قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قطة في عرين الأسد للكاتبة منى سلامة الفصل الخامس

رواية قطة في عرين الأسد للكاتبة منى سلامة الفصل الخامس

رواية قطة في عرين الأسد للكاتبة منى سلامة الفصل الخامس

استيقظت مريم في الصباح التالى وقد عزمت على زيارة والدة ماجد كما طلب منها في خطابه الذي قرأته بالأمس. خرجت وركبت المترو كالعادة وتوجهت الى أحد دور المسنين. دخلت غرفة والدة ماجد لتجدها مستلقية على فراشها تنظر الى سقف الغرفة في صمت. شعرت بالألم يغزو قلبها وهي تراها على هذه الحالة. اقتربت منها. لم تحرك المرأة ساكناً. لم تنظر حتى اليها. ظلت تنظر الى سقف الغرفة وكأنها لا تعى ما يدور حولها. اقتربت منها مريم أكثر ومسحت بكفها على رأسها. والعبرات تترقرق في عينيها لحال المرأة النائمة على الفراش أمامها. اقتربت منها احدى العاملات بالدار. فالتفتت اليها مريم قائله: - هي عاملة ايه دلوقتى؟

قالت العاملة في اسف: - زى ما انتى شايفه. مبتتكلمش ولا بتستجيب لأى علاج
قالت مريم بحزن: - مواظبين على العلاج بتاعها
- أيوة من يوم ماجت واحنا بنهتم بيها وبحالتها. ودكتور الدار كمان مهتم بيها لانها صعبانه عليه. بس اظاهر انها هتقضى باقى أيامها وهي كده. لانه بيقول انها مبتستجبش للعلاج نهائى
ألقت عليها مريم نظرة متألمه ثم التفتت للمرأة قائله: - طيب ورجلها.

- برده يا بنتى لسه ما بتقدرش تمشى عليها. لا بتتكلم ولا حتى بتتحرك من مكانها. ربنا يكون في عونها
جلست مريم قبالتها على الفراش وتحدث اليها قائله: - ماما. ازي صحتك. انتى مش عارفانى. أنا مريم
لم تجد أى استجابه من المرأة. فانحنت عليها تقبل رأسها وملامح الألم مرسومة على وجهها ثم توجهت مريم الى غرفة مديرة الدار وقالت لها: - مينفعش أخدها تعيش معايا.

قالت مديرة الدار: - لو خدتيها يبأه تخلى بالك انها محتاج معاملة خاصة. واهتمام 24 ساعة لانها مبتقدرش تعمل أى حاجه لنفسها. انتى متفرغة
قالت مريم بأسف: - لأ بشتغل. وللأسف مضطرة أشتغل
قالت مديرة الدار: - يبقى مش هتعرفى تهتمى بيها يا بنتى. مينفعش تتساب لوحدها. لازم مرافق ليها 24 ساعة. من رأيى خليها هنا أفضل. لانك مش هتعرفى تهتمى بيها الإهتمام المطلوب
قالت مريم بألم: - طيب وحالتها الصحية. مش ممكن تتحسن.

- والله ده علمه عند ربنا. بس هي مفيش عندها أى استجابة للعلاج. ولا بتتفاعل حتى مع غيرها من المقيمين هنا. ولا بتحاول حتى تتفاعل معاهم. على طول لوحدها. هي سامعة وشايفة كل حاجة. بس مفيش استجابة. واضح ان صدمتها كانت شديدة أوى
شكرها مريم ونهضت بأسى. خرجت من الدار وهي تحاول أن تغالب دموعها التي انهمرت من عينيها رغماً عنها.

دخلت سهى مكتب سكرتيرة خالد وقالت لها: - أنا عندى معاد دلوقتى مع البشمهندس خالد
بعد عدة دقائق أدخلتها السكرتيرة. توجهت الى مكتب خالد مبتسمة وقالت: -ازي حضرتك يا بشمهندس
قال ببرود: - الحمد لله اتفضلى
جلست وأخرجت ملفاً من حقيبتها وقالت: - أستاذ عماد قالى آجى لحضرتك وأشوف تفاصيل الشغل اللى حضرتك عايزه.

