رواية كبرياء أعمى للكاتبة الشيماء محمد الفصل التاسع
وقفنا لما عباس سمع ليلي بتتكلم مع امها
عباس: ياما شاء الله، مين ده يا بت اللي انتي بتكوني في حضنه هاه؟ هو علي اخر الزمن هتجيبلنا العار ولا ايه؟
ولسه هيقرب منها ويمسكها زقت ايده بعيد
ليلي وانت مالك انت؟ وبعدين العار جالنا من يوم ما دخلت بيتنا
ضربها بالقلم: اخرسي، الظاهر انك محتاجه تتربي من اول وجديد.
فضل يضرب فيها هيا وامها لما حاولت تحوش من عليها وحبسها في البيت وعلشان كده ما عرفتش تروح لادهم او حتي تتصل بيه
طبعا ما شافتش المحامي لما جه واتفق مع عباس ولا عرفت اي حاجه عن حوار الفلوس ده. لان كل الكلام كان مع عباس حتي امها ماعرفتش حاجه عن الموضوع ده
استغربت ليلي جدا لما جوز امها جه وفتحلها وسابها تروح لادهم
لان المحامي طلب منه موضوع الفلوس يفضل سر بينهم وده شيء عجب عباس جدا.
هنا فاقت ليلي من ذكرياتها علي صوت خبط علي باب اوضتها من ناحيه ادهم ومسحت دموعها اللي اتفاجئت بيها نازله علي خدها
ليلي: ادخل
دخل ادهم وسألها بتوتر
ادهم: انا اسف بس مش عارف انام فقلت ممكن نتكلم مع بعض شويه ممكن ولا هتنامي؟
ليلي: ممكن طبعا، انا كمان مش عارفه انام
ادهم دخل وقعد علي الشباك (الشباك كان ليه حرف يتقعد عليه )
قعد وفضل يسمع ليلي وهيا بتتكلم عن اي شيئ وكل شي لحد ما اختفي جو التوتر فسكتت.
استغرب ادهم ان ليلي ديما عندها القدره انها تريحه
ادهم: تعرفي انك انسانه مريحه جدا يا ليلي وده اكتر شيئ شدني ليك من الاساس
ليلي: انت حاول تهدي علشان عقلك يهدي وكمان جسمك هيستريح
ادهم: كل اللي حواليا عايزيني اهدي وخلاص محدش حاسس باللي انا فيه. انا وصلت لمرحله ان اقرب الناس ليا بجرحها
ضغط علي ايديه جامد.
ادهم: محدش حاسس بيا نهائي محدش متخيل العذاب اللي انا عايش فيه، انا بسمع اصوات وكلمات وبسأل نفسي طول الوقت يا تري هما قصدهم ايه وبيبصولي ازاي؟
3 سنين وانا بتعذب من الكدب لدرجه خلتني مش بثق في اي حد
حتي انتي كنت بثق فيكي لدرجه ما تتخيليهاش بس يا خساره
ليلي: وايه اللي غيرك؟ ليه بطلت تثق فيا
ادهم: لانها كانت ثقه مش في محلها، لاني استعجلت ووثقت فيكي بسرعه.
ليلي افتكرت انه ندمان علشان سهيله واستعجل وارتبط فيها فسكتت ومرديتش عليه.
ادهم: عارفه لما باكل بفكر ياتري طريقه اكلي كويسه ولا في اكل وقع عليا؟كل شيء بعمله بكون خايف منه، حتي امي وكلامها اللي بتقوله بفكر ليه معني تاني ولا لأ؟ بس بستحملها لاني عارف انها عمرها ما هتخوني بارادتها، لكن انتي يا ليلي (مسكها من كتفها جامد) كنت فاكر انك طيبه وحنونه واتصورت انك مبتفكريش بانانيه، بس خيبتي املي فيكي ومش عارف ليه خيبه املي فيكي وجعاني اكتر من اي شيئ اكتر من عماياي نفسه انتي مين؟
انت ملاك ولا شيطان في لبس ملاك؟
خافت ليلي من موجه الغضب دي لدرجه انها ملاحظتش انه سألها سؤال وحست بالعطف عليه بس فاقت علي صوته بيسألها:
ادهم: ساكته طبعا، ما انتي لازم تسكتي هتقولي ايه يعني؟
شالها ادهم واخدها علي السرير حاولت تعترض بس صوتها رفض يطلع، فضلت تبص للراجل اللي فوقها الاعمي نفسيا وجسديا، انحني عليها وحست برغبه جواه بتقتله رغبه مجنونه عايز يسيطر عليها بس مش عارف، مسك شعرها بايده وسابه زي ما يكون فعلا مش عارف يعمل ايه يقرب ولا يبعد؟حست ليلي بالنار اللي جواه والحيره اللي مالياه. اخيرا استسلم ونام جنبها.
