رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل التاسع عشر
رن هاتف سالى فأخرجته من حقيبتها لتجدها امها الحبيبه فردت: الو
مجيده: الو ايوه يا سالى وحشتينى اووى ياحبيبتى عامله ايه؟
سالى: انا الحمد لله يا ماما ازيك وازى بابا وسيرين والبنات كلكم وحشتونى خالص
مجيده: احنا الحمد لله ياحبيبتى انتى وجوزك كويسين ؟
سالى: الحمد لله يا ماما
مجيده: ايه الصوت اللى جنبك ده؟صوت عيال
سالى بفرح: ده سليم جبناه النهارده ...عسول اووى يا ماما
مجيده:بجد ربنا يكرمك يا بنتى ويطعمك ويفرحنى بولادك ...شبه مين بأه؟
سالى: نسخه من جاسر ...سبحان الله يا ماما
مجيده: ربنا يخليه وعقبال ما اشوف نسختك ...خدى خدى بابا عاوز يكلمك
سالى: الو يا بابا ...الو ...الو
انقطع الخط ولم تتمكن سالى من سماع صوت والدها الحبيب وحضر جاسر للطاوله وجدها ممسكه هاتفها فنظر لها فى استفهام فقالت بصوت حزين: بابا كان هيكلمنى والسكه اتقطعت
رد عليها جاسر فى جمود: طيب اتصلى انتى بيه
سالى: بحاول الشبكه مش عارفه مالها
جاسر: طيب يالا بينا نتحرك وفى البيت ابقى كلميه
قامت سالى وامسكت بسليم فقال لها جاسر: هاتيه اشيله
سالى: اتفضل... بس سمى عليه.
حمله جاسر ومد سليم يده لسالى فقالت له مداعبه: انا جايه معاكم هروح فين
جاسر: اتعلق بيكى اووى
سالى مبتسمه: وانا كمان...القلوب عند بعضها ...خلصت اللى كنت عاوز تعمله؟
جاسر: ااه ..اعملى حسابك هنروح نتغدى ونلم حاجتنا ونطلع على المطار كلمت شركه سياحه وحجزت طياره الساعه 10 بالليل
تعجبت سالى وقالت: بسرعه كده؟
جاسر بشك: لسه عايزه تقعدى؟
سالى: لاء عادى ..انت بس ماكنتش قايل قبل كده كنت متخيله اننا هنقضى كام يوم لسه ...لكن طبعا احب ارجع بلدى فى ااقرب وقت
جاسر بتهكم:لا وماله ما احنا هنرجع مصر ان شاء الله لكن لو ليكي حد تعرفيه ولسه عايزه تقعدى عشانه احنا تحت امرك والله
نظرت له سالى متعجبه فهاهو قد تغيرت معاملته فى اقل من ساعه وقالت: لاء ماليش انا كل اللى ليا فى مصر
جاسر بعدوانيه: وهما مين؟
سالى باستغراب: اهلى ...هيكون مين؟
وصلو الى السياره ففتح جاسر لسالى الباب واعطاها سليم المتلهف لها اغلق جاسر الباب وركب السياره فقالت له سالى: احنا هنروح فين؟
جاسر: على البيت
سالى: طيب ممكن تحود على محل المخبوزات اللى شفناه واحنا جايين شكل سليم حبيبى جاع
جاسر: ماشى اجيبله ياكل ايه؟
سالى: ممكن باتيه بالجبنه
جاسر: وانتى ؟
سالى: مش عاوزه
اوقف جاسر السياره قبال المخبز وترجل منها وعاد بعد قليل حاملا كيسا ورقيا كبيرا
سالى: ايه كل ده ...هات طيب الباتيه...
اطعمت سالى سليم الصغير بحب واكل الصغير واستكن قليلا لها ونام بعد فتره نظر له جاسر بحنان ونظر لسالى يرواده الشك فيها لما لم تخبره عن الرجل الذى كان جالسا معاها ؟من هو؟ هل كانت تعرفه من قبل ؟اكانا متفقين على اللقاء ؟
اسئله كثيره دارت بخلد جاسر فشعر بالغضب منها ومن نفسه فكبرياءه تمنعه من ان يسألها ليس الان على الاقل..
اوقف جاسر السياره قبال البيت وترجل منها وفتح لسالى الباب ...
صعدت سالى للطابق الاعلى واضعه سليم الصغير لينام فى غرفتها وصعد ورائها جاسر
وما ان وضعت سليم على السرير وخلعت له حذائه حتى قال لها جاسر: تعالى انا عاوزك
تعجبت سالى للهجه الامر فى صوته فشحذت اسلحتها النفسيه وخرجت ودخلت غرفته المقابله
وجدته ينفث سيجارا فى هدوء ناظرا من النافذه
قالت له: خير؟
نظر لها جاسر غاضبا: مين اللى كان قاعد معاكى فى المول ؟
تفاجأت سالى فقد غادر ايهاب قبل ان يعود جاسر فقالت: انت بتراقبنى بأه مش رايح تعمل مشوار ولا حاجه
جاسر بنفاذ صبر: ردى عليا وبلاش كتر جدال
سالى بهدوء: ده ايهاب
جاسر بسرعه: ايهاب مين؟
سالى ببرود: طليقى
شعر جاسر بالغضب يتضاعف: وحضرته جاى وراكى من مصر لامريكا بقى... وعرف مكانك من مين؟اكيد انتى اللى قولتيله يقابلك مش كده ؟
سالى بعصبيه: ايه الهبل اللى انت بتقوله ده ...ياسلام ..على اساس انى عارفه امريكا كويس اووى وكنت عارفه انك هتسيبنى وتروح فى مشوار خيالى وروحت مكلماه وقلتله يجي يقابلنى... مش كده؟
جاسر: امال عرف منين؟ توصل الصدف انكم تتقابلو هنا بقى ماتتقبلوش فى مصر وتتقابلو فى امريكا عيل انا عشان اصدق بقى ؟
سالى ببرود: ااه توصل... عايز تصدق عايز مش عايز انت حر
جاسر: مااااااشى هصدق بكيفى لكن الحكايه فيها ان..ايه بقى اللى خلاه يقعد معاكى واتكلمتو فى ايه؟
سالى بعند: شىء مايخصكش
امسك جاسر بذراع سالى وشدها اليه بقوه: ماتنرفزنيش احسنلك انا العفاريت الزرق بيطنطوا قدام عيني
عندها سمعت صوت صراخ سليم نظرت له سالى بحنق ونفضت ذراعها وقالت: عن اذنك الولد صحى.