قال بنبرة متعالية: - أيوة لانى مش هاجى شركتكوا تانى. يعد كدة حد منكوا هو اللى يجيلى هنا وأشرحله اللى أنا عايزه. لان اظاهر انكوا مبتعرفوش تختاروا الناس اللى بتشتغل في الشركة. وأنا لولا سمعتكوا في السوق وجودة شغلكوا أنا مكنتش اتعاملت معاكوا تانى
ابتسمت سهى قوالت: - أنا مش عارفه حضرتك مضايق مننا ليه. بس عامة أنا واثقه ان حضرتك مش هتضايق من شغلك معايا.

ثم ضحكت قائله: - هي مريم معلش قفل شوية فممكن يكون ده ضايقك
قال بهدوء: - دى مش قفل. دى قليلة الأدب
ابتسمت قائله: - معلش يا بشمهندس حقك علينا. وان شاء الله هعملك أحسن من الشغل اللى كانت هتعمله مريم
ابتسم قائلاً: - اما نشوف.

جلس الأربعة رجال معاً على طاولة الإجتماعات فبدأ طارق في الحديث قائلاً: - أنا شايف ان هي دى مواصفات المنتج اللى احنا عاوزينه
أخذ الجميع يتفحص ما أمامهم من قطع ملابس. قال سامر: - انا كمان رأيي كدة يا طارق وكمان دراسة الجدوى اللى عملناها بتقول ان الأرباح هتكون مضمونة ان شاء الله.

قال حامد: - يعني رغم انى لسه عند رأيي الأولانى اننا نريح دماغنا ونشتغل للطبقة الراقية. بس دراسة الجدوى اللى اتعملت شجعتنى بصراحة. وأنا شايف زيكوا ان المنتج ممتاز زى ما احنا عايزين
التفت طارق الى مراد قائلاً: - وانت يا مراد ايه رأيك
قال مراد: - ممتاز يا طارق. بس معلش لازم نهتم بالفينيشينج أكتر من كدة.

قال حامد بسخرية: - أكتر من كدة ايه يابنى أنا شايف انه مناسب للطبقة المتوسطة دى. يعني كويس أصلا اننا بنقدملهم منتج بالجودة دى والسعر ده
قال مراد بحزم: - يا نشتغل صح يا منشتغلش. وأنا بحب أهتم بالتفاصيل الدقيقة دى. الفينيشينج كويس بس لازم يكون أفضل من كدة
قال طارق: - خلاص مفيش مشكلة نهتم بالفينيشينج أكتر. وأنا هبلغهم كدة في المصنع. بس مبدأياً أنا شايف انه كله تمام.

قال سامر مستفهماً: - مش المفروض نبتدى الدعاية. يعني مش عايزين نتأخر لان الأيام اللى جاية موسم وعايزين نستغلها
أومأ مراد برأسها قائلاً: - فعلاً معاك حق يا سامر. أنا هتكلم مع مدير شركة الدعاية اللى بتعامل معاها ونبدأ فوراً ان شاء الله
قال طارق: - لأ أنا أعرف شركة كويسة وتعاملهم ممتاز ومواعيدهم مظبوطة
التفت اليه مراد قائلاً: - شركة ايه؟
- اسمها رؤية
فكر مراد قليلاً ثم قال: - مسمعتش عنهم قبل كدة.

أخرج طارق من حقيبته أحد الملفات وأعطاها الى مراد قائلاً: - دى تصميمات الدعاية اللى عملتها عندهم لشركتى
أخذ مراد الملف يتفحصه. ثم قال مستفهماً: - أخد منهم وقت أد ايه الشغل ده؟
قال طارق مبتسماً: - اسبوع
قال مراد بدهشة: - اسبوع. فترة صغيرة جدا على شغل عالى زى ده
- أيوة الديزاينر الى عملته واضح انها مجتهدة جداً
قال سامر مندهشاً: - فعلاً الشغل ممتاز في وقت قياسى.

قال مراد بإعجاب وهو مازال يتفحص التصميمات التي أمامه: - تنسيق التصميم ممتاز ومكان اللوجو والألوان نفسها والفونت. بصراحة شغل عالى جداً
ثم التفت الى طارقٌ قائلاً: - وجودة التصاميم بعد التنفيذ
قال طارق: - لسه مستلمتش الشغل بعد يومين هستلمه ان شاء الله بس أنا اتعاملت معاهم قبل كدة من كذا سنة وخامات الورق كانت ممتازة
قال مراد بإهتمام: - طيب تمام يبقى هاتلى رقمهم أو قولى عنوانهم وأنا هتواصل معاهم.

