الارض.. يوم ماتخرجى من بيتى يوم ماتخرجى على قبرك ..على فوق.
غادرت سالى الغرفه مسرعه وصعدت الى الاعلى ودخلت غرفتها واوصدت الباب بأحكام وارتمت على السرير وبكت بحراره غير مصدقه ما آلت لها حياتها حتى نامت
اما جاسر فجلس فى غرفته يدخن فى شراهه حتى اشرقت شمس الصباح فغير ملابسه ونزل الى الطابق السفلى ووجد نعمات تجلس فى المطبخ وما ان رأته حتى قالت: صباح الخير يا جاسر بيه.
نظر لها جاسر بغضب وقال: صباح النور ..النهارده تلمى حاجتك وترجعى على القصر
نعمات: ليه يا بيه حصل حاجه منى لاسمح الله
جاسر: انا اللى يقعد فى بيتى يأكل من اكلى ويشرب من شربى يبقى ااقل حاجه يحافظ على سرى وانتى فهمانى كويس
نعمات: يا بيه انا ..
قاطعها جاسر بعنف وقال: خلاص انتهى يانعمات ..لمى هدومك وامشى وصحيلى منيره
انصرفت نعمات الى غرفتها لتلملم اشيائها وهى تقول: حاضر يا جاسر بيه ..امرك
بعد قليل دخلت منيره المطبخ لتجد جاسر جالسا يحتسى فنجان القهوه عابسا فقالت: صباح الخير يا بيه.
جاسر: انا خارج دلوقتى يا منيره .نعمات هتمشى وانتى هنا اللى مسئوله ..عايزك تفتحى عينك انتى فاهمه... حسك عينك الهانم تخرج ..اذا حبت تخرج تتصلى بيا فورا على الموبايل ..النمره اهيه كتبتهالك.. ونبهى على الحارس بره يقفل باب الفيلا لا يدخل حد ولا يخرج حد الا بأذنى ...مفهوم
منيره: حاضر يا سعاة البيه ..اى اوامر تانيه ؟
جاسر: السواق هيبقى يجيب سليم الضهر ..خدى بالك منه.. عبال ما مكتب التخديم يبعت بيبى سيتر
خرج جاسر واتجه الى عمله بعدما اعطى نفس التوجيهات للحارس
واستيقظت سالى متأخرا بعدما انتصفت شمس الظهيره بقليل قامت وفركت وجهها ثم قامت واغتسلت من آثار بكاء الليله الماضيه
واتجهت الى هاتفها واتصلت بصديقتها لتشكو لها مافعله بها زوجها
فقالت منى: مستحيل ..انتى كانك بتحكى عن حد تانى ...انا مش مصدقه ان كل العمايل دى تطلع من جاسر ...
سالى: ده اتجنن رسمى.
منى: ولا انتى اللى بتستفزيه زياده يا سالى
سالى: ياسلام وهوا بعد اللى عمله ده المفروض انى اطبطب عليه يعنى ولا ايه ؟
منى: لاء مش تطبطبى عليه بس كمان ماتحتكيش بيه
سالى: يابنتى دا هوه اللى داخل امبارح بيقول شكل للبيع وكانه ماصدق راح هابب فيا ..انا خلاص ماعدتش طيقاه بجد انا فعلا فعلا جبت اخرى وهكلم بابا يطلقنى منه انا مش هستنى لما يمد ايده عليا تانى ويصبحنى بعلقه ويمسينى بعلقه
منى: والله ما انا عارفه ااقولك ايه يا سالى ..بس هوا كمان جاى الصبح شكله ولا مضروب ستين جزمه وكل اللى يطلعله فى شغل ياخد الموشح اللى هوه ويتبهدل وينسى يعنى اكيد هوا برضه مش راضى عن اللى عمله ولا مرتاح.