خرجت سالى غاضبه منه ...لقد تزوجها بالخداع ...واتهمها فى شرفها واتهمها بالاستهتار ...ورنت كلمته مره اخرى فى اذانها يو ار نوت ماى تايب ...ومغازلته الواضحه للمضيفه ..و..و...و...الى متى سوف تتحمله الى متى ستتحمل شكه بها وانتقاده الدائم لها فهى مهما فعلت لن تتمكن ابدا من ارضاؤه
دخلت غرفتها وحملت سليم الصغير بحنان وقالت: بابا صحاك ...معلش تعالى نغير وتاخد حمام قبل ما نسافر يالا بينا ياجميل
خرجت سالى من غرفتها وتوجهت حامله سليم الى جاسر الذى كان لازال غاضبا وقالت له: عايزه هدوم وحاجات من اللى جيبناها عشان احميه
جاسر: هتعرفى تحميه؟
سالى: ااه مش قضيه يعنى
جاسر: طيب هجيب الاكياس من العربيه
خرج جاسر وعاد بعد قليل ليجد سالى تحدث والدها فى الهاتف: وانت كمان يا بابا واحشنى ..احنا ان شاء الله راجعين النهارده بس اظن هنوصل بكره الصبح
قال لها جاسر معلنا عن دخوله: الحاجه اهيه ...باباكى على التليفون
سالى: ااه
جاسر: هاتى اكلمه
سالى: بابا جاسر عايز يكلمك
جاسر: الو ..ازيك ياعمى ...احنا الحمد لله كويسين ...الطياره معادها الساعه 10 بالليل يعنى هنوصل على الصبح كده واخويا هيستنانا فى المطار وهنطلع على القصر ..لاء ..لا ء ..ماتتعبش نفسك انت طبعا تنورنا لكن اول ما نرتاح من السفر هنبقى نجيلكم ان شاء الله ..ماشى ..حاضر ..مع السلامه
كانت سالى قد جهزت ملابس سليم ليستحم واعدت الماء الدافىء له دخل جاسر الحمام معها ووضع اصبعه فى الماء فقال: مش سخنه المايه شويه ..الدنيا حر
سالى: الاطفال مش بيستحوا ابدا بمايه ساقعه زينا فى الصيف لازم المايه تكون دافيه صيف او شتا
خلعت سالى ملابس سليم الصغير ووضعته فى "البانيو" وامسكت به جيدا وظل سليم يلعب بالماء فرحا فضحك الاثنان.
جاسر: عامل زى دكر البط
سالى: حبيبى كان عايز يستحمى من بدرى ...نيجى للحظه اللى كل العيال بتكرها
جاسر: ايه؟
سالى: الشامبو
وبالفعل بكى سليم عند نزول قطرات الماء فوق رأسه قليلا فهدأت سالى من روعه وقالت بصوت حنون: الشامبوو عشان شعرك ينضف وتبقى ريحتك حلوه
واخيرا انتهت سالى ونشفت سليم جيدا ساعدها جاسر بحمله ووضعه على السرير برفق البسته سالى ملابسه وقالت: نسيت اعمله كوبايه لبن يشربها
جاسر: اعملهاله ازاى.
سالى: دفى بس اللبن شويه مجرد تعرف تحط صوبعك فيه وحطه فى كوبايته اللى جبناها
عاد جاسر بعد قليل حاملا كوب اللبن الدافىء تحسسته سالى وجدته ساخنا فقالت: ده سخن اووى
جاسر: انتى قولتيلى احط صوبعى فيه واتحملت حرارته
سخرت منه سالى وقالت: على كده انت حمال قسيه بقى
نظر لها جاسر بعمق وقال: عشان تعرفى
سالى هاربه من نظراته: طيب امسكه بقى عبال ما انزل ابرد اللبن
عادت سالى بعد قليل لتجد جاسر يداعب ابنه الذى يضحك له فرحا فابتسمت واعطته الكوب ليطعمه اياه وقالت: انا هدخل اخدلى شاور انا كمان وهوا ممكن ينام بعد مايشرب على فكره
دخلت سالى الحمام واستحمت وخرجت مرتديه مئزرا ورديا اللون لتجد سليم يغط فى نوم عميق وجلس جانبه جاسر مغمضا عينيه تنتحنحت سالى ففتح جاسر عيناه وقال: انا هطلب غدى تحبى تاكلى ايه؟
سالى: هات اى حاجه بس تكون موثوق فيها وياريت يكون معاها سلطه او خضار عشان سليم او ممكن انا اعمل حاجه هنا
جاسر: طيب براحتك شوفى ايه وقوليلى
سالى: طيب
وقفت سالى تنتظر خروجه ولكنه ظل جالسا على السرير فقال لها فى تهكم: بتتكسفى... الغريب انك كنتى متجوزه قبل كده ..لاء وطليقك شوفتيه من ساعه فاتت ..يعنى كل دى ذكريات عدت عليكى المفروض
سالى: مافيش داعى لكلامك معايا بالاسلوب ده من فضلك احنا اتفقنا انى ام لسليم وبس
ثم اتبعت بسخريه:ده غير ان انا نوت يور تايب
جاسر: لكن انا جوزك قدام الناس ومش هسمحلك انك تنسى او تتناسى ده ...مفهوم...ولسه انا ماخلصتش كلامى معاكى ولازم اعرف انتى قولتيله ايه واديتيله الفلوس اللى اديتهالك ليه؟
دهشت سالى لمعرفته بأمر الاموال التى اعطتها لايهاب وقالت: فلوسك هرجعهالك على داير مليم.