صمت طارق قليلاً ثم قال: - كدة كدة أنا بتعامل معاهم. سبنى أنا اتفق معاهم على الحملة بتاعة شراكتنا. وعامة احنا الاتنين ذوقنا في الشغل واحد
قال حامد ساخراً: - وأنا و سامر ملناش رأي في القصة دى ولا ايه
التفت اليه سامر وهو ينظر الى التصميمات قائلاً: - ديزاينر زى دي تسلمها نفسك وانت مطمن. بجد شغلها راقى جداً
التفت إلى طارق قائلاً: - اسمها ايه يا طارق
نظر اليه طارق قائلاً: - مريم.

لوك سامر الاسم في لسانه قائلاً: - مريم. بس ليه مش ماضيه على التصميمات بإسمها
هز طارق كتفيه قائلاً: - معرفش بس أكيد عشان بتشتغل تبع شركة دعاية فالامضاء بتكون باسم الشركة مش بإسمها هى
قال سامر بحماس: - على فكرة لو اشتغلت لوحدها هتعمل اسم جامد
قاطعهم مراد وهو يقف قائلاً: - خلاص زى ما اتفقنا. طارق اهتم بموضوع الفينيشينج والحملة. سلام أنا راجع المكتب عشان عندى معاد دلوقتى.

خرج مراد فهتف حامد قائلاً: - الراجل ده مبيريحش نفسه أبداً. ده ماكنة شغل
قال سامر وهو ينهض: - وعشان كدة دماغه جامدة في الشغل. وتدخل معاه أى مشروع وانت مطمن. يلا سلام يا شباب
قال له حامد مبتسماً: - امتى افتتاح الجاليري بتاعك
ابتسم سامر قائلاً: - يعني لسه شوية. بظبط فيه. بس قريب أكيد
قال طارق مبتسماً بحماس: - ايه ده أخيراً نويت تعرض أعمالك على الناس.

قال سامر: - أيوة يا سيدى خلاص نفذت الفكرة اللى كنت بأجل فيها
قال طارق مشجعاً ايه: - متقلقش يا سامر ان شاء الله هينجح نجاح كبير لانك فنان موهوب
قال حامد ساخراً: - آه موهوب أوى هتقولى على مواهبه
التفت اليه سامر بحده: - هو انت مبتعرفش تقول كلمة كويسة أبداً. كل كلامك سخرية كده
نهض حامد وتوجه الى الباب قائلاً: - سيبنالكوا انتوا الكلام الحلو. يلا سلام أنا كمان مش فاضيلكوا.

اقتربت مى من مريم الجالسه على مكتبها وقالت: - ايه اللى حصل امبارح؟
نظرت اليها مريم بدهشة وقالت: - مش فاهمة. ايه اللى حصل في ايه
ألقت مى نظرة على سهى المندمجة في عملها وقالت ل مريم بخفوت: - نزلت امبارح بعدك على طول أجيب حاجة من السوبر ماركت اللى أدم العماره. لقيتك واقفة مع الأستاذ طارق بتتكلموا وبعدين سبتيه ومشيتي.

قالت مريم وهي تضرب بأصابعها فوق لوحة المفاتيح: - مفيش اللى اسمه خالد ده وقفنى وكان بيغتت عليا. فجه أستاذ طارق يشوف في ايه
نظرت اليها مى وقالت بإهتمام: - قالك ايه يعني
قالت مريم بنفاذ صبر وهي تنظر اليها: - ما قاليش حاجه يا مى هيقولى ايه يعني سأل بس هو في ايه. واللى اسمه خالد ده عمال بيتغابي في الكلام فأستاذ طارق حاشه عنى واضطر يقوله انى خطيبته عشان يسيبنى ويمشى
قالت مى بضيق: - قال انك خطيبته؟

قالت مريم بصوت خافت: - أيوة اضطر يقول كده عشان خالد يحترم نفسه ويمشى
أومأت مى برأسها وعادت الى مكتبها ويبدو عليها علامات الضيق والحنق.

- مش عايز جنس مخلوج يعرف. وحجك محفوظ
تفوه جمال بتلك العبارة وهو جالس مع أحد الرجال في مكتبه. قال الرجل بتوتر: - بس آنى خايف يا جمال بيه
قال جمال بحده: - خايف من اييه دلوجيت. انت كل اللى مطلوب منيك انك تجبلى نسخه من الملف بس اكده ولا من شاف ولا من درى
قال الرجل بخوف: - بس لو عثمان بيه درى بالموضوع والله ليطوخنى.