سالى: والله بقى يتفلق انا ماعدتش افكر فيه ولا فى احساسه انا خلاص كرهته وعايزه اخلص منه بكفايه اووى لحد كده انا بس بتصل بيكى عشان اهدى عشان ماينفعش اكلم بابا وانا منهاره كده
منى: ايوا اهدى الله يكرمك واستنى بس لما جاسر يرجع النهارده يمكن الله اعلم ربنا يهديه ويعتذرلك
سالى: يا سلام يعتذر ..ويقول آسف..ضحكتينى وانا ماليش نفس وحتى لو قال آسف اصرفها منين دى ان شاء الله ..انا اتبهدلت واتهنت واتضربت ناقص ايه تانى ...خلاص يا منى ماعدتش نافعه العيشه معاه ..خلصت ..ولا حتى بسليم ..ايه يكبر يلاقى الست اللى ربته بتضرب وبتتهان من ابوه عليا من ده بأيه؟
منى: مش يمكن ربنا يهديه يابنتى تتطلقى تانى ..انت مش نفسك تخلفى ويكون عندك ولاد
سالى: ااه كان نفسى ..لكن مش هوا يبقى ابو ولادى ..مش هوا يامنى
منى: هقولك زى المره اللى فاتت قومى اتوضى وصلى واهدى الاول وبعدين فكرى براحه كده وربنا يقدملك اللى فيه الخير
سالى: فكرينى اخر مره كانت من امتى كده هه؟ من 18 يوم بالتمام والكمال ..ايه هضرب واتبهدل مرتين فى الشهر ...هوه ده الجواز ...اذا كان ده الجواز يبقى الطلاق اكرملى الف مليون مره واللى يجى يلوم عليا انى اطلقت مرتين يجى مكانى ويشوف يستحمل العيشه بالشكل ده ولا لاء ..وان كانو يستحملو يبقوا على نفسهم مش عليا
منى: طيب ..طيب اهدى بس ..انتى معاكى حق ..والله معاكى حق بس بلاش تستسلمى بسرعه كده ..حاولى انك تظبطى حياتك ماشى يا ستى باباكى يجى ياخدلك حقك منه ويأكد عليه يا يعاملك بالحسنى يا اما دى آخر فرصه ..وان شاء الله ربنا يكتبلك اللى فيه الخير ..حاولى يا سالى .انا مش مصدقه ..طيب كل الحب اللى بتحبيهوله راح فين؟
سالى بسخريه مريره: ذهب مع الرياح ...انا هقفل دلوقتى وهقوم اصلى ..مش عارفه البريود متأخره عليا ...تعبانى اووى بفكر اروح اخد حقنه فى الصيدليه تنزلهالى
منى: متأخره اد ايه ؟
سالى: يعنى بقالها اسبوع بحاله
منى: لاتكونى حامل يا سالى
سالى بفزع: ايه ؟لاء حرام ..مش معقول
منى: روحى الصيدليه وبدال ماتاخدى حقنه تنزلها اشترى شريط تحليل حمل ابوس ايدك ..انتى مش حاسه بحاجه خالص ؟
سالى: يعنى من وقت للتانى بتجيلى دوخه كده وبقيت بنام كتييير اووى بس عادى يعنى انا ضغطى اصلا معظم الوقت واطى
منى: ومش حاسه بغممان نفس ولا بترجعى ؟
سالى: لاء ابدا بس اول امبارح منيره كانت عامله بط بطريقه غريبه اووى رحت رجعته وبس
منى: طيب بقى قبل يا فالحه ماتتصلى بباكى واى حاجه من دى روحى حللى حمل الاول
سالى: ياربى ايه اللى بيحصلى ده ..
منى: وحدى الله يا سالى ...ورب ضاره نافعه ..الواحد مايعرفش الخير فين
سالى: لا اله الا الله..طيب يامنى سلام دلوقتى
منى: طمنينى اول ماتطلع النتيجه عشان خاطرى ماتسيبنيش على نار
سالى: حاضر ..سلام
منى: مع السلامه حبيبتى
اغلقت سالى الهاتف وارتدت ملابسها وتوجهت الى الطابق السفلى وهمت بفتح الباب فوجدته موصدا فنادت: نعمات ..نعمات
خرجت منيره مسرعه من المطبخ وقالت: افندم ياهانم
سالى: فين نعمات؟
منيره: مشت ياهانم
سالى: مشت ..مشت راحت فين؟
منيره: جاسر بيه ماشاها
تعجبت سالى ثم قالت: طيب الباب مقفول بالمفتاح ليه ..افتحى الباب
منيره: معلش ياهانم مش هقدر جاسر بيه منبه عليا انك ماتخرجيش الا بأذنه
سالى غاضبه: انتى اتجننتى فاكره نفسك هتحبسينى.. اتفضلى افتحى الباب
منيره: ابوس ايدك ياهانم ...ماتقطعيش عيشى ..انا مش زى نعمات انا بجرى على 4 ولاد واخواتى وامى وجوزى سابنى من زمان
صمتت سالى وزفرت انفاسها وقالت: طيب يا منيره اعمليلى كوبايه عصير لو سمحتى
منيره: حاضر ياهانم ..دقايق واجيبهولك ..