ليلي مش عارفه تفكر ومش عارفه تحس بايه الم ولا فرح، حب ولا خجل، هو بيحبها ولا بيكرهها؟هو عايزها زوجه ولا عاهره يتسلي بيها ويقضي لياليه الطويله؟
ادهم نايم جنبها وحست بيه بيتحرك وبينادي علي اسمها بهمس وشدها بين ايديه تاني فرحت لانه بيفكر فيها علي الاقل في احلامه فاسترخت بين ايديه ونامت في حضنه، سابت اسئلتها متعلقه من غير اجابات، صحيت لقت نفسها لوحدها فقامت وقعدت علي التسريحه ومسكت الفرشه وبتسرح شعرها وهيا سرحانه فجأه شافت ادهم في المرايا قدامها فوقعت منها الفرشه
ادهم: خفتي؟
ليلي: كان المفروض تخبط قبل ما تدخل.
ادهم: ليه: كده كده مش هشوفك. وبعدين مفيش راجل بيخبط علي مراته قبل ما يدخل عندها، مش بقيتي مراتي ولا ايه؟
قامت ليلي وحاولت تبعد بس ادهم حس بيها ومسكها قبل ما تبعد
ادهم: انا مش جاي اعتذر علي اللي حصل امبارح بالليل، الموضوع ما كنش متحضر ليه او حتي مرغوب، هو حصل كده رغبه مش اكتر
اي امل كان جوي ليلي انتهي ومات فسكتت ومردتيش، كل شويه يعمل حاجه تحسسها ان في امل وبعدين شويه ويحطم املها.
ادهم: متخافيش هتاخدي تعويض اضافي علي اللي حصل، امي هتخرج معاكي هتجيبلك كل حاجه ناقصاكي علشان تكوني اميره في البيت ده، هتبدأي تاخدي تمن تضحياتك بجوازك مني
كل كلمه ادهم كان بينطقها كانت بتدبح ليلي من غير ما هو يحس
لو القلب فعلا كان بينزف لحد الموت كان قلبها نزف قدامه
قعدت علي كرسي التسريحه وهيا مش قادره تنطق بس بتتنفس بصوت مسموع صوت كأن حد عايز يعيط وبيحاول يكتم عياطه.
ادهم: انتي مش بتردي عليا ليه؟ لو حاجه ناقصاكي قولي.
ليلي بصوت بيرتعش: عايزه ابقي لوحدي لو سمحت
ادهم استغرب واحتار منها وحاول يعرف سبب ضيقها
ادهم: مالك صوتك متضايق ليه؟ايه اللي قلته خلاكي متوتره كده
سكت شويه وبعد كده قال
ادهم: قوليلي تاني اتجوزتيني ليه؟ اتجوزتيني ليه يا ليلي؟
لو كان سألها من خمس دقايق بس قبل كلامه ده كانت قالتله انها بتعشقه بجنون بتحبه لدرجه بتوجع قلبها، بس دلوقتي مش لازم يعرف ابدا بحبها، لازم تخبي الحب ده جواها، لانه ممكن يرميه في وشهها في اي وقت.
ليلي: مين قالك اني متوتره؟ بيتهيألك وعلشان اريحك هقولك اتجوزتك ليه، اتجوزتك علشان احس بالامان اللي بتحققه الفلوس، تعبت من الفقر اللي انا عايشه فيه، تعبت من الوقفه طول النهار في المطعم اغسل صحون وانضف علشان اخر اليوم يدوب اجيب تمن اكلنا، تعبت من تحكمات جوز امي فيا وانت كنت طوق النجاه من كل ده، كنت طاقه الامل اللي اتفتحلي، ايه يعني اعمي؟
اعمي بس غني، وغناك هو اللي انا عايزاه، وبعدين انت زيك زي اي راجل في السرير يعني من حسن حظي انك اكتر من رائع في السرير يعني فلوس ومتعه كمان، وبعدين انت سبق وقلت ما ينفعش نخلط المتعه والحب، فانا اسفه لو كنت اعتبرت متعتي معاك حب، الرغبه ملهاش علاقه بالحب ولا ايه؟
تمثيلها كان رائع لان ادهم اترسم علي وشه قناع من القسوه والكره لدرجه خلت ليلي تقرف من نفسها قوي ومن كلامها ليه، هيا بتعمل اكتر شيئ هو بيكرهه، بتستغل عماه لانه مش شايف شكلها ايه دلوقتي، بس هو المفروض يحس لان الاحساس مش بيحتاج عنين.
ادهم: اسف لو كنت خيبت املك للدرجه دي بس ما تقلقيش ان مش هغلط تاني الحب بالرغبه وكويس ان كل حاجه واضحه بيننا، كنت هتأسفلك بس اللي سمعته منك يعفيني من الاعتذار، انتي واحده بتدوري علي ملذات ماديه وانا مبسوط اني اقدر اقدمهالك علشان بس ما احسش انك بتضحي بارتباطك بيا وبكره هغرقك في كل المتع الماديه اللي تتخيليها وبكده اكون حررت نفسي من اي دين ناحيتك.
كان عايز يتكلم اكتر بس سيطر علي اعصابه وخرج وهيا انهارت ورمت نفسها علي السرير ازاي تجرح حبيبها بالشكل ده؟ حست انها بتخسره نهائيا مكانش المفروض تقول كده ابدا كان المفروض تاخده في حضنها وتتطمنه مش تنضم لكل اللي ضده كان المفروض تكون هيا بر الامان اللي بيستخبا فيه، حست ان المسافات بعدت بينهم قوي..
اتقابلت ليلي بعد كده مع حمدي. كان قاعد لوحده واول ما شافها ناداها تقعد معاه وبدأيتكلم بخفه دمه المعتاده وخرجها من الكابه اللي كانت فيها وفضل يكلمها عن شغله وعن شركه الاليكترونيات بتاعتهم وقالها ان ادهم كان عبقري في البرمجه
حمدي: ادهم كان يعتبر من اكفأ المهندسين للبرمجه في العالم، في شركات كتير بره حاولو يخلوه يسافر يشتغل معاهم وعرضوا عليه ارقام خياليه، بس كان ديما بيرفض.
ليلي: وانت يا حمدي؟ انا حاسه انك انت برضه كفؤ بس مش عايز تعترف بده؟
حمدي: في كل شيئ عملناه كان ديما ادهم رقم واحد وانا بعده ومفيش فايده من المنافسه، هو ديما الاحسن في كل شيئ.
ابهاتنا كمان كانو تؤام وبيعملو كل حاجه مع بعض بس ابو ادهم الاكبر بعشر دقايق فورث هو كل شيئ وابويا كان في ظله تابع ليه ومن ساعه ما مات هو امي في حادثه وانا هنا وبنادي لكريمه بامي لاني فعلا بعتبرها كده، بس في كل حاجه تانيه ادهم هو الاساس وانا ظله مش اكتر.
ليلي: انت ليه بتفكر كده؟ اعتبره اخوك الكبير واستفيد من خبرته واتعلم منه وما اعتقدش ابدا ان ادهم هيرفض يعلمك وبطل تعتبر نفسك ظله لان طوا ما انت بتعتبر نفسك ظله الناس هتبصلك كده؟اوعدني انك تحاول تغير طريقه تفكيرك دي
قرب منها حمدي وكان عايز يضمها بس هيا بعدت وزقته ولسه هتتكلم
حمدي: انا اسف يا ليلي سامحيني خانتني ومعرفتش اقاوم عطفك وحنيتك دي ارجوكي سا محيني
ليلي شافت في عنيه ندم بجد وحست انه فعلا اسف.
حمدي اول مره يفكر في مشاعر حد غير نفسه او يخاف علي زعل حد، حس ان ليلي بتغير فيه من جواه، لقي فيها كل اللي كان محتاجه شاف فيها المرأه المثاليه بس لاقاها متاخر قوي لانها ملك ابن عمه، زوجه لراجل مليان كره وغضب وبس وده واضح علي وش ليلي..
ليلي: هاسامحك بس بشرط ما تحاولش تعمل كده تاني وتعتبرني اخت ليك مش اكتر
ابتسم حمدي ورجع جو الضحك تاني
حمدي: متشكر وردتي الجميله، ريحتيني، من غير ضحك بيكون اليوم ضايع.
ليلي: انا كمان كنت محتاجه النهارده اضحك
حمدي: وانا مبسوط لاني عرفت اسعدك ولو حتي لدقايق
بس اوعديني لو الموضوع ما نفعش بينك وبين ادهم تفكري فيا
ليلي: ما اظنش ممكن يكون حد بعد ادهم بس اوعدك تفضل ديما اخ ليا ايه رأيك
حمدي: هكتفي بده مؤقتا
ضحكوا هما الاتنين وهما بيضحكوا دخلت سهيله عليهم وقالت لحمدي ان ادهم عايزه في المكتب واستفردت بليلي لوحدها.