هتف جمال: - واييه اللى هيخليه يدرى بس. انت لو عملت اللى جولتلك عليه مفيش حد هيعرف شئ واصل
ثم أخرج عدة رزم نقدية من الخزينه الموضوعه بجوار مكتبه وألقاها على الرجل قائلا: - خد دول. ولما تجبلى نسخة من الملف هعطيك زييهم
نظر الرجل الى المال وقد لمعت عيناه وقال: - انت تأمر يا جمال بيه آنى خدامك وخدام عيلة الهوارى
نظر اليه جمال بسخرية قائلا: - وعشان اكده بتشتغل عند عيلة السمرى مش اكده.

قال الرجل بحرج: - أصلهم بيدفعوا امنيح يا جمال بيه
أشار جمال الى الباب قائلاً: - طب يلا روح اعمل اللى جولتلك عليه. بس اوعى حسك عينك حد يدرى بالكلام اللى دار بيناتنا دلوجيت. انت مش جد الوجوف جدامى ها
قال الرجل بسرعة: - طبعا يا جمال بيه طبعا.

دخل طارق مكتب مراد الذي كان يجلس بصحبة سامر. قال طارق: - سلام يا مراد أنا ماشى عايز حاجه
تطلع اليه مراد قائلاً: - هتروح شركة الدعاية
أومأ طارق برأسه قائلاً: - أيوة. هتفق معاهم على الحملة بتاعة مشروعنا الجديد
فكر مراد قليلاً ثم قال: - عرفت اللى احنا محتاجينه تحديداً مش كدة
- أيوة أيوة متقلقش. يلا سلام
خرج طارق وتوجه الى سيارته لكنه وجد سامر خلفه يقول: - جاى معاك يا باشا.

ركب سامر بجوار طارق الذي سأله بدهشة: - جاى معايا ليه
نظر اليه سامر بخبث قائلاً: - عايز أشوف الفنانه اللى عملت التصميمات بتاعة شركتك. يعني. هي فنانه وأنا فنان فممكن نفهم بعض من أول نظرة
وغمز سامر بعينه. انطلق طارق بسيارته صمت لفترة ثم قال بهدوء: - متتعبش نفسك لأنها مش تيمك
ضحك سامر قائلاً: - وعرفت منين انها مش تيمي
- لما تشوفها هتعرف وتتأكد ان كلامى صح
- سيبنى أنا اللى أحكم.

قال طارق بهدوء: - براحتك. بس أنا حذرتك. تاعب نفسك في المشوار على الفاضى
دخل طارق و سامر الى مكتب مريم. اقترب طارق من مكتبها قائلاً: - مساء الخير يا آنسه مريم
رفعت مريم رأسها قائله: - مساء النور يا أستاذ طارق. اتفضل
جلس طارق و سامر. ألقت مريم نظرة على سامر ثم وجهت الكلام الى طارق قائله: - أنا قولت لحضرتك آخر مرة ان الشغل هيكون جاهز بعد بكرة مش النهاردة.

ابتسم طارق قائلاً: - لأ أنا مش جاى عشان الشغل بتاعى. أنا جاى عشان عايزك تمسكى حملة تانية. خاصة بمصنع ملابس وماركة جديدة نازلة السوق
قالت مريم بهدوء: - بس الكلام عن جملة جديدة بيكون مع أستاذ عماد وهو بيختار الديزاينر اللى بيقوم بالحملة.

رفع طارق حاجبيه قائلاً بتأكيد: - لازام انتى اللى تمسكلى الحملة دى. لاننا عجبنا شغلك انتى. وبصراحة شريكى لما شاف شغلك انبهر بيه وعشان كدة عايزينك انتى اللى تمسكى حملة الدعاية بتاعتنا.

كان كل من مى و سهى تتابعان الحوار الدائر بإهتمام. قالت مى بشئ من الحنق: - مفيش مشكلة يا أستاذ طارق. حضرتك كلم الأستاذ عماد وأنا عن نفسي خلصت الحملة اللى شغاله عليها وممكن أمسك حملة حضرتك وأظن حضرتك جربت شغلى وعارفه كويس
التفت لها طارق وقال مبتسماً: - طبعاً وشغلك ممتاز. بس شريكي أعجب بشغل الآنسة مريم عشان كده عايزها تحديداً اللى تمسك حملتنا.