ما ان انصرفت منيره حتى اتجهت سالى الى الهاتف وطلبت خدمه التوصيل السريع لاحدى كبرى الصيدليات وطلبت جهاز لتحليل هرمون الحمل ...ثم اتجهت الى الشرفه الواسعه وجلست على الارجوحه الصغيره المصنوعه من اغصان البامبو الغليظه.
احضرت منيره كوب العصير الطازج قائله: عصير جوافه ولا اطعم ..ربنا يروقلك الحال يارب
سالى: متشكره يانعمات..انا طلبت الصيدليه ياريت تفتحلهم ولا هتفضلى قافله الباب بالمفتاح
منيره: والله ياهانم الحارس اللى قافل علينا انا وانتى انا ماليش ذنب البيه نبه عليه لا حد يدخل ولا حد يخرج
سالى: دا اكيد اتجنن ..
.ثم تمالكت سالى اعصابها وقالت: طيب اندهى على الاستاذ اللى بره اللى قافل علينا ده وقوليله الولد بتاع التوصيل هايجى خليه يحاسبه ويجيب الحاجه منه
مرت نصف ساعه حتى احضرت منيره كيسا بلاستيكيا صغيرا
واعطته لسالى التى كانت تتأرجح وهى شارده الذهن وقالت: الصيدليه بعتت الدوا ياهانم ...اتفضلى
اخذت سالى الكيس بلهفه وقالت: شكرا يا منيره
منيره: هنيا ..تؤمرينى بحاجه تانيه؟
سالى: لا شكرا روحى انتى
صعدت سالى الى غرفتها واتجهت الى الحمام وفتحت العلبه باصابع مرتجفه ومرت الدقائق ثقيله على سالى حتى ظهرت النتيجه ايجابيه فأبكت سالى بالدمع الغزير
خرجت سالى من الحمام بعدما غسلت يديها ولفت الجهاز الصغير بالمناديل الورقيه ووضعته فى كيس صغير والقته فى القمامه.
واتجهت الى السرير وامسكت بهاتفها واتصلت بصديقتها وقالت لها: حامل يامنى ..حامل
منى: والله مش عارفه اباركلك ولا ااقولك ايه ياسالى ...كل اللى اقدر اقولهولك خدى بالك من نفسك
سالى: البيه حبسنى ..نزلت تحت لقيته مدى تعليمات للخدامين لا يدخلو حد ولا يخرجونى والبواب قافل عليا بالمفتاح ...شوفتى ابو اللى بطنى ..شوفتى عاميله ..وتقوليلى طلاق لاء.
منى: ده بعد خبر حملك ..اقولك طلاق الف ومليون لاء كمان ..ماعدتش مصيرك ولا حياتك انتى لوحدك يا سالى...استهدى بالله وقوليله انك حامل يمكن ربنا يهديه اديكى شوفتى كان هيتجنن على سليم ابنه ازاى ..يمكن ربنا يهديه
سالى: لاء مش هقوله لما اشوف هيتعدل معايا منه لنفسه ويعرف انه غلط فيا ولا ايه ...ماهو انا لازم يبقالى قيمه عنده والا هيقعد يبيع ويشترى فيا ...وياعالم مراته الاولانيه خانته فعلا وطلقها.. ولا من غلبها معاه هجت وسابته وهربت بابنه فراح مطلقها بعد ماطلع عينها ..مش بيقولو اللى تحسبه موسى يطلع فرعون
منى: ياه يا سالى ..انتى بتفتحى على نفسك ابواب مالهاش اخر.
سالى: لاء وانتى الصادقه انا بفتح ابواب كانت المفروض تفتح من زمان ..وارجع ااقول غلطتى انى استعجلت ..وبدفع تمنها دلوقتى
منى: ربنا معاكى ياسالى ..ربنا معاكى
سالى: يارب ...مع السلامه دلوقتى يامنى ...هريح شويه واقوم اكلم بابا
منى: طيب بس براحه هه حتى عشان مايتخضش عليكى
سالى: والله صعبان عليا ...ياما قالى على ايه الاستعجال وانا اللى ركبت دماغى ياريتنى كنت سمعت كلامه ..بس خلاص ماعدتش ينفع ندم...هيجى ويمكن البواب مايرضاش يدخله
منى: انا رأيي انك تخليه يكلم جاسر يقوله انه جاى يمكن جاسر يتكسف ويخلى البواب يدخله
سالى: يعنى انتى متخيله انا قايل للبواب ماحدش يدخل ولما بابا يجيلى هيدخله بسهوله اووى كده
منى: جربى يمكن ماكنش قصده ولا كان متعصب الصبح بس دلوقتى هدى مش هتخسرى حاجه
سالى: طيب يا منى طيب ..دوشتك معايا ..مع السلامه
منى: مع السلامه حبيبتى وابقى طمنينى وصلتى لأيه بالله عليكى
سالى: حاضر ..مع السلامه
اغلقت سالى الهاتف واستلقت على السرير واضعه يدها على بطنها بسكون واخذت فى البكاء
بعد مرور ساعه اتصل جاسر بالمنزل فردت عليه منيره الخادمه قائله: الو
جاسر: ايوا يا منيره انا جاسر
منيره: اهلا يا بيه
جاسر: هاه الاخبار عندك ايه ..الهانم حاولت تخرج ؟
منيره: ايوا يا بيه بس كانت رايحه الصيدليه لما لقت الباب مقفول كلمت الصيدليه بعتولها الدوا
جاسر بانزعاج: دوا ؟ دوا ايه هيا عيانه ؟
منيره: والله يا بيه ما اعرف انا اخدت الكيسه واديتهالها بس هيا شكلها تعبانه شويه مارضيتش تفطر شربت كوبايه عصير بس وطلعت اوضتها تانى من ساعه كده
جاسر بقلق: طيب اطلعى شوفيها كده وانزلى طمنينى انا معاكى على التليفون
منيره: حاضر يا بيه ثوانى
صعدت منيره الى الطابق العلوى وطرقت الباب بخفه ودخلت فوجدت سالى متكوره على نفسها بسكون فقالت بصوت هامس: سالى هانم
استدارت سالى وقالت: ايوا يا منيره
منيره: جاسر بيه على التليفون بيطمن عليكى
لوت سالى شفتيها بسخريه وقالت: قوليله زى الحصان
منيره: ربنا يديكى الصحه يارب عن اذنك
سالى: اتفضلى
توجهت منيره للطابق السفلى ثم امسكت بالهاتف واجابت جاسر المتلهف وقالت: طلعتليها لقيتها كويسه وبتقولك زى الحصان
جاسر: كده وانتى شيفاها زى الحصان ولا ايه ؟
منيره: بصراحه يابيه شكلها زعلانه من حاجه اووى
جاسر: ماشى يا منيره ...عملتى الغدا ؟
منيره: ااه يابيه كل حاجه جاهزه
جاسر: طيب انا جاى النهارده بدرى ...مش عاوزيين حاجه ؟
منيره: تيجى بالسلامه يابيه
اغلق جاسر الهاتف وارجع ظهره الى الخلف وتنهد بعمق
ثم فتح احد الادراج واخرج صوره فوتوغرافيه لهما يوم خطبتهما
نظر لسالى مليا كانت تبتسم فى سعاده ناظره له بحب فريد ...يومها شعر هو الاخر بقلبه ينبض حبا لها
هز جاسر رأسه اسفا ووضع الصوره مكانها مره اخرى واغلق الدرج بسرعه وعاد مره اخرى ليكمل عمله
لعل نجاحه العملى ينسيه فشله الذريع فى حياته العاطفيه
فى تمام الثالثه قام جاسر وغادر مكتبه واتجه الى المصعد الذى ما ان فتح الباب حتى خرج اسامه منه قائلا له: على فين العزم ؟
جاسر بسأم: مروح
اسامه: خير انت تعبان
جاسر: قصدك قرفان
اسامه: ليه كده بس وحد الله يا اخى انت لسه انت وسالى متخانقين؟ كل ده ماصلحتهاش
جاسر: الامور واخده منحدر من سىء لاسوء ...شكلى ححضر نفسى للطلاق التانى
اسامه: يا اخى حرام عليك ...تفائلو تجدو الخير تحب اجى اكلمها
جاسر: مش هينفع يا اسامه ...انا ماشى
اسامه: طيب لو عايز رأيي خدلها ورد وانت راجع ...الستات بتنسى كل حاجه قصاد الورد
جاسر باستنكار: اعتذرلها يعنى ؟
اسامه: مش انت اللى غلطان
جاسر: انا اعتذرت كتير اووى وكان فاضل ابوس رجليها ...لكن من هنا ورايح مش جاسر سليم اللى ينخ بالشكل ده يا تتعدل يا اما بالسلامه زى اللى قبلها
اسامه: يا اخى ماتبقاش عصبى كده ...خدها بالراحه شويه وبالشده شويه
جاسر: اما اشوف ...مع السلامه
ركب جاسر المصعد واتجه عائدا الى بيته وفى تلك الاثناء كان قد اتصل بوالدته يبلغها بأنه سيترك سليم فى رعياتها للايام القليله المقبله فرحبت والدته بشده بذلك القرار مشعرا اياها بالسرور حيث بات التخلص من سالى امرا وشيكا
وصل جاسر الى المنزل ففتح له الحارس البوابه فسأله جاسر: هاه يا منعم حد جه النهارده او خرج؟
منعم: لا يابيه ماحدش خرج الا نعمات الصبح والدليفرى بتاع الصيدليه هوا بس اللى جه
هز جاسر رأسه واتجه الى الداخل وترجل من سيارته ودخل المنزل
فاستقبلته منيره بترحاب فقال لها: حضرى الغدا وطلعيه فى الفرانده بره يا منيره لو سمحتى
منيره: امرك يا بيه
صعد جاسر الدرج واتجه الى غرفته واستحم وابدل ملابسه لبنطال رمادى وقميص مقلم من اللون ذاته ووضع عطره المفضل بغزاره
واتجه الى غرفه زوجته وفتحها دون استئذان وُفتح الباب
فشعر جاسر بالسرور على الاقل لم توصد الباب ككل مره دخل ليجد سالى جالسه على السرير تتابع شاشه التلفاز فى سكون حتى انها لم تبد اى حركه لدى مرآه
قال جاسر بهدوء: السلام عليكم
لم ترد سالى عليه
فقال لها جاسر متنهدا: تانى؟ مافيش فايده يعنى هتفضلى ساكته كده ..ماهى دى مش اسلوب عيشه ولا انتى ايه رأيك؟
ظلت سالى صامته فقال لها جاسر بهدوء: انا عارف انى غلطت لما ضربتك لكن انتى كمان بتستفزينى اووى ...يعنى انا مش شرير ولا بنى آدم واطى اووى للدرجه اللى انتى بتعاملينى بيها ..غلطت وفضلت اعتذرلك مطلوب منى ايه بعد كده ..وبعدين انا ماكنتش اعرف انها اول مره ليكى انتى ماقولتيش ..ماكنتش اعرف انه ده سبب طلاقكم.
سالى: انا اطلقت بعد كتب الكتاب ...قبل دخلتى ب3 ايام
ظهرت معالم الدهشه على وجه جاسر وقال: ايه؟ ليه ؟
سالى: كان واخدنى كوبرى لحبه القديم لما تلاقيه خطب وكتب الكتاب وخلاص هيتجوز راحت غارت ورجعتله ...اما حضرتك يا زوجى المحترم اللى بتغلط عااادى جدا وبتعتذر ومطلوب منك ايه بعد كده فأنت اخدتنى كوبرى لابنك ...وبس ...انا مجرد كوبرى ..
ثم اتبعت بسخريه مريره وتساقطت دمعه من عيناها وقالت:فامعلش اعذرنى ان كنت بستفزك ..وبخرجك بره شعورك ..ماهو ده حال الكبارى فى مصر
اخفض جاسر رأسه بخجل واقترب من سالى ووضع ذراعه حول كتفها وحاول ضمها اليه قاومته سالى قليلا ولكنها رضخت له تحت قوه ذراعه وضمها جاسر اليه واحتضنها بحنان وقال: انا ما اخدتكيش كوبرى ولو كان كده ما كنت اتجوزت اى واحده والسلام.
سالى: يا سلام ...ده على اساس ان الصفقه مع يسرى الطحان ما كنتش فى الصوره
جاسر: ايه اللى دخل ده فى ده ؟
دفعت سالى نفسها بعيدا وقامت من على السرير واتجهت الى النافذه ناظره خارج اسوار الفيلا سجنها الحديث
وقالت: زياد قالى على كل حاجه ...قالى انك عرفت انه كان عايزنى وفى نفس الوقت خفت على الصفقه ماتمش عشان كده اتجوزتنى انا دونا عن بقيه الستات
جاسر: طيب فرضا ان ده صح ..يبقى كان المنطقى انى اتجوز آشرى ...مش كده ...بكده هضمن الصفقه وهضمن رجوع ابنى ..صح ولا انتى رأيك ايه؟
لم تكن سالى واضعه تلك الفرضيه فى عقلها من قبل.
فقام جاسر واقترب منها وقال بحنان: سكتى يعنى ..ولا القطه اكلت لسانك ...امتى هتعرفى انى اتجوزتك عشان انا عاوزك مش عشان حاجه تانيه ااه كان همى انى ابعدك عن زياد ...لانى بحبك
سالى باكيه: تقوم تفضحنى ..وتشوه سمعتى كده ؟
جاسر: وقتها كنت فاكر انى بعمل الصح هتجوزك والناس هتنسى بعد كده
هزت سالى رأسها بأسف واكملت باكيه: انت ازاى مش شايف نفسك وانت عمال تغلط غلطه وره التانيه وره التالته وره العاشره ..فاكر هستحمل لحد امتى تغلط وتيجى تقولى ماكنتش ااقصد ..انا من لحم ودم واضعف منك عشرين مره ..انا عملت فيك ايه عشان تعمل معايا كده ...وكل ده وشايف انه ده الحب ...وانت بكل الجبروت والقوه دى مش عاوز حتى تتنازل ولو لشويه صغييرين
قال جاسر برجاء وامسك بيدى سالى فى قبضته: انسى اللى فات وتعالى نفتح صفحه جديده ...
ابتسمت سالى بتهكم: انسى ..انسى ايه ولا ايه ؟ انسى ضربك واهاناتك ولااا ...انسى انى حامل فى جنين جه بالاغتصاب
حملق بها جاسر واخرسته المفاجأه
فقالت سالى بتهكم ساحبه يدها من قبضته: سكت يعنى ولا القطه اكلت لسانك...
تابعت سالى بمراره: يعنى كل ما هبص لابنى ولا لبنتى بعد كده عمرى ما هنسى انا حملت ازاى ...ولا ليله العمر كانت عامله ازاى ..ولا اتجوزتك اصلا ازاى ...جاى تكلمنى وتدينى المواعظ عن اسلوب العيشه ...اتفضل قولى ...هاه ينفع ده اسلوب عيشه.
ثم هزت رأسها اسفا وقالت: ما أظنش يا جاسر ...ما اظنش ...طلقنى ...طلقنى من فضلك ..لو فعلا بتحبنى ...يبقى تطلقنى ..عشان انا مش هينفع اعيش معاك بعد كده ..ماينفعش اعيش وانا حاسه ان حاجات كتيير اووى جويا ماتت
تركته سالى واتجهت الى الحمام واوصدت الباب واتجهت الى المغسله وفتحت الصنبور ورشت الكثير من الماء على وجهها
فيما كان جاسر ينظر للسرير بحسره مسترجعا بذاكرته لقائهم العنيف المخجل ...وخرج ...خرج مسرعا من الغرفه ..بل من المنزل بأكمله وركب سيارته وانطلق بها بسرعه جنونيه.
رن جرس الهاتف فى منزل جاسر للمره الثانيه فردت منيره: الو
جاءها صوت مجيده قائله: الو ...السلام عليكم ..ممكن اكلم سالى
منيره: نقولها مين يا افندم ؟
مجيده: مامتها
منيره: حاضر ..ثوانى وابلغها يا هانم
صعدت منيره الى الطابق الثانى واتجهت الى غرفه سالى وطرقتها ودخلت برفق وقالت: سالى هانم مامتك على التليفون
قامت سالى واتجهت الى التليفون خارج غرفتها وحملته ودخلت به الى غرفتها واغلقت الباب
وقالت: الو ايوا يا ماما ..ازيك وحشتينى اووى
مجيده: وانتى يا بنتى وحشتينى اكتر اخبارك ايه .وجوزك اخباره ايه ؟
قالت سالى بحزن: الحمد لله يا ماما ..الحمد لله
مجيده: مالك يا سالى ؟
سالى: لا ابدا ياست الكل ..سلامتك..انتو ازيكم وسيرين وولادها وبابا وحشتونى اووى
مجيده: سيرين هتمشى النهارده وكنا عند الدكتور من شويه
سالى: اوعى تقولى انها حامل تانى ولو انه مستحيل ولا يكون لسه في حاجه مانزلتش
مجيده: لا يا تحفه ..بابا تعب شويه امبارح بالليل فحجزتله عند دكتور القلب
سالى: ايه ؟ طيب ماحدش كلمنى ليه ؟
مجيده: ما ادينى اهوه كلمتك ..بس الحمد لله الدكتور غيرله شويه فى العلاج وطلب شويه تحاليل كده ..ادعيله انتى بس
سالى: انا لازم اجى النهارده عشان اتطمن عليه
مجيده: وانا بكلمك عشان اقلقك ..ابوكى الحمد لله كويس المهم انا امبارح حلمتلك حلم كده وصاحيه قلبى مقبوض ..طمنينى عليكى يابنتى
سالى: حلمتى بأيه يا ماما
مجيده: مش عايزه اقول عشان مايتفسرش ..انتى كويسه مش تعبانه من حاجه ..بجد يا سالى طمنينى يا بنتى
لم تتمالك سالى دموعها وبكت فقالت مجيده: ياحبيبه قلب امك والله قلبى كان حاسس ...زعلانه من ايه ..احكيلى يا بنتى
سالى: مش هينفع فى التليفون يا ماما لما نقعد سوا ونفضفض
مجيده: طيب ..انتى حامل ؟
سالى: وعرفتى ومنين يا ماما
مجيده: مش بقولك حلمت وده تفسير حلمى ..حامل صحيح يا سالى فرحى قلبى على الاقل
سالى: ايوا يا ماما ..حامل بس غريبه اووى انا لسه النهارده الصبح لسه عارفه
مجيده: قلب الام يابنتى ..خدى بالك من نفسك يا سالى عشان خاطرى وكلى كويس ..هه وبلاش المجهود ولا الزعل عشان خاطر امك
سالى: حاضر يا ماما ..وان شاء الله هجيلكم قريب
مجيده: ربنا يقدم اللى فيه الخير يا بنتى
سالى: بابا فين ؟
مجيده: دخل يريح شويه ..اما يصحى هخليه يكلمك ..مبروك ياحبيبتى ربنا يقومك بالسلامه ويفرحنى بعوضك يارب
سالى متنهده: الله يبارك فيكى يا ماما ..هبقى اكلم بابا على بالليل كده ...مع السلامه
مجيده: فى حفظ الله يا حبيبتى
اغلقت سالى الهاتف وخرجت ووضعته مكانه ودخلت غرفتها ونامت
اما جاسر فظل يجوب الشوارع شاردا الذهن غاضبا من نفسه فأخطائه المتكرره هى التى دفعت زوجته لطلب الطلاق
ولكن ما ذنب طفلهما الذى لا يزال فى علم الغيب ان ياتى لذلك العالم ليجد والديه منفصلين كأخيه الاكبر..
اهذا قدره؟... ان يهبه الله طفلا اخرا ثم ويحرم منه...
عليه ان يحارب ويقاتل من جديد لليملم شمل اسرته الصغيره
اتجه جاسر للقصر فقد شعر بالاشتياق لابنه الصغير وما ان ترجل من السياره حتى خرج زياد حاملا سليم الصغير لاستقباله
امسكه جاسر منه واحتضنه مقبلا اياه
فقال له زياد: من الصبح داوشنا االى ..ااالى ..انت مش عاملك اي وضع معاه كده... نقوله طيب بابا طيب تيته مافيش على لسانه غير ااالى
نظر جاسر الى ابنه بألم وقال: حاضر هاخدك لاالى بس تعالى الاول نرتاح شويه ونسلم على تيته
قال زياد: لاء هيا مش موجوده ..راحت مشوار مع آشرى وتقولى حاجه خاصه بالستات مالكش دعوه وانا قاعد مع الاستاذ
ثم قال باستفهام: اتغديت؟
جاسر: لاء لسه
زياد: طيب كويس تعالى افتح نفسى انا والاستاذ سليم
قال جاسر: طيب هروح اعمل تليفون كده واجى الغدا فين؟
زياد: فرصه سوسو مش موجوده تعالى ناكل فى الليفنج ونتابع الماتش
جاسر: حلو اووى ..يالا يا سولم روح مع عمو زياد عبال ما اعمل تليفون
قال سليم فى اعتراض: ااالى
زياد: شفت
جاسر: طيب نتغدى واوديك عند االى ياله بقى
ذهب جاسر الى غرفه المكتب ورفع سماعه الهاتف واتصل بمنزله فردت منيره وقالت: الو
جاسر: ايوا يا منيره ..انا جاسر ..اخباركم ايه؟
منيره: الحمد لله يا بيه عاوز الهانم ؟
جاسر: هيا صاحيه
منيره: اظن انها نامت
جاسر: طيب اتغدت؟
منيره: لاء يا بيه مارضيتش
جاسر: طيب يا منيره ..لو فيه حاجه كلمينى على طوول
منيره: تحت امرك يابيه
امضى جاسر بعض الوقت برفقه اخيه الذى يتابع شاشه التلفاز باهتمام شديد وابنه الذى ظل يقلد عمه فى كل صرخاته ولفتاته مما دفع زياد لاحتضانه وتقبيله مرارا
ثم قال زياد: مالك؟ سرحان فى ايه
جاسر: هه ..لا ابدا انا كويس
زياد: شكلك فى دنيا غير الدنيا
رن جرس هاتف جاسر فقال زياد: طيب هترد ولا هتفضل سرحان كتير
انتبه جاسر واخرج هاتفه ليجد رقما غريبا يتصل به فرد قائلا: الو
جاءه صوت امرأه باكيه قائله: ايوا ..جاسر معايا ؟
جاسر: ايوا يا افندم ..مين معايا
المرأه ببكاء: انا سيرين اخت سالى
جاسر بانزعاج: اهلا ..اهلا يا سيرين ..خير فى ايه ؟ مالك؟
سيرين: بابا تعب اووى والاسعاف جت اخدته على المستشفى... ياريت تجيب سالى وتيجوا بس ماتقولهاش عشان ماتقلقش
جاسر بصوت مرتفع: ايه ..طيب طيب حالا انتو فى مستشفى ايه ؟
سيرين: مركز القلب فى سموحه ..هما دخلوه اوضه العمليات
جاسر: ربع ساعه ونكون عندكم ..سلام
اغلق جاسر الهاتف فقال زياد: خير يا جاسر مين فى المستشفى
جاسر: حمايا
زياد: لا حول ولا قوة الا بالله
جاسر: انا ماشى ..خد بالك من سليم يا زياد
زياد: ماتقلقش فى عنيا
غادر جاسر مسرعا ووصل الى منزله فى غضون عشر دقائق غير عابئ بكم المخالفات المروريه التى سجلت ضده
وصعد درج المنزل بسرعه فائقه واتجه الى غرفه سالى وفتح الباب ودخل ليجد سالى جالسه فى هدوء
فقال لها: تحبى اخدك تزورى اهلك
نظرت له سالى بدهشه بالغه فقالت: خمس دقايق واجهز
بالفعل كانت الخمس دقائق التى استغرقتها سالى فى اللبس ونزلت الدرج شاعره بمشاعر مختلطه من السعاده والحسره سويا فهى لم تتوقعه ان يهم جاسر بالتخلص منها بتلك السرعه
غادرت سالى برفقه جاسر الذى كان التوتر ظاهر بوضوح على محياه لاحظت سالى ان الطريق الذى يسلكه جاسر مغاير تماما للطريق الى منزل ابويها
فقالت: انت رايح فين دى مش سكه البيت
نظر لها جاسر بقلق وقال بصوت متوتر: الحقيقه بابا تعبان شويه وراح المستشفى وهنروح نطمن عليه
قالت سالى بفزع: ايه ..وماقولتليش ليه ..طيب يالا بسرعه ...ياحبيبى يا بابا ..تعب ازاى يعنى ؟
جاسر: مش عارف يا سالى بس اهدى شويه ان شاء الله هيكون كويس ماتقلقيش ..القلق غلط عليكى
اخذت سالى فى البكاء بينما قاد جاسر السياره شاعرا بالقلق والخوف على زوجته بشده حتى وصل اخيرا
دخل جاسر برفقته سالى وسأل مكتب الاستقبال فأدلوه على غرفه العمليات
سارت سالى الى جواره مسرعه حتى وصلت الى حيث اختها وامهما الباكيين فقالت لهما: خير يا ماما بابا عامل ايه؟
مجيده: ادعيله يابنتى اهم جوه معاه ..ربنا يستر
بعد قليل خرج احد الجراحين يحمل اسفا واضحا على وجهه قائلا بصوت مختلج: البقاء لله يا جماعه
فصرخت كلا من سيرين ومجيده ببكاء وعويل
اما جاسر فحملق فى الطبيب محاولا فهم كلماته
وسقطت سالى ارضا مغشيا عليها فى الحال