عندئذ قام جاسر من على السرير وحمل سالى بسرعه من على الارض وخرج بها وتوجه الى غرفته فيما كانت سالى تدفعه لتجعله ينزلها ارضا الا ان جاسر كان اقوى منها بكثير ودخل الغرفه واغلق الباب بقدمه وضعها على السرير وامسكها بقوه ونظر لها فى عينها وقال: انتى عاوزه ايه بالظبط هه؟ ردى ..فكرك هصبر عليكى لحد امتى ؟
شعرت سالى بالخوف فقد قيد حركتها بالكامل وجسمه جاثما فوقها وانفاسه تلفح وجهها فقالت: عاوزاك تسيبنى.
قام جاسر بهدوء ونظر لها بسخريه: عامله نفسك جدعه وبتقفى وتتحدينى وانتى عارفه كويس انك مش قدى ...ردى اديتله فلوس ليه
قالت سالى وهى لاتزال نائمه على ظهرها: ظروفه متلخبطه وبيشتغل عامل نظافه ومعهوش ينزل مصر ولا يعيش هنا اديته الفلوس على سبيل المساعده مش اكتر
جاسر بهجوم: لسه بتحبيه مش كده؟
عقدت سالى حاجبيها بغضب وقامت وقالت: انت فيك مخ تفكر ولا انت واخد الدنيا بالدراع وبس والمهم اللى انت عاوزه يحصل وخلاص ...
نظر لها جاسر بغيظ:احترمى نفسك واتكلمى معايا عدل انا فيا مخ يوزن بلد وعشره زيك كمان ..ايه معنى ان واحده تقابل طليقها وتديله فلوس الست بتطلق وبتاخد مؤخرها ونفقتها ولو قدرت تاخد اللى وراه واللى قدامه وتطلع عين اللى جابوه لا تعملها.
سالى: ااه فى كده ..بس فى ستات بنات ناس من الاول ويفهموا فى الاصول وبيتقوا الله ..سيدنا ابو بكر كان بيتصدق على واحد كان هوا من ضمن اللى اتكلمو عن شرف السيده عائشه فى حادثه الافك ومع ذلك فضل يتصدق عليه بعدها
مش كل حاجه خد وهات وده قصاد ده ...واللى يعاملنى بالسيئه انا بقى بعامله بالحسنى زي حضرتك كده ومش عشانك ولا عشان خاطر سواد عيونك ...لاء عشان خاطر انا كده وبعامل ربنا فى الاخر
شعر جاسر بالحرج وتقزم غروره ليصبح فى ادنى مستوياته فلم يملك الا الصمت.
غادرت سالى الغرفه واتجهت الى غرفتها ابدلت ثيابها لفستان ابيض عارى الكتفين يصل الى اسفل الركبه بقليل يتوسطه حزام بنيا رفيعا ورفعت شعرها لاعلى تاركه بعضا من خصلاته تنزل بنعومه على ظهرها العارى وانتعلت صندلا خفيفا بنى اللون بشرائط مجدوله يحمل تصميما اغريقيا اضاف لقدميها اغراءا ووضعت احمر شفاه بلون مشمى ناعم ورشت عطرها المفضل.
نزلت الى المطبخ وفتحت الثلاجه واخرجت بعضا من الخضروات الطازجه واعدت حساء خضروات وضربت القليل منه فى الخلاط ليصبح ناعما واخرجت شرائح الفراخ المتبله الجاهزه للشوى وقامت بشيها نزل جاسر بعد قليل كان قد استحم وارتدى تيشرت بلون ابيض ماركه اديداس يعلو بنطال من الجينز اللبنى اللون حاملا ابنه بحرص استدارت سالى لدى شعورها بحركه خفيفه فوجدتهما معا الاب وابنه النسخه المصغره منه فابتسمت ابتسامه واسعه وقالت: صحيت.
رد عليها سليم باصوات طفوليه سعيده فقالت سالى بصوت طفولى: انت تقول ايه هه ايه رايك ناكل هممم دلوقيتى هه بس تاكل اكلك كله كله
ابتسم جاسر وقال: انا كنت ناوى اغديكم بره
سالى: لاء مافيش داعى انا خلاص تقريبا خلصت بس قعد الاستاذ هنا وتعالى اعملنا سلطه
جاسر: نعم؟
سالى: ايه سلطه ..ماتعرفش السلطه ؟
جاسر: لاء اعرف بس انتى ناويه تشغلينى كتير ولا ايه ؟
سالى بحده: اشمعنى انا بشتغل
جاسر: ياستى بعاكسك بس يا ساتر هو الواحد مايعرفش يقولك كلمتين الا وتهبى فيه ..امسكى سليم طيب
سالى: هات حبيب قلبى السكر ده
جاسر: يابختك ياسى سليم سالى هانم بجلاله قدرها راضيه عليك
نظرت له سالى رافعه حاجبيها وابتسمت داخلها
انتهت العائله الصغيره من تناول طعامها ومر الوقت سريعا فى اعداد الحقائب والتجهيز للسفر القريب وغادرت عائله جاسر ارض امريكا بسلام عائدين الى ارض مصر الحبيبه.
كان اسامه فى انتظار اخيه فى المطار وما ان رأى جاسر يسير بالقرب من سالى التى تحمل سليم الصغير حتى تهلل وجهه وانطلق سريعا بأتجاهم سلم على اخيه واحتضنه وسلم على سالى ورأى سليم ينظر له بتعجب فقال له: حمد لله على السلامه ...مصر كلها نورت سليم جاسر هنا يا مرحبا يا مرحبا
اعطته سالى الطفل الصغير وحمله اسامه بحب وقال لاخيه: نسخه منك نسخه طبق الاصل يا جاسر.
جاسر: انا حلو كده
اسامه: لاء الصراحه هوا احلى مش كده يا سالى ؟
سالى:كده ونص
اسامه: بيعجبنى انا وانتى دايما على نفس الخط
جاسر: طيب مش يالا بينا يا ابو خط
وصلت السياره الى ارض القصر المشيد وترجل جاسر واسامه
فتح جاسر لسالى الباب وحمل سليم الصغير ونزلت امه"سوسن هانم " مهروله على درجات السلم الرخامى القليله واتجهت الى جاسر واحتضنته وامسكت بسليم الصغير الذى ما ان حملته جدته بعيدا عن ابيه حتى بكى فقالت له سوسن: بس بس بس بابا اهوه ..وانا ناناه مش عارفنى ...ناناه سوسن
ثم توجهت بالحديث الى جاسر متجاهله الترحيب بسالى تماما وقالت: هو اكل من امتى؟
جاسر: لسه واكل من قيمه ساعه بس
سوسن: امال ليه بيعيط ...ثم قالت لسالى بحده: انتى اكلتيه ايه؟
شعرت سالى بالغيظ من معامله حماتها ونظرت لها فى تحدى ولم ترد عليها فقال جاسر: ماتقلقيش من الاكل اديه لسالى بيبقى هادى معاها ..هوا بس عشان مستغرب المكان.
سوسن: سمى عليه اما نشوف ...وبالفعل توقف سليم عن البكاء ودفن رأسه بقوه فى كتف سالى لكأنما يهرب من جدته العجوز
شعرت سوسن بالحنق والتفت ودخلت القصر بشموخ تاركه الجميع
سارت سالى بتمهل بالقرب من جاسر الذى كان يشعر بالضيق هو الاخر من معامله امه لسالى بهذا الشكل ...فهذا ليس ما اتفق عليه معاها من قبل لقد وعدته انها ستحسن معامله سالى ولكنهاالان قد اخلفت بعهدها.
دخل جاسر القصر ورحبت به الخادمتان وحاولت احداهما حمل سليم لكن سالى قد رفضت بأدب جم
نزل زياد من الطابق العلوى وتوجه الى حجره المعيشه الواسعه فرحا بعوده اخيه وابنه وما ان دخل حتى قال بصوت فرح فاتحا ذراعيه بترحاب: حمدلله على سلامه سليم الصغير
نظر له جاسر بغيظ وما ان اقترب منه زياد حتى عالجه جاسر بقبضه يده فى وجهه واسقطه ارضا صرخت سوسن فى هلع: زياد!...جاسر ايه اللى انت عملته ده
حاول زياد القيام ونجح بمساعده اخيه اسامه ونظر الى جاسر بعمق فقد كان متوقعا ردة فعل عنيفه من اخيه وهذا دليل قاطع على انه استطاع ان يصيب وترا حساسا لديه.
فابتسم وخالجه شعور بالنصر وقال: ايه هيا امريكا بتعمل فى الناس كده
جاسر: لا وانت الصادق ده اللى الاخوات بيعملوه فى بعض
كانت سوسن تشعر بالتوتر فأدرات ابصارها بين الجميع وشعرت انهم يعلمون السر وراء تصرف جاسر الا هى فقالت بعصبيه: ماتفهمونى فى ايه ولا افضل زى الاطرش فى الزفه كده
ظل جاسر ناظرا لاخيه فى تحدى
تحرك اسامه مقتربا من امه رابتا على كتفيها محاولا تخفيف التوتر الناجم عن تصرف اخيه الاكبر فقال: ابدا يا ست الكل ماتشغليش بالك زياد اصله بوظ حاجات فى الشغل اثناء ما جاسر كان مسافر فجاسر انتى عارفه مابيحبش الغلطات.
تظاهرت سوسن بالتصديق ونظرت الى سالى بأعين ضيقه شاعره انها هى السبب فأنظار زياد مركزه عليها بقوه هو وجاسر فقالت فى هدوء: طيب بطلو بقى شغل العيال وانت يا سى رامبو اطلع غير انت ومراتك وسيب الولد للداده تاخد بالها منه
قالت سالى فى تحدى: لاء سليم هيفضل معايا ولو احتجت مساعده هبقى اطلبها
سوسن بترفع: انتى تنسى اللى اتعلمتيه فى محرم بيه ده خالص انتى دلوقتى فى كفر عبده يعنى مستوى تانى هنا الدادات هما اللى بياخدو بالهم من البيبيهات
شعرت سالى بالاهانه واحمر وجهها فقال جاسر بغضب: وانا ابنى مش هتربيه داده واللى تقول عليه سالى يتنفذ هيا المسئوله عنه وهيا اللى ليها الكلمه... والكلمه الاخير ترجعلى.
قالت سوسن: انت بتتحدانى ياولد ...بتعصى كلامى هتمشى كلامها وكلام امك لاء؟
جاسر: لا انتى ولا هيا ...كلامى انا وبس اللى هيمشى ..وانا قلت سالى هيا المسئوله عنه يبقى سالى لان لا قدر الله لو حصله حاجه هيا اللى هسألها
اسامه: ايه يا جماعه ماتوحدوا الله اطلع يا جاسر ارتاح انت ومراتك وسيب سليم انا نفسى ااقعد معاه وشويه نرمين جايه ومعاها مريم والعيال هتلعب مع بعض
هز جاسر رأسه وقال:يالا يا سالى
خرجت سالى بصحبته وصعدت الى الطابق الاعلى معه دخل جاسر غرفته ودعاها للدخول: اتفضلى واقفه عندك ليه؟
دخلت سالى وقالت باستفهام: انا فين اوضتى ؟
جاسر بهدوء: هيا دى
سالى بتوتر: وانت هتنام فين ؟
اغلق جاسر الباب وقال: هنا
سالى: لاء ..انا عايزه اوضه ليا لوحدى حتى سليم يكون معايا فيها
جاسربقوه: طول ما احنا قاعدين هنا طول ما انا وانتى هنقعد فى اوضه سوا لا امى ولا زياد ولا حد من الخدم ياخد باله من حاجه لما نرجع الفيلا ابقى نامى فى اوضه لوحدك
سالى: واحنا هنرجع امتى؟
جاسر: على اخر الاسبوع ...هنقضى 4 ايام هناك ونيجى هنا نقعد يوم ولا اتنين على حسب
سالى: وهروح لماما امتى ؟
جاسر: وقت ما تحبى بس مافيش بيات نهائى ماعنديش ست تبات بره بيتها...مفهوم ؟
سالى بعند: بس انا هنام على الكنبه
جاسر: لا انتى ولا انا هنام على الكنب ..الكنبه دى للقعاد مش للنوم ...ثم قال بتهكم:اطمنى انا ماعنديش جرب ولا هعديكى بحاجه
سالى بتحدى: اما نشوف ..يحلها حلال ساعه النوم انا هدخل اخد شاور
رد جاسر مشاكسا: اجى اساعدك؟
لم ترد عليه سالى وحملت بعضا من ملابسها ودخلت الحمام واغلقت الباب باحكام
تمدد جاسر على السرير واغمض عينيه وراح فى نوم عميق
خرجت سالى من الحمام وجدت جاسر نائما بعمق شعرت بالنوم يداعب جفنيها هى الاخرى فرحله السفر كانت متعبه للغايه
تمنت لو كان بأمكانها النوم فهى تخشى ان تترك سليم لوقت طويل فتعطى الاشاره لحماتها المصون بالاستعانه بالمربيه فضلا عن انها لن تستطيع النوم بجوار جاسر
فتحت سالى حقيبتها واخرجت هاتفها النقال من حقيبتها وخرجت به الى الشرفه وحادثت والديها
ورد عليها ابيها فقالت: الو ازيك يا بابا؟
محسن بصوت فرح: لولو ...حمدلله على سلامتك عاملين ايه كلكم؟ انتم فين دلوقتى ؟
سالى: لسه واصلين القصر من شويه يابابا
محسن: هاه واخبار الجماعه ايه؟... اظن مبسوطين بسليم الصغير
سالى: جدا يا بابا ...وماما ازيها وحشتونى اووى
محسن: انتم مش ناويين تجيولنا ؟
سالى: مش عارفه والله يابابا نقدر نيجى النهارده ولا لاء ...بس اكيد بكره ان شاء الله هكون عندكم... انتم وحشنى اوووى
محسن: وانتى اكتر يابنتى خدى ماما عايزه تسمع صوتك
مجيده:لولو حمدلله على سلامتك يا ضنايا
سالى: الله يسلمك يا ماما
مجيده: عامله ايه ؟ مبسوطه ؟ وجاسر كويس معاكى ..وحماتك طمنينى ؟
سالى: ماتقلقيش يا ماما كله كويس
مجيده: يعنى حماتك بقت كويسه معاكى؟
سالى: اهو يا ماما ربنا يهدى
مجيده: ربنا يلين قلبها يارب ...صاحبتك منى فيها الخير كلمتنى كذا مره تسأل علينا وبتسلم عليكى اووى
سالى: كده ..طيب هبقى اكلمها بس ارتاح شويه لانى مصدعه جدا
مجيده: سلامتك يا حبيبتى بالله عليكى ما تتأخرى علينا نفسنا نشوفك اوى
ترقرق الدمع فى عيون سالى وقالت: وانتو والله نفسى اشوفكم خاالص
مجيده: ربنا يقرب البعيد يابنتى خدى بالك من نفسك ومن جوزك ...ربنا يهدي سرك يارب
سالى: اامين يارب ..ماشى يا ماما وابقى سلميلى على سيرين
مجيده: ادعيلها خلاص ولادتها قربت ...عقبالك انتى كمان
سالى:ربنا يكرمها يارب ..لا اله الا الله
مجيده: محمد رسول الله ..مع السلامه حبيبه قلبى مع السلامه
سالى: مع السلامه يا ماما
اغلقت سالى هاتفها وتساقطت دموعها فى صمت مشفقه على ذاتها شاعره بالحسره ..لمن تحكى وممن قد تطلب النصح
شعرت بالغضب من جاسر يتزايد بداخلها فهو من خدعها واوهمها بالحب...فحين انه لا شىء يقوده الا كبرياؤه مما دفعه لضرب اخيه زياد لانه قد اخبرها الحقيقه ..الا يخجل؟
دخلت سالى ونظرت اليه يغط فى نوم عميق... كيف له ان ينام ويغمض جفنه... الا يؤنبه ضميره ولو بقدر يسير مما فعله بها ...لكنه بالطبع يظن ان زواجه منها فى حد ذاته اعظم تعويض بالاضافه الى الانتقال للعيش فى قصر والديه... فهاهى والدته تحتقرها وتذكرها بنشأتها مقارنه اياها بالقصر الفخم...اهذا ما يظنه ايضا ...ستعلمهم انه بالفعل يوجد فارق ولكن ليس كما يظنون
خرجت سالى من الغرفه ومشت بضعه خطوات ولاحظت ان الخادمه تحمل سليم صاعده به الدرج
فسارت سالى باتجاها وسألتها: بيعيط ليه؟
الخادمه: شكله محتاج يغير
سالى: طيب هاتيه انا هغيرله
الخادمه: مايصحش يا فندم انا اغيرله
سالى: لاء معلش لو احتجت مساعده هبقى اندهلك ..اسمك ايه؟
الخادمه: نعمات
سالى: طيب يا نعمات هاتيه
نعمات: سوسن هانم خليتنا نحضره الاوضه اللى على يمينها انا جهزتها بنفسى ورصيت فيها حاجته
سارت سالى برفقه نعمات وشعرت بالضيق لوجود غرفه سليم فى الناحيه الاخرى من القصر بعيدا عن غرفتها بكثير
دخلت سالى الغرفه وجدتها غرفه واسعه معده باهتمام وعنايه فائقين بها الكثير من الالعاب وتطل على حديقه القصر الخلفيه مما يمنحها الهدوء الذى يحتاجه الطفل ملحق بها حمام صغير.
ابدلت سالى حفاض سليم المتسخ
واعدت له نعمات رضعه دافئه وقالت لسالى: طيب هاتيه انيمه عشان برضه ترتاحى من السفر
كانت سالى تشعر بالتعب فقالت لها: بس خدى بالك منه
نعمات: ماتخفيش عليه دا انا اللى مربيه ابوه ...ياما غيرتله وعملها عليا ...ايامهم ماكنش فيه بامبرز ولا حاجه
سالى: بجد مايبنش عليكى !
نعمات: انا جيت من البلد وكان عمرى بتاع 12 سنه ...وكان الله يرحمه سليم بيه لسه عايش والست سوسن هانم ماكنتش ليها خبره بالاطفال وخلقها كان ديق اووى كمان ...وبس ومن ساعتها وانا معاهم لحد ما شاء الله اما شوفت ولادهم
سالى: ربنا يديكى الصحه
نعمات: مش عاوزاكى تقلقى من حاجه انا مربيه على ايدى دى 6ولاد وبنتين ههههههه منهم جاسر واسامه وزيزو
ابتسمت سالى وقالت: ماشاء الله ربنا يخلى ...طيب هروح ارتاح ..وخلاص انا مطمنه انه معاكى
ذهبت سالى باتجاه غرفتها مره اخرى وجدت جاسر لازال نائما فغيرت ملابسها لبيجامه قطنيه بشورت قصير ونامت بجوار جاسر على السرير مبتعده عنه بقدر الامكان
استيقظت سالى بعد نصف ساعه شاعره بضغط على جانبها وجدت انها يد جاسر تحيط خصرها وقد اقترب منها كثيرا الى ان التصق بجسدها فدفعت يده بعيدا وقامت شاعره بعدم الارتياح واتجهت للأريكه ونامت عليها.
فتح جاسر عينيه شاعرا بالضيق لرفض سالى له فقام واتجه الى الحمام ليغتسل وخرج ليجد ان سالى لازالت نائمه فأمسك بالغطاء ووضعه عليها وخرج واتجه الى غرفه ابنه الوحيد ليجده نائما كالملائكه
نزل جاسر درجات السلم واتجه الى غرفه المعيشه الواسعه وجد اخيه زياد يتابع مباراه لكره القدم الاوروبيه فى سأم
رفع زياد انظاره ليجد جاسر ينظر له فى حنق تاركا اياه وخرج الى الشرفه.
فقام زياد وخرج هو الاخر محدثا اخيه: للدرجادى ...هههههههه ده يظهر انه ماكنش شهر عسل خالص وسالى قلبتها بغم عليك
نظر له جاسر وقال ببرود: لا ابدا مش زى ما انت فاكر انا وهى دلوقتى سمن على عسل وعرفت اصلح معاها لكن اللى مستغربله هوا انت ...قولتلى انك هتبقى واقف مشاهد ايه اللى خلاك تغير رأيك...بتحبها؟
زياد: كنت فاكر نفسى بحبها ...انا بقولك عشان انا عارف انك شكاك ...لكن انا خلاص اتفقت مع آشرى على الجواز كمان شهرين بأذن الله..لكن مش عشان كده انا قولت لسالى.
جاسر: امال قولتلها ليه ؟
زياد: عشان ماينفعش تبتدى حياتك ..حياه جديده مع انسانه نضيفه زيها بالخداع ..كانت لازم تعرف الحقيقه وده لمصلحتكم
جاسر: لا والله مصلح اجتماعى حضرتك ...وانت مالك ؟ماتخليك فى حياتك
زياد: لو انا هخلينى فى حياتى يبقى انت كمان تخليك فى حياتك ..ويوم ماتشوفنى بغلط مايبقاش ليك حق انك تتدخل
جاسر بعند: انت بتغلط انا لاء.
زياد: اهي الجمله دى اكبر غلطه كلنا بنغلط وانت كمان بتغلط ..بس الفرق اننا كلنا مكن نتعلم انت لاء... لانك مابتعترفش اصلا انك غلطت.
جاسر: غلطاتى اللى انت شايفها هى عين الصح ..وده الفرق اللى بينى وبينك ...نظرتك ديقه وعلى طول مستعجل وماعندكش تقييم للامور
زياد: لاء عندى... بدليل انى اللى عملته حصل بسببه كل اللى كنت عاوزه واتوقعته
جاسر: اللى هوه ايه؟
زياد ضاحكا: اللى انت فيه دلوقتى ...عن اذنك يا ...كوتش
نزل زياد درجات السلم المؤديه الى الحديقه من الشرفه وركب سيارته وانطلق بها الى خارج اسوار القصر تاركا زياد يود ان يركل شيئا ما دخل الى الغرفه ليجد ان امه تقف ناظره له بحده فقال لها: خير؟
سوسن: ايه اللى بينك وبين اخوك وايه علاقته باللى اسمها سالى؟
جاسر: اولا اللى بينى وبين اخويا ده شىء خاص بينا ..ثانيا بقى انا لاخر مره بقولهالك اذا ما اتعاملتيش مع سالى بشكل احسن من كده زيها زى آشرى ونرمين هتكونى بتزودى الجفا اللى ما بينا
سوسن: انا امك ياولد ..عارف يعنى ايه امك؟
جاسر بتهكم: لاء الصراحه مش عارف عرفينى انتى ...اصل اللى عرفته ان الام هيا اللى بتفضل جنب ولادها ...هيا اللى بتقف جنب جوزها ...هيا اللى بتسعى لولادها فى الخير ...انما انتى طول الوقت كنتى بتقولى لبابا الله يرحمه ..خد عيالك وطلقنى ...وان من حقك تعيشى فى المستوى اللى يليق بيكى ...صح ولا انا غلطان ؟
سوسن: خلاص خلصت ...يا جاسر بيه يا محترم ..انا فى وقت من الاوقات كرهت ابوك وكرهت ضعفه وتخاذله وكانت دى طريقتى انى ادفعه .. عشان يحسن مستوانا والا كان فضل زى ماهو محلك سر ...وجاى حضرتك تعيد نفس الشريط من اول وجديد روحت اتجوزت واحده مش من مستواك... لاء وايه وهتربيلك ابنك ...ونعم التربيه
جاسر بتصميم: هتربيه على الرحمه والحب والعطف ...اظنك ماسمعتيش قبل كده بالمفردات دى... معلش بس دوول اللى حسيت انهم ناقصين اووى واخترت واحده تعوض ابنى بيهم ...عن اذنك يا ...امى ...
تقدم جاسر بضعه خطوات الى الباب ليغادر ثم استدار وقال: ااه على فكره احنا هنمشى بكره وهنبقى نيجى السبت اللى جاى ان شاء الله تانى
صعقت سوسن لدى سماعها بهذا الخبر فقالت فى حده: انت كنت قايل ان هتعيش معايا هنا انت وسليم
جاسر: انا كنت قايل انى هعيش انا وسليم وسالى ...لكن حيث انك هتعاملى سالى بالاسلوب ده فأنا ماسمحش بكده ...وآسف يا امى كرامه مراتى من كرامتى ...وحفيدك هتشوفيه كل اسبوع يومين واى وقت تحبى تيجى تزورينا ..اهلا وسهلا
سوسن: بأه كده يا جاسر هتعمل زى اخوك وتخلينى اشوف ابنك بمواعيد.
جاسر بهدوء: ده احسن للكل حتى تريحى اعصابك شويه بدال ما انتى على طول بتهرى وتنكتى فى روحك ده غلط على صحتك
فى تلك الاثناء كانت سالى قد استيقظت وتناولت هاتفها وحادثت صديقتها المقربه "منى"
سالى: الو ايوه يا منى
منى: سالى مش معقول رجعتى امتى
سالى: من قيمه كام ساعه كده اخبارك ايه؟
منى: انا الحمد لله وحشتينى اووى ..عامله ايه آخر مره ماعرفتش اكلمك وماحكيتليش على حاجه خالص
سالى: احكيلك على ايه عادى يعنى
منى: هوا ايه اللى عادى؟ عامله ايه مع جاسر؟
سالى: عادى كل شويه خناق ومناقره وقرفت الصراحه ..وامه استقبلتنى استقبال زى الزفت... مافيش غير سليم هوه اللى مصبرنى والله
منى: سليم ..ابنه؟ هوا جه معاكم ؟
سالى: ااه جبناه ...الولد عسول اووى ودخل قلبى من اول ماشفته؟ حساه انه ابنى اووى يا منى
منى: انتى طيبه اووى سالى ربنا يرزقك بالذريه الصالحه
سالى بسخريه: هههههههه وده منين ان شاء الله؟
منى: ايه ده بتتكلمى جد؟ ماحصلش حاجه خالص؟
سالى: لاء طبعا ..بعد ماعرفت الحقيقه
منى: ماتحبيكهاش بقى يا سالى ..انتو اتجوزتو خلاص احسنلك تتعايشى وتحاولى تقربى منه
سالى: انتى ازاى تقولى كده ...انا بقيت مش طيقاه كمان بيدينى كلام زى السم اخر مره قايلى يو ار نوت ماى تايب
منى: نعم ..امال مين هيز تايب ان شاء الله ..تلاقيه بيغيظك بس
سالى: لا يا منى لما واجهته بالكلام اللى قاله زياد ..قالى انى انا اللى فضحت نفسى باستهتارى
منى: انتى برضه قولتيله ليه كده ؟
سالى: كان لازم والا كنت هخليه يقرب منى ازاى بدال ما يعتذر منى ..أهانى ...انتى اصلك يامنى مش حاسه انا اتخدعت فيه اد ايه؟
منى: طيب وبعدين ؟ هتفضلو كده.. بس الاسم متجوزيين
سالى: ااه
منى: بطلى عند ياسالى وفكرى بعقلك انتى مستفيده ايه ...ايه العيشه دى ؟ الجواز حب ومده ورحمه ...مش كبر وعند وجفا
سالى: طيب اعمل ايه بجد مش طايقاه يجى جنبى وعايزه اعذبه زى ما عذبنى واخليه يقول حقى برقبتى ويجى لحد عندى يترجانى انى اسامحه مش هرضى بأأقل من كده
منى: ودى هتعمليها ازاى يا سوبرومن ...؟
سالى: مش عارفه بس مش هنخ ليه بالسهوله دى وانا حاسه انى بعرف اضغط عليه وكده يعنى زى ما انتى فاهمه بس ده مش كفايه
منى: يعنى هوا كده سايبك عادى يعنى
سالى: ااه قولتله انا ام لسليم وبس وينسى انى مراته
منى: طيب وهوا بقى ملتزم بالاتفاق ده؟
ابتسمت سالى وقالت: مش اووى ساعات بيستهبل كده
منى: وانتى لما بيستهبل بتعملى ايه؟
سالى: ساعات بستهبل انا كمان
منى: والله انتى هبله فعلا ...يابنتى انتى بتحبيه بتموتى فيه
سالى بصوت مجروح: بس هوا وجعنى اووى يا منى ..جرحنى جامد
منى: سامحيه يا سالى
سالى: مش هينفع بالسهوله دى... كده هيفهم انه ممكن يعمل فيا اللى مبداله بعد كده... ومايعمليش وزن.
منى: والله معاكى حق كلهم كده ..معتز اللى كان هيموت على كلمه منى اول ماوفقت عليه واتخطبنا ..تعالى شوفى الاماره اللى بيتأمرها عليا ركب ودلدل رجليه ...شكلى هعمل عصيان مدنى زيك ويبقى يورينى سيادته
سالى بصوت خفيض: ربنا معاكى بصى سلام دلوقتى..شكل جاسر كده جه
منى:طيب سلام ياجميل وابقى كلمينى
اغلقت سالى الهاتف ودخل جاسر ليجد سالى مستيقظه جالسه على الاريكه فقال لها: صحيتى ؟ برضه نمتى على الكنبه
سالى: كده اريح
جاسر: بجد..طيب ياستى كله الا راحتك ..كنتى بتكلمى مين؟
سالى: واحده صحبتى
جاسر: مين؟
سالى: وانت مالك؟ انا بسألك انت بتكلم مين؟
جاسر: لاء لكن انا بسألك ولما اسألك تجاوبى
سالى: جاوبت واكتر من كده مش هتكلم
جاسر متنهدا: سالى بجد ساعات مابيبقاش فيا خلق للمجادله والمقاوحه معاكى ..فقصرى وهاتى من الاخر.. كنتى بتكلمى مين
سالى بعند: واحده صحبتى
نظر لها جاسر وابتسم وقال: طيب ايه رأيك نفضل عايشين هنا على طوول؟
اظلم وجهه سالى وقالت: انت قلت اننا هنبات هنا يومين وبعدين هنمشى
جاسر بتمهل: ده عشان خاطر اريحك فأذا انتى مش هتريحينى انا ممكن كمان ما اريحكيش هاه قولتى ايه؟
رفعت سالى حاجبيها واتسعت عيناها وقالت: انت بتلوى دراعى بأه؟
جاسر بهدوء: لايا حبيبه قلبى ..انا بس بوريكى السكه ماشيه ازاى.. هتتعبينى هاتعبك هتريحينى وتبقى مطيعه ...هعملك اللى انتى عاوزاه
سالى ببرود: لا وعلى ايه تريحنى اصلا ماتعمل اللى فى دماغك وتسيبنى اخبط دماغى فى الحيط... ان كان كده على قلبى زى العسل انى ااقعد هنا ..وماله دى حتى طنط لطيفه اووى اووى والواحد مابيشبعش من القاعده معاها ...واكيد انا وهيا هنتفق سوا ...انا شايفه ان ليها خبره فى تربيه الاطفال واكيد هستفاد منها
امتقع وجهه جاسر ونظر الى سالى بفزع حتى كادت ان تضحك ولكنها تماسكت امامه وقالت: هاه هتودينى عند ماما النهارده ولا امتى ؟
جاسر بصوت مكتوم: خلينا بكره
سالى: اوك ... هروح اشوف سليم زمانه صحى
جاسر: هتخرجى كده ؟
سالى: ااه فيها حاجه
جاسر: فيها ان اخويا عايش معانا هنا
سالى: انا لسه كنت شايفه عربيته خارجه
جاسر: ولو
قامت سالى بسرعه وقالت بصوت ضاحك: خليك فريش بقى ماتحبيكهاش... سلام يا جاسوره
خرجت سالى ولم تدع لجاسر فرصه ليعترض
فخرج جاسر ورائها وامسك بها والصقها بالحائط وقال: للصبر حدود يا بنت محسن انا بقولك اهوه ...خشى جوه غيرى هدومك
نظرت سالى له وجدت التصميم فى عينيه وفضلت عدم الخوض فى تلك المعركه الخاسره ..وعادت سالى الى الداخل واغلقت الباب خلفها باحكام ولم تدعه يدخل
ابدلت سالى ثيابها وخرجت لتجده فى انتظارها صامتا
سار جاسر بجوارها الى غرفه ابنه الذى كان مستيقظا تداعبه نعمات بسرور
جرى سليم باتجاه سالى وحملته سالى بفرح وقالت: يا صباح الانوار بعد الضهر ازيك ؟وحشتنى اووى اووى
نعمات: كانت قلقانه عليه ومش راضيه تسيبه معايا يا جاسر شوفت ما اطمنتش الا لما قولتلها انى انا اللى ربيتك وشيلتك وانت صغير.
جاسر: ربنا يديكى الصحه يا داده
نعمات: ويخليك ليا وتفرح بيه يارب طيب هستأذن انا واذا احتاجتى حاجه انا تحت امرك
خرجت نعمات فقال جاسر لبسيه هدومه عشان نخرج
سالى: هنروح فين؟
جاسر: لاهلك
تفاجأت سالى وقالت: انت كنت مش قلت هنروح بكره
جاسر بسخريه: غيرت رأئي عندك مانع اننا نروح النهارده ؟
سالى: لاء ابدا يكون احسن لانهم واحشنى جدا
جاسر: انا قلت كده برضه هروح اغير هدومى عبال ماتجهزيه
خرج جاسر تاركا سالى تفكر فى السبب وراء تغيير رأيه ولكنها لم تصل لشىء
فقالت لسليم بحبور: تعالى يا بطل نغير وتروح تشوف جدو محسن وتيته مجيده ..يالا بينا.