فى هذه الأثناء كان هناك نظرات وابتسامات متبادلة بين سامر و سهى. قال طارق ل سامر: - مش كدة يا سامر؟
نظر اليه سامر وبدا وكأنه لم ينتبه للكلام فقال: - ايه. بتقول ايه
- بقولك اننا عايزين الآنسة مريم تحديدا اللى تمسك حملتنا مش كدة؟
قال سامر بسرعة: - أيوة أيوة طبعا. شغلها ممتاز فعلاً
قالت مريم بهدوء: - طيب حضرتك قول الكلام ده للأستاذ عماد وأنا عن نفسي معنديش مشكلة انى أشتغل في الحملة الدعائية لحضرتك.

ابتسم طارق قائلاً: - تمام كدة. هنروح حالا نتكلم مع أستاذ عماد. وبكرة ان شاء الله هرجعلك تانى عشان نتكلم في التفاصيل
قالت مريم: - ممكن نتكلم فيها النهاردة بدل ما حضرتك تروح وتيجي تانى
ابتسم لها طارق مرة أخرى قائلاً: - معلش خليها بكرة. يلا سلام أشوفك بكرة ان شاء الله.

خرج الاثنان وتوجها الى مكتب عماد للاتفاق على الحملة الجديدة. ثم توجها الى سيارة طارق. انطلق طارق في طريقة فابتسم له سامر بخبث قائلً: - هو فيه ايه بالظبط يا طارق
التفت اليه طارق بدهشة: - مش فاهم تقصد ايه
- كان ممكن تقولها تفاصيل الحملة الموضوع مكنش هياخد 10 دقايق
نظر طارق أمامه ولم يعلق فضحك سامر قائلاً: - معاك حق هي مش تيمي خالص.

ثم التفت اليه بخبث قائلاً: - بس خدت بالك من الموزه اللى كانت معاها في المكتب
قال له طارق: - مين قصدك. انهى فيهم
- اللى كانت لابسه بدرى روز
مط طارق شفتيه قائلاً: - مخدتش بالى منها
رفع سامر حاجبه قائلاً: - آه صح. ما انت كنت مركز في حتة تانية
التفت اليه طارق قائلاً: - سامر يا حبيبى. خليك في حالك أحسن
ابتسم سامر ونظر أمامه. أما طارق فقد بدا عليه الشرود والتفكير.

عاد مراد الى بيته وتوجه الى غرفة الطعام حيث كان الجميع مجتمعاً: - مساء الخير يا جماعه
- مساء النور
مساء النور يا أبيه
قال مراد وقد بدا عليه الإرهاق: - أنا طالع أغير هدومى وأنام
قالت له أمه بحده: - مش هتتعشى يعني
- لأ مليش نفس. تصبحوا على خير.

دخل غرفته فوجت والدته خلفه. دخلت وأغلقت الباب ووقفت أمامه. ثم. أخرجت احدى الصور من جيبها ومدت يدها اليه. أخذ الصورة بدهشة. فوجدها صور لفتاة جميلة محجبة. نظر الى والدته قائلاً: - ايه ده؟
قالن له ناهد بحزم: - عروسة. بنت واحدة صحبتى. بنت عيلة كبيرة ومحترمة و مهندسة و...
قاطعها مراد وهو يلقى بالصورة على الكمودينو قائلاً بضيق: - تانى يا أمى. تانى.

صاحت بغصب: - تانى وتالت ورابع وعاشر لحد ما تريح قلبي وتتجوز
صاح بحده: - يعني هو جوازى اللى هيريح قلبك
- أيوة يا مراد
صمت قليلا وبدا وكأن عيناه تشتعل غضباً ثم قال بصرامة: - ماما. أنا مش هتجوز. أنا مش هتجوز. فاهمة معنى كلامى. أنا. مش. هتجوز. أبداً.

نظرت اليه أمه بغضب. ثم تركت الغرفة وخرجت وأغلقت الباب خلفها بشدة. زفر مراد بضيق وجلس على فراشه وقد بدا عليه الغضب. التفت للصورة الموضوعه على الكمودينو بجواره ودون أن يلقى عليها نظرة أخرى مزقها قطع صغيرة ثم قام وألقاها في سلة المهملات.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة